وكم من جبال قد علت شرفاتها **** رجال فبادوا والجبال جبال
جبل دمخ : يعتبر جبل دمخ من أكبر الجبال التي تقع في عالية نجد في وسط المملكة العربية السعودية ويقع شمال طريق الرياض - الطائف السريع بعد أن تتجاوز بلدة حلبان متجه غرباً وفي طريقك للطائف تجد قريةً صغيرة وهي الصقيّع على شمال الطريق السريع ويقع شمالًا منها جبل دمخ ويُرى منها بالبصر. إرتفاعه عن سطح البحر 1382 متراً وارتفاعه عن سفحه 422 متراً
صوره من القوقل ايرث يتضح فيها دمخ والفريده
قال الأصفهاني : ومن جبال أبي بكر دمخ، وقد ذكره الهمداني أيضاً بهذا الاسم وذكر منمياه الكاهلة ، ماء الكاهلة لا يزال
معروف بهذا الاسم في شرقي دمخ . وذكر أيضاً عن دمخ أنه من أشهر جبال نجد غرب العرض ويعانون بصعوبة النطق به
( المطر غطا دمخوالعقل الرقاط ورا الأرطاة ) : المطر غطى دمخاً والعقل الرفاط وراء الأرطاة .
قال أبو حاتم : والدماخ واديان : يقال لها ناعمتا دمخ , وأنشدالراعي:
لعمري إن العاذلاتي موهنا *** بناعمتي دمخ لينهين ماضيا
قال ياقوت ( 574- 626هـ ): الدماخ : بكسر أوله , وآخره خاء معجمة : جبال بنجد ويقال اثقل من دمخ الدماخ قيل : هو جبل من جبال ضخام
في حمى ضرية , فالدماخ اسم لتلك الجبال ودمخ مضاف إليها
جبل دمخ من الجهه الشماليه
وقال النابغة الذبياني:
وأبلغ بني ذبيان أن لاأخا لهم ** بعبس إذا حلُوا الدماخ فأظلما
بجمع كلون الأعبل الجون لونه ** ترى في نواحيه زهيراً وحذيما
هم يردون الموت عند لقائه *** إذا كان ورد الموت لا بد أكرما
وأيضا قال ياقوت : قال أبو زياد : دماخ جبال أعظمها دمخ , وهي أوطان عمرو بن كلاب , لم يدخل مع عمرو بن كلاب في دماخ أحد إلا حلفاؤهم منعادية بجبيلة . وقال هي دماخ أوشال منها وشلان لا يؤبيان كلاهما يسقى به النعم وأوشال سوى ذلك لا يسقي بها الناس شاءهم ولا يقدر عليها النعم , أما الذي يمنع النعم منها فصعوبة الجبل وأما الذي يمنع الشاء فالاباء لانها تشرب بها الأروى وإذاشربت منه النعم في مشارب الأروى وشمت أبعارها أخذها داء الأباء فقتلها وإنما يضرب المعزى , وأما الضأن فلا يكاد يضرها . ودمخ جبل نسب إليه بما حوله .
وقالأبو عبيدة : الدماخ وأظلم جبلان قال أبو منصور: قال ثعلب عن ابن الأعرابي الدمخ الشدخ , وقال
: ولم أسمعه لغيره .
