أبو فالح
24/08/2004, 04:06 PM
أخي، وضيفي على هذا العنوان ، لك مني خالص
التحية ، وصادق المودة ،،، فأهلآ بك .
ولكن ,,,, و قبل أن تقرأ حرفآ واحدآ ،، أود أن
أهمس في أذنك الجميلة ،، همسات لطيفة .. تدرك من
خلالها :
أنك أمام سرد قصصي ظاحك يفتقر إلى
عنصرالحقيقة ، مليئ بروافد الخيال ،،،، هدفي من
هذا ،، أن ترتسم البسمة على محياك الجميل ،،،
وأن تقضي معي لحظات ماتعة ،،، تجد الفائدة
حيث البسمة ،،، والنصح برداء الظحك ،، فأهلآ بك
ضيفآ على أبو فالح ،، الضيف على
منتديات مكشات .............. لقد همست .
( ( البداية ) )
على غير عادته ،سافر(ولدعمي) في موسم الصيد و
(الكبات ) إلى دولة ماليزيا ... ولأنه قد يتأخر كثيرآ
, منحني مفتاح منزله ، ورجاني أن أكون خير
خلف لخير سلف ،، بأ ن أسقي مزروعاته القليلة ،
وأنظر في شؤون البيت جملة وتفصيلآ ،، أبتسمت
بثقة ورجوته أن يطمئن فأنا رجل ( سنافي ) لا
أحتاج إلى توصية ،،، وفي اليوم التالي كنت أودع
ولدعمي في المطار ... وحينما رجعت إلى منزلي كنت
أستشعر
هم المسؤلية ، والأمانة الملقاة على عاتقي ،،، لهذا
كان قراري سريعآ ، بأن أصرف طريقي إلى بيت
(ولدعمي)،، وقبل أن أصل وقفت قريبآ منه حتى
يتسنى لي المراقبة عن كثب ،، مكثت في موضعي
أكثر من ساعتين ،، لكن لم يحدث شئ يستدعي
( الفزعة ) ... لهذا أدرت محرك السيارة من جديد
ووقفت تحت البيت مباشرة ،، نزلت من سيارتي
وقبل أن أفتح الباب أخذت أتفصح المكان هل أ جد
آثار لأقدام غريبة ، لكن لم أجد ،، لهذا دلفت البيت
وسارعت إلى فتح الماء ، وسقي الأشجار ،،، وبعد
أن أنتهيت من عملي هذا ، راودتني فكرة تفقد البيت
من الداخل ، ولم تلبث هذا الفكرة إلاّ لحظات
و أصبحت في حيز التنفيذ ،،، كنت في الداخل
وعيناي تتفحصان كل شيء ،، حتى بلغت غرفة
صغيرة في أعلى البيت قد أغلقت في إحكام
،، مكثت عند هذه الغرفة لأكثر من ساعة ،، حتى
استطعت فتحها بواسطة ( دريل ) وبعد دخولي لها
، أدركت السبب في هذا الإغلاق المحكم ،، كانت
هذه الغرفة مليئة بشتى أنواع الأسلحة ،، (أم خمس
.شوزن.. رشاش .. خرازة.. أم صتمات) فكان منظرها
مذهلآ .. يدعو إلى الشجاعة ، والدخول السريع في
عالم الشهرة ، لهذا كان قراري سريعآ بأن أقتني
هذه الأسلحة ،، وأذهب في رحلة صيد كما يفعل
( ولد عمي ) ولكن كنت مترددآ في هذا الخاطر ،، حتى تذكرت قول الشاعر :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا
وكان لهذا البيت فعل السحر في نفسي ، لهذا سارعت
إلى حمل هذا السلاح بكامله ، فكنت أتهادى به ، حتى
وضعته في سيارتي بكل عناية وثقة ... لكن حدثت
أمامي أكثر من مشكلة .. فأنا أفتقر إلى سيارة
تستطيع تتبع الصيد في مجاهل الصحراء ، فأنا أقتني
سيارة ( كامري ) وهي تعجز عن هذا ... والأهم من
هذا فأنا لا أجد صديقآ يعشق الصيد ... أخذت أفكر
في ها تين المشكلتين ، حتى وجدت الحل أقرب من
شراك نعلي ..فأمر السيارة لا يهم ، سأذهب في
سيارتي ( الكامري) ولن أحفل كثيرآ بما قد يصيبها
، وهذا يجعلني أجني لقب ( يكتل الموتر ) .. ,أما
مشكلة الصديق فهي أقل مما كنت أظن ،، فقد أجريت
اتصالاتي حتى ظفرت بشخص يدعى ( أبو عساف )
وهذا شخص ظريف ولطيف ، يغامر مع صديقه حتى
الموت .. أمتلأت ( الكامري ) حتى أذنيها بمختلف
الحوائج البرية من ( عدة طبخ ، غاز ، فراش ،
معاميل ، محول كهرب ، مكينة توست ، أندومي )..
وغيرها ... كان صديقي أبو ( عساف يدعو إلى
التفائل والثقة ، فقد كان سريعآ في أستجابته ، وفي
موعده ، كان ينتظر قدومي عند عتبة منزله ...
ركب أبو عساف عن يميني ، وتحركت سفينة الخير
، لكن لم أكن أدري أين سأذهب .. سألت (
أبوعساف) هل تعرف مكانآ ( أنصيد فيه ) .. ولم يكن
صديقي يتوقع مثل هذا السؤال ، لهذا أرتسمت
علامات الحيرة على وجهه ، وأخذ يتمتم ، لست
أدري ، أذهب إلى حيث تشاء ... وهنا أدركت أن
صاحبي ( حطني لقيتني ) .. فتركته جانبآ وأخذت
أتذكر أحاديث ( ولد عمي ) عن الصيد وأماكن الصيد،
فكان يردد دائمآ ( قبة ) هذه الكلمة كنت أتذكره
جيدآ ... لهذا كان قراري سريعآ .. يجب الوصول إلى
هذه المدينة أولآ .. وبعده نبحث عن أماكن الصيد..
وهذا ما حدث تمامآ ، فقد سلكت الطريق المؤدي إلى
الأسياح ، مرورآ بمصنع ( أسمنت القصيم ) والذي
صادفني في مفترقه ( مركز تفتيش ) .. وقبل أن
نصل إلى هذا المركز ، أنتفظ صديقي ( أبو عساف )
وهو يرى المركز في طريقنا ، فسارع إلى ربط
حزام الأمان ، وأخذ يصرخ : أبو فالح لقد أقتربنا ..
أربط حزامك ،، لكن كان ردي ضاحكآ وأنا أردد
عبارة ( والله أنك ذروق يا بوعساف ) ولم أزل
أسخر من صديقي وأتهكم ، حتى بلغنا هذا المركز ،
وحتى يدرك ( أبوعساف ) شجاعتي و( تنسيمي )
نظرت إلى جندي المركز نظرة أزدراء وأنا أقول :
( بكم شاري ها الطربال اللي أنت لابسه ) .. وكان
هذا الجندي يشير بيده أن أنصرف.. لكن ما أن سمع
هذه العبارة ، حتى تطاير الشرر من عينيه ، وأمرني
بلهجة حازمة أن أخرج البطاقة ، فأخرجت بطاقتي
وبتسامة صفراء خائفة ترتسم على شفتي ، ناولته
البطاقة وأنا أقول ( سم طال عمرك ).. أخذ جندي
المركز بطاقتي وأمرني با الوقوف جانبآ ، حتى يتم
تفتيش السيارة .. وهنا بلغ مني الخوف كل مبلغ ،
فأنا أحمل معي سلاح غير مرخص.. سلاح لا
يستهان به ، لهذا نزلت من سيارتي ، وأخذت أمشي
بخطا متعثرة وخائفة ، كنت أكاد أسقط من هول
الموقف ، حتى بلغت مكان الجندي ، فهجمت عليه
وأخذت أقبل رأسه و رجليه ، وأنا أكاد أبكي ..
وكان هذا الجندي يحاول عبثآ التخلص من قبضتي ،
لكن دون فائدة ، فقد كنت عازمآ على أسترضائه ،
حتى صرخ بصوت محترق خذ بطاقك و ( نقلع ) ..
تلقفت بطاقتي وأنا غير مصدق ، وأخذت أجري
إلى سيارتي .. ركبت السيارة وأنفاسي اللاهثة
تتلاحق .. سألني ( أبو عساف ) ماذا فعلت ، فصمت
قليلآ ثم أخبرته أنّ ظابط ( النقطة ) صديقي.. وقد
أعتذر لي شخصيآ لهذا التصرف الغير مسؤول من
هذا الجندي ، وقد أمر هذا الجندي أن يعتذر ويقبل
رأسي ... أبو عساف في حديثي الأنس والسعادة فأخذ
يظحك بملئ فيه ، وهو يقول بصوت غلبه الضحك :
( يا بو فالح .. مستحيل ها الجندي أيوقف ( كامري )
مرة ثانيه .. أجل حب راسك) ،، ثم يغرق في
الضحك وقد غارت عيناه ... وبعد أن أصبحنا على
مشارف ( قبة ) شاهدت مركز تفتيش على بعد 1كم
، فأخذت أصرخ : أبو عساف أربط حزامك .. أنتفظ
أبو عساف مذعورآ ، وأخذ يربط حزامه ، وأنا قد
أنتهيت من ربط حزامي ... وقد لاحظت في عيني أبو
عساف نظرات الشك والتساؤل ..لماذا كلّ هذا
الخوف ؟ وأين عدم المبالاة ؟ ... لهذا سارعت إلى
تبديد هذه التساؤلات قائلآ : ( يابو عساف المركز
الأول ، خابرن رفيقي ، لكن هذا ما راح نلقى أحد)
.. وبعد أن تجاوزنا مركز التفتيش بسلام .. أصابتنا
الحيرة مرة أخرى ، فنحن الآن في وسط ( قبة) فأين
أماكن الصيد... لكن لم ننتظر طويلآ حتى شاهدنا سيارة
( هايلوكس ) مليئة بأغراض الصيد ، فأنت ترى(
جراكل ماء ، فرش ، أرواقات .. وغيرها ) لهذا توقفنا
بمحاذاته وسألنا السائق ، عن مكان نجد فيه الصيد ..
أخذ السائق ينظر إلينا نظرات العجب والدهشة ‘ ولم
يطق صبرآ حتى خرج على لسانه مايعتلج في صدره
فقال : تبحثون عن الصيد وهذه الكامري سيارتكم ؟!
فأجبت بلهجة متعالية : نعم عندك مانع ... ظحك
سائق ( الهايلكس ) وهو يقول : حسنآ.. حسنآ ..( كلن
في عقله راضي ) تجد الصيد في شعيب ( الأجردي )
شرق قرية ( المندسة ) .. وهذا هو الطريق ،،، فسلكت
الطريق التي أرشدني إليها وهي ( مسحية ) شديدة
التضاريس ، كثيرة الحفر ، في كل لحظة تأخذك (هوية)
... ولكن كنت أكتم غيظي وأسفي لما تعانيه سيارتي
الجميلة ، وفي المقابل كنت أظهر الرضا وعدم
الأهتمام ... حتى بلغنا مشارف ( المندسة ) وعلى
أطرافها كانت تجربتي الأولى في عالم الصيد ، فقد
شاهدت في شمالها ( مقطر أثل) فيممت وجهي إليه ،
وأخذت أنظر مليآ في هذا الأثل ويدي لا ترتفع عن (
المنبه ) لحظة واحدة ... حتى فزع ذلك الطائر
الأخضر ذو الرأس والمنقار الكبيرين ، فكان يعتلي في
الهواء ، وهو ينعق كا الغراب ( وقد أدركت فيما بعد أنّ
هذا الطائر يسمى خاضور ) ..كنت أصرخ في
صديقي أن يستلم القيادة وأن يجعل هذا الخاضور
نصب عينيه .. كان أبو عساف ماهرآ في القيادة ، لم
يتوانى لحظة واحدة في الحاق به ، فكان يراوغ بمهارة
فائقة ، وهذا الخاضور لا يستطيع الهرب عن أنظارنا ،
فكانت الكامري ( تطامر الجرفان) وفي كل لحظة
نعتلي في الهواء ثم نهوي إلى مكان سحيق .. ولكن كانت
تعليماتي واضحة .. مهما حدث يجب أن نظفر بهذا
الخاضور ... حتى دخل هذا الخاضور في وسط القرية
، فنظر أبو عساف في وجهي وهو يتسائل ماذا أفعل
؟ فأخذت أصرخ في وجهه : لا تضعف أبدآ أتبع هذا
الخاضور داخل القرية ... بعد هذه العبارة لم يتوانى أبو
عساف في اللحاق به ، حتى أصبحت سيارتي في أكثر
أحوالها تسبح في الهواء .. وأنا خرجت مع النافذة
حتى أرقب الخاضور ، فأختصر المسافات وأرشده إلى
الطرق اللتي ( تقطع ) عليه ، وفي تللك اللحظات
كادت أضلاعي تتحطم ،، لكن كنت صابرآ لا أظهر
التذمر أو الخوف ... حتى رأيت هذا الخاضور ينخفظ
ويراوغ ثم يقع على شجرة ( كين ) في داخل ( حوش)
إحدى المنازل ... وهنا أنسللت إلى داخل السيارة
وطلبت من أبو عساف أن يتوقف قريبآ من هذا المنزل
حتى نفكر مليآ ونبحث عن أفضل هجوم أستراتيجي ،
يجعل هذا الطائر في قبضتنا إلى الأبد .. وبعد مشاورات
عاجلة كانت خطتنا كا التالي : نقترب من هذا المنزل
تدريجيآ ، حتى نصل إلى مكان مناسب جدآ ( للمرمى)
وأكون قد أنتهيت من تعبئة ( أم خمس ) با الكامل حتى
( أنفظه) لآخر ( أفشقة ) حتى لو سقط الخاضور في
أول ( أفشقة ) فا الصياد الماهر هو من يباغت الفريسة
. .. ويتلخص دور أبو عساف في ( خرط ) الرشاش
فوق الكينة بعد سماع أول ( أفشقة ) والهدف من هذا
هو أن يشعر الخاضور أنه محاصر بشكل محكم
وكثيف ، فيخار نفسيآ قبل أن يخر ( أحلبيآ ) ...
ولحظات حتى أصبحت هذه الخطة قيد التنفيذ العملي ..
فأصبحت ( الكينة ) تحترق وتتكسر من ( صفق
الحلبي) وأبو عساف جعل سماء المنزل زاخرآ برشات
من الرصاص ( الشّعال ).. وكانت النتيجة .. سقط
الخاضور مصابآ في فناء المنزل ... وهنا نظر أبو
عساف نحوي وهو يقول : وراه ، فأجبت حالآ وراه ..
لهذا دفعت باب المنزل مباشرة لكن كان محكم الإقفال
.. وحتى لا أدع لهذا الخاضور فرصة التخفي ، قفزت
فوق السور ومنه إلى الداخل .. فكانت المفاجئة ..
الخاضور يحاول دخول البيت .. لهذا كان تصرفي
سريعآ ، فقد فتحت باب الشارع وخطفت الرشاش من يد
( أبو عساف ) وأنا أجري داخل المنزل وأخذت أطلق
الرصاص نحو الخاضور حتى لا يدخل وسط البيت ..
لكن للأسف كنت متأخرآ في هذا .. فأنا لم أستطع أطلاق
أكثر من 7 ( طلقات ) إلاّ والخاضور دخل وسط المنزل
.. كانت رصاصاتي السبع قد نفذت إلى الداخل ... وقد
هالني أن أرى عجوزآ تقارب الثمانين من عمرها ،
خرجت ترفع يديها ، وهي تصرخ وتبكي وتولول
بصوت مفجوع .. أعتقدت في البداية أنّ في داخل البيت
مريض أو لديغ ، وهذه العجوز تبكي من أجله ، وتدعو
إلى المساعدة بهذه الصورة المخيفة .. لهذا سارعت
إلى سؤالها ما الخبر ؟ ماذا دهاك يا أماه ؟ فأجابت
وهي تنظر بعين خائفة وصوت ضارع : أرجوكم لا
تقتلوننا ، نحن لم نفعل شيئآ ، ثم أجهشت في البكاء ..
وهنا بلغ مني الغضب كل مبلغ ، لماذا التجني ؟
ولماذا سؤ الظن ؟ .. ولولا أنها عجوز طاعنة في السن
لصرخت في وجهها قائلآ : أنا لست سفاحآ يقتل
الناس بل أنا صياد أمارس هوايتي في الصيد . ..
لكن سرعان ما رتسمت على وجهي مظاهر الفرح
والسعادة وأنا أرى أبو عساف يخرج من داخل البيت
ويديه تطبق بشدة على الخاضور ... نظرت إلى هذه
العجوز وسألتها هل أجد (مسلخ ) في هذه القرية ؟
لكن لم تجب .. فأدركت أنها تحترق غيضآ وقد فاتها
هذا الصيد الثمين ، وأنها منذ البداية وهي تفتعل (
مسرحية ) القتل ، حتى تصرفنا عن أخذ الخاضور ...
لهذا أنصرفنا من هذا البيت وركبنا السيارة من جديد ،
ونحن نتحدث عن تباشير الخير والبركة مع هذا
الخاضور .. كنا نتحدث ونحن نسلك ( الخطوط )
المؤدية إلى شعيب ( الأجردي ) والذي كنا نأمل أن
نجد فيه صيدآ لا يقل عن هذا الخاضور .
التحية ، وصادق المودة ،،، فأهلآ بك .
ولكن ,,,, و قبل أن تقرأ حرفآ واحدآ ،، أود أن
أهمس في أذنك الجميلة ،، همسات لطيفة .. تدرك من
خلالها :
أنك أمام سرد قصصي ظاحك يفتقر إلى
عنصرالحقيقة ، مليئ بروافد الخيال ،،،، هدفي من
هذا ،، أن ترتسم البسمة على محياك الجميل ،،،
وأن تقضي معي لحظات ماتعة ،،، تجد الفائدة
حيث البسمة ،،، والنصح برداء الظحك ،، فأهلآ بك
ضيفآ على أبو فالح ،، الضيف على
منتديات مكشات .............. لقد همست .
( ( البداية ) )
على غير عادته ،سافر(ولدعمي) في موسم الصيد و
(الكبات ) إلى دولة ماليزيا ... ولأنه قد يتأخر كثيرآ
, منحني مفتاح منزله ، ورجاني أن أكون خير
خلف لخير سلف ،، بأ ن أسقي مزروعاته القليلة ،
وأنظر في شؤون البيت جملة وتفصيلآ ،، أبتسمت
بثقة ورجوته أن يطمئن فأنا رجل ( سنافي ) لا
أحتاج إلى توصية ،،، وفي اليوم التالي كنت أودع
ولدعمي في المطار ... وحينما رجعت إلى منزلي كنت
أستشعر
هم المسؤلية ، والأمانة الملقاة على عاتقي ،،، لهذا
كان قراري سريعآ ، بأن أصرف طريقي إلى بيت
(ولدعمي)،، وقبل أن أصل وقفت قريبآ منه حتى
يتسنى لي المراقبة عن كثب ،، مكثت في موضعي
أكثر من ساعتين ،، لكن لم يحدث شئ يستدعي
( الفزعة ) ... لهذا أدرت محرك السيارة من جديد
ووقفت تحت البيت مباشرة ،، نزلت من سيارتي
وقبل أن أفتح الباب أخذت أتفصح المكان هل أ جد
آثار لأقدام غريبة ، لكن لم أجد ،، لهذا دلفت البيت
وسارعت إلى فتح الماء ، وسقي الأشجار ،،، وبعد
أن أنتهيت من عملي هذا ، راودتني فكرة تفقد البيت
من الداخل ، ولم تلبث هذا الفكرة إلاّ لحظات
و أصبحت في حيز التنفيذ ،،، كنت في الداخل
وعيناي تتفحصان كل شيء ،، حتى بلغت غرفة
صغيرة في أعلى البيت قد أغلقت في إحكام
،، مكثت عند هذه الغرفة لأكثر من ساعة ،، حتى
استطعت فتحها بواسطة ( دريل ) وبعد دخولي لها
، أدركت السبب في هذا الإغلاق المحكم ،، كانت
هذه الغرفة مليئة بشتى أنواع الأسلحة ،، (أم خمس
.شوزن.. رشاش .. خرازة.. أم صتمات) فكان منظرها
مذهلآ .. يدعو إلى الشجاعة ، والدخول السريع في
عالم الشهرة ، لهذا كان قراري سريعآ بأن أقتني
هذه الأسلحة ،، وأذهب في رحلة صيد كما يفعل
( ولد عمي ) ولكن كنت مترددآ في هذا الخاطر ،، حتى تذكرت قول الشاعر :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا
وكان لهذا البيت فعل السحر في نفسي ، لهذا سارعت
إلى حمل هذا السلاح بكامله ، فكنت أتهادى به ، حتى
وضعته في سيارتي بكل عناية وثقة ... لكن حدثت
أمامي أكثر من مشكلة .. فأنا أفتقر إلى سيارة
تستطيع تتبع الصيد في مجاهل الصحراء ، فأنا أقتني
سيارة ( كامري ) وهي تعجز عن هذا ... والأهم من
هذا فأنا لا أجد صديقآ يعشق الصيد ... أخذت أفكر
في ها تين المشكلتين ، حتى وجدت الحل أقرب من
شراك نعلي ..فأمر السيارة لا يهم ، سأذهب في
سيارتي ( الكامري) ولن أحفل كثيرآ بما قد يصيبها
، وهذا يجعلني أجني لقب ( يكتل الموتر ) .. ,أما
مشكلة الصديق فهي أقل مما كنت أظن ،، فقد أجريت
اتصالاتي حتى ظفرت بشخص يدعى ( أبو عساف )
وهذا شخص ظريف ولطيف ، يغامر مع صديقه حتى
الموت .. أمتلأت ( الكامري ) حتى أذنيها بمختلف
الحوائج البرية من ( عدة طبخ ، غاز ، فراش ،
معاميل ، محول كهرب ، مكينة توست ، أندومي )..
وغيرها ... كان صديقي أبو ( عساف يدعو إلى
التفائل والثقة ، فقد كان سريعآ في أستجابته ، وفي
موعده ، كان ينتظر قدومي عند عتبة منزله ...
ركب أبو عساف عن يميني ، وتحركت سفينة الخير
، لكن لم أكن أدري أين سأذهب .. سألت (
أبوعساف) هل تعرف مكانآ ( أنصيد فيه ) .. ولم يكن
صديقي يتوقع مثل هذا السؤال ، لهذا أرتسمت
علامات الحيرة على وجهه ، وأخذ يتمتم ، لست
أدري ، أذهب إلى حيث تشاء ... وهنا أدركت أن
صاحبي ( حطني لقيتني ) .. فتركته جانبآ وأخذت
أتذكر أحاديث ( ولد عمي ) عن الصيد وأماكن الصيد،
فكان يردد دائمآ ( قبة ) هذه الكلمة كنت أتذكره
جيدآ ... لهذا كان قراري سريعآ .. يجب الوصول إلى
هذه المدينة أولآ .. وبعده نبحث عن أماكن الصيد..
وهذا ما حدث تمامآ ، فقد سلكت الطريق المؤدي إلى
الأسياح ، مرورآ بمصنع ( أسمنت القصيم ) والذي
صادفني في مفترقه ( مركز تفتيش ) .. وقبل أن
نصل إلى هذا المركز ، أنتفظ صديقي ( أبو عساف )
وهو يرى المركز في طريقنا ، فسارع إلى ربط
حزام الأمان ، وأخذ يصرخ : أبو فالح لقد أقتربنا ..
أربط حزامك ،، لكن كان ردي ضاحكآ وأنا أردد
عبارة ( والله أنك ذروق يا بوعساف ) ولم أزل
أسخر من صديقي وأتهكم ، حتى بلغنا هذا المركز ،
وحتى يدرك ( أبوعساف ) شجاعتي و( تنسيمي )
نظرت إلى جندي المركز نظرة أزدراء وأنا أقول :
( بكم شاري ها الطربال اللي أنت لابسه ) .. وكان
هذا الجندي يشير بيده أن أنصرف.. لكن ما أن سمع
هذه العبارة ، حتى تطاير الشرر من عينيه ، وأمرني
بلهجة حازمة أن أخرج البطاقة ، فأخرجت بطاقتي
وبتسامة صفراء خائفة ترتسم على شفتي ، ناولته
البطاقة وأنا أقول ( سم طال عمرك ).. أخذ جندي
المركز بطاقتي وأمرني با الوقوف جانبآ ، حتى يتم
تفتيش السيارة .. وهنا بلغ مني الخوف كل مبلغ ،
فأنا أحمل معي سلاح غير مرخص.. سلاح لا
يستهان به ، لهذا نزلت من سيارتي ، وأخذت أمشي
بخطا متعثرة وخائفة ، كنت أكاد أسقط من هول
الموقف ، حتى بلغت مكان الجندي ، فهجمت عليه
وأخذت أقبل رأسه و رجليه ، وأنا أكاد أبكي ..
وكان هذا الجندي يحاول عبثآ التخلص من قبضتي ،
لكن دون فائدة ، فقد كنت عازمآ على أسترضائه ،
حتى صرخ بصوت محترق خذ بطاقك و ( نقلع ) ..
تلقفت بطاقتي وأنا غير مصدق ، وأخذت أجري
إلى سيارتي .. ركبت السيارة وأنفاسي اللاهثة
تتلاحق .. سألني ( أبو عساف ) ماذا فعلت ، فصمت
قليلآ ثم أخبرته أنّ ظابط ( النقطة ) صديقي.. وقد
أعتذر لي شخصيآ لهذا التصرف الغير مسؤول من
هذا الجندي ، وقد أمر هذا الجندي أن يعتذر ويقبل
رأسي ... أبو عساف في حديثي الأنس والسعادة فأخذ
يظحك بملئ فيه ، وهو يقول بصوت غلبه الضحك :
( يا بو فالح .. مستحيل ها الجندي أيوقف ( كامري )
مرة ثانيه .. أجل حب راسك) ،، ثم يغرق في
الضحك وقد غارت عيناه ... وبعد أن أصبحنا على
مشارف ( قبة ) شاهدت مركز تفتيش على بعد 1كم
، فأخذت أصرخ : أبو عساف أربط حزامك .. أنتفظ
أبو عساف مذعورآ ، وأخذ يربط حزامه ، وأنا قد
أنتهيت من ربط حزامي ... وقد لاحظت في عيني أبو
عساف نظرات الشك والتساؤل ..لماذا كلّ هذا
الخوف ؟ وأين عدم المبالاة ؟ ... لهذا سارعت إلى
تبديد هذه التساؤلات قائلآ : ( يابو عساف المركز
الأول ، خابرن رفيقي ، لكن هذا ما راح نلقى أحد)
.. وبعد أن تجاوزنا مركز التفتيش بسلام .. أصابتنا
الحيرة مرة أخرى ، فنحن الآن في وسط ( قبة) فأين
أماكن الصيد... لكن لم ننتظر طويلآ حتى شاهدنا سيارة
( هايلوكس ) مليئة بأغراض الصيد ، فأنت ترى(
جراكل ماء ، فرش ، أرواقات .. وغيرها ) لهذا توقفنا
بمحاذاته وسألنا السائق ، عن مكان نجد فيه الصيد ..
أخذ السائق ينظر إلينا نظرات العجب والدهشة ‘ ولم
يطق صبرآ حتى خرج على لسانه مايعتلج في صدره
فقال : تبحثون عن الصيد وهذه الكامري سيارتكم ؟!
فأجبت بلهجة متعالية : نعم عندك مانع ... ظحك
سائق ( الهايلكس ) وهو يقول : حسنآ.. حسنآ ..( كلن
في عقله راضي ) تجد الصيد في شعيب ( الأجردي )
شرق قرية ( المندسة ) .. وهذا هو الطريق ،،، فسلكت
الطريق التي أرشدني إليها وهي ( مسحية ) شديدة
التضاريس ، كثيرة الحفر ، في كل لحظة تأخذك (هوية)
... ولكن كنت أكتم غيظي وأسفي لما تعانيه سيارتي
الجميلة ، وفي المقابل كنت أظهر الرضا وعدم
الأهتمام ... حتى بلغنا مشارف ( المندسة ) وعلى
أطرافها كانت تجربتي الأولى في عالم الصيد ، فقد
شاهدت في شمالها ( مقطر أثل) فيممت وجهي إليه ،
وأخذت أنظر مليآ في هذا الأثل ويدي لا ترتفع عن (
المنبه ) لحظة واحدة ... حتى فزع ذلك الطائر
الأخضر ذو الرأس والمنقار الكبيرين ، فكان يعتلي في
الهواء ، وهو ينعق كا الغراب ( وقد أدركت فيما بعد أنّ
هذا الطائر يسمى خاضور ) ..كنت أصرخ في
صديقي أن يستلم القيادة وأن يجعل هذا الخاضور
نصب عينيه .. كان أبو عساف ماهرآ في القيادة ، لم
يتوانى لحظة واحدة في الحاق به ، فكان يراوغ بمهارة
فائقة ، وهذا الخاضور لا يستطيع الهرب عن أنظارنا ،
فكانت الكامري ( تطامر الجرفان) وفي كل لحظة
نعتلي في الهواء ثم نهوي إلى مكان سحيق .. ولكن كانت
تعليماتي واضحة .. مهما حدث يجب أن نظفر بهذا
الخاضور ... حتى دخل هذا الخاضور في وسط القرية
، فنظر أبو عساف في وجهي وهو يتسائل ماذا أفعل
؟ فأخذت أصرخ في وجهه : لا تضعف أبدآ أتبع هذا
الخاضور داخل القرية ... بعد هذه العبارة لم يتوانى أبو
عساف في اللحاق به ، حتى أصبحت سيارتي في أكثر
أحوالها تسبح في الهواء .. وأنا خرجت مع النافذة
حتى أرقب الخاضور ، فأختصر المسافات وأرشده إلى
الطرق اللتي ( تقطع ) عليه ، وفي تللك اللحظات
كادت أضلاعي تتحطم ،، لكن كنت صابرآ لا أظهر
التذمر أو الخوف ... حتى رأيت هذا الخاضور ينخفظ
ويراوغ ثم يقع على شجرة ( كين ) في داخل ( حوش)
إحدى المنازل ... وهنا أنسللت إلى داخل السيارة
وطلبت من أبو عساف أن يتوقف قريبآ من هذا المنزل
حتى نفكر مليآ ونبحث عن أفضل هجوم أستراتيجي ،
يجعل هذا الطائر في قبضتنا إلى الأبد .. وبعد مشاورات
عاجلة كانت خطتنا كا التالي : نقترب من هذا المنزل
تدريجيآ ، حتى نصل إلى مكان مناسب جدآ ( للمرمى)
وأكون قد أنتهيت من تعبئة ( أم خمس ) با الكامل حتى
( أنفظه) لآخر ( أفشقة ) حتى لو سقط الخاضور في
أول ( أفشقة ) فا الصياد الماهر هو من يباغت الفريسة
. .. ويتلخص دور أبو عساف في ( خرط ) الرشاش
فوق الكينة بعد سماع أول ( أفشقة ) والهدف من هذا
هو أن يشعر الخاضور أنه محاصر بشكل محكم
وكثيف ، فيخار نفسيآ قبل أن يخر ( أحلبيآ ) ...
ولحظات حتى أصبحت هذه الخطة قيد التنفيذ العملي ..
فأصبحت ( الكينة ) تحترق وتتكسر من ( صفق
الحلبي) وأبو عساف جعل سماء المنزل زاخرآ برشات
من الرصاص ( الشّعال ).. وكانت النتيجة .. سقط
الخاضور مصابآ في فناء المنزل ... وهنا نظر أبو
عساف نحوي وهو يقول : وراه ، فأجبت حالآ وراه ..
لهذا دفعت باب المنزل مباشرة لكن كان محكم الإقفال
.. وحتى لا أدع لهذا الخاضور فرصة التخفي ، قفزت
فوق السور ومنه إلى الداخل .. فكانت المفاجئة ..
الخاضور يحاول دخول البيت .. لهذا كان تصرفي
سريعآ ، فقد فتحت باب الشارع وخطفت الرشاش من يد
( أبو عساف ) وأنا أجري داخل المنزل وأخذت أطلق
الرصاص نحو الخاضور حتى لا يدخل وسط البيت ..
لكن للأسف كنت متأخرآ في هذا .. فأنا لم أستطع أطلاق
أكثر من 7 ( طلقات ) إلاّ والخاضور دخل وسط المنزل
.. كانت رصاصاتي السبع قد نفذت إلى الداخل ... وقد
هالني أن أرى عجوزآ تقارب الثمانين من عمرها ،
خرجت ترفع يديها ، وهي تصرخ وتبكي وتولول
بصوت مفجوع .. أعتقدت في البداية أنّ في داخل البيت
مريض أو لديغ ، وهذه العجوز تبكي من أجله ، وتدعو
إلى المساعدة بهذه الصورة المخيفة .. لهذا سارعت
إلى سؤالها ما الخبر ؟ ماذا دهاك يا أماه ؟ فأجابت
وهي تنظر بعين خائفة وصوت ضارع : أرجوكم لا
تقتلوننا ، نحن لم نفعل شيئآ ، ثم أجهشت في البكاء ..
وهنا بلغ مني الغضب كل مبلغ ، لماذا التجني ؟
ولماذا سؤ الظن ؟ .. ولولا أنها عجوز طاعنة في السن
لصرخت في وجهها قائلآ : أنا لست سفاحآ يقتل
الناس بل أنا صياد أمارس هوايتي في الصيد . ..
لكن سرعان ما رتسمت على وجهي مظاهر الفرح
والسعادة وأنا أرى أبو عساف يخرج من داخل البيت
ويديه تطبق بشدة على الخاضور ... نظرت إلى هذه
العجوز وسألتها هل أجد (مسلخ ) في هذه القرية ؟
لكن لم تجب .. فأدركت أنها تحترق غيضآ وقد فاتها
هذا الصيد الثمين ، وأنها منذ البداية وهي تفتعل (
مسرحية ) القتل ، حتى تصرفنا عن أخذ الخاضور ...
لهذا أنصرفنا من هذا البيت وركبنا السيارة من جديد ،
ونحن نتحدث عن تباشير الخير والبركة مع هذا
الخاضور .. كنا نتحدث ونحن نسلك ( الخطوط )
المؤدية إلى شعيب ( الأجردي ) والذي كنا نأمل أن
نجد فيه صيدآ لا يقل عن هذا الخاضور .