بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نستخدم كلمة يوم احياناَ لتعني النهار فنقول يوم وليلة أو ثلاثة أيام بلياليها
ونستخدمها أحياناَ لتشمل النهار والليل كقولنا سافرت لمدة ثلاثة أيام وهذا الاستخدام هو ما نقصده في هذا الموضوع.
لكن دعونا نرجع الى السؤال:
ما هو اليوم ؟
قد يبدو هذا السؤال سهل واجابته واضحة
لكن دعونا نمعن النظر
في الشرع اليوم يبدأ من مغيب الشمس وتكون الليلة قبل النهار فليلة الجمعة مثلا تأتي قبل نهار الجمعة
في الماضي استخدم الناس طول الظل وميلانه لمعرفة الوقت واستخدمه المسلمون لتحديد أوقات صلاتي الظهر والعصر
(ساعة شمسية في امريكا الجنوبية)
وعندما ظهرت الساعات استخدم أجدادنا ما يسمى التوقيت الغروبي حيث تضبط الساعة على الساعة 12 عند مغيب الشمس كل يوم
أتذكر جدي رحمه الله كان يستخدم ساعة أم صليب فاذا غربت الشمس ضبطها ثم عشاها (يدير الزمبرك حتى يشتد لان الساعات كانت ميكانيكية). واذا نسي أن يعشيها صارت كارثة (لانها ستتوقف بعد عدة ساعات)
ساعة ام صليب
التوقيت الغروبي كانت له عيوب من أهمها ان الساعة تتغير بشكل يومي بحيث يجب ضبطها يومياَ لان الفروقات كبيرة تصل من اقصاها الى اقصاها الى قريب من ساعتين (الشكل يوضح وقت غياب الشمس في مدينة الرياض خلال السنة)
كما ان الوقت يختلف من منطقة الى أخرى لأن وقت غياب الشمس يختلف من مكان الى آخر
بعد ذلك ظهر التوقيت الزوالي حيث تضبط الساعة كل يوم على الساعة 12 في وقت الظهر (اللحظة التي تسبق الزوال ويكون الظل أقصر ما يكون في ذلك اليوم)
وكان بعض كبار السن يعتبرون استخدام التوقيت الزوالي خطأ لانهم يرون فيه تقليد للكفار
واتذكر اننا اذا قلنا لجدي ان موعد المستشفى في الرابعة عصراَ قال: يعني كم غروبي؟
والتوقيت الزوالي يحتاج الى ضبط الساعة أيضاَ ولكن بدرجات أقل (الفروقات من اقصاها الى اقصاها لا تتعدى نصف ساعة)
المشكلة التي كانت تواجه التوقيتين الغروبي والزوالي هو أن طول اليوم غير ثابت خلال السنة وهو يزيد حوالي 30 ثانية في بعض الأيام وينقص في بعضها والزيادة تأتي خلال أيام متتالية بحيث تتراكم الفروقات لتصل الى 16 دقيقة ولذلك يلزم ضبط الساعة بشكل يومي تقريباَ
بسبب هذه الصعوبات ظهر اتفاق شبه عالمي على اعتبار طول اليوم ثابت وهو 24 ساعة (وهذا مساوي لطول اليوم اذا حسبنا المتوسط على مدار السنة). واعتبار بداية اليوم يبدأ من 12 ليلاَ ويتغير عندها التاريخ ليدخل يوم جديد.
وكذلك قامت أغلب الدول بتوحيد توقيتها على ساعة واحدة في شرق البلاد وغربها (والدول الكبيرة حددت مناطق لكل منها توقيت معين) كما تم استخدام خط الطول صفر في جرينتش في بريطانيا ليتم احتساب فارق التوقيت بين الدول.
وهذا هو ما نطلق عليه اسم "اليوم" ويسمى فلكياَ اليوم الشمسي
قد يعتقد البعض أن الأرض تكمل دورة كاملة حول نفسها مرة واحدة كل 24 ساعة وهذا غير صحيح لانه عندما تكمل الأرض دورة كاملة حول نفسها (ونستطيع معرفة ذلك عن طريق عودة النجوم الى مواقعها) تكون قد انزاحت عن الشمس قليلاَ خلال دورتها حول الشمس
الشكل التالي يوضح كيف يحصل هذا
وتبلغ المدة التي تستغرقها الأرض لتكمل دورة كاملة حول نفسها (وتسمى فلكياَ اليوم النجمي) 23 ساعة 56 دقيقة و 4.09 ثانية (سأوضح طريقة الحساب في الاسفل لمن اراد)
ويستخدم اليوم النجمي كثيراً في الحسابات الفلكية
ولذلك اذا راقبنا النجوم في نفس الوقت كل ليلة سنرى أن النجوم تتقدم كل ليلة باتجاه الغرب بمقدار درجة تقريباَ لانها تظهر في كل ليلة قبل موعد ظهورها في الليلة السابقة بمقدار 3 دقائق و 56 ثانية
ولذلك خلال سنة كاملة يظهر لنا ان الشمس دارت 365 مرة بينما دارت النجوم 366 مرة
هذا والله أعلم وأحكم
كتبه الفقير الى عفو ربه ابومشاري
طريقة الحساب:
ولكي نعرف المدة التي تستغرقها الأرض لتكمل دورة كاملة حول نفسها (وهو ما يسمى اليوم النجمي) نستخدم المعلومات التالية:
متوسط اليوم الشمسي هو 24 ساعة وهي الفترة من تعامد الشمس على خط طول معين في الارض الى تعامدها على نفس الخط من الغد
طول السنة الميلادية = 365.2425 يوماَ وهو المستخدم في التقاويم المستخدمة حالياَ والكسر ناتج من أخذ متوسط السنوات العادية والكبيسة
في الشكل الزاوية (س) التي تنزاح فيها الارض عن الشمس = 360/365.2425 = 0.9856 درجة
(لان الارض تدور دورة كاملة 360 درجة خلال سنة كاملة)
اذن خلال 24 ساعة تدور الارض 360.9856 درجة لتتعامد مع الشمس مرة أخرى
اذن نسبة اليوم النجمي = 360/360.9856 من اليوم الشمسي
اليوم النجمي 23 ساعة 56 دقيقة و 4.09 ثانية
-- شكراً لكم على المتابعة --
ملاحظة: مواضيعي من كتاباتي الشخصية ولا أمانع في النقل للفائدة ولكن بشرط ذكر المصدر