15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27 منتديات مكشات


::::::: تابعونا على تويتر مكشات :::::::


مرحبا بكم في منتديات مكشات

::::::: تطبيق مكشات للأجهزة الذكية :::::::


تفعيل العضوية

إرسال كود التفعيل

مركز تحميل الصور

باحث قوقل لمكشات

الرصد الجوي

رادارات المناطق

إستعادة كلمة المرور

تنبيه : منتديات مكشات تمنع عرض أو طلب الأسلحة أو الذخائر بكافة أنواعها ، كما تمنع طرح مواضيع عن أي أسلحة عسكرية
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 25

الموضوع: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أرسله الله سبحانه بالحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى ربه بإذنه وسراجا منير صلى الله عليه وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن اقتفى اثرهم وسار في منهجهم إلى يوم الدين اما بعد فسوف نقوم إنشاء الله تعالى بشرح كتاب الأنواء لابن قتيبة الدينوري وسوف نواصل هذا الشرح ما استطعنا وبالله التوفيق والسداد
    بندر بن سعد زاكي


    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
    افتتح المؤلف رحمه الله تعالى كتابه بالبسملة تأسيا بالقران الكريم
    والبسملة في اللغة والاصطلاح : قول : بسم الله الرحمن الرحيم . يقال : بسمل بسملة : إذا قال ، أو كتب : بسم الله . ويقال : أكثر من البسملة ، أي أكثر من قول : بسم الله .
    اتفق الفقهاء على أن البسملة جزء من آية في قوله تعالى : { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } .
    واختلفوا في أنها أية من الفاتحة ، ومن كل سورة . والمشهور عند الحنفية ، والأصح عند الحنابلة ، وما قال به أكثر الفقهاء هو : أن البسملة ليست آية من الفاتحة ومن كل سورة ، وأنها آية واحدة من القرآن كله ، أنزلت للفصل بين السور ، وذكرت في أول الفاتحة . ومن أدلتهم ما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين } ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، فإذا قال : { الرحمن الرحيم } ، قال الله تعالى : مجدني عبدي ، وإذا قال : { مالك يوم الدين } ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : { إياك نعبد وإياك نستعين } ، قال الله تعالى : هذا بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل » فالبداءة بقوله : { الحمد لله رب العالمين } ، دليل على أن التسمية ليست آية من أول الفاتحة . إذ لو كانت آية من الفاتحة لبدأ بها ، وأيضا : لو كانت البسملة آية منها لم تتحقق المناصفة ، فإنه يكون في النصف الأول أربع آيات إلا نصفا ، وقد نص على المناصفة ، ولأن السلف اتفقوا على أن سورة الكوثر ثلاث آيات . وهي ثلاث آيات بدون البسملة . وورد في كل مذهب من المذاهب الثلاثة غير ما سبق . ففي المذهب الحنفي أن المعلى قال : قلت لمحمد : التسمية آية من القرآن أم لا ؟ قال : ما بين الدفتين كله قرآن ، فهذا عن محمد بيان أنها آية للفصل بين السور ، ولهذا كتبت بخط على حدة . وقال محمد : يكره للحائض والجنب قراءة التسمية على وجه قراءة القرآن ، لأن من ضرورة كونها قرآنا حرمة قراءتها على الحائض والجنب ، وليس من ضرورة كونها قرآنا الجهر بها كالفاتحة ... وروى ابن عباس أنه قال لعثمان : لم لم تكتب التسمية بين ، التوبة والأنفال ، قال : لأن التوبة من آخر ما نزل ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ، ولم يبين لنا شأنها ، فرأيت أولها يشبه أواخر الأنفال ، فألحقتها بها ، فهذا بيان منهما على أنها كتبت للفصل بين السور . والمشهور عند المالكية : أن البسملة ليست آية من القرآن إلا في سورة النمل ، فإنها جزء من آية ، ويكره قراءتها بصلاة فرض - للإمام وغيره - قبل فاتحة أو سورة بعدها ، وقيل عند المالكية بإباحتها ، وندبها ، ووجوبها في الفاتحة . وروي عن الإمام أحمد أن البسملة من الفاتحة ، لما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قرأتم : { الحمد لله رب العالمين } ، فاقرءوا : بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم آية منها } ولأن الصحابة أثبتوها في المصاحف بخطهم ، ولم يثبتوا بين الدفتين سوى القرآن ، وما روي عن نعيم المجمر قال : صليت وراء أبي هريرة ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن . وما رواه ابن المنذر { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن ، وعدها آية ، { والحمد لله رب العالمين } آيتين } . وقال ابن المبارك : من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية وروي عن الإمام أحمد : أن البسملة آية مفردة ، كانت تنزل بين كل سورتين فصلا بين السور . وعنه أيضا : أنها بعض آية من سورة النمل ، وما أنزلت إلا فيها . وعنه أيضا : البسملة ليست بآية إلا من الفاتحة وحدها . ومذهب الشافعية : أن البسملة آية كاملة من الفاتحة ومن كل سورة ، لما روت أم سلمة رضي الله عنها : { أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة : بسم الله الرحمن الرحيم ، فعدها آية منها } ، ولما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الحمد لله سبع آيات ، إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم } . وعن علي رضي الله عنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قرأتم : { الحمد لله رب العالمين } ، فاقرءوا : بسم الله الرحمن الرحيم ، إنها أم القرآن والسبع المثاني ، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها } ، ولأن الصحابة أثبتوها فيما جمعوا من القرآن في أوائل السور ، وأنها مكتوبة بخط القرآن ، وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن ، وأجمع المسلمون على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى ، والبسملة موجودة بينهما ، فوجب جعلها منه . واتفق أصحاب المذاهب الأربعة على أن من أنكر أنها آية في أوائل السور لا يعد كافرا . للخلاف السابق في المذاهب .
    (وبه توفيقى) أي اسأله التوفيق وفي الحديث لا يتوفق عبد حتى يوفقه الله وفي حديث طلحة والصيد إنه وفق من أكله أي دعا له بالتوفيق واستصوب فعله
    قال المصنف رحمه الله تعالى
    (هذا كتاب) أي كتاب الأنواء في مواسم العرب وهذا الكتاب من أهم المصادر والمراجع التي تعنى بعلم الأنواء بل يعد المصدر الأول الذي بقي مكتوبا والمرجع الأساسي لصلب المادة العلمية المكتوبة التي بقت من هذا الفن والذي على مذهب العرب ألفه الإمام ابن قتيبة الدينوري وذكر فيه ماكانت عليه العرب في علم الأنواء. هذا الكتاب من أفضل الكتب في الأنواء بل من اوائلها ألفه الإمام ابن قتيبة الدينوري وابن قتيبة هو أبومحمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدِّينورِي. عالم وفقيه وأديب وناقد ولغوي، موسوعيُّ المعرفة، ويعد من أعلام القرن الثالث للهجرة. ولد بالكوفة سنة 213 هـ، ثم انتقل إلى بغداد، حيث استقر علماء البصرة والكوفة، فأخذ عنهم الحديث والتفسير والفقه واللغة والنحو والكلام والأدب والتاريخ، مثل أبي حاتم السجستاني وإسحاق بن راهويه وأبي الفضل الرياشي وأبي إسحاق الزيادي والقاضي يحيى ابن أكثم والجاحظ، ولهذا اعتبر ابن قتيبة إمام مدرسة بغدادية في النَّحو وفَّقت بين آراء المدرستين البصرية والكوفية. كما عاصر قوة الدولة العباسية، وصراع الثقافات العربية والفارسية والأجناس العربية وغير العربية، وما أسفر عنه من ظهور الحركة الشعوبية ومعاداة كل ماهو عربي. كما عاصر صعود الفكر الاعتزالي وسقوطه. فكان لكل ذلك تأثيره في معالم تفكيره، وتجديد موضوعات كتبه كما يظهر في مؤلفاته.
    اختير قاضيًا لمدينة الدينور، ومن ثم لقب بالدينوري. وفي عهد الخليفة المتوكل العباسي، الذي أزال هيمنة فكر المعتزلة، عاد ابن قتيبة إلى بغداد، وشهر قلمه وسخره لإعلاء السنة وتفنيد حجج خصومها، وبذلك استحق أن يقال: إنه في أهل السنة بمنزلة الجاحظ عند المعتزلة.
    وفي بغداد اشتغل بالتدريس، فتتلمذ عليه خلق كثيرون، رووا كتبه، ونقلوا إلينا علمه مثل: ابن درستويه، وعبدالرحمن السكري، وأحمد بن مروان المالكي، وأبوبكر محمد بن خلف بن المرزبان وغيرهم.
    وأهل السنة يحبونه ويثنون عليه، ويعدونه إمامًا من أئمتهم كما فعل الخطيب البغدادي والحافظ الذهبي وابن تيمية.
    مؤلفاته متعددة، وتشمل موضوعاتها المعارف الدينية والتاريخية واللغوية والأدبية، ومن أشهر مؤلفاته: تأويل مشكل القرآن؛ تأويل مختلف الحديث؛ كتاب الاختلاف في اللفظ؛ الرد على الجهمية والمشبهة؛ كتاب الصيام؛ دلالة النبوة؛ إعراب القرآن؛ تفسير غريب القرآن. ومن كتبه في تاريخ العرب وحضارتهم، وكتاب الأنواء الذي سوف نقوم بشرحه انشاء الله ؛ عيون الأخبار؛ الميسر والقداح؛ كتاب المعارف.
    ومن كتبه الأدبية واللغوية: أدب الكاتب؛ الشعر والشعراء؛ صناعة الكتابة؛ آلة الكاتب؛ المسائل والأجوبة؛ الألفاظ المغربة بالألفاظ المعربة؛ كتاب المعاني الكبير؛ عيون الشعر؛ كتاب التقفية وغيرها.
    ولتعدد اهتمامات ابن قتيبة وتنوع موضوعات كتبه، يُعدُّ عالمًا موسوعيًا، فهو العالم اللغوي الناقد المتكلم الفقيه النحوي. وتعود شهرته في التاريخ والأدب إلى كتابه الشعر والشعراء، وبوجه خاصّ إلى مقدمة هذا الكتاب، وما أثار فيها من قضايا نقدية. توفي رحمه الله تعالى 276هـ
    وقد اتهم المسعودي ابن قتيبة في سرقة هذا الكتاب ونقله إلى كتابه حيث يقول في كتابه مروج الذهب «فأما قبلة أهل المشرق والمغرب والتيمن والجنوبي، فقد ذكرنا جملاً من ذلك فى كتابنا أخبار الزمان. وقد حرر ذلك فى كتابه أبو حنيفة الدينورى. وقد سلب ذلك ابن قتيبة، ونقله إلى كتبه نثلاً وجعله عن نفسه ,وقد فعل ذلك فى كثير من كتب أبى حنيفة الدينورى هذا. وكان أبو حنيفة ذا محل من العلم كبير»
    ولاشك ان هذا الكلام باطل ولا دليل عليه. لاسيما ان ابن قتيبة رجل عرف بالعلم والمعرفة وكان إمام عصره.
    وعلى كل حال فقد نقل عن ابي حنيفة ابن سيده، والمرزوقي، وابن منظور، وصاحب تاج العروس، وعبد القادر البغدادى وغيرهم. وهذه المنقولات موجودة ومنصوص على نسبتها أيضا إلى أبي حنيفة وبإمكان القاري ان يتجول بين هذه النصوص ويرى هل تعد مثل هذه سرقه ام اقتباس هذا اذا سلمنا لهم بان ابن قتيبة قد سرق فالفرق كبير ثم ان مانُقل عن ابي حنيفة يختلف تماما عن ماهو موجود عند ابن قتيبة إلا ماهو متفق بينهم عن لغة العرب بذلك ثم ان ابن قتيبة وابي حنيفة قد عاصرا بعضهم البعض وقد توفي ابن قتيبة قبل ابي حنيفة ولايمكن أن يتعاصرا ويقوم بسرقته ولم ينقل ذلك ابي حنيفة .

