راع الكحيلة
01/08/2003, 07:03 PM
الحمدلله إن من نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى , هي نعمة الأمن وانقضاء عهود الجاهلية المتمثلة في غزو القبائل لبعضها بحجة الكسب واعتقادهم انّ هذا من دلائل الشجاعة , وقد كانوا فعلا يتميزون بالشجاعة وقوة التحمل ولكن للأسف في معظمها لم تكن في الوجهة الصحيحة .
وقد لبّس ابليس على بعضهم أن الشهامة والمراجل لا تكتمل إلا بسلب ما يملكه الغير من الإبل والحلال حتى اصبحت عقيدة في نظرهم إلا من رحم ربي. فأصبحوا يأنفون من حياة الحاضرة لأن أهلها لا يمتازون بهذه الصفات أي الغزو والكسب.
وسوف اسوق لكم هذه القصة التي تدل على تشبع هذه الأفكار حتى في النساء.
ولا مانع من ذكر هذه القصص مالم يكن هناك إثارة للنعرات والفتن
والقصد من هذه القصص هو معرفة حال وطبيعة أهل البادية في ذلك الوقت والتمتع في تذوق أشعارهم البليغة والمفرطة في جمال الوصف .
إليكم القصة:
تزوجت شاعرة من بني لام ابن عمها وكان أميرا على قومه ويقال له (ابن عروج) وكان كثير الغزو حتى بان ذلك في ذلوله التي انهكها بكثر المغازي , وقدر الله أن يقتل بن عروج في إحدى غزواته.
ثم وبعد فترة تزوجت الشاعرة إبن عم زوجها وكان فيه شبه من زوجها ولكنه لم يكن مثله صاحب مغازي , وكما بدى الانهاك والهزال على ذلول بن عروج فقد بدى الامتلاء بالشحم في عهد ابن عمه وذلك بسبب عدم إستخدامها في المغازي.
فلما رأت زوجته هذه الحال تذكرت زوجها السابق بن عروج وأنشدت:
لا وابن عمي كلما جيت ابا انساه=إلي تذكرني مع الذود حايل
لا وابن عمي تطرب الهجن لغناه=من كثر ما توحيه صبح وقوايل
لا وابن عمي كل عذرا تمناه =عليه ترفات الصبايا غلايل
لا وا بن عمي تنثر السمن يمناه =على صحون كنهن النثايل
ينلاع قلبي كل ما اوحيت طرياه =كما يلوع الطير شبك الحبايل
اخذت أخوه ابغي عوض ذاك من ذاه =البيت واحد من كبار الحمايل
الزول زوله والحلايا حلاياه =والفعل ما هو فعل واف الخصايل
ولما وصل ذلك إلى مسامع زوجها غضب من ذلك فذهب في يوم غازيا وطالت غيبته حتى كادت أن تهلك الذلول التي كانت ممتلئة بالشحم سابقا , ولما عاد إلى الحي جثمت ذلوله من التعب والاعياء فتركها وذهب إلى زوجته وطلب من زوجته إحضار ذلوله فلما ذهبت إليها وجدتها قد تغيرت عما كانت عليه واصبحت هزيلة, فأعجبها ذلك وأخذت تمتدح زوجها الحالي وتقول:
ثوّر من العارض إركيب يهيفي =يتلون بن عروج مقدم (بني لام)
زهابهم حب القرايا النظيفي =وسلاحهم صنع الفرنجي والاروام ــــ(الروم)
يا ما انقطع في ساقته من عسيفي =ومن فاطر تسبق على الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي =قامت تضولع مثل مرهوص الاقدام
وسلامتكم
وارجو ان تحوز على اعجابكم
وقد لبّس ابليس على بعضهم أن الشهامة والمراجل لا تكتمل إلا بسلب ما يملكه الغير من الإبل والحلال حتى اصبحت عقيدة في نظرهم إلا من رحم ربي. فأصبحوا يأنفون من حياة الحاضرة لأن أهلها لا يمتازون بهذه الصفات أي الغزو والكسب.
وسوف اسوق لكم هذه القصة التي تدل على تشبع هذه الأفكار حتى في النساء.
ولا مانع من ذكر هذه القصص مالم يكن هناك إثارة للنعرات والفتن
والقصد من هذه القصص هو معرفة حال وطبيعة أهل البادية في ذلك الوقت والتمتع في تذوق أشعارهم البليغة والمفرطة في جمال الوصف .
إليكم القصة:
تزوجت شاعرة من بني لام ابن عمها وكان أميرا على قومه ويقال له (ابن عروج) وكان كثير الغزو حتى بان ذلك في ذلوله التي انهكها بكثر المغازي , وقدر الله أن يقتل بن عروج في إحدى غزواته.
ثم وبعد فترة تزوجت الشاعرة إبن عم زوجها وكان فيه شبه من زوجها ولكنه لم يكن مثله صاحب مغازي , وكما بدى الانهاك والهزال على ذلول بن عروج فقد بدى الامتلاء بالشحم في عهد ابن عمه وذلك بسبب عدم إستخدامها في المغازي.
فلما رأت زوجته هذه الحال تذكرت زوجها السابق بن عروج وأنشدت:
لا وابن عمي كلما جيت ابا انساه=إلي تذكرني مع الذود حايل
لا وابن عمي تطرب الهجن لغناه=من كثر ما توحيه صبح وقوايل
لا وابن عمي كل عذرا تمناه =عليه ترفات الصبايا غلايل
لا وا بن عمي تنثر السمن يمناه =على صحون كنهن النثايل
ينلاع قلبي كل ما اوحيت طرياه =كما يلوع الطير شبك الحبايل
اخذت أخوه ابغي عوض ذاك من ذاه =البيت واحد من كبار الحمايل
الزول زوله والحلايا حلاياه =والفعل ما هو فعل واف الخصايل
ولما وصل ذلك إلى مسامع زوجها غضب من ذلك فذهب في يوم غازيا وطالت غيبته حتى كادت أن تهلك الذلول التي كانت ممتلئة بالشحم سابقا , ولما عاد إلى الحي جثمت ذلوله من التعب والاعياء فتركها وذهب إلى زوجته وطلب من زوجته إحضار ذلوله فلما ذهبت إليها وجدتها قد تغيرت عما كانت عليه واصبحت هزيلة, فأعجبها ذلك وأخذت تمتدح زوجها الحالي وتقول:
ثوّر من العارض إركيب يهيفي =يتلون بن عروج مقدم (بني لام)
زهابهم حب القرايا النظيفي =وسلاحهم صنع الفرنجي والاروام ــــ(الروم)
يا ما انقطع في ساقته من عسيفي =ومن فاطر تسبق على الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي =قامت تضولع مثل مرهوص الاقدام
وسلامتكم
وارجو ان تحوز على اعجابكم