بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على نبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



التبت باختصار شديد مقاطعة كبيرة جنوب الصين، متوسط ارتفاعها 4500 متر فوق سطح البحر، لذلك تُسمى بسقف العالم، والقطب الثالث للأرض بعد الشمالي والجنوبي، وفيها أعلى المدن المأهولة بالبشر. تقبع التبت تحت الإحتلال الصيني منذ نصف قرن، بعدما وأدت القوات الصينية حلمها بالاستقلال وأخدمت انتفاضتها المسلحة عام 1959 م وكان أول اعتداء صيني في المنطقة عام 1950م.



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
علم التبت سابقاً



1959 م تاريخ لا ينساه التبتيون، وبالأخص البوذيين، ففيه ترك الدالي لاما الرابع عشر(القائد الروحي والسياسي للبلاد) العاصمة "لاسا" ولجأ إلى دارمسالا شمال الهند لتكون مستقراً لحكومة التبت في المنفى. والدالي لاما تجسيد لإرادة الإله في نظر البوذيين، إذا مات شلّت الحياة في أرضهم، وقعد الناس في بيوتهم، حتى يُعثر على دالاي لاما بعده، والذي عادةً ما يُختار حينما يكون طفلاً في الثانية أو الثالثة من عمره.

وكلمة "دالي لاما" تعني: محيط الحكمة، ويتولى هذا الزعيم جميع شؤون البلاد الروحية والسياسية، وعاش الدالي لاما الرابع عشر (الحالي) ومن قبله في طمأنينة من شعبهم وخضوع تام من جميع الطوائف، بل ويذكر التاريخ قصص جميلة من التعايش والعدل بين البوذيين والمسلمين وغيرهم، فهذا الدالي لاما الخامس (لوزانغ غياتسو) الذي توفي في عام 1682م، وهو أشهرهم، قام بإسقاط الضرائب عن التجار المسلمين، وخصهم بعطاياه ورعايته التي لازالت آثارها عليهم حتى هذه اللحظة، ففي إحدى أيامه، وهو جالس على جبل هوانغشان (الذي اكتمل بناء قصر بوتالا عليه فيما بعد) رأى مصلياً مطمئناً خاشعاً، فاستحسن ما رأى، ثم ناداه، وأمر رامياً أن يرمي بسهم، فحيثما حلّ السهم، فتلك الأرضٌ هبةٌ للمسلمين، ولا زال موقع السهم معروفاً في لاسا، ولا زال المسلمون يصلون على تلك الأرض حتى هذه اللحظة! وحين توفي بقيت وفاته سراً مدة طويلة، فيما تولى شؤون البلاد في تلك الفترة أحد الرهبان المقربين منه والذي أوهم الناس أن الدالي لاما في رحلة تطبب طويلة حتى يكتمل بناء قصر بوتالا.



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

"ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأنا أقف مدافعًا عن الإسلام بقوة؛ لأن تصرفات قلة عابثة من بعض الأشخاص، الذين لديهم ثقافة إسلامية هشة، قد أوحت للناس أن الإسلام دين هدَّام، وهذا أمر غير صحيح. ولكن الواقع يقول بأن الإسلام هو أحد الأديان المهمة جدًّا على هذا الكوكب. وطوال قرون عديدة فإن الإسلام كان ومايزال وسوف يستمر في إعطاء الأمل والثقة والإلهام لملايين البشر. وهذه حقيقة. منذ أيام طفولتي وأنا لدي أصدقاء مقربون من المسلمين، فقد جاء التجارالمسلمون منذ أربعة قرون، واستقروا في التبت، في لاسا، وأنشئوا مجتمعًا إسلاميًّا صغيرًا هناك، ولم يتسبب هذا المجتمع المسلم في أي مشكلات، فقد عُرِفوا بالاعتدال ودماثة الأخلاق. وأنا أعرف هناك بعض المسلمين، وقد أخبروني مرة أن المسلم الحق يجب أن ينشر الحب والرحمة لكل المخلوقات، وأن المسلم الذي يكون سببًا في إراقة الدماء قد لا يكون مسلمًا بعد ذلك"
الدالي لاما الرابع عشر (الحالي) من خطابه الذي ألقاه إبان حصوله على شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة الملية الإسلامية بنيودلهي 2010، تتمة الخطاب هنا