وقال ياقوت أيضاً : دمخ بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره خاء معجمة : اسم جبل كان لأهل الرس مصعده في السماء ميل , وقيل : جبل لبني نفيل بن عمرو بن كلاب فيه أوشال كثيرة لا تكاد تؤتى من أن يكون فيها ماء قال { بركنه أركان دمخ لا تقر }
ويذكر ابن بليهد ( 1310-1377هـ ) في كتابة صحيح الأخبار عن دمخ { " وقيل عن دمخ " دمخ بفتح أوله , وإسكان ثانيه , وبالخاء المعجمة : جبل محدود في رسم ركبة,
قال مزاحم العقيلي :
حتى تحول دمـخا عن مواضعه ** وهضب تربان والجلحاء من طنب
وتربان وطنب :جبلان أيضا . وقال حمزة بن الحسن الأصفهاني : دمخ جبل من جبال ضريه : طوله في السماء ميل , يقال في المثل : أثقل من دمخ الدماخ , وربما جمعوه بما حوله , فقالوا : دماخ
قال الحطيئه :
إن الرزية لا أبالك هالك ** بين الدماخ وبين دارة خنزر
قال عنه ابن جنيدل في كتابه عالية نجد عن دمخ {" 00 جبل أحمر كبير واسع له مناكب عالية وفيه مياه وأودية ودارات وله شهرة في أخبار العرب وأشعارها قديمها وحديثها ومعروف بهذاالاسم قديماً ولم يتغير ، يقع غرب عرض شمام وشرق العلم ."}
وذكر فهاد ابن هملان السهلي في كتابة (معجم بلاد بني كلاب وقبيلة السهول) : "دمخ من بلاد قبيلة السهولقديما 00 فإن ارتباط قبيلة السهول ببلادهم القديمة يتضح جليا من مسميات بعض عشائرهم وأفخاذهم عندما تسموا بها في ذلك الوقت ومع مرور الزمن أصبحت هذه الأسماء تطلق على عشائر وأفخاذاً منهم , فهناك مثلا آل دمخ فخذ كبير من بطن الزقاعين من قبيلة السهول "
هذا الجزء من الجبل بالجهه الجنوبيه الشرقيه يسمونه دغمان او الدغماء
ويوجد في جهة جبل دمخ الجنوبية الغربية شجر السمر و السلم و السرح ويقصدها الناس للإحتطاب ويحف بجبل دمخ من الجهه الغربية وبجوار هذه الأشجار وادي ( شعيب ) السرحي وقد اشتق اسمه من شجر السرح ويتجه من الشمال إلى الجنوب ويصب في وادي السره , وفي ناصفة دمخ يوجد بئر ماء غذب هو مورد قديم يسمى الفضيه يقع في الجهة الغربية من الجبل في وسط شعب شمال فيضة ناصفة دمخ .
وكذلك يوجد ماء نبع يقال له القطار ويقع في الجهه الجنوبية الغربية وهذا الماء يزيد وقت هطول الأمطار وهو وشل وقد حدثني احد كبار السن من البادية انه قد ورد هذا الماء قديما وقد ملأ منه قربته وكان في طريق ارتحالهم , وكان الماء ذلك الوقت وفير اما في وقتنا الحاضر فقد نضب وذلك لقلة الأمطار . كما يوجد ماء أخر في جبل دمخ وهو ماء ( الجدعاء ) وهو أيضاً نتيجة تجمع مياه الامطار
احد الاوديه وسط دمخ
وأيضاً مورد مياه آخر في دمخ وهو الكاهلة: وهو ماء حلو قديم واقع في الجهه الشرقيه منه معروف بهذا الأسم قديما وهو من مياه عمرو بن كلاب قديماً, وقد ذكر الهمداني هذا الماء بهذا الاسم ( الكاهلة )، لا يزال معروف بهذا الاسم حتي وقتنا الحاضر .
ويوجد بجانب جبل دمخ ثنية تقع على طرفه الشمالي فيها جبيلات سود صغار تقع هي في شماليها. وبين الثنيه وجبل دمخ مسلك طريق كان قديما تسميه البادية ريع الحاج وقد اشتق له هذا الاسم من مرور الحجاج قديماً عبر هذا المسلك وهم في طريقهم لمكة المكرمة أو عائدين منها . أما التسمية الثانيه فهي ريع غرور وينفذ ريع غرور على جبل صغير يسمى وتده يقع بين دمخ والعلم
ثنية دمخ
وعن جبل غرور ذكر ابن جنيدل {" غرور : بغين معجمة مضمومة ثم راء مهملة مضمومة بعدها واو ساكنة وأخره راء مهملة : جبل أسود غير مرتفع , يقع شمالا من جبل دمخ , يعترض من الجنوب إلى الشمال , وفي جانبه الشرقي برقة , وجانبه الغربي فيه ماء يدعى العضيانية ,لقبيلة الشيابين , وناحيته الشمالية فيها ماء يدعى زنيفرة , بلفظ التصغير ,نسبة إلى رجل من قبيلة العصمة يدعى زنيفر , احتفرها . وهذه الأمواه تابعة إداريا لمركز الخاصرة القريب منها , وجبل غرور معروف بهذا الاسم قديما وفي هذا العهد .
قال ياقوت :غرور : بضم أوله وتكرير الراء , جبل بدمخ في ديارعمرو بن كلاب , وقال أبوزياد : الغرورة ماء لبني عمرو بن كلاب , وهي حذاء جبل يسمى غرورا , وأنشد للسري ابن حاتم يقول :
تلبث عن بهية حادِياها ** قليلاً ثم قاما يحدوان
كأنهما وقد طلعا غُروراً ** جناحا طائرٍ يتقلبان
ويبدولي أن الماء الذي ذكره ياقوت عن أبي زياد بإسم الغروره هو المياه الواقعة في كنف جبل غرور , لأنها كلها مياه قديمة عثر عليها وحفرت ونسبت إلى محتفريها ." } انتهى كلام ابن جنيدل.
وقال امرؤ القيس :
عفا شطب من أهله فغرور ** فمربولة إن الديار تدور
أما فريدة دمخ هضبة كبيره شهباء منقطعة منه واقعه جنوبا منه فيما بينه وبين وادي السرّه وهذه الهضبة تشبه جبل دمخ في لونه وتكوينه الطبيعي تناوحه من الجنوب وكأنها منقطعه منه ، ويمر بينها وبين جبل دمخ طريق الرياض - الطائف السريع بعد أن تتجاوز بلدة حلبان وقبل وصولك إلى بلدة الخاصرة، وعن فريدة دمخ ذكر ابن جنيدل " ويبدو لي أنها هي التي ذكرت في كتب المعاجم ووردت في الشعر العربي بإسم ( بتيل ) قال ياقوت: بتيل جبل يناوح دمخاً. وقال أيضاً قال الحارثي : بتيل جبل أحمر يناوح دمخاً"
وقال أحد الشعراء
لَعَمَري لقد هام الفؤاد لحاجة ** بقطّاعة الأعناق أُم خليل
فمن أجلها أحببت عونا وجابرا *** وأحببت وِرد الماء دون بتيل
ويوجد بجانب جبل دمخ من جهة الشرق جبل اصغر منه اسمه الدغماء والبعض يسميه دغماء دمخ ويمر بين الجبلين وادي ( شعيب ) ادغمان وينحدر سيلة من الشمال بإتجاه الجنوب ويقطع طريق الرياض - الطائف السريع وقد وضع له معابر يمر من خلالها الماء ويصب بوادي السره
وجبل دمخ يقع ضمن مركز الخاصرة ادارياً وجنوب عنه تقع قرية صغير تدعى ( الصقيع ) ويسكنها الشيابين من قبيلةعتيبة
ورد ذكر جبل دمخ في كثير من الشعر الفصيح وكذلك الشعر النبطي الشعبي ، اورد لكم بعض ما استطعت جمعه :
قال الشاعر / موهوب بن رشيد القريطي :
مقيما ماأقام ذرى سواج " -" ومابقي الأخارج والبتيل
وقال ابن مقبل :
لمن الديار بجانب الأجفار"-" فبتيل دمخ أو بسفح جرار
وتقول جحيفه الضبابيه:
وقد جعلوا دمخا ً شمالاً وجاوزوا "-"بتيلا وحاديهم على السير واظب
وقال سعيد بن عمرو الزبيدي وكان ساعياً على بني كلاب :
ألاليتني بُـدلت سلعاً وأهله ** بدمخ وأضرابا بهضب دخول
احد الابار بجبل دمخ مغطي بباب حتى لايدفنه السيل
وقال طهمان بن عمروالدرامي :
عذرتك يا عيني الصحيحة والبكي ** فما لك ياعوراء والهملان
كفى حزناً أني تطاللت كي أرى *** ذرى قلّتي دمخ كما تريان
كأنهما والآن يـجري عليهـما ** من البعد عينا برقع خلقان
ألا حبذا والله لو تعلمانه ** ظلالكما يا أيها العلمان
وماؤ كما العذب الذي لو وردته ** وبينا فض حمى إذاً لشفاني
وقال شاعر آخر من بنى كلاب:
مغـتربا أصبحت في رامهرمز ** نعم كل نجدي هناك عريب
فياليت شعري هل أسيرن مصعداً ** ودمخ لأعضاد المطي جنيب
وقال محمد بن إدريس ابن ابى حفص اليمامى:
ولقد دعانا الخثعمى فلم يزل ** يشوى لديه لنا العبيط وينشل
من لحم تا مكه السنام كانها ** با لسيف حين عدا عليها مجدل
ظلال طهاة بلحمها وكانهم ** مسـتوثبون قطـار نمل ينقل
وكأن دمخ كبيره وكأنما ** ثـهلان أصغر ريدتيه ويذبل
وكأن أصغر ما يدهده منهما ** فى الـجو أصغرمالديه الجندل
وقال تميم بن أبي بن مقبل :
لمن الديار بجانب الاحفار ** فبتيل دمخ أوبسلع جزار
أمست تلوح كانها عاميه ** والعهد كان بسالفالأعصار
وقال مالك بن زرعه الباهلي:
بـملمومة شهباء لو نطحوابـهاعمايه او دمـخا الزالت صخورها
وقال الحطيئه :
إن الرزية لا أبالكهالك ** بين الدماخ وبين دارة خنزير
وقال الشاعر /محسن الهزاني :
ركايب غب المسارى بـهن زوم ** ومربعات في ذرى كل شغموم
بين الطويل وبين دمخ والأكموم ** في فقرة يقعد لها كل مصلاح
وقال الشاعر / محمد بن بليهد :
من ماكر في نايفات الشواذيب ** في دمخ والا في طويل حلباني
حرار تذبح صيدها بالمخاليب ** والـكل منها نـادر صيرماني
وقال احد الشعراء :
عديتبي بالقيظ راس الزباره ** وجبت الحطب لك من ورا دمخ وغرور
وأيضا ورد اسم دمخ في قصيدة للشاعر هويشل بن عبدالله وهو في مكة وقد وادع البيت الحرام واشتاق إلى أهله و موطنه في العرض :
معاد عقب موادع البيت قامات ** ياناشدين الهجن عما وراها
ياللي ركايبهم من الجوع لصبات ** صرف عليها بالهلل ما هجاها
سقوا إلى حطوالها الشرق يمات ** وإن نكبت شمس العصير بقفاها
قد عقبت ذيك الخشوم المنيفات ** حطت حضن وخشوم غرب وراها
تشرب من الوادي وتصدر محيلات ** تبغي من الصخه دغاليب ماها
وسقواإلى بانت لهن العلامات ** صبحا على أيـمنها ودمخ حذاها
والصبح مطالعة علاوي شمالات ** قد قدموا قبل النكيف بشراها
وأيضا ورد اسم دمخ في قصيدة للشاعر / محسن الهزاني وهو يصف قلائص ركب بعثه من جرعاء نعام لصديق له في الإحساءفقال
من قصيدة طولية نكتفي بهذه الأبيات منها :
دن لى شروى الحناياالعوج عوص ** أو عراجين العياد المحنيات
مربعات ذالهن اربع سنين ** بين دمخ والينوفي راعيات
من عذاوي ما تزخرف بالفياض ** وماتدفق من عياز الرايحات
يسرحن الصبح من جرعا نعام ** والعصير منكبات مزعلات
والعتيم القابله من غير أين ** يشربن بروسهن من ما الصراة
وجه من دمخ ممن خبرو دروبه ومسالكه
عسى ان ينال استحسانكم
محمد بن سيف
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله المنصور
