المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وادي الرمة ... كما في معجم البلدان لابن منظور



ع.المالكي
15/11/2008, 11:02 PM
الرمةُ: بضم أوله وتشديد ثانيه وقد يخفف ولفظ الأصمعي في كتابه ما ارتفع من بطن الرمة يخفف ويثقل هذا فهو نجد والرمة فضاء وقد ذكرنا أن الرُمّة
ما بقي الحبل بعد تقطُعه وجمعه رُمَم ومنه سمي ذو الرُمّة لأنه قال في أرجوزة له:
أشعث مضروب القفا موتود ... فيه بقايا رُمّة التقليد
يعني ما بقي في رأس الوتد من رمة الطُنُب المعقود فيه ومن هذا يقال أعطيته الشيء برمَته أي بجماعتة وأصله الحبل يقلد به البعير يعني أعطاه البعير بحبله وأما الرُمَة بالتخفيف فذكره أبو منصور في باب وخففه ولم يذكر التشديد وقال بطنُ الرُمة، واد معروف بعالية نجد وقال أبو عبيد السكوني: في بطن الرمه منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة بها يجتمع أهل الكوفة والبصرة ومنه إلى العُسَيلة وقال غيره أصل الرمه واد يصب من الدهناء وقد ذكر في الدهناءِ وقال دريد الرمَة قاع عظيم بنجد تنصب فيه أودية، ويقال بالتخفيف، وقال العاصمي سمعت أبا المكارم الأعرابي وابن الأعرابي يقولان الرمة طويلة عريضه تكون مسيرة يوم تنزل أعليها بنو كلاب ثم تنحدر فتنزل عبس وغيرهم من غطفان ثم تنحدر فتنزل بنو أسد وفي كتاب نصر الرمة بتخفيف الميم واد يمرُّ بين أبانين يجيء ُمن المغرب أكبر واد بنجد يجيءُ من الغور والحجاز أعلاه لأهل المدينة وبني سُلَيْم ووسطه لبني كلاب وغطفان وأسفله لبني أسد وعبس ثم ينقطع في رمل العيون ولا يكثر سيله حتى يمده الجريب واد لكلاب، وقال الأصمعي: الرمَة واد يمر بين أبانين يستقبل المطلع ويجيءُ من المغرب وهو أكبر واد بعمله، والرمة يخفف ويثقل فضاء تدفع فيه أوديه كثيرة وهي أول حدود نجد، وأنشد:
لم أرَ ليلةِ كليل مسلَمَة ... أنًي أهتديتِ والفجاجُ مُظلمه
لراكبين نازلين بالرُمَة
فهذا شاهد على التخفيف وهو أشيعُ وأكثر. قال الآصمعي: بطن الرمة واد عظيم يدفع عن يمين فلجة والدثينة حتى يمر بين أبانين الأبيض والاسود وبينهما نحو ثلاثة أميال قال: ووادي الرمة يقطع بين عدنَةَ والشرَبة فإذاً جزعتَ الرمة مشرقاً أخذت في الشربة وإذاً جزعت الرمة في الشمال أخذت في عدنَةَ وبين الرمة والجريب واد يصب في الرمة، والذي قرأته في كتاب الأصمعي في جزيرة العرب رواية ابن دريد عن عبد الرحمن بن عمة وقد ذكر نجداً فقال وما ارتفع من بطن الرمة يخفف ويثقل هذا لفظه فهو نجد قال والرمة فضاء تدفع فيه أودية كثيرة وتقول العرب على لسان الرمة:
كل بني فإنه يحسيني ... إلا الجريبَ إنه يُزويني
وبين أسفل الرمة وأعلاها سبع ليال من الحرة حرة فدَك إلى القصيمِ وحرة النار قال والرمة تجيءُ من الغور والحجاز فأعلى الرمة لأهل المدينة وبني سليم ووسطها لبني كلاب وغطفان وأسفلها لبني أسد وعبس ثم ينقطع في الرمل رمل العيون وما بين الرمة والجريب يقال له الشربة كما يذكره وقال أبو مهدي اللاعرابي تقول العرب قالت الرُمَةُ حيث كانت تتكلم.
كل بني يسقين ... حسيه..فيهنين
غير الجريب يرْوينْ
قال: وذاك أن الرمة لا يكثر ماؤها وسيلها حتى يمدها الجريب وقالت امرأة كانت تنسج:
لشقتي أعظم من بطن الرُمة ... لا تستطيع مثلها بنت أمَة
إلا كعاب طفلة مقومَهْ