نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

**الشيخ – سعدون العواجي **

اسم يتردد صداه عبر السنين ، ويذكره التاريخ في كل مكلم ، اسم له شهرته وشجاعته وبسالته ،اسم له من القصص والحكايات ، ما تتلهف لصداها الأسماع وترنوا لشذاها القلوب ، كان له الزعامة والقوة في قبيلته ((عنزة)) عمر طويلا ورزق بولدين من أشجع الفرسان كان يضرب بهما المثل في الشجاعة وكان يفتخر بهما في كل الوقعات
----------
ولكن الأيام دول ، انقلبت عليه ، حتى تنازل عن زعامته رغما عنه ، ومع هذا لم يسلم من المضايقات والمعاملة السيئة حتى أن الأمر وصل إلى أن لا ترد إبل الشيخ سعدون إلى البئر
قبل أن ترد أبل القبيلة كلها ، والأكثر مرارة من ذلك أنه لم يجد له نصيرا أو سندا
يدفع عنه ما لحق به من ضيم وظلم (في غياب ابنيه عنه )،وقد قال بعض الأبيات
التي تعبر عن ما يشعر به من قهر وضيم نورد منها مايلي :

الله من هم ٍ بكبدي سعرها = ودل يمل القلب مل الشواتي
وش خانة الدنيا سريع دورها = لو اقبلن سنينها مقفياتي
ومن عقب ماني مقفي عن نحرها = اليوم بين القبن هو والحذاتي
وأوجست من حر الليالي سعرها =وذكرت طيب أيامنا الفايتاتي
ونشدت وين اللي ينثر حمرها= وقمت أتذكر وين حروة شفاتي
اللي إلى جاء الخيل خبث كدرها = صوته ذعّار القرّح الصافناتي
عقاب السبايا كان جاها ذعرها = عوق العديم ومنبع الحايماتي
""""
""
وقد عزم على الرحيل عن قبيلته ولكن بعض أفراد القبيلة لاموه على فكرة الرحيل ، وطلبوا
منه البقاء ....فقال :-
قالوا تحورف قلت يالربع نجاع= وقالوا تقيم وقلت يالربع ماقيم
شبر من البيداء يعوضك الإفزاع= وسود الليالي يبعدنك عن الضيم
لياصار ماتوفي عميلك من الصاع = ماينقعد لك عند حصن النواهيم

وبعد أن فكر بالأمر وجد أنه بين أمرين أحلاهما مر ، فإما أن يكون لاجئا عند إحدى القبائل وهذا فيه نقص كبير في حقه ، أو أن يعيش وحيدا في فيافي نجد ، وفي هذا خطر عليه من الغزاة والصعاليك فقرر العودة إلى القبيلة مرغما لا بطل .....وقد كتب قصيدة يطلب فيها نجدة ابنه عقاب له
وأرسلها مع أحد الذين يعطفون عليه إلى ابنه عقاب في سوريا ، ومنها...
ياراكبٍ من عندنا فوق مهذاب = مامون قطاع الفيافي إلى نويت
اسلم وسلم لي على عقاب وحجاب = سلم على مضنون عيني إلى ألفيت
وبالحال خص عقاب فكاك الأنشاب= ينجيك كان انك عن الحق عديت
وياعقاب حدوني على غير ماطاب = وقالوا تورد من ورى الماء وتعديت
ومن عقب ماني سترهم عند الأجناب = وليا بلتهم قالةٍ ماتتقيت
عقب المعزة صرت ياعقاب مرعاب = والناس حيين وأنا عقبكم ميت
البيت مايبنى بلا عمد وأطناب = متى يجينا عقاب يبني لنا بيت
وبعد أن وصلت هذه القصيدة لأبنيه عقاب وحجاب غضب عقاب غضبا شديدا ، وثارت ثائرته وأمر أخيه حجاب وصديقة عيد بترك سوريا والتوجه فورا إلى نجد لنصرة أبيهما وقد رافقهم بعض الخدم
واستغرقت رحلتهم حوالي شهرا كاملا وقد باتو على مقربت ٍٍ من ديار قبية (ولد سلمان)
في مكان يسمى(الخيرا) وقد توجه عقاب عند طلوع الفجر إلى مضارب القبيلة وسأل عن بيت أبيه حتى وجده ، وقد كان أبوه نائما فقام عقاب وأمر الراعي بأن يورد الأبل ، ولكن الراعي قال له : إن إبلهم لا ترد حتى ترد إبل القبيلة كلها ، فأمره عقاب بأن يورد الإبل ولا يرد على من يسال ففعل الراعي
ذلك .وعندما وصل إلى البئر رآها من كان يحارب سعدون العواجي وهو الشيخ الذي أخذ منه زعامة القبيلة فأقبل على الراعي يهدده ويأمره بأن يعيد إبل سعدون حتى ترد إبل القبيلة . ولكن الراعي
لم يلتفت له فأنقض عليه ليضربه ، ولكنه تفأجا بأن هناك من يحول بينه وبين الراعي وقد تزايد خوفه عندما علم أن من يقف بينه وبين الراعي هو عقاب بن سعدون ، ومن شدة الخوف لم
يجد مكانا آمن من البئر ليرمي نفسه فيها وقد طلب منه عقاب الخروج ولكنه رفض إلا بشرط ، وهو أن يعفوا عنه عقاب ، ولكن عقاب أحال الأمر كله لوالده الذي عفى عنه إكراما وابتهاجا برؤيته لولديه وقام عقاب بإعادة والده إلى زعامة القبيلة التي بايعته بالزعامة من جديد ، فعاد سعدون العواجي بفضل الله ثم بفضل ابنه عقاب إلى ما كان عليه من مجد وعزة ورفعه

****
منقول بتصرف يسير مجلة ليلة خميس العدد 108
[line]

وعندما أراد الله القضاء عليهما ولا شك أن لله ما أعطا وله ما أخذ ففي يوم من الأيام أغاروا شمر بزعامة الشيخ : هايس القعيط وحدث بينهم قتال عنيف وانكسروا شمر وأدبروا واتبعهم عقاب وأخيه حجاب وعندما ابتعدوا عن قومهم فطن لهم القعيط وكر عليهما بقومه وقتلوهما جميعا فهنا حلت المصيبة على الشيخ سعدون العواجي بقفد أبني وقال عدة قصائد في رثائهما منها هذه القصيدة

ياونة ونيتها تسع ونات = مع تسع مع تسعين مع عشر الوفي
مع كثرهن بأقصى الحشاء مستكنات = عداد خلق الله كثير الوصوفي
ونة طريح طاح والخيل عجلات = كسرة حدا الساقين غاد سفوفي
على سيوف بالملاقى مهمات= سيفين أغلى ماغدا من سيوفي
وعلى محوص بالموارد قويات =اسقي بهن لو القبايل صفوفي
أحشم بحشمتهن ولو هن بعيدات = وأنام لو أن الضواري تحوفي
خليتني ياعقاب مابه مراوات= عيالك صغار والدهر به جنوفي
من عقبكم مانبكي الحي لومات = ولاني على الدنيا كثير الحسوفي
وياطول ماجريت بالصدر ونات = على فراق معطرين السيوفي
وياعقاب عقبك شفت بالوقت ميلات = وأوجست أنا من ضيم بقعا حفوفي
مرحوم يامشبع سباع مجيعات = وعز الله انه عقبكم زاد خوفي
الخيل تدري بك نهار المثارات = ياللي على كل الملا فيك نوفي
والخيل تقفي من فعولك معيفات = تاطا شخانيب الرضم ماتشوفي