المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الثقفي
أخي الغالي
إليك رواية القصة الحقيقة لطائرة رأس الشيخ حميد، أسطرها لك من شخص وقف على احداثها:
في عصر يوم الثلاثاء الموافق 25/9/1379هـ ، حطت طائرة برمائية أجنبية صغيرة في البحر عند شاطئ رأس الشيخ حميد، وكان في التبة التي تقع في مدخل خليج العقبة القريبة من رأس الشيخ حميد حراسة، قاموا برصد هبوط الطائرة ونزول أشخاص منها سبحوا في البحر ثم عادوا إلى الطائرة، لكن ظلت الطائرة واقفة في مكان هبوطها حتى خيٌم الليل ..
ولهذه الطائرة قصة طويلة نوجز أحداثها التالية:
أنه كان بالطائرة أربعة من الغربيين،(مالك الطائرة وثلاثة من رفاقه: رجل وزوجته وصحفي) كانوا في رحلة سياحية في المنطقة، وعندما شاهدوا – وهم محلقون في الجو- شاطئ رأس الشيخ حميد الجميل، بان لهم وكان المنطقة خالية من الحراسة، فهبطوا بطائرتهم على الشاطئ للاستمتاع بوقتهم، دون محاذير، وكان الوقت عصراً ... فسارع مسؤول الحراسة ببعث برقية لمرجعه بأمر الطائرة .. ولكن بعد أن أمضى ركاب الطائرة وقتاً في السباحة عادوا إلى الطائرة للإقلاع بها ولكن (أحبط الله عملهم) بعطب أصيب به محركها. وسرعان ما خيٌم الظلام على المنطقة
عندما أدرك قائد الطائرة أنه ورفاقه قد وقعوا في مأزق، قام بطلب النجدة عبر أبراج المطارات القريبة عرٌف وضعهم وموقعهم طالباً نجدتهم ..
أفاد مسؤول الحراسة في التبة أنه وأفراده لم يكونوا يعلمون عن وضع الطائرة وركابها، وأنهم بينما كانوا ينتظرون التعليمات من المرجع بشأن الطائرة وركابها، دوي في الجو أزيز طائرة أخرى قادمة في اتجاه الطائرة الرابضة وفتحت عليها أنوارها ثم أطفأتها وتلاشى أزيزها، وبعد فترة وجيزة اقتربت باخرة – خارجة من الخليج – من الطائرة وأضاءت أنوارها في اتجاها ثم أطفأت أنوارها واختفت عن أنظار الحراسة ...
ونظراً للظلام الدامس في تلك الليلة، ولوجود موانع طبيعية تحجب الرؤية مما جعل أفراد الحراسة يعتقدون أن الطائرة الثانية هي الأخرى قد هبطت، وأن الباخرة ربما تكون أيضاً قد رست في منعطف خارج مدخل الخليج ..
أبلغ مسؤول الحراسة مرجعه بأمر الطائرة الأخرى, وكذلك أمر الباخرة, وينتظر منه الأمر الأخير. كما قام هذا المسؤول بإبلاغ كل الجهات الرسمية بالمنطقة بالحاد ث, وكنت ضمن ممن تبلغ بذلك, حيث كنت أقوم بعمل المدير الذي غادر إلى جدة في مهمة أمر التجهيزات اللازمة لمغادرة مجموعتنا المنطقة 000
أما واقع حال الطائرة وركابها الأربعة الغربيين, فإن احد المطارات المجاورة استجاب لطلب النداء, فبعث إحدى طائراته لنجدتهم، ولكن عندما شاهد موقعهم في المياه السعودية، صدرت التعليمات للطائرة بعدم النزول لمساعدتهم أو حتى نقلهم، فعادت الطائرة من حيث أتت ...
وسمعت باخرة مغادرة خليج العقبة نداء الطائرة، فحولت مسارها إلى جهة الطائرة فاعتذر قبطانها من تلبية طلب نجدتهم لوجودهم في المياه الإقليمية السعودية، وأنهم ليسوا في خطر الغرق ..
وتوالت أحداث الطائرة (البرمائية)، وفي نفس تلك الليلة صدرت الأوامر الفورية بالتأكد والتثبت من ذلك، وإذا كانوا معتدين فيطلب منهم الاستسلام وإذا رفضوا يبيدونهم ..
ولم يطلع فجر اليوم التالي حتى كانت قوات أمن المنطقة قد طوقت منطقة رأس الشيخ حميد، واتجهت قوة منها صوب الطائرة المجهولة، فلم يجدوا عليها كتابات تدل على جنسية الطائرة أو ركابها ... فطلب آمر القوة من ركاب الطائرة النزول منها رافعين أيديهم ومستسلمين لهم، فلم يمتثلوا . فكرر عليهم الإنذار للمرة الثانية . وفي المرة الثالثة أنذرهم بالنزول الفوري من الطائرة والاستسلام، وإلا أطلقت القوة النار على الطائرة . وعندما لم يستجيبوا للنزول والاستسلام أطلقت القوة النار على الطائرة مما أدى إلى خروج الأربعة من الطائرة بملابس السباحة، وألقوا بأنفسهم في البحر فتقدمت لهم القوة واعتقلتهم ..
وفي اليوم نفسه وصل (الرئيس) بطائرة صغيرة نزلت في المنطقة، بهدف الإطلاع الشخصي على أمر الطائرة وركابها والدوافع من وراء ذلك، وتوجيه المسؤولين بما يجب ..
فعندما علم (الرئيس) بأمرهم أمر بإطلاق سراحهم واصطحبهم معه، إلى المخيم الذي أعد له في رأس الشيخ حميد، حيث أنزلهم في خيمة خاصة بهم وأمر بأن يؤمن لهم كل ما يلزمهم من طعام وشراب .. وبعد أن انتهى (الرئيس) من مهمته أصطحبهم معه في الطائرة إلى جدة
وفي جدة أسكنوا في أحد الفنادق الكبيرة في ضيافة حكومة المملكة، وزاروا سفارة بلدهم حسب طلبهم، إلا أنهم اظهروا تذمر لا يعرف كنهه، حتى الملابس التي أُمنت لهم رفضوا ارتدائها، فعندما علم مسؤول كبير بذلك أجاب : دعوهم يغادرون بلدهم حتى بملابس السباحة التي كانوا يرتادونها وقتما ألقي القبض عليهم !! ألم يعلموا حجم الجرم الذي ارتكبوه في حق بلدنا، وكرم هذا البلد عليهم بالعفو عنهم ثم كرموا باستضافتهم، وتأمين كل ما يلزمهم، حتى تذاكر سفرهم إلى بلدهم ..
ولطائرة رأس الشيخ حميد تداعيات أخرى، فبعد مضي بعض سنوات من أحداثها أحضر لي أحد الأصدقاء مجلة غربية فيها قصة (طائرة رأس الشيخ حميد) بقلم الصحفي الذي كان ضمن ركاب الطائرة المذكورة، فوجدت في القصة المنشورة تحريفاً وكذباً يخالف حقيقة الحادث ..
رابط الموضوع بواسطة المشرف القدير رسلان
http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=134973
لا أتذكر اسم الكت