*خالد العتيبي*
17/04/2008, 12:38 AM
أليس منا رجل مجاب الدعاء !!
لي صديق عزيز على قلبي حدثني يوما بصراحة عن سر من الأسرار التي لطالما أخفاها عني .
وذلك حينما تجاذبت أنا وإياه الحديث عن سنين الجدب في بلاد المملكة العربية السعودية .
يقول لي صاحبي :
فيما مضى وقبل سنين مضت كنت شغوفا بالمطر أحبه حبا شديدا لا أمل منه ولا أكل في طلبه
ففي صلاتي تجدني دوما أدعو الله بأني يغيثنا
صيفا وشتاءً
وعند منامي ( من شدة الحرص ) أدعو الله أن يقيمني من منامي إذا كان هناك مطر حتى لا يفوتني .
كنت أتحسر على لحظات تمضي وأنا بعيد عن قريتي خصوصا إذا جاءت الأخبار منها
بأنها قد مطرت وسالت أوديتها .
تجدني عندما آتي إلى قريتي بعد المطر أتحسس مواقع السيل وأنظر إلى قطرات المطر هل هي كبيرة أم صغيرة
وأسأل العمال والأطفال والشيوخ عن السحاب والبرق والرعد والمطر كيف كان .
أسئلة يواجهني فيها الكثير من الإحراج .
كل ذلك محبة في الغيث والخيرات من الله تعالى
في إحدى الليالي وقد ضاق صدري من قلة الأمطار في ذلك العام ، الذي ضعف فيه السحاب ضعفا كبيرا جعل الدمع في عيني يضيق .
والهم في صدري يحشرج .
فلا سماء تتزين بالسحاب ولا أرض تتوشح بالماء
جدب جرحني كثيرا وأرقني كثيرا
خرجت من غرفتي تلك الليلة إلى سطح المنزل أريد أن أجرب مغامرة لأول مرة أخوض غمارها مغامرة خفت كثيرا من فشلها لاسيما وأنني شاب في الثانوية يعتريني ما يعتريني من النقص في التزامي
هذه المغامرة هي :
أن أدعو الله بأن يغيثنا غيثا عاجلا !
توضأت قبل أن أخرج إلى سطح المنزل وصليت ركعتين ثم ذهبت إلى سطح المنزل .
ولا أحد يعلم بي من أهل بيتي .
خرجت إلى السطح وأغلقت باب السطح علي كي لا يباغتني أحد و أنا في خلوة مع الله جل وعلا
خرجت أرتجف وكأنني أخشى شيئا !
ورفعت يداي إلى السماء التي تخلو من السحب إلا من سحابة كنت شاهدتها قبل مغيب الشمس سحابة ضعيفة تتشتت وتتفرق ، صغيرة تنظر إليها بعين واحدة
رفعت يداي وأخذت أدعو الله جل وعلا أن يسقينا الغيث .
لم أكلف نفسي عناء البحث في : كيف سيتكون السحاب في هذه العجالة ، ولا :
هل سيكون المطر غزيرا ؟
بل كنت أدعو الله موقناً بالإجابة ، أدعو بكل ما أوتيت من دعاء
،
،
حتى بكيت !
نعم بكيت !
،
،
كالطفل لوحدي في سطح المنزل
،
،
وأنا على هذه الحال
جاء الفرج من الله ذي الجلال والإكرام السميع المجيب
،
،
أمطرت السماء !
،
،
يا الله ارتعش جسمي كله ، شعر رأسي وقف !
أخذت أنظر إلى السماء وأقول بصوت مسموع يرتعش أمطرت يا ربي !
،
،
يا الله كانت السحابة تلك لا شيء نعم لا شيء وأنا أعرف السحاب جيدا .
أما الآن فهي متراكمة ومنتشرة في السماء
أمطرت بلا رعد وبلا برق
،
،
سيل
يا الله
،
،
( مثعب ) في السطح يخرج معه الماء من أعلى السطح أخذ الماء من كثرته يضيق فيه
وكأنه عرق قطع فانطلق منه الدم .
،
،
،
أخذت أبكي وأبكي والماء يهطل علي
،
يا ربي لك الحمد ، لك الحمد ، لك الحمد
،
،
اشتد المطر فدخلت خشية شدة المطر
أخذت أنظر إلى السماء وهي تنهمر بالماء
يا الله رحمة الله قريبة
،
،
مباشرة ذهبت إلى خارج المنزل لأرى كيف وقع المطر
وجدت كل شيء يجري
نعم يجري
في لحظات تغير كل شيء
لست براعي أغنام ولا بمزارع فلاح
لا والله ، فقط :
أحب المطر
،
،
أجاب الله الدعوة عاجلا
،
،
ذهبت إلى أمي العجوز المسكينة أبشرها بالمطر !!
المطر يا أمي ،،،،، المطر !
قالت نعم ما شاء الله تبارك الله
،
،
الحمد لله
الحمد لله
صوت المطر كان شديدا
،
،
كانت تنظر إلى سعادتي ولوحة المطر ترتسم على محياي
،
،
ليتها تدري بأن الله أجاب الدعاء وحقق الرجاء
،
،
لما جاء من الغد اكتشفت أن السحابة لم تتجاوزنا
سبحان الله تعالى
لا إله إلا الله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،
لما انتهى صاحبي من موقفه وعرضه ذلك السر الكريم
أمطرت حروفه دمعات كانت تجول في عيني .
دمعات طالعَتْ وجها لوجه :
رحمة الله حين وقعت .
كنت أقول في نفسي والوضع هذا العام في جفاف يضرب أصقاعا كثيرة :
،
،
أليس منا رجل مجاب الدعاء ؟
أليس منا من يحذو حذو هذا الرجل .
أين أصحاب الأغنام ؟
أين المزارعون ؟
أين !
عشاق المطر !
أحباب رحمة الله ؟
أليس منهم أحد مجاب الدعاء ! ؟
لملمت بعضي وكلي من عند صاحبي فكلماته كانت ذات وقع شديد علي
وأخذ ينظر إلي و يتساءل في نفسه :
ما باله قام مسرعا ؟
ويجيبه لسان الحال لا المقال :
أليس منا رجل مجاب الدعاء ؟ !
الجرير
تقبلوا صادق محبتي
لي صديق عزيز على قلبي حدثني يوما بصراحة عن سر من الأسرار التي لطالما أخفاها عني .
وذلك حينما تجاذبت أنا وإياه الحديث عن سنين الجدب في بلاد المملكة العربية السعودية .
يقول لي صاحبي :
فيما مضى وقبل سنين مضت كنت شغوفا بالمطر أحبه حبا شديدا لا أمل منه ولا أكل في طلبه
ففي صلاتي تجدني دوما أدعو الله بأني يغيثنا
صيفا وشتاءً
وعند منامي ( من شدة الحرص ) أدعو الله أن يقيمني من منامي إذا كان هناك مطر حتى لا يفوتني .
كنت أتحسر على لحظات تمضي وأنا بعيد عن قريتي خصوصا إذا جاءت الأخبار منها
بأنها قد مطرت وسالت أوديتها .
تجدني عندما آتي إلى قريتي بعد المطر أتحسس مواقع السيل وأنظر إلى قطرات المطر هل هي كبيرة أم صغيرة
وأسأل العمال والأطفال والشيوخ عن السحاب والبرق والرعد والمطر كيف كان .
أسئلة يواجهني فيها الكثير من الإحراج .
كل ذلك محبة في الغيث والخيرات من الله تعالى
في إحدى الليالي وقد ضاق صدري من قلة الأمطار في ذلك العام ، الذي ضعف فيه السحاب ضعفا كبيرا جعل الدمع في عيني يضيق .
والهم في صدري يحشرج .
فلا سماء تتزين بالسحاب ولا أرض تتوشح بالماء
جدب جرحني كثيرا وأرقني كثيرا
خرجت من غرفتي تلك الليلة إلى سطح المنزل أريد أن أجرب مغامرة لأول مرة أخوض غمارها مغامرة خفت كثيرا من فشلها لاسيما وأنني شاب في الثانوية يعتريني ما يعتريني من النقص في التزامي
هذه المغامرة هي :
أن أدعو الله بأن يغيثنا غيثا عاجلا !
توضأت قبل أن أخرج إلى سطح المنزل وصليت ركعتين ثم ذهبت إلى سطح المنزل .
ولا أحد يعلم بي من أهل بيتي .
خرجت إلى السطح وأغلقت باب السطح علي كي لا يباغتني أحد و أنا في خلوة مع الله جل وعلا
خرجت أرتجف وكأنني أخشى شيئا !
ورفعت يداي إلى السماء التي تخلو من السحب إلا من سحابة كنت شاهدتها قبل مغيب الشمس سحابة ضعيفة تتشتت وتتفرق ، صغيرة تنظر إليها بعين واحدة
رفعت يداي وأخذت أدعو الله جل وعلا أن يسقينا الغيث .
لم أكلف نفسي عناء البحث في : كيف سيتكون السحاب في هذه العجالة ، ولا :
هل سيكون المطر غزيرا ؟
بل كنت أدعو الله موقناً بالإجابة ، أدعو بكل ما أوتيت من دعاء
،
،
حتى بكيت !
نعم بكيت !
،
،
كالطفل لوحدي في سطح المنزل
،
،
وأنا على هذه الحال
جاء الفرج من الله ذي الجلال والإكرام السميع المجيب
،
،
أمطرت السماء !
،
،
يا الله ارتعش جسمي كله ، شعر رأسي وقف !
أخذت أنظر إلى السماء وأقول بصوت مسموع يرتعش أمطرت يا ربي !
،
،
يا الله كانت السحابة تلك لا شيء نعم لا شيء وأنا أعرف السحاب جيدا .
أما الآن فهي متراكمة ومنتشرة في السماء
أمطرت بلا رعد وبلا برق
،
،
سيل
يا الله
،
،
( مثعب ) في السطح يخرج معه الماء من أعلى السطح أخذ الماء من كثرته يضيق فيه
وكأنه عرق قطع فانطلق منه الدم .
،
،
،
أخذت أبكي وأبكي والماء يهطل علي
،
يا ربي لك الحمد ، لك الحمد ، لك الحمد
،
،
اشتد المطر فدخلت خشية شدة المطر
أخذت أنظر إلى السماء وهي تنهمر بالماء
يا الله رحمة الله قريبة
،
،
مباشرة ذهبت إلى خارج المنزل لأرى كيف وقع المطر
وجدت كل شيء يجري
نعم يجري
في لحظات تغير كل شيء
لست براعي أغنام ولا بمزارع فلاح
لا والله ، فقط :
أحب المطر
،
،
أجاب الله الدعوة عاجلا
،
،
ذهبت إلى أمي العجوز المسكينة أبشرها بالمطر !!
المطر يا أمي ،،،،، المطر !
قالت نعم ما شاء الله تبارك الله
،
،
الحمد لله
الحمد لله
صوت المطر كان شديدا
،
،
كانت تنظر إلى سعادتي ولوحة المطر ترتسم على محياي
،
،
ليتها تدري بأن الله أجاب الدعاء وحقق الرجاء
،
،
لما جاء من الغد اكتشفت أن السحابة لم تتجاوزنا
سبحان الله تعالى
لا إله إلا الله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،
لما انتهى صاحبي من موقفه وعرضه ذلك السر الكريم
أمطرت حروفه دمعات كانت تجول في عيني .
دمعات طالعَتْ وجها لوجه :
رحمة الله حين وقعت .
كنت أقول في نفسي والوضع هذا العام في جفاف يضرب أصقاعا كثيرة :
،
،
أليس منا رجل مجاب الدعاء ؟
أليس منا من يحذو حذو هذا الرجل .
أين أصحاب الأغنام ؟
أين المزارعون ؟
أين !
عشاق المطر !
أحباب رحمة الله ؟
أليس منهم أحد مجاب الدعاء ! ؟
لملمت بعضي وكلي من عند صاحبي فكلماته كانت ذات وقع شديد علي
وأخذ ينظر إلي و يتساءل في نفسه :
ما باله قام مسرعا ؟
ويجيبه لسان الحال لا المقال :
أليس منا رجل مجاب الدعاء ؟ !
الجرير
تقبلوا صادق محبتي