هذا مصدر واحد من عدة مصادر يوضح أن مضر وربيعة وكل قبائل معد كانت تسكن في أغوار الجاهلية تهامة وما جاورها قبل ارتحالهم وبلا شك من ضمنها بكر وتغلب وأنا ذكرت قبل هذا أن الزير سالم أشار إلى موطنه وحدده بتهامة فقال عمرت دارنا تهامة في الدهر وفيها بنو معد حلولا ،، لاحظ ذكر إضافة لمنازل قبيلته قبائل معد كلها كمضر وغيرها لأنه جمع بقوله وفيها بنو معد حلولا أي في تهامة وكلامه يوافق ماسيأتي أدناه أن قبائل ربيعة منبعها تهامة
وكذلك قصيد الحارث بن همام البكري عندما ذكر أن قومه يقطنون تهامة بل ذكر أيضا معد كما ذكر ذلك الزير سالم فقال غنينا في تهامة قاطنيها ليال العز في آل الجعيد تدين له القبائل من معد كما دانت قضاعة لابن زيد
من كتاب معجم ما استعجم لابوعبيد البكري
--------------
تفرق مضر
قال فلم تزل مضر بن نزار بعد خروج ربيعة من تهامة مقيمة في منازلها، من تهامة وما والاها،
حتى تباينت قبائلهم، وكثر عددهم وفصائلهم، وضاقت بلادهم عنهم، فطلبوا المتسع والمعاش، وتتبعوا
الكلأ والماء، وتنافسوا في المحال والمنازل، وبغي بعضهم على بعض، فأقتتلوا، فظهرت خندف على
قيس.
وقال آخرون: إن غزية بن معاوية بن بكر بن هوزان، كان نديما لربيعة ابن حنظلة بن مالك بن
زيد مناة بن تميم، فشربا يوما، فعدا ربيعة بن حنظلة على غزية بن جشم، فقتله، فسألت قيس خندف
الدية، فأبت خندف، فأقتتلوا، فهزمت قيس فتفرقت، فقال فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة
ابن خزيمة:
أقمنا على قيس عشية بارق ببيض حديثات الصقال بواتك
ضربناهم حتى تولوا وخليت منازل حيزت يوم ذاك لمالك.
قال: فظعنت قيس من تهامة طالعين إلى بلاد نجد، إلا قبائل منهم، فأنحازت إلى أطراف الغور من
تهامة.( نفهم من هذا أن لهم بقية باقية في تهامة )
فنزلت هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس: ما بين غور تهامة إلى ما وراء بيشة
وبر كا وناحية السراة والطائف وذا المجاز وحنين وأوطاس وما صاقبها من البلاد.
ثم تنافست أولاد مدركة وطابخة ابني الياس بن مضر في المنازل، وتضايقوا فيها، ووقعت بينهم
حرب، فظهرت مدركة على طابخة، فظعنت طابخة من تهامة، وخرجوا إلى ظواهر نجد والحجاز.
وانحازت مزينة بن إياد بن طابخة إلى جبال رضوى وقدس وآراة وما صاقبها من أرض الحجاز.
وظهرت تميم بن مر بن أد بن طابخة، وضبة بن أد بن طابخة، وعكل بن أد، إلى بلاد نجد
وصحاريها، فحلوا منازل بكر وتغلب، التي كانوا ينزلونها في الحرب التي كانت بينهم، ثم مضوا
حتى خالطوا أطراف هججر، ونزلوا ما بين اليمامة وهجر. ونفذت بنو سعد بن زيد مناة بن تميم،
إلى يبرين وتلك الرمال، حتى خالطوا بني عامر بن عبد القيس في بلادهم قطر، ووقعت طائفة منهم
إلى عمان، وصارت قبائل منهم بين أطراف البحرين، إلى ما يلي البصرة، ونزلوا هنالك إلى منازل
ومناهل كانت لاياد بن نزار، فرفضتها إياد، وساروا عنها إلى العراق.
وأقامت قبائل مدركة بن الياس بن مضر بتهامة وما والاها من البلاد وصاقبها، فصارت مدركة
بناحية عرفات وعرنة وبطن نعمان ورجيل وكبكب والبوباة، وجيرانهم فيها طوائف من أعجاز
هوازن.
وكانت لهذيل جبال من جبال السراة ولهم صدور أوديتها وشعابها الغربية، ومسايل تلك الشعاب
والاودية على قبائل خزيمة بن مدركة في منازلها، وجيران هذيل في جبالهم فهم وعدوان ابنا عمرو
بن قيس عيلان.
ونزلت خزيمة بن مدركة أسفل من هذيل بن مدركة، واستطالوا في تلك التهائم إلى أسياف البحر،
فسالت عليهم الأودية، التي هذيل في صدورها وأعيالها، وشغاب جبال السراة التي هذيل سكانها،
فصاروا فيما بين.... وجبال السراة الغربية.
وأقام ولد النضر بن كنانة بن خزيمة حول مكة وما والاها، بها جماعتهم وعددهم، فكانوا جميعا
ينتسبون إلى النضر بن كنانة.
قال: فجلس عامر بن لؤي وسامة بن لؤي يوما يشربان بمكة، فجرى بينهما كلام، ففقأ سامة عين
عامر، وكان سامة ماضيا، فخرج من وجهه هاربا حتى أتى عمان، فتزوج بها ناجية بنت جرم، على
ما تقدم ذكره.
ويقال: بل تزوج غيرها، فصار بنو سامة بعمان حيا حريدا شريدا، لهم باس وثروة ومنعة، وفيهم
يقول المسيب بن علس الضبعي شعره:
وقد كان سامة في قومه له مأكل وله مشرب
فساموه خسفا فلم يرضه وفي الأرض من خسفهم مذهب.
وقد تقدم إنشادها.
قال: وأقام ولد فهر حول مكة، حتى أنزلهم قصي بن كلاب الحرم، وكانت مكة ليس بها أحد - قال
هشام: قال الكلبي: كان الناس يحجون ثم يتفرقون، فتبقى مكة خالية، ليس بها أحد - فقريش البطاح
من ولد فهر: من دخل مع أقصى الابطح، وقريش الظواهر من ولد فهر: تيم الادرم بن غالب بن
فهر، ومعيص بن عامر بن لؤي، ومحارب والحارث ابنا فهر، فهؤلاء قريش الظواهر، وسائر قريش
أبطيحون، إلا رهط أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه، وهم بنو هلال بن أهيب بن ضبة بن
الحارث بن فهر، ورهط سهل وسهيل ابني البيضاء، وهم بنو هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر،
فإنهم دخلوا مع قصي الابطح، فهم أبطيحون.
فهذا ما كان من حديث أفتراق معد ومنازلهم التي نزلوها، ومحالهم التي حلوها في الجاهلية، حتى
ظهر الاسلام.
وجاء الله عز وجل بالاسلام وقد نزل الحجاز من العرب أسد، وعبس، وغطفان، وفزارة، ومزينة،
وفهم، وعدوان، وهذيل وخثعم، وسلول وهلال، وكلاب بن ربيعة، وطئ - وأسد وطئ حليفان -
وجهينة، نزلوا جبال الحجاز: الأشعر، والأجرد، وقدسا، وآراة، ورضوى، وأسهلوا إلى بطن إضم.
ونزلت قبائل من بلى شغبا وبدا، بين تيماء والمدينة. ونزلت ثقيف وبجيلة حضرة الطائف، ودار
خثعم من هؤلاء: تربة وبيشة وظهر تبالة، على محجة اليمن، من مكة إليها، وهم مخالطون لهلال بن
عمرو، وبطن تبالة لبني مازن. ودار سلول في عمل المدينة. ومنازل أزد شنوءة السراة، وهي أودية
لخثعم، على ما تقدم، وأحياء مذحج. وهذه الأودية تدفع في ارض بني عامر بن صعصعة، ومن بقي
بأرض الحجاز من أعجاز جشم ونصر بن معاوية، ومن ولد خصفة بن قيس، فهم بالحرة، حرة بني
سليم، وحرة بني هلال، وحضرة الربذة، إلى قرن تربة، وهم مخالطون لكلاب بن ربيعة. هؤلاء كلهم
من ساكني الحجاز.
ونزل نجد من العرب بنو كعب بن ربيعة بن عامر، ودارهم الفلج وما أحاط به من البادية. ونزل
نمير بن عامر، وبأهله بن يعصر، وتميم كلها بأسرها باليمامة، وبها دارهم، إلا أن حاضرتها لربيعة
بن نزار وإخوتهم.
انتهى النقل