مذكرات كبيان في غوانتنمو..
في هذا المكان الصغير من العالم حلمت كثيراً و استأت كثيرا من تردد هذا الاسم على صفحات الانترنت و الأخبار العالمية ...
هذا الاسم حمل بين طياته المتناقضات فشتان من يتذوق الهم و الهوان كل ليله في زنازين الطغاة و بين من يتذوق جمال الطبيعة و الأكل الراقي...
لا أعرف هل من يقبع في سجون الأمريكان عليهم من الله ما يستحقون يعلمون أن خلف تلك الأسوار التي تحاصرهم توجد أجمل الشواطئ و محاسن الطبيعة و قلوب طيبه تحملها أجساد الشعب الكوبي..
وددت أن أرسل لإخوتي و أنا أمر بمحاذاتهم رسالة أكتب فيها أن خلف تلك الأسوار شيخ قد عاش و ترعرع مع أبطال مناضلين طردوا قبل سنوات طغيان و عنجهية المحتلين من خلال قائد تسمع بأفعاله قبل أن تعرف أسمه و تضرب به الأمثال ، و هذا الشيخ الكبير يمسك بسيجار كوبي كبير و ينفث الدخان ويركب البحر بقاربه الصغير ليصطاد السمك و يستمتع بما حباه الله من جمال لهذه الطبيعة و التي أكاد اجزم أنها تخفى على ساكني تلك الديار فك الله أسرهم.
وددت أيضاً أن أكتب لهم أن خلف تلك الأسوار هناك سائح لم ينساهم يوماً وقد جذبه حلم الوصول الى أقرب نقطة لكم حتى يحكي لكم قصة غوانتنمو و أنها ليست كما تعيشونها بل أنها من أجمل المناطق التي تتخيلون أن تروها من خلال شواطئها المطلة على البحر الكاريبي و المحيط الأطلسي و أن تلك الشواطئ الصافية كصفاء قلوب أهلها غير ذلك الشاطئ الذي يحاصركم من ثلاث جهات و التي تنتهي بالظلم و الطغيان و العنجهية للحكومة الأمريكية.
إخوتي في تلك السجون ...
بينما تمر سيارتي قريباً من مكانكم أتخيل نفسي كأني وجدت صديق بعد غياب سنوات... وفي ذروة فرحي نزلت من عيني دمعه حينما تذكرت معاناتكم أعانكم الله و رزقكم الصبر وفك أسركم ، فهذا واقع ما أعيشه الآن وأنا قريب جداً منكم أكتب هذه الكلمات من الجهة الأخرى .. الجهة المضيئة من الجزيرة الكوبية فشتان بين مكان يهان فيه الإسلام عندكم و على بعد كيلو مترات عنكم غابات و منتجعات مدينة باراكوا وصولاً الى آخر نقطة في كوبا في قرية بوينتا دي ما آسي مروراً بالأنهار الرائعة و المرتفعات الساحرة حتى الوصول الى شواطئها الجنوبية بمحاذاة سانت أنتونيو ديل سور حتى أصل الى الجزء المنير من هذه المنطقة و المتمثل في هذه المدينة الهادئة و القلوب المرحبة في مدينة غوانتنمو.
أحبتي أعانكم الله آمل أن تقبلوا مني هذه الكلمات من مذكرات كتبها سائح حالم ، كان في يوم من الأيام يحلم بالوصول الى هذه البقعة السوداء من العالم ليظهر وجهها الحسن بعد أن اخفت القاعدة الأمريكية معالم حسنها من خلال التقرير الذي سأكتبه حال عودتي الى الديار بالتفصيل عن أهم معالم المدن الكوبية عامة و عن ولاية غوانتنمو خاصة.
في الختام تقبلوا تحيات أخوكم
كبيان