بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ساو تومي وبرينسيب جمهورية تقع في خليج غينيا، غرب الجابون وجنوب نيجيريا، ويمر بها خط الأستواء
تتكون من جزيرتين بركانيتين تبعدان عن بعضهما 140 كلم، ولا تزيد مجموع مساحتهما عن 1000 كلم مربع.








تتمتع الجزيرتان بطبيعة مذهلة، فهي جبال البركانية مغطاة بغابات استوائية مطيرة،
تحيط بها شواطئ عذراء، وتترامى بها قرى صيد أسماك يانعة
وبها تنوع فطري كبيرعلى رقعة صغيرة
وهي إضافة إلى كل ذلك بعيدة كل البعد عن زخم السياح
بل تكاد تكون خارج خارتطتهم تماماً



لم تكن المنطقة مسكونة بالبشر، حتى اكتشفها البرتغاليون في القرن 15 وقرروا أن يجعلوها مركزاً لتصدير السكر نظراً لخصوبة أرضها
واستمروا على هذه الحال حتى أصبحت العملية غير مجدية بسبب انخفاض أسعار القصب وصعوبة السيطرة على العبيد
فقرروا اتخاذها مركزاً لتجارة العبيد وأصبحت نقطة وصل مهمة للسفن المتجهة من أفريقيا إلى البرازيل والتي كانت تحت سيطرتهم أيضاً (اقرأ أكثر عن الإمبراطورية البرتغالية).



في القرن 19 بدأت محاصيل القهوة والكاكاو تتزايد وتحل محل مزارع السكر، حتى أصبحت ساوتومي أكبر مصدر للكاكاو في العالم مع بداية القرن العشرين
ولا زال لهذا المحصول أهميته الكبيرة حتى الآن.





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
خريطة مؤرخة لجزيرة ساوتومي في القرن الخامس عشر





مع حظر الاسترقاق عام 1876 تم استبدال العبيد بالعمالة الرخيصة من موزنبيق والرأس الأخضر وبقية أراضي الإمبراطورية البرتغالية
وتم التعاقد معهم على أجور منخفضة جداً
وحصلت العديد من الثورات التي كان يقمعها البرتغاليون بوحشية شديدة خلال تلك الفترة




في عام 1953 وقعت مذبحة كبيرة قتل فيها البرتغاليون الكثير من السكان المحليين
فكانت هي الشرارة التي أشعلت فتيل حركة الاستقلال الشعبية
لكن الجزيرة بقيت تحت السيطرة إلى أن بدأت الأمبراطورية البرتغالية نفسها في الانهيار
وبعد سقوط الحكومة الفاشية عام 1974 بدأت المستعمرات تتهاوى تباعاً
حتى حصلت ساوتومي وبرينسب على استقلالها سريعاً في 12 يوليو 1975م.






نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ميدان الاستقلال كما رأيته على ربوة مرتفعة بالجزيرة







رحل البرتغاليون عن ساوتومي وخلّفوا ورائهم أرضاً بلا عمالة ماهرة، وأمية تجاوزت الـ 90%، وطبيب واحد فقط
والكثير من مزارع الكاكاو المهجورة





كان حصول الأزمة الاقتصادية أمراً حتمياً، بعد أن أصبح الركن الأساسي للاقتصد (تصدير الكاكاو) معطلاً
فاستجاب الرئيس الأول لهذه الأزمة باتخاذ عدد من القرارات، كانت في مجملها تلبية لإملاءات تيارات راديكالية
فتم تأميم المزارع لأربعة أشهر بعد الاستقلال، ثم صدر قانون يمنع أي شخص من أمتلاك أكثر من 100 هكتار
إلى غير ذلك من القرارات المتوتر في مجابهة الأزمة.




ساوتومي اليوم تعيش حالة من الاستقرار السياسي، الحكومة مهابة والناس تحترم القانون
ولازال الاقتصاد مريضاً بسبب سوء إدارة المحاصيل منذ رحيل البرتغاليين عنها
تقوم الدولة باستيراد جميع احتياجتها تقريباً من المواد والسلع الاستهلاكية، وتستورد الوقود من أنجولا
وهناك تفاؤل بقرب دخول عالم الاقتصاد النفطي الذي سيجعل البلاد تؤول إلى حال أفضل، أو أسوأ.








إبراهيم سرحان
http://instagram.com/sarhaniy
https://twitter.com/sarhaniy