المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن ظاهرة الكسوف و الخسوف



مصطفى محمود
12/06/2008, 03:19 PM
وقت الكسوف والخسوف :
أما بالنسبة لكسوف الشمس فلا يمكن أن يحدث إلا في أواخر ليلة الثامن والعشرين ، أو التاسع والعشرين ، أو الثلاثين ، لأنه في تلك الأيام يكون القمر قريباً من الشمس فيحجب بعض ضوئها عن الأرض فيحدث الكسوف .
أما خسوف القمر فلا يحدث إلا في أيام إبدار القمر ، أي في الأيام التي يكون فيها القمر بدراً ، ويكون ذلك في ليلة الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر . ( انظر فتاوى بن تيمية 12/370 ) .


http://www.mekshat.com/pix/upload02/images72/mk81318_a0257.jpg

صفة صلاة الكسوف والخسوف :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ، فقام فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام ، وهو دون الأول ، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد فأطال السجود ، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ، ثم انصرف وقد انجلت الشمس ، فخطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : [ إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا ، ثم قال : يا أمة محمد ، والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ] ( البخاري ) .

ومن الحديث السابق نستفيد عدة أمور :
1- أن الكسوف آية من آيات الله تعالى يخوف الله بها عباده .
2- الكسوف يرتبط بالشمس ، بينما الخسوف يكون مرتبطاً بالقمر ، وذلك إذا اجتمعا ، فيقال : كسوف الشمس ، وخسوف القمر . أما إذا انفردا فيطلق على كل منهما كسوف وخسوف ، فيقال : كسوف الشمس وخسوف الشمس ، وكسوف القمر وخسوف القمر .
3- إذا حصل الكسوف والخسوف ، فيفزع الناس إلى الصلاة والدعاء والصدقة والتكبير والتهليل وذكر الله تعالى على كل حال .
4- اختلف العلماء في حكم صلاة الكسوف والخسوف ، فمنهم من قال : أنها سنة ، ومنهم من قال : أنها واجبة ، وهو اختيار العلامة بن القيم الجوزية رحمه الله تعالى ، ولا شك أن هذا القول أبرأ للذمة وأقرب للصواب وهو اختيار وجيه ، ولو لم تكن واجبة لما فزع النبي صلى الله عليه وسلم ، ونادى لها الصلاة جامعة ، فاجتمع الصحابة وصفهم صفوفاً ، ولو لم تكن واجبة لما حصل التخويف بها .
5- صفة صلاتي الكسوف والخسوف كما يلي :
ركعتان بأربع ركوعات وأربع سجدات ، يكبر فيقرأ الفاتحة وسورة طويلة ، ثم يركع ركوعاً طويلاً بقدر القراءة ، ثم يرفع ويقول سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة أقصر من التي قبلها ، ثم يركع ركوعاً طويلاً أقصر من الذي قبله ، ثم يرفع قائلاً سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، ثم يسجد سجدتين طويلتين بقدر القراءة ، الأولى منهما أطول من التي تليها ، ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى ولكن دونها في كل ما يفعل ، دفعاً للحرج والمشقة على الناس ، ومنعاً للضجر والسآمة ، لأن المصلي حينما يدخل الصلاة يكون على قدر كبير من النشاط فما يلبث أن يضمحل هذا النشاط شيئاً فشيئاً ، فناسب ذلك أن تكون الصلاة متفاوتة في الطول .
6- يسن لصلاة الكسوف خطبة واحدة ، وهو قول الشافعي وإسحاق وكثير من أهل الحديث ، بينما ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أنه ليس لها خطبة ، والصحيح في ذلك أنه يسن لها خطبة وهو اختيار الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( انظر الشرح الممتع 5/249 ) ، ( انظر تيسير العلام 1/338 ) .
7- تعجيل التوبة والإنابة إلى الله تعالى ، قبل أن هادم اللذات ومفرق الجماعات الموت الموت ، فحينئذ لا ينفع الندم ، فما أنزل الله بلاءً إلا بذنب ، ولا رفعه إلا بتوبة .
8- أن يكون ابتداء وقت الصلاة من حين بداية الكسوف ، ونهايتها إلى أن ينجلي .
9- التحذير من الذنوب والمعاصي ، وأنها سبب هلاك الأمم والأفراد .
10- أن الكسوف والخسوف لا يكون لموت زعيم ولا لحياته ، ولا لموت عالم ولا لموت رفيع ولا وضيع ، ولو كان ذلك حاصلاً ، لحصل لموت أشرف بشر وأفضل من وطئت قدماه هذه الأرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه وجه أمته إلى أن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، وإنما يخوف الله بها عباده ، فخرج بذلك من يقول أن الشمس أو القمر انكسفت لموت فلان أو علان من الناس ، فلا ينكسفان لموت عالم ولا حاكم ولا قريب ولا بعيد .
11- اطلاع الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على بعض أمور الغيب التي لا يستطيعها أحد من الناس .

مسائل تتعلق بصلاة الكسوف والخسوف :
1- يجوز أداؤها في أوقات النهي ، فتؤدى بعد صلاة العصر ، وبعد صلاة الفجر ، لأنها من ذوات الأسباب التي إذا وقع سببها أوديت .
2- يجوز أداؤها ركعتين في كل ركعة ركوعان أو ثلاث أو أربع أو خمس ، لأن ذلك ثابت عن الصحابة رضوان الله عليهم ، ولكن الأفضل الاقتصار عن الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم .
3- الاعتبار فيها بالركوع الأول دون الثاني ، لأن الأول هو الركن ، فمن فاته الركوع الأول من الركعة الأولى أو الثانية فعليه الإتيان بتلك الركعة كاملة بعد سلام الإمام .
4- من المعلوم أن الركوع فيها طويل جداً ، فماذا يقول المصلي في هذا الركوع ؟ لقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بقوله : [ فأما الركوع فعظموا فيه الرب ] ، فيقال : سبحان ربي العظيم ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .
أما السجود فيكثر فيه من الدعاء ، لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد ، فيكثر من الدعاء لأنه حري بالإجابة في هذا الموضع الذي يخضع فيه العبد لربه سبحانه وتعالى ، فيرغم أنفه وجبهته لخالقه سبحانه .

وفي ختام هذا الموضوع ، أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، الغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل إثم ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار ، اللهم طهر قلوبنا وألسنتنا وبلادنا من كل فاحشة ورذيلة ، اللهم اهد شباب المسلمين إلى ما فيه خير البلاد والعباد ، واهدهم سبل السلام وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولكل من له حق علينا برحمتك يا أرحم الراحمين . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك ياأكرم الأكرمين .

* الــــفــر قــــد *
12/06/2008, 05:52 PM
مشكور أخي مصطفى محمود وجزاك الله خير على المعلومات القيمة
عن ظاهرة الكسوف و الخسوف .

الطبشي
15/06/2008, 10:26 AM
الله يعطيك العافيه

عين الداب
16/06/2008, 03:42 AM
مشكوووووور وموفق وجزاك الله خير