    قال المصنف رحمه الله تعالى
    (أخبرت فيه بمذاهب العرب) أي في هذا الكتاب ومذاهب العرب طرق ساروا وذهبوا عليها في هذا العلم علم الأنواء وللعرب في الأنواء عدة مذاهب فناك من يجعل على سبيل المثال النوء للطالع فهذا مذهب والمذهب الآخر أن يجعله للساقط كما هناك مذهب أصحاب الصور الذين يعتمدون على محاكات الصور
    (فى علم النجوم) واعلم ان علم النجوم ينقسم الى قسمين علم التأثير وعلم التسيير

    فأما علم التأثير فهو على ثلاثة أقسام :
    1- أن يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث والشرور فهذا شرك أكبر ؛ لأن من ادعى أن مع الله خالقاً فهو مشركٌ شركاً أكبر ، وقد جعل المخلوق المُسَخّرَ خالقاً مُسَخِراً .
    2- أن يجعلها سبباً يدَّعي به علم الغيب فيستدل بحركاتها وتنقلاتها وتغيراتها على أنه سيكون كذا وكذا لأن النجم الفلاني صار كذا وكذا . كأن يقول : هذا الإنسان ستكون حياته شقاء ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني ، وهذا حياته ستكون سعيدة ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني . فهذا الشخص اتخذ تعلم النجوم وسيلة لادعاء علم الغيب وادعاء علم الغيب كفرٌ مُخرجٌ عن الملة لأن الله يقول : ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ سورة النمل الآية 65 ، وهذا من أقوى أنواع الحصر لأنه حصرٌ بالنفي والاستثناء ، فإذا ادعى علم الغيب فقد كذب القرآن .
    3 - أن يعتقدها سبباً لحدوث الخير والشر فهذا شرك أصغر ، أي أنه إذا وقع شيء نسبه إلى النجوم . ( ولا ينسب إلى النجوم شيئاً إلا بعد وقوعه ) والقاعدة أن من اعتقد شيئا سببا لشيء ، ولم يجعله الله كذلك فقد تعدى على الله لأن مسبب الأسباب هو الله وحده . كمن يستشفي بربط خيط ما ، ويقول أنا أعتقد أن الشفاء بيد الله وهذا الخيط هو مجرد سبب فنقول له : نجوت من الشرك الأكبر ، ووقعت في الشرك الأصغر لأن الله لم يجعل الخيط سببا ظاهرا للشفاء ، وأنت بفعلك هذا قد اعتديت على مقام الربوبية بجعل شيء سببا لشيء والله لم يجعله كذلك . وهكذا من جعل النجوم سبب لنزول المطر وليست كذلك والدليل ما أخرجه البخاري ومسلم عن زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " فحكم على من نسب المطر إلى النجوم نسبة سبب .

    الثاني : علم التسيير . وهو على قسمين :
    1- أن يستدل بسيرها على المصالح الدينية فهذا مطلوب ، وإذا كان يُعين على مصالح دينية واجبة كان تعلُمُهَا واجباً كأن يستدل بالنجوم على جهة القبلة .
    2- أن يستدل بسيرها على المصالح الدنيوية ، فهذا لا بأس به وهو نوعان :

    الأول : أن يستدل بها على الجهات ، كمعرفة أن القطب يقع شمالاً ، والجدي – وهو قريب منه – يدور حوله شمالاً ... فهذا جائز ، قال تعالى : ﴿ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. سورة النحل الآية 16
    الثاني : أن يستدل بها على الفصول ، وهو ما يُعرف بتعلم منازل القمر فهذا كرهه بعض السلف ، وأباحه آخرون ، والصحيح أنه جائز وليس فيه كراهه ؛ لأنه لا شرك فيه إلا إن تعلمها ليضيف إليها نزول المطر وحصول البرد ، وأنها هي الجالبة لذلك فهذا نوعٌ من الشرك ، أما مجرد معرفة الوقت بها هل هو الربيع أو الخريف أو الشتاء فهذا لا بأس به .
    (مطالعها ومساقطها) مطالعها أي من جهة الشرق ومساقطها أي من جهة الغرب
    (وصفاتها وصورها)صفاتها من جهة الحجم واللون وصورها على ماشكلت علية حيث ربطوا نجوم السماء بصور من الواقع والحقة كل مجموعه بشكل معين حتى أصبحت السماء رقعه مليئة بالأشكال والصور الوهمية مثل العقرب والميزان والحوت وغيرها
    واعلم أن للأقدمين من الأمم ومنهم العرب طريقة ساروا عليها في تصنيف النجوم ولم يتركوا نجما في السماء إلا وألحقوه بشكل من الأشكال التي يتصورونها فأصبحت صفحة السماء مليئة بالأشكال وكل شكل يحمل له اسما خاصا به حسب مايمثله لهم فهناك مثلا عند البابليين (العقرب) وهو أيضا العقرب عند الإغريق وعند العرب .
    (وأسماء منازل القمر) الثمانية والعشرون التي ينزل بها القمر كل لليلة من مهله حتى نهاية الشهر
    اختلف العلماء في تعلم منازل القمر لمعرفة الحساب على قولين:
    القول الأول: المنع، وهو قول قتادة وسفيان بن عيينة، لأن هذا وإنْ كان لا شيء فيه في نفسه إلاَّ أنه وسيلة لأن يُعتقد فيها ما لا يجوز، فهذا من سدِّ الذرائع، فلا يتعلّم منازل القمر عندها، لأنه ربما يتدرّج إلى اعتقاد أنها تؤثِّر في الكون ولأنه زائد على الفوائد الثلاث السابقة.
    والقول الثاني: أنه لا بأس بتعلّم منازل القمر، وهذا ما يسمّى بعلم التسيير.
    وهو مذهب الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وقول كثير من أهل العلم.
    وهذا هو الصحيح- إن شاء الله- لأجل ما فيه من الفوائد وعدم المحذور.
    (منها، وأنوائها) النوء في لغة العرب من ناء ينوء نوء اذمال وسقط والأنواء جمع نوء
    قال تعالى ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ القصص (76)
    { لَتَنُوءُ } أي : تثقل { بالعُصْبَةِ } ، الباء للتعدية ، يقال : ناء به الحمل أي : أثقله حتى أماله .
    وهو سقوط نجم من أنجم منازل القمر من جهة المغرب فجراً وطلوع آخر يقابله في جهة المشرق في نفس الوقت وذلك قبل أمحاق النجوم بضوء الصبح وقيل انه الطالع وهوا قول الاصمعي انضرحاشية الجمل (6 / 354)
    والأصمعي هوا عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان
    وقال لأنه إذا طلع ناء بثقل كما يقال ناء بحمله إذا نهض به وقد أثقله وقيل انه من ألفاظ التضاد وقيل ان النوء اسم المطر الذي يكون مع سقوط النجم، لأن المطر نهض مع سقوط هذا النجمقال الزجاج: والذي أختار مذهب الخليل: وهو أن النوء اسم المطر الذي يكون مع سقوط النجم، فاسم مطر الكوكب الساقط النوء انظر خزانة الادب (1/ 265)
    وكانت العرب تزعم أنه يحدث عند نوء كل منزل مطرٌ أو ريح، أو حر أو برد، وهذا الذي روي في الحديث. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث من أمر الجاهلية: الطعن في النسب، والنياحة، والاستسقاء بالأنواء " ، وهو أن تضيف المطر إلى الكوكب الذي ينوء. والاستسقاء : طلب السقيا كالاستغفار : طلب المغفرة ، والاستعانة : طلب المعونة ،لأن مادة استفعل في الغالب تدل على الطلب
    وعلى كل حال فالعرب جعلت النوء للساقط فجرا والشواهد على ذلك كثيرة
    قال الله عز وجل {وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا} سورة الإسراءالآية:83
    نأى بجانبه أي تباعد عنا بنفسه بان ترك التقرب إلى الله ونفهم من هذا المعنى أن نأى تأتي بمعنى تباعد والطالع لاينطبق عليه هذا المعني بل ينطبق على الساقط فهو المتباعد عنا وذلك لان الطالع تدركه الرؤية يوما بعد يوم حتى يكون واضحا للرؤية بعكس الساقط الذي يتباعد بالأفق حتى يختفي
    يقول ذو الرمة
    أَصابَ النّاسَ مُنقَمَسَ الثُرَيّا بِساحَيةٍ وَأَتبَعَها طِلالا
    وفي بعض النسخ أَصابَ الأَرضَ
    ومنقمس الثريا غروبها وذلك حين تنغمس في المغرب وتسقط يقال :قمس في الماء ,اذا غاص فيه ,والطلال من الطل وهو الندى[/B]
    التعديل الأخير تم بواسطة بندر ابو راما ; 15/02/2012 الساعة 04:50 AM سبب آخر: تنسيق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    4,038

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    جزاك الله خيرا بندر ابو راما على جهودك في شرح كتاب ابن قتيبة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    234

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    جزاك الله خيراً أستاذ بندر أبو راما

    و نسأل الله أن يوفقك لإتمام هذا الشرح القيّم ،،

    - أستاذنا الحبيب ، لا يخفى عليكم ما كانت عليه السماء من صفاء و نقاء في العصور السابقة

    و هذا الصفاء كان يساعد و يساهم في فهم أعمق لمحتويات القبة السماوية ، بالتالي كان من السهل تطبيق الشروح النظرية على أرض الواقع تطبيقاً عملياً ..

    - أما الآن وفي ظل تمتع المدن و القرى بالأضواء و الإنارة ، أضف إلى ذلك تلوّث الغلاف الجوي و امتلاءه بالقتر و الأدخنة و غير ذلك ،

    - ولا يخفى عليكم أخي تطور الوسائل التقنية و برامج المحاكاة السماوية .

    وفق هذه المعطيات سيكون من الرائع إضافة بعض الصور و المقاطع التي ستضفي على الشرح المزيد من المتعة و الفائدة لنا ..

    مجرد اقتراح يا صديقي ، و أسأل الله لنا و لكم التوفيق و السداد ،،


    ملاحظة أخرى : كنت قد سمعت من فضيلة الشيخ العلامة " حمّـاد الأنصاري " - رحمه الله تعالى - ما يوحي بعدم استساغته للكلمات التالية : البسملة ، الحمدلة . حيث كان يذكر - رحمه الله - بأنه لم ترد هذه الألفاظ في كتب المتقدمين من علماء المسلمين ، بل كانت أمهات الكتب الإسلامية تستخدم بدلاً من ذلك كلمة : " التسمية " وَ " الحمد " .

