المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من لديه تفاصيل كاملة عن سنة الطبعة التي ضربت الخليج ونجد ؟؟؟



راس الجبل
16/10/2007, 02:28 AM
أرجو ممن لديه أية معلومات عن ذلك الأعصار (سنة الطبعة) التي ضربت الخليج ونجد ، أن يزودنا بها وله الشكر والتقدير .

مرفــأ
16/10/2007, 03:09 AM
لعلى هذا الرابط يفيدك لأخونا realman2005

http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=89517


سنة الطبعة ومادراك ماسنة الطبعة --- سنة لانسى رحم الله من توفي فيها
اردت فقط ان ابين لكم معلومات عن سنة الطبعة التي ضريت الخليج عام 1343 الموافق 1925 عن طريق بعض المواضيع المنقولة
وارجو منكم ان تسألو الله العافية

الموضوع الاول

نسمع من اجدادنا و من كبار السن كلمة ( الطبعة ) او ( سنة الطبعة ) .... و فلان ولد سنة الطبعة أو قبل سنة الطبعة .... او فلان مات سنة الطبعة. و موقعة كذا قبل سنة الطبعة و هلم جرا ...

فسنة الطبعة او عام الطبعة تذكار محفور في قلوب اهل البحر واهليهم وتاريخ مميزلا يمكن نسيانه ...


في عام 1343هـ و بالتحديد على الساحل الشرقي للجزيرة العربيةابان موسم الغوص و بينما كانت سفن الغوص متواجدة على المغاصات للشروع في عملية الغوصصباحا، و كانت اكثر السفن على مغاص يقال له " الديبل " بينما بقية السفن الغوصمتفرقة على المغاصات الاخرى كمغاص داس – حاولول - ابا الحنين – جنة – حولي – اشتيه ...و غيرهن.











ففي منتصف الليل هبت رياح نشطة تصاحبها امطار غزيرة، فثار البحرو زمجر، و تعالت امواجه و تلاطمت جوانبه و دفعت الرياح والامطار السفن مع كل الاتجاهات، فتلاطمت مع بعضها و تعالت اصوات خلق الله بترديد التضرع و التوسل الى اللهو الالتجاء الى رحمته، و هم يصارعون هول هذه الليلة الليلاء الحالكة الظلمة و يسمعونالنداءات و الاستغاته في كل الاتجاهات يتعالى مع صرير الالواح و تمزق الاشرعة و تلاطمالامواج ببعضها و غرق اكثر السفن و المراكب بما فيها الا من كتب الله له النجاة .

و بعد انتهاء العاصفة و سكون البحر هرعت سفن الانقاذ من الموانىء القريبةحاملة الطعام و الشراب و الاسعافات الاولية و بعد البحث و التقصي نتج ما يلي:






قدرت السفن و المراكب التي غرقت في البحر 80% من السفن و المراكب الموجودةفي عرض البحر ابان الحادثة


مات و فقد عديد كبير من الرجال على جميعمستويات ( قيل مات 5000 نفس )


فقدت اموال طائلة، فقد كان البحارة يحملون اموالهم معهم اثناءركوبهم في البحر حفاضا عليها

السفن التي نجت حدث بها تلفيات كبيرة

من قصص الطبعة:

يروي احد الناجين من هذا الاعصار المدمر بقوله : أنهبعد منتصف الليل تغير علينا الجو فجاة وهبت عاصفة شديدة يصاحبها مطر غزير، فتلاطمتالامواج و هرع كل واحد منا يغطي راسة او يختبىء في ظهر السفينة، و ما هي الا لحظاتحتى تبدد كل شي و طار كل غطاء و تدافعت كل السفن على بعضها و تعالت الاصوات و صياح خلقالله يرددون عبارة " يا سلام سلم " و عندما غطى المائ السفينة اقتلعت لوحا ً و سقطت بهفي البحر و تمكنت من القبض عليه بشدة و اشعر انني بين الامواج الهائلة مرة اعلوا و مرةيعلوني، و لكن الله كتب لي النجاه، فعند الفجر شاهدت البر و كانني مولود هذه اللحظة، و حمد الله و صليت الصبح، و اذا انا على ساحل راس تنورة.

و يروي صاحب كتاب " من كارم الاخلاق " قصة رجلين ركبا لوح فصار يسبح بهما فتعلوا بهم الامواج و تهبطفي عرض البحر لا يرون سوى السماء من فوقهم و الماء من تحتهم و قد اشرفا على الهلاك لماحل بهما من الكرب و الشدة فكان احدهما يلهج لسانه بذكر الله و يردد " يا كريم يا كريم "

اما الاخر فقد استفزه الشيطان و اغواه بسوء الظن بربه فقال لرفيقه : تقول يا كريمو البحر و هوامه تحتك، و بعد لحظات بدا بهذا الرجل التعب والضعف حتى فلتت يداه من هذااللوح و هوى الى البحر و غرق ... اما رفيقة الذي يلهج بذكر الله و يقول : يا كريميا كريم " فقد نجا و رمى به الموج على ساحل البحر فتلقاه اناس و انقذوه بماء و طعام، و هذا من لطف الله بعباده و حسن الظن به.

و يقول اخر ...انه في ليلة كان علىظهر سفينة غوص مع مجموعة من الغواصين فهبت علينا ريح شديدة و اظلمت السماء و امطرتو تعالت الامواج حول السفينة تدور بها الرياح بشدة في وسط البحر حتى امتلات بالماءو تقاذفنا منها يمينا ً و يسارا ً في البحر بدون شعور فهيأ الله لي لوحا يطفوا علىالماء فامسكت به و ركبت عليه و كان عليَ ازار مربوط به حزام به سكين " خنجر " فبينماانا ممسك باللوح اقترب مني سباح و حاول ان ياخذ اللوح مني فعمدت الى السكين و وخزتهبها طعنا ً فابتعد عني و انا لا اكاد اراه من شدة الظلام و لا اعلم ما حل به، هل ماتام نجا فبقيت على هذا اللوح و انا في حالة يرثى لها، و قد انهارت قواي و امتلا بطنيبالمياة، و لا اعلم في أي اتجاه اسير حتى فقدت الشعور، و اذا انا بالقرب من البر فيوقت الضحى فانتشلتني سفن الانقاذ الى الساحل فبادروني برفع ارجلي الى اعلى و راسيالى اسفل حتى خرج الماء من بطني و لم افق الا بعد يومين و بقيت بعدها شهرا كاملامريضا ً الى ان شفاني الله و كتب لي حياة جديدة.




============== ( الجزء الثاني ) ==============


تحدث احد ابناء مجموعة من اهالي " مرات " كانوا على ظهر السفينة في احد المغاصات مع احد النواخذ من البحرين و كانوا على مغاص يقال له ( جنه). يروي ذلك عن ابيه الذي قال :

بعدما بدات العاصفة و نزول الامطار كنا نرى السفن تتلاطم مع بعضها و كنا نرى انفسنا ندور في نفس المكان حتى قد اكثرنا وعيه و طارت الامواج بمركبنا بعيدا, وعندما هدأت العاصفــة تفقدنا بعضنا و كنا _ اهل مرات خمسة بحارة _ من ضمن الناجين و مركبنا تتساقط منه الحطام و نحن في ذعر شديد ولا ندري في أي مكان نحن لا نرى الا السمــاء و الماء فاتجهنا بالدعاء و الاستغاثه بالله و قراءة القران ... و بعد عدة ايام من ضياعنا وعند الفجر شاهدنا على بعد اناس في مركب صغير فاتجهنا لهم فعرفوا اننا ضائعين و انقذونا بالماء و الطعام و بدات فينا الحياة و تعجبوا من حالتنا و حالة مركبنا و اخبرونا اننا عند الشواطىء العمانية ففرحنا و بقينا في عُمان عدة ايام لاصلاح مركبنا ثم عدنا مع النوخذه و بحارته الى البحرين الى ان من الله علينا بالنجاة و كانت خاتمة البحر و توديعة..

و اورد صاحب كتاب الدلم قصة الشاعرراشد بن عبدالله بن حركان من اهالي الدلم قال :
















توجه الشاعر الى الخليج العربي يبحث عن اللؤلؤ و الرزق كغيره من النجديين الذين امتهنو مهنة الغوص في البحر، و لما كان مع صحبيته في ليلة من الليالي على ظهر مركب بحري هبت عليهم ريح عاصفــة فماجت بهم الامواج و اصبح مركبهم في عداد الغرقى مع انه لا يزال على وجه البحر فصاروا يتلفتون يمينا و يسارا بحثا عن منقذ و وزعوا المهام بينهم فكان بعضهم يحافظ على رفع الناف (الساريه) التي جعلوا فوقها نارا عل من يراها من بعيد يتجه اليهم لينقذهم، اما صاحبنا الشاعر مهمته غرف المياة التي صارت تتدفق في وسط السفينة يغرف الماء حتى لاتغرق فكتب لهم النجاة ... و في هذه الاثناء ابحر خياله فتذكر نجد واهلها و احبيته و تذكر الطموحات و الامال التي جاءت به من الدلم الى البحر فانشــد :



يا جظ قلبي يـــــــــــــــوم ارفع النــاف

يشــــــــــــــــــــوفه الي من بعيـد يجينا
و احذف لها حبــال يمين و مجـــــداف

عنها يســـــــــــار و واحـــــد من يمينا
و يا ليت منهو ما تعــــــرف بالاسياف

و لا مشى في ديـــــــــــــــرة المشكلينا
و لا ركب ما شوة بينهــــــــــــــا ساف

موج البحر قام يتلاطـــــــــــــــــم علينا
و يا ليت منهو ما غـــرف له بمغراف

في طول ليله و المـــــــــــــــلا نايمينا
في غــبة و النو جـــــــــــــا له ترزاف

غربيــــــــــــــــــــــــة هبت علينا بحينا
تمت و صلى الله على سيــد الاشراف

عداد من زار الحــــــــــــــــــرم حاجينا


روى أحدهم قصة عن رجل من اعمامه من البادية يقول :

انه في ليلة كان على ظهر سفينة غوص مع مجموعة من الغواصين فهبت علينا ريح شديدة و أظلمت السماء و امطرت و تعالت الامواج حول السفينة تدور بها الرياح بشدة في وسط البحر حتى امتلأت بالماء و تقاذفنا منها يمينا و يسارا في البحر بدون شعــور فهيا الله لي لوحا يطفوا على الماء فامسكت به و ركبت عليه و كان على ازار مربوط به حزام من سكين ( خنجر ) فبينما انا ممسك باللوح اقترب مني سباح و حاول ان ياخذ اللوح مني فعمدت الى السكين و وخزته بها طعنا فابتعد عني و انا لا اكاد اراه من شدة الظلام و لا اعلم ما حل به و هل مات او نجا.

فبقيت على هذا اللوح و انا في حاله يرثى لها و قد انهارت قواي و امتلأ بطني بالمياة و لا اعلم في أي اتجاه اسير و فقدت الشعور، و إذا انا بالقرب من البر في وقت الضحى فانتشلني سفن الانقاذ الى الساحل فبادروني برفع ارجلي الى اعلى و راسي الى اسفل حتى خرج الماء من بطني و لم افق الا بعد يومين و بقيت شهرا كاملا مريضا الى ان شفاني الله و كتب لي حياة جديده.


============== ( الجزء الثالث ) ==============

الشاعر ناصر بن عبدالله بن كليب الكثيري من نجد من الحريق و كان ممن يعملون بالبحر و له تجربة طويلة فيه، و كان قلبه بحار شجاع و ممن يستحبون ركوب المخاطر ... و في يوم كان يعمل بالبحر لاستخراج الصيد فاذا البحر يُغير من هدوئه و يتحول الى حالة من الغضب والهيجان، و كان البحارة قد نزلوا للصيد و تعمقوا فيه و هو هادىء الامواج، و حدث ان انقلبت القوارب فهبط الى القاع من هبط، و نجا بارأده الله من علم باسرار البحر و استطاع ان يُروض امواجه و يجعلها سلسة القيادة و كان من بين الذين تمرسوا على اساليب ترويض البحر الشاعر ناصر الكثيري فاستطاع بقدرة الله ان ينجوا بعد عناء و مشقة، فارسل الى اخية عبدالرحمن ابياتا من الشعر يصف فيه حال البحر و صلابة رجاله الذين يعملون فيه و قدرتهم على مواجهة الصعاب .. يقول :
يا راكبٍ من فـــــــــــــــوق بنت العماني

مامونة تقطع افجــــــــــــــــوج الاخبــة
ما ساقها العمــــــــال بين الســـــــواني

ولا صدرت بالغرب ماهــــــــــــا تصبــة
الصبح تسرح من ديــــــــــــار ابن ثاني

وفي يوم ثالث صلب جـــــــــــــــدي تنبه
تنصا عضيدي واخبــــــــره وش جـــاني

غطا على الموج في وســـــــــــــط غبة
الطبعـــة الخطـــــــــــرة خطرها غطاني

مـــــــــــــــــوج البحر في غبته مطلحبة
عمري إذا ميـــــــــــــــر الله اللي وقاني

كله ســــــــــــــــــــوال الي ضناها تحبه
لـــــــــــــــوا عشيري بي يصيبه اجنابي

لا قيل نـــــــــاصر عاصر المـــــوج ذبه
طلب المعيشة مثل غيري حــــــــــــداني

افدا بعمــــــــــري غيص في كــــل غبه











صلب جدي = أخية عبدالرحمن











وهذا ناصر بن حماد التميمي _ راعي الأثلة _ كان من ضمن الذين نجوا و تجرعوا مراره الطبعـــة عام 1343 هــ يروي تفاصيل تلك الليلة في قصيدة من 31 بيت ... نذكر منها :









انا مــــا تهيا لي ابعمـــــــــري و هالني

أحــذا ليلة سوداء على اللي ســــرابها
يوم على الديبل تطبع بهــــــــــا الخشب

كم واحـــد جت قدرته مـــــــــــــا درابها
ضربنا بنصف الليل نصــــف من الشهر

شهر ربيع اول ابعـــــــــــــــدة احسابها
دالوب غــــــــــــــريبة من الله أمطبعــة

ثلاث ســــــــــــــــــــاعات تنفض ربابها
و اللي ضرب بالـمــوج مــــوجه يشيلنا

شفنا الهوايل يــــــــــــــوم زاد اقتلابها
في غبة والموج يـــــــــركب على الدقل

يوم هدير القــــــــــــــــــوع يقلب ترابها
تفرقوا من غير عقــــــــــــــــــد و جيرة

ونفوسهم اللي مــــــــــــــا يعدد حسابها
لا هوش غلمان نهـــــــــــوش او نمتنع

ولا عبلة بيضاء نـــــــزين هضابهـــــــا
كم جالبوت بـــــــــــــــــوال الموج ثبرت

ضاعوا جـزاويها و قصـــــوا خــــرابها
يامـــــــــا غـــدابه من صبي و شــــايب

و من نـواخذا غالي و مــــــــال غدابها
و اهل الكباير خصهـــــــــــــا الله بذنبها

جمها ابو سط الهيـر وعجـــــــل ذهابها
ولون وآل العـــــــــــــــــرش زاد بدقيقة

ما راح منا من يـــــــــــرد ابجوابهــــــا
مير انه نشر الرجمة و سلــم عشيرهم

تسعين كله راح فيها ومــــــــــــــــا بها
في راس تنورة دفـــــــــــــــــــن جنازيز

وفي سيف جدة يذكرون الغثـــــــــا فيها
و اخلاف ذا ياراكب فــــــــــــــــوق حرة

منجوبة ناقينها من كل اركــــــــــــــابها



الى ان يصل في نهاية القصيدة .....



يجيك كل مشــورب يطلب الخبــــر ينشد

عن الطبعـــــــــــــــة وش اللي جرابهـا
ينشد و نابه غايصين في نواجــــــــــــذه

و صدره مقابيسه يــــــــــــزيد اشتبابهـا
ينشــد وربعــه مدرســــــــات اعلومهم

توحي النســــــــــاء تقنب قنيب اذيـابهـا
تبكي ارجال تطلب العز اصبحـــــــــــــوا

طعام لحيتان البحـــــــــــــر في غبـابهـا
تبكي عشير مرمسات علومــــــــــــــــه

تبكي وهي مـــــــــــــا قللت في ثيابهـــا
ان طاولت جينا وشـــــــــــــافوا وجيهنا

ونفوسنا الوالي على مـــــــــا نوا بهـــا





الموضوع الثاني
وهو قراءة في كتاب حادثة سنة الطبعة نشرت في جريدة الياض
«حادثة سنة الطبعة» ..



مؤلَّف وثق تاريخاً مهماً لأهالي الخليج بالرواية والشعر





صدر حديثاً للمؤلف سعد بن عبدالعزيز السيف كتاب (حادثة سنة الطبعة) وثق به سنة الطبعة الشهيرة التي يؤرخ بها كثير من أبناء الخليج. وجاء الكتاب ب 88 صفحة من الحجم المتوسط استهله بإهداء الكتاب جاء فيه:








(إلى أرواح هؤلاء الرجال الكرام الميامين الذين قضوا نحبهم في البحر غرقاً والذين استسلموا لليأس زماناً ومكاناً وحاولوا الوقوف أمام مصاعب الحياة واجتهدوا في تبديدها وقد أفنوا أعمارهم في صراع مرير مع البحر، فرفعوا الأشرعة البيض ضد الريح وصارعوا الأمواج بجهودهم الذاتية وبعزيمتهم القوية، أقدم كتابي هذا اعترافاً بفضلهم وتخليداً لذاكراهم العطرة..).

ثم جاء شكر وتقدير لكل من ساهم معه في إعداد الكتاب شمل شخصيات من المملكة والبحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة ثم كان هناك نبذة مختصرة عن المؤلف يلي ذلك مقدمة الكتاب بقلم الأديب البحريني تقي محمد البحارنة جاء فيها:

( رغب إليَّ الصديق النابه سعد السيف، أن أكتب مقدمة لهذا البحث الذي يدور حول عدد من الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها دول الخليج العربي، وآخرها ما كان يُعرف بسنة الطبعة في البحرين في عام 1925م. وكان قد سبق لي أن كتبت له رسالة تثني على جهده في جمع وتصنيف الأخبار المتفرقة عن هذه الحادثة المريعة، لكي تصبح في متناول الباحثين والدارسين، والمهتمين بها، والتي بحسب علمي، لم يتفرغ لها أحد قبله).

ثم جاءت مقدمة المؤلف التي قال فيها:

بقلمي المتواضع أقدم على استحياء هذا الكتاب الذي يتحدث عن حادثة سنة الطبعة التي حدثت في الخليج العربي عام 1344ه - 1925م لم تكن فكرة هذا الكتاب المتواضع وليدة اليوم، بل كثيراً ما كانت تجول بخاطري نحو تغطية هذه الحادثة المؤلمة، ولعلمي المسبق أن تغطية كامل القصص والأحداث التي رافقت حدوث هذه العاصفة التي عُرفت بسنة الطبعة أمر مستحيل إلا أنني فضلت البدء فيما توفر لدي من معلومات عن طريق بعض المراجع وكذلك الروايات الشفهية من بعض كبار السن الذين أدركوا هذه الحادثة ومنهم من لم يدركوها بل نقلوا عن آبائهم وذلك لأغطي ولو جزءاً بسيطاً عن هذه الحادثة وليعذرني القارئ فيما يراه من قصور متكرماً بتوجيهي نحو الأفضل.

بعد ذلك تحدث المؤلف عن سنة الطبعة وعرّف بها وذكر تواريخ لطبعات سابقات بقوله:

فقد حدثت طبعات كثيرة في الخليج العربي منها طبعة (أهل الكويت) والتي حدثت عام 1288ه الموافق لعام 1871م فقد غرق فيها عدد كبير من سفن الكويتيين بسبب طوفان عظيم حدث في طريق عودتهم بين الهند ومسقط، ولم يسلم من ذلك إلا النادر من السفن، وقد أصيبت بيوتات كويتية عديدة في هذه المأساة وكان مكان حدوثها في بحر العرب قبل دخولهم مضيق هرمز المؤدي إلى الخليج العربي. وقد حدثت طبعة أخرى في الخليج العربي وذلك عام 1328ه الموافق 1910م وأيضاً عام 1335ه الموافق لعام 1916م وكذلك طبعة حدثت عام 1344ه الموافق لعام 1925م وهي الأكثر ضرراً أما ما قبلها وبعدها فلم تكن بكثرة أضرارها وهذه الطبعة هي موضوع هذا الكتاب.

ورصد ما كتبه الباحثون والمؤرخون منهم المؤرخ عبدالله محمد البسام وفرج العمران وخليل المريخي وراشد الزياني وغيرهم.

وتطرق لقصص كثيرة عن الطبعة ومن أطرفها أن إحدى السفن التي أبحرت من سيهات تعرضت للانقلاب والغرق وكان أحد بحارتها ضريراً أما بحارة السفينة فقد كان كل منهم مشغولاً للنجاة بحياته ومن بينهم الغواصون ذوو الخبرة أما الرجل الضرير (الأعمى) فقد استطاع السباحة ومصارعة الأمواج حتى تمكن من الوصول إلى بر الأمان على شاطئ البحر بالرغم أنه أعمى لا يعرف الجهة التي يسبح إليها ولكن رحمة الله وقدرته أنجت هذا الرجل من الغرق دون معونة أحد.

ثم استشهد المؤلف في بعض من حضر الطبعة ومنها قوله:

وقد ذكر أحد كبار السن في بلدة تاروت وهو من الرجال الذين كانوا في البحر قال:كنا جالسين بعد العشاء نتبادل الحديث عن الدنيا ومشاكلها فسمعنا صوتاً مثل صوت الطائرة الحربية الآن من الجهة الغربية الشمالية وحسب لهجته (من المقرن الغربي الشمالي) صرنا نسأل بعضنا بعضاً ما هذا الصوت؟، قال أحدنا إن صدق ظني فهو صوت هواء، وقال آخر هذه عاصفة مقبلة أنظروا لقد أظلم الجو، وكان القمر بدراً حيث إنها ليلة الثالث عشر من شهر ربيع الأول. وقفنا كلنا ننظر وبعد دقائق لا تتعدى الثلاث أو الأربع دقائق انقلب البحر وصارت السفينة تلعب بنا يميناً وشمالاً وانقلبت بنا في البحر وغرقنا ومكثت العاصفة ما يقارب 40 دقيقة، بعدها هدأت العاصفة، وصرنا نسأل عن بعضنا، الكل يصيح بالآخر يا فلان يا فلان وباقي السفن مثلنا وغرق من غرق ومات من مات. وبقينا متمسكين ببعض ألواح السفينة حتى الصباح، فلما طلعت الشمس رأينا مناظر مفجعة السفن متحطمة مئات الغرقى من الناس المكبوب على وجهه والمتمسك بلوح وهو ميت مكثنا ساعة من الزمن حتى أتى أهل البلاد وانقذونا بسفنهم.

وقد وضح جهد المؤلف في بحثه ولقائه بمن عاصر الطبعة ولقاء أبنائهم وقد ذكر إحدى الروايات التي ذكرت أن رجلاً أعمى تنبأ بالطبعة.

وأخيراً افرد المؤلف مساحة كبيرة لما قيل في أحداث الطبعة من شعر بقوله: (لما كان أكثر الذين اصطلوا بنار هذه الطبعة وآلامها محدودي المنزلة العلمية وإدراكهم للقراءة والكتابة كان ضعيفاً حيث لم تتيسر أمامهم سبل التعليم كما في وقتنا الحاضر ولانشغالهم بظروف الحياة. فقد عبَّر بعضهم عن هذه الحادثة بشعر عامي (شعبي) والشعر هو الصفحة المعبرة عن الأحداث).

٭ وصف هذه الحادثة الشاعر حمد بن علي الحمود من أهل بلدة تاروت والمتوفى عام 1346ه هذه الحادثة بقوله:



يا ليلة صار فيها الويل والصايح

هذا غريق وهذا نادب صايح

ياما سفن شلة الطوفان بالصايح

فرّت عقول الخلق وتفاروت دوايه

وكم حرّة من خدرها فرّعت داويه

تنشد عن أهل لها وعقولهم داويه



٭ الشاعر ناصر بن عبدالله بن كليب من أهالي الحريق في منطقة نجد كان وقت حدوث الطبعة في البحر ولكن إرادة الله أنقذته من الغرق وقال في هذه المناسبة أبياتاً أرسلها إلى أخيه عبدالرحمن وهو في ذلك الوقت مقيم في إحدى دول الخليج شارحاً له في قصيدته ما حدث له بقوله:



يا راكب من فوق بنت العماني

ما مونة تقطع أفجوج الأخبة



٭ وأيضاً قال الشاعر ناصر بن حماد من أهل بلدة الأثلة في منطقة الدوادمي الذي توفي عام 1387ه في قرية مصدة شمال مدينة الدوادمي كان وقت حدوث الطبعة في أحد المحامل ويعمل غيصاً وقد غرق المحمل في البحر وأخذ يسبح حتى أنقذهم الله ببعض السفن التي مرت بهم وبعد أن نجاه الله من الموت قال هذه القصيدة التي تصور هذا الحدث المهول وهي من 31 بيتاً ويقول فيها:



انا ما تهيالي ابعمري اوهالني

أقع ليلة سودا على اللي سرابها

يوم على الديبل تطبع بها الخشب

كم واحد جت قدرته ما درابها

ضربنا بنصف الليل نصف من الشهر

شهر ربيع اول بعدة احسابها

في عام اربع واربعين وثلاث

وألف من الهجرة لمن لا درى بها

دالوب غربيه من الله امطبعه

ثلاث ساعات تنفض وبابها

واللي ضرب بالموج موجه يشيلينا

شفنا الهوايل يوم زاد اقتلابها

في غبة والموج يركب على الدقل

يوم هدير القوع يقلب ترابها



٭ وقال الشاعر عبدالمحسن العبدالله المقحم من أهل الزلفي في منطقة نجد هذه القصيدة حيث ركب البحر وكان وقت حدوث الطبعة وكتبت له النجاة هو ومن معه في السفينة:



بديت باللي يعلم السر وإعلان

وبديت ذكر الله على كل شيه

قال الذي يبدع حليات الافنان

يبدع بيوت من ضميره خفيه

بيوت يمثلها على قطع ميزان

من صلف ما بالجاش مرهن عليه

مرَّ اتعشى ومر ابات قيان

ومر اتمنى لو هليمه معيه

واقنب كما يقنب على الجو سرحان

من علة بأقصى ضميري خفيه












وأفرد ما تبقى من الكتاب للصور حيث شملت صوراً شخصية ورسومات تقريبية لمن حضر الطبعة..
وبحق فإن هذا الكتاب يعد اضافة مميزة للمكتبة العربية ومصدراً مهماً ومرجعاً للباحثين عن التراث.

جبل راف
16/10/2007, 03:22 AM
الا ياربي دخلك هالسنة هذي اسمع عنها ولادريت انها مثل كذا
الله يرحم من مات

ويقي ديار المسلمين شر الكوارث

شكرا لكما على القصص

jubaile
16/10/2007, 12:54 PM
للمعلومية سنة الطبعة كانت في شهرنا هذا اكتوبر الله يرزقنا خيراً بلا شر

صوت الحق
16/10/2007, 01:12 PM
أخي مرفأ ماقصرت والله في سرد تلك الأحداث وقد أعطيت تصورا واضحا عن تلك السنة

معلومات تاريخية تحكي جزءً من واقع تلك الكارثة

فعلا عاش البحارة في كرب لايعلمه إلا الله

نسأل الله تعالى أن يجنب المسلمين شر الكوارث

عقـــــــــاب
16/10/2007, 01:25 PM
جزاكم الله خيرا أخواني راس الجبل

وأخينا الذي أعطاني تفاصيل لأول مرة نقرائها الأخ الغالي مرفأ

سبحان الله نسمع بالسنين ومسمياتها ولانعلم ماذا حصل بها ..

كنا نسمع بسنة السبله وسنة الكوره وسنة الجدري ووووو ولم نكن نعلم انها تخفي العديد من القصص .

رحم الله من مات منهم وأن شاء الله أنهم شهداء .

أبو فيصل
16/10/2007, 01:47 PM
مشكور موضوع رائع و مهم 5 نجوم *****

باحث البحرين
16/10/2007, 01:59 PM
جزاكم الله خير أخواني ، كل اللي اعرفه أن سنة الطبعة كانت عبارة عن عواصف قوية وأمطار غزيرة جداً أثرت بالشكل الرئيسي على السفن والمحامل في عرض البحر ..

يبعد مغاص فشت الديبل عن سواحل البحرين حوالي 25 كيلومتر إلى الجهة الشمالية الشرقية ، وقيل أن وقت كارثة هناك حيث أن أغلب السفن حطام بسبب ارتطامهما إما بالجزر الصخرية الصغيرة هناك أو السفن ببعضهم البعض أو آثار الأمواج القوية ..

نظراً لبعد السنة ( 1925 ) وضعف إمكانيات الرصد آنذاك فإن التفاصيل ليست بدقيقة ، لكن ما جاء على لسان الأجداد كان بشكل أو بآخر تفسير مهم جداً لهذه الحادثة ..

احب الربيع
16/10/2007, 02:16 PM
مشكور وفالك طيب

الغريري
16/10/2007, 02:45 PM
شكرا للأخ رأس الجبل لإثارة الموضوع ،

وللأخ مرفأ لإيراد الرابط والتفاصيل ....

موضوع هام ...
رحم الله من مات منهم ، وعظم الله أجورهم ...

صديق المطر
16/10/2007, 06:21 PM
بارك الله فيك