15 نوفمبر 2015 - 16:514 نوفمبر 2015 - 21:27 منتديات مكشات


::::::: تابعونا على تويتر مكشات :::::::


مرحبا بكم في منتديات مكشات

::::::: تطبيق مكشات للأجهزة الذكية :::::::


تفعيل العضوية

إرسال كود التفعيل

مركز تحميل الصور

باحث قوقل لمكشات

الرصد الجوي

رادارات المناطق

إستعادة كلمة المرور

تنبيه : منتديات مكشات تمنع عرض أو طلب الأسلحة أو الذخائر بكافة أنواعها ، كما تمنع طرح مواضيع عن أي أسلحة عسكرية
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: هل عرفنا الشيخ عبدالله الشايع ؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    المشاركات
    2,424

    هل عرفنا الشيخ عبدالله الشايع ؟!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الصورتان عند زيارتي له في بدايات مرضه والصورتان تظهران مدى اهتمامه بزواره وعواده رحمه الله .


    يعد الشيخ عبدالله الشايع – رحمه الله أبرز الشخصيات في مجال الرحلات الميدانية وتتبع طرق القوافل القديمة وتحقيق المواضع البلدانية في الجزيرة العربية ،
    فهو بحق فارسُ هذا الميدان ومن أوائل من اختط هذا المجال إن لم يكن أولَهم..
    ولا شك أن الشيخ عبدالله – رحمه الله – حلقة من حلقات سلسلة طويلة سبقته ممن عنوا بالتعريف بالأماكن التاريخية في الجزيرة العربية
    فمن أعلام هذه المدرسة الشيخ محمد البليهد والشيخ حمد الجاسر والشيخ ابن جنيدل والشيخ محمد العبودي والشيخ عبدالله بن خميس والشيخ عاتق البلادي
    وغيرهم الذين أبانوا طريقا لاحبًا في هذا المجال لا يزيغ عنه إلا من تنكب جادتهم وترك سبيلهم.
    وشيخنا عبدالله الشايع ، وإن جاء متأخرًا عن أولئك الرواد إلا أنه استكمل ما بدأه واختطه أولئك الرواد الأوائل الذين وضعوا العلامات والصوى’
    وقد تميز عنهم بكثرة الرحلات الميدانية وباستخدامه للمخترعات الحديثة التي تعينه على ضبط المكان بكل دقة كاستخدامه للإحداثيات في كتبه
    والصور الفوتوغرافية والخرائط التوضيحية ونحو ذلك .

    شيء من صفاته – رحمه الله – وما تميز به:
    وما جبله الله عليه من الآداب الحميدة والأخلاق الفاضلة والخصال الجميلة:
    1/ الصبر والأناة وصدق العزيمة وقوة الإرادة والجلد على القراءة والبحث وتحمل مشاق الأسفار البيعدة
    فما انقادت الآمال إلا لصابر، فالشيخ عليه رحمة الله تتوفر فيه هذه الصفات التي هي من أهم أسباب نجاحه وإبداعه في بحوثه فانكشف له ما غمض على غيره
    وانقاد له ما صعب على من سبقه ‘ فصحح واستدرك واكتشف وكل ذلك بعد عون الله وتوفيقه وبتوافر هذه الصفات الفطرية التي يعز وجودها مجتمعة في شخص واحد
    فمن يصبر على اجتياز القفار وركوب الحرار وصعود الجبال واجتياز الرمال وعبور المفاوز والمهالك ويقطع الأغوار والأنجاد:
    يَظَلُّ بِمَوْماةٍ ويُمسِي بغيرها جَحِيشًا ، ويَعْرَوْرِي ظُهُورَ المَهالِكِ
    لا يستقر له قرار ، ولا يحول بينه وبين ما يريد بُعْدُ الدار، ولا تَفُتُّ في عضده مشقةُ الأسفار،
    لا يستقرُّ بأرضٍ أو يسير إلى ... أُخْرى بشخصٍ قريبٍ عَزْمُهُ نائي
    يوما بُحُزْوَى، ويوما بالعقيق، ويو ... ما بالعُذَيْبِ، ويوما بالخُلَيْصاءِ
    وتارةً ينتحي نَجْدا، وآونةً ... شِعْبَ الحُزُوْنِ، وحينا قَصْرَ تيّماءِ
    لايستقر على حال من القلق
    وقلَّ أنْ نجد بلدانيًا مبدعًا وباحثًا بارعًا تجتمع فيه القدرة على البحث العلمي الجاد والغوص على المعلومة واستخراجها من بطون الكتب، ثم هو يطبق ما جمع فأوعى على أرض الواقع وميدان المشاهدة ، فهو يقول رحمه الله : (فما علينا الآن إلا القيام بالعنصر المهم وهو الزيارةُ الميدانيةُ للمكان ، وتطبيق النصوص على المواضع ، سواء كانت تلك النصوص شعرًا ، أم نثرًا ، ولا شك عندي بأن هذه هي الطريقة المثلى لتحديد المواضع المختلف عليها..)

    ( نظرات في معاجم البلدان الكتاب الأول صـ 153)
    2/ الموهبةُ الفطرية وَصِدْقُ الحَدْس ورهافةُ الحِس:
    كنت أعجب لهذه الموهبة الفطرية حينما أصحبه في رحلاته لتحقيق معلم من المعالم كيف أن الله وهبه هذه الخَصْلة وأنعم عليه بهذه الموهبة التي لا تنال بكثرة القراءة ولا بمواصلة الرحلات وإنما هي منحة من الله ونعمة يمن بها على من يشاء من عباده فبمجرد أن يرى المكان ينطبع في ذهنه لأوّلِ وَهْلَةٍ أن تلك النصوص التي قرأها تنطبق على هذا الموضع تمام الانطباق دون غيره ، أو لا يراها كذلك فيبحث عن الموضع في مكان آخر ولو التمسنا لها سببًا ماديًا لقلنا إن هذه الموهبة البلدانية والحاسة الفطرية نماها بكثرة قراءاته وأنه أولى هذا العلم كُلَّ اهتمامه طيلةَ عمره وانصرف إليه بِكُلّيته فاكتسب هذا الشيء لطول النظر ودوام الاهتمام ومن هنا جاءت بحوثه الرصينة ، ورحلاته الميدانية الشاقة في مجال الأماكن الأثرية وطرق القوافل القديمة ، والآثار المحيرة .
    وقد وهبه الله رهافة الحس وصدق الحدس وإصابة الهدف ودقة الملاحظة والغوص على المعاني الدقيقة والإمساك بخيوط الموضوع بالرغم من تضارب الأقوال وتناقض الأدلة وتشعب القضية وغموض الوصف وتعدد المسميات.

    3/ سعة العلم وكثرة القراءة في المصادر البلدانية وكتب التاريخ وشعر العرب
    فكان رجلاً موسوعياً عميق الاطلاع غزير المعرفة في كل ما يخدم برنامجه البلداني وإني لأعجب من سرعة استحضاره لكلام الهَمْدَاني في صفة جزيرة العرب وكأنه يستظهرُ الكتابَ كُلَّه ولا يند عنه منه شيء، أو إيراده كذلك لكلام ياقوت في معجم البلدان أو الهَجَرِي و البكري أوغيرهم ، ولذلك كان قويَّ الحجة صحيحَ البرهان واضح البيان فيما حقق من المواضع والبلدان.
    كما أنه متابع لكل ما يصدر من دراسات وبحوث تتعلق بجغرافيةِ وتاريخِ هذه البلاد .
    قال الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد: " وعند قراءة كتابه الأوَّلِ عرفتُ أن الأستاذَ الشايعَ عبارة عن موسوعةٍ متنقلةٍ فوق قممِ جبالِ نجدٍ وهضابِها وروابيها وسهولِها وأوديتها، وأنه لم يسلكْ هذا الطريقَ الصعبَ إلا بعد أن ألَمَّ بعلومِ اللغةِ والأدبِ وكتاباتِ الجغرافيين والمؤرخين المسلمين الأوائل ، بالإضافة إلى اطلاعه على كتابات من سبقوه من علماء بلادنا الذين سلكوا هذا الفنَّ قبلَه. فمن قراءة كتابه ( الأول) اكتشفت أن الأستاذَ الشايعَ يكتنزُ في ذاكرته منذ صباه ومن خلال قراءاته المتعمقة لكل ما كتب عن نجد جغرافياً وتاريخيًا ولغويًا، معلوماتٍ جمَّةً وثريَّةً، ولذلك فإنه آلى على نفسه أن يُعِدَّ العدَّةَ، بقلمه وخبرته وما عنَّ له استخدامه وإنفاقه، في سبيل إبراز الكنوز المعرفيَّة التي جمعها قراءةً ومشاهدةً إلى بني جلدته ولكل من يهمه أن يعرف شيئًا عن نجد من خلال سلسلة من الإصدارات التي ستخرجُ الواحدُ تلو الآخر إن شاء الله).
    4/ استخدامه لكل ما يخدم مشروعه ، ويوصله إلى مبتغاه بيسر وسهولة ومن أقرب طريق ، كالخرائط والإحداثيات و كاميرات التصوير وأجهزة تحديد المواقع (القارمن) وهو يتعامل معها بكل خبرة ودقة وبراعة مع أنه من جيلٍ سَبَقَ جيلَ هذه المخترعات والتقنيات الحديثة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شيخنا رحمه الله قد هيأ في رحلاته كل مايمكن أن يحتاجه وهاهو يقوم بأخذ أطوال قصر أثري في جبال العلم .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كان رحمه الله يتسم بالدقة والإحاطة وهو هنا يصور جوف البئر ليعرف دقة طيها وعمق قعرها ولو كان في ذلك خطورة ومجازفة

    5/ وشيخنا ـ رحمه اهه ـ يتميز بمنهجية علمية رصينة ، وقدرة تحليلية نقدية قوية ، وقدرة على الاستنتاج بارعة يستثمر الظواهر الطبيعية على الأرض ويربطها بالإشارات المتناثرة في ثنايا المصادر ، وَيَخْرُجُ من الربط بين هذا وذاك بنتائجَ مقنعة
    ( كما ذكر ذلك الدكتور فهد الدامغ في كلمة له).
    وقال الدكتور / عبدالرحمن الطيب الأنصاري : (( وإذا كان الشيخ الجليل حمد الجاسر يعتبر رائدًا لكوكبة من الباحثين الجغرافيين وصاحب مدرسة متميزة فإن الأستاذ عبدالله الشايع يعد رائدًا لمرحلة جديدة في مجال البحث الجغرافي عن المواضع في المملكة العربية السعودية لأنه استطاع أن يستفيد من مصادر قديمة وحديثة ورسائلَ علميةٍ متقدمة ، ورحلات ميدانية يُعِدُّ لها الإعدادَ الكاملَ ومن هنا فإننا أمام بزوغِ فَجْرِ مدرسةٍ علمية حديثة سيصبح لها دورها في الوصول إلى المواضع وتحديدها بكل دقة.

    6/ قدرته العجيبة على التواصل مع عامة الناس وكبار السن وأهل البوادي والأرياف :
    فيستطيع أن يبني معهم العلاقات المتينة ويستخلص منهم المعلومات التي يريد بكل يسر وسهولة وذلك لِلِيْنِ عَرْيكَته وطيبِ مَعْشَرِهِ وشدةِ تواضعه، ومعرفته بالأساليب المناسبة لمن هم في مِثْلِ هذا السِنِّ فهو يقول : " رأينا رجلاً كبير السن ، ومن عادتي العمل بالمثل القائل:" البدوي ينشد " – أي يسأل ..."
    ( نظرات في معاجم البلدان الكتاب الأول صـ157)

    7/ شدة تحريه وتدقيقه للروايات الواردة في كتب التاريخ والقصص التي قد يكون دَخَلها كثير من الخيال فأبعدها عن الواقع .
    قال - رحمه اه ع تعالى -: إذ أنني لاحظت أن بعض الباحثين يركزون في تحقيق المواضع على ما تذكره معاجم البلدان ، وعلى مسميات تلك المواضع الحديثة ، وما قيل فيها من الشعر النبطي أو العربي ، وكثيرًا ما يغفلون الرجوع إلى كتب التاريخ ، ومعاجم اللغة . وفي نظري أنه متى اجتمعت تلك المصادر وتم حصر ما ورد فيها وقام الباحث بالتحليل والمقارنة فإنه بلاشك سيصل إلى تحديد الغرض الذي يسعى إليه أما إذا غاب أي عنصر من هذه العناصر فقد يكون الباحث عرضة للوقوع في الخطأ.
    على أن الباحث يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الحيطة والحذر الشديدين عند الرجوع إلى الروايات لما داخل تلك الروايات من الحوادث المصطنعة التي نسجها خيال القصاص والتي أصبحت في فترة من الفترات تملأ المكتبات عندنا فاستساغاها الناس فسببت للكثيرين خلط الحقيقة بالخيال وإن كانت إلى الخيال أقرب.

    8/ أنه في إعداده لرحلاته الميدانية يأخذ أمره بكل حَزْمٍ وَجِدٍ :
    فهو يزور المكان عدة مرات مهما كانت المسافة إليه بعيدة فقد يزور المكان ثلاث مرات أو أكثر حتى يطمئن إلى أن ما توصل إليه هو الصواب كما أنه يأخذ كل ما يمكن أن يحتاجه في رحلته فيكون معه عجلتان إضافيتان ويأخذ معه أكثر من آلة تصوير فلعل عُطْلًا يكون في إحدى الكاميرات فيستعيض عنها بالأخرى ويكون معه جهاز أو أكثر من أجهزة تحديد المواقع ويأخذ معه سُلَّمًا و مترًا لقياس ما يحتاج قياسه ويصطحب معه جهاز الثريا فيستفيد منه في الأماكن البعيدة التي ينقطع فيها الإرسال.
    ويصطحب معه جهازه المحمول (الكمبيوتر) ليستعرض الخرائط التي خزنها فيه .
    كما أنه لا يمكن أن ينسى أقلامه ودفاتره يسجل كل ما يَعِنُّ له خوفًا من أن ينسى بعض ما لاحظه وتوصل إليه.

    9/ أنه يلتمس العذر لمن وقع في خطأ فلم يحالفه الصواب في تحديد موقع أو وصف مَعْلمٍ ممن سبقه من البلدانيين :
    ويقول: رحمهم الله: فما أنا إلا طويلب صغير من طلابهم ، وإلا فهم الذين تكبدوا المشاق ورسموا الطريق ، مع ما كان يعوزهم مما هيأه الله لنا من مراكبَ مريحةٍ وطرقٍ معبدةٍ وأجهزةٍ تختصر علينا الجُهْدَ والوقت.
    كما أنه دائماً ما ينصف البلدانيين القدماء كياقوت الحموي والبكري فهو يقول : "إنه من غير الملائم أن نتسرع بالقدح في النصوص التي أوردها علماء البلدان القدماء أمثال ياقوت والبكري إلا إذا ظهر لنا بما لا يدع مجالًا للشك خطؤهم.
    ونحن نشأنا في الجزيرة العربية وشاهدنا تلك المواضع ولدينا النصوص التي تتحدث عنها ومع هذا وقعنا في الخطأ فعلينا عدم التسرع بالقدح بأقوال الآخرين خاصة مَنْ لهم باعٌ طويل في هذا المجال، وعلى كلٍ ليس هناك أحد معصوم من الخطأ ولكن التشكيك في مقدرتهم على عدم تمييز الشواهد على حقيقتها غير مسلم به . فهم بلا شك أعرف منا بتلك المواضع ، والشواهد التي ساقوها سواء كان ذلك شعرًا أو نثرًا لأنهم أخذوا عن رواة ثقات حديثي عهد بتلك المواضع وهؤلاء الرواة الذين نقل عنهم ياقوت والبكري والأصفهاني هم أهل تلك الديار وأدرى الناس بها. وإنما يقع عدم تمييز الشواهد على حقيقتها منا نحن في هذا الزمن نظرًا لما طرأ على المواضع مع تغيير وتبديل في مسمياتها".
    ( نظرات الكتاب الثاني صـ29)

    10/ انشغاله بالمعرفة طيلة توجهه إلى هذا الهدف السامي والغرض النبيل لا يستقرله قرار ولا يهدأ له بال حتى يضع بصمته على كل موضع جغرافي،
    فهو مثال حيٌ على القدرة المدهشة في مواجهة تقدم العمر، وتحويل مرحلة الشيخوخة إلى محفز للعطاء الغزير، والإنتاج الوفير.
    قد امتلك قدرة هائلة على البحث والتنقيب، وإيمانًا بسمو هدفه في توثيق المعلومات الجغرافية في الجزيرة العربية.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    11/: محبته لهذه االأرض وشغفه بهذه المعالم :

    كان لشدة ولعه وإلفه ومحبته لهذه المعالم والمواضع والجبال والآثار يضفي عليها صفة الحياة ويخاطبها خطابَ مَنْ يعقل ويحاورها حوارَ من يفهمُ ويدرك.
    وهذا الأسلوبُ المليحُ اختص به شيخُنا – رحمه الله – وكان يشعرُ بجمال هذه المعالم فيعبِّرُعما يداخل قلبَهُ وينسكبُ في روحه ويحرك مشاعره تُجاه هذه الهضاب ونَحْوَ هذه المعالم التي أسرته بحسن صنعتها وجمال طبيعتها ، وما تزخر به من آثار ، وما تبديه له من مناظرها الجميلة ، وتشكلاتها البديعة ‘ لقد عَشِقَ صحراءَ بلاده بسهولها وجبالها وحزونها وحرارها ورياضها وشعابها وأوديتها وهضابها..
    فهو يقول حينما بات ليلة من الليالي على كثيب من كثبانِ النفود الكبير
    ( رملة عالج) قديمًا في الجهة الغربية منه فلمّا انبلجَ الصباحُ وأشرقَ النّورُ رأى أمامه جبلَ حِبرانَ يتراءى أمامه بجماله الأَخّاذ ولونه الأرجواني المتلألئ فهو يقول – رحمه الله - :"وفي هذا الصباح الباكر كل شيء من حولنا جميل يبعث في النفس البهجةَ والسرور: حمرة الرمال المنبسطة مع المناظر السامقة ، جبل حِبران وهو أقربها إلينا ويجاوره من الغرب جبل العرفاء ومن خلفهما جهة الجنوب جبل أم الأرسان وجبل الجِشّ، لقد مكثنا في هذا المكان ما يقرب من ساعة للتمتع بهذه المناظر الخلابة.
    وفي هذه اللحظة أدركت كيف شُغف الرحالة الأربيون بمناظر النفود الكبير وجباله وخاصة مما يلي منطقة حائل...
    ثم يُردِفُ الشيخُ رحمه الله قائلًا:
    لقد سألت الأخ سعدًا ونحن واقفان على هذا المكان المرتفع من رمال النفود الكبير لماذا نحن واقفانِ هنا ؟ وكيف مرَّ الوقتُ دون أن نشعر؟!
    بالفعل لقد كانت عيوننا مفتوحة تحملق بما حولنا من مناظر بديعة قد لا يعبر مثلي بما يحسه في هذه اللحظة من شعور غريب بما يشاهده .
    (نظرات في معاجم البلدان ، الكتاب الثاني صـ 379/380)
    ويقول : " وفي هذا المكان يلتقي وادي الجرير ( الجريب قديمًأ) قادمًا من الجنوب بوادي الرُّمَة ، وقريبًا من ملتقاهما يقع جبل بَدَن يتركه وادي الجريبُ شرقًا منه.
    وفي هذا المكان ينتهي نفود العُريق – عريق الدسم حيث يحف به وادي" الرمة " من طرف نهايته ، ووادي الجريب يمشي بمحاذاته من جهة الغرب حتى يدفع في الرُّمَة ... ثم يقول : إنها مناظر خلابة خاصة في مثل هذا الوقت الذي تتلألأ فيه رمال النفود الحمراء غِبَّ المطرِ ، وتكتسي الأرضُ بحلتها الخضراء المزركشة بألوان الزهور المتفتحة مع الصباح .

    (نظرات في معاجم البلدان الكتاب الثاني صـ 270)
    فشيخنا يشعر بجمال هذه الأرض التي أَحَبَّها أَعْظَمَ الحُبِّ وألفها كُلَّ الإلْف فخالط حُبُّها منه اللّحْمَ والدم .
    ويقول بعد أن قرأ كتاب الشيخ علي الطنطاوي-رحمه الله – "حُلُمٌ في نجد" حينما عَبَر الطنطاوي رمال الدهنا في فصل الصيف اللاهب وشمسه المحرقة على متن القطار فأخذ يتساءل : أين آيات الجمال التي كنا نقرؤها في شعر شعراء العرب وهم يتغنون بجمال نجد وبهاء الدهناء ؟!
    : ( ليتني أصحب الشيخ في فصل الربيع عندما تأخذ الأرض زينتها فتتفتح عيناه مع إطلالة الصباح الباكر بعد نوم عميق في " سقط اللوى بين الدخول فحومل" لأسمع ما سيقوله الشيخ من شكر للخالق المبدع على ما أودع في تلك الناحية من أسرار الجمال.
    أو أقضي معه وقتًا ممتعًا في وادٍ من أودية"شِعْب الشَّمُوسين" الواقع على ضفاف وادي " الجريب" لأرى تعابير الدهشة مرتسمة على محياه عندما يرى جمال المنطقة هناك بهضابها ذات المناظر الخلابة.
    أو أتجول معه بين هضاب " قُطيَّاتٍ" الواقعة في وَضَحِ الحِمَى " حمى ضرية " تلك الهضابُ الحمراءُ الملساءُ التي يخيل للناظر إليها عندما يداعب النسيم نبات " النصي" فتبدو وكأنها أواني ذهبية كفئت على بساط مزركش.
    أو نتجول سويًا في هضاب المخامر " هضب الأشيق" قديمًا هذا الهضب الذي وصف الهَجَرِيُّ رحمه الله تربته بالكافور.
    أو نقوم برحلة إلى وادي " الشوكي" الواقع شمال شرق " الرياض" عندما يكتسي بأنواع النباتات وتتفتح أزهارها فكأني بالشيخ وقد وقف مبهورًا لترتسم في ذهنه صورةٌ لن ينساها وقد تنسيه ما شاهده من جنانِ الشامِ ، وأوديةِ لبنان.
    وحينئذ يتأكد له أن القوم لم يكن تغنيهم بنجد ضربًا من الخيال ولكن لو أن الشيخ شاهد تلك المرابع لأشغلته الحقيقة عن الخيال فلم يحصل هذا الحلم الجميل الذي رآه وهو جالس في مقعد القطار ، وكم من حلم أمتع من حقيقة.
    ( نظرات الكتاب الأول صفحة 8،9)
    ولو ذهبنا نستقصي ما كتب عن حبه لها خلال بحوثه وتحقيقاته لطال بنا المقام ولخرجنا عما نحن بصدد الكتابة عنه

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كان تغمده الله بواسع رحمته هو الذي يتولى إعداد الطعام لنا فهو كما رأينا في المقال الأول يعد لنا العشاء وهو هنا يعد لنا طعام الفطور كل ذلك محبة في خدمة مرافقيه وتواضعا وجبلة فيه .
    12/ قبول النقد ، وعدم التعصب للرأي ، والتواضع الجم ، والتخلي عن حظوظ النفس :
    فشيخنا رحمه الله ربى نفسه وزكاها بالعلم النافع والعمل الصالح والعقل الراجح ، فابتعد عن الرياء والسمعة والعجب والمباهاة ، فكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله ، وعلم رحمه الله أن التعصب للرأي مرض خطير يصيب الإنسان بسبب الجهل وضحالة التفكير ؛ فيعمي بصيرته ويطمس نورعقله ؛ فيدفع الحق وينكر الصواب ؛ انتصارا للرأي ومحبة للمدح والثناء .
    إن التعصب يعيق عملية التقييم والتصحيح والمراجعة ، ويقف عائقا دون تزكية النفس ، والصعود في درجات الكمال .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الدولة
    السعودية/بريدة
    المشاركات
    5,357

    رد: هل عرفنا الشيخ عبدالله الشايع ؟!

    لاحدود للإبداع نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    والوفاء لأهل الوفاء يجعلنا نفتخر بك وبأمثالك
    رحم الله شيخنا وأسكنه الفردوس الأعلى
    بارك الله في جهودك يا أبا سهيل
    ...
    ...
    حسابي في تويتر


    حسابي في الانستقرام
    @ahmad_alaboodi

    آخر مواضيعي :

    ...

    ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    محبكم / أحمد العبودي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الدولة
    نجد
    المشاركات
    20,385

    رد: هل عرفنا الشيخ عبدالله الشايع ؟!

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنا وعنه
    فعلا لا نستطيع أن نوفيه حقه
    وقد كتبت وأجدت وأفدت
    رحمه الله واسكنه فسيح الجنان،،

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    منتديات مكشات &الموروث الشعبي&الكمبيوتر والبرامج
    المشاركات
    12,282

    رد: هل عرفنا الشيخ عبدالله الشايع ؟!

    رحمه الله واسكنه فسيح جناته

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2002
    الدولة
    ضعت في كثر الاماكن
    المشاركات
    628

    رد: هل عرفنا الشيخ عبدالله الشايع ؟!

    الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





    ...الــطــــــوقـــــي...

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    117

    رد: هل عرفنا الشيخ عبدالله الشايع ؟!

    كنت قد سمعت بالشيخ ولم أعرف الكثير عنه، فجزاك الله خيرا على هذا التعريف وعلى وفاءك لشيخك.
    رحم الله الشيخ عبدالله وغفر له وجمعنا به ووالدينا في جنات النعيم.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •