المسفهل
09/12/2003, 01:27 PM
زَرُود
كانت زيارتي هذا المكان أيام الخميس والجمعة والسبت 3 - 4 - 5 / 10 / 1424 هـ
زردود : بفتح الزاي وضم الراء بعدها واو ساكنة فدال مهملة .
التعريف بزرود : من أشهر منازل العرب في الجاهلية والإسلام واسمها باق إلى
اليوم لم يتغير منه حرف واحد وهي من مناهل العرب القديمة ، كما أنها من أشهر
منازل الحاج العراقي بعد الثعلبية وقبل الأجفُر للمتجه إلى مكة .
قال الإمام الحربي في كتاب المناسك : وزرود قبل الخزيمية بميل ونصف ، وهي لبني
أسد وبني نهشل أيضا وفيها من الآبار العامرة والمندفنة نحو من عشرين بئرا ، ماؤها
غليظ وبها قصر وحوانيت وبركة ماء وحوض على بئر كبيرة .
كما يطلق زرود على كثيب من النفود مشرف على هذا الموضع المنخفض ، كما يطلق
هذا الاسم أيضا على موضع جلد يقع شرق هذا الرمل غير بعيد منه شرق البئر يدعى شامة
زرود ويقال شامات زرود وهذا الموضع يقع بين عرقين يعرف الشرقي منهما بعرق
لزام والغربي بعرق الأشعلي .
سبب تسميتها بزرود :
وزرود سميت بزرود لأنها تزدرد الماء أي تبتلعه .. وزرود واقعة في شامة بين حبال
من حبال الرمال الكثيفة ويصدق أن تكون هذه الشامة وفي قلبها زرود مبتلعة للماء
بسرعة . . وهكذا ورد في معاجم البلدان فقد قال ياقوت في تعليل الاسم . إنه يجوز
أن يكون من قولهم : جمل زرود أي بلوع ، والزرد البلع ولعلها سميت بذلك لابتلاعها
المياه التي تمطرها السحائب لأنها رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة ..
أمّا ابن الكلبي والحربي فزرود عندهما هي زرود بنت يثرب بن إرم بن سام بن نوح !!
ويعرف هذا الموقع بالإضافة إلى اسم زرود باسم " المجاشعية " نسبة إلى مجاشع بن
حنظلة أخوة بني نهشل من بني دارم .. وظلت بعض المصادر تتناقل أن ليس لبني مجاشع
في البادية إلاّ وقيط وزرود إلى أنْ أبان الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي لشمال
المملكة إنَّ هذا القول ليس صحيحاً على إطلاقه وإنه إنْ كان يصح على عصر قائله فلا
يصح على غيره من العصور وإنًّ أمواه المجاشعيين الجاهلية في شمال وشمال شرق
صحراء العرب أكثر من أنْ تحصر في هذين الموقعين الذي حدث بهما أيام عظام من أيام
العرب قبل الإسلام .
زرود تحتفظ باسمها القديم :
ومع هذا الاسم الذي اشتهرت به زرود قديماً وهو المجاشعية نسبة إلى ساكنيها فقد ظلت
تحمل اسم زرود إلى يومنا هذا بعد أن جهل الناس اسم المجاشعية كما جهلوا اسم الخزيمية
الذي عُرفت به أيضا في الإسلام نسبة إلى خزيمة بن خازم الذي أقام بها عدداً من الدور
واستنبط بها عدداً من الآبار .
وخزيمة من مشاهير ولاة بني العباس اسهم والده مع من قاموا بإسقاط دولة بني أمية وإقامة
ملك العباسيين وهو من أهل خُراسان ، دارمي حنظلي
موقعها :
وزرود تقع في شمال شرق مدينة حائل على بعد ما يقارب 160 كيلاً ومن أسماء أجزائها
القديمة .. الهاشمية ، ووسيط ، وترد في محطات طريق الحج المكي الكوفي باسم " الخزيمية "
أحياناً وإنْ كان هناك من يفرّق بينهما فالخزيمية إلى الغرب من زرود وقد طغى أسمها في زمن
من الأزمان على زرود .
إحداثي بئر زرود : درجة العرض 44 49 27 درجة الطول 10 12 43
زرود من مساكن الجن :
إنّ حبلا من حبال زرود الرملية ينسبه العرب إليها ويزعمون إنهّم يسمعون به صوت
الجن أوعزفها ويسمونه عزّاف زرود ويعرف بـ: ( أبرق العزاف ) وقد ذكره البلدانيون
بهذا الاسم وذكروا معه حادثة الصوت الغريب الذي يستريب منه ساكنو تلك الأرض .
وعزيف الجن ينسبونه إلى أحد رمال زرود قال ذو الرمة :
وَرَمْلٍ عزيف الجن في عقداته=هزيز كتضراب المغنيين بالطبل
وعقدات الواحدة عقدة وهي الرملة الكثيرة الأنقاء والأحقاف يتعقد بعضها ببعض ، وإذا
قيل: العّزاف انصرف الذهن إلى عزّاف زرود ، وهو الوارد في سينية جرير :
فقلت للركب إذ جد الرحيل بنا=ما بعد يبرين من باب الفراديس
ويبرين رمل بني سعد في شرق الجزيرة ، والفراديس من أبواب دمشق .
ومطلع السينية هو :
حي الهدملة من ذات المواعيس= فالحنو أصبح قفراً غير مأنوس
وأشهر ما في هذه القصيدة هذا البيت :
وابن اللبون إذا ما لُز في قرَنٍ =لم يستطع صولة البزل القناعيس
أمّا العزاف فذكره جرير بقوله :
بين المحيصن والعزاف منزلةُ=كالوحي من عهد موسى في القراطيس
المعارك التي وقعت بزرود في الجاهلية والإسلام :
وقد جرى بقرب زرود في العهد الجاهلي معارك منها يوم من أيام العرب يضاف
إليها فيقال : يوم زرود ، وقد قص النويري خبره فقال :
أغار خزيمة بن طارق التغلبي على بني يربوع م بزرود ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم
انهزمت بنو تغلب وأسر خزيمة بن طارق أسره أنيف بن جبلة الضبي وهو فارس
السليط وكان يومئذ نقيلا في بني يربوع ، وأسيد بن حنّاءة السليطي فتنازعا فيه فحكم
بينهما الحارث بن قراد فحكم بناصية خزيمة لأنيف ، على أن لأسيد على أنيف مائة من
الإبل قال : ففدى خزيمة نفسه بماتي بعير وفرس فقال أنيف:
أخذتك قسراً ياخزيم بن طارق=ولاقيت مني الموت يوم زرود
وعانقته والخيل تدمى نحورها=فأنزلته بالقاع غير حميد
وفي هذا اليوم سقى فارس العرادة وهو أحد أشراف يربوع وسادتها فرسه قبل هذه
الوقعة فلمّا ركبها في أثر الوائلي ظلعت ولم يدركه فقال :
فان تنج منها يا حُزيم بن طارق= فقد تركت ما خلف ظهرك بلقعا
ونادى منادي الحي أن قد أتيتم=وقد شربت ماء المزادة أجمعا
فقلت لكأس ألجميها فإنما=نزلنا الكثيب من ( زرود ) لنفزعا
أمرتكم أمرى بمنعرج اللوى=ولا أمر للمعصي إلا مضيعا
بعض الأشعار التي ذكرت زرود :
وأشار جرير الشاعر إلى زرود في نقائضه مع الفرزدق والفرزدق مجاشعي ،
وكلا البطنين من حنظلة فقال :
أني ابن حنظلة الحسان وجوهم= والأعظمين مساعياً وجدوداً
والأكرمين مُرَكبَّا ، إذ رُكبّوا=والأطيبين من التراب صعيداً
ولهم مجالس لا مجالس مثلها=حسباً يؤثّل طارفاً وتليداً
إنَّا إذا قرع العدو صفاتنا=لاقوا لنا حجراً أصم صلوداً
ثم عطف على مجاشع فقال :
قبح الآله مجاشعاً وقراهم=والموجفات إذا وردن ( زرودا )
وقال جرير يهجو الفرزدق :
كأن مجاشعا نخبات نيبٍ=هبطن الهرم أسفل من سَرارا
إذا حلّوا زرود بنوا عليها= بيوت الذل والعمد القصارا
وقال :
وإذا لقيت على زرود مجاشعا=تركوا زرود خبيثة الأعطانِ
وقال ياقوت : روي أن الرشيد حج ، فلما أشرف على الحجاز تمثل بقول الشاعر :
أقول وقد جزنا زرود عشيةً=وراحت مطايانا تؤم بنا نجدا
على أهل بغداد السلام فإنني=أَزيد بسيري عن بلادهمُ بعدا
وقال مهيار الديلمي :
ولقد أحن إلى زرود وطينتي=من غير ما جبلت عليه زرودُ
سعد ابن أبي وقاص ينزل بجيش القادسية في زرود ثلاثة أشهر :
وفي خبر نزول جيش القادسية بزرود ثلاثة أشهر في شتاء العام الرابع عشر
من الهجرة ورد إنَّ رؤساء بني حنظلة قالوا لقومهم قد نزل بكم الناس وهم قبائل
الحجاز ، واليمن ، وأهل العالية . وقد لزمكم قراها فشاطروها الرسَّل ففعلوا فمن
كانت له لقحتان فضَّ إحداهما عليهم ، ومن كان له أكثر فعلى حساب ذلك
فقروهم شتوة بزرود .
وكان سعد لما وجهه عمر لحرب العراق خرج فنزل فيد ، فأقام بها شهراً ثم كتب
له عمر أن يرتفع إلى زرود فنزل الناس معه في أول الشتاء بزرود وتفرقوا فيما
حولها .. وأقام سعد ينتظر اجتماع الناس ثم كتب عمر إلى سعد : أنْ سر حتى تنزل
شراف ... ومن بين من قدموا على سعد بها هلال بن عُلفّه من تيم الرباب وهو قاتل
رستم قائد جيش الفرس في القادسية ..
ومن طريف الأخبار عن زرود ما يرد من إنّها كانت من المنازل الأثيرة عند بني هلال ..
وإنهّم قالوا وقد غادروا نجداً إلى بلاد المغرب العربي :
أقفينا ولا خلينا بنجد حسوفه=إلا منزل لنا بين اللوى وزرود
كما أن زرود أصبحت من الموارد التي يرد عليها العقيلات تجار القصيم المشهورون
فيتزودون بالماء من هذه البئر لينطلقوا بعد ذلك للعراق والشام .
المراجع :
1 - كتاب المناسك للإمام الحربي .
2 - معجم البلدان لياقوت الحموي .
3 - معجم ما استعجم للبكري
4 - الروض المعطار للحميري.
5 - جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي.
6 - تاريخ الأمم والملوك للطبري .
7 - العقد الفريد لابن عبد ربه .
8 - نهاية الأرب للنويري .
9 - صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار لابن بليهد .
10 - معجم شمال المملكة لحمد الجاسر.
11 - أيام العرب في الجاهلية أحمد جاد المولى وآخرون.
12 - ديوان جرير .
13 - ديوان الفرزدق .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 1.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 3.jpg
أخذنا طريقنا إلى زرود مرورا ببلدة الأجفر .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 2.jpg
جانب من بلدة الأجفر .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 4.jpg
مرورا ببلدة الخوير الذي يسمى قديما ( الأغر ) .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 5.jpg
ثم اجتزنا عرق الأبيتر وله حديث لعله يأتي في حينه .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 6.jpg
ثم اجتزنا عرق الأشعلي .
كانت زيارتي هذا المكان أيام الخميس والجمعة والسبت 3 - 4 - 5 / 10 / 1424 هـ
زردود : بفتح الزاي وضم الراء بعدها واو ساكنة فدال مهملة .
التعريف بزرود : من أشهر منازل العرب في الجاهلية والإسلام واسمها باق إلى
اليوم لم يتغير منه حرف واحد وهي من مناهل العرب القديمة ، كما أنها من أشهر
منازل الحاج العراقي بعد الثعلبية وقبل الأجفُر للمتجه إلى مكة .
قال الإمام الحربي في كتاب المناسك : وزرود قبل الخزيمية بميل ونصف ، وهي لبني
أسد وبني نهشل أيضا وفيها من الآبار العامرة والمندفنة نحو من عشرين بئرا ، ماؤها
غليظ وبها قصر وحوانيت وبركة ماء وحوض على بئر كبيرة .
كما يطلق زرود على كثيب من النفود مشرف على هذا الموضع المنخفض ، كما يطلق
هذا الاسم أيضا على موضع جلد يقع شرق هذا الرمل غير بعيد منه شرق البئر يدعى شامة
زرود ويقال شامات زرود وهذا الموضع يقع بين عرقين يعرف الشرقي منهما بعرق
لزام والغربي بعرق الأشعلي .
سبب تسميتها بزرود :
وزرود سميت بزرود لأنها تزدرد الماء أي تبتلعه .. وزرود واقعة في شامة بين حبال
من حبال الرمال الكثيفة ويصدق أن تكون هذه الشامة وفي قلبها زرود مبتلعة للماء
بسرعة . . وهكذا ورد في معاجم البلدان فقد قال ياقوت في تعليل الاسم . إنه يجوز
أن يكون من قولهم : جمل زرود أي بلوع ، والزرد البلع ولعلها سميت بذلك لابتلاعها
المياه التي تمطرها السحائب لأنها رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة ..
أمّا ابن الكلبي والحربي فزرود عندهما هي زرود بنت يثرب بن إرم بن سام بن نوح !!
ويعرف هذا الموقع بالإضافة إلى اسم زرود باسم " المجاشعية " نسبة إلى مجاشع بن
حنظلة أخوة بني نهشل من بني دارم .. وظلت بعض المصادر تتناقل أن ليس لبني مجاشع
في البادية إلاّ وقيط وزرود إلى أنْ أبان الشيخ حمد الجاسر في المعجم الجغرافي لشمال
المملكة إنَّ هذا القول ليس صحيحاً على إطلاقه وإنه إنْ كان يصح على عصر قائله فلا
يصح على غيره من العصور وإنًّ أمواه المجاشعيين الجاهلية في شمال وشمال شرق
صحراء العرب أكثر من أنْ تحصر في هذين الموقعين الذي حدث بهما أيام عظام من أيام
العرب قبل الإسلام .
زرود تحتفظ باسمها القديم :
ومع هذا الاسم الذي اشتهرت به زرود قديماً وهو المجاشعية نسبة إلى ساكنيها فقد ظلت
تحمل اسم زرود إلى يومنا هذا بعد أن جهل الناس اسم المجاشعية كما جهلوا اسم الخزيمية
الذي عُرفت به أيضا في الإسلام نسبة إلى خزيمة بن خازم الذي أقام بها عدداً من الدور
واستنبط بها عدداً من الآبار .
وخزيمة من مشاهير ولاة بني العباس اسهم والده مع من قاموا بإسقاط دولة بني أمية وإقامة
ملك العباسيين وهو من أهل خُراسان ، دارمي حنظلي
موقعها :
وزرود تقع في شمال شرق مدينة حائل على بعد ما يقارب 160 كيلاً ومن أسماء أجزائها
القديمة .. الهاشمية ، ووسيط ، وترد في محطات طريق الحج المكي الكوفي باسم " الخزيمية "
أحياناً وإنْ كان هناك من يفرّق بينهما فالخزيمية إلى الغرب من زرود وقد طغى أسمها في زمن
من الأزمان على زرود .
إحداثي بئر زرود : درجة العرض 44 49 27 درجة الطول 10 12 43
زرود من مساكن الجن :
إنّ حبلا من حبال زرود الرملية ينسبه العرب إليها ويزعمون إنهّم يسمعون به صوت
الجن أوعزفها ويسمونه عزّاف زرود ويعرف بـ: ( أبرق العزاف ) وقد ذكره البلدانيون
بهذا الاسم وذكروا معه حادثة الصوت الغريب الذي يستريب منه ساكنو تلك الأرض .
وعزيف الجن ينسبونه إلى أحد رمال زرود قال ذو الرمة :
وَرَمْلٍ عزيف الجن في عقداته=هزيز كتضراب المغنيين بالطبل
وعقدات الواحدة عقدة وهي الرملة الكثيرة الأنقاء والأحقاف يتعقد بعضها ببعض ، وإذا
قيل: العّزاف انصرف الذهن إلى عزّاف زرود ، وهو الوارد في سينية جرير :
فقلت للركب إذ جد الرحيل بنا=ما بعد يبرين من باب الفراديس
ويبرين رمل بني سعد في شرق الجزيرة ، والفراديس من أبواب دمشق .
ومطلع السينية هو :
حي الهدملة من ذات المواعيس= فالحنو أصبح قفراً غير مأنوس
وأشهر ما في هذه القصيدة هذا البيت :
وابن اللبون إذا ما لُز في قرَنٍ =لم يستطع صولة البزل القناعيس
أمّا العزاف فذكره جرير بقوله :
بين المحيصن والعزاف منزلةُ=كالوحي من عهد موسى في القراطيس
المعارك التي وقعت بزرود في الجاهلية والإسلام :
وقد جرى بقرب زرود في العهد الجاهلي معارك منها يوم من أيام العرب يضاف
إليها فيقال : يوم زرود ، وقد قص النويري خبره فقال :
أغار خزيمة بن طارق التغلبي على بني يربوع م بزرود ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ثم
انهزمت بنو تغلب وأسر خزيمة بن طارق أسره أنيف بن جبلة الضبي وهو فارس
السليط وكان يومئذ نقيلا في بني يربوع ، وأسيد بن حنّاءة السليطي فتنازعا فيه فحكم
بينهما الحارث بن قراد فحكم بناصية خزيمة لأنيف ، على أن لأسيد على أنيف مائة من
الإبل قال : ففدى خزيمة نفسه بماتي بعير وفرس فقال أنيف:
أخذتك قسراً ياخزيم بن طارق=ولاقيت مني الموت يوم زرود
وعانقته والخيل تدمى نحورها=فأنزلته بالقاع غير حميد
وفي هذا اليوم سقى فارس العرادة وهو أحد أشراف يربوع وسادتها فرسه قبل هذه
الوقعة فلمّا ركبها في أثر الوائلي ظلعت ولم يدركه فقال :
فان تنج منها يا حُزيم بن طارق= فقد تركت ما خلف ظهرك بلقعا
ونادى منادي الحي أن قد أتيتم=وقد شربت ماء المزادة أجمعا
فقلت لكأس ألجميها فإنما=نزلنا الكثيب من ( زرود ) لنفزعا
أمرتكم أمرى بمنعرج اللوى=ولا أمر للمعصي إلا مضيعا
بعض الأشعار التي ذكرت زرود :
وأشار جرير الشاعر إلى زرود في نقائضه مع الفرزدق والفرزدق مجاشعي ،
وكلا البطنين من حنظلة فقال :
أني ابن حنظلة الحسان وجوهم= والأعظمين مساعياً وجدوداً
والأكرمين مُرَكبَّا ، إذ رُكبّوا=والأطيبين من التراب صعيداً
ولهم مجالس لا مجالس مثلها=حسباً يؤثّل طارفاً وتليداً
إنَّا إذا قرع العدو صفاتنا=لاقوا لنا حجراً أصم صلوداً
ثم عطف على مجاشع فقال :
قبح الآله مجاشعاً وقراهم=والموجفات إذا وردن ( زرودا )
وقال جرير يهجو الفرزدق :
كأن مجاشعا نخبات نيبٍ=هبطن الهرم أسفل من سَرارا
إذا حلّوا زرود بنوا عليها= بيوت الذل والعمد القصارا
وقال :
وإذا لقيت على زرود مجاشعا=تركوا زرود خبيثة الأعطانِ
وقال ياقوت : روي أن الرشيد حج ، فلما أشرف على الحجاز تمثل بقول الشاعر :
أقول وقد جزنا زرود عشيةً=وراحت مطايانا تؤم بنا نجدا
على أهل بغداد السلام فإنني=أَزيد بسيري عن بلادهمُ بعدا
وقال مهيار الديلمي :
ولقد أحن إلى زرود وطينتي=من غير ما جبلت عليه زرودُ
سعد ابن أبي وقاص ينزل بجيش القادسية في زرود ثلاثة أشهر :
وفي خبر نزول جيش القادسية بزرود ثلاثة أشهر في شتاء العام الرابع عشر
من الهجرة ورد إنَّ رؤساء بني حنظلة قالوا لقومهم قد نزل بكم الناس وهم قبائل
الحجاز ، واليمن ، وأهل العالية . وقد لزمكم قراها فشاطروها الرسَّل ففعلوا فمن
كانت له لقحتان فضَّ إحداهما عليهم ، ومن كان له أكثر فعلى حساب ذلك
فقروهم شتوة بزرود .
وكان سعد لما وجهه عمر لحرب العراق خرج فنزل فيد ، فأقام بها شهراً ثم كتب
له عمر أن يرتفع إلى زرود فنزل الناس معه في أول الشتاء بزرود وتفرقوا فيما
حولها .. وأقام سعد ينتظر اجتماع الناس ثم كتب عمر إلى سعد : أنْ سر حتى تنزل
شراف ... ومن بين من قدموا على سعد بها هلال بن عُلفّه من تيم الرباب وهو قاتل
رستم قائد جيش الفرس في القادسية ..
ومن طريف الأخبار عن زرود ما يرد من إنّها كانت من المنازل الأثيرة عند بني هلال ..
وإنهّم قالوا وقد غادروا نجداً إلى بلاد المغرب العربي :
أقفينا ولا خلينا بنجد حسوفه=إلا منزل لنا بين اللوى وزرود
كما أن زرود أصبحت من الموارد التي يرد عليها العقيلات تجار القصيم المشهورون
فيتزودون بالماء من هذه البئر لينطلقوا بعد ذلك للعراق والشام .
المراجع :
1 - كتاب المناسك للإمام الحربي .
2 - معجم البلدان لياقوت الحموي .
3 - معجم ما استعجم للبكري
4 - الروض المعطار للحميري.
5 - جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي.
6 - تاريخ الأمم والملوك للطبري .
7 - العقد الفريد لابن عبد ربه .
8 - نهاية الأرب للنويري .
9 - صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار لابن بليهد .
10 - معجم شمال المملكة لحمد الجاسر.
11 - أيام العرب في الجاهلية أحمد جاد المولى وآخرون.
12 - ديوان جرير .
13 - ديوان الفرزدق .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 1.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 3.jpg
أخذنا طريقنا إلى زرود مرورا ببلدة الأجفر .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 2.jpg
جانب من بلدة الأجفر .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 4.jpg
مرورا ببلدة الخوير الذي يسمى قديما ( الأغر ) .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 5.jpg
ثم اجتزنا عرق الأبيتر وله حديث لعله يأتي في حينه .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images3/zarod 6.jpg
ثم اجتزنا عرق الأشعلي .