15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27 منتديات مكشات


::::::: تابعونا على تويتر مكشات :::::::


مرحبا بكم في منتديات مكشات

::::::: تطبيق مكشات للأجهزة الذكية :::::::


تفعيل العضوية

إرسال كود التفعيل

مركز تحميل الصور

باحث قوقل لمكشات

الرصد الجوي

رادارات المناطق

إستعادة كلمة المرور

تنبيه : منتديات مكشات تمنع عرض أو طلب الأسلحة أو الذخائر بكافة أنواعها ، كما تمنع طرح مواضيع عن أي أسلحة عسكرية
النتائج 1 إلى 15 من 25

الموضوع: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أرسله الله سبحانه بالحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى ربه بإذنه وسراجا منير صلى الله عليه وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن اقتفى اثرهم وسار في منهجهم إلى يوم الدين اما بعد فسوف نقوم إنشاء الله تعالى بشرح كتاب الأنواء لابن قتيبة الدينوري وسوف نواصل هذا الشرح ما استطعنا وبالله التوفيق والسداد
    بندر بن سعد زاكي


    (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
    افتتح المؤلف رحمه الله تعالى كتابه بالبسملة تأسيا بالقران الكريم
    والبسملة في اللغة والاصطلاح : قول : بسم الله الرحمن الرحيم . يقال : بسمل بسملة : إذا قال ، أو كتب : بسم الله . ويقال : أكثر من البسملة ، أي أكثر من قول : بسم الله .
    اتفق الفقهاء على أن البسملة جزء من آية في قوله تعالى : { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم } .
    واختلفوا في أنها أية من الفاتحة ، ومن كل سورة . والمشهور عند الحنفية ، والأصح عند الحنابلة ، وما قال به أكثر الفقهاء هو : أن البسملة ليست آية من الفاتحة ومن كل سورة ، وأنها آية واحدة من القرآن كله ، أنزلت للفصل بين السور ، وذكرت في أول الفاتحة . ومن أدلتهم ما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين } ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، فإذا قال : { الرحمن الرحيم } ، قال الله تعالى : مجدني عبدي ، وإذا قال : { مالك يوم الدين } ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : { إياك نعبد وإياك نستعين } ، قال الله تعالى : هذا بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل » فالبداءة بقوله : { الحمد لله رب العالمين } ، دليل على أن التسمية ليست آية من أول الفاتحة . إذ لو كانت آية من الفاتحة لبدأ بها ، وأيضا : لو كانت البسملة آية منها لم تتحقق المناصفة ، فإنه يكون في النصف الأول أربع آيات إلا نصفا ، وقد نص على المناصفة ، ولأن السلف اتفقوا على أن سورة الكوثر ثلاث آيات . وهي ثلاث آيات بدون البسملة . وورد في كل مذهب من المذاهب الثلاثة غير ما سبق . ففي المذهب الحنفي أن المعلى قال : قلت لمحمد : التسمية آية من القرآن أم لا ؟ قال : ما بين الدفتين كله قرآن ، فهذا عن محمد بيان أنها آية للفصل بين السور ، ولهذا كتبت بخط على حدة . وقال محمد : يكره للحائض والجنب قراءة التسمية على وجه قراءة القرآن ، لأن من ضرورة كونها قرآنا حرمة قراءتها على الحائض والجنب ، وليس من ضرورة كونها قرآنا الجهر بها كالفاتحة ... وروى ابن عباس أنه قال لعثمان : لم لم تكتب التسمية بين ، التوبة والأنفال ، قال : لأن التوبة من آخر ما نزل ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ، ولم يبين لنا شأنها ، فرأيت أولها يشبه أواخر الأنفال ، فألحقتها بها ، فهذا بيان منهما على أنها كتبت للفصل بين السور . والمشهور عند المالكية : أن البسملة ليست آية من القرآن إلا في سورة النمل ، فإنها جزء من آية ، ويكره قراءتها بصلاة فرض - للإمام وغيره - قبل فاتحة أو سورة بعدها ، وقيل عند المالكية بإباحتها ، وندبها ، ووجوبها في الفاتحة . وروي عن الإمام أحمد أن البسملة من الفاتحة ، لما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قرأتم : { الحمد لله رب العالمين } ، فاقرءوا : بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم آية منها } ولأن الصحابة أثبتوها في المصاحف بخطهم ، ولم يثبتوا بين الدفتين سوى القرآن ، وما روي عن نعيم المجمر قال : صليت وراء أبي هريرة ، فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن . وما رواه ابن المنذر { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن ، وعدها آية ، { والحمد لله رب العالمين } آيتين } . وقال ابن المبارك : من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية وروي عن الإمام أحمد : أن البسملة آية مفردة ، كانت تنزل بين كل سورتين فصلا بين السور . وعنه أيضا : أنها بعض آية من سورة النمل ، وما أنزلت إلا فيها . وعنه أيضا : البسملة ليست بآية إلا من الفاتحة وحدها . ومذهب الشافعية : أن البسملة آية كاملة من الفاتحة ومن كل سورة ، لما روت أم سلمة رضي الله عنها : { أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة : بسم الله الرحمن الرحيم ، فعدها آية منها } ، ولما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الحمد لله سبع آيات ، إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم } . وعن علي رضي الله عنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قرأتم : { الحمد لله رب العالمين } ، فاقرءوا : بسم الله الرحمن الرحيم ، إنها أم القرآن والسبع المثاني ، بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها } ، ولأن الصحابة أثبتوها فيما جمعوا من القرآن في أوائل السور ، وأنها مكتوبة بخط القرآن ، وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن ، وأجمع المسلمون على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى ، والبسملة موجودة بينهما ، فوجب جعلها منه . واتفق أصحاب المذاهب الأربعة على أن من أنكر أنها آية في أوائل السور لا يعد كافرا . للخلاف السابق في المذاهب .
    (وبه توفيقى) أي اسأله التوفيق وفي الحديث لا يتوفق عبد حتى يوفقه الله وفي حديث طلحة والصيد إنه وفق من أكله أي دعا له بالتوفيق واستصوب فعله
    قال المصنف رحمه الله تعالى
    (هذا كتاب) أي كتاب الأنواء في مواسم العرب وهذا الكتاب من أهم المصادر والمراجع التي تعنى بعلم الأنواء بل يعد المصدر الأول الذي بقي مكتوبا والمرجع الأساسي لصلب المادة العلمية المكتوبة التي بقت من هذا الفن والذي على مذهب العرب ألفه الإمام ابن قتيبة الدينوري وذكر فيه ماكانت عليه العرب في علم الأنواء. هذا الكتاب من أفضل الكتب في الأنواء بل من اوائلها ألفه الإمام ابن قتيبة الدينوري وابن قتيبة هو أبومحمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدِّينورِي. عالم وفقيه وأديب وناقد ولغوي، موسوعيُّ المعرفة، ويعد من أعلام القرن الثالث للهجرة. ولد بالكوفة سنة 213 هـ، ثم انتقل إلى بغداد، حيث استقر علماء البصرة والكوفة، فأخذ عنهم الحديث والتفسير والفقه واللغة والنحو والكلام والأدب والتاريخ، مثل أبي حاتم السجستاني وإسحاق بن راهويه وأبي الفضل الرياشي وأبي إسحاق الزيادي والقاضي يحيى ابن أكثم والجاحظ، ولهذا اعتبر ابن قتيبة إمام مدرسة بغدادية في النَّحو وفَّقت بين آراء المدرستين البصرية والكوفية. كما عاصر قوة الدولة العباسية، وصراع الثقافات العربية والفارسية والأجناس العربية وغير العربية، وما أسفر عنه من ظهور الحركة الشعوبية ومعاداة كل ماهو عربي. كما عاصر صعود الفكر الاعتزالي وسقوطه. فكان لكل ذلك تأثيره في معالم تفكيره، وتجديد موضوعات كتبه كما يظهر في مؤلفاته.
    اختير قاضيًا لمدينة الدينور، ومن ثم لقب بالدينوري. وفي عهد الخليفة المتوكل العباسي، الذي أزال هيمنة فكر المعتزلة، عاد ابن قتيبة إلى بغداد، وشهر قلمه وسخره لإعلاء السنة وتفنيد حجج خصومها، وبذلك استحق أن يقال: إنه في أهل السنة بمنزلة الجاحظ عند المعتزلة.
    وفي بغداد اشتغل بالتدريس، فتتلمذ عليه خلق كثيرون، رووا كتبه، ونقلوا إلينا علمه مثل: ابن درستويه، وعبدالرحمن السكري، وأحمد بن مروان المالكي، وأبوبكر محمد بن خلف بن المرزبان وغيرهم.
    وأهل السنة يحبونه ويثنون عليه، ويعدونه إمامًا من أئمتهم كما فعل الخطيب البغدادي والحافظ الذهبي وابن تيمية.
    مؤلفاته متعددة، وتشمل موضوعاتها المعارف الدينية والتاريخية واللغوية والأدبية، ومن أشهر مؤلفاته: تأويل مشكل القرآن؛ تأويل مختلف الحديث؛ كتاب الاختلاف في اللفظ؛ الرد على الجهمية والمشبهة؛ كتاب الصيام؛ دلالة النبوة؛ إعراب القرآن؛ تفسير غريب القرآن. ومن كتبه في تاريخ العرب وحضارتهم، وكتاب الأنواء الذي سوف نقوم بشرحه انشاء الله ؛ عيون الأخبار؛ الميسر والقداح؛ كتاب المعارف.
    ومن كتبه الأدبية واللغوية: أدب الكاتب؛ الشعر والشعراء؛ صناعة الكتابة؛ آلة الكاتب؛ المسائل والأجوبة؛ الألفاظ المغربة بالألفاظ المعربة؛ كتاب المعاني الكبير؛ عيون الشعر؛ كتاب التقفية وغيرها.
    ولتعدد اهتمامات ابن قتيبة وتنوع موضوعات كتبه، يُعدُّ عالمًا موسوعيًا، فهو العالم اللغوي الناقد المتكلم الفقيه النحوي. وتعود شهرته في التاريخ والأدب إلى كتابه الشعر والشعراء، وبوجه خاصّ إلى مقدمة هذا الكتاب، وما أثار فيها من قضايا نقدية. توفي رحمه الله تعالى 276هـ
    وقد اتهم المسعودي ابن قتيبة في سرقة هذا الكتاب ونقله إلى كتابه حيث يقول في كتابه مروج الذهب «فأما قبلة أهل المشرق والمغرب والتيمن والجنوبي، فقد ذكرنا جملاً من ذلك فى كتابنا أخبار الزمان. وقد حرر ذلك فى كتابه أبو حنيفة الدينورى. وقد سلب ذلك ابن قتيبة، ونقله إلى كتبه نثلاً وجعله عن نفسه ,وقد فعل ذلك فى كثير من كتب أبى حنيفة الدينورى هذا. وكان أبو حنيفة ذا محل من العلم كبير»
    ولاشك ان هذا الكلام باطل ولا دليل عليه. لاسيما ان ابن قتيبة رجل عرف بالعلم والمعرفة وكان إمام عصره.
    وعلى كل حال فقد نقل عن ابي حنيفة ابن سيده، والمرزوقي، وابن منظور، وصاحب تاج العروس، وعبد القادر البغدادى وغيرهم. وهذه المنقولات موجودة ومنصوص على نسبتها أيضا إلى أبي حنيفة وبإمكان القاري ان يتجول بين هذه النصوص ويرى هل تعد مثل هذه سرقه ام اقتباس هذا اذا سلمنا لهم بان ابن قتيبة قد سرق فالفرق كبير ثم ان مانُقل عن ابي حنيفة يختلف تماما عن ماهو موجود عند ابن قتيبة إلا ماهو متفق بينهم عن لغة العرب بذلك ثم ان ابن قتيبة وابي حنيفة قد عاصرا بعضهم البعض وقد توفي ابن قتيبة قبل ابي حنيفة ولايمكن أن يتعاصرا ويقوم بسرقته ولم ينقل ذلك ابي حنيفة .

    قال المصنف رحمه الله تعالى
    (أخبرت فيه بمذاهب العرب) أي في هذا الكتاب ومذاهب العرب طرق ساروا وذهبوا عليها في هذا العلم علم الأنواء وللعرب في الأنواء عدة مذاهب فناك من يجعل على سبيل المثال النوء للطالع فهذا مذهب والمذهب الآخر أن يجعله للساقط كما هناك مذهب أصحاب الصور الذين يعتمدون على محاكات الصور
    (فى علم النجوم) واعلم ان علم النجوم ينقسم الى قسمين علم التأثير وعلم التسيير

    فأما علم التأثير فهو على ثلاثة أقسام :
    1- أن يعتقد أن هذه النجوم مؤثرة فاعلة بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث والشرور فهذا شرك أكبر ؛ لأن من ادعى أن مع الله خالقاً فهو مشركٌ شركاً أكبر ، وقد جعل المخلوق المُسَخّرَ خالقاً مُسَخِراً .
    2- أن يجعلها سبباً يدَّعي به علم الغيب فيستدل بحركاتها وتنقلاتها وتغيراتها على أنه سيكون كذا وكذا لأن النجم الفلاني صار كذا وكذا . كأن يقول : هذا الإنسان ستكون حياته شقاء ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني ، وهذا حياته ستكون سعيدة ؛ لأنه ولد في النجم الفلاني . فهذا الشخص اتخذ تعلم النجوم وسيلة لادعاء علم الغيب وادعاء علم الغيب كفرٌ مُخرجٌ عن الملة لأن الله يقول : ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ سورة النمل الآية 65 ، وهذا من أقوى أنواع الحصر لأنه حصرٌ بالنفي والاستثناء ، فإذا ادعى علم الغيب فقد كذب القرآن .
    3 - أن يعتقدها سبباً لحدوث الخير والشر فهذا شرك أصغر ، أي أنه إذا وقع شيء نسبه إلى النجوم . ( ولا ينسب إلى النجوم شيئاً إلا بعد وقوعه ) والقاعدة أن من اعتقد شيئا سببا لشيء ، ولم يجعله الله كذلك فقد تعدى على الله لأن مسبب الأسباب هو الله وحده . كمن يستشفي بربط خيط ما ، ويقول أنا أعتقد أن الشفاء بيد الله وهذا الخيط هو مجرد سبب فنقول له : نجوت من الشرك الأكبر ، ووقعت في الشرك الأصغر لأن الله لم يجعل الخيط سببا ظاهرا للشفاء ، وأنت بفعلك هذا قد اعتديت على مقام الربوبية بجعل شيء سببا لشيء والله لم يجعله كذلك . وهكذا من جعل النجوم سبب لنزول المطر وليست كذلك والدليل ما أخرجه البخاري ومسلم عن زيد بن خالد الجهني قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " فحكم على من نسب المطر إلى النجوم نسبة سبب .

    الثاني : علم التسيير . وهو على قسمين :
    1- أن يستدل بسيرها على المصالح الدينية فهذا مطلوب ، وإذا كان يُعين على مصالح دينية واجبة كان تعلُمُهَا واجباً كأن يستدل بالنجوم على جهة القبلة .
    2- أن يستدل بسيرها على المصالح الدنيوية ، فهذا لا بأس به وهو نوعان :

    الأول : أن يستدل بها على الجهات ، كمعرفة أن القطب يقع شمالاً ، والجدي – وهو قريب منه – يدور حوله شمالاً ... فهذا جائز ، قال تعالى : ﴿ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾. سورة النحل الآية 16
    الثاني : أن يستدل بها على الفصول ، وهو ما يُعرف بتعلم منازل القمر فهذا كرهه بعض السلف ، وأباحه آخرون ، والصحيح أنه جائز وليس فيه كراهه ؛ لأنه لا شرك فيه إلا إن تعلمها ليضيف إليها نزول المطر وحصول البرد ، وأنها هي الجالبة لذلك فهذا نوعٌ من الشرك ، أما مجرد معرفة الوقت بها هل هو الربيع أو الخريف أو الشتاء فهذا لا بأس به .
    (مطالعها ومساقطها) مطالعها أي من جهة الشرق ومساقطها أي من جهة الغرب
    (وصفاتها وصورها)صفاتها من جهة الحجم واللون وصورها على ماشكلت علية حيث ربطوا نجوم السماء بصور من الواقع والحقة كل مجموعه بشكل معين حتى أصبحت السماء رقعه مليئة بالأشكال والصور الوهمية مثل العقرب والميزان والحوت وغيرها
    واعلم أن للأقدمين من الأمم ومنهم العرب طريقة ساروا عليها في تصنيف النجوم ولم يتركوا نجما في السماء إلا وألحقوه بشكل من الأشكال التي يتصورونها فأصبحت صفحة السماء مليئة بالأشكال وكل شكل يحمل له اسما خاصا به حسب مايمثله لهم فهناك مثلا عند البابليين (العقرب) وهو أيضا العقرب عند الإغريق وعند العرب .
    (وأسماء منازل القمر) الثمانية والعشرون التي ينزل بها القمر كل لليلة من مهله حتى نهاية الشهر
    اختلف العلماء في تعلم منازل القمر لمعرفة الحساب على قولين:
    القول الأول: المنع، وهو قول قتادة وسفيان بن عيينة، لأن هذا وإنْ كان لا شيء فيه في نفسه إلاَّ أنه وسيلة لأن يُعتقد فيها ما لا يجوز، فهذا من سدِّ الذرائع، فلا يتعلّم منازل القمر عندها، لأنه ربما يتدرّج إلى اعتقاد أنها تؤثِّر في الكون ولأنه زائد على الفوائد الثلاث السابقة.
    والقول الثاني: أنه لا بأس بتعلّم منازل القمر، وهذا ما يسمّى بعلم التسيير.
    وهو مذهب الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وقول كثير من أهل العلم.
    وهذا هو الصحيح- إن شاء الله- لأجل ما فيه من الفوائد وعدم المحذور.
    (منها، وأنوائها) النوء في لغة العرب من ناء ينوء نوء اذمال وسقط والأنواء جمع نوء
    قال تعالى ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ القصص (76)
    { لَتَنُوءُ } أي : تثقل { بالعُصْبَةِ } ، الباء للتعدية ، يقال : ناء به الحمل أي : أثقله حتى أماله .
    وهو سقوط نجم من أنجم منازل القمر من جهة المغرب فجراً وطلوع آخر يقابله في جهة المشرق في نفس الوقت وذلك قبل أمحاق النجوم بضوء الصبح وقيل انه الطالع وهوا قول الاصمعي انضرحاشية الجمل (6 / 354)
    والأصمعي هوا عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان
    وقال لأنه إذا طلع ناء بثقل كما يقال ناء بحمله إذا نهض به وقد أثقله وقيل انه من ألفاظ التضاد وقيل ان النوء اسم المطر الذي يكون مع سقوط النجم، لأن المطر نهض مع سقوط هذا النجمقال الزجاج: والذي أختار مذهب الخليل: وهو أن النوء اسم المطر الذي يكون مع سقوط النجم، فاسم مطر الكوكب الساقط النوء انظر خزانة الادب (1/ 265)
    وكانت العرب تزعم أنه يحدث عند نوء كل منزل مطرٌ أو ريح، أو حر أو برد، وهذا الذي روي في الحديث. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث من أمر الجاهلية: الطعن في النسب، والنياحة، والاستسقاء بالأنواء " ، وهو أن تضيف المطر إلى الكوكب الذي ينوء. والاستسقاء : طلب السقيا كالاستغفار : طلب المغفرة ، والاستعانة : طلب المعونة ،لأن مادة استفعل في الغالب تدل على الطلب
    وعلى كل حال فالعرب جعلت النوء للساقط فجرا والشواهد على ذلك كثيرة
    قال الله عز وجل {وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا} سورة الإسراءالآية:83
    نأى بجانبه أي تباعد عنا بنفسه بان ترك التقرب إلى الله ونفهم من هذا المعنى أن نأى تأتي بمعنى تباعد والطالع لاينطبق عليه هذا المعني بل ينطبق على الساقط فهو المتباعد عنا وذلك لان الطالع تدركه الرؤية يوما بعد يوم حتى يكون واضحا للرؤية بعكس الساقط الذي يتباعد بالأفق حتى يختفي
    يقول ذو الرمة
    أَصابَ النّاسَ مُنقَمَسَ الثُرَيّا بِساحَيةٍ وَأَتبَعَها طِلالا
    وفي بعض النسخ أَصابَ الأَرضَ
    ومنقمس الثريا غروبها وذلك حين تنغمس في المغرب وتسقط يقال :قمس في الماء ,اذا غاص فيه ,والطلال من الطل وهو الندى[/B]
    التعديل الأخير تم بواسطة بندر ابو راما ; 15/02/2012 الساعة 04:50 AM سبب آخر: تنسيق

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •