مشاهدة النسخة كاملة : (( المسافة بين الشرع والحساب الفلكي )) أسئلة بريئة وأجوبة جريئة ؟
أمطار الوسمي
05/09/2007, 02:15 AM
أما الأول : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « صوموا لرؤيته وأفطروا لؤيته ، فإن غُم عليكم فأقدروا له ثلاثين »، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: « لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ».
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: « إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً ».
أتمنى من أخينا لحظة انتظار أو صوت الحق شرح هذه الأحاديث شرحا يجمع بين الأصالة والمعاصرة ؟
لحظة إنتظار
05/09/2007, 12:24 PM
أخي الكريم أمطار الوسمي الكل منا يعلم بأن هذه الأحاديث تدل على دخول الشهر بالرؤية البصرية ,و لا خلاف بيننا في ذلك ,بينما حقيقة الخلاف بين القولين هو كالتالي :
1- أنت أخي الكريم تقول بأن دخول الشهر يثبت بالرؤية البصرية فقط حتى لو خالفت الحساب الفلكي ,و الحساب الفلكي عندك ظني الدلالة و ليس قطعي .
2- بينما أنا أعتقد بأن دخول الشهر يثبت بالرؤية البصرية التي لا تنافي الحساب الفلكي القطعي ,و الحساب الفلكي عندي قطعي الدلالة و ليس ظنيا كما تعتقدون .
و قولك هذا قد يقوله أو يؤيدك عليه مجموعة من العلماء الشرعيين أيضا .
و قولي كذلك يقوله و يؤيده مجموعة من العلماء الشرعيين في طول البلاد الإسلامية و عرضها .
إذن نقطة الإختلاف الأساسية يا أمطار الوسمي هي القول عندك بظنية الحساب الفلكي و عندي بقطعية الحساب الفلكي ,و لكنك للأسف لا تملك الأدلة على ما تدعيه من عدم القطع بصحة الحسابات الفلكية ,بينما أنا و فلكيي العالم تقريبا يملكون الأدلة القوية و الواضحة التي تثبت قطعية الحسابات الفلكية و صحتها ,و حتى أنت و من رأى رأيك تستعملون هذه الحسابات الدقيقة دون أن تشعرون و تعتمدون عليها دون أن تحسون,تارة في الصلاة و تارة في الصيام و تارة في الحج و تارة في مواعيد الخسوف و الكسوف ,و ترونها دقيقة لا شك في ذلك عندكم .
سهيل1
05/09/2007, 01:39 PM
يا إخوان ديننا دين يسر ونحن مأمورون بالرؤية ...( البصرية ) فقط ... وليس بالحساب ( هكذا نتعبد الله بالصيام والفطر )
ومسألة اختلاف الناس بالرؤية هذه ليست وليد اللحظة وإنما حدثت في العصور المفضلة .. فاختلف أهل العراق عن أهل الحجاز بيوم ( وفي كل صحابة )
ومثله هلال ذي الحجة ... لو أن أهل الموقف اعتبروا وقوفهم يوم عرفه ( ولو أن الرؤية .. مخالفة لمنطقة أخرى ) لكان المعتبر أهل الموقف ... كذلك هلال رمضان ( ابن تيمية ذكر كلاما قريبا من هذا ) .
وإني والله أعجب من الذين يقدمون الحسابات الفلكية ويؤخرون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (( صوموا لرؤيته ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطرون )) .. أي اجتماع الناس على بدء الصوم ..هو بداية الشهر.. ونهايته يوم اجتماعهم على الفطر ( هكذا قال شرّاح الحديث )
اكثر التقاويم الآن تعتمد على حساب المعهد الفلكي البريطاني .... ولا بد أن يعلم الجميع أن به خطأ عظيما .. حيث يعتبر يوم عرفة 9 ذي الحجة سنة 10 هـ ( حجة الوداع ) يوم السبت والمتواتر لدينا أنه يوم الجمعة ...
قبل العام الماضي قالوا يستحيل رؤية الهلال هكذا أكد علماء الفلك وكلام طويل في الجرايد.. ثم ماذا حدث ... تمت رؤيته وتصويره بالفيديو .. في الليلة التي قالوا يستحيل رؤيته ...(( وقدمت حلقة كاملة في قناة المجد ))
باختصار الصيام عبادة متعلقة بالرؤية البصرية
(( وإن خالفت الحسابات الفلكية )) المفروض أن نقول ((وإن الحسابات الفلكية خالفتها))
فلماذا بعض الناس يثير ضجة لتشكيك الناس بعبادة عظيمة لماذا لماذا لماذا ؟
من أفضل ما قيل فى هذه القضية مقال كتبه العلامة المستشار عبد المقصود شلتوت – حفظه الله
هنيـــــــــــــــــا :
http://saaid.net/mktarat/ramadan/3.htm (http://saaid.net/mktarat/ramadan/3.htm)
.
لحظة إنتظار
05/09/2007, 01:53 PM
يا إخوان ديننا دين يسر ونحن مأمورون بالرؤية ...( البصرية ) فقط ... وليس بالحساب ( هكذا نتعبد الله بالصيام والفطر )
ومسألة اختلاف الناس بالرؤية هذه ليست وليد اللحظة وإنما حدثت في العصور المفضلة .. فاختلف أهل العراق عن أهل الحجاز بيوم ( وفي كل صحابة )
ومثله هلال ذي الحجة ... لو أن أهل الموقف اعتبروا وقوفهم يوم عرفه ( ولو أن الرؤية .. مخالفة لمنطقة أخرى ) لكان المعتبر أهل الموقف ... كذلك هلال رمضان ( ابن تيمية ذكر كلاما قريبا من هذا ) .
وإني والله أعجب من الذين يقدمون الحسابات الفلكية ويؤخرون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (( صوموا لرؤيته ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطرون )) .. أي اجتماع الناس على بدء الصوم ..هو بداية الشهر.. ونهايته يوم اجتماعهم على الفطر ( هكذا قال شرّاح الحديث )
اكثر التقاويم الآن تعتمد على حساب المعهد الفلكي البريطاني .... ولا بد أن يعلم الجميع أن به خطأ عظيما .. حيث يعتبر يوم عرفة 9 ذي الحجة سنة 10 هـ ( حجة الوداع ) يوم السبت والمتواتر لدينا أنه يوم الجمعة ...
قبل العام الماضي قالوا يستحيل رؤية الهلال هكذا أكد علماء الفلك وكلام طويل في الجرايد.. ثم ماذا حدث ... تمت رؤيته وتصويره بالفيديو .. في الليلة التي قالوا يستحيل رؤيته ...(( وقدمت حلقة كاملة في قناة المجد ))
باختصار الصيام عبادة متعلقة بالرؤية البصرية
(( وإن خالفت الحسابات الفلكية )) المفروض أن نقول ((وإن الحسابات الفلكية خالفتها))
فلماذا بعض الناس يثير ضجة لتشكيك الناس بعبادة عظيمة لماذا لماذا لماذا ؟
من أفضل ما قيل فى هذه القضية مقال كتبه العلامة المستشار عبد المقصود شلتوت – حفظه الله
هنيـــــــــــــــــا :
http://saaid.net/mktarat/ramadan/3.htm (http://saaid.net/mktarat/ramadan/3.htm)
.
ما هذا الكلام الغريب يا سهيل ؟!
من الذي قدم الحسابات الفلكية على قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ و هل يفعل ذلك مسلم يؤمن بالله و اليوم و الآخر ؟
و ما هذا الكلام الذي لم أفهم منه شيئا (
اكثر التقاويم الآن تعتمد على حساب المعهد الفلكي البريطاني .... ولا بد أن يعلم الجميع أن به خطأ عظيما .. حيث يعتبر يوم عرفة 9 ذي الحجة سنة 10 هـ ( حجة الوداع ) يوم السبت والمتواتر لدينا أنه يوم الجمعة ... )
هههههه ,لقد أضحكتني أخي سهيل ,بهذا الخبر الذي أول مرة في حياتي أسمع به (
قبل العام الماضي قالوا يستحيل رؤية الهلال هكذا أكد علماء الفلك وكلام طويل في الجرايد.. ثم ماذا حدث ... تمت رؤيته وتصويره بالفيديو .. في الليلة التي قالوا يستحيل رؤيته ...(( وقدمت حلقة كاملة في قناة المجد ))
أرجو أن يكون كلامك بدليل و برهان و ليس كلاما من هنا و هناك ,لا ندري له مصدر ..
abu slaymaan
05/09/2007, 05:31 PM
أقوال العلماء
في اعتبار كلام علماء النجوم والحساب في إثبات الأهلة
1 - اتفق الفقهاء على أنه لا يعتبر في ابتداء الشهر القمري مجرد ولادة القمر بمفارقته للشمس نهارا أو ليلا , وإنما يعتبر في ابتدائه غروب الشمس إذا رئي بعد غروبها بالفعل على رأي الجمهور, أو أمكنت رؤيته لولا المانع عند بعض الفقهاء؛ خلافا للمنجمين والحساب, حيث اعتبروا ولادته ليلا أو نهارا ابتداء للشهر, وقال بعض المعاصرين: أول الشهر الحقيقي الليلة التي يغيب فيها الهلال بعد غروب الشمس ولو بلحظة واحدة, فيجب إثبات الأهلة عنده بالحساب في كل الأحوال إلا لمن استعصى عليه العلم به.
2 - ذهب جمهور فقهاء الأمصار بالحجاز والعراق والشام والمغرب منهم : مالك , والثوري , والشافعي , والأوزاعي , وأبو حنيفة , وأحمد , وعامة أهل الحديث ـ إلى اعتبار رؤية الهلال بالشهور القمرية ابتداء أو انتهاء في الصحو أو كمال العدة ثلاثين يوما, فإن حال دون رؤيته سحاب وجب إكمال العدة ثلاثين أيضا, إلا في رواية عن أحمد بجعل شعبان تسعة وعشرين يوما, واعتبار ليلة الثلاثين منه أول رمضان؛ احتياطا للصوم, وبه قال جماعة من الصحابة والتابعين.
ومنشأ الخلاف بينهم في ذلك : احتياطهم في الغيم خاصة للصيام واختلافهم في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الصوم (1801),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2121),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). فإن غم عليكم فاقدروا له , ففسره الجمهور بما ورد في الرواية الأخرى من قوله صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري الصوم (1808). فأكملوا العدة ثلاثين , وقال أحمد : معناه : فضيقوا ؛ أخذا من قوله تعالى : سورة الأنبياء الآية 87 وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ومن قوله تعالى : سورة الطلاق الآية 7 وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ فيقدر وجود الهلال وراء السحاب , وبذلك يعتبر شعبان ثلاثين يوما, ولم ير هؤلاء جميعا الاعتماد في ثبوت الشهور القمرية على علم النجوم والحساب , وألغوا قولهم بالكلية , فلو قال المنجمون والحساب: إن الهلال لا تمكن رؤيته, أو رئي قبل طلوع شمس اليوم التاسع والعشرين, أو غاب ليلة الثالث من تاريخ الرؤية قبل دخول وقت العشاء ـ لم يعول على قولهم في ذلك, ولا يعتد به معارضا لما ثبت بالرؤية.
وذهب مطرف بن عبد الله بن الشخير وابن قتيبة وأبو العباس بن سريج والقفال والقاضي أبو الطيب ومحمد بن مقاتل الرازي والقشيري والسبكي ـ إلى اعتبار قول علماء النجوم والحساب في جواز الصوم أو وجوبه على خلاف بينهم إذا كان هناك غيم أو نحوه ليلة الثلاثين, وعلم بالحساب تأخر الهلال عن الشمس عند غروبها مقدارا تمكن معه رؤيته لولا المانع .
ثم اختلفوا : هل يجوز لمن علم ذلك فقط بالحساب أن يصوم أو يجوز له ولمن صدقه وقلده, أو يجب عليه وحده الصوم, أو يجب عليه وعلى من قلده؟ إلى غير هذا من الخلاف في فروع المسألة.
وقالوا : معنى قوله صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الصوم (1801),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2121),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). فاقدروا له قدروا له منازل القمر وسيره, أوسير الكواكب؛ لتعرفوا وجوده أو عدمه, وإمكان رؤيته لولا المانع أو عدم إمكان رؤيته. قال النووي في [ المجموع ] ـ بعد أن ذكر خلاف العلماء في اعتبار الحساب وإثبات الأهلة وعدم اعتباره وجواز الصوم بذلك أو وجوبه أو منعه, وما يترتب على ذلك من إجزاء صوم من صام بالحساب عن الفريضة وعدم إجزائه ـ ما نصه :
( فحصل في المسألة خمسة أوجه:
أصحها: لا يلزم المنجم ولا الحاسب ولا غيرهما بذلك, لكن يجوز لهما دون غيرهما, ولا يجزئهما عن فرضهما.
والثاني : يجوز لهما ويجزئهما.
والثالث : يجوز للحاسب , ولا يجوز للمنجم.
والرابع: يجوز لهما ولغيرهما تقليدهما.
والخامس: يجوز لهما ولغيرهما تقليد الحاسب دون المنجم ) ا هـ .
وليس يعنينا هنا ما ترتب على أصل الخلاف من تفريغ إجزاء صوم من صام عن فريضته أو عدم إجزائه عنها وإنما يعنينا هنا أصل الخلاف في اعتبار الحساب في إثبات الأهلة وعدم اعتباره, وأدلة كل قول, ثم بالتفريع والتطبيق يعرف حكم الجزيئات والفروع؛ لذا اكتفينا بذكر أصل الخلاف
أدلة الأقوال ومناقشتها
أولا: أدلة من يقول بإثبات الشهور القمرية برؤية الهلال فقط :
أ - استدل الجمهور بأحاديث إثبات الهلال بالرؤية, ففيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصوم للرؤية والإفطار لها في قوله : صحيح البخاري الصوم (1810),صحيح مسلم الصيام (1081),سنن الترمذي الصوم (684),سنن النسائي الصيام (2117),سنن ابن ماجه الصيام (1655),مسند أحمد بن حنبل (2/497),سنن الدارمي الصوم (1685). صوموا لرؤيته, وأفطروا
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 14)
لرؤيته , ونهى عن كل منهما عند عدمها في قوله: صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2122),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). لا تصوموا حتى تروه, ولا تفطروا حتى تروه , وأمرهم إذا كان غيم أو نحوه ليلة الثلاثين أن يكملوا العدة ثلاثين, ولم يأمرهم بالحساب, ولا بالرجوع إلى الحساب، بل حصر بطريق النفي والإثبات الشهر بالرؤية, فدل على أنه لا اعتبار شرعا لما سواها في إثبات الأهلة, وهذا تشريع من الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عام للحاضر والباد, أبدا إلى يوم القيامة, ولو كان هناك أصل آخر للتوقيت لأوضحه لعباده؛ رحمة بهم, وما كان ربك نسيا.
واعترض عليه : بأن تعليق الحكم بثبوت رمضان والخروج منه بالرؤية معلل بوصف الأمة بأنها أمة أمية لا تحسب ولا تكتب, وقد زال عنها وصف الأمية بكثرة علماء النجوم وحساب منازل القمر, فيزول تعليق الحكم بالرؤية أو بخصوص الرؤية, ويعتبر الحساب وحده أصلا أو يعتبر أصلا آخر؛ لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
وأجيب أولا : بأن وصف الأمة بأنها أمية لا يزال قائما اليوم بالنسبة لعلم النجوم ومنازل القمر في الأغلب والكثير منها, كما كان قائما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والقرون الأولى في الأغلب منها بالنسبة لعلم النجوم ومنازل القمر, فقد كان العلم بذلك معروفا عند العرب, لكن العارفون به قلة, كما أن العارفين به اليوم قلة بالنسبة لغيرهم, ومع ذلك لم يعتبره النبي صلى الله عليه وسلم, فيجب أن يكون أمر المسلمين اليوم في هذا الحكم على ما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وأجيب ثانيا : بأن الرؤية أمر عام؛ لتيسرها لسواد الأمة ومعظمها, فكان تعليق حكم صوم الشهر والإفطار منه بها أيسر للأمة, وأوفق بمقاصد
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 15)
الشريعة, فإنها الحنيفية السمحة, بخلاف ما لو علق الحكم بالحساب, والعلماء به قليل بالنسبة لسواد الأمة, فإنه يلزمهم ما لا يخفى من الحرج الذي يتنافى مع مقاصد الشريعة.
واعترض عليها أيضا : بأن لفظ الرؤية وإن كان خاصا حسب ظاهره بما يكون بالبصر فإن معناه عام, إذا القصد العلم أو غلبة الظن بوجود الهلال مفارقا للشمس بعد اجتماعه بها وتأخره عنها بعد الغروب أو بوجوده مع إمكان رؤيته, لا خصوص الرؤية بالبصر, فإن الرؤية اعتبرت لكونها وسيلة للعلم أو غلبة الظن, وهذا لا يمنع من أن تكون هناك وسيلة أخرى في معناها يعرف بها وجود الهلال فقط, أو وجوده مع إمكان رؤيته, فإذا وجدت اعتبرت, وقد تحقق هذا في علم النجوم ومنازل القمر.
ويمكن أن يجاب : بأن الرؤية في الحديث بصرية؛ لتعديها لمفعول واحد, ولأن الصحابة فهموا ذلك, وجرى عليه العمل في عهدهم, ولو كان معنى الرؤية أوسع من لفظها لكان الصحابة أفهم له منا, ولرجعوا عند الحاجة إلى الحساب؛ لوجودهم بين أظهرهم, وإن كانوا قلة.
قال ابن بزيزة : نهت الشريعة عن الخوض في علوم النجوم؛ لأنها حدس وتخمين ليس فيها قطع, ولا ظن غالب, مع أنها لو ارتبط الأمر بها لضاق الأمر, إذ لا يعرفها إلا القليل.
وقال ابن بطال وغيره: معنى الحديث: إننا لم نكلف في تعريف مواقيت صومنا ولا عبادتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة, إنما ربطت عبادتنا بأعلام واضحة, وأمور ظاهرة, يستوي في معرفة ذلك الحساب وغيرهم.
2 - واستدلوا أيضا : بقوله تعالى سورة البقرة الآية 189 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 16)
قال ابن تيمية رحمه الله : فجعل الله تعالى الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة في الشرع ابتداء أو سببا من العبادة, وللأحكام التي تثبت بشروط العبد, فما ثبت من المؤقتات بشرع أو شرط فالهلال ميقات له, وهذا يدخل فيه الصيام والحج ومدة الإيلاء والعدة وصوم الكفارة, وخص الحج بالذكر؛ تمييزا له, ولأن الحج تشهده الملائكة وغيرهم, ولأنه يكون في آخر شهور الحول, فيكون علما على الحول, كما كان الهلال علما على الشهر, ولهذا يسمون الحول حجة. ا هـ . بتصرف.
لكن توجيه الاستدلال بالآية مجمل؛ ولذلك يمكن للمخالف أن يقول: الأهلة مواقيت للناس والحج عن طريق معرفة وجود الهلال بحساب النجوم ومنازل القمر, كما يحتمل أن تكون مواقيت عن طريق رؤية الهلال بالبصر, ومع الاحتمال لا يتم الاستدلال, وإذا لا بد من الرجوع في الاستدلال بالآية إلى الأحاديث التي أوضحت أن ثبوت الشهر القمري إنما هو برؤية الهلال وألغت اعتبار ما سواه, كما تقدم في الدليل الأول.
3 - واستدلوا أيضا : بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بإكمال العدة ثلاثين, إذا كان غيم أو نحوه مما يمنع عادة من رؤية الهلال, ولم يأمرهم بالحساب ولا بالرجوع إلى الحساب, ولو كان علم النجوم أو حساب سير القمر معتبرا شرعا وأصلا يرجع إليه ـ لعرفهم به, وأرشدهم إليه, إذ لا يجوز تأخير
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 17)
البيان عن وقت الحاجة.
واعترض عليه : بأن في الحديث أمرا بالرجوع إلى الحساب إذا كان غيم ليلة الثلاثين , فإن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري الصوم (1801),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2121),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). فإن غم عليكم فاقدروا له : فإن حال دون الهلال سحاب أو نحوه فاقدروا منازل القمر وسير الكواكب, واعرفوا لحساب ذلك مفارقته الشمس بعد اجتماعه بها, وتأخره عنها بعد غروبها هذه الليلة.
وأجيب أولا : بأن تفسير هذه الرواية بما ورد في الرواية الأخرى من قوله صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الصوم (1808). فأكملوا العدة الثلاثين يرد تفسيره بما ذكره المعترض.
وثانيا : بأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم وخطابه للأمة يحمل على معهود العرب في كلامهم وخطابهم, ولم يعهد من الصحابة الرجوع إلى الحساب, ولا كان من عادتهم ذلك, فحمل كلامه على الأمر بتقدير سير الكواكب أو القمر بعيد عما ألف لديهم, وعما جرى به العمل عندهم.
4 - واستدلوا أيضا : بقوله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري الصوم (1814),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2140),سنن أبو داود الصوم (2319),مسند أحمد بن حنبل (2/43). إنا أمة أمية, لا نكتب ولا نحسب ... الحديث.
قالوا : فلو جعل علم النجوم وحساب سير القمر ومعرفة منازله أصلا, يرجع إليه في بدء شهر الصوم ونهايته, وبدء شهر الحج ـ لكان فيه حرج ومشقة, والشريعة الإسلامية شريعة سمحة بنيت على التيسير ورفع الحرج, فلا تعلق أحكامها بما يشق على المسلمين معرفته؛ كعلم النجوم والحساب.
واعترض عليه بما تقدم في الاعتراض على الدليل الأول : من أن وصف الأمية قد زال؛ لكثرة علماء النجوم, وحساب منازل القمر, والحكم يدور
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 18)
مع علته وجودا وعدما, فوجب اعتبار علم النجوم والحساب فقط, أو اعتباره أصلا آخر في معرفة الشهور والسنين القمرية.
وأجيب عنه بما تقدم : قال ابن تيمية بعد أن ذكر أحاديث الاعتماد على الرؤية فقط في إثبات الشهور القمرية: ( فهذه الأحاديث المستفيضة المتلقاة بالقبول دلت على أمور:
أحدها : أن قوله: صحيح البخاري الصوم (1814),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2140),سنن أبو داود الصوم (2319),مسند أحمد بن حنبل (2/43). إنا أمة أمية, لا نكتب ولا نحسب هو خبر تضمن نهيا, فإنه أخبر أن الأمة التي اتبعته هي الأمة الوسط, أمية لا تكتب ولا تحسب, فمن كتب أو حسب لم يكن من هذه الأمة في هذا الحكم, بل يكون قد اتبع غير سبيل المؤمنين الذين هم هذه الأمة, فيكون قد فعل ما ليس من دينها, والخروج عنها محرم منهي عنه, فيكون الكتاب والحساب المذكوران محرمين منهيا عنهما, وهذا كقوله صحيح البخاري الإيمان (10),صحيح مسلم الإيمان (40),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4996),سنن أبو داود الجهاد (2481),مسند أحمد بن حنبل (2/192),سنن الدارمي الرقاق (2716). المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده أي : هذه صفة المسلم, فمن خرج عنها خرج عن الإسلام , ومن خرج عن بعضها خرج عن الإسلام في ذلك البعض ) انظر [ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ] ( 25/164, 165 ) .
ثم رد احتمال أن تكون هذه الجملة خبرا أريد به الإنشاء مجازا, وأن تكون خبرا محضا, واختار أن تكون خبرا حقيقة استلزم نهيا عن الاعتماد على كتابة الجداول وعلى حساب سير الكواكب؛ لمعرفة مواقيت العبادات ونحوها, وبين متى تكون الأمية محمودة ومتى تكون مذمومة.
ثم قال : ( إذا تبين هذا فكتاب أيام الشهر وحسابه من هذا الباب , كما
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 19)
قدمناه, فإن من كتب مسير الشمس والقمر بحروف ( أبجد) ونحوها, وحسب كم مضى من مسيرها, ومتى يلتقيان ليلة الاستسرار, ومتى يتقابلان ليلة الإبدار ونحو ذلك, فليس في هذا الكتاب والحساب من الفائدة إلا ضبط المواقيت التي يحتاج إليها الناس في تحديد الحوادث والأعمال، ونحو ذلك، كما فعل ذلك غيرنا من الأمم، فضبطوا مواقيتهم بالكتاب والحساب - كما يفعلونه بالجداول، أو بحروف الجمل، وكما يحسبون مسير الشمس والقمر، ويعدلون ذلك ويقومونه بالسير الأوسط، حتى يتبين لهم وقت الاستسرار والإبدار، وغير ذلك، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنا أيتها الأمة الأمية لا نكتب هذا الكتاب، ولا نحسب هذا الحساب، فعاد كلامه إلى نفي الحساب والكتاب فيما يتعلق بأيام الشهر الذي يستدل به على استسرار الهلال وطلوعه.
وقد قدمنا فيما تقدم: أن النفي وإن كان على إطلاقه يكون عاما، فإذا كان في سياق الكلام ما يبين المقصود علم به المقصود أخاص هو أم عام؟ فلما قرن ذلك بقوله: "الشهر ثلاثون" و"الشهر تسعة وعشرون" بين أن المراد به: أنا لا نحتاج في أمر الهلال إلى كتاب ولا حساب، إذ هو تارة كذلك، وتارة كذلك، والفارق بينهما هو الرؤية فقط، ليس بينهما فرق آخر من كتاب ولا حساب كما سنبينه، فإن أرباب الكتاب والحساب لا يقدرون على أن يضبطوا الرؤية بضبط مستمر، وإنما يقربون ذلك، فيصيبون تارة، ويخطئون أخرى ) [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية] (25/ 173، 174). .
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 20)
5 - واستدلوا أيضا : بإجماع الأمة قبل وجود المخالفين على اعتبار الرؤية في إثبات الشهور دون الحساب، فلم يعرف أن أحدا منهم رجع إليه في ذلك عند الغيم ونحوه، وأما في الصحو فلم يعرف عن مسلم أنه قال باتباع الحساب في إثبات الأهلة، أو بتعليق عموم الحكم العام به [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية] (25/133) من (رسالة الهلال). .
البحوث العلمية لهيئة كبار العلماء
abu slaymaan
05/09/2007, 05:36 PM
ثانيا: أدلة من يعتبر الحساب في إثبات الشهور القمرية :
1 - استدل من اعتبر الحساب في إثبات الشهر : بأن الله تعالى جعل الشمس والقمر والنجوم آيات للناس، وامتن بذلك على عباده، ولفت النظر إلى الاعتبار بها والانتفاع بأحوالها وبجريانها بحساب لا خلل فيه ولا اضطراب، قال تعالى: سورة يونس الآية 5 هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وقال: سورة الإسراء الآية 12 وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا وقال: سورة الرحمن الآية 5 الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ فإذا علم جماعة بالحساب وجود الهلال يقينا بعد غروب شمس التاسع والعشرين وتأخره عنها أو وجوده مع إمكان رؤيته لولا المانع، وأخبرنا عدد منهم يبلغ مبلغ التواتر- وجب قبول خبرهم؛ لبناء علمهم على الحس والمشاهدة، ولأنهم لا يمكنهم التواطؤ على
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 21)
الكذب؛ لبلوغ المخبرين منهم عدد التواتر، وعلى تقدير أن عددهم لم يبلغ مبلغ التواتر فخبرهم يفيد غلبة الظن بوجود الهلال، أو وجوده مع إمكان رؤيته بعد غروب الشمس، وغلبة الظن كافية لبناء العمل عليها، فوجب قبول قولهم، والتسليم لهم في التوقيت في العبادات والمعاملات.
