هذا الموضوع هو جزء من موضوع أكبر عن الأفلاك التسعة. وسنتكلم في هذا الموضوع عن معلومات تفصيلية عن الكواكب السفلية عطارد والزهرة


سميت عطارد والزهرة بالكواكب السفلية لأنها أقرب الى الشمس من الأرض مقارنةَ بالكواكب العلوية التي تكون أبعد عن الشمس من الأرض.

والكواكب السفلية تكون دائما قريبة من الشمس فهي إما تظهر بعد الغروب مباشرة من جهة الغرب لفترة قليلة لا تتجاوز 3 ساعات ونصف للزهرة وساعتين لعطارد (كحد أقصى) أو أنها تشرق من جهة الشرق قبل شروق الشمس ثم يحجبها ضوء الشمس اذا أشرقت ويستحيل رؤية هذين الكوكبين في منتصف الليل مثلا أو رؤيتهما يتوسطان كبد السماء ليلاَ وذلك لأن مداراتهما أقرب الى الشمس من مدار الأرض مع أنهما يمران بكبد السماء نهاراَ ويمكن رؤيتهما في حالة الكسوف أو من يملك بصراَ حاداَ ويرى النجوم بالنهار.

وهذان الكوكبان لهما أطوار مثل أطوار القمر فهما يكونان على شكل هلال يزيد وينقص ولكن إضاءتهما الكاملة لا تحدث الا اذا كانا وراء الشمس ولا يمكن رؤيتها وهذه الصورة توضح أطوار كوكب الزهرة في مراحله المختلفة وهذه الأطوار يمكن رؤيتها بواسطة التلسكوب


الدورة الإقترانية هي الفترة من وجود الكوكب أمام الشمس مباشرة (في أقرب نقطة للأرض) الى عودته مرة أخرى لنفس المكان. ويمكن حساب الدورة الإقترانية للكواكب السفلية باستخدام المعادلة التالية:

ق = (ك x ض) ÷ (ض – ك)

حيث (ق) هو الدورة الإقترانية و (ض) هو عدد أيام السنة على الأرض (365.25) و (ك) هو عدد أيام السنة على الكوكب وهي 224.7 للزهرة و 87.97 لعطارد وبذلك تكون الدورة الإقترانية 584 يوما للزهرة و116 يوماَ لعطارد

تنقسم الدورة الإقترانية للكواكب السفلية الى 4 مراحل.

وهذه المراحل هي
الإقتران الأدنى (1) حيث يكون الكوكب أقرب ما يكون من الأرض ولكن يحجبه ضوء الشمس ويصل أوجه عندما بقترن الكوكب مع الشمس

ثم تعقبها مرحلة
الإستطالة الغربية (2) حيث يبدأ في الشروق منخفضاَ في الأفق قبل شروق الشمس مباشرة ثم يبدأ بالتبكير في الظهور ويتحرك بين النجوم باتجاه الغرب حتى يصل الى الأوج حين تكون زاوية ارتفاعه في الافق أقصاها وهي 47.8 درجة للزهرة و28 درجة لعطارد

وبعدها يبدأ في التأخر في الظهور والانخفاض باتجاه الشرق حتى يكون شروقه قبل شروق الشمس بدقائق واذا وصلت زاوية رؤيته مع الشمس الى 10 درجات استتر بضوء الشمس لتبدأ مرحلة
الإقتران الأعلى (3) حيث يكون الكوكب خلف الشمس وتصل مرحلة الإقتران الأعلى الى أوجها عندما يكون الكوكب خلف الشمس مباشرة ليبدأ بعد ذلك ظهوره بعد الغروب مباشرة في مرحلة الإستطالة الشرقية (4) حيث يمكن رؤية الكوكب في جهة الغرب بعد الغروب

ثم يبدأ في الإرتفاع في الأفق والتأخر في الغروب كل يوم حتى يصل الى أوج الإستطالة الشرقية ليبدأ بعدها بالإنخفاض مرة أخرى والتبكير في الغروب ليرجع لمرحلة الإقتران الأدنى

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



الحركة العكسية

أحد المظاهر التي حيرت القدماء في فهم حركة الكواكب السفلية هي ما يسمى الحركة العكسية وتحدث هذه الظاهرة بسبب تغير زاوية الرؤية بين الأرض والكوكب كما في الصورة. لذلك يبدو الكوكب يتحرك أحياناَ بين الأبراج باتجاه الشرق ثم يقف ويعكس حركته لتكون باتجاه الغرب حين يكون في مرحلة الإستطالة الشرقية ويحدث العكس خلال الإستطالة الغربية

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


فيما يلي بعض المعلومات عن هذين الكوكبين


الزهرة

كوكب الزهرة هو أقرب الكواكب الى الأرض ويبعد عنها 50 مليون كيلومتر تقريباَ أي ثلث المسافة بين الأرض والشمس وحجمه قريب جداّ من حجم كوكب الأرض (يبلغ قطر الزهرة 95% من قطر الأرض). كما أن كوكب الزهرة عند لمعانه الكامل هو أكثر الأجرام السماوية سطوعاَ بعد الشمس والقمر حيث تبلغ شدة سطوعه (–4.6)

يدور كوكب الزهرة حول الشمس مثل جميع الكواكب الأخرى بعكس إتجاه عقارب الساعة ويستغرق 224.7 يوماَ من أيام الأرض ليكمل دورة كاملة حول الشمس ولكن دورانه حول نفسه بختلف حيث أنه الكوكب الوحيد الذي يدور حول نفسه بإتجاه عقارب الساعة بينما تدور بقية الكواكب عكس اتجاه عقارب الساعة وبذلك تشرق الشمس على الزهرة من جهة الغرب وتغرب من جهة الشرق.

واليوم في كوكب الزهرة هو الأطول بين بقية الكواكب فهو يدور حول نفسه ببطء شديد حيث يستغرق 243 يوماَ ليكمل دورة كاملة حول نفسه وبذلك يكون اليوم في كوكب الزهرة أطول من السنة

كما بينا في الأعلى فإن الدورة الإقترانية لكوكب الزهرة تبلغ 584 يوماَ.

المدة من أوح المرحلة الأولى الى أوج الثانية تبلغ 72 يوماَ ومن أوج الثانية الى أوج الثالثة 220 يوماَ ومن أوج الثالثة الى أوج الرابعة 220 يوماَ ومن أوج الرابعة الى أوج الأولى الى 72 يوماَ وأقصى سطوع للزهرة قبل وبعد 36 يوماَ من توسط كوكب الزهرة بين الشمس والأرض

تستمر المرحلة الأولى 8 أيام والمرحلتين الثانية والرابعة 263 يوماَ لكل منهما والمرحلة الثالثة 50 يوماَ ليصبح المجموع 584 يوماَ وهو الدورة الإقترانية للزهرة لتعيد الكرة نفسها مرات ومرات


عطارد

كوكب عطارد هو أقرب الكواكب الى الشمس حيث يبعد عنها بمقدار 58 مليون كيلومتر وعن الأرض 92 مليون كيلومتر وهو أكبر قليلاَ من القمر حيث يبلغ قطره 38% من قطر الأرض وبذلك يكون أصغر الكواكب حجماَ وتبلغ شدة سطوعه في أقصاها الى (-2.6)

السنة في عطارد تستمر 88 يوماَ تقريباَ ويومين من أيام عطارد تعادل 3 سنوات من سنوات عطارد ومدار عطارد بيضاوي مثل بقية الكواكب ولكنه مفلطح بشكل أكبر من بقية الكواكب الأخرى

حركة كوكب عطارد تشبه كثيراَ حركة كوكب الزهرة ويمر بنفس المراحل الأربع التي يمر بها كوكب الزهرة خلال الدورة الإقترانية إلا ان عطارد أقرب للشمس حيث تبلغ أكبر زاوية مع الشمس 27.8 درجة وأقصى مدة ظهور أقل من ساعتين ولكن بسبب تفلطح المدار بشكل كبير فإن الحركة غير منتظمة حيث تختلف الدورة الإقترانية بشكل كبير حيث تتراوح بين 105 الى 129 يوماَ وتزيد وتنقص مدة الإستطالة الشرقية والغربية ما بين 8 الى 15 بوماَ


ظاهرة العبور

تحدث ظاهرة العبور عندما يمر أحد الكواكب السفلية (عطارد والزهرة) أمام قرص الشمس مباشرة فيما يشبه كسوف الشمس ولكن لا يحدث كسوف بسبب صغر حجم الكوكبين بالنسبة لقرص الشمس ولا يمكن مشاهدة العبور الا باستخدام أجهزة وفلاتر خاصة

عبور الزهرة يحدث مرتين كل 105 سنوات ويفصل بين المرتين 8 سنوات. حدث آخر عبورين للزهرة عامي 2004 و2012 وسيحدث العبوران التاليان عامي 2117 و2125 وعبور الزهرة لقرص الشمس يستمر لفترة أطول من كسوف الشمس فهو يستمرلعدة ساعات

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عبور عطارد أكثر حدوثاَ من الزهرة حيث يحدث بمعدل 13 الى 14 مرة كل قرن ورؤيته أصعب من رؤية عبور الزهرة نظراَ لبعده وصغر حجمه فهو يبدو كنقطة صغيرة جداَ وهو لا يحدث الا في شهري مايو ونوفمبر من السنة الميلادية. آخر عبور لعطارد حدث في مايو عام 2016 والعبور القادم سيكون في 11 نوفمبر 2019

والله أعلم