الجزء الثالث من رحلتي الاثريه الى شمال وشمال غرب المملكه
تكملة للجزء الثاني
وصلنا الى المكان الذي تم تحديده من قبل وهو قبل المحفربخمسة كيلووات وكانت الساعة الثامنة تقريبا وكنت أعرج من جرح كان في ساقي اليمنى أقلقني جدا وهذا الجرح فيه أربع غرز تقريبا وقد لازمني الألم طوال الرحلة ولكني اخفي هذا الألم عن زملائي وعند وصولنا إلى جبه تورم الساق كثيرا . فقلت لنفسي مالك الاطب أمك الله يرحمها فاستأذنت الزملاء وذهبت إلى احد أشجار الأثل وأخذت من الورق المتساقط على الأرض (الهدب) وقمت بتبخير الجرح وسبحان الله العظيم الصديد المائي يخرج من الجرح وكأنه دموع وبعد نصف ساعة بدأيخف الورم ويتلا شأ الألم وهذا التهاب نسميه بالطب الشعبي ( الشمم ) ورغم أني استعمل حبوب مضادات حيوية ومضادات التهابات لكنها لم تنفعني. وهنا اثبت الأثل بجداره أن دخانه يعالج التهابات الجروح
المهم بعد وصولنا للمكان. على طول صلينا المغرب والعشاء وكان ذلك مساء يوم الربوع ثالث أيام عيد الفطر المبارك وبعدها أشعلنا النار وكالعادة القهوة ولشاهي ثم قام ابومحمد مشكوراباعداد العشاء الذي يتكون من مقلوبة رزبشاوري على شوي من الروبيان كدنا أن نأكل أصابعنا معه وكانت هذه ألليله رائعة بكل المقاييس الجو نصف غائم والبريق يتتابع جنوبا وشرقا وغربا . تحلقنا حول النار وكان سمرنا هذه الليل وسوالفنا عن حائل وجبه لانهما هم المحطتين القادمتين وقمنا بترديد بعض الأناشيد والقصائد وكانوا يلاحضون علي القلق (مثل ما يقولون مالي واهس )
فقلت في نفسي قول الشاعر
اهلي يلوموني ولا يدرون
والنار تحرق رجل واطيها
المهم أنزلنا أجهزة الكمبيوتر وحملنا التركات والإحداثيات وتفرجنا على شريط ألرحله من بدايتها وعند الساعة ألحاديه عشر أوينا إلى فرشنا بعد قراءة أوراد ما قبل النوم ولم ننتبه إلا بصوت أبو عبدا لله وهو يؤذن للصلاة الفجر.ادينا الصلاة بعد تحميل كامل المتاع على الركايب ثم اتجهنا إلى جبه عبر النفوذ الكبير( رمل عالج ) وكانت المسافة أربعون كيلومتر.منها ثمانية عشر كيلا من الرمال الوعرة التي اجتزناها بمشقة . واثنا سيرنا مررنا بجبال تميل إلى السواد تقع بين كثبان الرمال وسط النفود وهذه صور بعض منها
بواسطة الأقمار الصناعية
وهذه صوره أخرى من الأرض
وقبل وصولنا الى جبه لاح لنا في الأفق جبل أم سلمان هذا الجبل الذي يعتبر من أوله إلى أخره مزين بالرسومات والنقوش ألملفته للنظر وبمثابة سجل تاريخي لأمم بادت قبل ألاف السنين مما يدل أن جبه موغلة بالقدم وهذه النقوش تدل على أن الاستيطان البشري كان موجودا بهذا الموقع قبل سبعة ألاف سنه وقد تعاقب على سكنى هذا الموقع العديد من القبائل العربية البائدة منها والمتصلة من سكان جزيرة العرب مثل أصحاب ألأيكه ومثل ثمود حيث كانت ملتقى الحضارات البشرية القديمة القادمة من بلاد بين النهرين وفارس والأنباط والفينيقيين وللأسف لم نستطع الدخول إلى الجبل لأن البوابات مغلقه... وتقع أسفل جبل أم سلمان وردة جميله ألا وهي مدينة جبه
جبه سقاه امن أول الوسم رعاد
اوماطالعت خشم أم سلمان تسقيه
حيث إنها للمنهزم دار ميعاد
أومن لاذ به كن الحرم لايذن فيه
وهذه صورتها عبر الأقمار الصناعية
وهذه صوره من الارض لمدينة جبه
عند وصولوناالى جبه في الساعه الثامنه والنصف صباحا كان موعد الفطور فاخترنا مكان خلف نلك الكثبان الرمليه التي تقع شمال جبه لنأخذ راحتنا عن ضوضاء ألمدينه وأشعلنا النار واعددنا القهوة والشاي وتناول الافطاروكان إفطارنا هذا اليوم يتكون من العدس والحليب وأهل جبه لا يسمحون للضيوف أن يشعلون نارهم حسب ما سمعنا عنهم وهذا من كرم أهل جبه المهم بعد الإفطار اتجهنا إلى متحف قصر ألنايف الأثري واستقبلنا الأخ عتيق بن نايف ألشمري وهو مالك قصر النايف الأثري بمدينة جبه وهو رجل شهم وكريم وعليه سيما الخير والصلاح نحسبه كذلك والله حسيبه. ومتحفه يعتبر من المتاحف ألمميزه بالمملكة فالمتحف ليس بجمال مبناه ولى بشخصية صاحبه فالمتحف : هوالمتحف الذي يضم كل شيء قديم واثري جذوره متأصلة وموثقه تاريخيا وجغرافيا كما شاهدنا في هذا المتحف . وهذا المتحف متعوب عليه والأخ عتيق يقبل إبداء الملاحضات الهادفة بصدر رحب. وهذا القصر زاره كثير من الأمراء والوزراء وسفراء الدول العربية والأجنبية وهذا دليل على أصالة وأهمية مقتنيات هذا المتحف
وهذه صور لبعض المقتنيات الاثريه والتاريخية
في الأسفل صوره تجمع كل من جلالة الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وفي الوسط الأمير عبد العزيز بن مساعد ومن اليسارالامير عبدا لعزيز المتعب الرشيد رحم الله أموات المسلمين ومن يقرا هذه السطور ومن كتبها
وهذه صوره للرحالة الذي تكلمنا عنه في الجزء الأول وهو:هوبرالذي اخذ معه مسلة تيما فبل 127سنه ووجد مقتولا في مدينة جده
وهذه صوره للرحالة ( اللي دي آن بلنت )التي زارت مدينة جبه وسكنت هذا القصر وغرفتها مازالت باقية في هذا القصر
وهذه صورة حفيدها مع الأخ عتيق بن نايف عند زيارت
وبعد مكوث ساعتين بالمتحف اتجهنا إلى مدينة حائل وتمشينا في وادي ميشار. اويوم شفت ميشار تهيضت ورددت أبيات حافظها لأحد شعار حايل ويقول :
ليت ما رحت يم الضلع ذاك النهار
ليتني يالغبيني ما نويت المسير
شفت ريمن ضحى ألجمعه أبوادي مشار
أيتمشى على الروض الخضر والغدير
دلعته فتحتين ما تعرف الأزرار
والبليتين ساعتها وكمن قصير
يوم سلمت صابه خفتن وستدار
وصابني من رموش العين سهم خطير
وتمشينا في تلك ألمدينه الرائعة عروس الشمال مدينة حائل
وهذه صوره جويه التقطتها عبر الأقمار الصناعية لمدينة حائل
وكانا غدانا في عقده وبعد صلاة العصر ودعنا الشمال راجعين الى ديارنا بعد رحلة شيقة وممتعه انتهت مساء يوم الخميس الرابع من شهر شوال للسنة السابعة والعشرون بعد المائة والألف من ألهجره النبوية ألشريفه على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم بأبي هو وأمي الساعة السابعة بمدينة بريده وكانت هذه ألرحله لجزء صغير جدا من بلاد الخير والنماء
........ انتهى
وأرجو أن لا يكون الأسلوب والطرح ممل وثقيل
أخوكم | سعووود بن مكشات المكشاتي