بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أحبتي الكرام أعضاء هذا المنتدى وروّاده الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... وبعد :
رحلة الالتفاف الكامل على الربع الخالي
هو عنوان هذا التقرير لرحلة الربع الخالي التي دعيت للمشاركة فيها من قبل الصديق العزيز / إبراهيم بن صالح الربدي
وهو مهندس الرحلة ومنسقها وإليه يعود الفضل بعد الله تعالى في الترتيب مع الجهات الأمنية والمعنية هناك .
فكرة الرحلة كانت مشتركة بين الدكتور عبدالله المسند والأستاذ إبراهيم الربدي والأستاذ عبدالله العقيل
ومن خلالهم تم تشكيل الفريق المكون من تسعة أعضاء
وهم بالإضافة إلى الثلاثة السابقين :
الدكتور عبدالله السكاكر
والأستاذ حمد الطعيمي
والأستاذ حمد الواصل
والأستاذ عبدالرحمن الجليدان
والأستاذ عبدالرحمن الشاوي
وأنا معدُّ هذا التقرير .
والدكتور عبدالله المسند هو قائد الرحلة بترشيح الجميع
هذه الرحلة علمية استكشافية بحثية .
تاريخ الرحلة :
بدأت الرحلة فجر يوم الجمعة الموافق 13/3/1434هـ
وانتهت مساء يوم الجمعة الموافق 20/3/1434 هـ
واستمرت ثمانية أيام كاملة .
انطلقت الرحلة من القصيم مرورا بمدينة الرياض ليكون المبيت الأول في مزارع شركة نادك في حرض
وقد قام الإخوة هناك باستقبالنا وضيافتنا أحسن استقبال
فجزاهم الله خير الجزاء على كرمهم البالغ وحفاوتهم الكبيرة .
صبيحة اليوم الثاني انطلقنا نحو الشرق حتى وصلنا مفرق الشيبة قبل مركز البطحاء الحدودي مع دولة الإمارات
لنتجه بعد ذلك جنوبا لمسافة 350 كم وكان مبيتنا الثاني في رمال الربع الخالي قبل الوصول إلى شيبة بحدود 70 كم
وتحديدا جنوب هجرة شبيطة .
وفي صبيحة اليوم الثالث انطلقنا لمركز حرس حدود الشيبة حيث كنا في موعد معهم على وجبة الغداء
والحقيقة أننا لقينا من حرس الحدود من الكرم والحفاوة في قطاع البطحاء وقطاع عردة وقطاع شرورة مانعجز عن وصفه
فهناك استقبال حافل في كلّ مركز مررنا به خلال الرحلة الطويلة
بالإضافة إلى إتاحة الإمكانات كلها وتوفير الوقود والمياه وطرق حرس الحدود الخاصة بهم .
وتوفير كل وسائل الراحة للفريق .
بعد تناول الغداء في مركز حرس حدود شيبة تم التوجه إلى أرامكو السعودية في الشيبة
حيث كانت الشركة قد أعدت لنا برنامج استضافة لمدة 24 ساعة
وكان برنامجا مميزا وحافلا بالمفاجآت التي تقدمها أرامكو دائما لزائريها
ومن خلال الصور والتعليق عليها سنتعرف على بعض جوانب ذلك البرنامج الرائع .
وفي شركة أرامكو كان مبيتنا الثالث في الجناح الخاص بضيوف الشركة
بعد انتهاء برنامج أرامكو في الغد تم التوجه إلى مقر شركة الروسان للمقاولات التي تعمل في مشروع طريق عمان الجديد
وهو مشروع عملاق يربط المملكة العربية السعودية بدولة عمان الشقيقة عبر منفذ حدودي مباشر في أم الزمول
الإخوة في شركة الروسان أصروا على بقائنا وتناول العشاء معهم والمبيت عندهم
ولذلك كان مبيتنا الرابع في مقر شركة الروسان وفي صبيحة الغد قاموا باصطحابنا إلى الجزء المتجه إلى عمان شرقا
واطلعنا على سير العمل هناك .
والحق أن الشركة تعمل بقوة كعادتها في كل المشاريع التي أنجزتها شركة الروسان
فلهم منا كل الشكر والتقدير على حسن الضيافة ولهم جزيل الشكر على جهودهم في هذا المشروع الحيوي الذي يخترق رمال الربع الخالي
بعد الوصول إلى آخر نقطة في طريق عمان شرقا كان التنسيق مرة أخرى مع حرس الحدود في قطاع البطحاء للسير عبر ردمية حرس الحدود
حتى نصل إلى آخر نقطة تابعة للقطاع وهي مركز زرارة وتقع بالقرب من التقاء الحدود السعودية الإماراتية العمانية
وبعدها ندخل في قطاع جديد تابع لحرس الحدود في المنطقة الشرقية وهو قطاع عردة
هذا القطاع سيستمر معنا أكثر من 500 كم قادمة بمحاذاة الحدود السعودية العمانية
وقد لقينا من الإخوة في هذا القطاع حفاوة بالغة وكرما عظيما كما لقينا من الإخوة في قطاع البطحاء
وقد مررنا بعدة مراكز بالإضافة إلى قيادة القطاع ومن أبرز المراكز التي مررنا بها في هذا القطاع مركز ذعبلوتن
كما مررنا بمنطقة القعد وهي رمال نجمية جميلة الشكل
كما مررنا بسبخات أم الحيش وتتميز بينابيع الماء الكبيرة والتي تشكل بحيرات جميلة بين الرمال
بعد قطاع عردة الطويل وصلنا نقطة التقاء الحدود السعودية اليمنية العمانية لندخل في قطاع جديد تابع لمنطقة نجران
وهو قطاع حرس الحدود بشرورة
وقد كانوا في غاية الكرم والسماحة وحسن الاستقبال
ولا يسعنا إلا أن نشكر القيادة العامة لحرس الحدود على كل ماقاموا به من جهود جبارة في إنجاح هذه الرحلة
وتذليل كل العقبات والصعوبات أمام الفريق
فبارك الله في جهودهم وشكر الله لهم نبلهم وشهامتهم وأريحيتهم .
وكان من أبرز المعالم التي مررنا بها في منطقة التقاء الحدود السعودية واليمنية والعمانية عين مهولة
وهي عين حارة كبريتية فوّارة
ولم نستطع تجاوز هذه العين دون السباحة فيها وتجديد النشاط بعد رهق طويل في غياهب الصحراء
كانت نهاية الصحراء بالنسبة لنا هو الوصول إلى مركز الخرخير
والحقيقة أننا وجدنا الخرخير فوق مافي تصورنا
فقد كنا نظنها هجرة صغيرة ذات بيوت متناثرة وإذا بها شوارع فخمة وبيوت جميلة متناسقة ومرافق حكومية متكاملة
أحبتي الكرام
أطلت الحديث في المقدمة والتي أردتها أن تكون مقدمة للصور ترتب الأفكار في أذهانكم
والحقيقة أنني كنت أتمنى أن أضع الرحلة كلها بين أيديكم في تقرير واحد
ولكني علمت أنني إن أنا فعلت ذلك ظلمت الرحلة باختصارها وظلمتكم حين أخفيت عنكم بعض جوانبها
وإن أنا وضعتها بحيث لا ظلم فإنني أطيل التقرير إطالة تقصم ظهري وتمل القارئ الكريم
ولهذا آثرت أن أجعلها في جزأين يفصل بينهما شهر أو قريبا منه
وسيكون الحديث عن مشاهداتنا من بداية الرحلة إلى نهاية اليوم الرابع حيث الخروج من قطاع البطحاء والدخول في قطاع عردة
في هذا الجزء الأول من التقرير
وباقي الرحلة سيكون في الجزء الثاني من التقرير بإذن الله تعالى :
والآن ننتقل إلى الصور والتعليق سيكون تحت الصورة
مسار الرحلة باللون الأبيض
وقد أحطنا بالربع الخالي إحاطة السوار بالمعصم بحمد الله وتوفيقه
طول مسار الرحلة حسب عداد السيارة تجاوز 4500 كم
لقطة تذكارية لأعضاء الفريق في مزارع نادك بحرض ومعهم أبو فهيد العرجاني
وهو الذي تولى مشكورا القيام بمهام الضيافة ويملك معلومات هائلة عن الربع الخالي
وأحد القلائل الذين يعرفون طرق الربع الخالي ومجاهله المخيفة .
جانب من الضيافة في نادك
الطريق المؤدي لشيبة حين يمر بمنخفض وادي السهباء
ومنطقة السبخات الكبيرة ( سبخة مطّي وسبخة الحمر )
حيث يقل الإرتفاع عن سطح البحر في بعض أجزاء الطريق
هذه السبخات كانت مغمورة بمياه الخليج العربي في يوم ما .
هذا حادث انقلاب شاحنة في الطريق إلى شيبة وقع قبل مرورنا بلحظات وقد سلّم الله صاحب الشاحنة
في بداية الطريق كانت الرمال بيضاء وهي الجزء المسمى الجافورة
وكلما اتجهنا جنوبا واقتربنا من منطقة الكدن يبدأ اللون الأحمر يظهر في الكثبان الرملية
وأصبحت الرمال مزيجا من اللونين ( الأبيض والأحمر )
إلى أن أصبح اللون الأحمر هو السائد بعد ذلك طوال الرحلة .
أيُّ تحفة هذه ؟!!
على أنها الموت المحقق لمن يضل الطريق
تموت قطا الفلاة بها أواماً == ويهلك فى جوانبها النسيم
جانب من الطريق إلى شيبة والذي يمتد لمسافة 350 كم من بدايته إلى أن يصل الشيبة
مركز شبيطة وبه محطة بنزين وبئر ماء
وبعض الخدمات اليسيرة
حين وصلنا شبيطة كان قد بقي على الشيبة 70 كم تقريبا
وقد قررنا أن ندع الطريق وندخل مسافة 20 كم جنوبا لأجل المبيت تاركين الطريق الذي بدأ يتجه شرقا إلى شيبة
صورة تذكارية للفريق مع بعض أفراد حرس الحدود في شبيطة
الدخول في عمق الرمال مع ردمية ( مكنكرة ) تتجه إلى طويلة الخطام بحثا عن مكان المبيت
الدكتور عبدالله قائد الفريق يستخدم أجهزة الملاحة الحديثة للتعرف على المنطقة
وأخيرا تم النزول والشروع في تجهيز قهوة المساء
وبعدها إعداد العشاء
تعتبر هذه الليلة الثانية في الرحلة ولكنها الليلة الأولى التي نبيت في رمال الربع الخالي
ولا تسألوا عن روعتها وأنسها وجمالها
وإطلالة قمرها فنحن الآن في يوم 14من شهر ربيع الأول وهذا يعني أن الليلة ليلة 15
والبدر في أوج اكتمالة وجماله .
أبو راكان الجليدان أعد لنا القهوة التي أعادت للجسم قوته
وللقلب نشوته
وللنفس حيويتها ... فسلمت يداك يا أبا راكان .
أما العشاء وما أدراك مالعشاء
فقد اشترك في إعداده أبو محمد الواصل وأبو راكان أيضا
كانت وجبة لذيذة جدا في ليلة هادئة جدا .
وفي صباح الغد أبو راكان يعد الإفطار بينما أبو ناصر الطعيمي يدير الجلسة بسواليفه التي لاتُملّ
وأبو حمد السكاكر وأبو حمد الشاوي يقومان بالمراقبة والتوثيق
هذه الطيور تحوم قريبا منا بانتظار رحيلنا لتحظى ببعض بقايا الطعام التي تركناها لها .
وأما القائد فكان منهمكا بترتيب حمولة سيارته التي ملأها بالخيرات والأرزاق
أبو عبدالرحمن قائد محنك ومرح ومحبوب
لكنني نسيت طوال الرحلة أن أسأله لماذا قدم بصحن قنوات المجد معه في هذه الرحلة ؟!!
===
==
=