15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27 منتديات مكشات


::::::: تابعونا على تويتر مكشات :::::::


مرحبا بكم في منتديات مكشات

::::::: تطبيق مكشات للأجهزة الذكية :::::::


تفعيل العضوية

إرسال كود التفعيل

مركز تحميل الصور

باحث قوقل لمكشات

الرصد الجوي

رادارات المناطق

إستعادة كلمة المرور

تنبيه : منتديات مكشات تمنع عرض أو طلب الأسلحة أو الذخائر بكافة أنواعها ، كما تمنع طرح مواضيع عن أي أسلحة عسكرية
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 25 من 25

الموضوع: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    234

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    حفظك الله أستاذ بندر

    الشكر موصول لك أستاذ ااب على هذه اللفتة ،

    حقيقة هذه إحدى فوائد " العرض " أمام مثل هذه الملتقيات ، فهي تتيح لنا الفرصة لتصحيح النسخ التي بأيدينا من كتب ، و تنقيحها من أي تصحيف أو خطأ مطبعي ، يفوتنا التنبه له ، لولا قنص ما يستدركه الفضلاء أمثالكم ،،

    نفعنا الله بكم و بعلمكم ،،

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    نعم اخي العزيز ااب ان كلمة المستجب تصحيف والصحيح كما ذكرت اخي انها المسحب .
    اشكرك على ذلك وبارك الله فيك على هذا التنبيه

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    (وعن السحاب ومخايله ما طره ومخلفه، والبروق خلّبها وصادقها، وأمارات خصب الزمان وجدوبته، إلى غير ذلك)
    قال الشاعر
    بكرت أوائل للربيعِ فبشّرتْ ... نورَ الرياضِ بجدّةٍ وشبابِ
    وغدا السحابُ يكادُ يسحبُ في الثرى ... أذيالَ أسحمَ حالك الجلبابِ
    يبكي ليضحكَ نورهنَّ فيا لهُ ... ضحكاً تولَّدَ من بكاءِ سحابِ
    وترى السماءَ وقد أسفَّ ربابُها ... وكأنَّها لحفتْ جناح غرابِ
    وقال آخر:
    بيضاء جاءت بعد طول العهدِ ... من غير تسويفٍ وغير وعدِ
    كأنَّها معتبة من صدِّ ... فابتسمت عن بارقٍ ذي وقدِ
    كأنَّها تقدحها من زندِ ... وزفرت زفيرَ أهلِ الوجدِ
    ثمَّ بكتْ بكاءَ أهلِ الفقدِ ... فأضحكت وجهَ الجديبِ الصلدِ
    بكلّ غور وبكلّ نجدِ ... كأنَّ رشحَ طلِّها في الوردِ
    يقول القلقشندي في صبح الأعشى عند ذكره للسحاب
    "وهو الأجرام التي تحمل المطر بين السماء والأرض ينشئها الله سبحانه وتعالى كما أخبر بقوله: " وينشيء السحاب الثقال "
    وذهب الحكماء إلى أنه بخار متصاعد من الأرض مرتفع من الطبقة الحارة إلى الطبقة الباردة فيثقل ويتكاثف ويتعقد فيصير سحاباً.
    قال الثعالبي في " فقه اللغة " وأول ما ينشأ يقال له: النشء وفي بعض النسخ (النشر )؛ فإذا انسحب في الهواء، قيل له: سحاب؛ فإذا أظل، قيل: العارض وفي بعض النسخ (العراض). وقد أخبر تعالى عن قوم عاد بقوله: " فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا " ؛ فإن كان بحيث إذا ظن أن فيه مطراً قيل له: مخيلة؛ فإن كان السحاب أبيض قيل له: مزن؛ فإذا هراق ما فيه قيل: جهام، وقيل الجهام: هو الذي لا مطر فيه.



