المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سنة الطبعة في عام 1344 هـ



عاشق تالا
05/12/2008, 12:35 PM
سنة الطبعة
نسمع من اجدادنا و من كبار السن كلمة ( الطبعة ) او سنة الطبعة ) .... و
فلان ولد سنة الطبعة أو قبل سنة الطبعة .... او فلان مات سنة الطبعة. و موقعة كذا قبل سنة الطبعة و هلم جرا...



http://www.okeeh.com/upfiles/zTL39191.jpg (http://www.okeeh.com/)

فسنة الطبعة او عام الطبعة تذكار محفور في قلوب اهل البحر واهليهم وتاريخ مميز لا يمكن نسيانه ...
في عام 1344 ه ـ و بالتحديد على الساحل الشرقي للجزيرة العربية ابان موسم الغوص و بينما كانت سفن الغوص متواجدة على المغاصات للشروع في عملية الغوص صباحا ، و كانت اكثر السفن على مغاصيقال له ' الديبل ' بينما بقية السفن الغوص متفرقة على المغاصات الاخرى كمغاص داس – حاولول - ابا الحنين – جنة – حولي – اشتيه ...و غيرهن .
ففي منتصف الليل هبت رياح نشطة تصاحبها امطار غزيرة، فثار البحر و زمجر، و تعالتامواجه و تلاطمت جوانبه و دفعت الرياح والامطار السفن مع كل الاتجاهات، فتلاطمت مع بعضها و تعالت اصوات خلق الله بترديد التضرع و التوسل الى الله و الالتجاء الى رحمته، و هم يصارعون هول هذه الليلة الليلاء الحالكة الظلمة و يسمعون النداءات و الاستغاته في كل الاتجاهات يتعالى مع صرير الالواح و تمزق الاشرعة و تلاطم الامواج ببعضها و غرق اكثر السفن و المراكب بما فيها الا من كتب الله له النجاة .
و بعد انتهاء العاصفة و سكون البحر هرعت سفن الانقاذ من الموانىء القريبةحاملة الطعام و الشراب و الاسعافات الاولية و بعد البحث و التقصي نتج ما يلي:
· قدرت السفن و المراكب التي غرقت في البحر 80% من السفن و المراكب الموجودة في عرض البحر ابان الحادثة
· مات و فقد عديد كبير من الرجال على جميعمستويات ( قيل مات 5000 نفس )
· فقدت اموال طائلة، فقد كان البحارة يحملون اموالهم معهم اثناء ركوبهم في البحر حفاضا عليها
· السفن التي نجت حدث بها تلفيات كبيرة
من قصص الطبعة :
يروي احد الناجين من هذا الاعصار المدمر بقوله : أنه بعد منتصف الليل تغير علينا الجو فجاة وهبت عاصفة شديدة يصاحبها مطر غزير، فتلاطمت الامواج و هرع كل واحد منا يغطي راسة او يختبىء في ظهر السفينة، و ما هي الا لحظات حتى تبدد كل شي و طار كل غطاء و تدافعت كل السفن على بعضها و تعالت الاصوات و صياح خلق الله يرددون عبارة ' يا سلام سلم ' و عندما غطى المائ السفينة اقتلعت لوحا ً و سقطت به في البحر و تمكنت من القبض عليه بشدة و اشعر انني بين الامواج الهائلة مرة اعلوا و مرة يعلوني، و لكن الله كتب لي النجاه، فعند الفجر شاهدت البر و كانني مولود هذه اللحظة، و حمد الله و صليت الصبح، و اذا انا على ساحل راس تنورة.

و يروي صاحب كتاب ' من كارم الاخلاق '
قصة رجلين ركبا لوح فصار يسبح بهما فتعلوا بهم الامواج و تهبطفي عرض البحر لا يرون سوى السماء من فوقهم و الماء من تحتهم و قد اشرفا على الهلاك لما حل بهما من الكرب و الشدة فكان احدهما يلهج لسانه بذكر الله و يردد ' يا كريم يا كريم'
اما الاخر فقد استفزه الشيطان و اغواه بسوء الظن بربه فقال لرفيقه : تقول يا كريم و البحر و هوامه تحتك، و بعد لحظات بدا بهذا الرجل التعب والضعف حتى فلتت يداه من هذا اللوح و هوى الى البحر و غرق... اما رفيقة الذي يلهج بذكر الله و يقول : يا كريم يا كريم ' فقد نجا و رمى به الموج على ساحل البحر فتلقاه اناس و انقذوه بماء و طعام، و هذا من لطف الله بعباده و حسن الظن به .
======= ( الجزءالثاني )=======
تحدث احد ابناء مجموعة من اهالي ' مرات ' كانوا على ظهر السفينة في احد المغاصات مع احد النواخذ من البحرين و كانوا على مغاص يقال له ( جنه ). يروي ذلك عن ابيه الذي قال :
بعدما بدات العاصفة و نزول الامطار كنا نرى السفن تتلاطم مع بعضها و كنا نرى انفسنا ندور في نفس المكان حتى قد اكثرنا وعيه و طارت الامواج بمركبنا بعيدا, وعندما هدأت العاصفــة تفقدنا بعضنا و كنا _ اهل مرات خمسة بحارة _ من ضمن الناجين و مركبنا تتساقط منه الحطام و نحن في ذعر شديد ولا ندري في أي مكان نحن لا نرى الا السمــاء و الماء فاتجهنا بالدعاء و الاستغاثه بالله و قراءة القران ... و بعد عدة ايام من ضياعنا وعند الفجر شاهدنا على بعد اناس في مركب صغير فاتجهنا لهم فعرفوا اننا ضائعين و انقذونا بالماء و الطعام و بدات فينا الحياة و تعجبوا من حالتنا و حالة مركبنا و اخبرونا اننا عند الشواطىء العمانية ففرحنا و بقينا في عُمان عدة ايام لاصلاح مركبنا ثم عدنا مع النوخذه و بحارته الى البحرين الى ان من الله علينا بالنجاة و كانت خاتمة البحر و توديعة ..


و اورد صاحب كتاب الدلم قصة الشاعرراشد بن عبدالله بن حركان من اهالي الدلم قال :
توجه الشاعر الى الخليج العربي يبحث عن اللؤلؤ و الرزق كغيره من النجديين الذين امتهنو مهنة الغوص في البحر، و لما كان مع صحبيته في ليلة من الليالي على ظهر مركب بحري هبت عليهم ريح عاصفــة فماجت بهم الامواج و اصبح مركبهم في عداد الغرقى مع انه لا يزال على وجه البحر فصاروا يتلفتون يمينا و يسارا بحثا عن منقذ و وزعوا المهام بينهم فكان بعضهم يحافظ على رفع الناف (الساريه) التي جعلوا فوقها نارا عل من يراها من بعيد يتجه اليهم لينقذهم، اما صاحبنا الشاعر مهمته غرف المياة التي صارت تتدفق في وسط السفينة يغرف الماء حتى لاتغرق فكتب لهم النجاة ... و في هذه الاثناء ابحر خياله فتذكر نجد واهلها و احبيته و تذكر الطموحات و الامال التي جاءت به من الدلم الى البحر فانشــد :
يا جظ قلبي يـــــــــــــــوم ارفع النــاف
يشــــــــــــــــــــوفه الي من بعيـد يجينا
و احذف لها حبــال يمين و مجـــــداف
عنها يســـــــــــار و واحـــــد من يمينا
و يا ليت منهو ما تعــــــرف بالاسياف
و لا مشى في ديـــــــــــــــرة المشكلينا
و لا ركب ما شوة بينهــــــــــــــا ساف
موج البحر قام يتلاطـــــــــــــــــم علينا
و يا ليت منهو ما غـــرف له بمغراف
في طول ليله و المـــــــــــــــلا نايمينا
في غــبة و النو جـــــــــــــا له ترزاف
غربيــــــــــــــــــــــــة هبت علينا بحينا
تمت و صلى الله على سيــد الاشراف
عداد من زار الحــــــــــــــــــرم حاجينا
روى أحدهم قصة عن رجل من اعمامه من البادية يقول :
انه فيليلة كان على ظهر سفينة غوص مع مجموعة من الغواصين فهبت علينا ريح شديدة و أظلمت السماء و امطرت و تعالت الامواج حول السفينة تدور بها الرياح بشدة في وسط البحر حتى امتلأت بالماء و تقاذفنا منها يمينا و يسارا في البحر بدون شعــور فهيا الله لي لوحا يطفوا على الماء فامسكت به و ركبت عليه و كان على ازار مربوط به حزام من سكين ( خنجر ) فبينما انا ممسك باللوح اقترب مني سباح و حاول ان ياخذ اللوح مني فعمدت الى السكين و وخزته بها طعنا فابتعد عني و انا لا اكاد اراه من شدة الظلام و لا اعلم ما حل به و هل مات او نجا .

فبقيت على هذا اللوح و انا في حاله يرثى لها و قد انهارت قواي و امتلأ بطني بالمياة و لا اعلم في أي اتجاه اسير و فقدت الشعور، و إذا انا بالقرب من البر في وقت الضحى فانتشلني سفن الانقاذ الى الساحل فبادروني برفع ارجلي الى اعلى و راسي الى اسفل حتى خرج الماء من بطني و لم افق الا بعد يومين و بقيت شهرا كاملا مريضا الى ان شفاني الله و كتب لي حياة جديده .



======= ( الجزءالثالث ) =======

الشاعر ناصر بن عبدالله بن كليب الكثيري من نجد من الحريق و كان ممن يعملون بالبحر و له تجربة طويلة فيه، و كان قلبه بحار شجاع و ممن يستحبون ركوب المخاطر ... و في يوم كان يعمل بالبحر لاستخراج الصيد فاذا البحر يُغير من هدوئه و يتحول الى حالة من الغضب والهيجان، و كان البحارة قد نزلوا للصيد و تعمقوا فيه و هو هادىء الامواج، و حدث ان انقلبت القوارب فهبط الى القاع من هبط، و نجا بارأده الله من علم باسرار البحر و استطاع ان يُروض امواجه و يجعلها سلسة القيادة و كان من بين الذين تمرسوا على اساليب ترويض البحر الشاعر ناصر الكثيري فاستطاع بقدرة الله ان ينجوا بعد عناء و مشقة، فارسل الى اخية عبدالرحمن ابياتا من الشعر يصف فيه حال البحر و صلابة رجاله الذين يعملون فيه و قدرتهم على مواجهة الصعاب .. يقول :


يا راكبٍ من فـــــــــــــــوق بنت العماني
مامونة تقطع افجــــــــــــــــوج الاخبــة
ما ساقها العمــــــــال بين الســـــــواني
ولا صدرت بالغرب ماهــــــــــــا تصبــة
الصبح تسرح من ديــــــــــــار ابن ثاني
وفي يوم ثالث صلب جـــــــــــــــدي تنبه
تنصا عضيدي واخبــــــــره وش جـــاني
غطا على الموج في وســـــــــــــط غبة
الطبعـــة الخطـــــــــــرة خطرها غطاني
مـــــــــــــــــوج البحر في غبته مطلحبة
عمري إذا ميـــــــــــــــر الله اللي وقاني
كله ســــــــــــــــــــوال الي ضناها تحبه

kitkat
05/12/2008, 02:11 PM
شاكر لك مجهودك الرائع وتقبل مروري

ابو محمد رائد
05/12/2008, 05:50 PM
حياك الله اخي وشكرا لك على هذة المعلومات
مع العلم انني اول مرة اسم بها

بو علي العلوي
05/12/2008, 09:10 PM
معلومات قيمة شاكر لك أخي

المجنوني
05/12/2008, 09:40 PM
يا شيخ اللي ماله اول ماله تالي واليوم كان في اول اللي هم اجدادنا والتالي هو انت الله يحفظك من كل سوء والسامعين قولوا آآآآآآآمين

أمين
05/12/2008, 09:58 PM
سنة الطَّبْعَةْ أي سنة الغرقة، فيقال إن محمل أبو فلان طبَعْ أي غرق.

وقد أرخت الحادثة بيوم الخميس 29/10/1925 ميلادية في حدود الساعة 17:11 مساءا.

و خلفت خسائر فادحة في الأرواح و الممتلكات لعموم الخليج بحرا و يابسة.

رحم الله أسلافي الذين قضوا فيها، و الذين نجوا منها، و كلهم الآن تحت الثرى، و سائر موتانا و موتاكم.


مع الشكر الجزيل للأخ عاشق تالا

NowOrNever
05/12/2008, 10:50 PM
تقرير قمه في الروعه ومعلومات جديده
يعطيك الف عافيه
تقبل تحياتي