سبق أن قمت بزيارة خاصة لهذا المعلم الجغرافي الهام في بلادنا يوم الخميس 2 /11/ 1425 هـ ، وبرفقتي الصديق أبو عبدالله ..
وقد كتبت عن هذه الرحلة بطريقتين ، إحداهما مختصرا يجمع بين الجد والهزل ، وقصدت به أحد المنتديات الإنترنتية ، ونسخة أخرى كتبتها بطريقة تميل للناحية العلمية ، وقصدت بها إحدى المجلات المتخصصة .
وعند قراءتي لإستفسار بعض الأخوة هنا عن مقلع طمية أو فوهة الوعبة ، فقد فضلت أن أنشر هنا النسخة الثانية الجادة ، على إني أحب دائما الكتابة بالطريقة الأولى لما لها من قبول لدى الكثيرين من القراء أو المستمعين .. و لبقاء هذه المادة هنا كمصدر لمن يريد معرفة المزيد من المعلومات عنها ، ولقلة من كتب عنها باللغة العربية .
( جمعت هذه المادة مما قرأته في الكتب المتخصصة ، علمية كانت أو تراثية ، عن جغرافية وجيولوجية الجزيرة العربية ، ومما كتب في الإنترت خاصة المواقع الأجنبية ومقارنتها بما رأيته على أرض الواقع لمدة تزيد عن الخمس ساعات )
------------------------------------------------
الاسم العلمي :
يطلق عليها علميا فوهة الوعبة AL waabah ، فوهة بركان خامد منذ مئات السنين ، يقع شمال قرية أم الدوم بحوالي 30 كم ، الواقعة شمال طريق الرياض - الطائف بحوالي 38 كم ، وشمال شرق محافظة الطائف بحوالي 175 كم ، و تبعد عن مدينة الرياض بحوالي 730 كم ، وبتقاطع خط الطول 41.08.299 شرقا ، بدائرة العرض 22.54.040 شمالا .. ( سميت هذه القرية بأم الدوم لكثرة نخيل الدوم فيها ، وهي أشجار شبيهة بشجر النخيل المعروف ، لكن تشترك عدة شجيرات بجذع واحد ، وبتفرعات عديدة ، ويكثر هذا النوع من النخيل جنوب المدينة المنورة ، و قد ذُكرت عدة أسباب لنشوئه بهذا الشكل ) ..
وهذا أحد الشوارع الرئيسية بأم الدوم .
وهنا الفوهة ( الصورة ليست صورة واحدة ، و إنما خمس صور بانورامية ، لصقتها ببعضها ، لأن العدسة العادية لا تغطي الفوهة عن قرب ، وإذا إبتعدت فإن معالم الفوهة لا تظهر كثيرا ، وأفضل طريقة لذلك هو اللقطات البانورامية المركبة ) ..
تعد هذه الفوهة من مخلفات براكين حرة كشب المشهورة بوسط شرق الدرع العربي المتكونة بالعصر الكامبري ، الذي يعتبر أقدم العصور التاريخية ، وللدرع العربي شقيق يقع غربه وهو الدرع النوبي ، لكن الأخدود العظيم الذي كون البحر الأحمر هو ما قسم الدرع الكبير ليكون درعين شرقي وغربي ( الشرقي ويقع في شبه الجزيرة العربية ، والغربي ويقع شرق قارة أفريقيا ) ..
والحرات هي نتاج مقذوفات البراكين عبر مئات السنين ، وتتميز بسواد صخورها وتربتها ، وقد نقلت الرياح الذرات الصغيرة منها لأماكن أبعد ، أما القريبة فتأثرت بعوامل التعرية الميكانيكية والكيميائية ، ولذا نستطيع القول بأن أكثر من 55 % من صخور الدرع العربي هي من الصخور النارية ، والباقي من الصخور الجرانيتية ، وقد أثبتت السجلات الجيولوجية أن آخر براكين شبه الجزيرة العربية كان في حرة رهط جنوب المدينة المنورة عام 1256م ..
( هنا جزء من وسط الفوهة ، لاحظوا بعد القاع ، بعد أن نزلت ما يقارب من خمسة عشر مترا عبر أحد الرفوف التي بمقدرونا الهبوط التدريجي والإقتراب من الفوهة ، رفيق الرحلة رفض النزول ، يقول دخت و أنا أشوف من بعيد ، وراي كومة بزران بالرياض ) ..
وصف الفوهة :
حفرة كبيرة جدا ، قطرها حسبما قرأت يزيد على 1500 متر ، من شمالها إلى جنوبها وعمقها يبلغ مائتين وخمسين متر تقريبا .. وهناك من قدر عمقها بثلاثمائة متر ، وأجزم أنها كانت أعمق من ذلك ، لكن إتجاه الأودية المحملة بالطمي والحجارة طمر جزء منها ، وقد تتبعت خط سير الشعاب والأودية القريبة ووجدت أن معظمها تصب في الحفرة ، خاصة من الجهة الشرقية ، وجزء من جهتيها الشمالية والجنوبية ، ولا يمكن النزول إليها بسهولة إلا من خلال جزء صغير في شماليها الشرقي ، لكن عملية النزول والصعود تستغرق عدة ساعات ..
( هنا يبدو المكان الذي يمكن النزول عبره ، وبخطوط متعرجة بحثا عن أقوى الصخور خوفا من الإنزلاق ) ..
وبالطبع فالفوهة ليست دائرية بشكل دقيق ، وإنما لاحظت أن قطرها الشمالي - الجنوبي ، أطول من قطرها الشرقي - الغربي ، وحواف الحفر شبه عمودية ، إلا أن جزء من شماليها الشرقي ، يتدرج مكونا رفوفا كبيرة ، و في أعلى هذا الجزء نبتت أشجار النخيل التي نمت من النوى الذي خلفه من مر هناك ، ومن خلال هذا الجانب فقط ، يستطيع من يتمتع بلياقة بدينة عالية أن ينزل و بصعوبة إلى قاع الفوهة .
يتبع وللموضوع بقية إن شاء الله ..