وفاته :
توفي ابن لعبون في الكويت بوباء الطاعون عام 1247هـ ، ومن الغرائب أن تتوافق وفاته مع وفاة علي باشا آل زهير في نفس العام وبنفس السبب ، وباء الطاعون ، الذي اجتاح العراق والزبير والكويت في وقت واحد عام 1247هـ لذلك لم يتمكن محمد بن لعبون من العودة إلى إمارة الزبير بعد أن خرج منها منفيا ، فعاش باقي عمره في الكويت وتوفي فيها وكانت معاناته الدائمة الشوق والحنين إلى الزبير وحبها ومن سكنها اشد وأقسى عليه من معاناته بالوباء .
_____________________
الشيخ / ناصر بن ابراهيم بن عبد الله العنزي الوائلي من الوجهاء المعروفين في أمارة الزبير خلال تلك الحقبة بين عامي 1310-1385هـ
( زعماء الصحراء ، كما أطلق عليهم فيلبي ، من اليمين إلى اليسار : حمود بن سويط وضاري بن طواله ، وشيخ الزبير ابراهيم ومحمد بن صالح السبهان (عن فيلبي سنة 1920م)
---------------------------
[line]
((شعره))
عندما وصل الشاعر محمد بن لعبون إلى الزبير قادما من نجد كانت الأوضاع المشحونةبالفوضىوالصراع الساسي على الحكم على أشدها في أمارة الزبير ،وذلك بين آل ثاقب وآل وطبان وآل سعدون من جهة ، وبين أهل حرمة و حريملاء من جهة ، وقد حاول ابن لعبون تجاهل ذلك كله والعيش بعيدا عن هذا بفنه وشعره ، ولكنه سرعان ماتفتح عقله وقريحته فاستوعب وتعايش مع كل ما يدور حوله من القضايا السياسية ، وعرف بفطرته أطراف اللعبة ـ فاختار الوقوف (بشعره) في صف أهالي حرمة وحريملاء ، كمصنف سياسي قبلي إلى جانب جماعته في صراعهم على السلطة ، ودارت معارك كلامية بينه وبين شاعر آل وطبان عبد الله الربيعة حتى تم القبض عليه من قبل – الشيخ علي آل زهير ونفيه من الزبير.
بسبب هذه القصائد التي قالها مع تبييت النية بذلك من قبل الشيخ علي وبسبب مواقف ابن لعبون المناهضة لآل الزهير ووقوفه بجانب آل عون ودعمه المتواصل لهم بقصائده السياسية .
وابن لعبون هو الشاعر الوحيد الذي استطاع أن يمزج بين صلابة الشعر النجدي برقة الشعر العراقي والساحلي ، فضلا عن تضمن شعره خلاصة دراسته للأدب العربي الفصيح مع روعة بناء القصيدة
وقد تأثر بن لعبون بلهجات كل البلدان التي مر بها واستعملها في أشعاره
فتظنه من أهل الشمال حين يقول : -
يالايمي به شوين شوين = عساه ياطاك بحصانه
وتظن أنه عراقي عندما يقول :-
يفتخر حاشاك بالعظم الرميم= مفخر البزون بالسبع الغشوم
وقوله :-
لعل هطال صدوق حقوقة = مستاصل مبناه طاق على طاق
يفتر عن مثل الدحاريج موقه = اربع ليال مدلجات على ساق
وأحيانا نراه يجاري أهل الساحل والزبير بقوله :-
قالت ارى على ماك مدلي= وظن هذا المستهام ابن (مدلي)
(أي ابن مدلج)
والبحرين على قصر مدة إقامته بقوله :-
ياعلي صيح بالصوت الرفيع = يامرة لا تذبين (الجناع)
والنجدي بقوله :-
وقل لها المهره الصفراء الصنيع = سنها ياعلي وقم الرباع
ومن أشعاره التي سارت سير الأمثال :-
ياعبيد من قصت يمينه شماله =يشوف فعله ذاك عدل ولو مال
أحسب رفيقي يستحي من ظلاله = وأثره إلى شاف المواليم خيال
يابادي بالقول هذا بدالة = قول عوض قول ومال عوض مال
والكل منا لو يصدق مقاله = القول وآجد والحكي عند الأفعال
الصدق يبقى والتصنف جهالة = والجد مالانت مطاويه بتفال
ماينطح السيل المحلتم خياله= في واسع البطحا سوى كفة الجال
وقوله :-
رجالهم مايسفه إلا إلى شاب = مثل القرع يفسد إلى كثر لبه
وقوله :-
امك وابوك وكل ذيك القرابات = محد يسد السيل عنك بعباته
وهكذا هو شعر محمد بن لعبون متعدد الأغراض ومتميز المعاني
((النقائض))
دارت نقائض للشاعر مع بن ربيعة كما أسلفنا بسبب المشاكل السياسية
نذكر مقتطفات منها .....:-
يقول محمد بن لعبون :-
البارحة اسهر وأدير التفاكير = في ذم نذل بادي بالعياره
لاطالب دم يبي له مثاوير = حتى نعذر ولو طلبنا بثاره
ولاصان عرضه لو بوسط الدواوير= ولا هو بيطلبنا بقايا تجاره
من غير ذنب أركا في قفنا مسامير= وأشرف علينا ناظر بعين الحقاره
وحنا هل الوادي وحنا المناعير= وحنا ودينا جارنا من اجداره
خطلان الأيدي كالأسود الهزابير = مقابس للحرب ون شب ناره
""=""
ومن رد ابن ربيعة قوله :-
خذ ماتراه وخل عنك التفاكير= ياقلب ياللي كل ماجاه داره
لابد للعسر المنوخ مياسير= ولا بد ماتقفي النذاره بشاره
العبد ماله عن حتوف المقادير = واللي كتب لوهو بصندوق زاره
ماقل دل وحاجتي ياهل العير= طرس تودونه الحامي جواره
من ديرة العوام روحوا مسافير= تلقون ينبوع الندا والنعارة
ربع يسرك وردهم والمصادير = صبيان ياما شتتوا كل غاره
صار الجزاء لي من عشيري معايير= ليته يشارهني مشاري أمشاره
حنا هل الباس الشديد المناعير = وحنا إلى خرب المذاهب عماره
""=""
((الهجاء))
ذا حس طار أو ضميرك خفوقه = يدق به من نازح الفكر دقاق
الحي هو حيك وطيبة وفوقه = والدار هي دارك وهذيك الأسواق
ياقلب وان كانت علومك صدوقه= بينك وبين الدار عهد وميثاق
شرواك ينشد عن مغاني تروقه= حيثك محب للمغاني ومشتاق
تذكر بها عيش مضى ماتذوقه= ياعونة الله يوم تقسيم الأرزاق
العبد عبد ٍ هافيات ٍ عموقه= إن جاع باق عمومته وان شبع ماق
والحر حر يرفعن سبوقه = والبوم يلقى بين الأسواق خفاق
بع بالهجير وصال حي تشوقه= وإلا عساها للرزايا بتيفاق
دار بها الوالد كثير عقوقه= واللي يعوقنه مصلين الأشراق
راعي الوفا منهم عميله يبوقه= تلقاه حلافٍ مهينٍ وملاق
دار بها المستور ضاعت حقوقه = وحقوق راعي الغدر جت له بالأوفاق
يمسي غريب الخال فيها ونوقه = يرعى من الوجلا بها نور الأشفاق
يغدى صبوحه في جباها غبوقه = في نازح البيداء من اللال رقراق
كم جر مصقول النمايم بسوقه = عليك لبق في مناياه ورقاق
دون العشاير هافيات عروقه= وشمات مخلوق وعصيان خلاق
""=""
يامال هطال صدوق حقوقه= يشبه كما ليل على صبح ٍ انساق
""=""
تسوقه الغربي والأخرى تعوقه= مترادف مبناه طاق على طاق
يقتر عن مثل الدحاريج موقه= اربع ليال مدلجات على ساق
وخامس تشوف الدار والثلج فوقه= مثل السرير مجلل عاد برواق
تلقى العذارى حسر في صفوقه= ياضي لميع خدودهن مثل الأوراق
بين الطموح وبين من شاف شوقه= صرعى بها من غير خمر وترياق
""=""
واللي يرى ضد الوفا مايذوقه = يدق به من نازح البعد دقاق
((الغزل والذكريات))
سقى صوب الحيا مزن تهامى= على قبر بتلعات الحجازي
يعط بها البختري والخزامى= و ترتع فيه طفلات الجوازي
و غنى راعبيات الحماما= على ذيك المشاريف النوازي
صلاة الله مني و السلاما= على من فيه بالغفران فازي
عفيف الجيب ماداس الملاما=ولاوقف على طرق المخازي
عذولي به عنود ما يراما = ثقيل من ثقيلات المرازي
ابو زرق على خده علاما= تحلاها كما نقش بغازي
عليه قلوب عشاقه ترامى= تكسر مثل تكسير القزازي
الا ياويل من جفنه على ما=مضى له عن لذيذ النوم جازي
تكدر ما صفى ياما و ياما=صفا لي من تدانيها المجازي
و من قلبه الى هب الولاما(النعاما)= يجرونه على مثل الخزازي
ليالي مشربي صفو المداما=وثوب الغي منقوش الطرازي
مضى بوصالها خمسة عواما= وعشر كنهن حزاة حازي
بفقدي له و وجدي والغراما= تعلمت النياحه و التعازي
وصرت بوحشه من ريم راما=ومن فرقاه مثل الخاز بازي
عذولي في هواها با لملاما=يعزيني و انا مانيب عازي
وكل البيض عقبه لو تسامى=فلا و الله تسوى اليوم غازي
سلينا لا حلال و لا حراما= عليهن الطلاق بلا جوازي
حياة الشوق فيها و الهياما= وقدّ منه يهتز اهتزازي
وخد هل به بدر التماما=وجـِعد فوق منبوز العجازي
فلا بي عقبها زاد ولاما =وجزت من الهوى والغي جازي
وخضت بحور ليعات تطامى= خلاف الخل ماأدري وين ابازي
نكيف الهم في قلبي ترامى= و جيش البين بالغزوان غازي
أريده وانكسر كسر السلامى= بسيف جرده ماهوب هازي
على بخت الدهر ليته تعامى= و خلاها وليته مايوازي
و ليتي ما حكيت بها وياما=بكيت لها وفي قلبي حزازي
اظل مساقما دوم دواما =وهمومي فيه تنحاز انحيازي
أباح الله يا من بالملاما= يسلم يوم ترزاه ا لروازي
اسلم له ولا رد السلاما= على قبر بتلعات الحجازي
يامنازل مي في ذيك الحزوم=قبلة الفيحا وشرق من سنام
في سراب عن جوانبها يحوم = طافحات مثل خبز في يدام
يستبين بها الخبير بها الرسوم= دارسات كنهن دق الوشام
مابكت فيها من الفرقا غيوم = من نظير العين إلا عن عزام
من هموم في قلوب في جسوم = في بيوت في ديار في عدام
غيرت فيها تصاريف (النجوم)= وابدلت فيها بعين ما تنام
عوضت عنها الظعاين بالهدوم = وانتحاب البوم عن سجع الحمام
دار مي يوم مي لي تقوم = قومة الماموم من خلف الأمام
في عدام دوك مبناه مهدوم= من مراويح بالكرام والغمام
كل عيش غير عيشك مايدوم =يوم وصلك بالكرام والكرام
اسال الأطلال عنهم ياغلوم = يخبرونك وا بعيني ياغلام
كيف أب أسأل من تحت ذيك الرجوم= صامتين مايردون السلام
يوم مي تحسب الدنيا تدوم= وإن عجات الصبى دوم دوام
في نعيم تحسبه لزما لزوم = مثل منزلنا على ديم الخزام
يوم هي توريك خد به وشوم =يفضح البراق في جنح الظلام
كنه القنديل بالزيت مخدوم= شبته داياتها عند المنام
داعجات غانجات لو تروم= كنهن في كنهن بيض النعام
والهواوى من هواهن محروم= غير وصل لاحلال ولا حرام
ياسنين لي مضت مثل الحلوم= كنهن في دار ابن عوام عام
هل غريم الشوق يشبع منك يوم= شبعة المسكين بايام الصرام
أو تلمين الشمل لم الهدوم= ياليالي السعد عودن بالتمام
أو تردين البعض ذيك الهموم= والعرب والكل في ذيك الخيام
قالت اللي فات ماهوب معلوم= ردته لك وانت سالم والسلام
((تابع))
******
**
((المرجع /محمد بن لعبون-- يحيى الربيعان ))
[line]
[line]