    قال صاحب المنتقى في شرح الموطأ قال ابن نافع وعيسى بن دينار وإذا نشأت سحابة ثم تشاءمت يقول إذا نشأت السحابة من ناحية البحر ثم استدارت فصارت ناحية الشام فذلك سحاب يكون منه المطر الغزير والغدق الغزير وروى ابنسحنون عن ابن نافع سمعت مالكا يقول معنى ذلك إذا ضربت ريح بحرية فأنشأت سحابا ثم ضربت ريح من ناحية الشام فتلك علامة المطر الغزير .
    قال وأما قوله فتلك عين غديقة العين مطر أيام لا يقلع وأهل بلدنا يرون غديقة على التصغير وقد حدثنا أبو عبد الله الصنوبري الحافظ وضبطه بخطه غديقة بفتح الغين وقال هكذا حدثنيبه عبد الغني الحافظ عن حمزة بن محمد الكناني الحافظ والله أعلم وقال سحنون في كتاب التفسير لابنه معنى ذلك أنها بمنزلة ما يفور من العين وإنما أدخلمالك رحمه الله هذا الحديث بأثر حديثزيد بن خالد الجهني ليبين ما يجوز للقائل أن يقول لما جرتبه العادة مثل ما جرت به العادة في كثير من البلاد بأن يمطروا بالريح الغربية وفي بلاد بالريح الشرقية فيستبشر منتظر المطر إذا رأى الريح التي جرت عادة ذلك البلد أن يمطروا بها مع اعتقاده أن الريح لا تأثير لها في ذلك ولا فعل ولا سبب وإنما الله تعالى هو المنزل للغيث وقد أجرى العادات بإنزاله عند أحوال يريها عباده ولو جرت العادة بنزول المطر عند نوء من الأنواء فاستبشر أحد لنزوله عند ذلك النوء على معنى أن العادة جاريةبه وأن ذلك النوء لا تأثير له في نزول المطر ولا هو فاعل له ولا أثر له فيه وأن المنفرد بإنزاله هو الله تعالى لما كفر بذلك بل يعتقد الحق ، وإنما كفر من قال مطرنا بنوء كذا لإضافة المطر إلى النوء واعتقاده أن له فيه تأثيرا أو فعلا مع أن هذا اللفظ لا يجوز إطلاقه بوجه وإن لم يعتقد قائله ما ذكرناه لورود الشرع بالمنع منه ولما فيه من إيهام السامع ما تقدم ذكره فبان بذلك فضل مالك وعلمه بالأصول والفروع .
    وقال : كان يقول مطرنا بنوء الفتح مضادة لقول أهل الإلحاد مطرنا بنوء كذا فيقول هو مطرنا بنوء الفتح يريد بذلك قوله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها يريد بذلك أنه لا نوء ينزل المطر ولا ينزل به وأن الذي به ينزل المطر هو فتح الله تعالى الرحمة للناس .
    والسحاب عبارة عن تجمع مرئي لجزيئات دقيقة من الماء أو الجليد أو كليهما معا يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 100 ميكرون تبدو سابحة في الجو على ارتفاعات مختلفة كما تبدو بأشكال وأحجام وألوان متباينة، كما تحتوي على بخار الماء والغبار وكمية هائلة من الهواء الجاف ومواد سائلة أخرى وجزيئات صلبة منبعثة من الغازات الصناعية.
    تعتبر السحب عبارة عن شكل من أشكال الرطوبة الجوية التي يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، حيث أنّ الشمس، التي تعتبر المحرك الأساسي لدورة الماء، تقوم بتسخين المحيطات التي تحوّل جزءاً من مياهها من حالتها السائلة إلى بخار، فتقوم التيارات الهوائية المتصاعدة بأخذ بخار الماء إلى داخل الغلاف الجوي (حيث درجات الحرارة المنخفضة) فيتكاثف الهواء المشبّع ببخار الماء مكونا بذلك جزيائات الماء السائلة أو المتجمدة فتمتزج بذرات الغبار مشكلة بذلك السحب. بما أن درجة كثافة السحب هي من 10 إلى 100 مرة أقل من درجة كثافة الهواء فإنّها تطفوا في السماء، أما ما يفسر تحرك السحب عبر الرياح هو الحركة الدائمة لجزيئات الهواء التي تدفع كل الكتل التي تحتك بها بما في ذلك السحب.
    تنقسم السحب حسب ارتفاعها إلى 3 أقسام: السحب عالية الارتفاع، السحب متوسطة الارتفاع والسحب منخفضة الارتفاع.

    قال (والبروق خلّبها وصادقها)
    يقول الشاعر :
    سهرت للبرق الذي استطارا ... باتَ على رغمِ الدُّجى نهارا
    حتّى إذا ما أوسعَ الأمصارا ... وبلاً جهاراً وندًى سرارا
    عاد لنا ماءً وكان نارا ... أرضى الثرى وأسخطَ الغبارا
    والبرق ضوء يرى من جوانب السحاب، وهو عبارة عن الضوء الناشئ نتيجة تصادم سحابتين أحدهما تحمل الشحنة الكهربائية السالبة والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة وبذلك ينتج عن التصادم شرارة قوية تصدر علي هيئة الضوء الذي نراه فجأة ثم يختفي في الأيام ذات الطقس السيء، كما أن هذا الضوء يعقبه صوت عالٍ قادم من السماء وهو ما يسمى بالرعد، والإثنان معاً يطلق عليهم اسم الصاعقة.
    والرعد هو الصوت الذي يصدر مصاحباً لمعان البرق. يختلف صوت الرعد من فرقعة حادة إلى دوي منخفض وذلك اعتماداً على طبيعة البرق وبعد السامع عن المصدر. يسمى صوت الرعد لغوياً الهزيم
    يحدث الرعد فيزيائياً نتيجة نشوء ازدياد مفاجئ في الضغط ودرجة الحرارة في وسط الهواء المحيط بسبب حدوث البرق. هذا التمدد يشكل بدوره موجات صدمة صوتية تتمثل بصوت الرعد.
    والعرب يراعون جهات إيماض البروق ومنشأ السحاب، فيؤمونها منتجعين لمنابت الكلأ، مرتادين لمواقع القطر، فيخيمون هنالك ما ساعدهم الخصب وأمكنهم الرعي، ثم يقوضون لطلب العشب وابتغاء المياه
    قال (وأمارات خصب الزمان وجدوبته،)
    أي علامات زمن الخصب والخير وكذلك علامات شره

    قال الشاعر
    وارحل إذا أجدبتْ بِلادٌ ... منها إلى الخصبِ والربيعِ
    لعلَّ دهراً أتى بنحسٍ ... يكرُّ بالسعدِ في الرجوعِ

    قال أبو حنيفة الجدب والجدوبة فناء الكلا وذلك من المحل وهو احتباس المطر


    ولاشك أن المعاصي هي سبب الجدب ، والطاعة تكون سببا للبركات ، قال الله تعالى : { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون } .
    ولذلك شرع الاستسقاء إذا أجدبت الأرض، وانقطع المطر، أو غارت مياه العيون والآبار، أو جفت الأنهار، أو نقص ماؤها، أو تغير بملوحة، وقحط الناس من قلة الماء
    وطلب السقيا من الله عز وجل له ثلاث كيفيات:
    الأولى: صلاة الاستسقاء جماعة مع الخطبة والدعاء، وهذه أكملها وأفضلها.
    الثانية: الدعاء بطلب الغيث في خطبة الجمعة كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    الثالثة: الدعاء بطلب السقيا من الله في أي وقت من غير صلاة ولا خطبة.

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    2,133

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    بارك الله فيك.
    الشعر يضفي على هذا الشرح طعم الشهد.

    جميل هذا البيت:
    يبكي ليضحكَ نورهنَّ فيا لهُ ... ضحكاً تولَّدَ من بكاءِ سحابِ
    ومثله قول الشاعر:
    يبكي بها الوسمي ملء عيونه ... والزهر في أكمامه يتبسم

    وأحب أن أضيف، في معنى الخُلَّب في قوله:
    والبروق خلّبها وصادقها
    الخُلَّب، بالضمة على الخاء واللام المفتوحة المشددة، هو البرق الذي لامطر معه. وفي المثل: برق الخُلَّب. قال أبو هلال العسكري: يجعلونه مثلاً لكل شيء لا حقيقة له، وهو البرق الذي لامطر معه. وأصله من الخلابة وهي الخداع.