وأجيب : بأنا نسلم أن الشمس والقمر والنجوم آيات للناس، وأن الاعتبار بها والانتفاع بالتفكير في أحوالها وفي جريانها بنظام واجب؛ لنجد في ذلك من الدلائل ما ينير القلوب، ويثبت العقيدة الصحيحة، ويبعث في النفوس الطمأنينة إلى ربها، ونعتبر بما نراه من مشاهد الكون وعجائبه، لكنه سبحانه لم يكلفنا بمعرفة حساب سيرها؛ لنعرف منه مواقيت عباداتنا ومعاملاتنا، وليكون علما على تجديدها؛ رحمة منه تعالى بعباده، فإن حساب سيرها خفي لا يعرفه إلا النزر اليسير من الناس، ومع ذلك يكثر فيه الغلط والاضطراب، فأناط الشارع التكاليف بعلامات أخرى؛ كرؤية الهلال، وطلوع الشمس وغروبها، ومغيب الشفق، وانفلاق الفجر ونحوها مما يظهر لعامة الناس ويضبطون به مواقيت عباداتهم، وآجال معاملاتهم ومواعيدهم، وبذلك يعرف عدد السنين والشهور والأيام، لا بحساب سير الكواكب.
أما علم جماعة من الحساب وجود الهلال يقينا على الحال التي ذكر المستدل لبناء علمهم على الحس والمشاهدة - فممنوع؛ لوجود الاختلاف والاضطراب في حسابهم، وهذا مما يدل على غلطهم، وليس علمهم الحساب مبنيا على حس ومشاهدة، إذ المشاهد الذي أحسوه إنما هو أجرام الكواكب، أما تقدير سيرها فمن عمل العقل لا الحس، وكثيرا ما يقع فيه
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 22)
الخطأ والاضطراب، وعلى ذلك يكون إخبار عدد منهم يبلغ مبلغ التواتر لا يفيد القطع واليقين بصحة ما أخبروا به؛ لأن من شرط إفادة المتواتر للقطع انتهاءه إلى الحس، وهؤلاء يستندون في خبرهم إلى تقدير سير الكواكب وحسابه، وهو عقلي لا يؤمن وقوع الغلط فيه، كما وقع في أخبار الفلاسفة بقدم العالم. ثم إعراض الشارع عنه دليل على إلغائه وعدم صلاحيته، وأنه لا يفيد ظنا غالبا، بل ينتهي بهم إلى خرص وتخمين في حسابهم وأحكامهم.
وإليكم جملة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في (رسالة الهلال) [مجموع الفتاوى] (25/181-186). .
قال رحمه الله بعد بيان رأي من يعتمد في معرفة أول رمضان على معرفة رابع رجب في السنة أو معرفة خامس رمضان في العام السابق، أو يعتمد على جدول حسابي يصنعه لنفسه أو يصنعه غيره:
( وأما الفريق الثاني فقوم من فقهاء البصريين ذهبوا إلى أن قوله: صحيح البخاري الصوم (1801),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2121),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). فاقدروا له تقدير حساب بمنازل القمر، وقد روي عن محمد بن سيرين قال: خرجت في اليوم الذي شك فيه، فلم أدخل على أحد يؤخذ منه العلم إلا وجدته يأكل، إلا رجلا كان يحسب ويأخذ الحساب، ولو لم يعلمه كان خيرا له، وقد قيل: إن الرجل: مطرف بن عبد الله بن الشخير، وهو رجل جليل القدر، إلا أن هذا إن صح عنه فهي من زلات العلماء.
وقد حكي هذا القول عن أبي العباس ابن سريج أيضا. وحكاه بعض المالكية عن الشافعي : أن من كان مذهبه الاستدلال بالنجوم ومنازل القمر
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 23)
ثم تبين له من جهة النجوم أن الهلال الليلة، وغم عليه - جاز له أن يعتقد الصيام - ويبيته ويجزئه ، وهذا باطل عن الشافعي لا أصل له عنه، بل المحفوظ عنه خلاف ذلك كمذهب الجماعة، وإنما كان قد حكي عن ابن سريج - وهو كان من أكابر أصحاب الشافعي - نسبة ذلك إليه إذ كان هو القائل بنصر مذهبه.
واحتجاج هؤلاء بحديث ابن عمر في غاية الفساد، مع أن ابن عمر هو الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري الصوم (1814),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2140),سنن أبو داود الصوم (2319),مسند أحمد بن حنبل (2/43). إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب ، فكيف يكون موجب حديثه العمل بالحساب. وهؤلاء يحسبون مسيره في ذلك الشهر ولياليه. وليس لأحد منهم طريقة منضبطة أصلا، بل أية طريقة سلكوها فإن الخطأ واقع فيها أيضا، فإن الله سبحانه لم يجعل لمطلع الهلال حسابا مستقيما، بل لا يمكن أن يكون إلى معرفته طريق مطرد إلا الرؤية، وقد سلكوا طرقا كما سلك الأولون منهم من لم يضبطوا سيره إلا بالتعديل الذي يتفق الحساب على أنه غير مطرد، وإنما هو تقريب، مثل أن يقال: إن رئي صبيحة ثمان وعشرين فهو تام، وإن لم ير صبيحة ثمان وعشرين فهو ناقص. وهذا بناء على أن الاستسرار لليلتين، وليس بصحيح، بل قد يستسر ليلة تارة، وثلاث ليال أخرى.
وهذا الذي قالوه إنما هو بناء على أنه كل ليلة لا يمكث في المنزلة إلا ستة أسباع ساعة لا أقل ولا أكثر، فيغيب ليلة السابع نصف الليل ويطلع ليلة أربعة عشر من أول الليل إلى طلوع الشمس، وليلة الحادي والعشرين يطلع من نصف الليل، وليلة الثامن والعشرين إن استسر فيها نقص وإلا كمل، وهذا غالب سيره، وإلا فقد يسرع ويبطئ.
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 24)
وأما العقل معطوف على قوله قبل: أما السمع. : فاعلم أن المحققين من أهل الحساب كلهم متفقون على أنه لا يمكن ضبط الرؤية بحساب بحيث يحكم بأنه يرى لا محالة، أو لا يرى البتة على وجه مطرد، وإنما قد يتفق ذلك، أو لا يمكن بعض الأوقات؛ ولهذا كان المعتنون بهذا الفن من الأمم: الروم، والهند، والفرس والعرب وغيرهم مثل بطليموس الذي هو مقدم هؤلاء، ومن بعدهم قبل الإسلام وبعده لم ينسبوا إليه في الرؤية حرفا واحدا، ولا حدوه كما حدوا اجتماع القرصين، وإنما تكلم به قوم منهم في أبناء الإسلام: مثل: كوشيار الديلمي، وعليه وعلى مثله يعتمد من تكلم في الرؤية منهم. وقد أنكر ذلك عليه حذاقهم مثل أبي علي المروزي القطان وغيره، وقالوا: إنه تشوق بذلك عند المسلمين، وإلا فهذا لا يمكن ضبطه.
ولعل من دخل في ذلك منهم كان مرموقا بنفاق، فما النفاق من هؤلاء ببعيد، أو يتقرب به إلى بعض الملوك الجهال، ممن يحسن ظنه بالحساب، مع انتسابه للإسلام.
وبيان امتناع ضبط ذلك: أن الحاسب إنما يقدره على ضبط شبح الشمس والقمر، وجريهما أنهما يتحاذيان في الساعة الفلانية في البرج الفلاني في السماء المحاذي للمكان الفلاني من الأرض، سواء كان الاجتماع من ليل أو نهار وهذا الاجتماع يكون بعد الاستسرار، وقبل الاستهلال، فإن القمر يجري في منازله الثمانية والعشرين، كما قدره الله منازل، ثم يقرب من الشمس فيستسر ليلة أو ليلتين؛ لمحاذاته لها، فإذا
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 25)
خرج من تحتها جعل الله فيه النور ثم يزداد النور، كلما بعد عنها إلى أن يقابلها ليلة الإبدار، ثم ينقص كلما قرب منها، إلى أن يجامعها؛ ولهذا يقولون: الاجتماع والاستقبال، ولا يقدرون أن يقولوا: الهلال وقت المفارقة على كذا. يقولون: الاجتماع وقت الاستسرار، والاستقبال وقت الإبدار.
ومن معرفة الحساب الاستسرار والإبدار الذي هو الاجتماع والاستقبال، فالناس يعبرون عن ذلك بالأمر الظاهر من الاستسرار الهلالي في آخر الشهر وظهوره في أوله، وكمال نوره في وسطه، والحساب يعبرون بالأمر الخفي من اجتماع القرصين الذي هو وقت الاستسرار، ومن استقبال الشمس والقمر الذي هو وقت الإبدار، فإن هذا يضبط بالحساب.
وأما الإهلال فلا له عندهم من جهة الحساب ضبط؛ لأنه لا يضبط بحساب يعرف كما يعرف وقت الكسوف والخسوف، فإن الشمس لا تكسف في سنة الله التي جعل لها إلا عند الاستسرار، إذا وقع القمر بينها وبين أبصار الناس على محاذاة مضبوطة؛ وكذلك القمر لا يخسف إلا في ليالي الإبدار على محاذاة مضبوطة ؛ لتحول الأرض بينه وبين الشمس فمعرفة الكسوف والخسوف لمن صح حسابه مثل معرفة كل أحد أن ليلة الحادي والثلاثين من الشهر لا بد أن يطلع الهلال، وإنما يقع الشك ليلة الثلاثين.
فنقول : الحاسب غاية ما يمكنه إذا صح حسابه أن يعرف مثلا أن القرصين اجتمعا في الساعة الفلانية، وأنه عند غروب الشمس يكون قد فارقها القمر، إما بعشر درجات مثلا، أو أقل أو أكثر، والدرجة هي جزء من ثلاثمائة وستين جزءا من الفلك.
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 26)
فإنهم قسموه اثني عشر قسما سموها: (الداخل): كل برج اثنتا عشرة درجة، وهذا غاية معرفته، وهي بتحديد كم بينهما من البعد في وقت معين في مكان معين. هذا الذي يضبطه بالحساب.
أما كونه يرى أولا يرى فهذا أمر حسي طبيعي، ليس هو أمرا حسابيا رياضيا، وإنما غايته أن يقول: استقرأنا: أنه إذا كان على كذا وكذا درجة يرى قطعا أو لا يرى قطعا - فهذا جهل وغلط، فإن هذا لا يجري على قانون واحد لا يزيد ولا ينقص في النفي والإثبات، بل إذا كان بعده مثلا عشرين درجة فهذا يرى ما لم يحل حائل، وإذا كان على درجة واحدة فهذا لا يرى، وأما ما حول العشرة فالأمر فيه يختلف باختلاف أسباب الرؤية من وجوه .
ثم ذكر اختلاف الرؤية باختلاف حدة البصر وكلاله، وباختلاف كثرة المترائين وقلتهم، وباختلاف مكان الترائي ارتفاعا وانخفاضا، وباختلاف وقت الترائي، وباختلاف صفاء الجو وكدره، ثم قال: ( فإذا كانت الرؤية حكما تشترك فيه هذه الأسباب التي ليس شيء منها داخلا في حساب الحاسب، فكيف يمكنه مع ذلك أن يخبر خبرا عاما أنه لا يمكن أن يراه أحد حيث رآه على سبع أو ثمان درجات أو تسع، أم كيف يمكنه أن يخبر خبرا جزما أنه يرى إذا كان على تسعة أو عشرة مثلا؟ !) [ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية] (25/186- 190). إلى أن قال: ( فتبين بهذا البيان: أن خبرهم بالرؤية من جنس خبرهم بالأحكام وأضعف ).
وبعد أن ذكر اعتراف حذاق المنجمين بأن أحكامهم مبناها على الحدس والوهم قال: ( فتبين لهم أن قولهم في رؤية الهلال وفي الأحكام من باب
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 27)
واحد يعلم بأدلة العقول امتناع ضبط ذلك، ويعلم بأدلة الشريعة تحريم ذلك والاستغناء عما نظن من منفعته بما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة؛ ولهذا قال من قال: إن كلام هؤلاء بين علوم صادقة لا منفعة فيها، ونعوذ بالله من علم لا ينفع، وبين ظنون كاذبة لا ثقة بها، وأن بعض الظن إثم ولقد صدق، فإن الإنسان الحاسب إذا قتل نفسه في حساب الدقائق والثواني كان غايته ما لا يفيد، وإنما تعبوا عليه؛ لأجل الأحكام، وهي ظنون كاذبة ) [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية] (25/200- 201). ا هـ.
2 - واستدلوا ثانيا : برجوع الفقهاء إلى أهل الخبرة في كثير من شئونهم، فنراهم يرجعون إلى الأطباء في جواز فطر المريض في رمضان، ويرجعون إلى علماء اللغة في فهم نصوص الكتاب والسنة، ورجعوا في تقدير مدة التأجيل في العنين والمعترض وتقدير سن اليأس- إلى الحساب، إلى غير هذا من أمور، فيجب عليهم أن يرجعوا في بدء الشهور القمرية ونهايتها إلى حساب النجوم ومنازل القمر.
وأجيب : بوجود الفرق بين الرجوع إلى علماء الحساب والرجوع إلى الأطباء وعلماء اللغة فيما يخصهم .
وبيانه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب في مسألتنا الرجوع إلى رؤية الأهلة ومنع الاعتماد على غيرها، فقال: صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2122),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه ، ولم يمنع من الرجوع إلى الأطباء في تشخيص الأمراض وتقدير خطورتها وعلاجها، ولم يمنع من الرجوع إلى اللغة في فهم النصوص، بل
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 28)
أقر ذلك وجرى العمل عليه في عهده وعهد الصحابة، وكيف تفهم نصوص القرآن والسنة بدون اللغة العربية، وهي الوسيلة الوحيدة لذلك، أما ادعاء رجوع الفقهاء في تقدير مدة التأجيل فيما ذكر وفي تقدير سن اليأس إلى الحساب- فممنوع إن أريد به حساب النجوم ومنازل القمر وسيره، ومسلم إن أريد به الرجوع في تقدير ما ذكر إلى عد الشهور القمرية بناء على رؤية أهلتها، ويتبع هذا معرفة السنين، فإن السنة اثنا عشر شهرا بنص القرآن، وأما معرفة الأيام فراجعة إلى أمر حسي هو طلوع الشمس وغروبها.
وبهذا يتبين : أن الشرع لم يدلهم في ضبط شئونهم على أمر خفي، كحساب سير النجوم، بل دلهم على أمر ظاهر عام؛ كالرؤية، وطلوع الشمس وغروبها ودلوكها.
3 - واستدلوا أيضا : بقياس التوقيت في ثبوت شهر الصوم ابتداء وانتهاء على توقيت الصلوات الخمس، فكما جاز الاعتماد في معرفة أوقات الصلوات الخمس على الحساب فليجز الاعتماد عليه في معرفة وقت ابتداء صوم رمضان والفطر منه جملة، بل يجب عليهم أن يرجعوا إلى علماء حساب النجوم ومنازل القمر في بدء الشهور القمرية ونهايتها، كما رجعوا إلى الساعات الفلكية واعتمدوا عليها في معرفة الأوقات في البلاد التي يكون الليل أو النهار فيها أكثر من أربع وعشرين ساعة.
وأجيب : بما حكاه السبكي عن المانعين:
أولا : أن الشارع أناط الحكم في الأوقات بوجودها، قال الله تعالى:
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 29)
سورة الإسراء الآية 78 أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ وفصلت السنة ذلك، وأناطه في الهلال برؤيته، فلم يعتبر وجوده في نفس الأمر.
وثانيا : أن مقدمات الهلال خفية، ويكثر الغلط فيها، بخلاف الأوقات، ولا محذور في أن الهلال يعرف بالحساب وجوده وإمكان رؤيته، ولا يكلفنا الشرع بحكمه، ولو عمل في الأوقات كذلك كان الحكم كذلك، لكنه أناطه بوجودها فاتبعنا في كل باب ما قرره الشرع فيه.
وأما من يستمر الليل أو النهار عندهم أربعا وعشرين ساعة فأكثر فالصوم والصلوات واجبة عليهم، وأوقاتها في هذه البلاد منوطة بأوقات الصوم والصلوات في أقرب البلاد التي تتميز فيها مواقيت العبادات إليهم، وكذا تقدير مدة الإيلاء والعدة والآجال ونحوها.
4 - واستدلوا أيضا : بقوله تعالى: سورة البقرة الآية 185 فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ إذ المعنى: فمن علم منكم دخول شهر رمضان بوجود الهلال بالأفق بعد غروب الشمس متأخرا عنها - وجب عليه الصوم، سواء أكان علمه بذلك عن طريق الرؤية أم عن طريق الحساب، مع إمكان الرؤية لولا المانع، وسواء أكان علمه بنفسه أم بإخبار غيره ممن يثق بخبره، وسواء أبلغ ذلك حد اليقين أم كان غلبة ظن.
وأجيب : بأن الشهود بمعنى: الحضور لا العلم، بدليل ذكر مقابله بعده، وهو قوله تعالى: سورة البقرة الآية 185 وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 30)
وعلى تقدير تفسيره بالعلم - كما قيل- لم يكن في الآية حجة للمستدل؛ لأن المراد بالعلم: ما كان مستفادا من طريق الرؤية لا الحساب؛ لتعليق الرسول صلى الله عليه وسلم الصوم والإفطار بالرؤية خاصة، ولجريان العمل على هذا خاصة، كما تقدم في أدلة من لا يعتبر علم الحساب في العبادات ونحوها.
5 - واستدلوا أيضا : بأن علم الحساب مبني على مقدمات يقينية، فكان الاعتماد عليه في إثبات الأهلة ونحوها عند تيسره أقرب إلى الصواب في التوقيت، وأضمن لتحقيق الوحدة بين المسلمين في نسكهم وأعيادهم، وأبعد عن الخلاف في معاملاتهم.
ويجاب بما تقدم : من أن اليقين في رؤيتهم للكواكب في السماء أو سماعهم بذلك، أما تقدير سيرها فعقلي عسير بعيد المنال وعر المسلك لخفائه؛ لهذا لم يعرفه إلا القليل، ووقع فيه الغلط والاضطراب فليس أقرب إلى الصواب، بل إنه لا يصلح الاعتماد عليه في إثبات الأهلة، وما وقع ويتوقع من الغلط ومن الاختلاف والاضطراب يمنع من تحقيقه للوحدة بين المسلمين في نسكهم وأعيادهم ويبعد رفع الخلاف بينهم في المعاملات.
وأما ما ذهب إليه بعض المعاصرين من وجوب إثبات الأهلة بالحساب في كل الأحوال من صحو وغيم، إلا لمن استعصى عليه العلم به - فمردود بالإجماع، وبما تقدم من الأدلة.
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 31)
قال ابن تيمية : ( فأما اتباع ذلك في الصحو، أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم ). [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية] (25/133). .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن سليمان بن منيع ... عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... ابراهيم بن محمد آل الشيخ
من أهم مراجع هذا البحث
1 - [المجموع] للنووي .
2 - [رسالة الهلال] لابن تيمية .
3 - [الموافقات] للشاطبي .
4 - البحث التاسع من [مجموع رسائل الشيخ محمد بخيت المطيعي ].
5 - [رسالة ابن عابدين في الأهلة].
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 32)
abu slaymaan
05/09/2007, 05:39 PM
قرار رقم (2)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وبعد:
فبناء على خطاب المقام السامي رقم (22451) وتاريخ 6/11/1391هـ المتضمن إحالة موضوع الأهلة إلى هيئة كبار العلماء نظرا إلى أن الموضوع عند دراسة مجلس رابطة العالم الإسلامي في جلسته المنعقدة في 15 شعبان عام 1391هـ واطلاعها على قرار اللجنة الفقهية المنبثقة من المجلس، قررت الموافقة على القول: بعدم اعتبار اختلاف المطالع، إلا أن بعض أعضاء المجلس التأسيسي رأى التريث في الأمر، وزيادة البحث والتقصي في هذا الموضوع.
بناء على ذلك عرض على مجلس هيئة كبار العلماء في دورتها الثانية المنعقدة في شهر شعبان عام 1392هـ ما أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في موضوع إثبات الأهلة المشتمل على الفقرتين التاليتين:
أ- حكم اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره .
ب- حكم إثبات الهلال بالحساب .
وكذا قرار رابطة العالم الإسلامي الصادر منها في دورتها الثالثة عشرة المنعقدة في شهر شعبان عام 1391هـ، ومرفقه بحث اللجنة الفقهية المشكلة من بعض أعضاء مجلس الرابطة في الموضوع. وبعد دراسة المجلس للموضوع وتداول الرأي فيه، قرر ما يلي :
أولا : اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حسا
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 33)
وعقلا، ولم يختلف فيها أحد، وإنما وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في اعتبار اختلاف المطالع من عدمه .
ثانيا : مسألة اعتبار اختلاف المطالع من عدمه من المسائل النظرية التي للاجتهاد فيها مجال، والاختلاف فيها وفي أمثالها واقع ممن لهم الشأن في العلم والدين، وهو من الخلاف السائغ الذي يؤجر فيه المصيب أجرين: أجر الاجتهاد، وأجر الإصابة، ويؤجر فيه المخطئ أجرا لاجتهاده.
وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين :
فمنهم من رأى اعتبار اختلاف المطالع، ومنهم من لم ير اعتباره.
واستدل كل فريق بأدلته من الكتاب والسنة، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد، كاشتراكهما في الاستدلال بقوله تعالى: سورة البقرة الآية 189 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وبقوله صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري الصوم (1810),صحيح مسلم الصيام (1081),سنن الترمذي الصوم (684),سنن النسائي الصيام (2117),سنن ابن ماجه الصيام (1655),مسند أحمد بن حنبل (2/497),سنن الدارمي الصوم (1685). صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ... الحديث وذلك لاختلاف الفهم في النص، وسلوك كل منهما طريقا في الاستدلال به.
وعند بحث هذه المسألة في مجلس الهيئة، ونظرا لاعتبارات قدرتها الهيئة، ولأن هذا الخلاف في مسألة اعتبار اختلاف المطالع من عدمه ليس له آثار تخشى عواقبها. وقد مضى على ظهور هذا الدين مدة أربعة عشر قرنا لا نعلم منها فترة جرى فيها توحيد الأمة
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 34)
الأمية على رؤية واحدة - فإن أعضاء الهيئة يرون بقاء الأمر على ما كان عليه، وعدم إثارة هذا الموضوع، وأن يكون لكل دولة إسلامية حق اختيار ما تراه بواسطة علمائها من الرأيين المشار إليهما في المسألة، إذ لكل منهما أدلته ومستنداته .
ثالثا : أما ما يتعلق بإثبات الأهلة بالحساب :
فبعد دراسة ما أعدته اللجنة الدائمة في ذلك، وبعد الرجوع إلى ما ذكره أهل العلم- فقد أجمع أعضاء الهيئة على عدم اعتباره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري الصوم (1810),صحيح مسلم الصيام (1081),سنن الترمذي الصوم (684),سنن النسائي الصيام (2117),سنن ابن ماجه الصيام (1655),مسند أحمد بن حنبل (2/497),سنن الدارمي الصوم (1685). صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته الحديث، ولقوله صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2122),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه الحديث.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء
.... رئيس الدورة ... .
محمد الأمين الشنقيطي ... عبد الرزاق عفيفي ... محضار عقيل
عبد العزيز بن باز ... عبد الله بن حميد ... عبد الله خياط
محمد الحركان ... عبد المجيد حسن ... عبد العزيز بن صالح
صالح بن غصون ... إبراهيم بن محمد آل الشيخ ... سليمان بن عبيد
محمد بن جبير ... عبد الله بن غديان ... راشد بن خنين
صالح بن لحيدان ... عبد الله بن منيع ... .
الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 35)
قرار رقم (34) وتاريخ 14/2/1395هـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله، وآله وصحبه، وبعد :
فبناء على خطاب معالي رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء رقم (4680) وتاريخ 23/2/1394هـ المتضمن: أمر جلالة الملك بإحالة خطاب أمين عام هيئة الدعوة والإرشاد في ( سورابايا ) بشأن توحيد مواقيت الصلاة والصوم والحج إلى هيئة كبار العلماء، وإشارة لخطاب سعادة وكيل وزارة الخارجية رقم (300/5/6 /855/3) في 15/1/1394هـ ومشفوعاته: ما تبلغته سفارة جلالة الملك في الجزائر من وزارة التعليم الأصلي والشئون الدينية من وثائق حول الاعتماد على الحساب الفلكي لتحديد مواقيت العبادات.
وبناء على المحضر رقم (7) من محاضر الدورة الخامسة لمجلس هيئة كبار العلماء المشتمل على إعداد قرار مدعم بالأدلة يعرض على الهيئة في دورتها السادسة لإقراره.
وبعد دراسة المجلس للقرارات والتوصيات والفتاوى والآراء المتعلقة بهذا الموضوع وإعادة النظر في البحث الذي سبق أن أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في موضوع توحيد أوائل الشهور القمرية، والاطلاع على القرار الصادر من الهيئة في دورتها الثانية برقم (2) وتاريخ 13/2/1393هـ ومداولة الرأي في ذلك كله- قرر ما يلي :
أولا : أن المراد بالحساب والتنجيم هنا معرفة البروج والمنازل، وتقدير سير كل من الشمس والقمر وتحديد الأوقات بذلك؛ كوقت طلوع
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 36)
الشمس ودلوكها وغروبها، واجتماع الشمس والقمر وافتراقهما، وكسوف كل منهما، وهذا هو ما يعرف بـ( حساب التسيير، وليس المراد بالتنجيم هنا الاستدلال بالأحوال الفلكية على وقوع الحوادث الأرضية؛ من ولادة عظيم أو موته، ومن شدة وبلاء، أو سعادة ورخاء، وأمثال ذلك مما فيه ربط الأحداث بأحوال الأفلاك علما بميقاتها، أو تأثيرا في وقوعها من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، وبهذا يتحرر موضوع البحث .
ثانيا : أنه لا عبرة شرعا بمجرد ولادة القمر في إثبات الشهر القمري بدءا وانتهاء بإجماع ما لم تثبت رؤيته شرعا، وهذا بالنسبة لتوقيت العبادات، ومن خالف في ذلك من المعاصرين فمسبوق بإجماع من قبله .
ثالثا : أن رؤية الهلال هي المعتبرة وحدها في حالة الصحو ليلة الثلاثين في إثبات بدء الشهور القمرية وانتهائها بالنسبة للعبادات فإن لم ير أكملت العدة ثلاثين بإجماع.
أما إذا كان بالسماء غيم ليلة الثلاثين: فجمهور الفقهاء يرون إكمال العدة ثلاثين؛ عملا بحديث: صحيح البخاري الصوم (1808). فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ، وبهذا تفسر الرواية الأخرى الواردة بلفظ: صحيح البخاري الصوم (1801),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2121),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). فاقدروا له . وذهب الإمام أحمد في رواية أخرى عنه، وبعض أهل العلم إلى اعتبار شعبان في حالة الغيم تسعة وعشرين يوما احتياطا لرمضان، وفسروا رواية: صحيح البخاري الصوم (1801),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2121),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). فاقدروا له : بضيقوا، أخذا من قوله تعالى: سورة الطلاق الآية 7 وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ أي: ضيق عليه رزقه.
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 37)
وهذا التفسير مردود بما صرحت به رواية الحديث الأخرى الواردة بلفظ: صحيح مسلم الصيام (1080),سنن أبو داود الصوم (2320). فاقدروا له ثلاثين ، وفي رواية أخرى: صحيح البخاري الصوم (1810). فأكملوا عدة شعبان ثلاثين .
وحكى النووي في شرحه على صحيح مسلم لحديث: صحيح البخاري الصوم (1801),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2121),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). فإن غم عليكم فاقدروا له عن ابن سريج وجماعة، ومنهم مطرف بن عبد الله - أي: ابن الشخير - وابن قتيبة وآخرون- اعتبار قول علماء النجوم في إثبات الشهر القمري ابتداء وانتهاء، أي: إذا كان في السماء غيم.
وقال ابن عبد البر : روي عن مطرف بن الشخير، وليس بصحيح عنه، ولو صح ما وجب اتباعه؛ لشذوذه فيه، ولمخالفة الحجة له ثم حكى عن ابن قتيبة مثله، وقال: ليس هذا من شأن ابن قتيبة، ولا هو ممن يعرج عليه في مثل هذا الباب. ثم حكى عن ابن خويز منداد أنه حكاه عن الشافعي، ثم قال ابن عبد البر : والصحيح عنه في كتبه وعند أصحابه وجمهور العلماء خلافه. انتهى.
وبهذا يتضح: أن محل الخلاف بين الفقهاء إنما هو في حال الغيم وما في معناه. وهذا كله بالنسبة للعبادات، أما بالنسبة للمعاملات فللناس أن يصطلحوا على ما شاءوا من التوقيت .
رابعا : أن المعتبر شرعا في إثبات الشهر القمري هو رؤية الهلال فقط دون حساب سير الشمس والقمر لما يأتي:
أ - أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصوم لرؤية الهلال والإفطار لها في قوله: صحيح البخاري الصوم (1810),صحيح مسلم الصيام (1081),سنن الترمذي الصوم (684),سنن النسائي الصيام (2117),سنن ابن ماجه الصيام (1655),مسند أحمد بن حنبل (2/497),سنن الدارمي الصوم (1685). صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته ، وحصر ذلك فيها بقوله: صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2122),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه ، وأمر المسلمين إذا كان غيم ليلة
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 38)
الثلاثين أن يكملوا العدة، ولم يأمر بالرجوع إلى علماء النجوم، ولو كان قولهم أصلا وحده أو أصلا آخر في إثبات الشهر- لأمر بالرجوع إليهم، فدل ذلك على أنه لا اعتبار شرعا لما سوى الرؤية، أو إكمال العدة ثلاثين في إثبات الشهر، وأن هذا شرع مستمر إلى يوم القيامة، سورة مريم الآية 64 وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ودعوى أن الرؤية في الحديث يراد بها العلم أو غلبة الظن بوجود الهلال أو إمكان رؤيته لا التعبد بنفس الرؤية - مردودة؛ لأن الرؤية في الحديث متعدية إلى مفعول واحد، فكانت بصرية لا علمية، ولأن الصحابة فهموا أنها رؤية بالعين، وهم أعلم باللغة ومقاصد الشريعة، وجرى العمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهدهم على ذلك، ولم يرجعوا إلى علماء النجوم في التوقيت، ولا يصح أيضا أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: صحيح البخاري الصوم (1801),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2121),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). فإن غم عليكم فاقدروا له أراد أمرنا بتقدير منازل القمر لنعلم بالحساب بدء الشهر ونهايته؛ لأن هذه الرواية فسرتها رواية: صحيح مسلم الصيام (1080),سنن أبو داود الصوم (2320). فاقدروا له ثلاثين وما في معناه، ومع ذلك فالذين يدعون إلى توحيد أوائل الشهور يقولون بالاعتماد على حساب المنازل في الصحو والغيم، والحديث قيد القدر له بحالة الغيم.
ب - أن تعليق إثبات الشهر القمري بالرؤية يتفق مع مقاصد الشريعة السمحة؛ لأن رؤية الهلال أمرها عام يتيسر لأكثر الناس، بخلاف ما لو علق الحكم بالحساب فإنه يحصل به الحرج ويتنافى مع مقاصد الشريعة، ودعوى زوال وصف الأمية في علم النجوم عن الأمة لو سلمت لا يغير حكم الشرع في ذلك.
ج - أن علماء الأمة في صدر الإسلام قد أجمعوا على اعتبار الرؤية في إثبات الشهور القمرية دون الحساب، فلم يعرف أن أحدا منهم رجع إليه في
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 39)
ذلك عند الغيم ونحوه، أما عند الصحو فلم يعرف عن أحد من أهل العلم أنه عول على الحساب في إثبات الأهلة أو علق الحكم العام به .
خامسا : تقدير المدة التي يمكن معها رؤية الهلال بعد غروب الشمس لولا المانع من الأمور الاعتبارية الاجتهادية التي تختلف فيها أنظار أهل الحساب، وكذا تقدير المانع، فالاعتماد على ذلك في توقيت العبادات لا يحقق الوحدة المنشودة؛ ولهذا جاء الشرع باعتبار الرؤية فقط دون الحساب .
سادسا : لا يصح تعيين مطلع دولة أو بلد - كمكة مثلا - لتعتبر رؤية الهلال منه وحده، فإنه يلزم من ذلك أن لا يجب الصوم على من ثبتت رؤية الهلال عندهم من سكان جهة أخرى، إذ لم ير الهلال في المطلع المعين .
سابعا : ضعف أدلة من اعتبر قول علماء النجوم في إثبات الشهر القمري . ويتبين ذلك بذكر أدلتهم ومناقشتها:
أ- قالوا : إن الله أخبر بأنه أجرى الشمس والقمر بحساب لا يضطرب، وجعلهما آيتين وقدرهما منازل؛ لنعتبر، ولنعلم عدد السنين والحساب، فإذا علم جماعة بالحساب وجود الهلال يقينا وإن لم تمكن رؤيته بعد غروب شمس التاسع والعشرين أو وجوده مع إمكان الرؤية لولا المانع، وأخبرنا بذلك عدد منهم يبلغ مبلغ التواتر - وجب قبول خبرهم؛ لبنائه على يقين، واستحالة الكذب على المخبرين؛ لبلوغهم حد التواتر، وعلى تقدير أنهم لم يبلغوا حد التواتر وكانوا عدولا فخبرهم يفيد غلبة الظن، وهي كافية في بناء أحكام العبادات عليها.
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 40)
والجواب : أن يقال: إن كونها آيات للاعتبار بها والتفكير في أحوالها للاستدلال على خالقها ومجريها بنظام دقيق لا خلل فيه ولا اضطراب، وإثبات ما لله من صفات الجلال والكمال - أمر لا ريب فيه.
أما الاستدلال بحساب سير الشمس والقمر على تقدير أوقات العبادات فغير مسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو أعلم الخلق بتفسير كتاب الله - لم يعلق دخول الشهر وخروجه بعلم الحساب، وإنما علق ذلك برؤية الهلال أو إكمال العدة في حال الغيم، فوجب الاقتصار على ذلك، وهذا هو الذي يتفق وسماحة الشريعة وسهولتها مع ما فيه من الدقة والضبط، بخلاف تقدير سير الكواكب فإن أمره خفي عقلي لا يدركه إلا النزر اليسير من الناس، ومثل هذا لا تبنى عليه أحكام العبادات.
ب - وقالوا : إن الفقهاء يرجعون في كثير من شئونهم إلى أهل الخبرة فيرجعون إلى الأطباء في فطر المريض في رمضان، وتقدير مدة التأجيل في العنين والمعترض، وإلى أهل اللغة في تفسير نصوص الكتاب والسنة، إلى غير ذلك من الشئون، فليرجعوا في معرفة بدء الشهور القمرية ونهايتها إلى علماء النجوم.
والجواب : أن يقال: هذا قياس مع الفارق؛ لأن الشرع إنما جاء بالرجوع إلى أهل الخبرة في اختصاصهم في المسائل التي لا نص فيها. أما إثبات الأهلة فقد ورد فيه النص باعتبار الرؤية فقط، أو إكمال العدة دون الرجوع فيه إلى غير ذلك.
ج- وقالوا : إن توقيت بدء الشهر القمري ونهايته لا يختلف عن توقيت الصلوات الخمس وبدء صوم كل يوم ونهايته، وقد اعتبر الناس حساب
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 41)
المنازل علميا في الصلوات والصيام اليومي فليعتبروه في بدء الشهر ونهايته.
وأجيب : بأن الشرع أناط الحكم في الأوقات بوجودها، قال تعالى: سورة الإسراء الآية 78 أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ وقال: سورة البقرة الآية 187 وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وفصلت السنة ذلك، وأناطت وجوب صوم رمضان برؤية الهلال ولم تعلق الحكم في شيء من ذلك على حساب المنازل، وإنما العبرة بدليل الحكم.
د- وقالوا : إن الله تعالى قال: سورة البقرة الآية 185 فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ إذ المعنى: فمن علم منكم الشهر فليصمه، سواء كان علم ذلك عن طريق رؤية الهلال مطلقا أو عن طريق علم حساب المنازل.
والجواب : أن يقال: إن معنى الآية: فمن حضر منكم الشهر فليصمه، بدليل قوله تعالى بعده: سورة البقرة الآية 185 وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وعلى تقدير تفسير الشهود بالعلم، فالمراد: العلم عن طريق رؤية الهلال، بدليل حديث: صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2122),سنن أبو داود الصوم (2320),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1684). لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه .
هـ- وقالوا : إن علم الحساب مبني على مقدمات يقينية، فكان
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 42)
الاعتماد عليه في إثبات الشهور القمرية أقرب إلى الصواب وتحقيق الوحدة بين المسلمين في نسكهم وأعيادهم.
وأجيب : بأن ذلك غير مسلم؛ لأن الحس واليقين في مشاهدة الكواكب لا في حساب سيرها، فإنه أمر عقلي خفي لا يعرفه إلا النزر اليسير من الناس، كما تقدم؛ لحاجته إلى دراسة وعناية، ولوقوع الغلط والاختلاف فيه، كما هو الواقع في اختلاف التقاويم التي تصدر في كثير من البلاد الإسلامية، فلا يعتمد عليه ولا تتحقق به الوحدة بين المسلمين في مواقيت عباداتهم.
و- وقالوا : إن تعليق الحكم بثبوت الشهر على الأهلة معلل بوصف الأمة بأنها أمية، وقد زال عنها هذا الوصف، فقد كثر علماء النجوم، وبذلك يزول تعليق الحكم بالرؤية أو بخصوص الرؤية، ويعتبر الحساب وحده أصلا، أو يعتبر أصلا آخر إلى جانب الرؤية.
والجواب : أن يقال: إن وصف الأمة بأنها أمية لا يزال قائما بالنسبة لعلم سير الشمس والقمر وسائر الكواكب، فالعلماء به نزر يسير، والذي كثر إنما هو آلات الرصد وأجهزته، وهي مما يساعد على رؤية الهلال في وقته، ولا مانع من الاستعانة بها علة الرؤية وإثبات الشهر بها، كما يستعان بالآلات على سماع الأصوات، وعلى رؤية المبصرات، ولو فرض زوال وصف الأمية عن الأمة في علم الحساب - لم يجز الاعتماد عليه في إثبات الأهلة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علق الحكم بالرؤية، أو إكمال العدة، ولم يأمر بالرجوع إلى الحساب واستمر عمل المسلمين على ذلك بعده.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 43)
حرر في 14/2/1395هـ.
هيئة كبار العلماء
.... .... رئيس الدورة السادسة
عبد العزيز بن باز ... عبد الله بن حميد ... عبد الرزاق عفيفي
محمد بن جبير ... عبد المجيد حسن ... عبد الله بن منيع
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه. وبعد :
فقد استعرضنا البحوث المقدمة للمجلس في موضوع (حكم العمل بالحساب في ثبوت دخول الشهر أو خروجه ) وقرارات المؤتمرات المنعقدة؛ لبحث ذلك الموضوع، وأعدنا النظر في البحث المعد من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في ذلك، ولم نجد فيما اطلعنا عليه من البحوث المذكورة بحثا في الموضوع من أهل الاختصاص في علم الفلك.
وقد رأينا في تلك البحوث من يدعي: أن نتائج الحساب الفلكي قطعية الدلالة وينكر أن تكون مبنية على ظن أو تخمين، كما وجدنا فيهم من يدعي: أن نتائج الحساب الفلكي مبنية على الحدس والظن والتخمين وينكر قطعية نتائجها. وليس في الفريقين من يعتبر أهلا لقبول قوله في قطعية النتائج أو ظنيتها؛ لكونه ليس من علماء الفلك.
وحيث إن الحكم في رأينا يختلف بالنسبة للأمرين: قطعية النتائج أو ظنيتها، حيث إن القول بقطعية نتائج الحساب الفلكي يقضي برد الشهادة برؤية الهلال دخولا أو خروجا إذا تعارضت معها؛ لأن من شروط اعتبار الشهادة بالإجماع: أن تكون منفكة عما يكذبها حسا وعقلا، فإذا قرر الحساب الفلكي عدم ولادة الهلال، وجاء من يشهد برؤيته - كانت شهادته ملازمة لما يكذبها عقلا، وهو القول باستحالة الرؤية للقطع بعدم
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 45)
ولادة الهلال، كما أن القول بظنية النتائج يقضي بردها - أي: النتائج - واعتبار الشهادة بالرؤية؛ لإمكانها، وظنية النتائج الفلكية، وذلك في حال تعارض الشهادة بالرؤية مع نتائج الحساب.
ونظرا إلى أن القول بقطعية نتائج الحساب الفلكي أو ظنيتها من قبيل الدعوى من الطرفين، وأن القول في الأمور الشرعية يقتضي التحقق والتثبت والاستقصاء - فقد طلبنا من المجلس استقدام أصحاب اختصاص في علم الفلك؛ لمناقشتهم في ذلك والتحقق منهم فيما يدعيه الطرفان، كما تقضي بذلك المادة ( ) من لائحة أعمال المجلس، فرأى المجلس بالأكثرية عدم الحاجة إلى استقدامهم.
وعليه فإننا نؤكد ضرورة استقدام خبراء في علم الفلك لتحقق دعوى قطعية نتائج الحساب الفلكي أو ظنيتها، وعلى ضوء ذلك نقرر ما نراه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
حرر في 14/2/1395هـ.
عضو الهيئة ... عضو الهيئة ... عضو الهيئة
عبد الله بن سليمان بن منيع ... محمد بن جبير ... عبد المجيد حسن
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 46)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه. وبعد :
فقد استعرضنا البحوث المقدمة للمجلس في موضوع (حكم العمل بالحساب في ثبوت دخول الشهر أو خروجه ) وقرارات المؤتمرات المنعقدة؛ لبحث ذلك الموضوع، وأعدنا النظر في البحث المعد من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في ذلك، ولم نجد فيما اطلعنا عليه من البحوث المذكورة بحثا في الموضوع من أهل الاختصاص في علم الفلك.
وقد رأينا في تلك البحوث من يدعي: أن نتائج الحساب الفلكي قطعية الدلالة وينكر أن تكون مبنية على ظن أو تخمين، كما وجدنا فيهم من يدعي: أن نتائج الحساب الفلكي مبنية على الحدس والظن والتخمين وينكر قطعية نتائجها. وليس في الفريقين من يعتبر أهلا لقبول قوله في قطعية النتائج أو ظنيتها؛ لكونه ليس من علماء الفلك.
وحيث إن الحكم في رأينا يختلف بالنسبة للأمرين: قطعية النتائج أو ظنيتها، حيث إن القول بقطعية نتائج الحساب الفلكي يقضي برد الشهادة برؤية الهلال دخولا أو خروجا إذا تعارضت معها؛ لأن من شروط اعتبار الشهادة بالإجماع: أن تكون منفكة عما يكذبها حسا وعقلا، فإذا قرر الحساب الفلكي عدم ولادة الهلال، وجاء من يشهد برؤيته - كانت شهادته ملازمة لما يكذبها عقلا، وهو القول باستحالة الرؤية للقطع بعدم
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 45)
ولادة الهلال، كما أن القول بظنية النتائج يقضي بردها - أي: النتائج - واعتبار الشهادة بالرؤية؛ لإمكانها، وظنية النتائج الفلكية، وذلك في حال تعارض الشهادة بالرؤية مع نتائج الحساب.
ونظرا إلى أن القول بقطعية نتائج الحساب الفلكي أو ظنيتها من قبيل الدعوى من الطرفين، وأن القول في الأمور الشرعية يقتضي التحقق والتثبت والاستقصاء - فقد طلبنا من المجلس استقدام أصحاب اختصاص في علم الفلك؛ لمناقشتهم في ذلك والتحقق منهم فيما يدعيه الطرفان، كما تقضي بذلك المادة ( ) من لائحة أعمال المجلس، فرأى المجلس بالأكثرية عدم الحاجة إلى استقدامهم.
وعليه فإننا نؤكد ضرورة استقدام خبراء في علم الفلك لتحقق دعوى قطعية نتائج الحساب الفلكي أو ظنيتها، وعلى ضوء ذلك نقرر ما نراه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
حرر في 14/2/1395هـ.
عضو الهيئة ... عضو الهيئة ... عضو الهيئة
عبد الله بن سليمان بن منيع ... محمد بن جبير ... عبد المجيد حسن
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 46)
قرار رقم (108) وتاريخ 2/11/1403هـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وبعد :
ففي الدورة الثانية والعشرين لمجلس هيئة كبار العلماء المنعقدة بمدينة الطائف، ابتداء من العشرين من شهر شوال حتى الثاني من شهر ذي القعدة عام 1403هـ بحث المجلس موضوع إنشاء مراصد فلكية يستعان بها عند تحري رؤية الهلال، بناء على الأمر السامي الموجه إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برقم (4/ص/19524) وتاريخ 18/8/1403هـ، والمحال من سماحته إلى الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (2652/1/د)، وتاريخ 1/9/1403هـ واطلع على قرار اللجنة المشكلة بناء على الأمر السامي رقم (6/2) وتاريخ 2/1/1403هـ، والمكونة من أصحاب الفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي عضو هيئة كبار العلماء وأعضاء الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، والشيخ محمد بن عبد الرحيم الخالد، ومندوب جامعة الملك سعود الدكتور فضل أحمد نور محمد، والتي درست موضوع الاستعانة بالمراصد على تحري رؤية الهلال، وأصدرت في ذلك قرارها المؤرخ في 16/5/1403هـ المتضمن:
أنه اتفق رأي الجميع على النقاط الست التالية:
1 - إنشاء المراصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال لا مانع منه شرعا.
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 47)
2 - إذا رئي الهلال بالعين المجردة، فالعمل بهذه الرؤية، وإن لم ير بالمرصد.
3 - إذا رئي الهلال بالمرصد رؤية حقيقية بواسطة المنظار تعين العمل بهذه الرؤية، ولو لم ير بالعين المجردة؛ وذلك لقول الله تعالى: سورة البقرة الآية 185 فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ولعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري الصوم (1808),صحيح مسلم الصيام (1080),سنن النسائي الصيام (2122),سنن ابن ماجه الصيام (1654),مسند أحمد بن حنبل (2/5),موطأ مالك الصيام (634),سنن الدارمي الصوم (1690). لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما ، ولقوله عليه الصلاة والسلام: سنن النسائي الصيام (2117). صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم . . . الحديث يصدق أنه رئي الهلال، سواء كانت الرؤية بالعين المجردة أم بها عن طريق المنظار، ولأن المثبت مقدم على النافي.
4 - يطلب من المراصد من قبل الجهة المختصة عن إثبات الهلال تحري رؤية الهلال في ليلة مظنته، بغض النظر عن احتمال وجود الهلال بالحساب من عدمه .
5 - يحسن إنشاء مراصد متكاملة الأجهزة للاستفادة منها في جهات المملكة الأربع، تعين مواقعها وتكاليفها بواسطة المختصين في هذا المجال.
6 - تعميم مراصد متنقلة؛ لتحري رؤية الهلال في الأماكن التي تكون مظنة رؤية الهلال، مع الاستعانة بالأشخاص المشهورين بحدة البصر، وخاصة الذين سبق لهم رؤية الهلال . ا هـ.
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 48)
وبعد أن قام المجلس بدراسة الموضوع ومناقشته ورجع إلى قراره رقم (2) الذي أصدره في دورته الثانية المنعقدة في شهر شعبان من عام 1394هـ في موضوع الأهلة قرر بالإجماع: الموافقة على النقاط الست التي توصلت إليها اللجنة المذكورة أعلاه، بشرط أن تكون الرؤية بالمرصد أو غيره ممن تثبت عدالته شرعا لدى القضاء كالمتبع، وأن لا يعتمد على الحساب في إثبات دخول الشهر أو خروجه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء
.... .... رئيس الدورة
عبد الرزاق عفيفي ... عبد الله خياط ... عبد العزيز بن صالح
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... عبد المجيد حسن ... إبراهيم بن محمد آل الشيخ
سليمان بن عبيد ... صالح بن غصون ... راشد بن خنين
عبد الله بن منيع ... صالح اللحيدان ... عبد الله بن غديان
محمد بن جبير ... عبد الله بن قعود ... .
أوافق على النقاط الخمس من قرار ... .... .
اللجنة أما النقطة الثانية فلا أوافق عليها ... .... .
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 49)
سهيل1
05/09/2007, 06:03 PM
ما هذا الكلام الغريب يا سهيل ؟!
من الذي قدم الحسابات الفلكية على قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ و هل يفعل ذلك مسلم يؤمن بالله و اليوم و الآخر ؟
كل من يعتبر الحسابات الفلكية أولى من الرؤية ...
قد قدم الحسابات الفلكية (( وإن كانت صحيحة )) على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و ما هذا الكلام الذي لم أفهم منه شيئا (
اكثر التقاويم الآن تعتمد على حساب المعهد الفلكي البريطاني .... ولا بد أن يعلم الجميع أن به خطأ عظيما .. حيث يعتبر يوم عرفة 9 ذي الحجة سنة 10 هـ ( حجة الوداع ) يوم السبت والمتواتر لدينا أنه يوم الجمعة ... )
ما قصدته عملية (( الحساب الفلكي )) لسنة 10 هـ يوم عرفة 9/12 /10هـ (( المفروض أنه الجمعة )) .. خذ أي تقويم تجد أنه يوافق السبت ... والسبب أنه يعتمد على (( طريقة )) المعهد الفلكي البريطاني ..
هههههه ,لقد أضحكتني أخي سهيل ,بهذا الخبر الذي أول مرة في حياتي أسمع به (
قبل العام الماضي قالوا يستحيل رؤية الهلال هكذا أكد علماء الفلك وكلام طويل في الجرايد.. ثم ماذا حدث ... تمت رؤيته وتصويره بالفيديو .. في الليلة التي قالوا يستحيل رؤيته ...(( وقدمت حلقة كاملة في قناة المجد ))
أرجو أن يكون كلامك بدليل و برهان و ليس كلاما من هنا و هناك ,لا ندري له مصدر ..
يا أخي قلنا لك البرهان (( حلقة كاملة )) في قناة المجد .. (( قبل العام )) ...
أريد رأيك بشأن الموضوع الذي وضعت له رابطا ... (( لأنه موثق )) .....
وهومن أفضل ما قيل فى هذه القضية
http://saaid.net/mktarat/ramadan/3.htm (http://saaid.net/mktarat/ramadan/3.htm)
.
.
لحظة إنتظار
05/09/2007, 07:14 PM
كل من يعتبر الحسابات الفلكية أولى من الرؤية ...
قد قدم الحسابات الفلكية (( وإن كانت صحيحة )) على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
.
لم يقل أحد بأن الحسابات الفلكية أولى من الرؤية ,المسألة مشروحة أعلاه فإرجع لها .
ما قصدته عملية (( الحساب الفلكي )) لسنة 10 هـ يوم عرفة 9/12 /10هـ (( المفروض أنه الجمعة )) .. خذ أي تقويم تجد أنه يوافق السبت ... والسبب أنه يعتمد على (( طريقة )) المعهد الفلكي البريطاني ..
من قال لك بأن جميع الفلكيين يعتمدون على هذا المعهد الذي لم أسمع من قبل بأن كل الفلكيين يعتمدون عليه ,ثم أن هذا المعهد لا دخل له بحساب أوائل الأشهر الهجرية ,بل هو يحدد لحظة ولادة الهلال فقط ,و أما تحديد أوائل الأشهر الهجرية فهذا راجع لجمعيات فلكية إسلامية .
يا أخي قلنا لك البرهان (( حلقة كاملة )) في قناة المجد .. (( قبل العام )) ...
يا أخي أنا لي حوالي 12 سنة أتابع في كل عام أخبار أهلة كل شهر و لم يأتي أحد من الذين إدعوا رؤية الهلال مع إستحالة ذلك في الحساب الفلكي بأي تصوير له ,و لو كان هذا حصل لأطبقوا الدنيا على أهل الحساب ,بل في أعوام كثيرة يتم الإعتراف بأن الرؤية كانت خاطئة .
أريد رأيك بشأن الموضوع الذي وضعت له رابطا ... (( لأنه موثق )) .....
وهومن أفضل ما قيل فى هذه القضية
http://saaid.net/mktarat/ramadan/3.htm (http://saaid.net/mktarat/ramadan/3.htm)
يا أخي الكريم الموضوع الذي في الرابط لا دخل له في بحثنا ,و بدايته هكذا (أن فى الإعتماد على الحساب الفلكى لإثبات دخول الشهر القمرى خطآن جسيمان : )
و نحن لا نقول بتاتا بالإعتماد على الحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر القمري ,و هو قول شاذ جدا لبعض الناس ,و إنما نقول (و ركز معي على اللون الأحمر ,لأن الناس للأسف الشديد يفهمون كلامنا بشكل خاطيء) يجب أولا النظر فيما يقوله الحساب ,فإن قال بظهور الهلال و إمكانية رؤيته ,عندها لا نكتفي بالحساب بل لابد من الرؤية و لكن بعد التأكد من إمكانيتها .
و لا يأتي قائل بعد ذلك ليقول أنتم تثبتون دخول الأشهر القمرية بالحساب ,بل نحن نثبتها بالرؤية الشرعية و لكن الواقعية .
لحظة إنتظار
05/09/2007, 07:38 PM
أخي الكريم أبو سليمان بحثك طويل و مفصل ,و لا يخلو من فوائد بإذن الله,و لكن وقتي الآن لا يسعفني لقراءته كله ,و لعل لي عودة له بإذن الله .
@أبو زيد@
05/09/2007, 09:59 PM
جزاك الله خيرا يا أمطار الوسمي على حرصك
لقول الحق والصدع بـــه
ولاشك أن الشرع هو الحد الخطير لمن يتعداه أو يعتدي عليـــه
وكلام الأخ لحظة إنتظار جزاه الله خيرا
لابأس به ولكن يخلو من الإدراك لحقائق الأمور
أخي الفاضل لحظة إنتظار قبل أن تقول رأيك يجب أن تعرف الحدود جيدا
(حدود ما أنزل الله) وما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم
أنا لا أتهمك بشيء ولكن أقول الحذر جيد
ليس لك
ولكن لنا جميعا يجب أن نحذر قبل أن نحكم أو نقول
رد الأخ أبو سليمان طويل جدا
ليته اقتصر على المهم وترك الباقي
لكي نستفيد
تتفاوت أنظار الناس عن بعضهم البعض
فمنهم من رؤيته حادة جدا
يستطيع تحديد أجسام بعيدة وصغيرة
والبعض الآخر يعاني الضعف في البصر
وأغلبية الناس أنظارهم معتدلة
الشيخ عبدالله الخضيري
أسمع عنه أنه صاحب رؤيـــة حادة (ماشاء الله)
فيستطيع تحديد الهلال
وأنتم كما تعلمون
شروط تحديد الهلال متعددة
أهمها المكان الصافي والخالي من الشوائب
والزمان ..
