مطر جدة
17/07/2008, 10:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي بالمشاركة والحوار معكم حول هذا الموضوع
وقبل البدء بالمشاركة احب ان اشكرك اخي نقا خريم على هذا الموضوع
اتفق مع رد اخي صوت الحق فيما كتبت
فـ من خلال قرأتي وإطلاع على بعض التقارير التلفزيونيه وبعض المواقع المخصصه بالطقس ..
يقال ان الكرة الارضية تعيش الان الفترات الاخيرة من التراجع الجليدي .. وان عصر الزحف الجليدي على وشك البدء .. وهذا الزحف لن يحصل في يوم وليله وانما بعد الالف السنين القادمة ( العلم عن الله )
وهذا بعض من التقارير التي حفظها على الجهاز
عودة جزيرة العرب مروجًا وأنهارًابقلم مهندس: جمال عبدالمنعم الكومي
روى الإمام مسلمفي صحيحه بسنده عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليهوسلم : «لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًاوأنهارًا".الحالة الراهنة لشبه الجزيرةالعربية:وأرض العرب المقصودة في كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي شبه الجزيرةالعربية, التي تقع ضمن حزام الصحراء الممتد بين خطي عرض 15ْ, ْ30 شمالي خط الاستواءوجنوبه.والرطوبة النادرة والجفاف الشديد هما أبرزالسمات المميزة للمناطق الصحراوية بصفة عامة, فقد تشهد بعض الجهات الداخلية وخاصةالربع الخالي في شبه الجزيرة العربية سنوات بطولها دون أن تتلقى قطرة مطر واحدة(دكتور صلاح الدين بحيري «جغرافية الصحارى العربية» ص 12,13.), وهذا بدوره يكون لهأثر على الغطاء النباتي والزراعي, حيث ينتشر اللون الأصفر ـ لون الرمال القاسيةالملتهبة ـ ولا يستثنى من ذلك إلا بعض المناطق الساحلية التي تسقط عليها بعضالأمطار, والواحات المتناثرة بالقرب من الآبار والعيون.وقد وصف المولى ـ عز وجل ـ بعض أرض العربوصحرائها, حين قال في كتابه الكريم على لسان سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام: {ربناإني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} (إبراهيم: 37) وهو وصف يدلعلى حالة الجدب والقفر والجفاف الذي تعيشه شبه الجزيرة العربية منذ عهد إبراهيمالخليل -عليه السلام.فإذا كانت هذه هي السمات العامة لمعظم أراضي شبه الجزيرة العربية, فكيف يقولالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنها ستصبح أرض مراع وأنهار في آخر الزمان؟! لاشك أنمعنى الحديث غريب وعجيب, يصعب على العقل فهمه أو تفسيره.والمعنى الظاهر للحديث: أن صحراء شبهالجزيرة العربية ستغطيها المروج ـ أي المراعي ـ والأنهار, في آخر الزمان قبل قيامالساعة, وقوله: «حتى تعود» يدل على أنها كانت كذلك في وقت سابق, وأنها ستعود إلىحالتها الأولى, وأن طبيعتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئةعليها..فالحديث فيالواقع يتضمن حقيقة ونبوءة وإعجازا خبريًّا وآخر علمياً.فالحقيقة : أن شبه الجزيرة العربية كانت فيالماضي أرضا ذات مراع وأنهار, ثم طرأت عليها الحالة الصحراويةالراهنة..والمعجزةالإخبارية: أن الأنهار والمسطحات الخضراء ستعود ثانية إلى شبه الجزيرة العربية فيآخر الزمان قبل قيام الساعة..وقد استغرق هذا الحديث أربعة عشر قرنا منالزمان لكي يفهم على هذا الوجه الصحيح, حدث ذلك بعد التقدم الهائل في علومالجيولوجيا والتاريخ المناخي والفلك وغيرها, وبعد العديد من أعمال الحفر والتنقيببصحراء شبه الجزيرة العربية, والتي تثبت لغير المسلمين ـ بما لا يدع مجالا للشك ـصدق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والإعجاز العلمي في هذا الحديث, وسنعرض لهذهالحقيقة العلمية التاريخية والأبحاث والاكتشافات التي تؤكدها, كما سنعرض الدلالاتالعلمية التي تقيم الحجة والبينة بنبوة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مَن علمهذا وعرفه.الحقيقة العلمية: شبه الجزيرة العربية في الماضي "أرض ذاتمراع وأنهار"تؤكد المكتشفات العلمية الحديثة ما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيهذا الحديث المعجز, من أن شبه الجزيرة العربية لم تكن صحراء بالمعنى المتعارف عليهحاليا, بل كانت أرضا خضراء تتدفق فيها الأنهار, وتترقرق في بعض نواحيها البحيراتالواسعة, وتنهض في ما أصبح بادية بعد ذلك ـ مدن على حظ كبير من التقدم الزراعيوالحرفي.شبه الجزيرة العربية فيالماضيكانذلك في مرحلة متقدمة من حقبة جيولوجية تُعرف باسم «الحقبة البليستوسينية كما يقولعلماء الجيولوجيا( يقسم العلماء التاريخ الجيولوجي للأرض إلى أزمنة, وفقا للخصائصالعامة للحياة في كل زمن, وينقسم كل زمن إلى عصور تبعا لأنواع وأشكال الحياة التيوجدت فيه, والتي تعرف من الحفريات التي ترسبت في طبقات الصخور التابعة لذلك العصر ) «pleistocenc» والتي بدأت قبل أكثر من مليون سنة, وانتهت منذ عشرة آلاف سنة خلت, وخلال هذه الحقبةمن الزمن ساد الأرض مناخ بارد وغطت الكتل والمسطحات الجليدية الضخمة الأجزاءالشمالية من أوروبا وأمريكا الشمالية ـ حتى وصل الجليد إلى شمال فرنسا ـ فيما أطلقعليه العصور الجليدية «Glacials» إلاأن الجليد كان يذوب خلال الفترات الأدفأ ـ والتي عرفت باسم «الفترات بين الجليدية Interglacials» ـ فتحسن الأحوال المناخية تسحنا كبيرا(نورمان ويلن ودافيد بيز «أوائل البشر في شبهالجزيرة العربية» مجلة الثقافة العالمية, عدد 59 نقلا عن مجلة (Aramco World, August 1992).).وكانانتشار المسطحات الجليدية في الأجزاء الشمالية ـ أثناء العصور الجليدية ـ يؤثر فيمناخ الأرض فيؤدي إلى زحزحة نطاق المطر إلى الجنوب, فتدخل شبه الجزيرة العربيةوالصحراء الكبرى بشمال إفريقيا في نطاق الرياح الغربية الممطرة, والتي تهب الآن علىغرب أوروبا ـ فيؤدي ذلك إلى أزدهار تلك الصحراوات وامتلائها بالأنهار والوديانالخصبة(دكتور إبراهيم أحمد رزقانة «الجغرافيا التاريخية الطبيعية»: ص 146بتصرف)وفي فتراتالدفء بين العصور الجليدية تتحرك نُطُقْ الأمطار إلى الشمال فتصبح شبه الجزيرةالعربية وشمال إفريقيا ضمن نطاق الرياح التجارية ويسودها مناخ مشابه لمناخهااليوم(تحتل الصحارى العربية الجزء الأكبر من نظام كوكبي يعرف بـ «صحارى الرياحالتجارية» Trade Wind Deserts وهو نظام يتسمبالجفاف الدائم.. فالقطاع الفعال من التوبوسفير, مابين 2 ـ 6 كيلومترات فوق سطحالبحر ـ وهو القطاع الفعال فيما يتعلق بنشأة الاضطرابات الجوية ـ يشغله حزام متصلمن الضغط المرتفع الدائم على مدار السنة, فوق أرض الصحراء والمسطحات المائية علىالسواء, وكما هو معروف, تقترن حالات الجفاف بصفة عامة بظروف الضغط المرتفع.. وعلىهذا فالصحراء الكبرى والصحراء العربية بوقوعها ضمن نطاق التجاريات تصنف كصحارىمناخية, أي كنتيجة مباشرة لميكانيكا الدورة الكوكبية العامة حول الأرض. بتصرف من«جغرافية الصحارى العربية» 147,149).واستنادا إلى أبحاث الجيولوجي الأمريكي هالماكلور ـ في رسالة دكتوراة عن الربع الخالي ـ فإن البحيرات كانت تغطي هذه المنطقةالصحراوية خلال العصور المطيرة (العصور الجليدية) وأنها ظهرت مرتين, الأولى قبل37000 إلى 17000 سنة, والثانية بين 10000 إلى 5000 سنة خلت (مجلة آفاق علمية, عدد(42): ص 15 ).البعثات الجيولوجية:هذه الصورة الزاهية لشبه الجزيرة العربية,بأنهارها الرقراقة, وأشجارها الوارفة, والتي كانت شائعة في الأدبيات التراثية (نبهالتراث الأدبي واللغوي العربي إلى ما شهدته شبه الجزيرة العربية من تغيرات مناخية..فإذا تتبعت أسماء الحيوان عند العرب هالتك تلك الأسماء العديدة لحيوان واحد كالأسدمثلا, وهذا يؤكد أن تلك الأسماء قد تعددت بحكم تكاثر ذلك الحيوان وتواجده بينهم فيالأزمنة الغابرة.. وكذلك الأنهار وتعدد أسمائها..وجاء فيتغريبة بني هلال: «إنه لا يخفى على أهل المعارف بأن بلاد نجد كانت من أخصب بلادالعرب, كثيرة المياه والغدران والسهول والوديان, حتى كان يذكرها شعراء الزمانبالأشعار الحسان, وتفضلها على غيرها نظرا لحسن هوائها, وكانت منازل بني هلال منسالف الأجيال ـ وما زالت ـ على رونقها الأول, حتى تغير قطرها, واضمحل عنها الحشيشوالنبات, وعمت المجاعة جميع الجهات, ولم يعد فيها شيء من المأكولات حتى صارتأهاليها تأكل الحيوانات...» (تطور مناخ السعودية وأثره على هجرات البشرية) مجلةالخفجي, عدد سبتمبر 1980, ص 25), أصبحت حقيقة علمية الآن بفضل البعثات الجيولوجيةالباحثة عن بصمات تلك الأزمنة الغابرة في قلب رمالها.ومن أكبر هذه البعثات بعثة جيولوجية بقيادةبيتروايبرو من المتحف البريطاني, والتي توجهت إلى دولة الإمارات في أوائل عام 1989,واكتشفت بقايا للحياة الحيوانية تعود إلى أواخر عصر الميوسين, أي إلى حوالي 7ملايين سنة.والحيوانات التي عثر بيتروايبرو وزملاؤه على بقاياها حيوانات من رتبةالبهيميات (وهي خرطوميات ثديية تعتبر من الأقارب البعيدة للفيلة المعاصرة) وأفراسالنهر, وآكلات اللحوم الصغيرة, والجياد, ووحيدي القرن, والسلاحف والتماسيح والأسماكوالطيور, وقرود تشبه الماكاك.. وواضح أن كل هذه الحيوانات من أصول حبشية.. ففي حقبةالميوسين كان البحر الأحمر مفتوحا على البحر المتوسط, ولكنه كان مغلقا من جنوبهبجسر بري قائم بين الحبشة واليمن, وفي الشرق كانت شبكة نهري دجلة والفرات تمتد إلىالجنوب أكثر مما هي عليه اليوم, وتشير أنواع الحيوانات التي عثر عليها إلى أنها قدازدهرت في دلتا هذه الشبكة(مجلة آفاق علمية, عدد (المرجع السابق, ص: 63), ص 14 نقلاعن مجلة «نيتشر Nature» عدد27/4/1989م ).التصوير الفضائي:ومع التقدم الهائل في علوم الفضاءوالاستشعار عن بعد, دخلت هي الأخرى حلبة السباق في البحث والكشف عن الكنوز المدفونةفي باطن الأرض, مثل الآثار والمياه الجوفية والمعادنوغيرها.وتستطيعتكنولوجيا التصوير الفضائي والاستشعار عن بعد, إعطاء علماء الآثار فكرة عامة عنالأماكن التي عليهم أن ينقبوا فيها, وهذا ما حدث في أحد أشهر الأبحاث التي أجريت فيصحراء مصر عام 1981.ففي مختبر المسح الأثري الأمريكي بولاية أريزونا الأمريكية, بينما كانالباحثون يحللون جداول معطيات جمعتها أجهزة الرادار المركبة على متن مكوك الفضاء«كولومبيا», أظهرت صور الرادار وجود منطقة تحت رمال صحراء جنوب مصر, وشمال غربالسودان, لا تهطل فيها الأمطار الآن إلا بمعدل مرة كل خمسين سنة, ولكنها تحتوي علىمجاري أنهار قديمة كبيرة, بعضها أوسع من نهر النيل نفسه(يرى علماء التاريخ الطبيعيوالجغرافيا التاريخية أن أنظمة نهرية تجمعت وتكونت في عصر الأوليجوسين الجيولوجي,وكونتا نهرا كبيرا أطلق عليه اسم «النهر الليبي القديم» أو الأورنيل (جد النيل)وكان يخترق الصحراء الغربية وينتهي بدلتا كبيرة في المنطقة الواقعة بين منخفضالفيوم جنوبا ووادي النطرون شمالا, وتحتوي الرواسب النهرية في هذه المنطقة علىبقايا كائنات من النوع الذي يعيش في الماء العذب, مثل التماسيح وأفراس النهربالإضافة إلى الفيلة, وتعتبر منطقة الفيوم الموطن الأصلي للفيل في العالم. (بتصرفمن «مورفولوجية الأراضي المصرية» للدكتور محمد صفي الدين, ص: 50, 51 )!بعد ذلك بعدةأشهر أثبتت البعثات التي توجهت إلى المنطقة أن أشعة الرادار كانت قد اخترقت الرمالالجافة وانعكست على الأحجار الكلسية الموجودة في قيعان الأنهار (الجافة) على عمقمترين من سطح الأرض, ووجد المنقبون عند شطآن الأنهار التي حددها الرادار أصدافالأنواع من الحلزون البري الذي لا يمكنه العيش إلا في الأماكن الرطبة المبتلة وفيمناخ استوائي.والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن المنقبين عثروا على ألوف من الأدوات التيصنعها الإنسان في العصر الحجري, كالفؤوس اليدوية وما شابه ذلك, والتي يعود تاريخهاإلى حوالي 200 ألف سنة خلت, وهذا ما جعل العلماء يعتقدون بأن تلك الصحراء كانت رطبةومأهولة في بعض تلك العصور(مجلة آفاق علمية, عدد (17), ص 32).وقد أجريتحديثا دراسة مشابهة لشبه الجزيرة العربية, حيث أظهرت الصور الجوية وجود مجرى لنهرقديم عملاق يخترق شبه الجزيرة العربية من الغرب ويتجه إلى الشرق, ناحية الكويت,ويختفي مجرى هذا النهر تحت كميات هائلة من الكثبان الرملية, وأوضحت الصور أيضًا أنمساحة شاسعة من شمال غرب الكويت عبارة عن دلتا لهذا النهر العملاق, ويشير هذا الكشفـ كما ذكر الدكتور فاروق الباز(جريدة الشرق الأوسط, عدد 27/3/1993 في تحقيق أجري معالدكتور فاروق الباز, عالم الجيولوجيا والفضاء المصري المقيم بأمريكا) ـ إلى وجودكميات هائلة من المياه الجوفية في مسار النهر القديم وإلى احتمال وجود آثار للإنسانالقديم الذي لابد أنه عاش على جانبي النهر في العصور السحيقة عندما كان النهر يجريبالمياه قبل 5000 عام(لمزيد من المعلومات عن آثار الإنسان القديم التي عثر عليهاحديثا في شبه الجزيرة العربية, انظر: نورمان ويلن ودافيد بيز «أوائل البشر في شبهالجزيرة العربية» مجلة الثقافة العالمية, عدد (59)).المكتشفات الأثرية فيشبه الجزيرة العربية:وتدل التنقيبات الأثرية الحديثة على صحةهذه المعلومات, خاصة بعد اكتشاف عدد من المواقع الأثرية هي بقايا حضارات ومدنياتمتقدمة, في مناطق هي الآن صحراء جافة!ففي عام 1834م اكتشفت قلعة على مقربة منعدن, تعرف بـ «حصن الغراب» وبعد إزاحة أكوام الرمال عن أطلال هذه القلعة عثر علىقطعة من الرخام وعليها نقش يقولfile:///C:/Users/junaid/AppData/Local/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif1)"لقد قضينا دهورا بين أفنية هذه القلعة فيعيشة راضية لا يشوبها ضيق أو عسر, وتحيط بنا مياه البحر في حالة طغيان المدّ,وأنهارنا تفيض مندفعة غزيرة, وبين النخيل الباسقات كان حارسها يغرس الرطب الجني علىضفاف الجداول المتعرجة الدافقة بالماء أو الجافة, وكنا نصيد صيد البر بالحبالوالغاب, كما كنا نخرج الأسماك من أعماق البحار, وكنا نختال في مشيتنا, رافلين فيملابسنا الحريرية الموشاة عند أطرافها, وثياب سندسية خالصة, وأردية ملونة بخطوطخضراء, وكان الملوك الذين يحكموننا منزهين عن الدناءة, أشداء على أهل الخديعةوالغدر, وقد اختاروا لنا شريعة محكمة مستمدة من ديانة هود, وكنا نؤمن بالمعجزات,والبعث, وإحياء الموتى..( سيد مظفر الدين نادفي «التاريخ الجغرافي للقرآن» ترجمةدكتور عبدالشافي غنيم عبدالقادر, ص: 182 ـ 183, نقلا عن كتاب المستشرق (فورستر Forster) الجغرافيا التاريخية لبلاد العرب)».وهذا الحصن من بقايا حضارة عاد الثانية(عادمن أمم العرب العظيمة البائدة, أسست أقدم مدينة عرفها العالم, وكانت القصور الشامخةوالصروح العظيمة أكبر مظهر لتقدمهم, قال تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذاتالعماد التي لم يخلق مثلها في البلاد} (الفجر: 6 ـ 8) وقد أرسل الله إليهم هودا ـعليه السلام ـ فكذبوه وكفروا به.. قال تعالى: {وإلى عاد أخاهم هودا قال ياقوماعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراكفي سفاهه وإنا لنظنك من الكاذبين قال ياقوم ليس بي سفاهة ولكني رسول رب العلمينأبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين} (الأعراف: 65 ـ 68) فأهلكهم الله بريح صرصرعاتيه كما قال تعالى: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليالوثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية} (الحاقة: 6 ـ 7)وهؤلاء هم عاد الأولى, ونجى الله هودا والذين آمنوا معه, قال تعالى: {ولما جاءأمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ} (هود: 58)وهؤلاء هم عاد الثانية), وهو يصور مدى رغد العيش والسعة والتقدم الذي كانوا يعيشونفيه.. وواضح أن هذه الصورة لا تكون في صحراء جافة.وفي صفحات التاريخ تُذكر العديد من المدنالعربية التي ذاع صيتها, وتناقل الرواة الحكايات عن تقدمها الحضاري, ونسجت حولهاالأساطير والروايات, ومن أشهر هذه المدن المدينة الأسطورية «أوبار Ubar», ويعدالكشف عن أطلال وكنوز هذه المدينة إحدى المغامرات العلمية المثيرة الرائعة(أنظرمجلة الثقافة العالمية, عدد (65) ومجلة العلم والتكنولوجيا, عدد (29)).فوجود هذهالمدينة وموقعها ظلا لغزا حير علماء الآثار لسنوات خلت, وجعلهم أسرى الشكوكوالتكهنات والافتراضات, فتوقعوا مواجهة صعوبات جمة في البحث عن ضالتهم المنشودة,ولكن اليوم, وبفضل تسخير الله أحدث الوسائل التكنولوجية التي تميز بها عصرنا, خصوصاالتطور التقني الهائل في مجال تكنولوجيا الفضاء, تمكن العلماء من تحديد موقع هذهالمدينة ونفض الغبار عنها, مما جعل عملية الاكتشاف في حد ذاتها, سابقة لا مثيل لهافي علم الآثار الحديث.لغز المدينة المفقودة:ومدينة «أوبار» من أقدم وأشهر مدن شبهالجزيرة العربية (ربما تكون مدينة أوبار ـ كما يعتقد العديد من العلماء ـ هي مدينة«إرم» المذكورة في القرآن الكريم في قوله تعالى : {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذاتالعماد} ويصفها القرآن بأنها: {التي لم يخلق مثلها في البلاد} وتذكر كتب التفسير,ومعاجم البلدان عن هذه المدينة الكثير من الروايات, تحوي مبالغات كثيرة عن عظم تلكالمدينة وفخامتها (أنظر على سبيل المثال: الروض المعطار في خبر الأقطار: ص 22 ـ 24)قال ابن كثير في تفسيره؛ 4/508: «وهذا كله من خرافات الإسرائيليين» ويبقى ـ بعداستبعاد مبالغات الرواة وتهويل القصاص ـ أنها مدينة عظيمة), شيدها شداد بن عاد فيصحرائها الجنوبية, وبذل النفيس والغالي في بنائها لتكون جنة في الأرض, إذا جازالتعبير..وكانلورانس العرب أول من حلم بتحديد مكان المدينة المفقودة, وأطلق اسم «أطلنتيسالصحراء» عليها, ولكن توفي قبل أن يحقق حلمه, ثم تبعه آخرون من الرحالة الذينانطلقوا في بعثات غير مثمرة عامي 1947 و1953, ومنهم الرحالى البريطاني «برترامتوماس B.Thomas» الذياستند ـ أثناء رحلته الاستكشافية ـ إلى كلام البدو الذين زودوه بعدد من الإرشاداتلإيجاد الطريق إلى «أوبار» ولكنه لم ينجح أبدا في العثورعليها.وفي بدايةالثمانينيات بدأ البحث الجدي عندما وقعت بين يدي صانع الأفلام الوثائقية الأمريكي«نيقولاس كلاب N.Clapp» ـ وهومن جملة من شغفوا باكتشاف المدينة ـ المذكرات التي كتبها توماس عام 1932, وتضمنتسيرته ومجموعة تقارير علمية عن الآثار في شبه الجزيرة العربية, وفيها يشير ـ مدعومابالأدلة ـ إلى وجود طريق قديمة إلى «أوبار», وبالإضافة إلى ذلك جمع «كلاب» معلوماتأكثر حول الموضوع من مراجع ووثائق تضمنت أسماء 600 مؤرخ وعالم جغرافي ورحالة أكدواوجود «أوبار».نتيجة لهذا الجهد النظري قرر «كلاب» تأليف فريق بحث مهمته الانطلاق في بعثةلمدة ثلاثة أشهر لحل لغز المدينة المفقودة, وضم الفريق, المحامي «جورج هدجز G.Hedges» المسؤول عن جمع المال والتبرعات لتمويل البعثة وتنظيم أمورها, وخبيرين في شؤونالجزيرة العربية, هما عالم الآثار المعروف «جوريس زارنز J.Zarins» الذي تولى تحليل المعلومات المتوفرة,والسير «رانولف فينيس R.Fiennes» الذي كان ضمن الوحدات العسكرية البريطانية التي ساعدت الجيش العماني عام 1968, وكانعلى دراية كبيرة بالمنطقة.حصلت البعثة على دعم شخصي من السلطان قابوس ـ الذي بدا مغتبطا جدا للأمر -ومن وزارة التراث العمانية, التي تبنت الفكرة وقدمت للبعثة كل عون ورعاية, وكذلك منبنك عمان الدولي ومن شركة نفط عمان.والجدير بالذكر أن أقدم الإشارات الجغرافيةإلى «أوبار» وردت في خريطة جغرافية قديمة وضعها الجغرافي السكندري «كلوديوس بطليموس C.Ptolamy» وأشار إلى وجودها في منطقة تقع على مشارف الربع الخالي حاليا, وهي صحراء غير مطروقةواجتيازها محفوف بالمخاطر, وكانت أول زيارة للبعثة لهذه المنطقة المحظورة عام 1990,ولكنها ما لبثت أن غادرتها خوفا من الوقوع في المهالك.أما عملية البحث الجدي فبدأت في نوفمبر عام1991, وفي أوائل 1992 - وبعد أن صرح «كلاب» بأنه بدأ يشعر بالفشل - جاء قرار البعثةبالتنقيب في منطقة «سشعر» في «ظفار», وكانت النتائج مشجعة, خاصة بعد أن تم دعمعملية الحفر باستخدام رادارات خاصة بالتربة الرملية تتغلغل في باطن الأرض.وكان «كلاب» ـ قبلذلك, وبالتحديد عام 1984 ـ قد طلب من عالمين في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» مسحمنطقة شبه الجزيرة العربية بواسطة رادار التصوير الفضائي المركب على مكوك الفضاء«تشالينجر» وبعد مقارنة صور المكوك مع صور أرسلها القمران الصناعيان «سبوت Spot» الفرنسي,و«لاندسات Landsat», أصبحبين يدي البعثة خريطة فريدة لمنطقة الربع الخالي, توضح طرق القوافل القديمة وخزاناتالمياه الجوفية ومجاري الأنهار القديمة والوديان, وكلها مناطق كان من الصعب جدارؤيتها بالعين المجردة, إلا أنها ظهرت واضحة جلية بفضل تكنولوجيا التصويرالفضائي.وقد أظهرتهذه الخريطة وجود طريق للقوافل مدفونة تحت الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى183م, وبالاستعانة بهذه المعلومات قررت البعثة الحفر قرب نقطة تقاطع طريق القوافلمع مكمن مائي قديم كشفت عنه الصور الفضائية, وهنا كانت الاكتشافات المدهشة.. قلعةمحصنة مثمنة الأضلاع, ذات أبراج وجدران شاهقة يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار, وتضم عددامن غرف التخزين وأماكن السكن.. وظهرت المدينة الأسطورية«أوبار».وهناكأيضا الكشف عن آثار مدينة «قرية» التي تقع على ضفاف وادي «الفاو» وتبعد 280 كم إلىالشمال من مدينة «نجران» وتشرف على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي, وتقع علىالطريق التجاري الذي يربط بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها, حيث كانت القوافل تبدأمن سبأ ومعين مارة بقرية(محمد الأسعد «حضارات قبل الإسلام» مجلة آفاق علمية, عدد (34)).وقد بدأالتنقيب عنها عام 1972 حيث تولت المهمة جمعية التاريخ والآثار في جامعة الرياض,وأصدرت الجامعة أحد عشر مجلدا عن نتائج التنقيبات, تناولت المعادن والأوانيالفخارية والحجرية والمباخر والزجاج والحلي والفخار والعمارة والمسكوكات والكتاباتوالنقوش, والتي ترجع «قرية» إلى القرن الثاني الميلادي.وهكذا تؤكد كل الشواهد والبراهين العلميةوالتاريخية أن الحقائق الواردة في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صحيحة ثابتة,قالها ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل أربعة عشر قرنا من الزمان, ولم يكن ثمة أجهزةتنقيب أو تصوير فضائي.. وإنما كان هناك الوحي.. {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحييوحي}.النبوءة العلمية: عودة الأنهار إلى شبه الجزيرةالعربيةيتضمن هذا الحديث النبوي الشريف ـ إلى جانب الحقيقة العلمية المبهرةوالمعجزة, والتي أثبتها البحث العلمي الحديث, والمتعلقة بمناخ شبه الجزيرة العربيةمنذ آلاف السنين ـ يتضمن أيضا نبوءة علمية عجيبة وغريبة أخرى, ألا وهي: عودة الصورةالاصلية القديمة لشبه الجزيرة العربية.. أمطار غزيرة, وأنهار جارية, ومراع ومساحاتخضراء وارفة!!"لنتقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا"ويعتقد البعض أن ما قاله النبي ـ صلى اللهعليه وسلم ـ قد تحقق الآن في شبه الجزيرة العربية, نتيجة لاكتشاف مياه جوفيه بكمياتكبيرة تدفق منها العديد من الآبار والعيون الجارية (يميز الباحثون بين نوعين منالمياه الجوفية: مياه سطحية بالطبقات العليا التي لا يزيد عمقها عن بضع عشرات منالأمتار تحت الأرض, وهي حصيلة الأمطار والسيول الراهنة, وأخرى بالطبقات العميقة علىبعد مئات الأمتار أسفل السطح, وهي مدخرة من عصور جيولوجية ماضية.. وفي شبه الجزيرةالعربية توجد خزانات جوفية عميقة (أي أنها مدخرة من العصور المطيرة في الماضيالبعيد» تحت مساحات شاسعة من أرض الصحراء تقدر بنصف المساحة الكلية, ففي بعض مناطقتبوك أنزلت آبار ناجحة على عمق 800م, وفي القصيم تحفر الآبار ألف متر, وفي الجوفوسكاكا بشمال السعودية فجرت مياه الخزان الجوفي العميق منذ سنوات حيث أنزلت الآبارنحو 850م تحت السطح, فاندفعت المياه ساخنة بضعة أمتار إلى أعلى.. (بتصرف من:جغرافية الصحارى العربية, ص 185. 192. 193)) , مما مكن ـ وباستخدام التكنولوجياالحديثة في الزراعة ـ من استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي الصحراويةوزراعتها....وهذا مخالف لظاهر كلام النبي ـ صلى اللهعليه وسلم ـ فقد قال: «مروجا وأنهارا» ولم يقل «مروجا وعيونا» ومعروف أن الأنهارتتكون أساسا من سقوط الأمطار الغزيرة, وهذا ما لم يحدث حتىالآن.والظنالغالب, والتفسير الأقرب إلى المفهوم من كلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن هذا سيحدثكنتيجة لتغير شامل في مناخ الكرة الأرضية, ينتج عنه تحرك نطق المطر بحيث تدخل صحراءشبه الجزيرة العربية فيها, مما يؤدي إلى جريان الأنهار في أوديتها الجافة, وهذايعني ـ كما سبق أن ذكرنا ـ دخول الأرض في عصر جليدي جديد!!مناخ الأرضالمتغيروالواقع أن صورة المناخ الثابت للأرض صورة غير حقيقية, فخلال آلاف السنين ـوهي تعد لحظات بالنسبة للتاريخ الجيولوجي ـ تحدث تغيرات هائلة في مناخ الأرض, حيثيسودها مناخ بارد وتحتل المسطحات الجليدية الهائلة مساحات شاسعة منها, ثم تبدأدرجات الحرارة في الارتفاع مرة أخرى, وينحسر الجليد, وتحدث فترة دفء..وهكذا.وهناكالعديد من الأدلة على حدوث مثل هذه الذبذبات المناخية لخصها الأستاذ «أوستن ميلر»فيما يليfile:///C:/Users/junaid/AppData/Local/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gifالجغرافيا التاريخية الطبيعية, ص 134 ـ 135)
1- المعلومات الخاصة بالأمطار وغيرها منالظواهر المناخية الأخرى, والتي سجلها الكتاب القدماء, مثل سجل الظواهر الجوية الذيدونه بالإسكندرية بطليموس في القرن الثاني الميلادي.
2- المعلومات الخاصة بالفيضانات وفتراتالجفاف.
3- المعلومات الخاصة بمواعيد بذر الحبوب وضمها, ومثال ذلك أنه توجد في بعض جهات أوروباسجلات مدون فيها مواعيد جَنْي الكروم منذ سنة 1400م.
4- البيانات الخاصة بمواعيد تجمد المواني,فمثلا توجد بالدانمارك سجلات مدون فيها مواعيد تجمد المياه عند سواحلها في فصلالشتاء منذ سنة 1350م.
5- اختلاف المسافات بين الحلقات السنوية لنمو الأشجار المعمرة (الحلقات التيتظهر في مقطع الشجرة) وقد عُمِّر بعض هذه الأشجار أكثر من 3000سنة.
6- وجودالغابات المتحجرة في جهات لا تكفي أمطارها في الوقت الحالي لنمو الغابات, وكذلكوجود كتل الأخشاب المتفحمة في جهات شديدة الجفاف في الوقتالحاضر.
7- وجودآثار مراكز عمران قديمة في جهات لا تساعد ظروفها المناخية الحالية على العمران, مثلأنقاض مدينة «تدمر» بالصحراء السورية, والتي يقدر عدد سكانها في القديم ـ بناء علىهذه الأنقاض ـ بأكثر من مائة ألف نسمة.
8- وجود آثار تدل على الزراعة في مناطق لايسمح مناخها الحالي بالزراعة.
9- امتداد بعض الطرق حول بحيرات جافةحاليا, وكذلك قيام كباري ومعابر على مجاري مائية ليس بها ماء في الوقتالحاضر.وغيرها منالأدلة الكثيرة التي تثبت هذه الحقيقة.ومن الثابت أيضا «أن ظهور الإنسان الأولكان معاصرا لتغيرات مهمة في المناخ, نتج عنها ظهور الفترات الجليدية في عصرالبليستوسين الجيولوجي» (المرجع السابق , ص : 136) وهي آخر الفترات الجليدية, ونعيشالآن فترة الدفء التي أعقبتها.النظرية الفلكية للعصورالجليديةوقد شغلت ظاهرة دخول الأرض في عصور جليدية أذهان العلماء, وأخذوا يبحثون عنالأسباب التي تسببها, ووضعوا لذلك العديد من النظريات والافتراضات, ومن أشهرها ـالآن ـ نظرية الفلكي اليوغسلافي «ميلانكوفيتش» التي طرحها في بدايات القرن الميلاديالماضي.. فماذا قال «ميلانكوفيتش»؟ (ترجع النظرية الفلكية للعصور الجليدية إلىالقرن التاسع عشر, وإلى أعمال الفلكي الاسكتلندي جيمس كرول الذي ولد عام 1821 ونشرآراءه في ثمانينيات القرن التاسع عشر, ولم تلق قبولا آنذاك, ثم أعاد ميلانكوفيتشطرحها ـ بعد أن أدخل عليها تعديلات ـ عام 1941).لقد أرجع سبب الانقلابات المناخية على سطحالأرض إلى التغيرات التي تطرأ على ثلاثة مقادير متعلقة بهندسة مدار الأرض حولالشمس.فالأرض تدور حولالشمس في مدار شبه دائري, ولكنه لا يثبت هكذا, بل يتغير فيمتد قليلا ليصبحإهليجيَّا, ثم يعود إلى وضعه شبه الدائري في دورة مدتها 100 ألف سنة, وعندما يكونالمدار دائريا فإن الأرض تتلقى كمية مماثلة من حرارة الشمس في كل يوم من أيامالسنة, أما عندما يكون المدار إهليجيا فإن كوكبنا يكون في بعض أيام السنة أقرب إلىالشمس ويتلقى مزيدا من الحرارة منه في أيام السنة الأخرى, ولكن مجموع كمية الحرارةالتي يتلقاها الكوكب بأسره خلال سنة كاملة يبقى ثابتا دوما.. هذا هو التغير الأولفي نظرية «ميلانكوفيتش».أما التغير الثاني فهو في محور دوران الأرض.. فالأرض تدور حول محورها, وهذاالمحور يكون مائلا على مستوى دورانها حول الشمس, بمعنى أنه إذا رسم محور متعامد علىمستوى دوران الأرض حول الشمس (وهو ما يعرف بدائرة الكسوف) فإن محور دورانها يميلعلى هذا المحور العمودي بزاوية تتغير من ْ21.8 إلى ْ24.5 في دورة مدتها 41 ألفسنة.. وهذه الزاوية الآن 23.4 وهي آخذة في التناقص.والتغير الثالث في هندسة مدار الأرض يتعلقأيضا بمحور دورانها, فهذا المحور الوهمي يرسم في السماء دائرة ـ وهو ما يعرفبالترنح «Precession» ويكمل المحور دورته هذه في دورة مدتها 23 ألف سنة.هذه هي التغيرات التي تطرأ على هندسة مدارالأرض حول الشمس والتي يسببها تفلطح الأرض وعدم كمال استدارتها, وجاذبية القمروالكواكب لها, مما يجعلها تترنح في دورانها حول الشمس كما تترنح «النحلة» التي يلعببها الصبية, وهذا بدوره يؤثر على كمية الإشعاع الشمسي الواصلة إلى الأرض خلال أيامالسنة.كان منالمستحيل أيام «ميلانكوفيتش» أن تختبر النظرية الفلكية للعصور الجليدية, فلم يكنثمة من يعرف التواريخ المضبوطة لنمو وانحسار الجليد خلال الآلاف الماضية من السنين,وهكذا ظلت هذه النظرية غير مثبتة وليس لها من المتحمسين إلا القليل, إلى أن تطورتالتقنيات الحديثة لتعقب حرارة الأرض على مر آلاف الأعوام عبر العصور, تم هذا فيالسبعينيات بدراسات على بقايا الأصداف الجيرية والقواقع والحيوانات الأوليةالمترسبة في أعماق البحار(جون جريبين «ظاهرة الصوبة» ترجمة د. أحمد مستجير, ص: 62 ـ 63).
وتستخرجالرواسب من قاع البحر في صورة أعمدة طويلة يستخرجها مثقاب من سفن الاستكشافالجيولوجي, لكن عمر الرواسب عند أي عمق لا يمكن استقراؤه مباشرة من العمود, وإنمايقدر بمقارنة المغناطيسية (يتغير المجال المغناطيسي للأرض تغيرا واسعا مع الزمنالجيولوجي, فيضعف ويشتد, وأحيانا ينعكس تماما, وهذه التغيرات ـ خاصة الانعكاس ـتمثل بصمة مميزة للعصر الجيولوجي, فمن الممكن أن نقارن أي قطعة من الرواسب لهامغنطيسية معينة بنظيرتها من صخور اليابسة, ليحدد عمرها بدقة بالغة. (ظاهرة الصوبة,ص: 63 بتصرف() المحبوسة بها بمغناطيسية صخور من البر حسب عمرها بالفعل بطرق أخرى(24), وهذا يحل نصف المشكلة, وهي تحديد عمر الرواسب, ويبقى النصف الآخر, وهو تحديددرجة الحرارة في هذا الزمن الذي ترسبت فيه.هناك نوعان شائعان من ذرات الأكجسين(نظيران) هما أكسوجين (16) وأكسوجين (18) وكلاهما موجود في الهواء الذي نتنفسه ,وكذا في ماء البحر, ولما كان الأكسوجين (18) أثقل من الأكسوجين (16) فإن البعض منجزئيات ماء البحر سيكون أثقل من البعض الآخر, وجزئيات الماء الأثقل تتجمد أسرع منجزيئات الماء الأخف, وهذا يعني أن نسبة أكبر من الجزيئات الأثقل ستحبس في الثلج عندحلول العصر الجليدي, ولما كانت الكائنات البحرية تأخذ الأكسوجين من بيئتها لبناءأصدافها, فإن الأصداف التي تتكون في العصر الجليدي ستحتوي على قدر أعلى نسبيا مننظير الأكسوجين الأخف, الذي لم يحبس داخل الطبقات الجليدية الضخمة.. وبقياس نسبةنظيري الأكسوجين في بقايا القواقع والأصداف الموجودة في الطبقات المختلفة منالرواسب أمكن الاستدلال على درجة الحرارة عند ترسيبها (المرجع السابق, ص: 64).
لقد وجد أنطول العصر الجليدي نحو مائة ألف عام, تأتي بعده فترة دفء تسمى مرحلة «بين جليدية»تستمر لمدة عشرة إلى عشرين ألف عام, ولقد تكرر هذا النمط عشر مرات خلال المليون سنةالأخيرة, ونحن نعيش الآن قرب نهاية مرحلة دفء طبيعي, فترة بين جليدية بدأت منذ مايقرب من عشرة آلاف عام (المرجع السابق, ص: 58).. أي أن الأرض تقترب من بداية عصرجليدي جديد.. وتتحقق نبوءة النبي ـ صلى الله عليه وسلم.ويتوقع «هال ماكلور» عودة البحيرات إلىصحراء شبه الجزيرة العربية, فقد لاحظ في تموز (يوليو) 1977 سقوط أمطار شبه موسميةعلى امتداد ثلاثة أسابيع في شمال الربع الخالي, ولم ينتج عن ذلك تشكل بحيرات جديدة,ولكن ـ على حد قوله ـ «إذا تكرر هذا الأمر وبقوة كافية لتكوين بحيرات فقد يكون ذلكمؤشرا على عودة الأمطار الموسمية إلى الربع الخالي ومعها انقلاب في المناخ(آفاقعلمية, عدد (24), ص:
Powered by vBulletin® Version 4.2.3 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir