المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تستمتع بقراءةالقصائد أو تضفي على قصائدك مزيدا من الروعة والتأثير والجمال = تفضل



سامر
01/11/2003, 02:58 AM
أعزائي أعضاء منتديات مكشات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحببت في هذا الموضوع أن أذكر مالدي من معلومات حول مايزيد الشعر جمالا وروعة من أساليب وطرق للتفنن في الشعر وهذه الأساليب والطرق قد استخدمها الشعراء الفصحاء والنبطيون قديما وحديثا بمعنى أنهم استخدموها استخداما عفويا بدون دراسة لها ولكن تعلم هذه الأساليب قد يفيد الشاعر كما انه قد يفيد الناقد والمتذوق المحب للشعر والذي دفعني لذلك هو ان كثيرا منا يتساءل لماذا يعد هذا الشاعر اوذاك من فحول الشعراء او من ابرزهم في الشعر الفصيح او النبطي ولدينا مثلا عنترة وامرؤ القيس مرورا بجرير والمتنبي وحتى ابن لعبون وابن سبيل والهزاني ، والحق ان هؤلاء واولئك الشعراء الذين نعجب بكثير من أشعارهم قد تميزوا باساليب مميزة ورفيعة في تعبيرهم الشعري ولغتهم وتصويرهم ====
وسأحاول في هذا الموضوع أو الموضوعات اللاحقة تناول بعض مايكسب الشعر جمالا وروعة مما استخدمه شعراء الفصحى او شعراء النبطي قدر الامكان =====

نستطيع تقسيم الجوانب الفنية والتعبيرية واللغوية الى ثلاثة اقسام 1---- مايتعلق بالتصوير الفني والخيال 2---- مايتعلق بالمعاني 3---- مايتعلق بالزخرفة اللفظية وسنبدأ في هذا الموضوع بما يتعلق بالتصوير الفني والخيال وسوف نتناول فيه 1- استخدام الشعراء للتشبيه 2-استخدامهم للاستعارة 3- استخدامهم للكناية 4- استخدامهم للمجاز 5- استخدامهم للرمز

1---- التشبيه وهو ان تشبه شيئا بشيء أو تشبه حالة بحالة وله ركنان أساسيان هما المشبَه والمشبَه به وقد تأتي بينهما أداة التشبيه وقد تحذف ومن التشبيه بأداة التشبيه قول امرىء القيس يصف وكر طائر العقاب
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا= لدى وكرها العناب والحشف البالي
فقد شبه قلوب الطيور المصيودة حديثا بالعناب وهو ثمار حمراء اللون والمصيودة قديما بالحشف البالي

وقول البحتري
تخفي الزجاجة نورها فكأنها= في الكف قائمة بغير إناء


ومن ادوات التشبيه ايضا الكاف ومثل ويشبه ويحكي ويحاكي

ومن الشعر النبطي قول عبدالله العلي الرشيد
الدار مثل البنت يكشف مغطاه= ليا صار ماتدرى عواقب رجاله

وقول خضير الشمري
الى قضى ماقلت مدوا بدرهام=ياراكبين جفل كنهن ريم

لاحظ تشبيه النياق الجفل بالريم واداة التشبيه كنهن

أما التشبيه بدون أداة التشبيه فكقول كعب بن زهير
إن الرسول لنور يستضاء به= مهند من سيوف الله مسلول
يعني الرسول مثل النور
ولكن مالذي جعله يشبه الرسول بالنور أو ماوجه الشبه بين الرسول وبين النور ==== النور يهدي ويدل الانسان التائه ليلا والرسول يهدي ويدل التائهين عن الحق
اذا عندما نشبه شيئا بشيء اخر يجب ان يكون بينهما وجه شبه
وهذا التشبيه من روائع التشبيه ويسمى التشبيه البليغ لأنه بدون أداة
ومن الشعر النبطي البيت المشهورللدجيما
ياجر قلبي جر لدن الغصون=واغصون سدر جرها السيل جرا
يعني ياجر قلبي جر مثل جر لدن الغصون
وتلاحظ جمال التشبيه بدون أداة

وقد يكون التشبيه مفردا يعني ليس فيه تفاصيل في المشبه او المشبه به مثل
ياراكبين جفل كنهن ريم
فالجفل مثل الريم وهذا واضح وسهل وليس فيه تفاصيل
اما التشبيه المركب فهو اصعب ويحتاج لمقدرة فنيه شاعرية كقول مجنون ليلى يصف حالة قلبه بعد فراق محبوبته

كأن القلب ليلة قيل يغدى= بليلى العامرية أو يراح


قطاة عزهاشرك فباتت= تجاذبه وقدعلق الجناح


لك ان تتخيل حالة قلبه فهو كقطاة وقعت في مصيدة وأصبحت تحاول الانفلات ولكن لايمكن ذلك لأن جناحها قد علق
لاحظ هنا جمال التشبيه المركب وقول بشار يصف معركة
كأن مُثار النقع فوق رؤوسنا= وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

فهو يشبه حالتهم وقد غطاهم الغبار فاصبحوا في ظلام وصار الشرر يخرج مضاربة السيوف ويسقط على الارض بحاله ليل تسقط فيه الشهب على الارض
ومن التشبيه المركب في الشعر النبطي قول عبدالرحمن المقحم(طريبيق)
يابري حالي بري عود الثمام= وقع عليه الجراد وطار بغصونه

فهو يشبه حاله وقد اصبح هزيلا ضعيفا بحالة غصن شجر الثمام الذي وقع عليه الجراد فأكل أكثره فصار ضعيفا لاحياة فيه ووجه الشبه بين حالة الشاعر وحالة عود الثمام هو الضعف بعد القوة في كل منهما
وقول عبد الله بن هولان المطيري على لسان هلال المطيري وذلك عندما زعل هلال على الشيخ مبارك الصباح عام 1909

لاشك عند الشيخ ماني بمشكور=افعل جميل ولايلقيه جابه


كني مفرغ قربته باوسط الخور=يدفق صميله والبحر ماد رى به

فهو يشبه حالته وهويفعل الجميل ويمدح الشيخ ولكن الشيخ لايهتم به بحالة من يفرغ قربته بالبحر يريد بذلك زيادة البحر أو التأثير فيه ولكن البحر لايتأثر بصب قربة فيه
هل رأيت جمال التشبيه المركب وصعوبة تركيبه إلا من شاعر مبدع

ومن التشبيه مايسمى التشبيه الضمني وهو ماتلمح فيه التشبيه لمحا غير واضح تماما بمعنى انك عندما تقرأ البيت تفهم أن فيه تشبيها
كقول ابن المعتز
اصبر على كيد الحسود= فإن صبرك قاتله


فالنار تأكل بعضها=إن لم تجد ماتأكله

عندما نقرأ هذه الابيات نعرف ونلمح أن الشاعر يقصد أن صبرك على كيد الحسود يؤدي به الى الموت لأن الحسد سيقضي عليه مثل النار التي ان تركتها اكلت نفسها وانطفأت
ومن النبطي قول محمد خلف الخس المطيري يرد على الشاعر مفرح الضمني وقد عابه بسبب الشيب
فقال محمد
من شب شاب ولو سنينه عطنه= والشيب في وجه الرجل زود توقير


وان كان به عذروب مافيه منه=انته نزلت مع الرشا لاسفل البير


نلمح هنا التشبيه لمحا ونفهم أنه يريد أن يشبه حالة الانتقال من الشباب إلى المشيب قليلا قليلا بحالة شخص ينزل مع الحبل قليلا قليلا حتى يصل لأسفل البئر وهي النهاية

ولابد ان اشير الى انك عندما تشبه شيئا بآخر إذا اردت ان يكون تشبيهك جيدا ففكر ماوجه الشبه بينهما لذلك يجب ان يكون وجه الشبه واضحا ومفهوما فعندما تقول فلان كالكلب فسوف يفهم الناس ان وجه الشبه هو الخسه والدناءة ولن يفكروا أنك تقصد الوفاء وعنما تقول فلان مثل الذيب فوجه الشبه هو الشجاعة والفطنة وهكذا
ولكن قد يكون وجه الشبه غير واضح فيحتاج الى تبيين مثل قول بعضهم : أنت كالإعصار إن يهدأ يمت
فالمتوقع أن تشبيه هذا الشخص بالإعصار في القوة ولكن وجه الشبه هو القوة أثناء الحركة والموت والخمول إذا توقف




================================================== ==================
ثانيا من التصوير الفني والخيال مايسمى : الاستعارة والاستعارة هي ببساطة تشبيه حذفنا منه أداة التشبيه والمشبه أو المشبه به فعندما تقول في مدح شخص ما سلمت على الذيب - ففي كلمة الذيب استعارة يعني استعرنا كلمة الذيب لنطلقها على هذا الرجل الشجاع أما عندما نقول : فلان كالذيب فهذا تشبيه
والاستعارة أعلى منزلة وأوسع خيالا من التشبيه 1= ويمكن أن نحذف المشبه به في الاستعارة كقول الشاعر

إن العلا حدثتني وهي صادقة= فيما تحدث أن العز في النقل

شبه الشاعر العلا بإنسان يكلمه ولاحظ أنه لابد من وجود دليل أو قرينة تدل على أنه لايقصد المعنى الحقيقي وهذا في كل استعارة والدليل هنا أن العلا ليست إنسانا لكي تحدثه فالذي يتحدث عادة هو الناس
ومن الشعر النبطي قول تركي بن عبدالله
طار الكرى عن موق عيني وفرا= وفزيت من نومي طرا لي طواري

الكرى لايطير حقيقة وإنما الذي يطير هو الطائر وهذا استعارة فقد شبه الكرى بالطائر
وقول الشويعر عن بعض الأعداء
معلق مخلبه والطمع بك يريد=اضربه غارة لين تقلع مداه

هل للعدو مخلب لا ولكن خيال الشاعر جعل له مخلبا لأنه شبه العدو بحيوان مفترس
وقول لافي بن معلث المطيري يمدح الملك عبد العزيز 1941م

ياشيخ ماتضفي جناحك علينا= تدمح لنا الزلات ياماكر الطيب

والممدوح ليس له جناح وإنما هذا على سبيل الاستعارة حيث شبه الممدوح بطائر يرحم صغاره ويحميهم وهنا نلاحظ الخيال في الاستعارة

ونلاحظ أيضا أن المحذوف هو المشبه به
وقول محمد ابو دباس

وغصون قلبي يافتى الجود يباس=غاد انا يابوك كني هشيرة


شبه قلبه بشجرة يبست غصونها وحذف المشبه به وهو الشجرة وعرفنا أنه شبه قلبه بشجره عندما قال وغصون قلبي والغصون لاتكون في القلب بل في الشجرة
إذا لنسبح في خيال هؤلاء الشعراء وندخل إلى عالمهم

2=ويمكن أن نحذف المشبه ونذكر المشبه به ومنها قول التهامي يرثي ابنه
ياكوكبا ماكان أقصر عمره= وكذا تكون كواكب الأسحار

فقد شبه ابنه بالكوكب ولكن كيف عرفنا أنه لا يقصد الكوكب الحقيقي ؟ طبعا لأنه قال ماكان أقصر عمره وقصر العمر لايوصف به كوكب وأيضا لأن القصيدة رثائية والشاعر لن يرثي كوكبا

وقول ابن المعتز متغزلا
يادار أين ظباؤك اللعس= قد كان لي في إنسها أُنس


أين البدور علىغصون نقا= من تحتهن خلاخل خرس

والاستعارة في كلمتي ظبائك والبدور ويقصد بهما النساء الجميلات كأنه يقول أين حسناواتك التي كالظباء وكالبدور
والذي جعلنا نفهم ذلك هو القرينة أو الدليل وهو أن الظباء لاتعيش في الدور والبدور لاتجلس على الغصون ولاتلبس الخلاخل

ومن الشعر النبطي قول الشاعر
نبي نبيد المال قبل يبيدنا= قبل يجي للمال هر يبيده

يعني قبل يجي للمال رجل طامع أو وارث وهنا يشبه الشاعر الرجل الطماع الذي ينتظر الفرصة بالهر لأن الهرالحقيقي ليس معهودا عنه أنه يبيد المال وإنما يفعل ذلك الانسان
ومثله قول حميدان الشويعر
لاجا ثور يخطب بنتك= فاضرب رجله وقل له قف

يقصد رجلا يخطبها وشبهه بالثور لأنه متهور أو ليس لديه عقل وتروي

ومن الاستعارة قول محمد بن مسلم
مريت ظبي يشتري له حواجه= عليه ناس واقفين يضولون

وقد استعار كلمة ظبي للمرأة الجميلة التي رأها وهذا معلوم من باقي البيت فالذي يشتري هو الإنسان فكلمة ظبي إذا مستعملة في غير معناها الحقيقي مع وجود دليل على أنه لايقصد المعنى الحقيقي وهذه هي الاستعارة ولو تتبعنا الشعر النبطي لوجدنا أن الشعراء أكثروا من استخدام الاستعارة في شعرهم فكثيرا ماتردد على مسامعنا قولهم ياغزال رماني أويالقمر أوياغصن موز أوياعود ريحان وكل هذا استعارة ولكن لابد للشاعر أن يأتي بدلالة على أنه ليس المقصود الغزال أوالقمر أوالغصن الحقيقي وذلك عندما يصف الغزال أو القمر أو الغصن بصفة من صفات الإنسان مثل أن يقول الغزال يضحك أو يكلمني أو نام القمر عندي وهنا نعلم أنه يقصد شيئا آخر وأنه يستخدم خياله = ويقول نمر بن عدوان
ياغصن موز تحته المي جارا= في وسط بستان دنت منه الاثمار
وهو يقصد بغصن الموز زوجته لأن القصيده غزلية عاطفية

3= من التصوير الفني والخيال مايسمى الكناية وهو أن يستخدم الشاعر كلمة أوكلام في غير معناه الأصلي مع جواز إرادة المعنى الأصلي وهناك علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى غير الأصلي

مثل قول الشاعر يصف إحدى الليالي
في ليلة من جمادى ذات أندية= لايبصر الكلب من ظلمائها الطنبا

ولو لاحظنا قوله في الشطر الثاني لأدركنا أنه يقصد شدة ظلام تلك الليلة فالكلب على شدة بصره لايرى فيها حبال الخيام
وقول الشاعر ناصحا
وإن أردت نجاحا أو بلوغ منى= فاكتم أمورك عن حاف ومنتعل

والكناية في قوله حاف ومنتعل وقصده جميع الناس وهذه كناية
ومن الكناية قول الخنساء في مدح أخيها صخر
كثير رماد القدر رحب فناؤه =إلى كنف لم تكتنفه غيوب

فقولها كثير رماد القدر كناية عن الكرم = لماذا ؟ لأن كثرة الرماد تدل على كثرة إيقاد النار وهذا يدل على كثرة الطبخ وكثرة الطبخ تدل على كثرة الضيوف وهذا يدل على الكرم إذا هناك علاقة بين كثرة الرماد والكرم لكن لاحظ أننا قد نقول عن شخص ما بأنه كثير الرماد ولكن لانقصد الكرم وإنما نقصد المعنى الأصلي وفي هذه الحالة لايكون هناك كناية
ومن الشعر النبطي قول الشاعر
كم ليلة عشاك حرش العراقيب

وحرش العراقيب كناية عن الصيد أو الفرائس وهذا يدل على أن العشاء الذي حصلت عليه أيها الذئب بسهولة أيام حياة هذا الفارس المرثي لم يكن بمقدورك الحصول عليه لوحدك فهوصعب وقوي وشديد المقاومة لذلك قال الشاعرقبل ذلك البيت
ياذيب انا باوصيك لاتاكل الذيب


ومن الكناية قول تركي بن عبدالله بن سعود يحث ابن عمه على الهرب من الأسر
ياحيف ياخطو الشجاع المضرا= في مصر مملوك لحمر العتاري


وقوله حمر العتاري كناية عن الأتراك أوالمصريين الذين أسروا ابن عمه

وقول محمد بن مسلم متغزلا
تشرب من الما بارد في زجاجه= في روشن عن واهج القيظ مصيون


وهذا كناية عن النعمة والراحة والرفاهية وانها لاتعرف التعب إذا فجمالها لم يؤثر عليه شقاء الحياة وكدها كما هو حال بنات زمنها وجنسها

وقول بركات الشريف لابنه ينصحه

واحذر تلقي الضيف مقرن علابيك= خله صديق لك محب إذا جاك

وقوله مقرن علابيك كناية عن الإعراض وترك إكرام الضيف

وقول لبيد العنزي
والعبد ماله مد من غير ربه= ولامد الا مد منشي السحاب

ومنشي السحاب هو الله سبحانه وهذه كناية

وقول دبي بن جهز المطيري يمدح مليحان بن بصيص

عندي خبر مدهال عكف المخاليب= لاشك مهمومٍ براسه تعليت

فقوله عكف المخاليب كناية عن الذئاب


والكناية من الفنون التي أكثر منها الشعراء فكثيرا ماسمعنا أوقرأنا عبارات أوأبياتا فيها كنايات إما كناية عن صفة أو كناية عن موصوف فمن الكنايات عن موصوف قولهم طوال الشوارب يعني الرجال الذين لهم منزلة ولابسات الخلاخيل كناية عن النساء

وذباحة الحيل واهل الهيل والبنا
كما قال خلف بن هذال كناية عن موصوف وهم أهل السعودية
ومبرقعات العيون كناية عن الصقور وصافي الخد وبراق الثنايا كناية عن المحبوبة ويقول العوام لقيت لي أسيود راس كناية عن إنسان

ومن الكنايات عن صفة فلان كثير الرماد كناية عن الكرم وضحوك السن كناية عن سعة الصدر والتفاؤل وذباح السمين وعدو الدراهم كناية عن الكرم وسم العدا كناية عن الشجاعة وبيضة ديك كناية عن ندرة هذا الأمر وعدم الأمل في تكرره
ومنها قول الشاعر

قوم إذا استبح الأضياف كلبهم= قالوا لأمهم بولي على النار

إذا نبحت الكلاب لوجود ضيف ماذا فعلوا ؟ طلبوا من أمهم أن تبول على النار حتى لايراها الضيف
والشطر الثاني كناية عن صفة وهي البخل

وقول الشاعر يعيالي اوفوني عليكم مطاليب= شابت لحانا يوم نبتت لحاكم
فقوله شابت لحانا كناية عن الكبر والضعف ونبتت لحاكم كناية عن الشباب والقوة
وقلت واصفا بعض رحلاتي

مع شاهي ماتختلف فيه الارياق= شاهي جمر مابان فيه المرارة

والكناية في قولي (ماتختلف فيه الارياق) وهذا كناية عن صفة هذا الشاهي وأنه مقبول لكل من ذاقه

ويقول محمد ابو دباس

جنبت وسط السوق وامشي مع الساس= وآخذ شوي الحق واترك كثيره


وهذا البيت كناية عن صفة وهي الذل والضعف
ونلاحظ أن المقصود من الكناية ليس المعنى الظاهر وإنما مايلزم من المعنى الظاهر أو مايفهم من المعنى الظاهر فمثلا شابت لحانا المعنى الظاهر بياض اللحية والمعنى البعيد المكنى عنه هو الكبر وهناك علاقة بين شيب اللحية وبين الكبر غالبا كما هو معلوم
وفي بيت ابو دباس لايقصد المعنى البسيط الظاهر للقارئ مع أنه يجوز أن يقصد هذا ولكنه يقصد الضعف والذله كما قلنا


ومن الكناية نوع يسمى التعريض وهو أن يذكر الشاعر صفة فيها ذم أوهجاء غير ظاهر مثل قول الشاعر

أبوك أب مازال للناس موجعا= لأعناقهم نقر كما ينقر الصقر

والكناية هنا فيها تعريض بأبيه أنه حجام ولكنه لم يصرح بذلك
ومن الشعر النبطي قول الشاعر


جدك يصيد المها ومولع بالفلا= له بندق زلزل الضلعان بارودها

يعرض بجده أنه صلبي
وقول تركي بن عبدالله بن سعود يعرض بابن عمه المأسور في مصر في قصيدته التي مطلعها

سر ياقلم واكتب على ماتورا= أزكى سلام لابن عمي مشاري

والتعريض هو في قوله


وانا احمد الله جاب لي مااتحرا= واذهب غبار الذل عني وطاري

كأنه يريد أن يقول إنك يابن عمي لازلت تعيش في هوان وذل


4== من التصوير الفني والخيال مايسمى المجاز المرسل والمجاز العقلي وهما من أساليب البلاغة والبيان والجمال في الشعر لما فيهما من تعبير موجز عن معنى كبير
والمجاز المرسل هوأن نستخدم كلمة ونحن نقصد كلمة أخرى لأن هناك علاقة بين الكلمة التي استخدمناها والكلمة التي قصدناها ولابد من وجود دليل أوقرينة على أننا لانقصد المعنى الأصلي للكلمة التي استخدمناها بل نتجاوز المعنى الأصلي إلى معنى آخر ولهذا سمي مجازا


مالعلاقات التي تجعلنا نستخدم كلمة ونحن نقصد أخرى ؟
1-من العلاقات أن نذكر النتيجة ونحن نقصد السبب كقول الشاعر
شربت الإثم حتى ضل عقلي = كذاك الإثم تذهب بالعقول

ذكر كلمة الإثم ويقصد الخمر فما علاقة الإثم بالخمر ؟ العلاقة أن الإثم هو نتيجة لشرب الخمر وهذا من المجاز
ومن الشعر النبطي قول عضيب بن شلاح الحربي يصف القهوة

كيف يجوز لشارب الكيف والكار= لو دوروا به غمزة مالقوا به

وشارب الكيف يعني شارب القهوة ذكر كلمة كيف وهو يقصد كلمة قهوة لأن الكيف نتيجة لشرب القهوة فذكر الشاعر النتيجة( الكيف) وقصده السبب (القهوة)
2- من العلاقات أن يذكر الشاعر السبب ويقصد النتيجة كقول أحد هم لزوجته


أكلت دما إن لم أرعك بضرة = بعيدة مهوى القرط طيبة النشر

دما يقصد دية ذكر السبب(دما) وقصده النتيجة (الدية)
ويلاحظ في هذا البيت أيضا كناية في قوله بعيدة مهوى القرط وهذا كناية عن طول رقبتها وفي قوله طيبة النشر كناية عن نظافة جسمها

ومن الشعر النبطي قول جديع بن قبلان العنزي

ياليتني ياطير مثلك واولِي= وافيض العبرة بروس العوالي

يقصد أفيض الدموع فقال أفيض العبرة وهذا مجاز فقد ذكر السبب (العبرة) وقصده النتيجة(الدموع) فالعبرة هي سبب فيض الدموع أليس كذلك
وقول الشاعر

له بندق زلزل الضلعان بارودها
البارود لايزلزل الضلعان الذي يزلزل الضلعان هو صوت البارود وهذا قصد الشاعر لكن ماعلاقة البارود بالصوت لماذا ذكر البارود وقصده الصوت ؟ هذا لأن البارود سبب والصوت نتيجة


3- من العلاقات أن يذكر الشاعر الآلة وقصده ماتقوم به هذه الآلة من عمل يعني لايقصد الآلة نفسها ومن ذلك قول المتنبي يهجو كافورا


جود الرجال من الأيدي وجودهم= من اللسان فلا كانوا ولا الجود

فكلمة اللسان هنا يقصد بها الكلام فذكر الشاعر الآلة(اللسان) وقصده ماتقوم به(الكلام) وهذا مجاز لأننا تجاوزنا الكلمة المذكورة( اللسان ) الى كلمة غير مذكورة ( الكلام)
ومنه قول بركات الشريف ينصح ابنه مالك

ابذل لهم بالطيب ربك ينجيك= ولاتخضع الميزان مع ذا ولاذاك

استخدم كلمة الميزان وقصده الحكم لأن الميزان هو آلة الحكم والعدل

ويقول عبيد العلي الرشيد

والناس ماتسقيك الى صرت عطشان= لاصار ماشرب الولد من ذراعه

الإنسان لايشرب من ذراعه ولكن يشرب بها والشاعر استخدم كلمة ذراعه لماتقوم به الذراع من توصيل الماء للفم فهي آلة التوصيل


ولاحظ المجاز من هذا النوع في قول العامة عطيته عصا وعطيته كف يعني ضربته بالعصا وبالكف لأن العصا والكف هما آلة الضرب


4- من العلاقات أن يذكر الشاعر الجزء وهويقصد الكل ومن ذلك قول الشاعر

وكم علمته نظم القوافي= فلما قال قافية هجاني
أراد فلما قال قصيدة فذكر الجزء (قافية) وقصده الكل (قصيدة) وهذا كثير في الشعر النبطي ومنه قول الشاعر

واخير منها ركعتين بالاسحار=لاصار ولد اللاش نومه خسارة


والمجاز في كلمة ركعتين حيث ذكر الجزء (ركعتين) وقصده الكل وهو الصلاة لأن الركعتين جزء من الصلاة
وقول محسن الرويلي
لاياخلف كفاك شر ركبني= والعين عيت من بلاها تنامي

إذا العين عيت تنام فجسمه لم ينم وقد عبر بالجزء(العين) وقصده الكل (جسمه)

وقول بركات الشريف يسند على والده
موت الفتى في كل دو سملق= خالي من الاوناس قفرجوانبه


والمجاز في كلمة جوانبه لأنه إذا كان قفر جوانبه فكله قفر والشاعر لايقصد أن هذا المكان الذي يموت فيه الفتى مقفر وخالي بعضه وبعضه مخصب ولكن قصد الشاعر أن المكان كله خالي ومقفر لاحياة فيه إذا الشاعر عبر بالجزء (جوانبه) ويقصد كل هذا المكان

5—من العلاقات أن يذكر الشاعر الكل وهويقصد الجزء ومن ذلك قول المتنبي

أقمت بأرض مصر فلا ورائي= تخب بي الركاب ولا أمامي

والشاعر يقصد أنه أقام في جزء من أرض مصر فذكر الكل (أرض مصر) وقصده الجزء وهوبعضها

ومن الشعر النبطي قول ابن شريفة العنزي يمدح مطلق الديدب

تسعين ليلة راكبين على الجيش= بظهورهن قمنا نهوم الديارا

ذكر كلمة الجيش وهي الكل وقصده الجزء وهو الناقة أو الحصان فهم لم يركبوا الجيش وإنما ركبوا النياق أو الخيول وهي جزء من الجيش

ويقول العامة كلنا النخلة ويقصدون ثمرها فذكروا الكل (النخلة) وقصدوا الجزء (التمر) ومعلوم أنهم لن يأكلوا العسبان ولا الجذوع والكرب وهذا دليل عقلي على أن المقصود ليس الكلمة المنطوقة في البيت
وفي كل مثال أو بيت شعر ذكرته في المجاز المرسل لابد من وجود قرينة أو دليل عقلي أولفظي يمنع من إرادة المعنى الأصلي ويقول الحميضي
مادام نور القمر معنا نتقدى به

والذي معهم هوجزء من نور القمر فذكر النور وقصده بعضه

6—ومن العلاقات أن يذكر الشاعر الحالَ (بتشديد اللام) ويقصد المحلَ (بتشديد اللام) كقول المتنبي عندما ذهب لمصر

إني نزلت بكذابين ضيفهم= عن القرى وعن الترحال محدود

يقصد نزلت بأرض كذابين
ومن الشعر النبطي قول حنيف بن سعيدان المطيري يمدح نايف بن بصيص

وان غار ورد قصيرين المجاذيب= كنك على هداج جمه يزومي


ذكر الشاعر الذي قد حل بالمكان (هداج) وقصده المحل (البئر) فالمعنى كنك على بير هداج

ويقول العامة إذا غضب أحدهم على شخص ما : في بليس يعني في مكان بليس وهو النار


7-ومن العلاقات أن يذكر الشاعر المحل ويقصد الحال به ومن ذلك قول عنترة

فشككت بالرمح الأصم ثيابه = ليس الكريم على القنا بمحرمِ

ذكر المحل وهو ثياب عدوه وقصده الذي حل بالثياب وهو جسم عدوه إذا عنترة يقصد أنه شق جسم عدوه وهذا واضح لأن الثياب لاتهمه

ومن الشعر النبطي قول راكان بن حثلين
ياما حلا الفنجال مع سيحة البال= في مجلس مافيه نفس ثقيله


والمجاز في كلمة الفنجال فقد ذكر المحل وهو الفنجال ويقصد الحال فيه وهو القهوة لأن الحلاوة التي يشير إليها الشاعر ليست في الفنجال وإنما في القهوة التي في هذا الفنجال

وقول ابن لعبون
يامنازل مي في ذيك الحزوم= قبلة الفيحا وشرق عن سنام
ذكر المحل وهو منازل مي وقصده الذي حل بها من أحبابه

وقول شاهر محسن المطيري في رثاء شقيقه

يعيال مامريتم اليوم يعيال= في دربكم قبر جديد الاثاري

ويقصد بالقبر ساكن القبر وهو أخوه لاحظ أنه ذكر المحل (قبر) وقصده الحال بالقبر وهو( أخوه)

وقال نمر بن عدوان في رثاء زوجته
ياحفرة يسقي ثراك الغماما=مزن من الرحمة عليها يصبون

وقصده بالحفرة الموجود فيها وهو زوجته فذكر المحل (حفرة) وقصده الحال بها (زوجته)

ونلاحظ هذا النوع من المجاز في قول العامة شربت فنجال وكلت الصحن وخذلك بيالة وكل هذا لايقصد به المعنى الحقيقي بل المعنى المجازي غير الحقيقي يعني شربت قهوة وكلت الأكل وخذلك شاهي

8- ومن العلاقات أن يذكر الشاعر كلمة تطلق على ماكان عليه الشيء وقصده ماصار عليه الآن
ومن ذلك قول ابن حمديس
لاأركب البحر أخشى=علي منه المعاطب


طين أنا وهو ماء= والطين بالماء ذائب

فكلمة طين يقصد أنه كان طينا في أصل خلقه ولكنه الآن من لحم فالإنسان كان طينا فصارلحما
ومن الشعر النبطي قول مخلد القثامي العتيبي يصف شجاعته وشجاعة من معه وكان مع جيش الشريف


مافوقهن الا العيا ل القواطيع= طريحهم بالعج ماله منيعي


لاحظ أنه ذكر كلمة العيال وقصده الرجال الشجعان فالشاعر ذكر ماكان (العيال ) وقصده ماصاروا عليه الآن(الرجال) بمعنى أن الشاعر أراد استخدام كلمة الرجال فتركها واستخدم كلمة تدل على ماكان عليه الرجال في الماضي وهي كلمة العيال

9—من العلاقات أن يستخدم الشاعر كلمة تدل على ماسوف يكون وقصده ماكان في الماضي

ومن ذلك قول أحمد شوقي
وإذا النساء نشأن في أ مية= رضع الرجال جهالة وخمولا

والرجال لايرضعون فالشاعر ذكر الرجال ويقصد الاطفال فالعلاقة بينهما هي أن هؤلاء الرجال كانوا أطفالا في الماضي فذكر الشاعر ماسوف يكون( الرجال) وقصده ماكان (الأطفال)

ومن الشعر النبطي

يخض زبده في ذرا كل مشراق= مالوعة الدنيا بشي طرا له

يعني يخض لبن لأن الزبدة كانت لبنا ومعلوم أن الزبدة لاتخض فالشاعر ذكر ماسوف يكون (زبدة) ويقصد ماكان(لبن)

ونأتي للمجاز العقلي وهو أن يسند الشاعر الفعل إلى غير ماهو له

1-- وقد يذكر الشاعر فعلا ويسنده لفاعل غير حقيقي ومن ذلك قول طرفة

ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا = ويأتيك بالأخبار من لم تزود

لاحظ أن الشاعر يسند الفعل ( ستبدي) الى زمانه ( الأيام ) فالأيام لاتبدي وقصد الشاعر ستبدي لك حوادث الأيام ماكنت جاهلا به
إذا الأيام ليست هي الفاعل الحقيقي

ومن الشعر النبطي قول جديع بن قبلان العنزي

وجدي عليهم خمسة من هل لي= قفت بهم يانمر سود الليالي

فجعل الشاعر الذي قفا بهم سود الليالي والحقيقة أن الذي قفا بهم هو المصائب التي حصلت في الليالي بتقدير الله
وهذا من المجاز العقلي وكما قلت سابقا فلا بد من دليل على أن المقصود ليس مايذكره الشاعر وإنما المقصود هو مايفهم من كلامه
وكذلك قول الفلاح الذي مر عليه ابن رشيد وهو يغني غناء الصدر فسمعه ابن رشيد يقول

الايام ماخلن من لا كونَه
فقال ابن رشيد لصاحب معه ماشفت من ربي شر ياحمود ثم أتم الفلاح البيت

ومن لا كونه عابيات عباها

فقال ابن رشيد خف من ذي ياحمود

هل الأيام هي التي تكوي الناس ؟ لا ولكن الأيام هي الزمن الذي يحصل فيه الاكتواء


2- وقد يسند الشاعر الفعل الى المكان الذي وقع فيه وليس الى الفاعل الحقيقي
كقول الشاعر
إذا سقط السماء بأرض قوم= رعيناه وإن كانوا غضابا

يقصد إذا سقط المطر والسماء مكان المطر

ومن الشعر النبطي قول الشاعر


صاحت الدار يوم اني بكيت= ماقدرت اكتم توالي دمعتي

يقصد صاح أهل الدار فأسند الصياح الى الدار وهي مكان الصياح وليست هي الفاعل الحقيقي والذي صاح حقيقة هو أهلها

ومنه ما نسمع من قول الناس صامت الديرة الفلانية وقنصنا الرملة لاحظ المجاز في كلامهم حيث أسندوا الأفعال إلى مكانها وتلاحظ أن العقل يرفض قبول المعنى الظاهر فالديرة لاتصوم ونحن لانقنص الرملة لذلك لابد من فاعل حقيقي
والمعنى صام أهل الديرة وقنصنا أرانب الرملة

3— قد يسند الشاعر الفعل إلى مصدره وليس إلى الفاعل الحقيقي كقول أبي تمام مادحا

تكاد عطاياه يجن جنونها= إذا لم يعوذها برقية طالب

هل الجنون يجن ؟ لا لكن الذي يجن هو العقل يعني تكاد عطاياه يجن عقلها
ومن الشعر النبطي قول حميدان ساخرا من ابنه

وان صاح صياح من برا= توايق هو والغندورة

والصياح لايصيح والذي يصيح هو الناس فالمعنى هو : ان صاح إنسان من برا
فقوله صاح صياح مجاز وليس حقيقة

4—قد يسند الشاعر الفعل إلى سببه وليس للفاعل الحقيقي كقول المتنبي

ويمشي به العكاز في الدير تائبا= وقد كان يأبى مشي أشقر أجردا


يمشي العكاز هذا خيال الذي يمشي حقيقة هو رجليه لكن العكاز سبب للمشي فأسند الفعل (يمشي ) إلى سببه ( العكاز)

ومن الشعر العامي قول تركي بن عبد الله بن سعود

وحصنت نجد عقب ماهي تطرا= مصيونة عن حر لفح المذاري


هل الذي حصن نجد حقيقة هو تركي بن عبد الله أم رجاله وجيشه ؟==== الحقيقة أن الذي حصنها هو جيشه ورجاله وليس هو بنفسه ولكن لأنه هو السبب في تحصينها فقد أسند الفعل إلى نفسه

وتلاحظ جمال المجاز في الإيجاز والاعتماد على عقل السامع أو القارئ وعلى خياله وافرض مثلا أن الشاعر في البيت الأخير لم يستخدم المجاز بل استخدم الحقيقة فقال : وحصن جيشي ورجالي نجد ألا ترى أن المجاز أجمل كما في البيت

ومن المجاز في كلام العامة قولهم : بنيت لي دار أوعمرت لي فلة = وهو ليس الفاعل الحقيقي بل هو سبب لذلك فجعل نفسه كأنه الفاعل الحقيقي




5--- مما يدخل في الخيال والصورالفنية مايسمى الرمز وهو أن يذكر الشاعر كلمة أوأكثر في البيت الشعري وهذه الكلمة تربط خيالنا بشخصية مشهورة أو مكان مشهور أ قصة وحادثة مشهورة ==ومنه قول عمر أبي ريشة الشاعر السوري يصف معاناة المساكين في فلسطين والمسلمون وحكامهم لايحركون ساكنا


رب وامعتصماه انطلقت= ملء أفواه الصبايا اليتَم


لامست أسماعهم لكنها= لم تلامس نخوة المعتصم


والرمز هو كلمة (وامعتصماه) وكلمة (المعتصم) لاحظ تأثير الرمز عندما سمعنا أو قرأنا هاتين الكلمتين ونحن نعرف قصة المرأة التي أهانها أحد الكفار من الروم في عهد الخليفة المعتصم فنادت ( وامعتصماه) فسخر الرجل منها وعندما عرف المعتصم القصة غضب وأخذته الغيرة للمرأة المسلمة وجهز جيشا واستولى على بلدة عمورية من بلاد الروم
-------ولوأردنا أن نكتب صفحات عن هذه القصة لما انتهينا ولكن الرمز الذي استخدمه الشاعر أغنى عن الكتابة وترك المجال للخيال ليسبح كيف شاء
وبهذا الرمز يجعلنا الشاعر نغوص في التفكير وتثار عواطفنا ومشاعرنا حين نقارن حالة هؤلاء الصبايا اللاتي يستنجدن ويسمع صيحاتهن حكام البلاد العربية والإسلامية اليوم ولكنهم لايهتمون بهذه الصرخات بحالة المرأة التي صرخت فرد المعتصم لها كرامتها

ومن الرمز أيضا قول الشاعر متحسرا على حالة الأمة الإسلامية

فأين صلاح الدين هل لك عودة= فإن جيوش الروم تنهى وتأمر

والرمز في كلمة (صلاح الدين)
لماذا اختار الشاعر هذه الكلمة بالذات أليس لما توحي به من مجد كنا نعيش فيه وعزة وشجاعة وهيبة من الأعداء
أين القائد الذي يذكرنا بسيرة صلاح الدين وانتصاراته إذا كان صلاح الدين الحقيقي قد مات ؟

ومن الرمز في الشعر النبطي قول ابن لعبون

ان واعدنِي بالوصل تالي الليل= يافن كما تافي عهود السمول


والرمز هوفي كلمة (السمول) والسمول أو السموأل هو رجل يهودي جاهلي اشتهر بالوفاء بالعهد

فإذا كانت عهودهن كعهود السموأل فهذا يدل على أنهن لايفكرن في إخلاف وعدهن له أبدا
لذلك فمن لم يفهم الرمز سيكون فهمه لمعنى البيت ناقصا

ويقول الإمام تركي بن فيصل

هبت هبوب النصر من سبع الاطباق= للدين عز ونقمة للخنازير

والرمز في كلمة (للخنازير) ويرمز بها للكفار أو للنصارى خاصة


وقول نمربن عدوان

من ضامري كنه وقيدات نارا= يانيرة النمرود تشبه لها نار

والرمز في كلمتي (نيرة النمرود) ونحن نعرف قصة النمرود مع نبي الله إبراهيم عليه السلام ومقدار النار التي أوقدها له ولهذا يسهل علينا مسايرة خيال الشاعر وفهم مايقصده
************************************************** ***********************************
************************************************** *********************
**********************************
***********

وبهذه الجوانب الخمسة التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز والرمز نكون قد تناولنا مايتعلق بالخيال والتصوير الفني في الشعر


1-ولكن ليس معنى هذا أن الشعر الذي يخلو من هذه الجوانب أو أحدها هو شعر رديء بل إن هذه الجوانب هي مما يزيد جمال الشعر وقد تستخدم في غير الشعر
2-ويمكن أن يصوغ الشاعر بيتا من الشعر فيه استعارة وتشبيه مثلا أو فيه كناية ورمز أو مجاز واستعارة يعني قد يأتي في البيت الواحد أكثر من جانب فني
3- حاولت تبسيط الشرح لهذه الجوانب والفنون وبحثت عن أمثلة تناسب من الشعر العربي والنبطي وقد يكون هناك أخطاء إما في شرح أو في بيت من الشعر أو في نسبة لقائله ونحو ذلك وأشكر من نبهني لخطأ ما
4- من يريد أن يستخدم هذه الجوانب في شعره فليس مقيدا بأسمائها وتعريفاتها وأهم مافي الأمر أن يستخدمها أحسن استخدام وفي مكانها المناسب كما استخدمها الشعراء
5- مسميات هذه الفنون وأنواعها ذكرها علماء البلاغة ومن يريد الاستزادة فليرجع إلى كتبهم
6- هدفي من هذا العمل هو أن أبين بعض جماليات الشعر وأن الشعر العامي النبطي لايقل قوة وجودة وتعبيرا عن الشعر الفصيح وأن الشعراء النبطيون عرفوا كيف يستفيدون من فنون اللغة وجمالها وأسرارها

وأخيرا

سيكون موضوع حديثنا القادم إنشاء الله الحديث عن الجانبين الأخيرين مما يزيد روعة الشعر وجماله وهما 1- المعاني 2- الزخرفة اللفظية في الشعر


والسلام عليكم ورحمة الله


أخوكم سامر

desprado
01/11/2003, 03:36 AM
السامر

مشكور على الموضوع التحفة والي متعوب عليه مره

شكلك من زمان زانت تجهز في الموضوع

بصراحة يستاهل التثبيت

راعي مرات
01/11/2003, 06:24 AM
تسلم ولي عودة

سامر
01/11/2003, 02:57 PM
الأخ desprado أشكر ك على ماتفضلت به

المشرف راعي مرات شكرا على مرورك وإن كنت أريد الاستفادة من ملاحظاتك

ابو عايد
01/11/2003, 05:24 PM
حقيقة إنه إبداع الكبار

إبداع الناقد الأدبي المتذوق للشعر

أخي سامر هذه التحفة مع سابقتها : كيف تحول القصيدة العامية إلى فصحى والعكس

تعتبران درتان جميلتان من إنسان يملك مقدرة على النقد

بارك الله في الفكر والإبداع والأسلوب الراقي ، وقبل ذلك وبعده بارك الله فيك

وننتظر المزيد

أحلى تحية

سامر
01/11/2003, 10:59 PM
مشرفنا الغالى أبوعايد أسأل الله أن يجعلنا ممن نال الأجر العظيم في هذا الشهر
وأشكرك على تشريفك للموضوع وهذا المنتدى العامر بأهله يستاهل اكثر

-------------
الغالي راعي مرات أرسلت لك رسالة على بريدك فهل وصلت وقرأتها ؟
------
تحياتي لجميع الإخوان

راع الكحيلة
02/11/2003, 11:25 PM
رائع
يا سامر
موضوع راقي ومهم ومفيد
أشكر لك جهدك ووقتك في توضيح مثل هذه الأمور الأدبية الأصيلة

تقبل تحيات أخوك

راع الكحيلة

سامر
04/11/2003, 02:18 AM
تسلم لنا والله ياراعي الكحيلة والجايات انشاء الله احلى بوجودكم

ابن شارخ
19/01/2004, 08:42 AM
السلام عليكم

اخي سامر

اشكرك على هذا الموضوع الاكثر من رائع، فعلا موضوع مهم جدا لمن يكتب الشعر ولمن
يقرأ ولمن يتذوق، فانت وقفت عند عدة نقاط مهمه في ابراز النواحي الجمالية في القصيدة
الله يجعل ما كتبت في ميزان اعمالك

تقبل خالص تحياتي
اخوك
ابن شارخ