ابو عايد
18/03/2004, 11:57 PM
لطيور الصيد خصائص معينة لا توجد لدى بقية الكائنات الأخرى وأن وجدت فإنها تكون بدرجة أقل كفاءة منها عند الطيور الجارحة على وجه الخصوص ... نستعرض بعضاً من هذه الخصائص حسب ما جاء في ( الصيد بالصقور وطيور القنص في الخليج )
لماذا هذا الاهتمام الدائم بطيور الصيد أو القنص ؟ على المرء لكي يفهم
هذا السؤال الأزلي أن يتفحص بإيجاز خصائصها ونوعياتها . ولا بأس قبل مناقشة شأن الصقور من نظرة سريعة على خصائص طير القنص وما يجعله مؤهلا لمشاركة الإنسان عملية الصيد .
تتمتع طيور الصيد أو { الجوارح } كما تسمى ، بقدرة كبيرة على الطيران بسرعات عالية ، وهى تتدبر لقمة عيشها باصطياد وأكل الحيوانات الأخرى ( تستثنى من ذلك الطيور أكل الجيف ) ، الأمر الذي يتطلب منها أن تكون أقوى وأسرع وأكثر ذكاءَ بشكل عام من الحيوانات التي تفترسها . وحيث إن بعض أصناف الصقور تعيش كليا على الطيور ، فإن مهاراتها في الطيران تعتبر قمة في التخصص ، وينبع إعجابنا بالطيور الجارحة ، الى جانب جمالها وبنبتها المهيبة ، من قدراتها الاستثنائية ، خصوصاً في مجال الطيران .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk1748_m5.jpg
الطيران :
تتطلب القدرة على الطيران أن يكون وزن الطائر مدعوماً بطبقة من الهواء تحدث ضغطاً عكس اتجاه الجناحين المفرودين ، حيث تحتاج معظم الطيور الى إنشاء طبقة هوائية قادرة على دعمها عندما تكون التيارات العلوية غير كافية ، ويتحقق ذلك بالحركة الأمامية السريعة . وفي هذه الحالة يجب أن تتوفر القدرة على طي الجناحين وتحريكهما الى الأسفل ثم العودة .
وتستمد الطيور القوة التي تستخدمها للطيران من مجموعة عضلات صدر ضخمة نسبياً ، ومن نظام استنشاق للأوكسجين أكثر فاعلية { مما هو لدى البشر } لشحن طاقة العضلات ، وتقع عملية الطيران على كل جانب من عظمةٍ الصدر التي تشكل مسطحاً رقيقاً وواسعا مصمماً لمساعدتها على هذه الهمة .
ولهذه الطيور هيكل قوي ليلائم ضخامة العضلات ، بدون زيادة وزن العظام ، وتتحقق فعالية هذا الهيكل من خلال اندماج عدد كبير جداً من العظام لتشكيل أسطح ضخمة واسعة مليئة بالهواء ... لذا فعظمة الصدر هي أكثر النماذج ادهاشاً .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk1748_m3.jpg
الجهاز التنفسي :
ربما يكون الجهاز التنفسي { نظام توصيل الأوكسجين } هو الخاصية الأكثر أهمية التي تمكن الطيور من الطيران ، والتي برعت فيها الجوارح لأنه فريد واستثنائي ويميل خاصية شرطية أخرى للطيران تفتقر إليها المخلوقات الأرضية . وتصل الطيور الى ارتفاعات شاهقة حيث سجلت حوادث اصطدمت فيه طائرات بطيور على ارتفاع 11 ألف متر . وذا يعني أن الطيور تستطيع القيام بمهمة الطيران في ارتفاعات يموت فيها البشر سريعاً لنقص الأوكسجين إذا وصلوا إليها حتى وإن كان في حالة السكون .
وعندما نتحدث عن الأمور اللازمة للطيران ، يأتي في المقدمة تقديرنا للإمكانات الرياضية المتفوقة للجوارح ، حيث استطاعت الجوارح الصائدة للطيور مثل صقر الشاهين أن تصقل هذه المهارات الى مدى يجعلها تبدو أشبه ببهلوانات جوية مصغرة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk1748_m2.jpg
الإبصار:
تتمتع الطيور بحدّة البصر بشكل عام ، وتملك رؤية متفوقة مقارنة بالحيوانات الأخرى ، كما أن الجوارح تملك قوة إبصار تفوق بقية الطيور . ومن أبسط المؤشرات على ذلك هو حجم العين نفسها أو كرة العين . مقارنة حجم العين نفسها أو كرة العين . مقارنة بحجم الرأس تمثل 15 ضعف ما تمثله العينان في الرأس ، الإنسان ، كما أن الطير وليس الفيل هو الذي يملك أكبر عينين بين جميع مخلوقات الأرض . ويبلغ حجم عين النعامة الأفريقية خمسة أضعاف حجم العين البشرية .
وتميل عيون الجوارح ، خصوصاً البوم ، الى الاتجاه للاتجاه للأمام بشكل أكبر من بقية الطيور ، وتكون عيون الطيور الفرائس مثل الحمام على جانبي الرأس ، الأمر الذي يمنحها مساحة رؤية أكبر ، وهي ميزة لتفادي الجوارح الضواري .
وفي جميع الأحوال يمنح موقع العيون لطيور الجوارح مجال رؤية أكبر بالعينين معاً ، حيث يمكن لهذه الطيور تركيز وتنسيق حركة كل عين ، أو العينين معاً ، على شيء معين . ونظراً للضخامة النسبية لحجم عيني الطائر الجارح ، فإن مساحة بسيطة تتوفر لتسهل حركة . وباستثناء بعض الحركات الصغيرة فإن عيني الطائر مثبتتان بشكل كبير داخل محجريهما . ولكي تعوّض هذه السلبية فإن لدي الطيور ضعف عدد الفقرات العنقية المتوفرة لدي معظم الثدييات . وتمكن هذه الخاصية الطيور من تحريك رؤوسها الى أعلى وأسفل وإدارتها على محورها بدرجة تقارب 360 درجة وتتألف محاجر عيني الجوارح من سلسلة صفائح عظمية تشكل جزءاً أساسياً داخل الطبقة الخارجية الصلبة لكرة العين ، وتوفر هذه الصفائح الدعم لشكل العين الضخم نسبياً والمليء بالسائل ، لذا تختلف آلية الإبصار { التركيز } عنها في الثدييات بتفوق واضح ، فألثدييات تركز الإبصار عبر تغيير شكل عدسة العين ، باستخدام عضلة واحدة ، ولكن الطيور تركّز الإبصار باستخدام مجموعتين من العضلات الفردية التي تعمل على العدسة وتتمتع عبر عضله ثالثة بالقدرة على إحداث انحراف في القرنية عند الحاجة ، إضافة الى ذلك فإن عدسات عيون الطيور أكثر مرونة من عدسات الثدييات 0
السمع :
الطيور ، كما ذكرنا أعلاه ، تعتمد بشكل كبير على حدّة إبصارها ، ورغم أن السمع يلعب دورا ثانوياً في حياتها ، إلا أن التعبير الصوتي لديها يمثل عملية معقدة تلعب دوراً في كل مجال بدءاً من التزاوج وحتى الدفاع عن النفس ، ويعادل السمع عند الطيور السمع البشري بشكل عام ، لكن الطيور تستطيع في أي حال التمييز بين الأصوات بأسرع مما يفعل البشر .
وتملك الطيور النشطة ليلاً من الجوارح حواساً سمعية أكثر حدة من سواها .. فبالإضافة الى رؤيتها الليلية الفعّالة جداً ، فإنها مزودة بحساسية سمع إضافية بالمقارنة مع البشر ، مما يساعدها على تحديد موقع الفريسة في الظلام .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk1748_m1.jpg
القرنسة :
الريش صفة مميزة وفريدة للطيور ، وهناك أنواع مختلفة من الريش يقوم كل منها بمهمة منفصلة .. فالريش السفلي يقوم بشكل عام بعزل الجسم ضد فقدان الحرارة ، فيما يغطي الريش الخارجي جسم الطائر ويحميه من تقلبات الطقس الخارجية ، أما ريش الطيران فهو الذي يوفر البنية اللازمة للتحليق . ويمتاز ريش الطيران في أصناف عديدة من الطيور بالقدرة على تنفيذ تعديلات تضمن تأمين متطلبات التحليق الاحترافي . فالريش الطرفي مثلاً الموجود على أطراف أجنحة الجوارح الجوّالة مثل : العقبان والصقور الحوّامة والنسور الوحشية ، يضيق سريعاً لتشكيل مسارب منظمة ، تجعله لا ينطوي بعضه على الآخر عند فرد الجناحين ، لكنه بدلاً من ذلك ينفصل بفسحات ضيّقة فيها بينه .
وكما تفعل أجنحة بعض الطائرات فإن هذه الفسحات تقلل من الضغط على جناحي الطائر أثناء الطيران . ولتأخير عملية فقدان الاندفاع خلال الطيران ، توجد في أجنحة الطيور فسحات تتشكل من انفصال ريشات الرأس الكبيرة { القوادم } ، وتسمح هذه الفسحات للهواء بالدخول من الأسفل للإبقاء على التدفق العلوي اللازم للطيران السلس . وهناك فسحة إضافية يوفرها { الجناح الزائف } الموجود على كتف الطائر ، وتختفي هذه الفسحات أو تضيق الى أبعد مدى في أجنحة الصقور في حالة الطيران السريع .
وريش الطيور الجارحة السريعة مثل صقر الشاهين ، الذي يصطاد أثناء طيرانه ، يميل الى الصلابة التي تمنحه القدرة على التوجيه المحكم أثناء الطيران والانقضاض بسرعات عالية .
وقد يبلي الريش ويتعين استبداله ، ولهذا فإن جميع الطيور تبدّل ريشها في فترات منتظمة .. ويسمى ذلك
{ طرح الريش } ، وهي العملية التي يتم خلالها طرح عدد قليل من ريش الطيران بشكل يتسم بالانتظام ، للإبقاء على قدرة الطيران لدى الطير ، فحالما يطرح زوجان من الريش { زوج من كل جانب } يتم استبدالهما بزوجين آخرين ، ثم يتم استبدال الزوجين المجاورين لهما ، وهكذا ، الى أن تستكمل عملية الطرح .
وتبدّل الجوارح ، بشكل عام ، ريشها مرة في السنة ، وتكون جميع صغار الجوارح مكسوّة بالزغب عندما تفقس ، ويظل الصغير ملازماً العش حتى يستبدل الزغب بريش أولي للطيران خلال أسابيع ، ويستمر هذا الريش في الطائر خلال السنة الأولى من عمره .
لماذا هذا الاهتمام الدائم بطيور الصيد أو القنص ؟ على المرء لكي يفهم
هذا السؤال الأزلي أن يتفحص بإيجاز خصائصها ونوعياتها . ولا بأس قبل مناقشة شأن الصقور من نظرة سريعة على خصائص طير القنص وما يجعله مؤهلا لمشاركة الإنسان عملية الصيد .
تتمتع طيور الصيد أو { الجوارح } كما تسمى ، بقدرة كبيرة على الطيران بسرعات عالية ، وهى تتدبر لقمة عيشها باصطياد وأكل الحيوانات الأخرى ( تستثنى من ذلك الطيور أكل الجيف ) ، الأمر الذي يتطلب منها أن تكون أقوى وأسرع وأكثر ذكاءَ بشكل عام من الحيوانات التي تفترسها . وحيث إن بعض أصناف الصقور تعيش كليا على الطيور ، فإن مهاراتها في الطيران تعتبر قمة في التخصص ، وينبع إعجابنا بالطيور الجارحة ، الى جانب جمالها وبنبتها المهيبة ، من قدراتها الاستثنائية ، خصوصاً في مجال الطيران .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk1748_m5.jpg
الطيران :
تتطلب القدرة على الطيران أن يكون وزن الطائر مدعوماً بطبقة من الهواء تحدث ضغطاً عكس اتجاه الجناحين المفرودين ، حيث تحتاج معظم الطيور الى إنشاء طبقة هوائية قادرة على دعمها عندما تكون التيارات العلوية غير كافية ، ويتحقق ذلك بالحركة الأمامية السريعة . وفي هذه الحالة يجب أن تتوفر القدرة على طي الجناحين وتحريكهما الى الأسفل ثم العودة .
وتستمد الطيور القوة التي تستخدمها للطيران من مجموعة عضلات صدر ضخمة نسبياً ، ومن نظام استنشاق للأوكسجين أكثر فاعلية { مما هو لدى البشر } لشحن طاقة العضلات ، وتقع عملية الطيران على كل جانب من عظمةٍ الصدر التي تشكل مسطحاً رقيقاً وواسعا مصمماً لمساعدتها على هذه الهمة .
ولهذه الطيور هيكل قوي ليلائم ضخامة العضلات ، بدون زيادة وزن العظام ، وتتحقق فعالية هذا الهيكل من خلال اندماج عدد كبير جداً من العظام لتشكيل أسطح ضخمة واسعة مليئة بالهواء ... لذا فعظمة الصدر هي أكثر النماذج ادهاشاً .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk1748_m3.jpg
الجهاز التنفسي :
ربما يكون الجهاز التنفسي { نظام توصيل الأوكسجين } هو الخاصية الأكثر أهمية التي تمكن الطيور من الطيران ، والتي برعت فيها الجوارح لأنه فريد واستثنائي ويميل خاصية شرطية أخرى للطيران تفتقر إليها المخلوقات الأرضية . وتصل الطيور الى ارتفاعات شاهقة حيث سجلت حوادث اصطدمت فيه طائرات بطيور على ارتفاع 11 ألف متر . وذا يعني أن الطيور تستطيع القيام بمهمة الطيران في ارتفاعات يموت فيها البشر سريعاً لنقص الأوكسجين إذا وصلوا إليها حتى وإن كان في حالة السكون .
وعندما نتحدث عن الأمور اللازمة للطيران ، يأتي في المقدمة تقديرنا للإمكانات الرياضية المتفوقة للجوارح ، حيث استطاعت الجوارح الصائدة للطيور مثل صقر الشاهين أن تصقل هذه المهارات الى مدى يجعلها تبدو أشبه ببهلوانات جوية مصغرة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk1748_m2.jpg
الإبصار:
تتمتع الطيور بحدّة البصر بشكل عام ، وتملك رؤية متفوقة مقارنة بالحيوانات الأخرى ، كما أن الجوارح تملك قوة إبصار تفوق بقية الطيور . ومن أبسط المؤشرات على ذلك هو حجم العين نفسها أو كرة العين . مقارنة حجم العين نفسها أو كرة العين . مقارنة بحجم الرأس تمثل 15 ضعف ما تمثله العينان في الرأس ، الإنسان ، كما أن الطير وليس الفيل هو الذي يملك أكبر عينين بين جميع مخلوقات الأرض . ويبلغ حجم عين النعامة الأفريقية خمسة أضعاف حجم العين البشرية .
وتميل عيون الجوارح ، خصوصاً البوم ، الى الاتجاه للاتجاه للأمام بشكل أكبر من بقية الطيور ، وتكون عيون الطيور الفرائس مثل الحمام على جانبي الرأس ، الأمر الذي يمنحها مساحة رؤية أكبر ، وهي ميزة لتفادي الجوارح الضواري .
وفي جميع الأحوال يمنح موقع العيون لطيور الجوارح مجال رؤية أكبر بالعينين معاً ، حيث يمكن لهذه الطيور تركيز وتنسيق حركة كل عين ، أو العينين معاً ، على شيء معين . ونظراً للضخامة النسبية لحجم عيني الطائر الجارح ، فإن مساحة بسيطة تتوفر لتسهل حركة . وباستثناء بعض الحركات الصغيرة فإن عيني الطائر مثبتتان بشكل كبير داخل محجريهما . ولكي تعوّض هذه السلبية فإن لدي الطيور ضعف عدد الفقرات العنقية المتوفرة لدي معظم الثدييات . وتمكن هذه الخاصية الطيور من تحريك رؤوسها الى أعلى وأسفل وإدارتها على محورها بدرجة تقارب 360 درجة وتتألف محاجر عيني الجوارح من سلسلة صفائح عظمية تشكل جزءاً أساسياً داخل الطبقة الخارجية الصلبة لكرة العين ، وتوفر هذه الصفائح الدعم لشكل العين الضخم نسبياً والمليء بالسائل ، لذا تختلف آلية الإبصار { التركيز } عنها في الثدييات بتفوق واضح ، فألثدييات تركز الإبصار عبر تغيير شكل عدسة العين ، باستخدام عضلة واحدة ، ولكن الطيور تركّز الإبصار باستخدام مجموعتين من العضلات الفردية التي تعمل على العدسة وتتمتع عبر عضله ثالثة بالقدرة على إحداث انحراف في القرنية عند الحاجة ، إضافة الى ذلك فإن عدسات عيون الطيور أكثر مرونة من عدسات الثدييات 0
السمع :
الطيور ، كما ذكرنا أعلاه ، تعتمد بشكل كبير على حدّة إبصارها ، ورغم أن السمع يلعب دورا ثانوياً في حياتها ، إلا أن التعبير الصوتي لديها يمثل عملية معقدة تلعب دوراً في كل مجال بدءاً من التزاوج وحتى الدفاع عن النفس ، ويعادل السمع عند الطيور السمع البشري بشكل عام ، لكن الطيور تستطيع في أي حال التمييز بين الأصوات بأسرع مما يفعل البشر .
وتملك الطيور النشطة ليلاً من الجوارح حواساً سمعية أكثر حدة من سواها .. فبالإضافة الى رؤيتها الليلية الفعّالة جداً ، فإنها مزودة بحساسية سمع إضافية بالمقارنة مع البشر ، مما يساعدها على تحديد موقع الفريسة في الظلام .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images10/mk1748_m1.jpg
القرنسة :
الريش صفة مميزة وفريدة للطيور ، وهناك أنواع مختلفة من الريش يقوم كل منها بمهمة منفصلة .. فالريش السفلي يقوم بشكل عام بعزل الجسم ضد فقدان الحرارة ، فيما يغطي الريش الخارجي جسم الطائر ويحميه من تقلبات الطقس الخارجية ، أما ريش الطيران فهو الذي يوفر البنية اللازمة للتحليق . ويمتاز ريش الطيران في أصناف عديدة من الطيور بالقدرة على تنفيذ تعديلات تضمن تأمين متطلبات التحليق الاحترافي . فالريش الطرفي مثلاً الموجود على أطراف أجنحة الجوارح الجوّالة مثل : العقبان والصقور الحوّامة والنسور الوحشية ، يضيق سريعاً لتشكيل مسارب منظمة ، تجعله لا ينطوي بعضه على الآخر عند فرد الجناحين ، لكنه بدلاً من ذلك ينفصل بفسحات ضيّقة فيها بينه .
وكما تفعل أجنحة بعض الطائرات فإن هذه الفسحات تقلل من الضغط على جناحي الطائر أثناء الطيران . ولتأخير عملية فقدان الاندفاع خلال الطيران ، توجد في أجنحة الطيور فسحات تتشكل من انفصال ريشات الرأس الكبيرة { القوادم } ، وتسمح هذه الفسحات للهواء بالدخول من الأسفل للإبقاء على التدفق العلوي اللازم للطيران السلس . وهناك فسحة إضافية يوفرها { الجناح الزائف } الموجود على كتف الطائر ، وتختفي هذه الفسحات أو تضيق الى أبعد مدى في أجنحة الصقور في حالة الطيران السريع .
وريش الطيور الجارحة السريعة مثل صقر الشاهين ، الذي يصطاد أثناء طيرانه ، يميل الى الصلابة التي تمنحه القدرة على التوجيه المحكم أثناء الطيران والانقضاض بسرعات عالية .
وقد يبلي الريش ويتعين استبداله ، ولهذا فإن جميع الطيور تبدّل ريشها في فترات منتظمة .. ويسمى ذلك
{ طرح الريش } ، وهي العملية التي يتم خلالها طرح عدد قليل من ريش الطيران بشكل يتسم بالانتظام ، للإبقاء على قدرة الطيران لدى الطير ، فحالما يطرح زوجان من الريش { زوج من كل جانب } يتم استبدالهما بزوجين آخرين ، ثم يتم استبدال الزوجين المجاورين لهما ، وهكذا ، الى أن تستكمل عملية الطرح .
وتبدّل الجوارح ، بشكل عام ، ريشها مرة في السنة ، وتكون جميع صغار الجوارح مكسوّة بالزغب عندما تفقس ، ويظل الصغير ملازماً العش حتى يستبدل الزغب بريش أولي للطيران خلال أسابيع ، ويستمر هذا الريش في الطائر خلال السنة الأولى من عمره .