أحبتي الكرام في مكشات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد من الله سبحانه وتعالى علينا بنعم كثيرة منها الأمن والأمان والسلامة في الآبدان ووفرة الأموال وكثرة السيارت
مما يسر علينا الرحلات البرية خاصة عندما تكون الأجواء مهيأة مثل هذه الأيام .
فتغمرنا السعادة بهذه الرحلات ولا نكاد نعود من رحلة إلا وننشئ رحلة جديدة إلى مكان آخر , فمن ذاهب للصمان ومن معجب بالشعبان , وآخر مولع بالكثبان..!!
لكن في غمرة هذه الرحلات ربما ننسى الأيام التي نحن فيها والتي تصادف أفضل أيام الدنيا
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء } رواه البخاري
شاهد معي أخي الكريم كيف أن أيامنا هذه وهي عشر ذي الحجة العمل الصالح فيها أفضل من أفضل الأعمال في غيرها من الأيام ..!!!
بمعنى لو عملت صالحا في هذه الأيام تكون أنت أفضل من المجاهد في سبيل الله..!!!
إلا في حالة واحدة استثنائية وهو رجل أنفق كل ماله في سبيل الله ثم قضى نحبه في ساحة القتال شهيدا في سبيل الله ..!!
فموضوعي هذا هو كيف نجمع بين رحلة برية موفقة مع استغلالها بشكل صحيح وعدم تضيع لهذه الأيام النادرة والثمينة.
ومن أهم الأعمال في هذه الأيام والتي نتمنى أن لا تنساها وأنت في البر
{ التكبير }
الله أكبر , الله أكبر
فهي سنة منسية في هذه العشر المباركة ..
فما يمنع أن تكون في رحلة برية وتداوم أنت وصحبك برفع الصوت بالتكبير بين لحظة وأخرى في الطريق وفي الجلسة وعند صعود مرتفع ...إلخ
وما يمنع أن تكبر من خلال جهاز اللاسلكي
( الايكوم أو الكنيوود ) بعد أو قبل مكالمة جماعتك من باب التذكير بسنة التكبير في هذه العشر ....
وتذكر أن بعض الصحابة رضي الله عنهم يذهب للسوق لا من أجل الشراء والبيع إنما من أجل التكبير
فيكبر ويرفع صوته فيهتز السوق كله من تكبير الناس بعده ...!!
-----------------
{ ذكر الله سبحانه وتعالى }
ورد في البخاري عن ابن عباس:
﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات﴾ أي أيام العشر
وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد].
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي قال:
{ مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت }....!!!
فما يمنع أن تكون في رحلة برية وتداوم أنت وصحبك على الأذكار
---------------
{ تلاوة القرآن }
ما يمنع أن تأخذ معك مصحف وتجلس في مكان رائع في شعيب أو على طعس رملي وتقرأ شيئا من كتاب الله سبحانه وتعالى فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ حرفا من القرآن فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) رواه الترمذي
----------------------
{ سماع المفيد }
احرص على اقتناء مادة سمعية مثل ( شريط , سي دي ) ديني متميز وجديد تسمعه في الطريق أنت وجماعتك لاسيما الأشرطة القرآنية .
----------------------
{ الصيام }
ياليت تتفق أنت وصحبك أن تصوموا في البر
خاصة يوم الخميس والاثنين وأهمها طبعا يوم عرفة فقد كان السلف يحرصون على صيام هذه الأيام لأنه يجتمع أفضل الأعمال الصالحة وأفضل الأيام مع بعض ..
وقد سألت احد العلماء عن حكم الصوم في السفر وفي الرحلات البرية فقال :
أيام العشر يفوت فضلها وقد صام الرسول صلى الله عليه وسلم في السفر أحيانا وافطر أحيانا أخرى وبالتالي يحسن الصوم فيها ولو في البر .
وهذه الأيام باردة ولله الحمد والنهار فيها قصير جدا والصيام فيها يسير وسهلا فلا تفوتوا الفرصة
( ويازين اجتماع الشباب الصائمين على الإفطار في البر ) جربته بنفسي لأنه تجتمع فيه لذة العبادة ولذة الكشته ..!!
{ الصدقة }
خذ معك ما زاد عن حاجتك من الملابس الشتوية وفرش النوم والطعام ,
وتصدق به على الضعفاء من الذي يقيمون في البر أو الرعاة .
**********
وأخيرا
لا تفسد رحلتك ولا تفسد أفضل أيام الدنيا ببعض المنهيات والمنكرات
فاجعل هذه الرحلة موسما لترك التدخين والشيشة ..
ولا تصحب إلا الرفقة الطيبة ..
ولا تسمع ألا ما ينفعك وابتعد عن سماع ألآت اللهو والطرب من موسيقى وأشعار ماجنة
............
نسأل الله أن يوفق الجميع للعمل الصالح في هذه الأيام وأن يجعل رحلاتكم البرية غامرة بالسعادة خالية من المنغصات وأن يردكم إلي أهلهم ودياركم سالمين غانمين مأجورين , ونسأله سبحانه أن يجعلكم بعد كل كشته أقرب إلي الجنة ونعيمها وحورها وأبعد من النار وحرها وعذابها .
والسلام عليكم
محبكم في الله
نــــــــــاصــــــــــــــح
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكشاتي
