هذه قصه يرويها صاحب الحدث والقصه بنفسه
هذا رجل قناص من الطراز الاول وصاحب صنف كما يقال وهو في عز شبابه اسال الله ان يمتعه بالصحه والعافيه وطول العمر انا اعرف الرجل شخصياً واعرف ابوه ولكن لم ارافقه في رحلات مقناص . هذا الرجل حباه الله واعطاه خفة الجسم وقوة وسرعه لا توصف في تسلق الجبال وقد شبهه من رافقه في رحلات الصيد بالذيب لخفته وسرعته ما شاء الله عليه ولا يتعب يمشي في الجبال صعود ونزول لساعات دون التوقف يعني رجل موهوب فعلا الله يزيده ويرزقه . المهم هذا الرجل يروي لنا قصه حصلت عليه في رحلة صيد مع اخوياه ذهبوا للمقناص في تهامه في منطقه تسمى وادي الليث وهو معروف للكثير منكم ولاصحاب هواية الصيد والمقانيص المهم وصلوا الرجال الى المنطقه وفي الصباح الباكر تحزموا الشباب وكل واحد اتجه الى شعب بحثاً عن الصيد وصاحبنا هذا كعادته يرقى الجبال ويمشي مشي عجيب ويوصل لاماكن يصعب على الكثير من الرجال الوصول اليها لدرجه ان اهل الديرة يحكون ان هذا الشاب وصل لمحلات هم اصحاب الديرة ما وصلوا لها وعادة هذه المناطق التي يصعب الوصول اليها يوجد فيها الصيد بكثرة وطبعا الصيد هناك هو الوبران والقهد ويندر تجد وعول . المهم صعد الرجل لمنطقه بعيدة جدا جدا عن مقر العزبه ووجد الصيد الوفير كعادته وذبح من الصيد ما يسر الله له ويقول وجدت وبر كبير مغري في موبرة نسميها نحن البدو سحيرة وهي منطقه من الجبل يكون فيها حجارة تتكسر من الجبل وترتدم على بعض وتشكل جحور تحبها الوبارة في ايام البرد ووقت ولادتها لانها دافيه وامنه للصغار واكيد تعرفونها ما يسمى بالسحيرة او المقلع او هضهوض المهم يقول صاحبنا انتظرت الوبر كثير حتى خرج ورميته وذبحته ولكن طاح في جحر وحسب قوله يقول جلست اشيل من هذه الحجار واحفر لعلي اصل للوبر وبالفعل وصل للوبر بعد العناء وسحبه وخطورة هذه الموابر تكمن في ان الحجارة متحركه ممكن ان تنهال في اي لحظه خاصه ان كسر او شيل الحجر الذي تعتمد عليه الكثير من الحجارة فوقه ويقول اخذت الوبر وفي لمح البصر انهال هذا السحير علي وانا في وسطه ويقول قفزت لعلي اخرج من هذا السحير وبالفعل خرج للطرف الثاني لكن صادف ساقه الرقيق حجر من الحجارة المنهاله بسرعه وبكثرة وضرب ساقه حجر وكسر عظم الساق واصيب الرجل في وسط الساق بكسر في العظم وجرح ينزف يقول من شدة الالم سحبت نفسي على بطني الى مكان امن واستفرغت من شدة الالم ويقول ربطت الجرح بطرف ثوبي شقيته بالسكين وسويت ضماد لساقي وربطته وتوقف النزيف لله الحمد ولكن الساق تعطل العظم انكسر يقول جلست حول الساعه او اكثر وكنت افكر كيف انزل واوصل اخوياي يقول قطعت لي عصا ابي اخذها عكاز مع البندق اتعكز عليها لعلي اقرب من اخوياي المهم يقول هذا الكلام حصل لي على قرب الليل وعرفت انني لن اوصل اخوياي ولكن حاولت بقدر الاستطاعه ان اقترب منهم مرات اتعكز على العصا والبندق ومرات اسحب سحب حتى بلغ مني التعب مبلغه والالم والجوع والعطش حتى يقول اقبل علي حمى ويقول شفت لي محل مستقر في الجبل وشرف على الشعب الذي انا فيه وجمعت لي بعض الحطب جمعته وانا اسحب سحب وشبيت النار وفوضت الامر لله وقلت سوف ابقى هنا حتى يصل لي احد الاخوة يساعدني في النزول طبعا هناك اخوياه وصلوا للعزبه وخويهم لم يصل وصعدوا في شعبه اللي هو فيه بكشافات معهم وواحد منهم ذهب يبحث عن الفزعه من من هم حولهم من قنوص ومن اهل الديرة وفزعوا الرجال معهم يبحثون عن خويهم تعبوا اخوياه واللي فزعوا معهم ولم يصلوا لمكان هذا الرجل هناك واحد من اخوياه ضغط على نفسه واستمر في الصعود حتى ارتفع الى حرف الشعب ويقول رأيت النار التي شبها خويهم ولكن بعيده جدا تحتاج الى ساعات مشي حتى تصل لموقعها ويقول فصحت في اخوياي اللي تحت وقلت لهم انا اشوف نار في المكان الفلاني واكيد انه خوينا تنفس الصعداء الخوياه ودخلهم النشاط وصعدوا لخويهم الثاني اللي شاف النار وبالفعل شافوا النار ولكن بعيده بالحيل وليس امامهم الا ان يسيروا لها وامرهم لله القنوص اللي فزعوا واهل الديرة كذلك منهم من واصل المسير مع اخويا الرجال صاحبنا ومنهم من عجز المواصله وقال انا انتظركم هنا واصبح الرجال يتناقصون شي فشي حتى بقي واحد لازال فيه نشاط وقدره للسير وقام يرمي ببندقه لخويه لعله يسمع الرمي ويرد ان كان حي وبخير وبالفعل رد عليهم ببندقه يرمي لهم وبعد جهد جهيد وساعات من السير وصل الرجال لخويهم ولقيه في حال يرثاله الحمى تضرب فيه والالم والجوع والعطش طبعا هذا الرجل المصاب ترك وراه الصيد وبعض عزبته في الجبل ليخفف عن نفسه في السير المهم اعطاه خويه الماء وشرب واعطاه بنادول كانت معه وجلس معه شوي حتى ردت فيه الروح ونزلت حرارته شوي وقاله ابي عضدك وننزل لاخويانا وشوي شوي وعلى مهلك وبالفعل تعكز الرجال على خويه ونزلوا شوي ولكن الالم اشتد على الرجال وتورمت ساقه واصبح لا يتحمل ان يلمسها شي ان لمسه غصن شجره او حصاه صاح من الالم اضف على ذلك الحمى والاستفراغ كل شوي من جور ما يونس مسكين ولا له لايم مكسور في مكان وعر ومجبور على السير صاح خويه طالب الفزعه من من استطاع مواصله السير ومن حسن الحظ وصله بعض الرجال من اخوياهم ومن اصحاب المنطقه وتشاوروا كيف الطريقه حتى ننزل الرجال او نقربه على الاقل لمنطقه يستطيعون فيها احضار بعير يحمله حتى اسفل الوادي قال لهم رجل من اصحاب الديرة وصاحب خبره ليس لنا الا ان نعمل نعش او ما يسمى شياله يحملونه عليها اربعه رجال وليس هناك طريقه غير هذه الطريقه وبالفعل قاموا على الشجر اللي حولهم وقصوا منه فنود يسوون منها نعش ومن حسن الحظ ان احد اهالي المنطقه معه فاس ما يسمى هناك عطيف وهو يشبه الفاس المعروف ولكن بحجم اصغر ويستخدم كسلاح ويصلح لتقطيع الخشب وما شابه ذلك المهم قصوا الخشب وصلحوا نعش وحملوا الرجل عليه ولكن الوضع صعب في جبل وعر وليل مظلم ومنحدر صعب يعني بكل صعوبه يمشون به امتار معدوده في وقت طويل واستمروا على هذا الحال يسيرون امتار ويرتاحون حتى وصلوا لمنطقه يمكن للجمل ان يصعد لها وحطوه هناك ونزل واحد من اهل الديرة ليحضر بعير عند احد جماعته وبعد ساعات حضر هذا الرجل معه البعير وكانت الساعه تقريباً الواحدة صباحاً بلغ التعب مبلغه من الكل والمصاب في حال يرثا له شدوا خويهم على البعير وقاموا يسيرون به على ظهر البعير راح واحد او اثنين من اخوياه الى سيارتهم وشدوا العزبه حقتهم وركبوا السيارة وتحركوا لشعيب ثاني حتى يلتقون خويهم فيه طلع النهار واشرقت الشمس ويادوب وصلوا للوادي بالرجل على ظهر البعير ووصلوا للسيارة وشالوا خويهم وتعذروا للناس اللي فزعوا معهم ولاهل الديرة وشالوا خويهم وعلى ديارهم وعلى المستشفى خضع خويهم لعلية جراحية ركبوا له سيخ في ساقه وقدر الله وما شاء فعل سبحانه والرجل اصبح غير الاول ولكن سلم الموت والحمد لله على كل حال .
نستفيد من هذه القصه الواقعية عدة فوائد وهي ان يحسب الرجل حسابه لمثل هذه الحالات والاصابات ويحاول ان يحرص على نفسه خاصه ان ابتعد مثل خوينا هذا ولا يرد الحذر القدر ولكن لابد من الاخذ بالاسباب للسلامه قدر الامكان والامر لله من قبل ومن بعد ليس مجبور ان تصعد لمكان بعيد فوق طاقتك وطاقة اخوياك والمسأله مقناص وسعة صدر وليس من الضروري ان تجد الصيد او ترميه اعرف قدرتك وامكانياتك ولا تتجاوزها واعرف الديرة اللي انت فيها وكما يقال فكر بالنزول قبل الصعود او العكس ونسأل الله السلامه للجميع
هذه قصه على عجل قبل السحور واتمنى التوفيق للجميع