ومرت الأيام ....................وما أحلى تلك الأيام التي كنا نحتطب بها وكل يحمل حزمته... و ذلك السؤال المنقرض ....وين رايحين .... نبي نروح نعشب ... يله معكم وحمل ذلك الزبيل الممتلئ بالعشب على الرأس .... ووضعه في حوض (المور) أو ..(النيسان)
.... والذي كان وحيدا في القرية
ونقل ذلك إلى ..(غرفة العشب )... والتي قد ملئت بأعشاب شتى يفوح عطرها كلما فُـُتح ذلك الباب الخشبي المدقور.... ويبقى بعض الأحيان حتى الربيع القادم يعطى منه الحلال ولا ينفد ...وهذا والله من البركة
ولقد كان الفرح عارما عندما تغلق المدرسة أبوابها كانت تلك العطل جميلة ولذيذة ولكنها في الربيع لا توصف فهي في ذلك الصباح
....هات الجفر ياولد ... أنت أرضعت الطفيل .... العنز هذي حلبتوها ..يالّه ياولد عجل مدد الحلال....... وعند الزوال اذا لم يكن مع الغنم (الحمار) ومايحمل من زاد ...... تلقى حد هل البيت لاحقك بذلك القدير والرزيزة الذيذة واللبين الذي يحمله بسعينه ...... وقبيل الغروب يالله هضل الغنم
الغنم هضلت ياولد .... عساها شباع اليوم .... ارضع البهم وحلبّ الشياه
أما (التغريق) فلا تكاد تذهب حتى تعود بصيدتك بعد أن غرقته من غدير مجاور … وهكذا حتى مضت عدة أشهر قرر الجميع الشديد لمرتع آخر قضى فيه الجميع بين الشهر والشهرين وأعلن الربيع وداعه فعاد الركب لديارهم
ولكن مازال هناك عمل ... فالسرحة بالبهم والغنم كانت عملا حتميا .. وذلك المشرع الذي كنت أترع به وأمتع ناضري بصفاء مائه وسط تلك الخضرة الممتدة في قعره بين تلك الرعايا والأذواد المترددة .. والتي كانت تتداحم وتتابع بين وارد ٍ وصادر ....
أما القيلات فكانت متكررة بين الفينة والأخرى وكان الحصول على الكلوة هو الهاجس ولك المتعه كانت تملأها والذكرى تحفضها في صور متعدده
منها هذه التحفه وأخرى لاتنسى حيث كدت أموت
وبين هذا وهذا بزغ نجم جديد مع تلك المتناقضات في تلك الحياة الهانئة بين مضيمضاح …. وصرخة … سرى …. وتلك الحياة المختلطة بروعة الصحراء…. وقلة المؤنة في تلك الأيام …..
( والعرس اللي مانذوقه= يركب الشيطان فوقه )
(والمرأة تصبح مطلق=والرجال ياخذ حقوقه )
أنشودة الحرمان لحفل زواج بريّ … فالوصول هو المطلب من أجل عدة لقيمات حتى ولو كان الصندوق هو المركب فأين ذهبت لذته اليوم ….. لا أدري …
ياراكب اللي شداده حوض = ركابها كلهم كومه
وليامشت مع خطاة الروض = ترص …. على …..؟؟
إنه يصف مايراه ولا يلام فالركوب على الحناتر كان بالأمس لذة وروعة أصبحت كالأحلام …… وبين الحناتر والمذياع علاقة وطيدة في تتبع الأخبار والسهر حتى ثلث الليل الأول والذهاب للجيران لكي نسمع الرادو
وبرنامج البادية فهو من النادر سماعه في ذلك المصباح المفروش (بالجمشا) .. والمطارح مرصوصة بجانب بعضها البعض .... والقمراء ساطعة والنسيم يهفهف ....
وما أحلى تلك المزارع الصغيرة المجاورة للبيوت التي عندما تدلف لها مع باب ذلك الشبك الصغير والمثبت بأخشاب غير منتظمة يسرك منظرها ونسيمها ورائحة برسيمها النفاثه و تلك السريان الجارية بذلك الماء الصافي والذي قد ملا تلك الحياض المليئة بكل لذيذ من الجح والجراوه والطماط والعنب.... ومطاردة تلك الطيور التي تزقزق في كل مكان بتلك النبيطة التي حبكت بإحكام ........ أيام مرت وفي العقول استقرت
و ما أجمل تلك الزيارة لجدي بين هاتيك الجبال التي قد أصبحت كالغابة المظلمة في كبر رمثها وطول ثمامها وكثرة عشبها كانت ليلتين من أحلى الليالي وتلك الذبيحة التي دير تحتها ذلك الرصيص اللذيذ بتلك الصينية
أما ذلك الأجتماع الكبير لأهل القرية عندما قرر أحدهم الأنتقال إلى المدينة قبل عشرات السنين فقد كان فيه الجمعُ مهيب والبكاء يجلل صمتُ تلك البيوتات الصغيرة..... ولكن الفراق كان محتوما
ولكن الشئ المميز بهذا هو ذلك الموقف مني وتلك الآهة التي منها تفجرت
ولأول مرة أذكرها قريحتي الشعرية
وبعد سنيات كبر الصغير واصبح العام الدراسي ثقيلا والمرحلة جديدة....ولكن لذة تلك الأيام لم تذهب .. ولم يذهب ذلك المشب ووجاره في تلك الزاوية والذي يقبع اسفل تلك السماوه .... سكر السماوه جانا المطر ... أفتح السماوه ياولد....... شغله كل شوي وأنت متشغمر ذلك الجدار الطيني كنك (سعيدة) التي صالت وجالت حتى انتهى بها المطاف بشر طرده
وكانت هناك فرصة لزيارة تلك المدينة الكبيرة في نهاية العام ... والتمتع بتلك الشاشة الصغيرة والتي كنت أرتكز عندها من ساعات الصباح الباكر وهي وششششش ثم طووووووو ثم دن دن دن دنن ....عمودي أفقي ....... حتى يعلن ذلك العلم .... نهاية تلك التسميرة.....
وهكذا بدأت السنين تجري والوقت يتغير والذكرى تبقى وترتسم على الشفاه ببسمة غامرة وأصبحت اسبح معها في كل حين بين أعوام شتى
ومرت الأيام وأصبح الصغير فتى يجوب البراري على ددسنه الممتعه يطرد الضبان ويجوب الضلعان والبران .....
حيث غصت الذاكرة بهاتيك المواقف المتناقضه والتي لايكاد يمر يوما بدونها ولكن لايبقى منها إلا نزر يسير وهو مايكون له وقع كبير على نفس المرء ..... منها .. كنت ذات يوم في راتعا في غنمي وقد ضاقت بي الأرض بما رحبت فتصورت أنني أطرد ارنبا ......وأخذت أجندع بالسيارة .......... ووقعت عين أحدهم علي...فوشا بي
فكانت الصيدة .....(......)