    قال أبو الأسود الدؤلي:
    لا يكن برقك برقاً خُلَّبا .... إن خير البرق ما الغيث معه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    اضغط على الصورة لمشاهدة موقع شرح الأرجوزة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ااب مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك.
    الشعر يضفي على هذا الشرح طعم الشهد.

    جميل هذا البيت:


    ومثله قول الشاعر:
    يبكي بها الوسمي ملء عيونه ... والزهر في أكمامه يتبسم

    وأحب أن أضيف، في معنى الخُلَّب في قوله:

    الخُلَّب، بالضمة على الخاء واللام المفتوحة المشددة، هو البرق الذي لامطر معه. وفي المثل: برق الخُلَّب. قال أبو هلال العسكري: يجعلونه مثلاً لكل شيء لا حقيقة له، وهو البرق الذي لامطر معه. وأصله من الخلابة وهي الخداع.

    قال أبو الأسود الدؤلي:
    لا يكن برقك برقاً خُلَّبا .... إن خير البرق ما الغيث معه
    بارك الله فيك أخي الكريم على ما تقدمه من مشاركه فعّاله ومفيدة للخروج بشرح وافي وذلك بالمساعدة الهادفة .
    نعم اخي الخلب أصله من الخلابة وهي الخداع.
    ومنه الرجل الذي ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يخدع في البيوع فقال إذا بايعت فقل لا خلابة

    وكذلك قول القائل منظر خلاب
    اشكرك اخي على التوضيح القيم .

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    قال المصنف رحمه الله تعالى:
    (وكان غرضى فى جميع ما أنبأت به الاقتصار على ما تعرف العرب فى ذلك وتستعمله؛ دون ما يدّعيه المنسوبون إلى الفلسفة من الأعاجم، ودون ما يدّعيه أصحاب الحساب.) اقتصر ابن قتيبة على علم الأنواء , وهو العلم الذي برعت به العرب , وهذا يتضح جليا في كتابه ؛ حيث كان على مذهب العرب كما بيناه سابقاً لا على مذهب أصحاب الصور ولا على رأي الفلاسفة .
    والفلسفة هي دراسة المبادئ الأولى للوجود والفكر, دراسة موضوعية تنشد الحق وتهتدي بمنطق العقل . ولذلك لاتبدأ الفلسفة بمسلمات مهما كان مصدرها .
    قال :-
    (فانى رأيت علم العرب بها هو العلم الظاهر للعيان، الصادق عند الامتحان، النافع لنازل البرّ وراكب البحر وابن السبيل. يقول الله جلّ وعزّ: «وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البرّ والبحر)
    العرب عرفة هذا العلم بواقع حياتهم التي يحتاجون فيها إلى معرفة الدليل في البر والبحر في الليل و النهار وكما كانت النجوم سبيل للهداية في الليل كذلك الجبال سبيل لهدايتهم في النهار فالهداية تكون في السماء وتكون في الارض فالسماء بالنسبة لهم خارطة يلتمسون بها طرقاتهم في ظلمات الليل فهي السبيل إلى إرشادهم
    وقوله "رأيت علم العرب بها هو العلم الظاهر للعيان "
    الظهور: بدو الشيء الخفي ولما كان هذا العلم خفي عن بعض الأمم كان علم العرب فيه صادقا ولذلك قال المصنف رحمه الله صادقا عند الامتحان.
    والبعض يرى ان الروم اعلم بعلم الأنواء .قال أبو حنيفة: ليس في الأمم أحفظ للفصول، وأوقات الأنواء والطلوع من الروم، ولذلك من حل من العرب في شق الشام أعلم بها من غيرهم،
    وقوله تعالى : { وَهُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ النجوم لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البر والبحر } سورة الأنعام الآية (97)
    ظاهر هذه الآية الكريمة أن حكمة خلق النجوم هي الاهتداء بها فقط كقوله { وبالنجم هُمْ يَهْتَدُونَ } سورة النحل الآية(16) ولكنه تعالى بين في غير هذا الموضع أن لها حكمتين أخريين غير الاهتداء بها وهما تزيين السماء الدنيا ، ورجم الشياطين بها ، كقوله { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السمآء الدنيا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ } سورة الملك الآية (5) وقوله { إِنَّا زَيَّنَّا السمآء الدنيا بِزِينَةٍ الكواكب وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ لاَّ يَسَّمَّعُونَ إلى الملإ الأعلى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الخطفة فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } سورة الصافات : 6-10 ، وقوله { وَزَيَّنَّا السمآء الدنيا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العزيز العليم } سورة فصلت الآية (12).
    وهذا دليل على أن المنهي عنه من علم النجوم هوا ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمان كمجيء المطر ووقوع الثلج وتغير الأسعار ونحو ذلك حيث يزعمون أنهم يدركون ذلك بسير النجوم لاقترانها وافتراقها ، وهذا علم استأثر الله تعالى به لا يعلمه أحد غيره فمن ادعى علمه بذلك فقد أشرك
    قال رحمه الله :
    (فكم من قوم حاد بهم الليل عن سواء السبيل فى لجج البحار، وفى المهامه القفار، حتى أشرفوا على الهلاك، ثم أحياهم الله بنجم أمّوه أو بريح استنشوها. قال ابن أحمر
    وذكر فلاة:
    يهلّ بالفرقد ركبانها كما يهلّ الراكب المعتمر وهؤلاء قوم ضلّوا الطريق وتمادت بهم الحيرة حتى خشوا الهلكة، ثم لاح لهم الفرقد فعرفوا به سمت وجهتهم، فرفعوا أصواتهم بالتكبير كما يرفع المعتمر صوته بالتلبية.)

    قال "فكم من قوم حاد بهم الليل عن سواء السبيل فى لجج البحار، وفى المهامه القفار، حتى أشرفوا على الهلاك، ثم أحياهم الله بنجم أمّوه أو بريح استنشوها."
    هذه منة ونعمه من نعم الله عز وجل على الناس ومظهراً من مظاهر قدرته حيث جعل لنا هذه النجوم هداية ودليل في البر والبحر حتى لا نضل الطريق فنهلك فهي نعمة لا يقدر على الإِنعام بها إلا الله وحده .
    وقد نبه الله عز وجل على أعظم فوائد النجوم وهي الهداية للطرق والمسالك والجهات التي تقصد والقبلة حيث ان حركات النجوم في الليل يستدل بها على القبلة كما يستدل بحركة الشمس في النهار عليها ،

    قال
    قال ابن أحمر «2» وذكر فلاة:
    يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها ... كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ
    وابن احمر هو عمرو بن أحمر الباهلي. شاعر جاهلي مخضرم، ولد ونشأ في نجد ،أدرك الإسلام وأسلم وشارك في الفتوحات ويروى أنه شارك في الفتوحات مع خالد بن الوليد وكذلك في مغازي الروم .اختلف في تاريخ وفاته فقال المرزباني إنه توفي في عهد عثمان بن عفان والأرجح أنه توفي في عهد عبد الملك بن مروان كما أشار أبو الفرج الأصفهاني لأنه مدح عبد الملك بن مروان ومدح واليه على المدينة يحيى بن الحكم بن العاص سنة 75 هـ ويقال انه قد توفي في تلك السنة
    قال وذكر فلاة والفلاة القفر من الأرض لأنها فليت عن كل خير أي فطمت وعزلت وقيل هي التي لا ماء بها ولا أنيس وقيل هي الصحراء الواسعة .
    يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها ... كما يُهِلُّ الراكبُ المُعْتَمِرْ
    وأهلّوا الهلال واستهلّوه رفعوا أصواتهم عند رؤيته، وأهلّ الهلال واستهلّ إذا أبصر. وأهلّ الصبيّ واستهلّ إذا رفع صوته بالبكاء.
    اختلفوا في الفرقد هاهنا، فقال قوم: انه الفرقد الفلكي. وقال آخرون: إنما هو فرقد البقرة، وهو ولدها. لأن الفرقد من الأسماء المشتركة
    قال الأصمعي: إذا انجلى لهم السحاب عن الفرقد أهلوا: أي رفعوا أصواتهم بالتكبير كما يهل الراكب الذي يريد عُمْرةَ الحج، لأنهم كانوا يهتدون بالفرقد. وقال غيره: يريد أنَّهم في مفازة بعيدة من المياه فإذا رأوا فرقدا - وهو ولد البقرة الوحشية - أهلوا أي كبروا لأنهم قد علموا أنهم قد قربوا من الماء.

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    234

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    أسأل الله أن يثيبك على هذا الجهد الوافر استاذنا ابو بندر ،،

    شكر الله لك ،،

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    2,133

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    حلقات ممتعة ومفيدة بارك الله فيك.
    فوائد شرعية ولغوية وتاريخية.

    لاعدمناك

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    82

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    قال المصنف رحمه الله
    "ويقال إن أعلم العرب بالنجوم كلب وبنوشيبان وإن العلم من كلب فى بنى ماوية: ومن شيبان فى مرّة. وصحبنى رجل من الأعراب فى فلاة ليلا/ فأقبلت أسئله عن محالّ قوم من العرب ومياههم؛ وجعل
    يدلّنى على كل محلّة بنجم، وعلى كل ضياء بنجم. فربما أشار إلى النجم وسمّاه، وربما قال لى: تراه، وربما قال لى: ولّ وجهك نجم كذا، أى اجعل مسيرك بين نجم كذا حتى تأتيهم. فرأيت النجوم تقودهم إلى موضع حاجاتهم، كما تقود مهايع الطريق سالك العمارات.
    ولحاجتهم إلى التقلب فى البلاد والتصرف إلى المعاش وعلمهم، أن لا تقلّب ولا تصرّف فى الفلوات إلا بالنجوم، عنوا بمعرفة مناظرها. ولحاجاتهم إلى الانتقال عن محاضرهم إلى المياه وعلمهم، أن لا نقلة إلا لوقت صحيح يوثق فيه بالغيث والكلاء، عنوا بمطالعها ومساقطها. هذا مع الحاجة إلى معرفة وقت الطرق ووقت النتاج ووقت الفصال، ووقت غور مياه الأرض وزيادتها [و] تأبير النخل، ووقت ينع الثمر ووقت جداده، ووقت الحصاد، ووقت وباء السنة فى الناس وفى الإبل وغيرها من النعم بالطلوع والغروب."


    قال رحمه الله " ويقال إن أعلم العرب بالنجوم كلب وبنوشيبان وإن العلم من كلب فى بنى ماوية: ومن شيبان فى مرّة."
    هذا قول ابن كناسة ذكره المرزوقي ومرة هو ابن همام من بني شيبان،
    قال ابن قتيبة "وصحبنى رجل من الأعراب فى فلاة ليلا فأقبلت أسئله عن محالّ قوم من العرب ومياههم؛ وجعل يدلّنى على كل محلّة بنجم، وعلى كل ضياء ...." نعم النجوم يستدل بها في معرفة القبلة وعلى الجهات الرئيسية المعروفة براً أو بحراً ، كما قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [سورة الأنعام:97] أي: لتعرفوا بها جهة قصدكم، وليس المراد أنه يهتدى بها في علم الغيب كما يعتقده المنجمون،قال شيخ الإسلام رحمه الله: التنجيم هو: الاستدلال بالأحوال الفلكية، على الحوادث الأرضية.
    وقال الخطابي: علم النجوم المنهي عنه: ما يدعيه أهل التنجيم، من علم الكوائن والحوادث التي ستقع في مستقبل الزمان، كأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر، وتغير الأسعار، وما في معناها من الأمور التي يزعمون أنها تدرك معرفتها بمسير الكواكب في مجاريها، واجتماعها وافتراقها، يدعون أن لها تأثيراً في السفليات، وهذا منهم تحكم على الغيب، وتعاطٍ لعلم قد استأثر الله به، ولا يعلم الغيب سواه.
    قد يقع شيء مما يخبر به المنجم -مثل ما يحصل مع الكاهن- وليس معنى ذلك أنه يعرف شيئاً، ولكن صادف القدر فصار فتنة لمن صدق به، وإلا هو ضرب من التخمين، وقد علم الناس كذب المنجمين، فكم من الحوادث التي وقعت حكموا بأنها ستأتي على هيئة كذا وكذا، وجاء الواقع بخلاف ذلك، وهناك وقائع وحوادث مشهورة جداً، دلت على ما نقول، ذكرها المؤرخون، وكان المنجمون يجمعون على شيء، فيصبح كذبهم ظاهراً وواضحاً، ومع ذلك المؤمن لا يحتاج إلى مثل هذا؛ لأنه يعرف كذبه من أول وهلة، وأن النجوم لا دخل لها في الحوادث المستقبلة.
    وقوله هنا: الأزمان المستقبلة، والحوادث المستقبلة، يقصد به: الشيء الذي سيقع ولو في اليوم، بخلاف الذي وقع فإنه قد علم، أما الذي لم يقع فهو من أمور الغيب، لا يعلمه إلا الله، والنجم ليس له دخل في ذلك.
    قال قتادة رحمه الله: (فمن تأول فيها غير ذلك) -أي: زعم بها غير ما ذكره الله في كتابه فقد أخطأ، حيث زعم شيئاً ما أنزل الله به من سلطان، وأضاع نصيبه من كل خير؛ لأنه شغل نفسه فيما يضره ولا ينفعه.
    والنجوم كذلك يستدل بها على جهة القبلة، وعلى الجهات الرئيسية المعروفة، وقد ذكر الفقهاء مسألة، فقالوا: هل يجب على الإنسان أن يتعلم الأمور التي يعرف بها جهة القبلة؟ فبعضهم يوجب هذا، ويقول: واجب عليه أن يعرف؛ لأن الإنسان لا ينفك عن السفر وعن الذهاب والإياب في الأرض، ويكون وحده أحياناً، وقد يكون مع جماعة لا يعرفون القبلة، واستقبال القبلة شرط في صحة الصلاة، فينبغي أن يكون عنده معرفة من ذلك ليجتهد، والنجوم تعرف بها جهة القبلة، فأما إذا كان في النهار فيكون ذلك إما بالشمس أو بالجبال أو بالرياح؛ لأن هناك جهات رئيسية غالباً تهب منها الرياح، والجبال كلها -إلا نادراً- تكون مستقبلة للغرب، ووجوهها إلى الغرب، هذا إذا كانت جبال كبيرة، وأما الجبال الصغيرة فلا عبرة فيها، فلهذا جعلت من الأقسام التي يستدل بها على القبلة.
    قال " ووقت النتاج ووقت الفصال، ووقت غور مياه الأرض وزيادتها [و] تأبير النخل، ووقت ينع الثمر ووقت جداده، ووقت الحصاد، ووقت وباء السنة فى الناس وفى الإبل وغيرها من النعم بالطلوع والغروب."
    اول النتاج عند العرب عند طلوع قلب العقرب الا انه غير محمود لشدة البردِ وَقِلَّةِ الْكَلأِ
    والولد في هذا الوقت يسمى ربعاً إذا كان بكراً، فإن كان أنثى قيل: ربعة، فإن كان في آخر النتاج قيل: هبعٌ للذكر والأنثى هبعة.
    وفي المثل لم تدع لنا هبعاً ولا ربعاً: الربع من الإبل التي تأتي في أول النتاج والهبع التي تأتي في آخره، قال الشاعر:
    ولا وجد ثكلى كما وجدت ... ولا أم أضلها ربعُ
    وقال الأعشى:
    تلوي بعذق خضاب كلما خطرت ... عن فرج معقومة لم تتبع ربعا
    كان في الجاهلية إذا نتجت الناقة فى أول نتاجها ذبح، ويسمون هذا الذبح الفرع ويتبركون به. قال أوس بن حجر:
    وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ من الأقْ ... وامِ سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا
    وقال أبو نصر: يقال: بئس ما أفرعت به، أيى بئس ما ابتدأت به،
    ويقال يُسلخ جلده فَيُلْبَسُ فصيلاً آخر ثم تَعْطِفُ عليه ناقة سوى أُمّه فتحلبُ عليه.
    والفِصال ( الفطام) وافضل ما يكون عند طلوع سهيل،

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    49

    رد: شرح كتاب الأنوء لابن قتيبة الدينوري

    يعطيك العافيه

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •