الجارح الأول
30/12/2007, 11:14 AM
علينا أن نتقي الله حق تقاته ونطيعه، ونعلم أننا فقراء إلى الله ، ضعفاء مهما بلغالشخص من القوة ، محتاجون إليه سبحانه في كل نَفَسٍ ولحظة وثانية، بل وفي كل طرفةعين وأقلّ من ذلك. إن الغفلة تعترينا في كثير من أمورنا وأحوالنا وأوقاتنا، وذلك منالشيطان الرجيم العدوّ المبين والنفس الأمارة بالسوء وجلساء السوء من شياطين الإنسبعد شياطين الجن، ولكن علينا أن نتذكّر ونتفكّر دائمًا، ونراجع أنفسنا ونحاسبهاونتّعظ ونتدبّر ونرجع إلى ربنا ونستغفره ونتوب إليه، فهو خير لنا في عاجل أمرناوآجله وديننا ودنيانا وآخرتنا. إن الله تعالى مع غناه عنا يأمرنا بدعائه ليستجيبلنا، وسؤاله ليعطينا، واستغفاره ليغفر لنا، ونحن مع فقرنا وعجزنا وضعفنا وحاجتناإليه نعصيه ونعرض عنه، مع علمنا أن معصيته تسبّب غضبه علينا وعقوبته لنا، قالتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَالْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَاذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [فاطر:15-17]، وقال عز وجل: وَقَالَ رَبُّكُمُادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِيسَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]، وقال سبحانه وبحمده: وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَادَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنت عاشر عشرة رهطٍ منالمهاجرين عند رسول الله ، فأقبل علينا رسول الله بوجهه فقال: ((يا معشر المهاجرين،خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهنّ: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلاابتلوا بالطواعين والأوجاع ـ الأمراض ـ التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقصقوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاةأموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولا خَفَر قوم العهدإلا سلّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهمبما أنزل الله في كتابة إلا جعل الله بأسهم بينهم)).
ففي هذا الحديث الشريف توضيحوبيان لما تؤول إليه أحوال العصاة من العقوبات العاجلة التي تذكّرهم بالله ربالعالمين حتى يرجعوا إلى دينهم، ويستقيموا على أمر الله،
قال تعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِلأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِرَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا [الجن:16، 17].
فالاستقامة ولزوم الطاعة للهرب العالمين سبب في نزول البركات من السماء وخروجها من الأرض، والمعاصي والذنوبوالآثام والإعراض عن تعاليم الإسلام سبب في منع نزول المطر وبركات السماء والأرض. وكما كان ذلك في الأمم السابقة عقابًا عاجلاً حتى يرجعوا إلى ربهم فهو أيضًا لهذهالأمة الإسلامية،
قال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَوَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف:130]، فالمعنى أنالله عز وجل عاقب آل فرعون بالسنين التي هي الجدوب المتتابعة مع نقص الثمرات لعلهميتذكرون أعمالهم السيئة، فيتوبوا إلى الله منها، ويرجعوا إلى طاعته، ويستقيموا علىأمره، فيرد لهم سبحانه وبحمده ما كان شاردًا، ويصلح لهم ما كان فاسدًا، ويعمرقلوبهم بالتقوى، وينزل لهم الغيث من السماء، ويخرج لهم البركات من الأرض، كما قالتعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَإِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْمِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ [المائدة:66]، وقال عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْالَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوافَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف:96].
والإقلاع عن الذنوبوالمعاصي والتوبة والإنابة إلى الله مع الاستغفار واللجوء إلى الله رب العالمينبالدعاء في خشوع وتضرع وانكسار واضطرار من أسباب نزول الغيث من السماء والإمدادبالأموال والبنين وجريان الأنهار والبركة في ذلك، وكما كان في الأمم السابقة فهوأيضًا في هذه الأمة الإسلامية في الاستجابة السريعة من الله الغني الحميد الفعاللما يريد الذي قال في محكم التنزيل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُوَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِقَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]. وكما ورد في القرآن الكريم عن عبد اللهورسوله نوح عليه الصلاة والسلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَغَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍوَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح:10-12]. وجاء أيضًا في القرآن الكريم عن نبي الله هود عليه الصلاة والسلام: وَيَا قَوْمِاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْمِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ [هود:52]. فبهذا يتضح أن كثرة الاستغفار والتوبة من الذنوب والمعاصي والإقلاع عنهامن أسباب نزول المطر،
فقد قال أبو هريرة : (إن الحبارى لتموتفي وكرها من ظلم الظالم)، وقال مجاهد رحمه الله: "إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذااشتدت السنة وأمسك المطر، تقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم".
إذًا لا بد من معرفة الخلل والمعالجة بدلاً من الإصرار علىعدم الإقلاع عن الأسباب والموانع في استجابة الدعاء، ومن كانت أعمارهم في الستينوأكثر يعرفون ذلك تمامًا عندما كان يخرج المسلمون للاستسقاء ولا يرجعون إلا ممطورينبإذن الله عز وجل؛ لأنهم يخرجون مضطرين فعلاً. فعلينا أن نبتعد عن أسباب وموانعنزول الغيث، ونعمل على ما يقربنا إلى الله عز وجل، ويكون سببًا في استجابة اللهلدعائنا. ومن أهم أسباب استجابة الدعاء طيب الكسب الحلال والبعد عن الحرام، كما جاءفي الحديث عن رسول الله : ((أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة))، ونطلب من الله أنيغيثنا ونحن مضطرين فعلاً خاشعين مستغفرين تائبين من جميع الذنوب والمعاصي، وكَفَىما مرّ بنا من العبر والعظات فيما مرّ وفات، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُالْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِأَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]، وعلينا أن ننتبهونبتعد عن الغفلة حتى لا نكون ممن قال الله فيهم: وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِعَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس:92]. ولنتأمل في هذا الحديث القدسي قال رسول اللهفيما يرويه عن رب العزة والجلال أنه قال: ((إني والأنس والجن لفي نبأ عظيم، أخلقويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، أتحبّب إليهم بالنعم، ويتبغّضون إليّ بالمعاصي،خيري إليهم نازل، وشرّهم إليّ صاعد، فبي حلفت لأبعثن عليهم فتنة تدع الحليم فيهمحيران)). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْبَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى:28]، وقال تعالى: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًافَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَىالْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْعِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَعَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِكَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىوَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الروم:48-50]، وقال عز وجل: وَهُوَ الَّذِيأَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَالسَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّاخَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْلِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا [الفرقان:48-50]، وقالسبحانه وبحمده: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30]، وقال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَأَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَالْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُجَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ [الواقعة:68-70]، وقال سبحانه: قُلْأَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ [الملك:30]،
لا يأتي به غير ربنا سبحانه، لا إله إلا هو الرؤوف الرحيم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنت عاشر عشرة رهطٍ منالمهاجرين عند رسول الله ، فأقبل علينا رسول الله بوجهه فقال: ((يا معشر المهاجرين،خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهنّ: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلاابتلوا بالطواعين والأوجاع ـ الأمراض ـ التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقصقوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاةأموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولا خَفَر قوم العهدإلا سلّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهمبما أنزل الله في كتابة إلا جعل الله بأسهم بينهم)).
ففي هذا الحديث الشريف توضيحوبيان لما تؤول إليه أحوال العصاة من العقوبات العاجلة التي تذكّرهم بالله ربالعالمين حتى يرجعوا إلى دينهم، ويستقيموا على أمر الله،
قال تعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِلأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِرَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا [الجن:16، 17].
فالاستقامة ولزوم الطاعة للهرب العالمين سبب في نزول البركات من السماء وخروجها من الأرض، والمعاصي والذنوبوالآثام والإعراض عن تعاليم الإسلام سبب في منع نزول المطر وبركات السماء والأرض. وكما كان ذلك في الأمم السابقة عقابًا عاجلاً حتى يرجعوا إلى ربهم فهو أيضًا لهذهالأمة الإسلامية،
قال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَوَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف:130]، فالمعنى أنالله عز وجل عاقب آل فرعون بالسنين التي هي الجدوب المتتابعة مع نقص الثمرات لعلهميتذكرون أعمالهم السيئة، فيتوبوا إلى الله منها، ويرجعوا إلى طاعته، ويستقيموا علىأمره، فيرد لهم سبحانه وبحمده ما كان شاردًا، ويصلح لهم ما كان فاسدًا، ويعمرقلوبهم بالتقوى، وينزل لهم الغيث من السماء، ويخرج لهم البركات من الأرض، كما قالتعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَإِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْمِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ [المائدة:66]، وقال عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْالَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوافَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأعراف:96].
والإقلاع عن الذنوبوالمعاصي والتوبة والإنابة إلى الله مع الاستغفار واللجوء إلى الله رب العالمينبالدعاء في خشوع وتضرع وانكسار واضطرار من أسباب نزول الغيث من السماء والإمدادبالأموال والبنين وجريان الأنهار والبركة في ذلك، وكما كان في الأمم السابقة فهوأيضًا في هذه الأمة الإسلامية في الاستجابة السريعة من الله الغني الحميد الفعاللما يريد الذي قال في محكم التنزيل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُوَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِقَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]. وكما ورد في القرآن الكريم عن عبد اللهورسوله نوح عليه الصلاة والسلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَغَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍوَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح:10-12]. وجاء أيضًا في القرآن الكريم عن نبي الله هود عليه الصلاة والسلام: وَيَا قَوْمِاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْمِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ [هود:52]. فبهذا يتضح أن كثرة الاستغفار والتوبة من الذنوب والمعاصي والإقلاع عنهامن أسباب نزول المطر،
فقد قال أبو هريرة : (إن الحبارى لتموتفي وكرها من ظلم الظالم)، وقال مجاهد رحمه الله: "إن البهائم تلعن عصاة بني آدم إذااشتدت السنة وأمسك المطر، تقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم".
إذًا لا بد من معرفة الخلل والمعالجة بدلاً من الإصرار علىعدم الإقلاع عن الأسباب والموانع في استجابة الدعاء، ومن كانت أعمارهم في الستينوأكثر يعرفون ذلك تمامًا عندما كان يخرج المسلمون للاستسقاء ولا يرجعون إلا ممطورينبإذن الله عز وجل؛ لأنهم يخرجون مضطرين فعلاً. فعلينا أن نبتعد عن أسباب وموانعنزول الغيث، ونعمل على ما يقربنا إلى الله عز وجل، ويكون سببًا في استجابة اللهلدعائنا. ومن أهم أسباب استجابة الدعاء طيب الكسب الحلال والبعد عن الحرام، كما جاءفي الحديث عن رسول الله : ((أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة))، ونطلب من الله أنيغيثنا ونحن مضطرين فعلاً خاشعين مستغفرين تائبين من جميع الذنوب والمعاصي، وكَفَىما مرّ بنا من العبر والعظات فيما مرّ وفات، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُالْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِأَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [النمل:62]، وعلينا أن ننتبهونبتعد عن الغفلة حتى لا نكون ممن قال الله فيهم: وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِعَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ [يونس:92]. ولنتأمل في هذا الحديث القدسي قال رسول اللهفيما يرويه عن رب العزة والجلال أنه قال: ((إني والأنس والجن لفي نبأ عظيم، أخلقويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، أتحبّب إليهم بالنعم، ويتبغّضون إليّ بالمعاصي،خيري إليهم نازل، وشرّهم إليّ صاعد، فبي حلفت لأبعثن عليهم فتنة تدع الحليم فيهمحيران)). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْبَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى:28]، وقال تعالى: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًافَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَىالْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْعِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَعَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِكَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىوَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الروم:48-50]، وقال عز وجل: وَهُوَ الَّذِيأَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَالسَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّاخَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْلِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا [الفرقان:48-50]، وقالسبحانه وبحمده: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30]، وقال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَأَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَالْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُجَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ [الواقعة:68-70]، وقال سبحانه: قُلْأَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ [الملك:30]،
لا يأتي به غير ربنا سبحانه، لا إله إلا هو الرؤوف الرحيم