نبات : المرخ
اسمه العلمي : Leptadenia pyrotechnica
في تفسير قوله( تعالي):
الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون*( يس:80)
* ذكر ابن كثير- يرحمه الله- مانصه:... أي الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتي صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع, ثم أعاده إلي أن صار حطبا يابسا توقد به النار, كذلك هو فعال لما يشاء, قادر علي مايريد, لا يمنعه شئ; قال قتادة: يقول: هذا الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر علي أن يبعثه; وقيل: المراد بذلك شجر المرخ والعفار ينبت في أرض الحجاز فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد, فيأخذ منه عودين أخضرين, ويقدح أحدهما بالآخر, فتتولد النار بينهما كالزناد سواء....
أما نبات المرخ فقد ملئ الدنيا لكن قليل من يهتم به فما أن يذكر هذا النبات حتى يخطر في بال البعض منا الحنيذ والمندي ... بعد ما كان هذا النبات الصحراوي قد سالت من أجله دماء ونشبت خلافات بسببه بين ابناء تهامة .
فما السر في هذا النبات .
المرخ أو السوسن تتميز شجيرات المرخ بمجموعها الجذري الكبير جداً الذي ينتشر لاعماق بعيدة وكذلك عدم وجود أوراق على أفرعه وهي صفات حباها الله سبحان الله وتعالى بها لكي ينمو ويزدهر حتى لو أنجبس المطر . تتبع شجيرات المرخ الفصيلة العشرية التي تتميز بوجود سائل لبني بجسمها ولكن نباتات المرخ تنزف سائل لزجناً عند قطفها . يعد نبات المرخ من النباتات المعمرة ذات الساق القصير تتفرع فروعه بغزارة من سطح الأرض يصل ارتفاعها إلى المترين معدومة الأوراق وأزهارها صفراء مخضرة أما البذور فيها تكون عناقيد كحبات الفصاصوليا يوجد بداخلها خمسة فصوص مزوده بشعيرات حريرية تساعدها على الانتشار بواسطة الرياح .
بذور المرخ
تزهر شجيرات المرخ من شهر مارس حتى شهر مايو . وهو الفصل الذي يترقبه مربي النحل فعسل المرخ له طعم ممتاز
زهرة المرخ غزيرة في الريحق
إجريت دراسة في مصر على هذا النبات الصحراوي نبته يصل ارتفاعها 160 سم تضرب بجذورها 11.5 متر في الأرض وهذا يعد أحد الأسباب التي يجعلها قادرة على العيش في المناخ الصحراوي
شاهدة في أحد المرات بعض الرعيان يأكلون أطرافها الغضة ويسمها ( ريدة ) أيضاً .توجد الآن مشروع إمكانية الاستفادة من نبات المرخ لمكافحة الآفات في جامعة الملك سعود أما في الأمارات فقد تم زراعة ألاف الشتلات لهذا النبات .
غابات من المرخ . القرن الأفريقي
يعد نبات المرخ في تهامة والقرن الافريقي نبات له فوائد جمة منها التالي :-
بناء البيوت التهامية ( العشش ) أو البيوت الأفريقية ذات الشكل المخروطي
بناء الاسوار ( السجف )
يبنى به السهوة أو الجندب ( وهي بناء دائري أو مربع له سقف يغشى بالمرخ ونبات الثمام مفتوح من جميع الجهات تستخدم للقيلولة
الخراش وهو العامل الذي يقطع الجريد سوا ( خشب الأثل والسدر والمرخ ) لجلبها لمن أراد البناء .
العريش والعشه وحبال المرخ المنسابه بشكل هندسي بديع
زراعته على حدود الأراضي فهو يضل لعشرات السنين ويعد من أفضل شيء يرسم الحدود .
يعد من أفضل النباتات في صد زحف الرمال .
يعد نبات المرخ من أفضل الحواجز لصد زحف الرمال
تتم منه صناعة الحبال التي يشد بها البيت التهامي ( العشة ) وتسمى ( المتت ) تفقد صلاحيتها بعد عامين لكن يكون ذلك الوقت قد تماسك الحشيش( الثمام ) فوق سقف العشة
حبال المرخ .. لا زال بعض الأفارقة يستعملونه إلى الآن
يعد المرخ أحد أهم المكونات الهامة في بناء العشش
كان مصدر رزق لبعض النساء قديماً لفتله وصناعة الحبال منه أما الآن فقد انقرضت هذي المهنة .
البيت التهامي جل بنائه من المرخ والمض والأثل والسدر
أما استعماله في الطبخ فالجميع يمكن شاهد هذه الطريقة رغم أن ابناء تهامة لديهم طرق عدة في الحنيذ سوا بالمرخ أو نباتات أخرى
شجيرات المرخ مكان مفضل لبعض الطيور التي تضع بيضها على الأرض
مواقع المرخ
يتكاثر الآن هذا النبات في تهامة بشكل عام في المناطق الساحلية خاصة شمال غرب محافظة المسارحة يوجد غابات من المرخ إلى الآن أما في الحجاز ونجد في امكان معينة منها وادي مرخ .أشهر أودية الزلفي و أطولها وسمي بمرخ نسبة لنبات المرخ,ينحدر سيله من جبال طويق
ومتى ما توفر له رعاية ينموا يوجد ايضا في دول الخليج خاصة البحرين فهناك قرية سميت عليه لكثرته فيها وهي قرية المرخ أما الامارات فقد انتشر فيها خاصة بعد زراعة آلاف الشتلات منه كذلك منتشر في أفريقيا وجنوب اسيا بشكل كثيف وهناك وأنواع نادرة في الهند ولا تختلف استعمالاته . اصبح هذا النبات مهدد بعد اكتشاف العماله سر الاقبال عليه من المواطنين والخشية أن يدخل هذا النبات ضمن الاحتطاب خاصة في موسم عيد الاضحى .
أصبح المرخ مرافق للحطب
أخيراً يبقى الحنيذ هو الاهتمام الأول بالمرخ .. استودعكم الله ... وأن شاء يكون ما جمعت فيه فائدة
15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27
 |
رد مع اقتباس
