الكواكب العلوية: (المريخ والمشتري وزحل)

[-ابو مشاري]

هذا الموضوع هو جزء من موضوع أكبر عن الأفلاك التسعة. وسنتكلم في هذا الموضوع عن معلومات تفصيلية عن الكواكب العلوية التي ترى بالعين المجردة وتدخل ضمن الأفلاك الخمسة والكواكب العلوية هي المريخ والمشتري وزحل

وتقسم الكواكب بطريقتين. الاولى: داخلية وخارجية ويفصل بينها حزام الكويكبات والداخلية هي عطارد والزهرة والارض والمريخ أما الخارجية في المشتري وزحل ونبتون. الكواكب الداخلية تتميز ببنيتها الصخرية بينما الكواكب الخارجية غازية في الأغلب. الطريقة الثانية: سفلية وعلوية والسفلية هي عطارد والزهرة وبقية الكواكب علوية.

سميت المريخ والمشتري وزحل بالكواكب العلوية لأنها أبعد عن الشمس من الأرض مقارنةَ بالكواكب السفلية التي تكون أقرب للشمس من الأرض. والكواكب العلوية مثل الكواكب السفلية لها أطوار مثل أطوار القمر فتكون على شكل هلال يزيد وينقص ولكن إضاءتها الكاملة تحدث اذا كان الكوكب مقابل للشمس حين تكون الأرض بين الكوكب والشمس

الدورة الإقترانية هي الفترة من وجود الأرض بين الكوكب والشمس (في أقرب نقطة للأرض) الى عودته مرة أخرى لنفس المكان. ويمكن حساب الدورة الإقترانية للكواكب العلوية باستخدام المعادلة التالية:

ق = (ك x ض) ÷ (ك – ض)

حيث (ق) هو الدورة الإقترانية و (ض) هو عدد أيام السنة على الأرض (365.25) و (ك) هو عدد أيام السنة على الكوكب وهي 687 للمريخ و 4333 للمشتري و 10759 لزحل وبذلك تكون الدورة الإقترانية 780 يوما للمريخ و399 يوماَ للمشتري و378 لزحل

تنقسم الدورة الإقترانية للكواكب العلوية الى 3 مراحل. وهذه المراحل هي الاستطالة الشرقية وتبدأ من نقطة المقابلة (حين تكون الأرض بين الشمس والكوكب العلوي ويكون الكوكب ظاهراَ طوال الليل ويكون في أشد سطوعه) ويكون ظهوره وقتها من بعد الغروب. ثم تبدأ مرحلة الإختفاء اذا وصلت زاوية رؤيته مع الشمس الى 10 درجات واستتر بضوء الشمس حتى يمر خلف الشمس في أبعد مسافة له عن الأرض فيما يسمى الإقتران (وهو يماثل الإقتران الأعلى للكواكب السفلية مع ملاحظة أن الكواكب العليا ليس لها إقتران أدنى لأنها لا تمر بين الأرض والشمس) وبعد الأقتران وعندما يبتعد الكوكب عن الشمس قليلاَ تبدأ الإستطالة الغربية حيث يظهر الكوكب في آخر الليل وتزيد مدة ظهوره مع الأيام وتنتهي هذه المرحلة اذا وصل الى المقابلة حيث يظهر الكوكب طول الليل ليرجع مرة أخرى لمرحلة الاستطالة الشرقية





أحد المظاهر التي حيرت القدماء في فهم حركة الكواكب هي ما يسمى الحركة العكسية وتحدث هذه الظاهرة بسبب تغير زاوية الرؤية بين الأرض والكوكب كما في الصورة. لذلك يبدو الكوكب يتحرك أحياناَ بين الأبراج باتجاه الشرق ثم يقف ويعكس حركته لتكون باتجاه الغرب لفترة قليلة ثم يرجع للحركة باتجاه الشرق





الآن نبدأ ببعض المعلومات عن كل كوكب



المريخ

كوكب المريخ هو أقرب الكواكب العلوية الى الأرض وهو ثاني أصغر الكواكب بعد عطارد حيث يبلغ قطره نصف قطر الأرض ويطلق عليه الكوكب الأحمر لأنه يظهر باللون الأحمر بسبب أكسيد الحديد (يشبه الصدأ) المنتشر على سطحه وبسبب لونه الأحمر فقد ربط الأغريق بينه وبين الحرب وقد يكون المريخ أكثر الكواكب إستخداماَ في أفلام الخيال العلمي. ويوجد الجليد على أقطاب المريخ ويدور حول المريخ قمران صغيران.



يبلغ طول اليوم في المريخ 24 ساعة و39 دقيقة أما السنة فتبلغ 687 يوماَ (أي أكثر من سنتين) والدورة الإقترانية للمريخ هي الأطول بين الكواكب. خلال تلك السنتين يختفي المريخ خلف الشمس خلال الإقتران لمدة شهرين تقريباَ ويكون ظاهراَ باقي الفترة والفترة من الإقتران الى التقابل (حيث يكون المريخ مقابلاَ للشمس ويكون في أشد سطوعه ويظهر كل الليل) هي سنة تقريباَ.



المشتري

المشتري هو أكبر الكواكب الخمسة بل أنه أكبر كواكب المجموعة الشمسية على الإطلاق وهو من الضخامة بحيث نستطيع وضع جميع الكواكب الأخرى داخله ومع ذلك سيبقى مكان إضافي. كما أنه أشدها سطوعاَ بعد الزهرة. يتميز بأحزمته الملونة التي تتراوح بين الأبيض والأصفر والبني المائل للإحمرار وهي عبارة عن عواصف كما يبرز فيه العاصفة الحلزونية الضخمة التي تم رصدها قبل 300 سنة ولا تزال موجودة ولكن هذه المعالم لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة وتحتاج الى تلسكوب. المشتري هو أول الكواكب الخارجية ويفصل بينه وبين المريخ حزام الكويكبات. يدور حول المشتري عدد كبير من الأقمار تم رصد 67 قمراَ منها وأشهرها الأربعة الكبار التي تنسب لجاليليو لانه أول من إكتشفها





يدور المشتري حول الشمس كل 11.8 سنة ويدور حول نفسه كل 10 ساعات وهذا بالإضافة الى كونه كوكب غازي هما سبب العواصف الشديدة على المريخ. تبلغ الدورة المدارية للمشتري 399 يوماَ (أي أكثر من سنة بقليل) يختفي خلالها لمدة شهر تقريباَ خلف الشمس.



زحل

زحل هو أبعد الكواكب الخمسة عن الشمس وبعد إختراع التلسكوب سحر زحل الألباب بحلقاته الرائعة. زحل ليس الكوكب الوحيد الذي له حلقات ولكن حلقاته هي الأكبر حيث تمتد لمسافة 80 الف كيومتر وبسمك 10 أمتار فقط وهي ظاهرة حيرت علماء الفلك. زحل هو سادس الكواكب من حيث البعد عن الشمس والثاني في الحجم بعد المشتري وهو أكبر من الأرض 840 مرة تقريباَ. يدور حول زحل 62 قمراَ وقمره تيتان أكبر من كوكب عطارد وهو القمر الوحيد في المجموعة الشمسة الذي له غلاف جوي.



يدور زحل حول الشمس كل 10759 يوما (حوالي 30 سنة) ويدور حول نفسه كل 11 ساعة. تبلغ الدورة الإقترانية لزحل 378 يوماَ يختفي خلالها لمدة شهر تقريباَ خلف الشمس.

والله تعالى أعلم