منظار فالوب أو ماشابه
آلة تحدد مكان الظواهر الفلكية
مثلها مثل باقي الآلات
ولايمكن ان نقارنها بالنظر البشري
لأنها تقرب بأضعاف نظر الآدمي
أنا كنت قد رأيت مشاركة للأخ أمطار الوسمي
عن هذا الأمر
ويكفيني القول
أننا مهما قلنا ومهما فعلنا
ومهما حسبنا ومهما نظرنا
فالإنسان يخطئ دائما ..
وما أمر الله به ورسوله هو الحق المبيييييين
جزاكم الله خير
كل الشكر للأخ أمطار الوسمي
وللأخ لحظة انتظار
أخوكم
شخص واقعي
05/09/2007, 10:38 PM
هههههه ,لقد أضحكتني أخي سهيل ,بهذا الخبر الذي أول مرة في حياتي أسمع به (
قبل العام الماضي قالوا يستحيل رؤية الهلال هكذا أكد علماء الفلك وكلام طويل في الجرايد.. ثم ماذا حدث ... تمت رؤيته وتصويره بالفيديو .. في الليلة التي قالوا يستحيل رؤيته ...(( وقدمت حلقة كاملة في قناة المجد ))
أرجو أن يكون كلامك بدليل و برهان و ليس كلاما من هنا و هناك ,لا ندري له مصدر ..
نفس الكلام في المداخلة اعلاه اخي "سهيل"
رد با الراحة؟
لحظة إنتظار
05/09/2007, 10:42 PM
تتفاوت أنظار الناس عن بعضهم البعض
فمنهم من رؤيته حادة جدا
يستطيع تحديد أجسام بعيدة وصغيرة
والبعض الآخر يعاني الضعف في البصر
وأغلبية الناس أنظارهم معتدلة
الشيخ عبدالله الخضيري
أسمع عنه أنه صاحب رؤيـــة حادة (ماشاء الله)
فيستطيع تحديد الهلال
وأنتم كما تعلمون
شروط تحديد الهلال متعددة
أهمها المكان الصافي والخالي من الشوائب
والزمان ..
منظار فالوب أو ماشابه
آلة تحدد مكان الظواهر الفلكية
مثلها مثل باقي الآلات
ولايمكن ان نقارنها بالنظر البشري
لأنها تقرب بأضعاف نظر الآدمي
بارك الله فيك أخي الكريم بو زيــد على مداخلتك اللطيفة ,و لكن صدقني أخي الفاضل أن البعيد عن تفاصيل علم الفلك لا يمكنه إدراك أشياء كثيرة مما يتم النقاش عنها هنا .
و قوة نظر الشيخ عبد الله الخضيري مهما وصلت ,لن تصل لقوة تكبير منظار فلكي و لا دقته .
أخي الكريم أنا حضرت جلسات ترائي الهلال بواسطة منظار كهربائي موجه ,يعني يتم توجيهه مباشرة لكوكب الزهرة بواسطة برنامج فيكون كوكب الزهرة في وسط مجال الرؤية تماما ,و قد تم توجيهه إلى مكان وجود الهلال مع عدم توفر إمكانية الرؤية في ذلك الوقت (إذ أنه لم يمكث سوى 10 دقائق بعد غروب الشمس ,و لم يطلع قوس النور فيه بعد ),فلم نستطع رؤية شيء أبدا (مع العلم أن قوة تكبير هذا المنظار تصل لـ 200مرة ),ثم و في نفس تلك الليلة سمعنا أن الشيخ المذكور رأى الهلال بعينه المجردة !!
سهيل1
05/09/2007, 11:51 PM
و الطريقة الصحيحة للإستهلال هي كالتالي :
1- ننظر أولا ماذا تقول الحسابات الفلكية المضبوطة و الدقيقة متمثلة في حسابات مكتوبة أو برامج منصوبة أو جمعيات فلكية عالمية أو علماء فلك بارزون ؟ و ذلك بخصوص ولادة الهلال و إمكانية رؤيته (و لو بالمناظير الفلكية و ليس الإمكانية إلا بالعين المجردة ) و النتيجة غالبا بين الحسابات و البرامج و جمعيات الفلك و علماءه متفقة في التفاصيل بشكل كبير و الإختلاف ربما لا يصل حتى نصف دقيقة .
2- فإن قالوا لنا أولئك المختصون بالفلك بولادة الهلال و إمكانية رؤيته ,أمرنا الناس بالإستهلال و الترائي ,و إن جاءنا بعد ذلك من يشهد برؤيته ,إختبرناه بالسؤال عن أوصاف الهلال و مكانه و زمانه ,فإن تطابق الوصف مع الحقيقة أخذنا بقول الشاهد ,و إعتبرناه حجة إن جاء معه من يشهد بمثله و يعضد كلامه .
3- و إن قالوا بعدم الولادة و عدم إمكانية الرؤية (و هم يتفقون على ذلك ) أغلقنا باب الإستهلال و الترائي من أساسه ,و لا نقبل قول من يأتي ليشهد بالرؤية ,لأن هذا يكون خلاف المعقول الجزمي .
يعني لا بد أن توافق الحساب الفلكي وإلا فالرؤية مردودة .. باختصار لا فائدة للرؤية هنا ولا معول عليها
فإن تطابق الوصف مع الحقيقة أخذنا بقول الشاهد ...
يا أخي الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا جاءه الأعرابي وشهد أنه رأى الهلال .. لم يزد على أن قال تشهد أن لا إله إلا الله .. ثم أمر الناس بالصيام ... ولم يساءله ليطابق قوله أوصاف الهلال
يا أخي الكريم علم الفلك علم عظيم .. يزيد المؤمن إيمانا .. ولا شك ان حساب القمر والشمس دقيق جدا (( الشمس والقمر بحسبان )) ... لكن حساب العلماء للشمس والقمر غير دقيق جدا ....
وما رأيك إذا غُمّ علينا بسحاب مثلا .. وكان الحساب الفلكي ( وهو صحيح ) يثبت الهلال ... أين تذهب من قوله صلى الله عليه وسلم فأكملوا العدة ثلاثين
يا أخي المسألة سهلة جدا
متابعة لقوله تعالي :
فمن شهد منكم الشهر فليصمه
ومتابعة لقوله صلى الله عليه وسلم :
صوموا لرؤيته ..وأفطروا لرؤيته ..
وبهذا نعتز ونتمسك بديننا حرفيا .. ونترك الاعتماد على الفكليين ( بأمور العبادة ) .
.
مخاوي السحاب
06/09/2007, 03:00 AM
مرحبا بكم جميعا في ساحه النقاش لزياده المعرفه في هذا الموضوع
اخواني نحن نؤمن وندرك ونوافق بأن دخول الشهر لايكون الا عن طريق رؤيه الهلال او اكمال الشهر لثلاثين يوما
ولكن نقطه الخلاف بيننا هي ان هل رؤيه هذا الهلال صحيحه ام ان الشخص تهيأ له وجود الهلال فاعتقد انه فعلا الهلال وشهد بذلك عن غير قصد منه
واقصد بذلك انه عندما ان الهلال يستحيل رؤيته حتى بالمناظير الفلكيه .. فكيف يمكن رؤيه بالنظر العادي مهما كان قوته لن يصل لقوه المنظار
هذا الجانب الاول
اما الجانب الاخر .. عندما نقول انه بالامكان رؤيه الهلال فلكيا وبالامكان رؤيته بالعين المجرده فهنا
نقول يجب ان يرى بالعين المجرده لانه من الممكن رؤيته فلن يكفينا رؤيته بالمنظار ولكن يجب ان يرى بالعين حسب ما جاء بالحديث الشريف
اضرب لكم مثالا بسيطا لتقريب وجهات النظر
لو اتى شخصان في اليوم الثامن والعشرين من الشهر وقالا اننا رأينا الليله الهلال وهما باعتقادهما اليوم التاسع والعشرون
فهل نقول بما انهما شخصان عادلان اذا غدا هو الشهر الجديد وذلك استنادا للحديث الشريف
ام نقول تهيأ لكم وجود الهلال لانه من المستحيل ان يرى بهذه الليله.ومهما كان اصرارهم على دقه الرؤيه سنقول مستحيل ان يرى بهذه الليله .
الا اذا كان لدى البعض قناعه بان علم الفلك هو مجرد كلام ولا يوجد به اي صحه او دقه وانما اجتهادات
فهنا سوف ينتقل محور الحديث لابواب اخرى
شاكرا للجميع ومهما بلغ علم الانسان يظل طالبا في هذه الحياه
دمتم بكل بخير
@أبو زيد@
06/09/2007, 03:45 AM
بارك الله فيك أخي الكريم بو زيــد على مداخلتك اللطيفة ,و لكن صدقني أخي الفاضل أن البعيد عن تفاصيل علم الفلك لا يمكنه إدراك أشياء كثيرة مما يتم النقاش عنها هنا .
الله يحييك ويبارك في عمرك يالغالي
وعلم الفلك علم واسع قد يخفى علينا الكثير الكثير
ولكن نحن عشاق الطقس قد يكون لدينا ميوك للفلك
على الأقل أفضل من غيرنا من هواة الأشيـــاء الأخرى
و قوة نظر الشيخ عبد الله الخضيري مهما وصلت ,لن تصل لقوة تكبير منظار فلكي و لا دقته .
شيء أكيد يا أبو هادي وعقلا لا يمكن أن تكون العين المجردة أفضل من المناظير المكبرة
ونحن نتفق في هذه النقطة وحتى العوام يتفقون عليها ولا يختلف عليها رجلين عاقلين
أخي الكريم أنا حضرت جلسات ترائي الهلال بواسطة منظار كهربائي موجه ,يعني يتم توجيهه مباشرة لكوكب الزهرة بواسطة برنامج فيكون كوكب الزهرة في وسط مجال الرؤية تماما ,و قد تم توجيهه إلى مكان وجود الهلال مع عدم توفر إمكانية الرؤية في ذلك الوقت (إذ أنه لم يمكث سوى 10 دقائق بعد غروب الشمس ,و لم يطلع قوس النور فيه بعد ),فلم نستطع رؤية شيء أبدا (مع العلم أن قوة تكبير هذا المنظار تصل لـ 200مرة ),ثم و في نفس تلك الليلة سمعنا أن الشيخ المذكور رأى الهلال بعينه المجردة !!
طيب ومالمشكلة في هذا ؟؟
الشيخ عبدالله الخضيري شاهد عدة مرات طلوع الهلال وعلى مدى سنين متتابعة
أعني أني أنا معك في الرصد والمتابعة بالمناظير الفلكية
طيب لم لا تذكر لنا
الأشهر التي تم فيها رصد الهلال بالمنظار وبرؤيـــة الشيخ عبدالله
إذن مادام الشيخ عبدالله الخضيري شاهد الهلال وفي نفس الوقت تمت مشاهدته عبر المنظار الفلكي
فإن الشيخ مصيب في رؤيته
سؤال : هل يستحيل أن تتم مشاهدة الهلال بعد غروب الشمس بقليل ؟؟
إذا كان الجواب بـ لا
فأقول والله الموفق أن الشيخ رصد طلوع الهلال تلك الليلة
والله من وراء القصـــد
تحياتي لك
لحظة إنتظار
06/09/2007, 11:17 AM
يعني لا بد أن توافق الحساب الفلكي وإلا فالرؤية مردودة .. باختصار لا فائدة للرؤية هنا ولا معول عليها
فإن تطابق الوصف مع الحقيقة أخذنا بقول الشاهد ...
يا أخي الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا جاءه الأعرابي وشهد أنه رأى الهلال .. لم يزد على أن قال تشهد أن لا إله إلا الله .. ثم أمر الناس بالصيام ... ولم يساءله ليطابق قوله أوصاف الهلال
يا أخي الكريم علم الفلك علم عظيم .. يزيد المؤمن إيمانا .. ولا شك ان حساب القمر والشمس دقيق جدا (( الشمس والقمر بحسبان )) ... لكن حساب العلماء للشمس والقمر غير دقيق جدا ....
وما رأيك إذا غُمّ علينا بسحاب مثلا .. وكان الحساب الفلكي ( وهو صحيح ) يثبت الهلال ... أين تذهب من قوله صلى الله عليه وسلم فأكملوا العدة ثلاثين
يا أخي المسألة سهلة جدا
متابعة لقوله تعالي :
فمن شهد منكم الشهر فليصمه
ومتابعة لقوله صلى الله عليه وسلم :
صوموا لرؤيته ..وأفطروا لرؤيته ..
وبهذا نعتز ونتمسك بديننا حرفيا .. ونترك الاعتماد على الفكليين ( بأمور العبادة ) .
.
في البداية أشكرك أخي الكريم سهيل على حسن ردك و إلتزامك الأدب و الإحترام المتبادل في الحوار و النقاش ,فبارك الله فيك .
و صحيح أن العلماء لم يصلوا بالضبط إلى كل دقة حساب الشمس و القمر ,و لكنهم وصلوا إلى درجة كبيرة من ذلك ,و قد لا يتجاوز نسبة خطأهم في ذلك نصف أو ربع دقيقة فقط ,و هذا يدل على دقة النظام الذي يحكم خلق الله سبحانه .
أشكرك مرة أخرى و جزاك الله خيرا .
لحظة إنتظار
06/09/2007, 11:32 AM
[/size][/font]
الله يحييك ويبارك في عمرك يالغالي
وعلم الفلك علم واسع قد يخفى علينا الكثير الكثير
ولكن نحن عشاق الطقس قد يكون لدينا ميوك للفلك
على الأقل أفضل من غيرنا من هواة الأشيـــاء الأخرى
[/size][/font]
مرحبا بك مرة أخرى اخوي بو زيــد ,و أنا لا أقصد بأنك بعيد عن علم الفلك أو أني أستهين بعلمك حاشاك ,و لكن قصدي أن الممارس للفعاليات الفلكية بشكل مستمر لا شك ستنكشف له أمور قد تكون خافية عليه هو نفسه من قبل توسعه في هذا المجال .
طيب ومالمشكلة في هذا ؟؟
الشيخ عبدالله الخضيري شاهد عدة مرات طلوع الهلال وعلى مدى سنين متتابعة
أعني أني أنا معك في الرصد والمتابعة بالمناظير الفلكية
طيب لم لا تذكر لنا
الأشهر التي تم فيها رصد الهلال بالمنظار وبرؤيـــة الشيخ عبدالله
إذن مادام الشيخ عبدالله الخضيري شاهد الهلال وفي نفس الوقت تمت مشاهدته عبر المنظار الفلكي
فإن الشيخ مصيب في رؤيته
سؤال : هل يستحيل أن تتم مشاهدة الهلال بعد غروب الشمس بقليل ؟؟
إذا كان الجواب بـ لا
فأقول والله الموفق أن الشيخ رصد طلوع الهلال تلك الليلة
والله من وراء القصـــد
تحياتي لك
لا شك بأن الشيخ عبد الله قد رأي الهلال في بعض الأحيان مع رأيته بالمنظار أيضا,و لكن الخلاف كان على النقطة الثانية لذلك كان التركيز عليها .
و ليس شرطا عندما يرى الشيخ الهلال و تتم مشاهدته في تلك الليلة بالمنظار ,ثم يراه الشيخ في ليلة أخرى مع عدم إمكانية ذلك بالمنظار نقول بأن الشيخ عبد الله مصيب في رأيته الثانية لأنه أصاب في الأولى ,إذ أن هذه القاعدة العقلية غير صحيحة .
مثال ذلك : إذا رأيت أنا أسدا في البلدة في يوم ما ,و رآه معي أهل البلدة كلهم,و قتل أحدهم ذلك الأسد, ثم إدعيت أنا رؤية الأسد بعد سنة أو سنتين مرة ثانية لوحدي ليس بالضرورة أن أكون صادقا أو غير مشتبها في الرؤية لأني رأيته من قبل ,خاصة إذا حكمت الأدلة القطعية بإستحالة هذه الرؤية الثانية ,عندما يكون مثلا هذا الأسد هارب من حديقة الحيوان المجاورة ,و التي لم يكن فيها غير هذا الأسد .
مع عدم المشابهة بين الإستحالتين ,إذ أن الإستحالة الفلكية تشبه إستحالة أن تنكسف الشمس في منتصف الشهر القمري أو ينخسف القمر في نهايته بدون سبب إلهي خارق للعادة .
سهيل1
06/09/2007, 11:49 AM
واقصد بذلك انه عندما ان الهلال يستحيل رؤيته حتى بالمناظير الفلكيه ..
هذا الجانب الاول
اما الجانب الاخر .. عندما نقول انه بالامكان رؤيه الهلال فلكيا
باختصار .. في كلتي الحالتين :
.. لا بد أن يوافق الحسابات الفلكية .. لا أدري لماذا (( لا بد أن )) وإجبار المسلمين على اتباع الحسابات الفلكية .. وترك النصوص الشرعية ...وهذا أمر خطير .. سواء بترك الاعتماد عليها(( الرؤية )) أو تكذيب الشهود بالاعتماد على الحساب الفلكي ..
أليس من الأفضل الصوم للرؤية والإفطار للرؤية وعدم إزحام علم الفلك في (( إثبات رمضان ))
اضرب لكم مثالا بسيطا لتقريب وجهات النظر
لو اتى شخصان في اليوم الثامن والعشرين من الشهر وقالا اننا رأينا الليله الهلال وهما باعتقادهما اليوم التاسع والعشرون
فهل نقول بما انهما شخصان عادلان اذا غدا هو الشهر الجديد وذلك استنادا للحديث الشريف
دمتم بكل بخير
أخي الكريم أنت تعلم أنه لا بد من أمرين :
1- رؤية الهلال ... شاهد واحد مسلم(لا يسأل عن عدالته ) لشهر رمضان .. وشاهدين (( عدلين )) لشهر شوّال
2- إكمال العدة ... وهي شرط لمثالك الأخير
ايها الإخوة الفقهاء توسعوا في هذا الأمر (( بدء الشهر )) واستنبطوا استنباطات كثيرة ..(( إلا مسألة الرؤية )) لم يتجرؤوا على مخالفة النص ))
.
سهيل1
06/09/2007, 11:58 AM
في البداية أشكرك أخي الكريم سهيل على حسن ردك و إلتزامك الأدب و الإحترام المتبادل في الحوار و النقاش ,فبارك الله فيك .
أشكرك مرة أخرى و جزاك الله خيرا .
يا أخي الكريم ... والله يا أخي الكريم الأدب خلق راقي .. يزيد من قدر الإنسان عند نفسه (( في المنتديات )) وعند غيره في المجالس والأماكن العامة ..
............
بارك الله فيكم وأسعدكم في الدارين ...
.
لحظة إنتظار
06/09/2007, 11:59 AM
مرحبا بكم جميعا في ساحه النقاش لزياده المعرفه في هذا الموضوع
اخواني نحن نؤمن وندرك ونوافق بأن دخول الشهر لايكون الا عن طريق رؤيه الهلال او اكمال الشهر لثلاثين يوما
ولكن نقطه الخلاف بيننا هي ان هل رؤيه هذا الهلال صحيحه ام ان الشخص تهيأ له وجود الهلال فاعتقد انه فعلا الهلال وشهد بذلك عن غير قصد منه
واقصد بذلك انه عندما ان الهلال يستحيل رؤيته حتى بالمناظير الفلكيه .. فكيف يمكن رؤيه بالنظر العادي مهما كان قوته لن يصل لقوه المنظار
هذا الجانب الاول
اما الجانب الاخر .. عندما نقول انه بالامكان رؤيه الهلال فلكيا وبالامكان رؤيته بالعين المجرده فهنا
نقول يجب ان يرى بالعين المجرده لانه من الممكن رؤيته فلن يكفينا رؤيته بالمنظار ولكن يجب ان يرى بالعين حسب ما جاء بالحديث الشريف
اضرب لكم مثالا بسيطا لتقريب وجهات النظر
لو اتى شخصان في اليوم الثامن والعشرين من الشهر وقالا اننا رأينا الليله الهلال وهما باعتقادهما اليوم التاسع والعشرون
فهل نقول بما انهما شخصان عادلان اذا غدا هو الشهر الجديد وذلك استنادا للحديث الشريف
ام نقول تهيأ لكم وجود الهلال لانه من المستحيل ان يرى بهذه الليله.ومهما كان اصرارهم على دقه الرؤيه سنقول مستحيل ان يرى بهذه الليله .
الا اذا كان لدى البعض قناعه بان علم الفلك هو مجرد كلام ولا يوجد به اي صحه او دقه وانما اجتهادات
فهنا سوف ينتقل محور الحديث لابواب اخرى
شاكرا للجميع ومهما بلغ علم الانسان يظل طالبا في هذه الحياه
دمتم بكل بخير
كلام الأخ مخاوي السحاب كلام صحيح لا غبار عليه ,و هو غير مخالف للشرع و موافق للعقل السليم .
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك الله خيرا .
أمطار الوسمي
06/09/2007, 02:22 PM
أشكر المشرف على التثبيت وإن دل فإنما يدل على التواضع والرغبة في معرفة الحق ولا نزكي على الله أحدا
وأشكر كل من أضاف شيء حول الموضوع أو نقل
ولا شك بأن أمة محمد معصومة أن تجتمع على ضلالة فلا بد من قائم بالحق في كل زمان ومكان
وارفض أن يستخدم موضوعي للإساءة للآخرين كمشرفنا لحظة انتظار فالبعض يتربص بموقع مكشات ورموزه وهذا شيء مرفوض منبوذ شرعا وخلقا
ولي عودة في فرصة سانحة
اعتذر بشدة للجميع وقد لا يقبل العذر ولكن هي الحقيقة
لحظة إنتظار
06/09/2007, 04:29 PM
أشكر المشرف على التثبيت وإن دل فإنما يدل على التواضع والرغبة في معرفة الحق ولا نزكي على الله أحدا
وأشكر كل من أضاف شيء حول الموضوع أو نقل
ولا شك بأن أمة محمد معصومة أن تجتمع على ضلالة فلا بد من قائم بالحق في كل زمان ومكان
وارفض أن يستخدم موضوعي للإساءة للآخرين كمشرفنا لحظة انتظار فالبعض يتربص بموقع مكشات ورموزه وهذا شيء مرفوض منبوذ شرعا وخلقا
ولي عودة في فرصة سانحة
اعتذر بشدة للجميع وقد لا يقبل العذر ولكن هي الحقيقة
بارك الله فيك أخي الفاضل أمطار الوسمي على هذه الأخلاق العالية و التعامل الطيب مع الناس ,و نحن هنا نرفض الإساءة لأي أحد من أصغر مكشاتي و حتى المشرف العام ,و الجميع إخوة في هذا الصرح العلمي الشامخ بإذن الله ,و إختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية ,و أرقى أنواع النقاش هو الحوار ذو الإحترام المتبادل .
abu slaymaan
06/09/2007, 07:01 PM
احبتي الكرام البحث الذي وضعته هو بحث في هذه المسأله
من البحوث العلمية لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية
وقد نقلته لكم ليكون مرجعا للجميع في هذه المسألة وللأمانة العلمية لم ارغب في تلخيصه او حذف شئ منه
مخاوي السحاب
07/09/2007, 07:19 AM
شكرا للجميع على معلوماتهم وارائهم
احببت ان اقول نحن لاننكر الرؤيا ولا نرفضها بل نقول انها هي احد شرطي دخول الشهر
ولكن نقول كي نعرف مدى صحه الرؤيا من خطأها نرجع للفلك لاثبات هل كانت الرؤيا صحيحه
ام انها لاتتوافق مع الحسابات الفلكيه الدقيقه
لانه من الصعب ان نوافق ونؤمن بعلم الفلك في طلوع الشمس اليومي وغروبها ومايترتب عليه من صلاه وصوم
ونرضى به وعند الرجوع لعلم الفلك للتحقق من مدى صحه الرؤيا نقول لايجوز
لان بدايه الصيام وانتهائه تكون من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس ولم يأتي احد ويقول من المفروض ان نرى طلوع الفجر بأنفسنا والغروب بأنفسنا بل رجعنا لعلم الفلك في ذلك
فلماذا نرجع له احيانا ونرفضه احيانا بالرغم بانه لايوجد دليل شرعي في الرجوع له
ولكن العقل يقول بما اننا ادخلناه في العباده (طلوع الفجر وغيوب الشمس وم يترتب عليها من صوم وصلاه) فيجب ان نرضى بهذا العلم او نرفضه بكل اوجهه واستعمالاته
كل الشكر والتقدير للكتاب والقراء ودمتم بخير
معشي الشجر
07/09/2007, 10:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله
يبدو لي أن محل الاختلاف نقطة واحدة فقط وهي مسالة رد شهادة الشهود في إثبات دخول الشهر عندما يقول علم الفلك بعدم إمكانية الرؤية كما سيحصل هذا العام يوم الثلاثاء القادم
أما إثبات دخول الشهر فلكيا باعتبار الولادة اعتبارا مطلقا أو ناقصا أو باعتبار غروب الشمس قبل القمر أو حتى باعتبار امكانية الرؤية حسب أدنى زاوية سجلت فيها الرؤية عالميا فهذا أظن أن الجميع متفق أنه لابد من الرؤية أو إكمال العدة ثلاثون يوما دون النظر مطلقا لمنطق علم الفلك.وفي هذه المسالة أعملت جميع الأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على الرؤية أو الإكمال
لكن في المسألة الأولى وهي مسالة الخلاف ردت الشهادة-وهي مسالة جديرة بالتريث والبحث- ولم ترد الأدلة فالأدلة معمول بها عند حصول الشهادة الصحيحة فالطعن ليس في الدليل إنما في رؤية الشاهد وليست ايضا في الشاهد نفسه.
وإلا فالجميع متفقون ولله الحمد لكن ينبغي توضيح هذه الجزئية لمن يرى أن في علم الفلك إهمال أو رد للأدلة الصحيحة.
والله الموفق
لحظة إنتظار
07/09/2007, 11:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله
يبدو لي أن محل الاختلاف نقطة واحدة فقط وهي مسالة رد شهادة الشهود في إثبات دخول الشهر عندما يقول علم الفلك بعدم إمكانية الرؤية كما سيحصل هذا العام يوم الثلاثاء القادم
أما إثبات دخول الشهر فلكيا باعتبار الولادة اعتبارا مطلقا أو ناقصا أو باعتبار غروب الشمس قبل القمر أو حتى باعتبار امكانية الرؤية حسب أدنى زاوية سجلت فيها الرؤية عالميا فهذا أظن أن الجميع متفق أنه لابد من الرؤية أو إكمال العدة ثلاثون يوما دون النظر مطلقا لمنطق علم الفلك.وفي هذه المسالة أعملت جميع الأدلة الصحيحة الصريحة الدالة على الرؤية أو الإكمال
لكن في المسألة الأولى وهي مسالة الخلاف ردت الشهادة-وهي مسالة جديرة بالتريث والبحث- ولم ترد الأدلة فالأدلة معمول بها عند حصول الشهادة الصحيحة فالطعن ليس في الدليل إنما في رؤية الشاهد وليست ايضا في الشاهد نفسه.
وإلا فالجميع متفقون ولله الحمد لكن ينبغي توضيح هذه الجزئية لمن يرى أن في علم الفلك إهمال أو رد للأدلة الصحيحة.
والله الموفق
بارك الله فيك أخي معشي الشجر على توضيح هذه الجزئية الهامة ,و كلامك هذا هو رد على من قال بأن كل شخص إتبع الحسابات الفلكية في حال تعارضها مع الرؤية فهو شخص يرد أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم ,بينما هو في الحقيقة رد لشهادة شخص إما كاذب في رؤياه أو مشتبه فيما إدعاه ,و إلا فالكل و لله الحمد يضع أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم فوق رأسه إحتراما لها و إتباعا لهديها .
Powered by vBulletin® Version 4.2.3 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir