قبل كم يوم شاهدت برنامج محلي أشرفت عليه قناة وطنية وأخرجته بحلة جميلة .
كم سعدت وأنا أرى برنامج محلي يهتم بالرحلات البرية ويشارك فيه مجموعات من الإخوة الشقردية ذوي الحوارات الجميلة والأخلاق العالية شرواكم . وكان البرنامج بطريقة مثل ستار اكاديمي ولكنه في رحلات برية . فيمكن لنا أن نسميه ( رحلات أكاديمي ) ولا عجب أن يكون ( أكاديمية تعليمية ) ففيه مشاهد ممتعة ومفيدة وفيه تعليم لمن لا يعرف شئون الرحلات وتفاصيلها.
ايجابيات البرنامج لا تنتهي وإعجابي به لا ينقضي مهما كتبت
جزا الله القائمين عليه خير الجزاء
تمنيت أن أعلن اسم البرنامج واسم القناة حتى يراه من لم يراه في حينه ( حيث تم بثه في حلقات قبل أربع سنوات تقريبا ) . ولكني رأيت أن أكتب عنه بعض الملاحظات . فلا داعي لذكر البرنامج لأن الهدف هو النصيحة ونشر الوعي. أما الأخطاء والملاحظات فكلنا نقع فيها وعلينا أن نتواصى فيما بيننا وننبه بعضنا بعضا عليها
سأكتب الملاحظات بطريقة معكوسة .
يعني أن أهم ملاحظة – في نظري – سأكتبها في الأخير .
وهذه هي ملاحظاتي مع عدم الانتقاص من البرنامج ومن قام به وشارك فيه ولهم جميعا الدعاء بالخير
الملاحظة (4) العبث
من ايجابيات البرنامج أنه شامل وقد زار بعض المشاركين أماكن أثرية ومناطق قديمة وشرحوا معلومات قيمة عنها . ولكن في بعض المشاهد مروا مرور الكرام على بعض الآثار وعليها شخابيط وكتابات كثيرة جدا تكاد تغطي الآثار تماما في بعض أجزائها ومع ذلك لم يذكروا ولو ملاحظة قصيرة عن ذلك .
تمنيت لو أن واحد منهم خفيف دم توقف لحظة وهو معجب بالآثار وتوقف متفاجئا من منظر الشخابيط وتساءل أمام زملائه : ليش كذا ؟؟ ورد عليه زميله : هذولا بعض الجهلة اللي ما يعرفون قيمة هذه الآثار . الله يهديهم .
تكفي جملتين أو ثلاث للتعليق على ذلك وهم ماشين .
مع أن الأمر في رأيي يستحق مشهد كامل يوبخ الفاعلين وربما رأوا الحلقة وأحسوا بالندم .
فهذه وسيلة أكثر فعالية من الانتقاد في منتدى بكلمات . فالصورة تغني عن ألف كلمة .
الملاحظة (3) احترام الآخرين
في أحد المشاهد قام الإخوة بممازحة واحد من الشباب الأجانب من دولة أفريقية . ربما كان راعي أو نحو ذلك . وفي رأيي أنهم ثقلوا المزح عليه أكثر من اللازم وكأنهم لم يلاحظوا ولم يهتموا أنه تضايق !!!!
في المشهد قام اثنان بحمله على أساس سيأخذونه للحكومة لأن ما عنده إقامة . بعد ذلك تركوه وهم يضحكون . في رأيي – والله أعلم – أن فيه انتقاص من بعض الأشخاص وبعض الجنسيات بالذات بدليل أن نفس هذه المزحة لا يقوم بها البعض مع كل الجنسيات . وكأنهم يهتمون بخواطر البعض دون البعض الآخر . ولست ضد المزاح أبدا ولكن في رأيي المتواضع تمنيت لو أنهم خففوا المزاح للكلام فقط بدون سحبه . وأيضا أنهم بعد المزاح طيبوا خاطره بأي شي مثل أن يدعوه للطعام أو غير ذلك حتى يطمئن أنه مجرد مزح وليس ضحك على الناس. ونفس الشي كان باكستاني واقف في بعض المشاهد ( ربما كان سائق دينا ) وظل واقف بينما الشباب يتقهوون وغير ذلك وما دعوه مثلا للجلوس أو طيبو خاطره بتقديم طعام (سفري) ياكله لوحده
في بعض المشاهد ظهر بعض الشباب واقفين مع كاميرات تلفزيونية يصورون . فهؤلاء لا بأس أن تتركهم لأنهم ليسوا من المفروض أن يطلعوا في الصورة وهم من أصل تركيبة البرنامج مثل المنتج والمخرج ومهندس الصوت . لكن سائق الدينا اللي يوصل أغراضك ما تقعد تاكل وتشرب وتتركه واقف يتفرج . هاذي هي الفكرة .
الخلاصة أن احترام الآخرين يجب أن يكون شامل للجميع من الناحية الانسانية ولا باس أن نحترم الناس بدرجات متفاوتة ولكن أصل الاحترام يجب ان يكون موجود للجميع .
الملاحظة (2) نظــــافــة البيئـــــة
في مشهد من المشاهد أخذ واحد من الشباب شيء من الأكل من كيس نايلون ووضعه في القدر وترك الكيس النايلون يتلاعب به الهواء ويبتعد عنه تدريجيا بدون اهتمام . لو فلت وطار من يده من شدة الهواء نقول معذور لكنه كان يتحرك ببطء كافي أن يمسك به ويضعه في سلة ويكون الكيس نفسه هو كيس القمامة ( أعزكم الله ) أو يعيد استخدامه لغرض آخر .
ينبغي أن نتعلم مفهوم ( إعادة الاستخدام ) لهذه الأكياس ولا نرميها بهذه السهولة . فكيس النايلون يمكن أن يستعمل كيس زبالة أو تدخل اليد فيه ( قفاز ) لتمسك به الأشياء اللي فيها زيوت أو دماء أو غيرها . أو تجمع هذه الأكياس إذا كانت نظيفة وتضعها في كيس نايلون وتجمعها للرحلات القادمة ...
كذلك قوارير المياه ( 20 لتر ) . مجموعة من الشباب جزاهم الله خير قصوا جزءا منها واستعملوها لغسل الرز . وهذا شيء جيد . كما يمكن قصها من النصف واستعمالها لغسل الفناجيل ونحوها ثم وضعها في السيارة لرميها في المكان المناسب . في هذا البرنامج مع الأسف رأيت مجموعة تترك واحدة من هذه القوارير مرمية في مكانها وركبوا السيارة ومشوا ولا كأن هذه الأواني النايلون تفسد البيئة
الملاحظة (1) السلامة
السلامة أولا
لا تقول لي مزح ولا توسعة صدر ولا فلة حجاج
إذا انسان انطعن بسكين أو دخل بعينه غصن شجرة لا قدر الله ما بينفع ذاك الوقت تقول أني كنت أمزح
من هذه الزاوية انزعجت وأنا أرى أحد الإخوة يمازح رفيقه بأن أتى من ورائه وهو يدق أطناب الخيمة وأمسك به أو غمزه وتفاجأ رفيقه وقفز من مكانه ثم قاما يتراكضان ويتضاحكان .
المشهد ممتع لا شك ولكنه يثير القلق في الوقت ذاته . لأن ممكن أن الشخص بفعل المفاجأة يقفز وتتشربك رجله في طنب الخيمة ويقع والمطرقة في يده وتصيب أيا منهما أو الطنب نفسه ( وهو لا زال بارز ) يدخل في عينه أو خاصرته لا قدر الله .
في مشهد آخر يتمازحون وفي يده سكين أو راح يحتطب وشايل معاه كمية أغصان فيأتي من خلفه شخص ويفاجئه ليضحك معاه ناسيا أن الأغصان قد تدخل عين واحد منهم لا قدر الله . هذه امور تحمل في طياتها أخطار لا نحسب حسابها مع الأسف إلا بعد فوات الأوان لا قدر الله .
السلامة أولا : قبل الوناسة وقبل فلة الحجاج
تبقى ملاحظة ليست مهمة للمكشاتيين بل مهمة للمخرجين والقائمين على مثل هذه البرامج الطيبة
ياليت يكون فيه اهتمام أكثر بالتفاصيل من وجهة نظر المشاهد
ولا بأس أن يشوفوا البرنامج ويعيدوا تحرير المشاهد من إضافة أو نقص قبل البث
لأن في صياغة البرنامج توجد نقاط ضعف من بعض الزوايا
مثلا في مكان التخييم تشوف المشاهد كلها في خيمة وحدة بينما بجانبها عدة خيام إضافية ولا تدري وش غرضها
(بعدين استنتجت بنفسي – والله أعلم – أن كل مشارك له خيمة خاصة غير الخيمة العمومية بس الكاميرا ما دخلت أي منها ولا حتى صورت أي عضو يدخل ويخرج منها ! وكانها مجرد ديكور إضافي )
الأفضل أن مخرج البرنامج يقول للمشاركين أن ياخذوا جولة في المخيم في أول البرنامج ويلقوا الضوء على كافة المرافق والغرض منها حتى يكون المشاهد وكأنه في المخيم معهم . وهذا ما يزيد تفاعل المشاهدين مع البرنامج
أخيرا أعيد وأكرر أن البرنامج رائع
والشباب القائمين عليه والمشاركين فيه قدموا جهود مميزة
وما هذه الملاحظات إلا رغبه منا أن تكون البرامج القادمة أروع وتخلو من السلبيات
ولتكون طلعاتنا في المستقبل خالية من المنغصات بإذن الله
وأرجو المعذرة على الإطالة
15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27
 |
رد مع اقتباس
