موضوع قيم و أن شاء الله يحوز على الرضاء و هو مقدم لمعالي السفير الأثيوبي لدى المملكة محمد عبدالله سكر اللي كان له الفضل الأول بعد الله في توجيهه لي للسياحة في تلك البلاد
كانت لي أطلاعات على أهم معالم أفريقيا السياحية و كنت مغرماً في البحث عن ما هو صعب و خصوصاً إذا كان هذا الشيء خاص بتاريخ الإسلام و المسلمين ، و حين تعمقت في شخصية النجاشي كحاكم عادل سكن أفريقيا وخلد ذكراه واسمه أصحمة و أصحمة بالعربي : تعني عطية .
في جميع الكتب السياحية الموجودة هناك لا يوجد ذكر لذلك المكان لأنه يثبت أسلامية الملك العادل عليه رحمة الله فقررت أن أنشر ما يمكنني الله من معلومات و صور حتى يكون القارئ على بينه من الأماكن الإسلامية حول العالم.
ملك الحبشة . معدود في الصحابة رضي الله عنهم وكان ممن حسن إسلامه ولم يهاجر ، ولا له رؤية ، فهو تابعي من وجه ،وصاحب من وجه
يتكرر في السيرة اسم الحبشة وملك الحبشة والأحباش . والحبشة : اسم للأمة أطلق على أرضهم ، وتسمى دولتهم أثيوبيا ، وهي تضم أراضي إسلامية إلى جانب أرضيهم .و النجاشي لقب يطلق على كل ملك يرأس تلك المنطقة هناك كما يطلق على كسرى و قيصر عن الروم و غيرهم.
وأرض الحبشة : هضبة مرتفعة غرب اليمن بينهما البحر ، وعاصمتها أديس أبابا ، ولهم صلات قديمة مع العرب ، ولملكهم موقف يذكر ويشكر مع المسلمين الأوائل الذين هاجروا إليه فوجدوا في كنفه ملجأ وحسن جوار .
والحبشة نصارى ، غير أن الإسلام زحف على بلادهم من زمن بعيد فأسلمت أطرافها من كل اتجاه ، وبقيت الهضبة حول أديس أبابا متمسكة بشدة بالنصرانية ولا زال الإسلام يتكاثر في العاصمة نفسها ، والإسلام هناك ليس مفروضا بالقوة ، إنما هو ينتشر بالدعوة الفردية وبالاحتكاك والجوار . وقد تحولت أثيوبيا منذ سنوات إلى جمهورية وطرد النجاشي .
عموماً لنعود إلى الرحلة التي تعبت فيها فبعد تخطيط عدة أيام لكيفية الوصول إلى المسجد وجدت أنه يستغرق اليومين إذا كنت تسير الليل بالنهار و ثلاثة أيام إذا كنت تسير على مهل نظراً لتواضع الإمكانيات في الطرق ناهيك عن بعض الحوادث التي ستشاهدها في الطريق و إغلاق بعض الطرق من جراء المطر هذا فيما لو ذهبت بالسيارة إلى المدينة التي يقع فيها المسجد ، و أقرب مطار للمسجد يبعد عنه ما يقارب مسيرة الساعتين بالسيارة و أرجو أن لا تقيسوا المشي بالسيارة بطرقنا ولكن هذا المطار يبعد عن أديس أبابا 777 كم وفي ظني أنها تتجاوز ال 850 كلم في مدينة ( مقلي - Makale ) وهي عاصمة أقليم ( تيقراي ) مدينة الرئيس الأثيوبي مليس زيناوي.
لذا أنصح بأخذ رأي خبير قبل الذهاب إلى أي مكان في أثيوبيا بالرغم من أنه لا يوجد خبير لأني أتوقع أن أخبر إنسان في السياحة بأثيوبيا من العرب هو كبيان لأني درت أغلب الأماكن السياحية هناك لذا أنصح عندما تصل إلى أديس أبابا أن تتوجه إلى المكاتب السياحية و تتعرف على أهم البرامج السياحية لديهم و تتعرف على أسعارهم مع العلم من أنني لا أتعامل معهم أبداً كوني لي معارف في كل المدن التي أذهب إليها و بذلك لا أعرف متى أنتهي و هذا ما يساعدني على أخذ المعلومات كاملة عن أي معلم سياحي للمدن التي أزورها .
لمن أراد الذهاب إلى المسجد مباشرة من أديس أبابا عليه أن يسلك الطريق القديمة أو المسار التاريخي حيث عرف هذا الطريق على مر أزمان قبل أن تطاله عجلة التطور من تعديل لبعض خطوطه نظراً لوعورة بعض المناطق للسيارات ناهيك عن مروره بطرق وعرة لا تستطيع السرعة و أنت تسلك تلك الطرق كون تلك المناطق ممطرة طوال العام ولوجود الحيوانات المفترسة ليلاً كالضباع و التي كان لي مواجهة معها في أحد المرات وكنت و حيداً في أطراف أحد المدن لذا أحذر من الممشى ليلاً لكي لا تتعطل سياراتك لا سمح الله إلا إذا كنتم مجموعة و لتعرف بأن الممشى ليلاً سيفوت عليك الكثير الكثير من المناظر الطبيعية التي هي سر جمال تلك البلدان،،،
بالنسبة لي كنت قد عقدت العزم على الذهاب إلى زيارة مسجد النجاشي و لكن بعد أن أنتهي من عدة زيارات لبعض الآثار هناك ناهيك عن أني قد عقدت العزم على الذهاب إلى أناس على الحدود السودانية لأقضي العيد معهم ومن هناك أنطلق إلى زيارة إلى منبع نهر النيل وهي الزيارة الثانية لي إلى ذلك المكان ومن ثم أنطلق إلى عدة أماكن تاريخية و قلاع لها تاريخ يجسد الحضارة الأثيوبية و ما يبعث في النفس الطمأنينة لهذا الدين هو كثرة الكنائس الأثرية و لكنها تكاد تكون خاوية لكثرة المسلمين و هذا دليل على أن هذه المناطق قد هداهم الله إلى الإسلام بعد أن كانوا في ظلال و بعد مسيرة خمسة أيام متنقلاً من الحدود السودانية إلى الحدود الأرتيرية لوجود الطريق الذي يربط الشمال الشرقي بالشمال الغربي بطريق ترابي عبارة عن سلسلة جبال مرتفعة تصعد قمة هذا الجبل و تنزل منه لتواجه الصعود من جديد بطرق ترابية غير معبدة بالرغم من تواجد الشركات الصينية و التي تعمل على قدم و ساق لتعبيد أو شق الطرق هناك و مواساتها فلا تعجب أن سرت مدة 12 ساعة متواصلة من قبل طلوع الشمس بقليل حتى زوالها لم تقطع سوى 150 كلم متر ،،،
الصينيون وهم يعملون في الطريق
كانت أقرب مدينة إلى النجاشي قد بت بها هي مدينة ( أكسوم – Axum ) وهي تبعد مسافة 4 ساعات أو تزيد كون الطريق وعر بعض الشيءو توقفنا لشراء العسل التي تشتهر به المنطقة إلا وهو العسل الأبيض من المناحل نفسها و بأسعار زهيدة وكما هو العسل الأسود و العسل العادي و الذي اشتريت منه
مكان شراء العسل عن طريق صاحب البقالة
من المناطق التي تشتهر بها في أرجاء الشمال الإثيوبي ، وقبل وصولنا إلى المدينة كنا 4 أشخاص سعودي و ثلاثة إثيوبيين منهم السائق و صاحبي محمد و الذي تعرفت عليه في أول زيارة لي إلى إثيوبيا عن طريق الشباب في السفارة و شخص رابع صديق لمحمد ذي الديانة المسيحية و كنا جميعاً لا نعرف الطريق إلى المسجد فبعض الأقاويل تقول أننا سنسلك طريق معبد لمدة أقل من ساعة و بعد ذلك سيأتي لنا منعطف لليمين نسير معه 70 كلم طريق بري حتى نصل إلى المسجد ثم وردتنا معلومة بأننا بعد الانعطاف سنسير 7 كيلو متر حتى نصل إلى المسجد و بينما نحن في الطريق و مروري بعدة قلاع بدأت أرسم صورة للمسجد و ضخامته و حجارته و بدأت أسترجع ذكريات صاحب رسول الله و كيف كان يعيش في هذه المنطقة و معه صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و كلنا يعرف القصة التي بدأت منها الهجرة إلى الحبشة ،،،
نموذج من أفضل الطرق التي نسلكها