أبو ريم
24/12/2003, 01:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الاعضاء اهلا بكم في هذة الصفحة التي ستكون باذن الله معلومات عامة وخاصة عن الابل وحياتها في
الصحراء القاحلة وصبرها عن الما وعن الاكل
وسيتكون الموضوع من عدة فصول وقد كتبتة لاني لم اجد مايشفي غليلي عن الابل في منتدانا العزيز
اولا
ذكرة الابل في القران الكريم وهو الكتاب الذي لا ريب فية في كثيرة من الايات ومنها
قال تعالى :
} اَفَلاَ يَنظُرُونَ إلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت وَإِلَى السَّمَآءِ كيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الجَبَالِ كَيْفَ نُصِبَتً وَإِلَى
الأَرضِ كَيْفَ سُطِحَت {
في هذة الاية ذكرا الله الابل مع رفع السماء ونصب الجبال وتسوية الارض وذالك يد على عضيم الابل
وعضيم خلقها وبديعة سبحانة
وذكرا في العديد من المواضع منها
ناقة صالح
قال الله تعالى :
} ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب
قريب فعقروها فقال تمتعوا في صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو
القوي العزيز وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثموداً
كفروا ربهم ألا بعداً لثمود {
كذلك جاء ذكر ناقة الله هذه في عدة آيات أخرى وهي : (
} هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله {
} فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم {(
} وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها {
} هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم {
} إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر {
} فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها {
وإليكم قصتها بالتفصيل .
كانت قبيلة ثمود تسكن بالحجر – بكسر الحاء – وموقعها بين الحجاز والشام إلى وادي القرى ومدافن صالح ، وهي
ظاهرة إلى اليوم وآثارها بارزة إلى العيان في منطقة العلا والقريبة منها في المملكة العربية السعودية .
وكانوا يدينون بعبادة الأصنام ، فأرسل الله إليهم صالحاً واعظاً لهم ومذكراً بنعم الله وآياته، وأقام لهم الأدلة القاطعة على
ضلالهم وكانوا أهل خصب وثراء لما كان لهم من الماشية الكثيرة والجنات الوافرة ، فآمن بعضهم بما جاء به صالح وكفر
أكثرهم ، ثم جاء المستكبرون من قومه الجاحدون وطلبوا منه معجزة وآية على صدقه أن يخرج لهم من صخرة صماء
ناقة ، فآتاه الله بالناقة كما طلبوا ، وطلب منهم نبيهم صالح أن يبعدوا إبلهم عن مورد الماء يوم تشرب الناقة وفصيلها
فلهم يوم شرب وللناقة لوحدها يوم ، فاغتاظ القوم من هذا الأمر وراحوا من جديد يكيدون لصالح وناقته .
( ولدت الناقة من غير الطريق المعروف . وقد كانت لهم معجزة لأنها كانت تشرب المياه الموجودة في البئر في يوم وتدعه
لقوم صالح يوماً آخر كما قال الله تعالى :
} ونبئهم أن الماء قسمه بينهم كل شرب محتضر {
وقيل إنها كانت معجزة لأنها كانت تدر لبناً يكفي لشرب الناس جميعاً في اليوم الذي تشرب فيه كل الماء ولا يبقى منه
شيئاً للناس . وأصدر الله أمره إلى صالح أن يأمر قومه بعض المس بالناقة أو إيذائها أو قتلها وأمرهم أن يتركوها تأكل
من أرض الله ، وألا يمسوها بسوء . وحذرهم بأنهم إذا مدوا أيديهم بالأذى للناقة سيأخذهم عذاب قريب .
وفي البداية تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخر الجبل ، وكانت ناقة مباركة، كان لبنها يكفي آلاف
الرجال والنساء ، وكانت إذا نامت في موضع هجرته كل الحيوانات الأخرى . وتحولت كراهبة الكفار من صالح إلى
الناقة ، وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة . وقد أنتهى أمرهم إلى قتلها .
كان المجرمون تسعة أعدوا سيوفهم وسهامهم وخرجوا في الظلام يترأسهم رجلان اسمه جندع بن عمرو والآخر هو قدار
بن سالف ، فقام الرجال التسعة بقتل الناقة وولدها . وعندما علم النبي صالح عليه السلام بما حدث خرج غاضباً على
قومه وأنذرهم بالهلاك بعد ثلاثة أيام . قال تعالى :
} فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب {
كانت الناقة هي تموت قد تنهدت ثلاثة مرات ، ومرت على الكافرين ثلاثة أيام وفي فجر اليوم الرابع انشقت السماء
عن صيحة جبارة واحدة فهناك جميع من في البلدة وكانوا عبرة لمن يعتبر .
إضافة إلى ذلك فقد صحح القرآن الكريم بعض المفاهيم الخاطئة للإبل، فلقد كان للعرب معتقدات باطلة.
فالناقة التي تنجب خمسة أبطن وكان آخرها ذكراً بحروا أذنها( شقوها) واعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا
تطرد عن ماء ترده ولا تمنع عن مرعى وتسمى"البحيرة »، وكانوا ينذرون لآلهتهم إحدى النياق فيتركوها ولا يتعرضون
لها ويسمونها"السائبة ».
أما الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن فيقولون قد وصلت، فلا تذبح ولا تضرب ولا تمنع عن أو ماء مرعى ويسمونها
"الوصيلة ».
أما الحام، أي حمى ظهره فهو الفحل من الإبل فيضرب الضرب المعدود قبيل عشرة أبطن، فإذا بلغ ذلك قالوا هذا حام،
فيترك ولا ينتفع به في شيء ولا يمنع عن أي شيء.
وهذه معقتدات باطلة جاء الإسلام لهدمها، ولهذا فقد حرمها الله سبحانه وتعالى تحريماً مطلقاً بقوله
} ما جعل الله من "بحيرة ولا سائبة ولا"وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا
يعقلون{.
ومما فسره العلماء أيضاً في معنى الإبل قوله تعالى:
} وعليها وعلى "الفلك تحملون{
فقد قرنها المولى بالفلك وهي السفن التي تسير في البحار، فهي إذاً سفن البر وبذلك فقد سماها العرب
فيما بعد سفينة الصحراء.
الإبل في السُّنة النبوية
وقد ورد ذكر الإبل في العديد من الأحاديث النبوية وذلك لما لها من مقام لدى العرب والمسلمين.
من هذه الأحاديث ما حث على تربية الإبل ورعايتها وحسن معاملتها مثل :
< الإبل عز لأهلها >.
وقوله عليه السلام:
< لا تسبوا الإبل فإنها من نفس الله تعالى > أي مما يوسع به على الناس. ( عن أبن سيده ) وفي
حديث عن رسول الله (صلىالله عليه وسلم)
< الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة >.
وقد اكتسبت الإبل أهميتها في تاريخ العرب والإسلام للدور البارز الذي احتلته في حياتنا وطبيعتنا
الجغرافية والنفسية .
وعن محمد عليه الصلاة والسلام قصة مَبْرَكْ الناقة التي اختارت مكان مسجد رسول الله بوحي من
الله تعالى وما زال المسجد في مكانه إلى يوم الدين إن شاء الله تعالى .
فعند وصوله عليه السلام المدينة مهاجراً كان على ناقة اعترضها رجال من بني عدي بن النجار
وغيرهم محاولين كسب شرف استضافة رسول الله فقد جاءت في سيرة ابن هشام فقالوا :
يا رسول الله هلم إلى أخوالك إلى العد والعدة والمنعة قال خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها
فانطلقت . حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده (صلى الله علية وسلم)
وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار ثم من بني مالك بن النجار وهما في حجر معاذ بن
عفراء سهل وسهيل ابني عمرو .
فلما بركت ورسول الله عليه الصلاة والسلام واضع لها زمامها لا يثنيها به ثم التفتت
إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مـرة فبركت فيه ثم تحلحلت ورزمت وألقت بحرانها فنزل عنها رسول الله عليه
وسلم فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فوضعه في بيته ونزل عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام وسأل عن
المربد :
- لمن هو ؟
فقال له معاذ بن عفراء هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو وهما يتيمان لي وسأرضيهما منه فاتخذه مسجداً )
.
ولا بد من ذكر حادثة هامة لها علاقة بالجمل في تاريخ العرب والإسلام وهي حادثة موقعة الجمل
لعلاقتها بزوج رسول الله عليه وسلم وأثرها على تاريخنا .
فقد اعتلت عائشة رضي الله عنها بالجمل في تاريخ العرب والإسلام وهي حادثة موقعة الجمل
لعلاقتها بزوج رسول الله عليه الصلاة والسلام وأثرها على تاريخنا .
فقد اعتلت عائشة رضي الله عنها اسمها عسكر حصلت عليه من يعلي بن منية وكان قد اشتراه
بثمانين ديناراً .
وقد روى الطبري حديثاً آخر في أمر الجملعن صفوان بن قبيصة الأحمسي.
قال : حدثني العربي صاحب الجمل .
قال : بينما أنا أسير على جمل إذ عرض لي راكب .
فقال : يا صاحب الجمل أتبيع جملك ؟
قلت نعم قال : بكم ؟
قلت : بألف درهم .
قال : هذا !
قال : ومم ذلك ؟
قلت : ما طلبت عليه أحداً قط إلا أدركته ولا طلبني وأنا عليه أحد قط إلا فته.
قال : لو تعلم لمن يريده تركت أمي في بيتها قاعدة ما تريد براحاً .
قال : إنما أريده لأم المؤمنين عائشة .
قلت : فهو لك فخذه بغير ثمن .
قال : لا ولكن ارجع معنا إلى الرجل فلنعطك ناقة مهرية وزادوني أربعمائة أو ستمائة درهم ثم
خرجت بجملها مع عسكر أهل البصرة .
وجاء تفصيل ذلك في كتب التاريخ الإسلامي نقتطفه عن كتاب أيام العرب في الإسلام :
( وكانت عائشة في هودجها قد جللته بالحديد وهي بمكة وجعلت فيه موضعاً لعينها وهي في
عسكر أهل البصرة وثار العسكران لبعضهما وكان القتال في ذلك اليوم من أشد القتال
هولاً وصدق كل فريق الحملة على الفريق الآخر وأهل البصرة وشجعانهم وذوو النجدة منهم
يلوذون بجمل عائشة ويدافعون عنها حتى لا تصاب بشر فقتل حول الجمل بشر كثير وقطعت على
زمامه أيد كثيرة ولا يدور بخلد أحد من الناس أن ينهزم وراجز أهل البصرة
يقول :
^نحن بني ضبة أصحـاب الجمل* ننزل بالمـوت إذا الموت نزل^
^ننعي ابن عفان بأطـراف الأسل *الموت أحلى عندنا من العسل^
ردوا علينا شيخنا ثم بجل
ولما رأى الإمام علي بن أبي طالب كثرة القتلى حول الجمل وأن الناس يسميتون
دونه ولا يسلمونه أبداً وفيهم عين تطرف نادي : اعقروا الجمل .
فجاء إلى الجمل رجل من خلفه وضرب عرقوبه فعقره وسقط الهودج وكأنه قنفذ لكثرة ما رمى به
من النبل فجاء محمد بي أبي بكر وعمار بن ياسر واحتملا الهودج فنحياه عن القتلى وخرج محمد
بعائشة حتى أدخلها البصرة .
لقد كانت الإبل إحدى أعمدة المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية، فهي عماد حياتهم ورفيقة دربهم. وجاء رسول الله
e إلى هذا المجتمع فعاش فيه واندمج معه، فكان للإبل ذكر كثير في أحاديثه الشريفة بلغت109
أحاديث بلفظة الإبل56 بلفظ"البدنة .
فقد"ورد في سنن ابن ماجه عن رسول الله e أنه قال: « الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخيل
معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة». وقد نصح رسول الله e المؤمنين بالعناية بها والحفاظ عليها
وحسن تربيتها، فقد مر علىبعير لحق ظهره بطنه من شدة الإعياء فقال لمن معه: «... واتقوا الله في هذه البهائم
المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة».
وقال أيضاً في هذا المجال: « إذا سافرتم في الخصب فأعطوها حظها من الأرض، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها
"السير وبادروا بها نقيها».
كما نهى رسول الله e عن سب الإبل فقال: « لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوة الدم ومهر الكريمة» أي
أنها تعطى في الديات فتحقن فيها الدماء، وتمنع من أن يراق دم القاتل، كما أنها تدفع مهراً لكريمات العرب وفي
الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي e قال: « تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس
محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقالها» فالإبل شديدة التفلت من رباطها.
ولقد قام رسول الله e بمحاربة الكثير من العادات الجاهلية الباطلة، فقد كان من عادات العرب أنهم
يذبحون أول نتاج لإبلهم ولا يملكونه رجاء البركة في الأم وكثرة نسلها وكانوا يسمونه"الفرع ، فجاء قوله صلى الله
عليه وسلّم بإلغاء هذه العادة حيث قال: « لافرع ولا عتيرة» والفرع أول الإنتاج كان ينتج لهم فيذبحونه.
والعتيرة ذبيحة يذبحونها في العشر الأوائل من رجب.
وهنا نذكر بعض الأحاديث الشريفة التي"ورد فيها لفظ الإبل وما معناه:
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أمرني رسول الله e أن أقوم على بُدنه، وأن أتصدق بلحمها
وجلودها وأجلّتها ولا أعطى الجزار منها رجاء قال: نحن نعطيه من عندنا.
< ورد في حديث الإسراء( في صحيح مسلم) أن النبي e قال: « كأني أنظر إلى يونس بن متّى عليه
السلام على ناقة حمراء جَعْدَة، عليه جبة من صوف، خطام ناقته خلبة» وهو يلبي. قال ابن حنبل في حديثه: « قال
هشيم، يعني ليفاً».
ـ ولعنَ رجل بعيرَه، فقال رسول الله e: من هذا اللاعن بعيره؟
فقال: أنا يا رسول الله. قال: « انزل عنه فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا
تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم».
ولما نشد رجل ضالته في المسجد. قال النبي e: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال رسول الله: لا
وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له، وإنما دعا عليه، لأنه نهى أن تنشد الضالة في المسجد( لسان العرب).
ـ وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي e قال: « تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب
ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، يبعث صالح على ناقته، وأبعث على البراق: خطوها عند أقصى طرفها، وتبعث
فاطمة أمامي.
وفي مسند أحمد عن أنس قال: بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتاً في المدينة فقالت: ما هذا؟ قالوا: هذه"عير عبد
الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل كل شيء، قال فكانت سبعمائة بعير إقال: فارتجت المدينة من الصوت. وذكر
القصة وفيها: فجعلها عبد الرحمن بن عوف بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز وجل.
اشهر الابل
بهذه الحال فيها أقوال كثيرة. فعن أنس بن مالك قال: كان لرسول الله e ناقة تسمى العضباء وكانت
لا تُسبق، قال: فقدم أعرابي على قعود( صغير الجمل من الذكور) له فسابقها فسُبقت فشقَّ ذلك على المسلمين.
قال فبلغ ذلك رسول الله فقال: إنه حق على الله أن لا يرتفع من الدنيا شيء إلا وضعه.
أشهر النوق
القصواء ناقة رسول الله
على هذه الناقة انتقل رسول الله من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة
زكاة الإبل عند
إذا بلغت الإبل (خمسا).
في خمس من الإبل شاة.
وفي العشر شاتان.
وفي الخمس عشرة ثلاث شياه.
وفي العشرين أربع شياه.
وفي خمس وعشرين إلى خمس وثلاثين بنت مخاض .
وهي التي لها سنة من الإبل ودخلت في الثانية.
وفي ست وثلاثين إلى خمس وأربعين (36 ـ 45) بنت لبون .
وهي ما أتمت سنتين ودخلت في الثالثة.
وفي ست وأربعين إلى ستين (46 ـ 60) حقة: وهي ما أتمت ثلاث سنين ودخلت في الرابعة.
وفي إحدى وستين إلى خمس وسبعين (61 ـ 75)
جذعة: وهي ما أتمت أربع سنين ودخلت في الخامسة.
وفي ست وسبعين إلى تسعين (76 ـ 90) بنتا لبون.
وفي إحدى وتسعين إلى مائة وعشرين (91 ـ 120) حقتان.
من حروب العرب
حرب البسوس
حدثت هذه الحرب التي استمرت أربعين عاماً بين قبيلتي"بكر وتغلب العربيتين
وكانت بسبب بعير لضيفة حلة عند تغلب والقصة معروفة وهي قصة الزير سالم
واما الان فنتكلم عن الابل
عائلة الإبل وتاريخها
كثيرون أولئك الذين يعتبرون أن أساس عائلة الإبل من العالم الجديد ( القارة الأميركية ) حيث أثبتت
بعثات التنقيب عن وجود الآثار لحيوانات ذوات الحوافر المنقرضة والتي تشبه الجمل ، وتعود تلك الآثار
إلى العصر اليوسيني وذلك في أجزاء من الولايات المتحدة ، ومنها انتشرت السلالات الحديثة عبر
مضيق بنما إلى أميركا الجنوبية وعبر مضيق بهرنج في آلاسكا إلى آسيا .
ولقد حدثت أول هجرة لعائلة الجمال إلى العالم القديم ( آسيا ) في حوالي نهاية العصر اليوسيني وذلك
من شمال أميركا إلى شرق سيبيريا عبر آلاسكا / ولم تكشف هذه المعلومات عما إذا كان هذا النوع
من الإبل ذو سنام واحد أو سنامين ، وذلك لأنه من المستحيل تحديد تلك المواصفات من خلال
المستحاثات ، وبقاياها خاصة إذا عرفنا أن سنام الجمل عبارة عن كتلة من الأنسجة اللاعظمية والدهن
. هذا الحيوان الـذي جاء من الولايات المتحدة يعتبر من حيوانات السهوب ، إلا أنه استطاع أن
يتكيف مع الحياة الجديدة في الصحاري في قارة آسيا وقد تمت هذه العملية بعد أن تقدم النوع من ذات
السنام الواحد إلى البلاد العربية وصحاريها . فتوزع هذا النوع على شمال أفريقيا والشرق الأدنى والهند
، وقطن الجمل ذو السنامين في الأراضي المرتفعة في قارة آسيا وجنوب سيبيريا والصين وأفغانستان
وكازاخستان .
وعد السنام ، هناك فروق أخرى كثيرة بين نوعي الجمال ، فالجمل العربي ( نسبة لأماكن تواجده )
ساقاه أطول وهذا أطول جسماً وأنحف من الجمل ذي السنامين ( البكتيري ) الذي يمتلك وبراً أكثر
سمرة يصلح للشتاء بسبب وجوده في مناطق أكثر برودة .
وتمتاز جمال العالم القديم بنوعيها ( ذو سنام وسنامين ) بأن لها آذاناً قصيرة ومستديرة والشفة العليا
مشقوقة ، وعينان جاحظتان ، وأقدامها عريضة ذات وسائد مع وجود
إصبعين عليهما ظفران مفصولان بشكل غير منتظم ، وأما الذنب فهو طويل قليلاً ومكسو بخصلة
كثيفة من الشعر قد تصل إلى العراقيب .
أما المناطق في جسم الجمل التي تتعرض للاحتكاك بالأرض عندما يستلقي على الأرض ، فهي محمية
بوسائد صلبة أكبرها وأشملها تقع على الصدر وتتموضع واحدة مـنها على كل مرفق وركبة واثنتان
على كل عرقوب . ويعتقد كثير من العلماء أن الجمل كان أول حيوان مدجن في وسط الجزيرة العربية
حيث وجدت رسومات محـفورة على الصخور من مرحلة ما قبل التاريخ تبين استخدامه للعمل
والركوب . وقد أثبتت النظريات أن هذه المنطقة كانت المركز الأول لتدجين الإبل ومنها انتشرت إلى
الشمال الآسيوي وإلى إفريقيا.
وقد انتشر استعمال الإبل بعد تدجينها انتشاراً واسعاً كواسطة للحمل والركوب وكمصدر للحليب
والطعام كما هو الحال عليه اليوم .
وتبين أقدم الوثائق أن أول من استخدام الإبل المدجنة بمهارة عالية كانوا من شبة الجزيرة العربية وبلاد
الشام في القرن الحادي عشر قبل الميلاد . وإن أول سجل عن استخدام الإبل كان في بلاد الرافدين ،
ويعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد خلال الحملة الآشورية .
ثم أصبح نسل الإبل مهماً في شمال المناطق العربية وفي الشرق الأوسط وذلك بعد القرن الثاني عشر قبل
الميلاد عندما استولى الساميون على الطريق البري لتجارة البخور . وشجعوا استخدام الإبل على شكل
قطعان تربى وتتناسل وتتكاثر من أجل الأسفار . بعد ذلك ازداد استعمال الإبل في الحروب والمعارك
إلا أنها بقيت في هذا المجال اضعف من الحصان الذي يمتاز بسرعته وقوته .
كانت الإبل حيوانات مهمة في حمل البضائع ونقلها خلال العصور التاريخية البدائية . إذ تستطيع حمل
كمية كبيرة من البضائع وقطع أطول مسافة ، ولذلك أصبحت معتمدة في الرحلات التجارية بشكل
خاص .
إلا أننا نقول بأن شبه الجزيرة العربية تعتبر رغم ذلك موقعاً مناسباً لتربية الجمل وذلك لأنه ومن خلال
أراضيها الواسعة تتناغم وتتناسب والبيئة هناك مع متطلبات الجمال .وباستثناء المناطق الساحلية
الجنوبية الغربية عسير التي يشتد فيها هطول الأمطار يعتبر المناخ جافاً بصورة عامة حيث تسود أحوال
المناخ الصحراوي . لهذا فشبه الجزيرة العربية مؤهلة أكثر من غيرها لتهيئة وتربية الجمال . وبذلك
أصبحت إحدى المراكز الرئيسة لتربية هذا الحيوان الأليف .
ومن المعروف تماماً أننا عندما نشير إلى الجمل نعني بذلك الجمل ذي السنام الواحد أو الهجين وذلك
تمييزاً له عن الجمل ذي السنامين الذي يعيش في آسيا الوسطى .
وإن إطلاق اسم سفينة الصحراء على الجمل من قبل اليونانيين القدماء وعلى بعض سلالات الجمال
السريعة الجري تحديداً . أما كـلمة الهجين ( dromedary) المأخوذة من اللاتينية ( dromos)
كانت هذهالأسماء مصدراً لكثير من التشويش وذلك لأن هذه الأسماء كانت تعتبر ولا تزال في بعض
الأوساط الاسم الصحيح للأنواع والأصناف العربية من الجمال . والحقيقة هي أن الجمل البكتيري
والجمل الهجين ينتميان إلىنفس الطبقة ولهذا يصح تماماً من وجهة نظر علم الحيوان إطلاق اسم
الجمل على كليهما .
وإذا اعتبرنا أن شبه الجزيرة العربية هي السباقة في مجال تربية وتوزيع الهجين لذلك فإن الهجين
يدعى أيضاً الجمل العربي
التدجين
ليس هناك من حقائق صعبة موجودة كتلك الحقائق المتعلقة بمكان وزمان وكيفية تدخيل الجمل ولكن
من الممكن أن عملية أسر وتدجين الجمل ووضعه تحت سيطرة الإنسان حدثت فيما بين عام 3000 و
2500 . م وذلك في جنوب بلاد العرب في منطقة حضر موت الوسطى ( المهرة ) وظفار حيث
كانت الحيوانات البرية تصطاد لأجل لحمها في أماكن الشرب أو أن تغرى بواسطة الطعام أو الإشراك
.
ومن المؤكد أيضاً أن الحافز الأول للتدجين كان إنتاج الحليب وقد أثبتت تلك الحقيقة حديثاً عن طريق
نماذج استخدام ذلك الحيوان بين البدو الذين يهتمون بزيادة منتوجات الحليب لديهم فلذلك يقتلون
الذكور من الجمال لدى ولادتها . هذا ولقد كان استخدام الجمل كحيوان لحمل الأثقال قد حدث
بعد ذلك بقليل عندما اضطر مربو القطيع للتفتيش على مراعي جديدة ولهذا انتقلوا ومعهم جميع
مقتنياتهم وحيواناتهم ولقد كان اكتشاف قدرة هذا الحيوان على حمل الأثقال وشدة تحمله أظهرت أنها
ذات نتائج باهرة بالنسبة للنتائج التاريخية
ي و. بوفيل في كتابه ( التجارة الذهبية عند العرب - طبعه لندن 1968 ص 43-44.
أن مجيء الجمل قد وسع مجال المحاولات البشرية وأثر على الحياة الاقتصادية للمجتمع بأجمعه فقد وفر
الجمل لإنسان حرية الحركة التي لم يكن يعرفها من قبل ووضع متناول يده الوصول إلى أقصى أماكن
المراعي . فقد اختفى الرعب والخوف من طرف القوافل وفتحت طرق جديدة لمسيرة التجارة والثقافة
.
، وأصبحت تربية الجمال تمثل ولعدة قرون إحدى المصادر الرئيسة للثروة في تلك البلاد . ولقد اتصل العدد الكبير من
الجمال بصورة طبيعية بالحياة التنقلية للبدو الرحل الذين استعملوا الجمل كواسطة للنقل ومنتج للحليب بالإضافة إلى
استعمال وبره لصنع الملابس والحبال وجلده لصنع أوعية حمل المياه وصنع الخيام واستعمال لحمه كغذاء . يعتبر الجمل
العربي أفضل أنواع الهجن وقد استعمل في السنين السابقة كواسطة لتحسين السلالات الأخرى في آسيا وإفريقيا . ولهذا
توجد أجمل أنواعه في المناطق المنبسطة في شمال بلاد العرب وفي الهضبة الوسطى ( نجد ) وعلى طول سواحل الخليج
العربي وخليج عدن .
ويجدر بنا عند هذه المرحلة ذكر بعض التفاصيل حول أصل الجمل وتطوره .
ونعود فنقول يعتبر أصل عائلة الجمال من العالم الجديد .
حيث انتخبت بعض التشكيلات من العصر اليوسيني العلوي في بعض أجزاء الولايات المتحدة بعض
أنواع الحيوانات من ذوات الحافر المنقرضة التي تشبه الجمل وبعضهالا يزيد حجمها عن حجم
الأرنب البري والتي نتج منها الجمل وأبناء عمه ( الجوناكوس )
( jonacos) و ( الفيكوناس ) (Viconas) ولهذا يمكننا اعتبار أمريكا الشمالية الوطن الأصلي
لتلك العائلة ومنها انتشرت السلالات الحديثة عبر بنما إلى أمريكا الجنوبية وعبر مضيق بهرنج إلى آسيا
.
ولقد حدثت أول هجرة لعائلة الجمال ( Camelidae) إلى العالم القديم في حوالي نهاية العصر
الميوسيني واستمرت خلال عصر ( البليوسين ) عندما غادرت أسلاف نوع (الكاميلوس ) (
Camelus) شمال أمريكا من خلال منطقة ( آلاسكا ) وقطعت المسافة إلى شمال شرق سبيريا .
ومن الصعب تحديد تلك السمات من خلال المستحاثات وبقاياها بسبب تلك الحقيقة وهي أن السنام
عبارة عن كتلة من الأنسجة اللاعظمية والدهن ولكن ظهر أن نوع الكاميلوس ( Camelus)
أصبح معروفاً كجنس مميز خلال النصف مليون سنة الأخيرة من السنوات .
كانت أسلاف الجمل حيوانات أصلية من حيوانات السهوب ولم يحدث أن تكيفت حياة هذه
الحيوانات مع حياة الصحراء إلا بعد هجرتها إلى آسيا وهذه العملية تمت بعد أن تقدم النوع من ذات
السنام الواحد إلى بلاد العرب من ثم إلى الصحراء .
وإن التوزع الجغرافي للجمل العربي يشمل شمال إفريقيا والشرق الأدنى والهند بينما قطن الجمل
البكتيري في الأراضي المرتفعة في آسيا الوسطى ابتداء من أفغانستان وكازاخستان الجنوبية إلى الصين
وجنوبي سيبيريا .
وعدا عن السنام هناك فروق أخرى كثيرة بين نوعي الجمال فالجمل العربي ساقاه أطول جسمياً وأنحف
من الجمل البكتيري الذي يمتلك وبراً أكثر سمرة يصلح للشتاء بسبب سكناه في الأماكن الأكثر برودة .
وفي الوقت الحاضر لا يوجد أي جمل عربي بريّ بينما هناك قطعان صغيرة من الجمال البكتيرية
المتوحشة في صحراء ( غوبي ) التي تعتبر منذ عهد طويل من أنسال الجمال المُدجّنة التي هربت من
الأسر ولكنها تعتبر الآن متوحشة تماماً بسبب سنامها الصغير وقصر وبرها البني بالنسبة إلى وبر نظيرتها
المُدجّنة .
إذاً تعود الأنواع الحالية للجمال بأصلها إلى نوعين رئيسيين :
الأول من نوع الجمل ذو السنام الواحد ( One - hamped) والمسمى علمياً ( The
deomedary C. Dromedarius) وهو المعروف باسم الجمل العربي ويعيش في مناطق شبه
الجزيرة العربية شمال إفريقيا الموازية لشواطئ البحر الأبيض المتوسط غرب إفريقيا والسودان وأثيوبيا
وارتيريا والصومال وكينيا . كما يعيش في بعض مناطق الشرق الأدنى ووسط آسيا الغربية .
بينما النوع الآخر هو الجمل ذو السنامين ( Two-humped) والمعروف علمياً باسم (The
bactrian C. Bactrianus) وهو يعيش في المناطق الأكثر برودة من سابقتها في جنوب روسيا
وفي منغوليا ومناطق آسيا الشرقية وفي الصين .
وقد اعتمد في تفرقة النوعين على اختلافات تشريحية . ويجيء بينهما نوع هجين من أختلاط النوعين
يدعى ( Hybeids) .
ويتميز الأخير بقوة تحمل أكبر وسنام واحد أقوى مع ميل السنام باتجاه الأمام نحو رأس الجمل .
وقد أثبت علمياً الإخصاب بين نوعي الجمل السابقين وقد جرى التعرف على اعتبار كل من النوعين
منفصل عن النوع الآخر وهو نفس المواصفات بين نوعين شـهيرين من حيوان اللاما ( ذو الأصل
المشترك مع الجمل بالفصيلة ) وذلك في المناطق الأمريكية .
وفي المراحل الأولى لتدجين الجمل بقي هذا محصوراً لعدة قرون في المنطقة الجنوبية من بلاد العرب .(
مع إمكانية التوسع إلى منطقة الصومال وسوقطره ) ولكنه انتشر بعد ذلك في جميع شبه الجزيرة وأصبح
مفتاح ازدهار المجتمعات المحلية بعد استخدامه لنقل التجارة بالإضافة إلى الإستفادة منه كمزود مباشر
لسلسلة من المنتوجات المفيدة
هذا وقد أظهرت الحفريات التي أجريت في أوائل الستينات من هذا القرن في ( أبو ظبي ) أن مجتمع
السمك في أم النار قد عرفوا واستعملوا الجمل . وقد وجدت هناك عظام ولوح حجري للزينة في أحد
الأضرحة يصور جملاً وقد أثبت ذلك أن الجمال كانت تربي في ذلك المكان حوالي 2700 ق. م (
وقد عرف تاريخ ذلك الموقع على أساس الفخار الموجود هناك ) بينما كانت أول وأبكر السجلات
التاريخية التي تخص شبه الجزيرة لا يرجع إلى زمن أبكر من عام 1100 ق. م عندما قاد سكان ( مدين
) في شمال الحجاز أول غارة معروفة استخدمت فيها الجمال فقد اندفعوا إلى فلسطين في زمن جدعون
حيث ( وحسب الرواية التوراتية ) أبيدوا .
وبعد قرن من ذلك الزمن سافرت بلقيس ملكة سبأ شمالاً وهي تقود أول قافلة استخدمت فيها الجمال
والتي كانت محملة بالهدايا إلى بلاط النبي سليمان (عليه السلام ) في القدس .
ولدى استعمال الجمل ازدادت سرعة سفر الإنسان وتوسعت مدى رحلاته وأوصلت المناطق
الصحراوية الجمل إلى متناول التجارة واستعمال الأرض .
وبعد أن ربى العرب القدماء مثل هذا الحيوان المناسب لحمل الأثقال أصبحوا في وضع جعلهم ذوي
الاحتكار الفعلي للتجارة القديمة وطرقها في شبه الجزيرة التي كانت البضائع من خلالها ومن جنوب
شرق آسيا وجنوب بلاد العرب تصل إلى أسواق ما بين النهرين ومصر وفينيقيا واليونان وروما .
وعندما حلت قوافل الجمّالة محل جماعات الحمير والطرق البحرية الخطرة بين خليج عدن والقسم
العلوي من البحر الأحمر في الألف الثاني ق. م وجدت تجارة العطور كاللبان (والبخور ) والمر الذي
كان ينتج في أراضي ظفار وحضر موت والصومال طريقاً آمناً بريا يتجـه نحو الشعوب المستهلكة
ولقـد ازدهرت أحوال القبائل العربية الجنـوبية من هذه
التجارة وبهذا تطورت لديهم حضارة رقيقة ممتعة أسهمت في تسمية أراضيهم من قبل الرومان (بلاد
العرب السعيدة ) . وبمرور الزمن عمدت بعض الشعوب في شمال بلاد العرب مثل ( الأنباط ) إلى
العمل في إدارة القوافل وجني الأرباح وانشأوا شبكة من الأعمال وإدارة القوافل وتأمين مياه الشرب
والآبار وكانوا يتقاضون عائدات مالية تقدر بـ 25% من قيمة التجارة المنقولة .
وفي هذا الوقت وصلت المدن النبطية كمدينة ( بترا ) و ( مدائن صالح ) إلى أوج ازدهارها .
وقد ساهم الجمل كثيراً في ازدياد نشاط البدو اعتباراً من القرن الثاني عشر قبل الميلاد فصاعداً إذ تخلوا
في أسفارهم وتنقلاتهم عن الحمير وأصبحوا غير محددين في حركتهم ومحيطهم الضيق وأصبح بمقدورهم
الترحال والسفر لمسافات طويلة .
ويعتقد كثير من العلماء أن الجمل كان أول حيوان مدجن في وسط الجزيرة العربية . حيث وجدت
رسومات محفورة على الصخور في مرحلة ما قبل التاريخ تبين استخدامه للتسلية والركوب .
أن شبه الجزيرة العربية كانت المركز الأول لتدجين الإبل ومنها انتشرت إلى الشمال الآسيوي وإلى
أفريقيا
وقد اعُتُقِدَ أن المركز كان جنوب الجزيرة العربية حيث يرجح أن الرجل البدائي عاش على الساحل أو
على ضفاف الوديان ( مثل وادي حضر موت ) . حيث وجدت نفايات في مجمع قمامة بين ( 3000
إلى 2750 ق. م ) أظهرت أن الغذاء الرئيس للسكان البدائيين بهذه المنطقة كان عجل البحر وشمل
أيضاً الإبل المتوحشة (1) .
كانت عملية التحول من صيد الإبل المتوحشة إلى تدجينها سهلة وهينة بسبب حاجة السكان للتغذية
واعتماد الإبل على العدد المحدود من مناطق الواحات التي استعملت من قبل السكان أيضاً .
وهناك احتمال أن أبناء المنطقة أغروا الإبل بقضم لحم القرش المجفف أو أسماك السردين والتي ما تزال
تضاف إلى علف الإبل في جنوب الجزيرة العربية حتى يومنا هذا دون أي مكان آخر في العالم . فكانت
هذه العملية من أسباب تدجين تلك الإبل .
وقد انتشر استعمال الإبل بعد تدجينها في الجنوب انتشاراً واسعاً كواسطة للحمل والركوب وكمصدر
للحليب كما هو الحال عليه اليوم .
وتعود عملية التدجين إلى عهد قريب مقارنة مع الحيوانات الأخرى كالأغنام
(10.000 ق. م ) الماعز ( 8000 ق. م ) والأبقار ( 5000 ق. م ) .
وتختلف وجهات النظر والآراء على أية حال وبشكل واسع حول بداية تدجين الإبل . وهو أمر متوقع
حيث تجتمع الأدلة من نصوص قديمة لتاريخ غير مؤكدة عن الأشياء المصنعة التي لا تصور أو ترسم مع
الإبل بعدتها من السروج وبدليل واضح يتعلق بحياة الجمل أو نوعية السروج .
ويرجح العلماءترويض الإبل وتدجينها إلى 2000 سنة قبل الميلاد . وقد أخذ هؤلاء بالحساب أن
الدلائل الأثرية للمصريين وسكان ما بين النهرين القدماء أرخّت أن التدجين
يعود لأوائل القرن 13 أو 12 ق. م .
لكن ليس قبل سنة 2000ق. م . وقد وصفت الإبل في الإنجيل
بأنها استعملت من قبل الإنسان في أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد
.
تقول إن القساوسة في زمن متأخر بدلوا النصوص وشملوا ذلك موضوع الإبل في إعادة كتابة فصول
التكوين من الإنجيل
ولأن معظم أراضي الجزيرة العربية اقتطعت من أراضي آسيا بالامتداد الكبير للصحراء التي تسمى الربع
الخالي .
فإن المؤرخين اعتبروا مناطق جنوب ووسط الجزيرة العربية المركز الوحيد للإبل المدجنة التي ظلت
محصورة في تلك المنطقة لعدة قرون . فسكان شمال الجزيرة العربية كانوا على معرفة قليلة بالإبل . بينما
لم يكن أهالي جنوب الجزيرة على دراية بحمير الحمل وحيوانات جر المحاريث والعربات الموجودة في
الشمال .
وكانت تجارة البخور عن طريق البرّ في الألف الثاني قبل الميلاد من أسباب انتشار الإبل باتجاه الشمال .
إذ كانت البضائع تنقل غالباً قبل ذلك الزمن عن طريق البحار والأنهار . لذلك كانت الحاجة قليلة
للاحتفاظ بالحيوانات إلى ما بعد ظهور المناطق الزراعية المحلية . وتبين أقدم الوثائق أن أول من استخدم
الإبل المدجنة بمهارة عالية كانوا من شبه الجزيرة العربية ومن سورية وفلسطين في القرن الحادي عشر
قبل الميلاد .
هذا موضوع اليوم وانتضرو المزيد باذن الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الاعضاء اهلا بكم في هذة الصفحة التي ستكون باذن الله معلومات عامة وخاصة عن الابل وحياتها في
الصحراء القاحلة وصبرها عن الما وعن الاكل
وسيتكون الموضوع من عدة فصول وقد كتبتة لاني لم اجد مايشفي غليلي عن الابل في منتدانا العزيز
اولا
ذكرة الابل في القران الكريم وهو الكتاب الذي لا ريب فية في كثيرة من الايات ومنها
قال تعالى :
} اَفَلاَ يَنظُرُونَ إلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت وَإِلَى السَّمَآءِ كيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الجَبَالِ كَيْفَ نُصِبَتً وَإِلَى
الأَرضِ كَيْفَ سُطِحَت {
في هذة الاية ذكرا الله الابل مع رفع السماء ونصب الجبال وتسوية الارض وذالك يد على عضيم الابل
وعضيم خلقها وبديعة سبحانة
وذكرا في العديد من المواضع منها
ناقة صالح
قال الله تعالى :
} ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب
قريب فعقروها فقال تمتعوا في صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو
القوي العزيز وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثموداً
كفروا ربهم ألا بعداً لثمود {
كذلك جاء ذكر ناقة الله هذه في عدة آيات أخرى وهي : (
} هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله {
} فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم {(
} وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها {
} هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم {
} إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر {
} فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها {
وإليكم قصتها بالتفصيل .
كانت قبيلة ثمود تسكن بالحجر – بكسر الحاء – وموقعها بين الحجاز والشام إلى وادي القرى ومدافن صالح ، وهي
ظاهرة إلى اليوم وآثارها بارزة إلى العيان في منطقة العلا والقريبة منها في المملكة العربية السعودية .
وكانوا يدينون بعبادة الأصنام ، فأرسل الله إليهم صالحاً واعظاً لهم ومذكراً بنعم الله وآياته، وأقام لهم الأدلة القاطعة على
ضلالهم وكانوا أهل خصب وثراء لما كان لهم من الماشية الكثيرة والجنات الوافرة ، فآمن بعضهم بما جاء به صالح وكفر
أكثرهم ، ثم جاء المستكبرون من قومه الجاحدون وطلبوا منه معجزة وآية على صدقه أن يخرج لهم من صخرة صماء
ناقة ، فآتاه الله بالناقة كما طلبوا ، وطلب منهم نبيهم صالح أن يبعدوا إبلهم عن مورد الماء يوم تشرب الناقة وفصيلها
فلهم يوم شرب وللناقة لوحدها يوم ، فاغتاظ القوم من هذا الأمر وراحوا من جديد يكيدون لصالح وناقته .
( ولدت الناقة من غير الطريق المعروف . وقد كانت لهم معجزة لأنها كانت تشرب المياه الموجودة في البئر في يوم وتدعه
لقوم صالح يوماً آخر كما قال الله تعالى :
} ونبئهم أن الماء قسمه بينهم كل شرب محتضر {
وقيل إنها كانت معجزة لأنها كانت تدر لبناً يكفي لشرب الناس جميعاً في اليوم الذي تشرب فيه كل الماء ولا يبقى منه
شيئاً للناس . وأصدر الله أمره إلى صالح أن يأمر قومه بعض المس بالناقة أو إيذائها أو قتلها وأمرهم أن يتركوها تأكل
من أرض الله ، وألا يمسوها بسوء . وحذرهم بأنهم إذا مدوا أيديهم بالأذى للناقة سيأخذهم عذاب قريب .
وفي البداية تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخر الجبل ، وكانت ناقة مباركة، كان لبنها يكفي آلاف
الرجال والنساء ، وكانت إذا نامت في موضع هجرته كل الحيوانات الأخرى . وتحولت كراهبة الكفار من صالح إلى
الناقة ، وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة . وقد أنتهى أمرهم إلى قتلها .
كان المجرمون تسعة أعدوا سيوفهم وسهامهم وخرجوا في الظلام يترأسهم رجلان اسمه جندع بن عمرو والآخر هو قدار
بن سالف ، فقام الرجال التسعة بقتل الناقة وولدها . وعندما علم النبي صالح عليه السلام بما حدث خرج غاضباً على
قومه وأنذرهم بالهلاك بعد ثلاثة أيام . قال تعالى :
} فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب {
كانت الناقة هي تموت قد تنهدت ثلاثة مرات ، ومرت على الكافرين ثلاثة أيام وفي فجر اليوم الرابع انشقت السماء
عن صيحة جبارة واحدة فهناك جميع من في البلدة وكانوا عبرة لمن يعتبر .
إضافة إلى ذلك فقد صحح القرآن الكريم بعض المفاهيم الخاطئة للإبل، فلقد كان للعرب معتقدات باطلة.
فالناقة التي تنجب خمسة أبطن وكان آخرها ذكراً بحروا أذنها( شقوها) واعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا
تطرد عن ماء ترده ولا تمنع عن مرعى وتسمى"البحيرة »، وكانوا ينذرون لآلهتهم إحدى النياق فيتركوها ولا يتعرضون
لها ويسمونها"السائبة ».
أما الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن فيقولون قد وصلت، فلا تذبح ولا تضرب ولا تمنع عن أو ماء مرعى ويسمونها
"الوصيلة ».
أما الحام، أي حمى ظهره فهو الفحل من الإبل فيضرب الضرب المعدود قبيل عشرة أبطن، فإذا بلغ ذلك قالوا هذا حام،
فيترك ولا ينتفع به في شيء ولا يمنع عن أي شيء.
وهذه معقتدات باطلة جاء الإسلام لهدمها، ولهذا فقد حرمها الله سبحانه وتعالى تحريماً مطلقاً بقوله
} ما جعل الله من "بحيرة ولا سائبة ولا"وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا
يعقلون{.
ومما فسره العلماء أيضاً في معنى الإبل قوله تعالى:
} وعليها وعلى "الفلك تحملون{
فقد قرنها المولى بالفلك وهي السفن التي تسير في البحار، فهي إذاً سفن البر وبذلك فقد سماها العرب
فيما بعد سفينة الصحراء.
الإبل في السُّنة النبوية
وقد ورد ذكر الإبل في العديد من الأحاديث النبوية وذلك لما لها من مقام لدى العرب والمسلمين.
من هذه الأحاديث ما حث على تربية الإبل ورعايتها وحسن معاملتها مثل :
< الإبل عز لأهلها >.
وقوله عليه السلام:
< لا تسبوا الإبل فإنها من نفس الله تعالى > أي مما يوسع به على الناس. ( عن أبن سيده ) وفي
حديث عن رسول الله (صلىالله عليه وسلم)
< الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة >.
وقد اكتسبت الإبل أهميتها في تاريخ العرب والإسلام للدور البارز الذي احتلته في حياتنا وطبيعتنا
الجغرافية والنفسية .
وعن محمد عليه الصلاة والسلام قصة مَبْرَكْ الناقة التي اختارت مكان مسجد رسول الله بوحي من
الله تعالى وما زال المسجد في مكانه إلى يوم الدين إن شاء الله تعالى .
فعند وصوله عليه السلام المدينة مهاجراً كان على ناقة اعترضها رجال من بني عدي بن النجار
وغيرهم محاولين كسب شرف استضافة رسول الله فقد جاءت في سيرة ابن هشام فقالوا :
يا رسول الله هلم إلى أخوالك إلى العد والعدة والمنعة قال خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها
فانطلقت . حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده (صلى الله علية وسلم)
وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار ثم من بني مالك بن النجار وهما في حجر معاذ بن
عفراء سهل وسهيل ابني عمرو .
فلما بركت ورسول الله عليه الصلاة والسلام واضع لها زمامها لا يثنيها به ثم التفتت
إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مـرة فبركت فيه ثم تحلحلت ورزمت وألقت بحرانها فنزل عنها رسول الله عليه
وسلم فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فوضعه في بيته ونزل عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام وسأل عن
المربد :
- لمن هو ؟
فقال له معاذ بن عفراء هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو وهما يتيمان لي وسأرضيهما منه فاتخذه مسجداً )
.
ولا بد من ذكر حادثة هامة لها علاقة بالجمل في تاريخ العرب والإسلام وهي حادثة موقعة الجمل
لعلاقتها بزوج رسول الله عليه وسلم وأثرها على تاريخنا .
فقد اعتلت عائشة رضي الله عنها بالجمل في تاريخ العرب والإسلام وهي حادثة موقعة الجمل
لعلاقتها بزوج رسول الله عليه الصلاة والسلام وأثرها على تاريخنا .
فقد اعتلت عائشة رضي الله عنها اسمها عسكر حصلت عليه من يعلي بن منية وكان قد اشتراه
بثمانين ديناراً .
وقد روى الطبري حديثاً آخر في أمر الجملعن صفوان بن قبيصة الأحمسي.
قال : حدثني العربي صاحب الجمل .
قال : بينما أنا أسير على جمل إذ عرض لي راكب .
فقال : يا صاحب الجمل أتبيع جملك ؟
قلت نعم قال : بكم ؟
قلت : بألف درهم .
قال : هذا !
قال : ومم ذلك ؟
قلت : ما طلبت عليه أحداً قط إلا أدركته ولا طلبني وأنا عليه أحد قط إلا فته.
قال : لو تعلم لمن يريده تركت أمي في بيتها قاعدة ما تريد براحاً .
قال : إنما أريده لأم المؤمنين عائشة .
قلت : فهو لك فخذه بغير ثمن .
قال : لا ولكن ارجع معنا إلى الرجل فلنعطك ناقة مهرية وزادوني أربعمائة أو ستمائة درهم ثم
خرجت بجملها مع عسكر أهل البصرة .
وجاء تفصيل ذلك في كتب التاريخ الإسلامي نقتطفه عن كتاب أيام العرب في الإسلام :
( وكانت عائشة في هودجها قد جللته بالحديد وهي بمكة وجعلت فيه موضعاً لعينها وهي في
عسكر أهل البصرة وثار العسكران لبعضهما وكان القتال في ذلك اليوم من أشد القتال
هولاً وصدق كل فريق الحملة على الفريق الآخر وأهل البصرة وشجعانهم وذوو النجدة منهم
يلوذون بجمل عائشة ويدافعون عنها حتى لا تصاب بشر فقتل حول الجمل بشر كثير وقطعت على
زمامه أيد كثيرة ولا يدور بخلد أحد من الناس أن ينهزم وراجز أهل البصرة
يقول :
^نحن بني ضبة أصحـاب الجمل* ننزل بالمـوت إذا الموت نزل^
^ننعي ابن عفان بأطـراف الأسل *الموت أحلى عندنا من العسل^
ردوا علينا شيخنا ثم بجل
ولما رأى الإمام علي بن أبي طالب كثرة القتلى حول الجمل وأن الناس يسميتون
دونه ولا يسلمونه أبداً وفيهم عين تطرف نادي : اعقروا الجمل .
فجاء إلى الجمل رجل من خلفه وضرب عرقوبه فعقره وسقط الهودج وكأنه قنفذ لكثرة ما رمى به
من النبل فجاء محمد بي أبي بكر وعمار بن ياسر واحتملا الهودج فنحياه عن القتلى وخرج محمد
بعائشة حتى أدخلها البصرة .
لقد كانت الإبل إحدى أعمدة المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية، فهي عماد حياتهم ورفيقة دربهم. وجاء رسول الله
e إلى هذا المجتمع فعاش فيه واندمج معه، فكان للإبل ذكر كثير في أحاديثه الشريفة بلغت109
أحاديث بلفظة الإبل56 بلفظ"البدنة .
فقد"ورد في سنن ابن ماجه عن رسول الله e أنه قال: « الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخيل
معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة». وقد نصح رسول الله e المؤمنين بالعناية بها والحفاظ عليها
وحسن تربيتها، فقد مر علىبعير لحق ظهره بطنه من شدة الإعياء فقال لمن معه: «... واتقوا الله في هذه البهائم
المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة».
وقال أيضاً في هذا المجال: « إذا سافرتم في الخصب فأعطوها حظها من الأرض، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها
"السير وبادروا بها نقيها».
كما نهى رسول الله e عن سب الإبل فقال: « لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوة الدم ومهر الكريمة» أي
أنها تعطى في الديات فتحقن فيها الدماء، وتمنع من أن يراق دم القاتل، كما أنها تدفع مهراً لكريمات العرب وفي
الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي e قال: « تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس
محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقالها» فالإبل شديدة التفلت من رباطها.
ولقد قام رسول الله e بمحاربة الكثير من العادات الجاهلية الباطلة، فقد كان من عادات العرب أنهم
يذبحون أول نتاج لإبلهم ولا يملكونه رجاء البركة في الأم وكثرة نسلها وكانوا يسمونه"الفرع ، فجاء قوله صلى الله
عليه وسلّم بإلغاء هذه العادة حيث قال: « لافرع ولا عتيرة» والفرع أول الإنتاج كان ينتج لهم فيذبحونه.
والعتيرة ذبيحة يذبحونها في العشر الأوائل من رجب.
وهنا نذكر بعض الأحاديث الشريفة التي"ورد فيها لفظ الإبل وما معناه:
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أمرني رسول الله e أن أقوم على بُدنه، وأن أتصدق بلحمها
وجلودها وأجلّتها ولا أعطى الجزار منها رجاء قال: نحن نعطيه من عندنا.
< ورد في حديث الإسراء( في صحيح مسلم) أن النبي e قال: « كأني أنظر إلى يونس بن متّى عليه
السلام على ناقة حمراء جَعْدَة، عليه جبة من صوف، خطام ناقته خلبة» وهو يلبي. قال ابن حنبل في حديثه: « قال
هشيم، يعني ليفاً».
ـ ولعنَ رجل بعيرَه، فقال رسول الله e: من هذا اللاعن بعيره؟
فقال: أنا يا رسول الله. قال: « انزل عنه فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا
تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم».
ولما نشد رجل ضالته في المسجد. قال النبي e: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال رسول الله: لا
وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له، وإنما دعا عليه، لأنه نهى أن تنشد الضالة في المسجد( لسان العرب).
ـ وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي e قال: « تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب
ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، يبعث صالح على ناقته، وأبعث على البراق: خطوها عند أقصى طرفها، وتبعث
فاطمة أمامي.
وفي مسند أحمد عن أنس قال: بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتاً في المدينة فقالت: ما هذا؟ قالوا: هذه"عير عبد
الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل كل شيء، قال فكانت سبعمائة بعير إقال: فارتجت المدينة من الصوت. وذكر
القصة وفيها: فجعلها عبد الرحمن بن عوف بأقتابها وأحمالها في سبيل الله عز وجل.
اشهر الابل
بهذه الحال فيها أقوال كثيرة. فعن أنس بن مالك قال: كان لرسول الله e ناقة تسمى العضباء وكانت
لا تُسبق، قال: فقدم أعرابي على قعود( صغير الجمل من الذكور) له فسابقها فسُبقت فشقَّ ذلك على المسلمين.
قال فبلغ ذلك رسول الله فقال: إنه حق على الله أن لا يرتفع من الدنيا شيء إلا وضعه.
أشهر النوق
القصواء ناقة رسول الله
على هذه الناقة انتقل رسول الله من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة
زكاة الإبل عند
إذا بلغت الإبل (خمسا).
في خمس من الإبل شاة.
وفي العشر شاتان.
وفي الخمس عشرة ثلاث شياه.
وفي العشرين أربع شياه.
وفي خمس وعشرين إلى خمس وثلاثين بنت مخاض .
وهي التي لها سنة من الإبل ودخلت في الثانية.
وفي ست وثلاثين إلى خمس وأربعين (36 ـ 45) بنت لبون .
وهي ما أتمت سنتين ودخلت في الثالثة.
وفي ست وأربعين إلى ستين (46 ـ 60) حقة: وهي ما أتمت ثلاث سنين ودخلت في الرابعة.
وفي إحدى وستين إلى خمس وسبعين (61 ـ 75)
جذعة: وهي ما أتمت أربع سنين ودخلت في الخامسة.
وفي ست وسبعين إلى تسعين (76 ـ 90) بنتا لبون.
وفي إحدى وتسعين إلى مائة وعشرين (91 ـ 120) حقتان.
من حروب العرب
حرب البسوس
حدثت هذه الحرب التي استمرت أربعين عاماً بين قبيلتي"بكر وتغلب العربيتين
وكانت بسبب بعير لضيفة حلة عند تغلب والقصة معروفة وهي قصة الزير سالم
واما الان فنتكلم عن الابل
عائلة الإبل وتاريخها
كثيرون أولئك الذين يعتبرون أن أساس عائلة الإبل من العالم الجديد ( القارة الأميركية ) حيث أثبتت
بعثات التنقيب عن وجود الآثار لحيوانات ذوات الحوافر المنقرضة والتي تشبه الجمل ، وتعود تلك الآثار
إلى العصر اليوسيني وذلك في أجزاء من الولايات المتحدة ، ومنها انتشرت السلالات الحديثة عبر
مضيق بنما إلى أميركا الجنوبية وعبر مضيق بهرنج في آلاسكا إلى آسيا .
ولقد حدثت أول هجرة لعائلة الجمال إلى العالم القديم ( آسيا ) في حوالي نهاية العصر اليوسيني وذلك
من شمال أميركا إلى شرق سيبيريا عبر آلاسكا / ولم تكشف هذه المعلومات عما إذا كان هذا النوع
من الإبل ذو سنام واحد أو سنامين ، وذلك لأنه من المستحيل تحديد تلك المواصفات من خلال
المستحاثات ، وبقاياها خاصة إذا عرفنا أن سنام الجمل عبارة عن كتلة من الأنسجة اللاعظمية والدهن
. هذا الحيوان الـذي جاء من الولايات المتحدة يعتبر من حيوانات السهوب ، إلا أنه استطاع أن
يتكيف مع الحياة الجديدة في الصحاري في قارة آسيا وقد تمت هذه العملية بعد أن تقدم النوع من ذات
السنام الواحد إلى البلاد العربية وصحاريها . فتوزع هذا النوع على شمال أفريقيا والشرق الأدنى والهند
، وقطن الجمل ذو السنامين في الأراضي المرتفعة في قارة آسيا وجنوب سيبيريا والصين وأفغانستان
وكازاخستان .
وعد السنام ، هناك فروق أخرى كثيرة بين نوعي الجمال ، فالجمل العربي ( نسبة لأماكن تواجده )
ساقاه أطول وهذا أطول جسماً وأنحف من الجمل ذي السنامين ( البكتيري ) الذي يمتلك وبراً أكثر
سمرة يصلح للشتاء بسبب وجوده في مناطق أكثر برودة .
وتمتاز جمال العالم القديم بنوعيها ( ذو سنام وسنامين ) بأن لها آذاناً قصيرة ومستديرة والشفة العليا
مشقوقة ، وعينان جاحظتان ، وأقدامها عريضة ذات وسائد مع وجود
إصبعين عليهما ظفران مفصولان بشكل غير منتظم ، وأما الذنب فهو طويل قليلاً ومكسو بخصلة
كثيفة من الشعر قد تصل إلى العراقيب .
أما المناطق في جسم الجمل التي تتعرض للاحتكاك بالأرض عندما يستلقي على الأرض ، فهي محمية
بوسائد صلبة أكبرها وأشملها تقع على الصدر وتتموضع واحدة مـنها على كل مرفق وركبة واثنتان
على كل عرقوب . ويعتقد كثير من العلماء أن الجمل كان أول حيوان مدجن في وسط الجزيرة العربية
حيث وجدت رسومات محـفورة على الصخور من مرحلة ما قبل التاريخ تبين استخدامه للعمل
والركوب . وقد أثبتت النظريات أن هذه المنطقة كانت المركز الأول لتدجين الإبل ومنها انتشرت إلى
الشمال الآسيوي وإلى إفريقيا.
وقد انتشر استعمال الإبل بعد تدجينها انتشاراً واسعاً كواسطة للحمل والركوب وكمصدر للحليب
والطعام كما هو الحال عليه اليوم .
وتبين أقدم الوثائق أن أول من استخدام الإبل المدجنة بمهارة عالية كانوا من شبة الجزيرة العربية وبلاد
الشام في القرن الحادي عشر قبل الميلاد . وإن أول سجل عن استخدام الإبل كان في بلاد الرافدين ،
ويعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد خلال الحملة الآشورية .
ثم أصبح نسل الإبل مهماً في شمال المناطق العربية وفي الشرق الأوسط وذلك بعد القرن الثاني عشر قبل
الميلاد عندما استولى الساميون على الطريق البري لتجارة البخور . وشجعوا استخدام الإبل على شكل
قطعان تربى وتتناسل وتتكاثر من أجل الأسفار . بعد ذلك ازداد استعمال الإبل في الحروب والمعارك
إلا أنها بقيت في هذا المجال اضعف من الحصان الذي يمتاز بسرعته وقوته .
كانت الإبل حيوانات مهمة في حمل البضائع ونقلها خلال العصور التاريخية البدائية . إذ تستطيع حمل
كمية كبيرة من البضائع وقطع أطول مسافة ، ولذلك أصبحت معتمدة في الرحلات التجارية بشكل
خاص .
إلا أننا نقول بأن شبه الجزيرة العربية تعتبر رغم ذلك موقعاً مناسباً لتربية الجمل وذلك لأنه ومن خلال
أراضيها الواسعة تتناغم وتتناسب والبيئة هناك مع متطلبات الجمال .وباستثناء المناطق الساحلية
الجنوبية الغربية عسير التي يشتد فيها هطول الأمطار يعتبر المناخ جافاً بصورة عامة حيث تسود أحوال
المناخ الصحراوي . لهذا فشبه الجزيرة العربية مؤهلة أكثر من غيرها لتهيئة وتربية الجمال . وبذلك
أصبحت إحدى المراكز الرئيسة لتربية هذا الحيوان الأليف .
ومن المعروف تماماً أننا عندما نشير إلى الجمل نعني بذلك الجمل ذي السنام الواحد أو الهجين وذلك
تمييزاً له عن الجمل ذي السنامين الذي يعيش في آسيا الوسطى .
وإن إطلاق اسم سفينة الصحراء على الجمل من قبل اليونانيين القدماء وعلى بعض سلالات الجمال
السريعة الجري تحديداً . أما كـلمة الهجين ( dromedary) المأخوذة من اللاتينية ( dromos)
كانت هذهالأسماء مصدراً لكثير من التشويش وذلك لأن هذه الأسماء كانت تعتبر ولا تزال في بعض
الأوساط الاسم الصحيح للأنواع والأصناف العربية من الجمال . والحقيقة هي أن الجمل البكتيري
والجمل الهجين ينتميان إلىنفس الطبقة ولهذا يصح تماماً من وجهة نظر علم الحيوان إطلاق اسم
الجمل على كليهما .
وإذا اعتبرنا أن شبه الجزيرة العربية هي السباقة في مجال تربية وتوزيع الهجين لذلك فإن الهجين
يدعى أيضاً الجمل العربي
التدجين
ليس هناك من حقائق صعبة موجودة كتلك الحقائق المتعلقة بمكان وزمان وكيفية تدخيل الجمل ولكن
من الممكن أن عملية أسر وتدجين الجمل ووضعه تحت سيطرة الإنسان حدثت فيما بين عام 3000 و
2500 . م وذلك في جنوب بلاد العرب في منطقة حضر موت الوسطى ( المهرة ) وظفار حيث
كانت الحيوانات البرية تصطاد لأجل لحمها في أماكن الشرب أو أن تغرى بواسطة الطعام أو الإشراك
.
ومن المؤكد أيضاً أن الحافز الأول للتدجين كان إنتاج الحليب وقد أثبتت تلك الحقيقة حديثاً عن طريق
نماذج استخدام ذلك الحيوان بين البدو الذين يهتمون بزيادة منتوجات الحليب لديهم فلذلك يقتلون
الذكور من الجمال لدى ولادتها . هذا ولقد كان استخدام الجمل كحيوان لحمل الأثقال قد حدث
بعد ذلك بقليل عندما اضطر مربو القطيع للتفتيش على مراعي جديدة ولهذا انتقلوا ومعهم جميع
مقتنياتهم وحيواناتهم ولقد كان اكتشاف قدرة هذا الحيوان على حمل الأثقال وشدة تحمله أظهرت أنها
ذات نتائج باهرة بالنسبة للنتائج التاريخية
ي و. بوفيل في كتابه ( التجارة الذهبية عند العرب - طبعه لندن 1968 ص 43-44.
أن مجيء الجمل قد وسع مجال المحاولات البشرية وأثر على الحياة الاقتصادية للمجتمع بأجمعه فقد وفر
الجمل لإنسان حرية الحركة التي لم يكن يعرفها من قبل ووضع متناول يده الوصول إلى أقصى أماكن
المراعي . فقد اختفى الرعب والخوف من طرف القوافل وفتحت طرق جديدة لمسيرة التجارة والثقافة
.
، وأصبحت تربية الجمال تمثل ولعدة قرون إحدى المصادر الرئيسة للثروة في تلك البلاد . ولقد اتصل العدد الكبير من
الجمال بصورة طبيعية بالحياة التنقلية للبدو الرحل الذين استعملوا الجمل كواسطة للنقل ومنتج للحليب بالإضافة إلى
استعمال وبره لصنع الملابس والحبال وجلده لصنع أوعية حمل المياه وصنع الخيام واستعمال لحمه كغذاء . يعتبر الجمل
العربي أفضل أنواع الهجن وقد استعمل في السنين السابقة كواسطة لتحسين السلالات الأخرى في آسيا وإفريقيا . ولهذا
توجد أجمل أنواعه في المناطق المنبسطة في شمال بلاد العرب وفي الهضبة الوسطى ( نجد ) وعلى طول سواحل الخليج
العربي وخليج عدن .
ويجدر بنا عند هذه المرحلة ذكر بعض التفاصيل حول أصل الجمل وتطوره .
ونعود فنقول يعتبر أصل عائلة الجمال من العالم الجديد .
حيث انتخبت بعض التشكيلات من العصر اليوسيني العلوي في بعض أجزاء الولايات المتحدة بعض
أنواع الحيوانات من ذوات الحافر المنقرضة التي تشبه الجمل وبعضهالا يزيد حجمها عن حجم
الأرنب البري والتي نتج منها الجمل وأبناء عمه ( الجوناكوس )
( jonacos) و ( الفيكوناس ) (Viconas) ولهذا يمكننا اعتبار أمريكا الشمالية الوطن الأصلي
لتلك العائلة ومنها انتشرت السلالات الحديثة عبر بنما إلى أمريكا الجنوبية وعبر مضيق بهرنج إلى آسيا
.
ولقد حدثت أول هجرة لعائلة الجمال ( Camelidae) إلى العالم القديم في حوالي نهاية العصر
الميوسيني واستمرت خلال عصر ( البليوسين ) عندما غادرت أسلاف نوع (الكاميلوس ) (
Camelus) شمال أمريكا من خلال منطقة ( آلاسكا ) وقطعت المسافة إلى شمال شرق سبيريا .
ومن الصعب تحديد تلك السمات من خلال المستحاثات وبقاياها بسبب تلك الحقيقة وهي أن السنام
عبارة عن كتلة من الأنسجة اللاعظمية والدهن ولكن ظهر أن نوع الكاميلوس ( Camelus)
أصبح معروفاً كجنس مميز خلال النصف مليون سنة الأخيرة من السنوات .
كانت أسلاف الجمل حيوانات أصلية من حيوانات السهوب ولم يحدث أن تكيفت حياة هذه
الحيوانات مع حياة الصحراء إلا بعد هجرتها إلى آسيا وهذه العملية تمت بعد أن تقدم النوع من ذات
السنام الواحد إلى بلاد العرب من ثم إلى الصحراء .
وإن التوزع الجغرافي للجمل العربي يشمل شمال إفريقيا والشرق الأدنى والهند بينما قطن الجمل
البكتيري في الأراضي المرتفعة في آسيا الوسطى ابتداء من أفغانستان وكازاخستان الجنوبية إلى الصين
وجنوبي سيبيريا .
وعدا عن السنام هناك فروق أخرى كثيرة بين نوعي الجمال فالجمل العربي ساقاه أطول جسمياً وأنحف
من الجمل البكتيري الذي يمتلك وبراً أكثر سمرة يصلح للشتاء بسبب سكناه في الأماكن الأكثر برودة .
وفي الوقت الحاضر لا يوجد أي جمل عربي بريّ بينما هناك قطعان صغيرة من الجمال البكتيرية
المتوحشة في صحراء ( غوبي ) التي تعتبر منذ عهد طويل من أنسال الجمال المُدجّنة التي هربت من
الأسر ولكنها تعتبر الآن متوحشة تماماً بسبب سنامها الصغير وقصر وبرها البني بالنسبة إلى وبر نظيرتها
المُدجّنة .
إذاً تعود الأنواع الحالية للجمال بأصلها إلى نوعين رئيسيين :
الأول من نوع الجمل ذو السنام الواحد ( One - hamped) والمسمى علمياً ( The
deomedary C. Dromedarius) وهو المعروف باسم الجمل العربي ويعيش في مناطق شبه
الجزيرة العربية شمال إفريقيا الموازية لشواطئ البحر الأبيض المتوسط غرب إفريقيا والسودان وأثيوبيا
وارتيريا والصومال وكينيا . كما يعيش في بعض مناطق الشرق الأدنى ووسط آسيا الغربية .
بينما النوع الآخر هو الجمل ذو السنامين ( Two-humped) والمعروف علمياً باسم (The
bactrian C. Bactrianus) وهو يعيش في المناطق الأكثر برودة من سابقتها في جنوب روسيا
وفي منغوليا ومناطق آسيا الشرقية وفي الصين .
وقد اعتمد في تفرقة النوعين على اختلافات تشريحية . ويجيء بينهما نوع هجين من أختلاط النوعين
يدعى ( Hybeids) .
ويتميز الأخير بقوة تحمل أكبر وسنام واحد أقوى مع ميل السنام باتجاه الأمام نحو رأس الجمل .
وقد أثبت علمياً الإخصاب بين نوعي الجمل السابقين وقد جرى التعرف على اعتبار كل من النوعين
منفصل عن النوع الآخر وهو نفس المواصفات بين نوعين شـهيرين من حيوان اللاما ( ذو الأصل
المشترك مع الجمل بالفصيلة ) وذلك في المناطق الأمريكية .
وفي المراحل الأولى لتدجين الجمل بقي هذا محصوراً لعدة قرون في المنطقة الجنوبية من بلاد العرب .(
مع إمكانية التوسع إلى منطقة الصومال وسوقطره ) ولكنه انتشر بعد ذلك في جميع شبه الجزيرة وأصبح
مفتاح ازدهار المجتمعات المحلية بعد استخدامه لنقل التجارة بالإضافة إلى الإستفادة منه كمزود مباشر
لسلسلة من المنتوجات المفيدة
هذا وقد أظهرت الحفريات التي أجريت في أوائل الستينات من هذا القرن في ( أبو ظبي ) أن مجتمع
السمك في أم النار قد عرفوا واستعملوا الجمل . وقد وجدت هناك عظام ولوح حجري للزينة في أحد
الأضرحة يصور جملاً وقد أثبت ذلك أن الجمال كانت تربي في ذلك المكان حوالي 2700 ق. م (
وقد عرف تاريخ ذلك الموقع على أساس الفخار الموجود هناك ) بينما كانت أول وأبكر السجلات
التاريخية التي تخص شبه الجزيرة لا يرجع إلى زمن أبكر من عام 1100 ق. م عندما قاد سكان ( مدين
) في شمال الحجاز أول غارة معروفة استخدمت فيها الجمال فقد اندفعوا إلى فلسطين في زمن جدعون
حيث ( وحسب الرواية التوراتية ) أبيدوا .
وبعد قرن من ذلك الزمن سافرت بلقيس ملكة سبأ شمالاً وهي تقود أول قافلة استخدمت فيها الجمال
والتي كانت محملة بالهدايا إلى بلاط النبي سليمان (عليه السلام ) في القدس .
ولدى استعمال الجمل ازدادت سرعة سفر الإنسان وتوسعت مدى رحلاته وأوصلت المناطق
الصحراوية الجمل إلى متناول التجارة واستعمال الأرض .
وبعد أن ربى العرب القدماء مثل هذا الحيوان المناسب لحمل الأثقال أصبحوا في وضع جعلهم ذوي
الاحتكار الفعلي للتجارة القديمة وطرقها في شبه الجزيرة التي كانت البضائع من خلالها ومن جنوب
شرق آسيا وجنوب بلاد العرب تصل إلى أسواق ما بين النهرين ومصر وفينيقيا واليونان وروما .
وعندما حلت قوافل الجمّالة محل جماعات الحمير والطرق البحرية الخطرة بين خليج عدن والقسم
العلوي من البحر الأحمر في الألف الثاني ق. م وجدت تجارة العطور كاللبان (والبخور ) والمر الذي
كان ينتج في أراضي ظفار وحضر موت والصومال طريقاً آمناً بريا يتجـه نحو الشعوب المستهلكة
ولقـد ازدهرت أحوال القبائل العربية الجنـوبية من هذه
التجارة وبهذا تطورت لديهم حضارة رقيقة ممتعة أسهمت في تسمية أراضيهم من قبل الرومان (بلاد
العرب السعيدة ) . وبمرور الزمن عمدت بعض الشعوب في شمال بلاد العرب مثل ( الأنباط ) إلى
العمل في إدارة القوافل وجني الأرباح وانشأوا شبكة من الأعمال وإدارة القوافل وتأمين مياه الشرب
والآبار وكانوا يتقاضون عائدات مالية تقدر بـ 25% من قيمة التجارة المنقولة .
وفي هذا الوقت وصلت المدن النبطية كمدينة ( بترا ) و ( مدائن صالح ) إلى أوج ازدهارها .
وقد ساهم الجمل كثيراً في ازدياد نشاط البدو اعتباراً من القرن الثاني عشر قبل الميلاد فصاعداً إذ تخلوا
في أسفارهم وتنقلاتهم عن الحمير وأصبحوا غير محددين في حركتهم ومحيطهم الضيق وأصبح بمقدورهم
الترحال والسفر لمسافات طويلة .
ويعتقد كثير من العلماء أن الجمل كان أول حيوان مدجن في وسط الجزيرة العربية . حيث وجدت
رسومات محفورة على الصخور في مرحلة ما قبل التاريخ تبين استخدامه للتسلية والركوب .
أن شبه الجزيرة العربية كانت المركز الأول لتدجين الإبل ومنها انتشرت إلى الشمال الآسيوي وإلى
أفريقيا
وقد اعُتُقِدَ أن المركز كان جنوب الجزيرة العربية حيث يرجح أن الرجل البدائي عاش على الساحل أو
على ضفاف الوديان ( مثل وادي حضر موت ) . حيث وجدت نفايات في مجمع قمامة بين ( 3000
إلى 2750 ق. م ) أظهرت أن الغذاء الرئيس للسكان البدائيين بهذه المنطقة كان عجل البحر وشمل
أيضاً الإبل المتوحشة (1) .
كانت عملية التحول من صيد الإبل المتوحشة إلى تدجينها سهلة وهينة بسبب حاجة السكان للتغذية
واعتماد الإبل على العدد المحدود من مناطق الواحات التي استعملت من قبل السكان أيضاً .
وهناك احتمال أن أبناء المنطقة أغروا الإبل بقضم لحم القرش المجفف أو أسماك السردين والتي ما تزال
تضاف إلى علف الإبل في جنوب الجزيرة العربية حتى يومنا هذا دون أي مكان آخر في العالم . فكانت
هذه العملية من أسباب تدجين تلك الإبل .
وقد انتشر استعمال الإبل بعد تدجينها في الجنوب انتشاراً واسعاً كواسطة للحمل والركوب وكمصدر
للحليب كما هو الحال عليه اليوم .
وتعود عملية التدجين إلى عهد قريب مقارنة مع الحيوانات الأخرى كالأغنام
(10.000 ق. م ) الماعز ( 8000 ق. م ) والأبقار ( 5000 ق. م ) .
وتختلف وجهات النظر والآراء على أية حال وبشكل واسع حول بداية تدجين الإبل . وهو أمر متوقع
حيث تجتمع الأدلة من نصوص قديمة لتاريخ غير مؤكدة عن الأشياء المصنعة التي لا تصور أو ترسم مع
الإبل بعدتها من السروج وبدليل واضح يتعلق بحياة الجمل أو نوعية السروج .
ويرجح العلماءترويض الإبل وتدجينها إلى 2000 سنة قبل الميلاد . وقد أخذ هؤلاء بالحساب أن
الدلائل الأثرية للمصريين وسكان ما بين النهرين القدماء أرخّت أن التدجين
يعود لأوائل القرن 13 أو 12 ق. م .
لكن ليس قبل سنة 2000ق. م . وقد وصفت الإبل في الإنجيل
بأنها استعملت من قبل الإنسان في أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد
.
تقول إن القساوسة في زمن متأخر بدلوا النصوص وشملوا ذلك موضوع الإبل في إعادة كتابة فصول
التكوين من الإنجيل
ولأن معظم أراضي الجزيرة العربية اقتطعت من أراضي آسيا بالامتداد الكبير للصحراء التي تسمى الربع
الخالي .
فإن المؤرخين اعتبروا مناطق جنوب ووسط الجزيرة العربية المركز الوحيد للإبل المدجنة التي ظلت
محصورة في تلك المنطقة لعدة قرون . فسكان شمال الجزيرة العربية كانوا على معرفة قليلة بالإبل . بينما
لم يكن أهالي جنوب الجزيرة على دراية بحمير الحمل وحيوانات جر المحاريث والعربات الموجودة في
الشمال .
وكانت تجارة البخور عن طريق البرّ في الألف الثاني قبل الميلاد من أسباب انتشار الإبل باتجاه الشمال .
إذ كانت البضائع تنقل غالباً قبل ذلك الزمن عن طريق البحار والأنهار . لذلك كانت الحاجة قليلة
للاحتفاظ بالحيوانات إلى ما بعد ظهور المناطق الزراعية المحلية . وتبين أقدم الوثائق أن أول من استخدم
الإبل المدجنة بمهارة عالية كانوا من شبه الجزيرة العربية ومن سورية وفلسطين في القرن الحادي عشر
قبل الميلاد .
هذا موضوع اليوم وانتضرو المزيد باذن الله