    و كنا نستحب ذلك لأن " البسملة " تختصر من لفظ الجلالة بحرف اللام فقط ! و من تمام التنزيه عدم الإختصار ، و لم ينتشر هذا الإختصار إلا بعد القرن السادس أو السابع هجري ، و الله تعالى أعلم و أحكم ،،

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    جزاك الله خيرا اخي الكريم شرح كتاب مثل كتاب ابن قتيبة قد ياخذ الوقت الكثير خصوصا عند ذكر المنازل وبامكانكم المداخلة والدعم بالتوضح بالصور ان اردتم ذلك
    اما مسألة البسملة فيقول الماوردي ويقال لمن قال بسم الله: مبسمل، وهي لغة مولدة، وقد جاءت في الشعر، قال عمر بن أبي ربيعة:
    لقد بسملت ليلى غذاة لقيتها * فيا حبذا ذلك الحبيب المبسمل
    قلت: المشهور عن أهل اللغة بسمل.
    قال يعقوب بن السكيت والمطرز والثعالبي وغيرهم من أهل اللغة: بسمل الرجل، إذا قال: بسم الله.
    يقال: قد أكثرت من البسملة، أي من قول بسم الله.
    ومثله حوقل الرجل، إذا قال: لاحول ولا قوة إلا بالله.
    وأصل بسمل قال بسم الله ثم أطلقه المولدون على قول بسم الله الرحمن الرحيم ، اكتفاء واعتماداً على الشهرة وإن كان هذا المنحوتُ خِليَّاً من الحاء والراء اللذين هما من حروف الرحمن الرحيم ، فشاع قولهم بسمل في معنى قال بسم الله الرحمن الرحيم ، واشتق من فعل بسمل مصدر هو البسملة كما اشتق من هَلَّل مصدر هو الهيللة وهو مصدر قياسي لفعلل .
    والأقوال الواقعة في الجمل مثل : رحّب وأهّل ، إذا قال : مرحباً وأهلاً ، وحيّا ، إذا قال : حيَّاك الله ، وجزّأ إذ قال له : جزاك الله خيراً . وسهَّل ، إذا قال : سهلاً ، أي حللت سهلاً . قال البعيث بن حريث :
    فقلت لها أهلاً وسهلاً ومرحباً ... فردت بتأهيل وسهل ومرحبِ
    وفي الحديث : " تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين " . وهي قريبة من النحت مثل : بسمل ، إذا قال : باسم الله ، وحسبل ، إذا قال : حسبنا الله .
    و { على أهلها } يتعلق ب { تسلموا } لأنه أصله من بقية الجملة التي صيغ منها الفعل التي أصلها : السلام عليكم ، كما يعدى رحَّب به ، إذا قال : مرحباً بك ، وكذلك أهّل به وسهّل به .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    قال المصنف رحمه الله تعالى
    (وفرق ما بين يمانيها وشاميها) أي فرق بين المنازل القمرية حيث جعلت العرب أربعة عشر منها شامية، وأربعة عشر منها يمانية
    و " منازل القمر " ثمانية وعشرون منزلاً، ينزل القمر كل ليلة بمنزل منها، قال تعالى: (والقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنَازلَ حتَّى عادَ كالعُرْجُونِ القديم)
    وسميت منازل لنزول القمر كل ليلة منزل منها
    (والأزمنة وفصولها، والأمطار وأوقاتها، وأختلاف أسمائها فى الفصول،)
    الأزمنة عند العربأربعة الرَّبيع، وهو عند الناس الخَريف، سمَّته العرب ربيعاً لأن أول المطر يكون فيه، وسمَّاه النَّاس خريفاً؛ لأن الثمار تُخْتَرَف فيه، ودخوله عند حلول الشَّمس برأس الميزان، ثمَّ " الشتاء " ودخوله عند حلول الشَّمس برأس الجدي، ونجومه:. ثمَّ " الصيف " ودخوله عند حلول الشَّمس برأس الحَمَل - وهو عند النَّاس الربيع - ونجومه: ثمَّ " القيظ " وهو عند النَّاس الصيف، ودخوله عند حلول الشَّمس برأس السَّرَطان،
    وقد عرفت العرب وجرت العادة على ان الأوقات تختلف عن بعضها البعض ولذلك سميت الثريا من الثرى والكثرة حيث ان عند سقوطها تكون الأمطار بإذن الله تعالى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    234

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    جزاك الله خيراً على هذا التوضيح ،

    ماضون معكم على طريق الخير بإذن الله ،

    بارك الله فيك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    قـــطــر
    المشاركات
    4,279

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    جزاك الله خير أخي بندر على مجهودك القيم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    حسابي بتويتر 1442979870403_@
    المشاركات
    2,068

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    مشكور على هذا التوضيح الرااااائع
    بارك الله فيك

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    (وأوقات التبدّى لتتبع مساقط الغيث وارتياد الكلاء وأوقات حضور المياه،)
    والتبدي هو أن يخرجوا إلى البوادى يبتغون الكلأ ومساقط الغيث، فلا يزالون كذلك إلى هيج النبات، وانقطاع الرطب وجفوف الغدران. ثم يرجعون الى محاضرهم ومياههم التى كانوا عليها , وفي التبدي يراعون جهات إيماض البروق ومنشأ السحاب، فيؤمونها منتجعين لمنابت الكلأ، مرتادين لمواقع القطر، فيخيمون هنالك ما ساعدهم الخصب وأمكنهم الرعي، ثم يقوضون لطلب العشب وابتغاء المياه، فلا يزالون في حل وترحال كما قال المثقب العبدي عن ناقته:
    تقول إذا درأت لها وضيني: أهذا دأبه أبداً وديني
    أكل الدهر حل وارتحال أما تبقي علي ولا تقيني
    فكان ذلك دأبهم زمان الصيف والربيع والخريف، فإذا جاء الشتاء واقشعرت الأرض انكمشوا إلى أرياف ، وركنوا إلى القرب من الحواضر والقرى، فشتوا هنالك مقاسين لكبد الزمان ومصطبرين على بؤس العيش. وهم خلال ذلك يتواسون بقوتهم،
    وطلوع سهيل وقت لأول التبدي وغيبوبته وقت لأول الحضور

    (وما أودعته العرب أسجاعها فى طلوع كل نجم من الدلالات على الحوادث عند طلوعه، وعن الرياح وأفعالها، وتحديد مهابّها، وأوقات بوارحها،)
    السَّجْعُ في اللغة : الكلامُ المُقَفَّى وهو مُوالاةُ الكلامِ على رَوِيٍّ واحِدٍ كما في الجَمْهَرَةِ وفي كامل المُبَرِّدِ : السَّجْعُ في كلامِ العَرَب : أن يأْتَلِفَ أَواخِرُ الكَلمِ على نَسَقٍ كما تأْتَلِفُ القَوافي ج : أَسجاعٌ كالأُسجوعَةِ بالضَّمِّ ج : أَساجِيعُ . سَجَعَ كمَنَعَ يَسْجَعُ سَجْعاً : نطَقَ بكلامٍ له فَواصِلُ كفواصل الشِّعر من غير وَزن كما قال في صِفَةِ سِجِسْتانَ : ماؤُها وَشَلْ ولِصُّها بَطَل وتَمْرُها دَقَل إن كَثُرَ الجَيشُ بها
    جاعوا وإن قَلُّوا ضاعوا قاله الليثُ فهو سَجَّاعَةٌ بالتَّشديد وهو من الاستواءِ والاستقامَةِ والاشتباه لأَنَّ كلَّ كلمةٍ تَشبِهُ صاحِبَتها . قال ابنُ جنّي : سُمِّيَ سَجْعاً لاشتِباهِ أَواخِرِه وتَناسُبِ فَواصِلِه وحَكى أَيضاً : سَجَعَ الكلامَ فهو مَسجوعٌ . سَجَعَ بالشيءِ : نَطَقَ به على هذه الهيئةِ فهو ساجِعٌ . والأُسْجوعَةُ : ما سُجِعَ به ويقال : بينَهُم أُسْجُوعَةٌ . قال الأَزْهَرِيّ : ولمّا قضى النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم في جَنينِ امرأَةٍ ضَرَبَتْها الأُخرَى فسَقَطَ مَيِّتاً بغُرَّةٍ على عاقِلَةِ الضَّارِبَةِ قال رجلٌ منهم : كيف نَدِيَ مَن لا شَرِبَ ولا أَكَلَ ولا صاحَ فاسْتَهَلَّ ومِثلُ دَمِه يُطَلّ ؟ . قال صلّى الله عليه وسلَّم : " أَسْجَعٌ كسَجْعِ الكُهّانِ " وفي روايةِ : " إيّاكُمْ وسَجْعَ الكُهّان " وفي الحديث أَنَّه صلّى الله عليه وسلَّم نَهى عن السَّجْعِ في الدُّعاءِ قال الأَزْهَرِيّ : إنَّما كَرِهَ السَّجْعَ في الكلام والدُّعاءِ لِمُشاكَلَةِ كلام الكَهَنَةِ وسَجْعِهم فيما يَتَكَهَّنونَه فأَمّا فواصِلُ الكلامِ المَنظوم الّذي لا يُشاكِلُ المُسَجَّعَ فهو مُباحٌ في الخُطَبِ والرَّسائلِ . قال ابن دُريدٍ : سَجَعت الحَمامَةُ إذا رَدَّدَت صوتَها وفي كامل المُبَرِّد : سَجْعُ الحَمامَةِ : مُوالاةُ صَوتِها على طَريقٍ واحِدٍ تقولُ العَرَبُ : سَجَعَت الحَمامَةُ إذا دَعَتْ وطَرَّبَتْ في صوتِها فهي ساجِعَةٌ وسَجوعٌ بغير هاءٍ ج : سُجَّعٌ كرُكَّعٍ وسَواجِعُ وأَنشد الليث :
    إذا سَجَعَتْ حَمامَةُ بَطْنِ وَجٍّ ... على بَيْضاتِها تَدعو الهَديلا
    وقال رُؤْبَةُ :
    هاجَتْ ومثْلي نَوْلُه أَن يَرْبَعا ... حَمامَةٌ هاجَتْ حَماماً سُجَّعا
    والعرب تجعل صوت الحمام مرة سجعاً، وتضرب به المثل في الإطراب والشجى، وبكل ذلك جاء الشعر؛ قال البحتري: " من الوافر "
    إذا سجع الحمام هناك قالوا ... لفرط الشوق: أين ثوى الوليد!
    وقال ابن الرومي: " من الوافر "
    رأيت الشعر حين يقال فيكم ... يعود أرق من سجع الحمام
    وقد ربطت العرب في اسجاعها ماكان من خصائص كل نجم او طالع في وقته وسوف نقوم بشرح أسجاع العرب في الأنواء في حينه إنشاء الله


    يقول المرزوقي قال أبو سعيد: أخبرنا أبو الحسن الطوسي: حدثنا ابن الأعرابي عن الأصمعي وغيره. قالوا: الرياح أربع: الجنوب والشمال والصبا والدبور قال ابن الأعربي وكل ريح بين ريحين فهي نكباء والجمع نُكُب.
    فأما مهبهن: فابن الأعرابي قال: مهب الجنوب من مطلع سُهيل إلى مطلع الثّريا.
    والصبا: عن مطلع الثريا إلى بنات نعش.
    والشمال: من بنات نعش إلى مسقط النسر الطائر.
    والدبور: من مسقط النسر الطائر إلى مطلع سهيل.
    والنكب: كلها داخلة في هذا القول في الأربع.
    قال: والجنوب والدبور لهما هيف. والهيف: الريح الحارة. قال: والصّبا والشمال لا هيف لهما، والعرب تجعل أبواب بيوتها حذاء الصباء ومطلع الشمس.
    وقال الأصمعي: ما بين سهيل إلى حرف بياض الفجر جنوب، وما بإزائها مما يستقبلها من الغرب شمال. وما جاء من وراء البيت الحرام: فهو دبور، وما جاء قبالة ذلك فهو صباء والصباء القبول. قال: وإنما سميت قبولاً لأنها استقبلت الدبور. وقال المبرد: سميت قبولاً لأنها لطيبها تقبلها النفوس.
    وذكر أبو يحيى بن كناسة أن خالد بن صفوان. قال: الرياح أربع: الصبا ومهبها ما بين مطلع الشرطين إلى القطب. ومهب الشمال ما بين القطب إلى مسقط الشرطين. ومهبّ الدبور ما بين مسقط الشرطين إلى القطب الأسفل. ومهب الجنوب ما بين القطب الأسفل إلى مطلع الشرطين.
    وحكي عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب أنه قال: الرياح ست: القبول، وهي: الصبا والدبور والشمال والجنوب والنكباء وريح سادسة يقال لها محوة. ثم فسر ذلك فجعل ما بين المشرقين مخرج القبول وهي الصبا. وجعل ما بين المغربين مخرج الدبور. وجعل ما بين مشرق الصيف إلى القطب مخرج النكباء. وجعل ما بين القطب إلى مشرق الصيف مخرج الشمال، وجعل ما بين مغرب الشتاء إلى القطب الأسفل مخرج الجنوب. وجعل ما بين القطب الأسفل إلى مخرج الشتاء مخرج محوة.
    ويقول ابن قتيبة في كتابه الجراثيم ويقال: الرياح أربعٌ: الصبا، وهي القبول، والدّبور والجنوب والشمال هذه معظم الرياح.
    والصّبا: تهب من المشرق. والدّبور من المغرب والجنوب من مطلع سهيل إلى كرسي بنات نعشٍ. والشمال تقابلها وكل ريحٍ من هذه الأربع تخرّقت فوقعت بين الريحين فهي نكباء، يقال نكبت تنكب نكوباً، قال: وهي: الدّبور التي بين الصبا والشمال. والجربياء: التي بين الجنوب والصبا. ومحوة هي الدّبور.
    ومن أسماء الجنوب: الأزبب والثعامى والهيف إذا هثت بحرٌ.
    والشمال: هي الجربياء، ونسعٌ ومسعٌ، ومحوة لا تنصرف.
    والصبا: هي: إيرٌ وهيرٌ وأيّرٌ وهيّرٌ على مثال فيعل.
    والنافجة: كل ريحٍ تبدأ بشدة.
    والرّيدانة: اللينة.
    والزفزافة: الشديدة التي لها زفزفة، وهي الصوت.
    والحنون: التي لها حنينٌ مثل حنين الإبل.
    والمجفل والجافلة السريعة.
    والهجوم: التي تشتد حتى تقلع الثمام والبيوت.
    والنّؤوج: الشديدة المرّ.
    والسهوك: وقد رويته السيهوك والسهوج والسيهوج كله: الشديدة.
    والدّروج: التي تدرج مؤخرها مثل ذيل الرسن في الرمل.
    والخجوج: الشديدة المر.
    والمتذئبة: التي تجيء من ههنا مرةً ومن ههنا مرةً.
    والبوارح: الشديدات.
    والنسيم: التي تجيء، بنفسٍ ضعيفٍ، نسمت تنسم نسيماً ونسماً.
    وقالوا: عجّت الريح وأنشبت، وأنسفت كله: في شدتها وسوفها التراب.
    الإعصار: التي تسطع في السماء.
    والحرجف: القرة، وهي الصرصر.
    والبليل: التي فيها بردٌ وندىً، وكلما كان من الرياح نفحٌ، فهو بردٌ، وما كان لفحٌ فهو حرٍّ.
    السموم: بالنهار، وقد تكون بالليل.
    والحرور: بالليل، وقد تكون بالنهار.
    الهلاب: الريح مع المطر، قال: أحسَّ يوماً منَ المشتاةِ هلاّبا
    ريحٌ خارمٌ: باردةٌ.
    المعصرات: التي تأتي بالمطر.
    والسوافن والأعاصير: التي تهيج بالغبار، واحدها إعصارٌ.
    والهبوة: الريح بالغبرة.
    والنضنضة: التي تجري فويق الأرض.
    الرياح الحواشك والمشتكرة: المختلفة، ويقال الشديدة.
    والعرية: الباردة.
    البوارح: الشمال الحارة في الصيف.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    الاخ العزيز ذراع الجبّار لقد وصلتني رسالتك واشكرك اخي العزيز على الملاحظات القيمة وسوف نعمل بها ان شاء الله وان كان هنالك وسيله الى التعديل من طرفكم او اضافة الالوان فاكون شاكر لكم وممتن فالعمل للجميع والمشاركة من الجميع

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    234

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    السلام عليكم

    أخي أبو راما ، أظن من الممكن إدراج التنسيقات من خلال الأستاذ أبو عبد الرحمن ( ثعل البرد ) ، فقد يملك خاصية اجراء التعديلات ان شاء الله ،

    و يسعدني أن أكون في خدمتك أستاذنا الفاضل ،

    وفقكم الله و سدد خطاكم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    200

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    نحن بانتظار تكملة الشرح استاذي الفاضل
    جزاك الله خير

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    (وعن الفلك والقطب والمجرّة والبروج والنجوم الخنّس والشمس والقمر، ودرارى الكواكب ومشاهيرها والاهتداء بها،)
    الفَلَكُ في اللغة: فَلَكُ السَّمَاءِ سُمِّيَ لاسْتِدارَتِه، واحِدَتُه فَلْكَةٌ. وقيل: الفَلَكُ جَمْعٌ واحِدَتُه فَلَكَةٌ وهي مَجْرى النُّجُوْم.
    قال الله عزّ وجلّ (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) سورة يس الآية :40 سمَّاه فَلكاً لاستدارته، ومنه قيل " فَلكَةُ المِغْزَلِ " وقيل " فَلَكَ ثَدْيَ المرأة "
    يقول الشاعر
    كأنّما الفَلَكُ الدّوّارُ جازَ بِها فاستَأسَرَتْ منه بيضَ الأنْجُمِ الزّهر
    والقطب في اللغة القائم الذي تدور عليه الرحى
    وهو الحديدة التي في الطابق الأسفل من الرّحيين يدور عليها الطبق الأعلى،
    ولما كانت النجوم تدور حول الجدي والفرقدين، شِّبه بقطب الرّحى،
    ولذلك سميا بالمجموعات القطبية
    يقول أبو عمرو: شِمر عن أبي عدنان: القطب أبداً وسط الأربع من بنات نعش، وهو كوكب صغير لا يزول الدهر، والجدي والفرقدان تدور عليه.
    وللفلك قُطبان: قطبٌ في الشمال، وقطبٌ في الجنوب، متقابلا.
    قال والمجرة
    يقول المرزوقي وجاء في الأثر أنها شرج السماء، كأنها مجمع السماء كشرج القبة وسميت مجرة على التشبيه لأنها كأثر المستجب والمجر وتسميها العرب: أم النجوم لأنه ليس من السماء بقعة أكثر عدد كواكب منها كما قيل: أم الطريق لمعظمها. قال:
    ترى الواحد الأنس الأنيس ويهتدي ... بحيث اهتدت أم النجوم الشوابك
    وقال أبو حنيفة: المجرة دائرة متصلة اتصال الطوق وهي وإن كانت مواضع منها أرق ومواضع أكثف، ومواضع أدق، ومواضع أعرض فهي راجعة في خاصتها إلى الاستدارة
    والمجرة حزام من الضوء يمتد عبر السماء، وتشاهد فى أحسن حالاتها
    فى ليلة صافية غير مقمرة فى منتصف الصيف أو منتصف الشتاء ، ويطلق
    على الحزام من الضوء، فى لغات عديدة، اسم معناه " الطريق اللبنى "
    ويطلق عليها المكسيكيون بدلا من ذلك " الأخت البيضاء الصغيرة لقوس قزح ذى الألوان العديدة "، وإذا تتبعت هذه الأخت الصغيرة لقوس قزح ذى الألوان العديدة، أملا فى أن تجد إناء من الذهب فى طرفها، لوجدت أنه ليس له
    نهاية، وأنها دائرة عظيمة من الضوء واختلف الناس فى الأزمنة القديمة
    كثيرا فى تعليل المجرة ولكن أمكن حل هذا اللغز بمجرد أن اتجه العالم
    المشهور جاليليو بمرقبه نحوه، منذ حوالى ثلاثمائة سنة مضت، وبين مرقبه
    بوضوح أن حزام الضوء ينبعث من عدد هائل من النجوم البعيدة وهى بعيدة
    جدا، حتى إنه لا يمكن مشاهدتها منفصلة بعضها عن بعض بدون مرقب.
    وعندما نوجه المرقب إلى السماء تظهر أعدادا كبيرة من النجوم المختفية عن
    أنظارنا، بصرف النظر على الجزء من السماء الذى يتجه إليه المرقب، ومع
    ذلك يمكن أن تشاهد نجوم أخرى كثيرة فى اتجاه المجرة أكثر من أى اتجاه
    آخر، ويمكن أن نفهم السبب فى ذلك بسهولة عندما نعرف شيئا عن شكل
    المدينة النجمية التى نعيش فيها.
    ومدينتنا النجمية تشبه فطيرة، مفرطحة كثيرا حول الأطراف، وإذا نظرت إليها
    من أى مكان بعيد فى الفضاء لكانت متشابهة كثيرا للمدينة النجمية.
    وحتى يمكن تصور موقع الشمس فى مدينتنا النجمية، تخيل شق الفطيرة
    المفرطحة إلى قسمين، ثم تصور وضع حبة خردل صغيرة على أحد النصفين
    فى منتصف الطريق بين الوسط والحافة الخارجية وتصور أيضا وضع حبة
    أصغر بجانب حبة الخردل، ثم تخيل وضع نصفى الفطيرة على بعضهما مرة
    أخرى. فإن حبة الخردل تمثل الشمس، والحبة الأصغر تمثل الأرض.
    وعندما تنظر فى اتجاه المجرة، تكون ناظرا نحو حافة المدينة النجمية، وتوجد
    فى هذا الاتجاه نجوم أكثر من أى مكان آخر كما يزداد سمك مادة الفطيرة بين
    الحبة الصغيرة وحافة الفطيرة أكثر منها فى أى اتجاه آخر.
    والنجوم التى تكون مدينتنا النجمية غير ثابتة، وهى بدلا من ذلك تظهر
    كالدوامة حول وسط المدينة وتتحرك الشمس مثل غيرها من نجوم المجرة
    وتنتقل بسرعة 250 كيلومتر فى الثانية، وهى تحمل الأرض معها طبعا.
    ومع ذلك فإنها تحتاج إلى نحو مائتى مليون سنة بالرغم من سرعتها الهائلة
    لتقوم برحلتها حول وسط المجرة، ومن الصعب أن نتصور أن الشمس قد
    قامت بهذه الرحلة مرات عديدة.
    قال والبروج

    قال الله تعالى : ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ﴾ سورة الحجر الآية: 16
    وقال عزوجل : ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ سورة الفرقان الآية: 61
    وقال تعالى : ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ سورة البروج الآية: 1
    البرج لغة:الحصن والقصر العالي والبناء العظيم قال تعالى : ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ سورة النساء الآية: 78
    يقال برج الشي أي ظهر وارتفع و تبرجت المرأة أي اظهرت زينتها ومحاسنها قال تعالى ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ سورة الأحزاب الآية: 33
    وقال ﴿فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ﴾ سورة النور الآية : 60
    والبرج سعة العين وحسنها يقال برجت عينه كان بياضها محدقا بالسواد ويقال برج برجا أي اتسع امره في الاكل والشرب والبرج هو الجميل وجمعه ابراج يقال برج وبرجت أي حسن وحسنت فهو ابرج وهي برجاء وجمعهما برج
    والبروج في السماء عبارة عن مجموعات من النجوم المتقاربة التي أطُلق عليها من خلال أشكالها التي تشكلت به أسماء لحيوانات معروفة ، أو أبطال خلدهم التاريخ في القصص والأساطير القديمة وحتى بعض الجمادات وهذه المجموعات هي التي تقطعها الشمس في دورتها ولذلك سميت بمنازل الشمس فهي تحل في كل برج شهر ولكل فصل من فصول السنة ثلاثة بروج فالسنة اربع فصول يضم كل فصل ثلاثة بروج فيها سبعة انجم.
    تميزت لكونها طريقا للشمس والقمر والكواكب السيارة وتوابعها وكأنها تمر بهن ، وتنزلهن وهي ( الحمل - الثور – التوأمان (في بعض التسميات الجوزاء والصحيح ان الجوزاء تطلق على مجموعة اليصاد التي تعرف بكوكبة الجبار وقد عُرفة قديما وقد ذكرها الصوفي في كتابه صور الكواكب)
    -السرطان - الأسد - العذراء (وعند البعض السنبلة) - الميزان - العقرب - القوس( الرامي )- الجدي (وهذا الجدي ليس الذي تعرف به الجهة وانما الذي تعرف به الجهة هو الجُديّ بضم الجيم وتشديد الياء تصغير جدي صغر تفريقا بينهما ).- الدلو - الحوت )
    يقول السنيور كرلو نلّينو"اما البروج الاثنا عشر فاظنها عند العرب مجهولة وانها ليست المراد بلفظ البروج الورد ثلاث مرات في القران الشريف او بلفظ الابراج الذي جاء ان صحت الروية في خطبه منسوبة الى قس بن ساعدة الايادي "
    وقال " إن أسماء كل البروج ماعدا الجوزاء هي مترجمة من اسمائها اليونانية والسريانية "
    الى ان قال"...... والحقيقة في ظني انّ لفظ البروج في الآيات القرانية عبارة عن الصور باسرها سواء ان تكون في مدار الشمس وخارجه ويؤيد ظني هذا قول اقدم المفسرين وهو عبدالله بن العباس ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم فانه قال في تفسير سورة الحجر " بروجا نجوم وهي النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر "
    قال (والنجوم الخنّس )

    قال تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)) سورة التكوير
    أخرج ابن مردويه والخطيب في كتاب النجوم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله : { فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس } قال : هي النجوم السبعة زحل وبهرام وعطارد والمشتري والزهرة والشمس والقمر ، خنوسها رجوعها ، وكنوسها تغيبها بالنهار .

    والخنّس: جمع خانس، اسم فاعل من الثلاثيّ خنس باب نصر بمعنى تأخّر وتنحّى، وهو اسم للكوكب السيار ما عدا القمر، وزنه فاعل، والجمع فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة.
    وقيل هي التي تخنس ، أي تختفي ، يقال : خنست البقرة والظبية ، إذا اختفت في الكناس .
    و ( الجواري ) : جمع جارية ، وهي التي تجري ، أي تسير سيراً حثيثاً .
    و { الكنس } : جمع كانسة ، يقال : كَنسَ الظبي ، إذا دخل كِناسه ( بكسر الكاف ) وهو البيت الذي يتخذه للمبيت .
    وهذه الصفات أريد بها صفات مجازية لأن الجمهور على أن المراد بموصوفاتها الكواكب ، وصفن بذلك لأنها تكون في النهار مختفية عن الأنظار فشبهت بالوحشية المختفية في شجر ونحوه ، فقيل : الخُنَّس وهو من بديع التشبيه ، لأن الخنوس اختفاء الوحش عن أنظار الصيادين ونحوهم دون سكون في كناس ، وكذلك الكواكب لأنها لا تُرى في النهار لغلبة شعاع الشمس على أفقها وهي مع ذلك موجودة في مطالعها .
    وشبه ما يبدو للأنظار من تنقلها في سمت الناظرين للأفق باعتبار اختلاف ما يسامتها من جزء من الكرة الأرضية بخروج الوحش ، فشبهت حالة بُدُوّها بعد احتجابها مع كونها كالمتحركة بحالة الوحش تجري بعد خنوسها تشبيه التمثيل . وهو يقتضي أنها صارت مرئية فلذلك عقب بعد ذلك بوصفها بالكُنّس ، أي عند غروبها تشبيهاً لغروبها بدخول الظبي أو البقرة الوحشية كِناسها بعد الانتشار والجري .
    فشبه طلوع الكوكب بخروج الوحشية من كناسها ، وشبه تنقل مَرآها للناظر بجري الوحشية عند خروجها من كناسها صباحاً ،
    قال لبيد
    حتى إذا انحسر الظلام وأسفرت بَكَرَتْ تَزل عن الثرى أزلامُها

    قال ابن زيد : معنى الخنس : أنها تخنس أي تتأخر عن مطالعها كل سنة لها في كل عام تأخر يتأخره عن تعجيل ذلك الطلوع يخنس عنه والكنس يكنسن بالنهار فلا تُرى .
    ويقال شبهة بالظباء ، فهي خنسٌ إذا رأين الإنسان خَنَسْنَ ، وانقبضن وتأخرن ودخلن كناسهنّ .
    وسميت الكواكب الخنس : في حال طلوعها، ثم هي جوار في فلكها، وفي حال غيبوبتها يقال لها: "كُنَّس" من قول العرب: أوى الظبي إلى كنَاسة: إذا تغيب فيه.

    وعلى ذلك فالخنس عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وذلك لأنها تخنس بالنهار وتظهر بالليل والجواري لأنهن يجرين بالليل في السماء والكنس يعني تستتر كما تكنس وتستتر الظباء في كناسة
    والبعض يضيف الشمس والقمر إليهما
    قال المرزوقي " وأما النجوم الخنس الجواري الكنس: فمعنى الخنس أنها تخنس أي ترجع ومعنى الكنس أنها في بروجها كالوحش تأوي إلى كنسها، وهي سبعة مع الشمس والقمر سيارة غير أن بعضها أبطأ سيراً من البعض، فكل ما كان فوق الشمس فهو أبطأ من الشمس، وما كان دون الشمس فهو أسرع من الشمس بينا ترى أحدها آخر البروج كر راجعاً إلى أوله ولذلك لا ترى الزهرة في وسط السماء أبداً وإنما تراها بين يدي الشمس أو خلفها، وذلك أنها أسرع من الشمس، فتستقيم في سيرها حتى تجاوز الشمس، وتصير من ورائها، فإذا تباعدت عنها ظهرت بالعشاء في المغرب فترى كذلك حيناً ثم تكر راجعة نحو الشمس حتى تجاوزها فتصير بين يديها، فتظهر حينئذ في الشرق بالغدوات. وهكذا هي أبداً، فمتى ما ظهرت في المغرب فهي مستقيمة، ومتى ما ظهرت في المشرق فهي راجعة وكل شيء استمر ثم انقبض: فقد خنس، كما أن كل شيء استتر فقد كنس."



    والشمس والقمر
    يسميان النيران
    قيل لأعرابي: الشمس أحسن أم القمر؟فقال: القمر أحسن والشمس أجهر. قيل: وكيف صار القمر أحسن؟قال: لأن العيون عليه أجسر.
    و الشَّمس في اللغة : عين الضِّحِّ، وقيل: الضَّحُّ هو الشَّمس وعينها قرصها.
    والشمس هي النجم المركزي للمجموعة الشمسية. تعد الشمس أقرب النجوم إلى الأرض، وهي كرة غازية ملتهبة وتدور حول محورها بطريقة مغايرة تماما لطريقة دوران الكواكب ولذلك سميا بالدوران المغزلي
    والشمس هي مصدر الدفء والضياء على الأرض وبدون الشمس تنمحى الحياة على الأرض. فالطاقة الشمسية لازمة للحياة النباتية والحيوانية، والشمس من النجوم المتوسطة في الحجم والكتلة واللمعان، حيث توجد في الكون نجوم أكبر من الشمس تعرف بالنجوم العملاقة، كما توجد نجوم أصغر من الشمس تعرف بالنجوم الأقزام. وكون الشمس نجماً وسطاً يجعلها أكثر أستقراراً الأمر الذي ينعكس على استقرار الحياة على الأرض. فلو زاد الإشعاع الشمسى عن حد معين لأحترقت الحياة على الأرض ولو نقص الإشعاع الشمسي عن حد معين أيضاً لتجمدت الحياة على الأرض.
    أن متوسط بعد الشمس عن الأرض يساوى 93 مليون ميل ويعرف بالوحدة الفلكية لقياس المسافات في الكون وتساوي 147.6 مليون كم.
    أما أقرب نجم أو شمس لنا بعد شمسنا يقدر بعده بحوالي 4.2 سنة ضوئية أى يعادل حوالي 42 مليون مليون كيلو متر، بينما المسافة الزمنية التي يقطعها الضوء ليصل إلينا من الشمس هو ثمانية دقائق ونصف وهذه المسافة إذا ما قورنت بأقرب نجم تعتبر قصيرة ولكنها بحساباتنا الأرضية هائلة وتبلغ ما مجموعه لو درنا حول الأرض أربعة آلاف مرة تقريباً.

    اما القمر فيقول ذو الرمة:
    وقد بهرت فما تخفى على أحد ...إلا على أحد لا يعرف القمرا
    القمر مأخوذ من القمرة وهي البياض، سمي بذلك لبياضه
    وهو التابع الوحيد للارض وهو ثاني اكبر جرم في السماء
    وخامس أكبر ‏قمرٍ طبيعيٍ في المجموعة الشمسية. فهو يُعَدُ أكبر قمرٍ طبيعيٍ في المجموعة الشمسية من ناحية نسبة حجمه إلى كوكبه التابع له، حيث أن قطره يصل إلى ربع قطر الأرض،
    كان ظهور القمر في السماء المظلمة ليلاً، ودورته المنتظمة الأطوار قد جعل له على مر العصور القديمة تأثيراً ثقافياً هاماً على الحضارات القديمة وقد لعب دورا كبيرا في أساطيرهم
    وقد اهتم العرب وغيرهم من الأمم بالقمر اهتماما كبيرا وأولوه الأهمية القصوى، وانزلوه بمنزلة خاصة لم تكن لسواه من الأجرام السماوية الأخرى ، فجعلوا له ثمانية وعشرون منزلا تمثل اقرب النجوم إليه لتكون علامات لمسيره ، فيهتدون بذلك إلى موضعه في كل ليلة من ليالي الشهر القمري .
    ينزل القمر في أحد هذه المنازل المنسوبة إلى نجم معين لفترة ثلاثة عشر يوما، فيسقط ذلك النجم عند وقت الفجر في اتجاه المغرب قبل شروق الشمس ، بينما يطلع رقيبه في جهة المشرق ، وقد وضعوا لهذا النجم الساقط اسم النوء ، ونسبوا اليه كل الحوادث الطبيعية التي تجري من أمطار ورياح وحر وبرد وجفاف خلال فترة الثلاثة عشر يوما " فان مضت مدة سقوط النجم،ولم يكن فيها مطر،قيل خوى نجم كذا ، وأخوى، وأخلف ، إذا لم يكن في نوئه مطر".
    وقد أصطلح على أن النوء : هو سقوط النجم من المنازل وقت الفجر في جهة المغرب مترافقا مع طلوع رقيبه الذي يقابله في جهة المشرق ، ليسقط أيضا بعد مرور ثلاثة عشر يوماً وهكذا حتى تنقضي السنة فيكتمل سقوط النجوم من الثمانية والعشرون منزلا. "وذكر أن من طلوع كل نجم إلى طلوع رقيبه، وهو النجم الآخر الذي يليه ثلاثة عشر يومًا ، وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السنة، ما خلا الجبهة، فإن لها أربعة عشر يومًا ، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة ، وذلك لتكمل السنة ثلاثمائة وخمسة وستين يومًا."
    وهو يسمى القمر هلالاً الليلة الأولى والثانية والثالثة، ثم هو قمر إلى آخر الشهر. ويسمى في ليلة أربع عشرة: بالبدر، قيل لمبادرته الشمس قبل الغروب، وقيل لتمامه وامتلائه، كما قيل لعشرة آلاف: بدرة لأنها تمام العدد ومنتهاه. ويستسر ليلة في آخر الشهر؛ وربما استسر ليلتين فلا يرى، بمعنى أنه يختفي فلا يرى، ويسمى هذا الاختفاء السرار. فان كان الشهر تسعا وعشرين ليلة، استسرّ ليلة ثمان وعشرين ليلة تمضى من الشهر. وإن كان ثلاثين استسرّ ليلة تسع وعشرين. وهو فى السرار نازل بالمنازل.
    وللقمر جاذبيته التي تسفر عن وقوع عمليتي مد وجزر المحيطات
    ويُعَدُ القمر الجرم السماوي الوحيد الذي هبط عليه البشر بأقدامهم.وقد تتابعت الرحلات الى القمر وجلبت في طريق عودتها نحو 380 كيلوغراماً من الصخور القمرية، والتي استُخْدِمَت بعد ذلك في تطوير التفهم الجيولوجي المفصل لأصول نشأة القمر (والذي ساد المعتقد أن أصول نشأته وتكوينه ترجع إلى 4.5 مليارات سنة وذلك في إطار فرضية الاصطدام العملاق والتي شملت في إطارها تكون كوكب الأرض)، وكذلك في فهم تكوين البنية الداخلية للقمر، وكذلك جيولوجيا القمر.
    وقد استفاضت الأحاديث بانشقاق القمر ففي الصحيحين عن ابن مسعود أنه قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اشهدوا وفي لفظ ونحن معه بمنى فقال كفار قريش سحركم ابن أبي كبشة فقال رجل منهم إن محمدا إن كان سحر القمر فإنه لا يبلغ من سحره أن يسحر الأرض كلها فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر هل رأوا هذا فأتوا فسألوهم فأخبروهم أنهم رأوا مثل ذلك وعن أنس بن مالك أنه قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه و سلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر فرقتين حتى رأوا حراء بينهما فنزلت سورة القمر .
    وهذا حديث صحيح مستفيض رواه ابن مسعود وأنس بن مالك وابن عباس وهو أيضا معروف عن حذيفة قال أبو الفرج بن الجوزي والروايات في الصحيح بانشقاق القمر عن ابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأنس رضي الله عنهم


    (ودرارى الكواكب ومشاهيرها والاهتداء بها)
    قال الفراء الكوكب الدري عند العرب هو العظيم المقدار وقيل هو أحد الكواكب الخمسة السيارة وقد قيل ان العرب تسمي ما لا يعرف من الكواكب دراريّ.
    والصحيح ان " دَرارِيّ النجوم " عظامها، الواحد دُرِّيٌّ - غير مهموز - نسب إلى الدرّ لبياضه.

    ومشاهيرها أي المعروف الذي تعرفه العامة من الناس

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    2,133

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    ما شاء الله، بارك الله في علمك.

    شرح موسوعي. كل هذا ولازلنا في الفقرة الأولى من الكتاب الذي يحوي 219 فقرة.

    أود أن أشير أنه ربما كان هناك تصحيف في كتاب المرزوقي في كلمة "المستجب"، والظاهر أنها "المسحب" من سحب
    يقول المرزوقي وجاء في الأثر أنها شرج السماء، كأنها مجمع السماء كشرج القبة وسميت مجرة على التشبيه لأنها كأثر المستجب والمجر وتسميها العرب: أم النجوم لأنه ليس من السماء بقعة أكثر عدد كواكب منها كما قيل: أم الطريق لمعظمها.
    ولقد كتبت موضوعا عن المجرة في التراث - اضغط هنا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    اضغط على الصورة لمشاهدة موقع شرح الأرجوزة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    محافظة الزلفي
    المشاركات
    1,183

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    بارك الله فيك 0معلومات قيمه ومفيده ولمن اراد تعلم النجوم واشكالها ومواقعها فيرجع الى هذا الكتاب فلقد استفدت من الكتاب الشيئ الكثير منها التفكر في خلق الله والاعتماد عليها بعد الله في الحل والترحال ومعرفة راسك من ساسك 000

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •