محمد العبدالسلام
11/04/2004, 11:38 AM
خفايا وأسرار الربع الخالي (الحلقة الثالثة)
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_rmml.psd.jpg
بحيرات الربع الخالي والحياة الفطرية
تكونت البحيرات في الربع الخالي بسبب الأمطار الغزيرة التي كانت تسببها الرياح الموسمية ، ويعتقد بأن الرياح الموسمية قد تحركت نحو الشمال مرتين على الأقل خلال عصر البلايستوسين . ولم تكن بحيرات الربع الخالي بعمق بحيرات شرق أفريقيا فقد كان يتراوح عمقها بين مترين إلى عشرة أمتار ويؤكد العالم الجيولوجي مكلور بأنه كان هناك أكثر من الف بحيرة . وقد كان فيلبي في كتابه "الربع الخالي Empty Quarter" أول من صرح بوجود بقايا لضفاف بحيرات مع بعض أدوات العصر الحجري في أماكن متفرقه ومننعزله من الصحراء فهو يقول " استطيع تصور الرجل البدائي على ضفاف نهر قديم أو بحيرة يمارس منة الصيد مستخدماً رماحه وأقواسه ليصطاد الحيوانات التي قدمت لتشرب من المياه المتوفرة. لقد تزامن بناء الحضارة في صحراء الربع الخالي مع حضارات عظيمة أخرى كالتي بنيت في مصر وبلاد الرافدين ، ولكنها ما لبثت أن أصابها كوارث الجفاف فقضت عليها". وقد دلت الحفريات على تأكيد وجود حياة البحيرات في الربع الخالي. فمن الحفريات التي وجدت في بطون البحيرات أسنان فرس النهر وكأنها قد فقدت بالأمس ، والثور طويل القرن ، والماعز والأغنام البرية ، والحمير الوحشية ، والجمال ، والمها ، والغزلان .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_dbb.psd.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_loha.psd.jpg
الأحوال المناخية
يسود في المناطق الداخلية للمملكة العربية السعودية مناخ صحراوي ذي خصائص قارية حيث يتميز بالحرارة الشديدة خلال فصل الصيف والبرودة الشديدة خلال فصل الشتاء مع اعتدال في درجة الحرارة خلال فصلي الربيع والخريف القصيرين .ويبلغ المتوسط العام لدرجة الحرارة في مدينة ليلى بالافلاج 26م وفي الخماسين في وادي الدواسر 26م ، وتزيد درجات حرارة الصيف عن هذا المعدل بكثير حيث قد تصل أعلى درجة حرارة في يوليو مثلاً إلى 45م ، وتصل أدنى درجة حرارة في شهر يناير إلى 1م أو أقل ولو نظرنا إلى الفصول الأربعة فإن متوسط درجة حرارة الشتاء تبلغ 16.7 م وفصل الربيع 25.2 م وفصل الصيف 35.2م والخريف 27.2 م في كل من ليلى والخماسين . وتقل الرطوبة كثيراً في المناطق الداخلية لبعدها عن مصادر الرطوبة . ولا يتعدى متوسط الرطوبة النسبية العامة في ليلى 34% وفي الخماسين 29% وهي ترتفع في الشتاء حيث يصل المتوسط الى 54% في ليلى و47% في الخماسين ، وذلك لانخفاض درجة الحرارة وتقل كثيراً في فصل الصيف حيث يصل متوسط الرطوبة النسبية إلى 16% فقط في ليلى و14% في الخماسين وتهطل أمطار قليلة في المناطق الداخلية حيث لايتعدى في المتوسط 73مم في ليلى و54مم في الخماسين ، يسقط معظمها خلال فصلي الشتاء والربيع . ويعد فصل الصيف فصل جفاف طويل حيث تنقطع المنخفضات الجوية الحركية القادمة من البحر المتوسط نتيجة سيادة المرتفع الآزوري عليه خلال فصل الصيف . وقد تمر سنوات طويلة بدون نزول أمطار مما يسبب قحطاً شديداً ، كما أنه قد تسقط أمطار فجائية وشديدة تجري منها الأودية والشعاب على شكل جارف ولهذا فسقوط الأمطار في المناطق الداخلية للمملكة العربية السعودية غير منتظم الميعاد وكميته غير محدده .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_bsah.psd.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_arnb.psd.jpg
حالة الحياة الفطرية في الماضي
كانت شبه الجزيرة العربية ولا زالت بها ثروة من الحيوانات الفطرية الطبيعية ، غير أن عمليات الصيد المكثفة أدت إلى انقراض بعض الحيوانات وتناقص أعداد بعضها الآخر إلى درجة يخشى عليها من الانقراض. وكان المها العربي يجول في أجزاء واسعة من الشرق الأوسط في القرون الماضية، وحتى عام 1800م كان لايزال موجوداً في سيناء وجنوب فلسطين والأردن وأغلب العراق ، وجميع شبه الجزيرة العربية تقريباً . وفي خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين انحسرت مناطق المها العربي في سرعة لتنحصر في المملكة العربية السعودية ، وما أن حل عام 1914م حتى كانت الأعداد التي بقيت خارج المملكة العربية السعودية أعداداً قليلة . والمها العربي Oryx leucoryx الذي يستوطن المملكة هو من الأبقار الوحشية كبيرة الحجم التي يصل وزنها إلى نحو 100 كيلو جرام .وهو حيوان صحراوي شديد التحمل للظروف البيئية القاسية ، ويتغذى على الأعشاب البرية ولا يحتاج إلى شرب الماء حيث أنه يأخذ حاجته من الماء من النباتات التي يرعاها ومن الجذور العصارية التي يحفر التربة ليحصل عليها. وينظر العرب بتقدير واحترام للمها فهو يتمتع بقوة بدنية كبيرة تساعده على التحمل العظيم كما أنه شجاع. ويعتقد بأنه في حالة نجاح شخص في قتله أو أكله فإن بعض خصائصه تنتقل إلى الشخص نفسه . ويجسد المثل العربي هذا الاعتقاد فهو يقول بأن " المها طبيب العرب". وهذه الخصائص التي يظن البدو أنها موجودة في لحم المها تشبه تلك التي يعتقدها الناس في جنوب شرق آسيا في لحم وحيد القرن فيفترض بأنه يعيد حيوية أجسام كبار السن ، ويشفي من علل البطون ، ويساعد في علاج الكسور والجروح ، ويمنح القوة . وبما أن المها حذر جداً فلا يصطاده الا كبار الصيادين المهرة ، وهذا قبل قدوم السيارات والأسلحة النارية . وكانت شهرة الصياد ومهارته تتحدد بعدد ما يصطاده من المها . وكان صيد المها يتم في فصل الشتاء أو الربيع عندما يكون الجو معتدلا باستخدام الجمال التي تستطيع البقاء لخمسة عشر يوماً بدون ماء في هذا الوقت . وكانت طريقة صيده هي في تتبع أثره لأيام حتى يمكن الاقتراب منه ثم رميه ، أو بالتسلل خفية في وقت القيلولة عندما يكون المها في مكنسه في الشقائق على منحدرات الرمال . أما الغزلان فهناك ثلاثة أنواع من الغزلان في شبه الجزيرة العربية . غزال الريم أو الغزال الرملي الذي كان موجوداً بكثرة في صحراء الربع الخالي وماتزال اعداد منه تعيش في المنطقة بحالتها الفطرية ، وغزال الإدمي أو غزال الجبال وغزال دوركاس ( العفري ) .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_rmml.psd.jpg
بحيرات الربع الخالي والحياة الفطرية
تكونت البحيرات في الربع الخالي بسبب الأمطار الغزيرة التي كانت تسببها الرياح الموسمية ، ويعتقد بأن الرياح الموسمية قد تحركت نحو الشمال مرتين على الأقل خلال عصر البلايستوسين . ولم تكن بحيرات الربع الخالي بعمق بحيرات شرق أفريقيا فقد كان يتراوح عمقها بين مترين إلى عشرة أمتار ويؤكد العالم الجيولوجي مكلور بأنه كان هناك أكثر من الف بحيرة . وقد كان فيلبي في كتابه "الربع الخالي Empty Quarter" أول من صرح بوجود بقايا لضفاف بحيرات مع بعض أدوات العصر الحجري في أماكن متفرقه ومننعزله من الصحراء فهو يقول " استطيع تصور الرجل البدائي على ضفاف نهر قديم أو بحيرة يمارس منة الصيد مستخدماً رماحه وأقواسه ليصطاد الحيوانات التي قدمت لتشرب من المياه المتوفرة. لقد تزامن بناء الحضارة في صحراء الربع الخالي مع حضارات عظيمة أخرى كالتي بنيت في مصر وبلاد الرافدين ، ولكنها ما لبثت أن أصابها كوارث الجفاف فقضت عليها". وقد دلت الحفريات على تأكيد وجود حياة البحيرات في الربع الخالي. فمن الحفريات التي وجدت في بطون البحيرات أسنان فرس النهر وكأنها قد فقدت بالأمس ، والثور طويل القرن ، والماعز والأغنام البرية ، والحمير الوحشية ، والجمال ، والمها ، والغزلان .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_dbb.psd.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_loha.psd.jpg
الأحوال المناخية
يسود في المناطق الداخلية للمملكة العربية السعودية مناخ صحراوي ذي خصائص قارية حيث يتميز بالحرارة الشديدة خلال فصل الصيف والبرودة الشديدة خلال فصل الشتاء مع اعتدال في درجة الحرارة خلال فصلي الربيع والخريف القصيرين .ويبلغ المتوسط العام لدرجة الحرارة في مدينة ليلى بالافلاج 26م وفي الخماسين في وادي الدواسر 26م ، وتزيد درجات حرارة الصيف عن هذا المعدل بكثير حيث قد تصل أعلى درجة حرارة في يوليو مثلاً إلى 45م ، وتصل أدنى درجة حرارة في شهر يناير إلى 1م أو أقل ولو نظرنا إلى الفصول الأربعة فإن متوسط درجة حرارة الشتاء تبلغ 16.7 م وفصل الربيع 25.2 م وفصل الصيف 35.2م والخريف 27.2 م في كل من ليلى والخماسين . وتقل الرطوبة كثيراً في المناطق الداخلية لبعدها عن مصادر الرطوبة . ولا يتعدى متوسط الرطوبة النسبية العامة في ليلى 34% وفي الخماسين 29% وهي ترتفع في الشتاء حيث يصل المتوسط الى 54% في ليلى و47% في الخماسين ، وذلك لانخفاض درجة الحرارة وتقل كثيراً في فصل الصيف حيث يصل متوسط الرطوبة النسبية إلى 16% فقط في ليلى و14% في الخماسين وتهطل أمطار قليلة في المناطق الداخلية حيث لايتعدى في المتوسط 73مم في ليلى و54مم في الخماسين ، يسقط معظمها خلال فصلي الشتاء والربيع . ويعد فصل الصيف فصل جفاف طويل حيث تنقطع المنخفضات الجوية الحركية القادمة من البحر المتوسط نتيجة سيادة المرتفع الآزوري عليه خلال فصل الصيف . وقد تمر سنوات طويلة بدون نزول أمطار مما يسبب قحطاً شديداً ، كما أنه قد تسقط أمطار فجائية وشديدة تجري منها الأودية والشعاب على شكل جارف ولهذا فسقوط الأمطار في المناطق الداخلية للمملكة العربية السعودية غير منتظم الميعاد وكميته غير محدده .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_bsah.psd.jpg
http://www.mekshat.com/pix/upload/images5/mk7850_arnb.psd.jpg
حالة الحياة الفطرية في الماضي
كانت شبه الجزيرة العربية ولا زالت بها ثروة من الحيوانات الفطرية الطبيعية ، غير أن عمليات الصيد المكثفة أدت إلى انقراض بعض الحيوانات وتناقص أعداد بعضها الآخر إلى درجة يخشى عليها من الانقراض. وكان المها العربي يجول في أجزاء واسعة من الشرق الأوسط في القرون الماضية، وحتى عام 1800م كان لايزال موجوداً في سيناء وجنوب فلسطين والأردن وأغلب العراق ، وجميع شبه الجزيرة العربية تقريباً . وفي خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين انحسرت مناطق المها العربي في سرعة لتنحصر في المملكة العربية السعودية ، وما أن حل عام 1914م حتى كانت الأعداد التي بقيت خارج المملكة العربية السعودية أعداداً قليلة . والمها العربي Oryx leucoryx الذي يستوطن المملكة هو من الأبقار الوحشية كبيرة الحجم التي يصل وزنها إلى نحو 100 كيلو جرام .وهو حيوان صحراوي شديد التحمل للظروف البيئية القاسية ، ويتغذى على الأعشاب البرية ولا يحتاج إلى شرب الماء حيث أنه يأخذ حاجته من الماء من النباتات التي يرعاها ومن الجذور العصارية التي يحفر التربة ليحصل عليها. وينظر العرب بتقدير واحترام للمها فهو يتمتع بقوة بدنية كبيرة تساعده على التحمل العظيم كما أنه شجاع. ويعتقد بأنه في حالة نجاح شخص في قتله أو أكله فإن بعض خصائصه تنتقل إلى الشخص نفسه . ويجسد المثل العربي هذا الاعتقاد فهو يقول بأن " المها طبيب العرب". وهذه الخصائص التي يظن البدو أنها موجودة في لحم المها تشبه تلك التي يعتقدها الناس في جنوب شرق آسيا في لحم وحيد القرن فيفترض بأنه يعيد حيوية أجسام كبار السن ، ويشفي من علل البطون ، ويساعد في علاج الكسور والجروح ، ويمنح القوة . وبما أن المها حذر جداً فلا يصطاده الا كبار الصيادين المهرة ، وهذا قبل قدوم السيارات والأسلحة النارية . وكانت شهرة الصياد ومهارته تتحدد بعدد ما يصطاده من المها . وكان صيد المها يتم في فصل الشتاء أو الربيع عندما يكون الجو معتدلا باستخدام الجمال التي تستطيع البقاء لخمسة عشر يوماً بدون ماء في هذا الوقت . وكانت طريقة صيده هي في تتبع أثره لأيام حتى يمكن الاقتراب منه ثم رميه ، أو بالتسلل خفية في وقت القيلولة عندما يكون المها في مكنسه في الشقائق على منحدرات الرمال . أما الغزلان فهناك ثلاثة أنواع من الغزلان في شبه الجزيرة العربية . غزال الريم أو الغزال الرملي الذي كان موجوداً بكثرة في صحراء الربع الخالي وماتزال اعداد منه تعيش في المنطقة بحالتها الفطرية ، وغزال الإدمي أو غزال الجبال وغزال دوركاس ( العفري ) .