المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الغبار ظاهرة كونية أم آية ربانية؟



مراويح نجد
17/03/2009, 11:55 PM
http://www.albrari.com/vb/uploaded/22275_01237338001.gif



صورة متحركة خبيرنا المبدع والمميز ( القصيعة )


http://www.up.ma/images/tcl52aqclp8na8s8bs77.gif





هل الغبار ظاهرة كونية أم آية ربانية؟


(مقال رائع د.إبراهيم الفوزان)





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد،،،




في الماضي القريب كانت الحوادث الكونية كالرياح والأعاصير التي يقدرها الله عز وجل مجهولة حتى تقع فيشاهدها الناس؛ وفي هذا العصر – عصر ازدهار العلوم – تغير الأمر تماما فأصبح من الممكن معرفة زمان ومكان حصول هذه الظواهر قبل وقوعها بسنوات. ومما لا شك فيه أن العلم نعمة أنعم الله بها على عباده وقد حث الإسلام على العلم والتعلم وعمارة الأرض ((أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) (الزمر: 9) وكتاب الله تعالى أنزل ليتدبره الخلق والتدبر لا يكون إلا بالفهم والعلم بالسنة وأقوال العلماء والعلم بدلالات الألفاظ ومعانيها والعلم بالكون وأحواله. ومما يجدر التنبيه له أن الله امتدح في بداية الآية القانتين الذين يقومون الليل حذراً من الآخرة ورجاءاً لرحمته تعالى، وهذا العمل الذي هو القنوت والعمل للآخرة رجاء رحمة الله هو المقصود من العلم أما العلم الذي لا يورث عملاً فلا قيمة له.




لا شك أن الكفار قد سبقونا في هذا العصر في العلوم الطبيعية والإنسانية وعلوم الفلك وغير ذلك، لكنهم مع ذلك لم يستفيدوا من هذه العلوم في التعرف على الخالق الحكيم الذي أوجدهم من العدم وأوجد المواد والعناصر التي استفادوا منها وعرفوا كثيراً من أسرارها وسخروها في اشباع رغباتهم وشهواتهم الدنيوية، ومع ذلك لم يؤدِ بهم ذلك إلى الإستعداد للإخرة ((يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)) (الروم: 7).




العلم الذي لا يزيد في الإيمان والتقوى لا فائدة منه لأن العمارة الحقيقية للدنيا تكون بتطويع ما فيها من إمكانات مادية وعلمية لعبادة الله وحده لا شريك له. ما الفائدة من معرفة حدوث الأعاصير والرياح الترابية للبشر؟ هل الفائدة تكمن في عدم الخروج والتعرض للغبار والأتربة وتقليل الخسائر المادية فقط؟ بلا شك أن هذا مطلوب لكن هل هو كل شئ في الموضوع؟ أم أن هنالك أمر آخر يجب على المسلم التنبه له؟ نجد أن الكفار يربطون هذه الحوادث بالظاهرة الطبيعية والإختلافات الجوية والتغيرات المناخية دون استشعارٍ لمسبب هذه الظواهر وهو الله – سبحانه وتعالى –، ولهم ذلك فهم كما ذكر الله عنهم في الآية السابقة غافلون عن المعاد والحساب فالحياة الدنيا بالنسبة لهم كل شئ وليس بعدها حياة ولا نشور. ومما يؤسف له أن المسلمين أقتربوا كثيراً في تعاملهم مع هذه الآيات الإلهية من تعامل الكفار معها!



نحن نختلف عن الكفار في نظرتنا للحياة وما فيها من سماء وهواء وجبال وبحار وأن الله – جل وعلا – هو الذي خلقها وهو المصرف لها المدبر لشؤنها، لا يقع شئ في الكون إلا بإذنه لا راد لقضاءه وحكمه ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) (الأعراف: 54) فالله وحده القادر على تحريك الهواء والأتربة وإرسال الأعاصير. وربط ذلك بالظاهرة الكونية والسنن الربانية لا يعني أنها تحدث بنفسها، بل إن الله هو الذي قدرها وأرسلها في الزمان والمكان والشدة والكثافة التي شاء سبحانه وتعالى. ولا أحد غير الله يستطيع أن يرسل الأعاصير والعواصف الترابية والرياح وإنما غاية ما يستطيعه الإنسان بتعليم الله له أن يعرف متى يحصل ذلك. وهذا دليل على وحدانية الله – جل وعلا – وقدرته.




لو افترضنا أن مجموعة من الباحثين أو من غيرهم أرادوا إرسال ريح من مكان إلى مكان في وقت لم يقدره الله – جل وعلا – فأنَّى لهم ذلك لعجز البشر المخلوقين وقدرة الخالق – جل وعلا – وحده. وفي موضوع مشابه لهذا ومتعلق به امتن الله على عباده في كتابه بتعاقب الليل والنهار الذَين لا قوام للناس بدونهما وبين أنه لا أحد غيره سبحانه يستطيع أن يأتي بأحدمنهما ((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ¤ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)) (القصص: 71-72).




إن الرياح الترابية والعواصف والأعاصير آيات من آيات الله تعالى يخوف الله بهما عباده، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ‏ ‏قالت: ‏ ((‏ ‏ما رأيت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ضاحكا حتى أرى منه ‏ ‏لهواته ‏ ‏إنما كان يتبسم قالت وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه قالت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال: ‏يا ‏‏عائشة ‏‏ما يؤمني أن يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا(( هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا )). رواه البخاري. (1)




فالمسلم دائم الخوف من ربه لا يأمن من مكر الله ولا يقنط من رحمته وكما قال غير واحد من السلف: الخوف والرجاء بالنسبة للمؤمن كجناحي طائر إذا اختل أحدهما سقط الطائر وإن اعتدلا طار وارتفع.




فالواجب على المسلم أن يقتدي بنبيه صلى الله عليه وسلم وأن يخاف ويوجل عند حلول هذه الظواهر الكونية كالأعاصير والرياح الترابية وغيرها، فنبينا صلى الله عليه وسلم جر رداءه فزعاً عندما كسفت الشمس وهرع إلى الصلاة والتضرع لله ودعاءه، وكان إذا رأى الريح أو الغيم أقبل وأدبر خشية أن يكون عذاباً كما ذلك روى مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها‏. ( 2)




كثير من المسلمين في عصر التقدم العلمي وتأخر الإنسان لا يقيمون رأساً لهذه الآيات التي يخوف الله بها عباده لينيبوا إليه ويتذكروا، بل وصل الحال بكثير من المسلمين أن يواقعوا المعاصي أثناء حدوث هذه الحوادث العظيمة وقليلٌ هم الذين يتأسون برسولهم صلى الله عليه وسلم ويهرعون للصلاة والذكر والدعاء.




رحم الله الحسن البصري إذ قال: المؤمن يعمل بالطاعات، وهو مشفق وجل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن. وأصدق منه قول الباري عز وجل: ((أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ¤ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ¤ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) (الأعراف: 97-99).




أ.هــ



د. إبراهيم الفوزان




----



(1) صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، قوله فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا.



(2) صحيح مسلم، صلاة الإستسقاء، التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر




....
..
.

مكتشف الأمطار
18/03/2009, 12:26 AM
جزاك الله خير يا أبوفيصل :)

نجم حفرالباطن
18/03/2009, 12:53 AM
شكر الله لك اخي الكريم
ولاحرمك ربي الاجر

asd_asd
18/03/2009, 01:01 AM
جزاك الله خير

وادي غران
18/03/2009, 01:01 AM
بارك الله بك أخي أبا فيصل على الموضوع الرائع والمفيد, والشكر موصول للدكتور الفوزان.

أن يكون الغبار ظاهرة كونية لا يمنع أن يكون في نفس الوقت آية ربانية :rolleyes:

رعد المدينة
18/03/2009, 02:34 AM
ألف ألف
شكرا لكــ
اخوي أبو فيصل
على ماسطرت هذه الكلمات الرائعة

أسأل الله ان يجعله في موازين حسناتكـ انه سميع مجيب

والبنر رائع;)

راعي البندق
18/03/2009, 02:37 AM
جزاك الله خير

ابو ريان 2008
18/03/2009, 02:52 AM
جزاك الله خير

صالح الربيعان "برق السناف"
18/03/2009, 11:22 AM
بارك الله فيك يابو فيصل وبارك الله بأخينا العزيز الفوزان وجعل ذلك في موازين أعمالكم وكم نحن بحاجة هذه الأيام للتذكير بآيات الله الكونية والتي تحصل كثيرا هذه الأيام ومنها كثرة الريح وماينتج عنها من غبار وأضرار وربط ذلك بالله جل وعلا ويجب أن نعتبر كثيرا في كل المتغيرات الكونية والمناخية لأنها مقدرة ومرسلة من الله تعالى وإرسالها لحكمة عظيمة لا يعلمها إلا من يدرك أن ذلك ابتلاء من الله تعالى وربما عقوبة إلاهية فالله تعالى قد عذب أقوام بالريح حتى هلكوا عن آخرهم وعذب أقوام بالمطر اللهم إننا نسألك أن ترحمنا وتغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا

ابرهيم الحربي
18/03/2009, 02:38 PM
جزاك الله الف خير


يابو فيصل الله يعطيك الف عافيه

محب سدير
18/03/2009, 04:15 PM
ما شاء الله ..

مقال رائع ومميز ....

وأما الغبار والريح والزلازل والبراكين ووو فهي ولا شك ظواهر كونية وهي أيضا آيات ربانية

سحاب شقراء
18/03/2009, 04:27 PM
جزاك الله الف خير

وجزى الله الدكتور خير

ابو نووووره
18/03/2009, 07:30 PM
لله في خلقه شؤون

عبدالرحمن الغامدي
19/03/2009, 06:55 AM
جزاك الله خير

رعود الفجر
19/03/2009, 09:04 AM
باركـ الله فيكـ ابوفيصل على هذا النقل ..
وباركـ الله في د.الفوزان ..

وبالفعل نحن بحاجه الى التذكير للآيات الكونيه والترهيب منها ..

مراويح نجد
19/03/2009, 02:47 PM
أشكر الجميع على مرورهم الكريم
ونسأل الله أن يرحمنا برحمته

M.Z.M
19/03/2009, 03:13 PM
الله يبارك فيك...
:)

ربيع النفود
20/03/2009, 11:23 AM
جزاك الله خير على الموضوع الجميل

جغرافي2000
20/03/2009, 01:11 PM
ما شاء الله ..



مقال رائع ومميز ....



وأما الغبار والريح والزلازل والبراكين ووو فهي ولا شك ظواهر كونية وهي أيضا آيات ربانية



أتفق مع أخي محب سدير و يعطيك الف عافية أخي صاحب الموضوع

نسيم الققصيم
20/03/2009, 02:17 PM
الله يعافيك موضوع هام ومتميز

مراويح نجد
19/03/2010, 03:13 PM
يرفعه للأهمية

ابوتميم123
19/03/2010, 03:34 PM
جزاك الله خير يا أبوفيصل

غبش
19/03/2010, 03:41 PM
جزاك الله خير

جغرافي2000
19/03/2010, 03:46 PM
الحمد لله على كل حال
سؤال : هل يستطيع الإنسان أخي الكريم أن يستخدم الغبار كسلاح له مثل أي سلاح ...؟؟!!

أو هل يستطيع الإنسان أن يتحكم في الغبار بسبب يقوم به .... طبعا بطريقة يتوصل لها ..؟؟

وكل هذا بإمر الله سبحانه و تعالى ..... ؟؟؟؟
أترك الإجابة للخبرااااااااااااااااااااااء

ابورايف
19/03/2010, 03:51 PM
الله يعطيك العافية على هالموضوع الرائع
جعل الله ذلك في ميزان حسناتك
وتقبل مروري

سيل ريمه
19/03/2010, 05:44 PM
بارك الله فيك يابوفيصل

راعي الحرقا
19/03/2010, 05:58 PM
الله اما اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا ولا تواخذنا بما فعل السفهاء منا انك انت الغفور الرحيم 0

لجلك تعنيت
19/03/2010, 06:18 PM
جزاك الله خير

ابوسالم 5
19/03/2010, 06:24 PM
بارك الله فيك وجزاك الجنة على هذا النقل