جبل المرمر ( احد المعالم العجيبة في المملكة )
معلم غريب يدل على عظمة الخالق الذي ابدع كل شيء
كنت اسمع عن هذا الجبل من وقت طويل و كنت اتمنى ان تتاح لي الفرصة لرؤيته ولكن المشكلة لا اعرف موقعه ولا كيف يمكن الوصول اليه لذا فقد سألت كثيرين ولم اجد اجابة على سؤالي لمدة طويلة .
وفي احد المجالس عند احد الاصدقاء الذي كان يعرفني باخ له يعمل مدرساً و قد تم تعيينه في منطقة مدركة التابعة اداريا لأمارة مكة المكرمة . و بعد التعارف اخذت اساله عن منطقة مدركة واهم معالمها وكم كانت دهشتي عندم ذكر اسم جبل المرمر على انه احد اهم المعالم في المنطقة وواعدته انني ساحضر لزيارته في مدركة واريد ان اجمع بعض المعلومات عن هذا الجبل فرحب بذلك .
وقبل الموعد المحدد لزيارة منطقة مدركة قمت بتجهيز السيارة و الاطمئنان على جميع الحاجات اللازمة للرحلة و كان اهم الحاجات هي جهاز تحديد المواقع – و الة التصوير الفوتغرافي التي لم تفارقني في اي رحلة طيلة ال 20 سنة الماضية .
انطلقت بعد صلاة الفجر من مدينة جدة الى عسفان و من ثم سلكت الطريق القديم الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة متجها الى مكة و من ثم عند احد مفترقات الطرق حيث كان هناك لوحة ارشادية كتب عليها ( هدى الشام ) انعطفت يساراً متجها شرقا وتابعت مع الطريق حتى بلغت مدركة حيث كان ينتظرني الاخ الذي كنت انا واياه على موعد .
انطلقنا من نفس مدينة مدركة سالكين طريقاً ترابياً ممهدأ تمهيداً جيداً باتجاه الشمال الشرقي صعوداً في الحرة التي تطل على مدينة مدركة والتي يطلق عليها ( حرة رهاط ) وبعد ان صعدنا الحرة وسرنا مسافة تقارب 3 كم اذ بنا وجها لوجه مع هذا الجبل العجيب الذي يتربع فوق الحرة منفرداً شامخاً بطلعته البهية البيضاء المهيبة والذي كان يفصلنا عنه مسافة تقارب 5 كم اخرى .
لقد كان منظراً عجيباً كل ما حولك في هذه الحرة لونه اسود و يقف هذا الجبل الناصع البياض فوق هذه الحرة و كانه قطعة من الثلج حتى ليخيل اليك وانت تنظر اليه انه يمر من هذا المكان و ليس مقيماً فيه .
صورة الجبل على هذا الرابط
وبعد فترة وجيزة بلغنا الجبل حيث كان اول ما طالعنا بالقرب منه بقايا غرف قديمة متهدمة و التي كانت تخص العمال الذين كانوا يقطعون الحجارة من هذا الجبل ( اتدرون ما حجارة هذا الجبل ) انها الرخام الطبيعي النقي والذي يعتبر من افضل الانواع وقد تم تعدين هذا الجبل وقطع الصخور منه منذ حوالي 50 سنة وعند اول توسعة سعودية للحرم المكي فالرخام الذي ترونه يغطي المسعى و اجزاء التوسعة الاولى اخذت من هذا الجبل.
و قد قمنا بجولة على الاقدام حول هذا الجبل حيث كان هناك رافعة قديمة ضخمة ( يبدوا انها من صنع ايطالي حاولت ان اجد ما يدل على تاريخ صنعها فلم افلح ) كانت تستعمل لنقل الصخور الضخمة التي تزن عشرات الاطنان الى سيارات النقل التي تنقلها الى مكة المكرمة من اجل الصقل و التقطيع .
صورة الرافعة على هذا الرابط
وقد وجدت بعض الادوات التي كانت تستخدم في التعدين في هذا الجبل ولا تزال عالقة في الصخور بالاضافة الى العديد من قطع الرخام الطبيعي باحجام مختلفة بعضها يصل حجمها الى حجم اكبر من السيارة بالاضافة الى بعض البرك و الخزانات التي بنيت في مواقع مختلفة من الجبل وكانت تستخدم من اجل تبريد ادوات قطع الصخور .
صورة لبعض العدد عالقة في احد الصخور الرخامية على هذا الرابط
صورة لبعض الصخور وتستطيع مقارنة الحجم مع حجم السيارة في الصورة على هذا الرابط
لقد كان موقعاً مميزاً و رحلة لا تنسى تركت في نفسي اثر كبيراً لذا احببت ان تشاركوني هذه المتعة و ان انقل لكم بعض المشاهدات في هذا الموقع الفريد لعل احدكم تتاح له الفرصة لزيارته في الايام المقبلة .
اخوكم
السعلوو
15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27
 |
رد مع اقتباس
أنا أشهد أنك رجل سنافي 
يوجد مثلة
