السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات
أحبتي الكرام في منتدى مكشات
خرجت يوم الأربعاء من الدوام والذي ينتهي الساعة الخامسة عصرا
وعلى الفور ذهبت إلى المنزل ولملمت أغراضي على عجل ثم غادرت مدينة الرياض
من أجل توصيل الأهل للديره , وبعد ما أنزلتهم عند أهلم هناك وذلك قرابة الساعة التاسعة مساء
انطلقت للبر ومعي ابني في (المرحلة الأولى المتوسط ) والذي كان هو كذلك متشوقا جدا لمرافقي من أجل المبيت في البر وإزالة عناء أسبوع من العمل والدوام المتعب
وصلت المكان المقصود للنوم والذي أعرفه من قبل وهو يقع بين الطريق الواصل بين المجمعة والزلفي .
وكان كلي أمل أن أنام أنا وأبني نوما هادئها بعد عناء أسبوع من العمل المتعب جدا .
وصلت المكان وكانت السماء صافية جدا بعد السحب التي أزالت كل العوالق الترابية
وفعلا كانت النجوم تتلألأ بشكل يشرح الخاطر
ونسمات الهواء العليل تداعب الجسم وكأنها مساج يرخي العضلات ويريح الأعصاب
أنزلت عفشي / الفرشات والماء وفرش النوم وبعض الأغراض وأعددت المكان بشكل مناسب
ووضعت فراش ابني بجانب السيارة وأما انا فابتعدت قليلا
أنزلت رأسي على فراشي وقرأت وردي ثم بدأت أتامل في ملكوت الله
وفي هذه النجوم والشهب وأقول في نفسي
(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
وماهي إلا لحضات إلا ونمت نوما عميقا من شدة التعب والأرهاق .
أما ابني فلأنه نام بعد أن عاد من المدرسة لم يخلد للنوم بل جلس في فراشه متأملا تاره ويلهوا بالجوال تارة أخرى
وعند قرابة الساعة الواحدة ليلا أفقت فزعا ومذعورا على صراخ أبني وهو يصرخ ويقول
انتبه يا أبوي انبته يا أبوي لا يدعسونك..!!!
استيقضت فزعا جدا وإذا بسيارة وانيت غمارتين نيسان متهالكة
قادمة نحونا بسرعة وكأنه يريد أن يدهسني
انتفظت من فراشي بسرعة لأتفاداه وفي الوقت نفسه حرف السيارة عني ثم أخرج رأسه من النافذه وصرخ بكل ما أوتي من قوة صرخة فاحشة قبيحة ...!!!
أفزعتنا صرخته كما أفزعتنا محاولة دهسة لنا
ثم ولى هاربا وهو ويضحك ومن معه من رفاقه وكان عددهم تقريبا ثلاثة..!!
طبعا بلغت نبضات قلبي أسرع ما يمكن بعد ما كانت أقل ما يمكن
وكأن الأدرينالين قد بلغ حده الأقصى في جسمي وبدأ يعمل دوره في شحذ الانبتاه لأقصى حد تحسبا لما سيقومون به مرة آخرى.
وبدأ التفكير السريع ينتابني
* هل أركب سيارتي والحقهم وأتفاهم معهم ..؟؟
* أم أحاول أن أدهسم وأصدمهم بسيارتي وهي أكبر وأرفع من سيارتهم القديمة المتهالكه..؟؟
لكني تعوذت بالله من الشيطان وتركتهم ليولوا هاربين وهم في قمة السعادة والضحك..!!
وأنا وابني في قمة الصدمة والخوف
الخلاصة أني وقفت وتابعتهم بنظري حتى تواروا في عمق الصحراء
تعوذت بالله من الشيطان الرجيم ومن إخوانه الذين كانو في هذا الونيت وتحسبت عليهم .
وبعد أن هدأت الأمور طمئنت أبني أنهم شباب أشرار سفهاء حقيرين
حققوا ما يريدون من الاستمتاع بإيذا الأخرين ولن يعودوا إن شاء الله .
سألت أبني متى شاهدتهم..؟؟
قال وأنت نائم أتو من بعيد ثم اقتربوا وداروا حولنا ثم بعدها ابتعدوا مرة أخرى ليأتي مسرعا ويفعل ما فعل .
قلت له الحمد لله الذي سلمنا منهم
فجلسنا نفكر قليلا فابني اقتراح أن نغير المكان
أما أنا فكنت في غايه الأرهاق وقلت لن نغير المكان لكن
قررت أن اقرب فراشي وفراش ابني من السيارة حماية لنا لو عادوا
جلست قرابة الساعتين متيقظا ومتحفزا لو عادوا
وتذكرت في خلال هذه المدة قول الله تعالى
( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (الأحزاب:58)
وتذكرت أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم
" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
وما ورد في الأثر " من أذى الناس في طرقاتهم فعليه لعنة الله والناس والملائكة أجمعين "
جلست أتأمل ماذا استفادوا من هذا التصرف الأرعن..؟؟
وماهي حدود الاستتمتاع واللهو عندهم التي تصل بهم لترويع الناس الأمنين وإيذاء الأخرين...؟
...
في الحقيقة فكرت كثيرا تلك الليلة والتي فقدت فيها لذة النوم فكانت غفوات خفيفة وسريعة
حتى أنجلى الليل وحل الفجر لأرجع للديره ..
فقررت أن أوجه لهم رسالة عبر منتدى مكشات المبارك ومن هذا الصرح الكبير
أدعوهم أن يتوبوا إلى الله وأن يكفوا عن إيذا الأخرين
وإلا قد تصيبهم دعوة من الناس لا يرون بعدها إلا التعاسة وحياة الضنك وعدم التوفيق في كل أمر ..
أتمنى أن تصلهم رسالتي أنهم بمثل هذه السلوكيات لن يجنوا إلا الدعاء عليهم واللعن والاستحقار من الناس
وربما يأتي يوم يسلط الله عليهم من هو أشد منهم بأس وقوة وجرئه وينكل بهم كما نكلوا بالناس .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
.....
فيا أحبتي الكرام لو كنتم مكاني ما كنتم ستفعلون ..؟؟؟
محبكم ناصح