مكرم الضيف
20/10/2009, 12:12 PM
نجم سهيل دليل الصقارين في موسم الصيد في المنطقة
أبوظبي - مكتب «الرياض»:
مع حلول فصل الخريف حيث تبدأ الحبارى بالهجرة إلى مواطن تكاثرها في أواخر سبتمبر وأوائل شهر اكتوبر، وينتهي في شهر مارس عندما تبدأ حرارة فصل الصيف، ويستطيع الصقارون التعرف على بدء موسم الصيد مع بدء طلوع نجم سهيل حيث تبدأ عملية التحول التدريجي في المناخ، وتأخذ درجة الحرارة في الانخفاض تدريجياً، ويصاحب ذلك تغييرات طبيعية حيث يلاحظ اخضرار النباتات الصحراوية وانخفاض درجة حرارة المياه الجوفية، وتبدأ طلائع الطيور المهاجرة البرية والبحرية في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة وتسمى عملية نزوح الطيور إلى هذه المنطقة اللفو كما تُعرف عملية هجرة الطيور في طريق مناطق الاشتاء وعودتها إلى موطن تكاثرها ب «العبور».
وترجع أسباب هجرة الطيور إلى الحاجة إلى الهروب من البرد والظلمة والحياة في مناطق مكشوفة للرياح القاسية والبرد القارص كما أنها تهاجر للبحث عن ظروف معيشية أفضل ومناخ للراحة والاستجمام، وأيضاً للتزواج والتكاثر، وأيضاً لتلاحق الفرائس التي تهاجر جنوباً في نفس الوقت، وعادة ما تهاجر الصقور إلى الشمال في فصل الصيف وذلك لتوفر الغذاء، وعلى سبيل المثال تزدهر أزهار برية بديعة وغنية في الدائرة القطبية التي يمتد نهارها إلى 24 ساعة ورغم بساطة هذا الغذاء إلا أن توفره بكميات كبيرة يجتذب العديد من الطيور إلى القطب الشمالي من أجل التزواج.
وتحلق الطيور في ارتفاعات عالية لتصل إلى أعلى كفاءة ممكنة للطيران، وقد أدرك العلماء بواسطة الدراسات التي تستخدم الرادار أن بعض الطيور تعدل ارتفاعتها لتكون في أفضل وضع للاستفادة من الرياح عند الطيران عكس اتجاه الرياح تبقى معظم الطيور على ارتفاع منخفض حيث تقلل سلاسل الجبال والأشجار والمباني من سرعة الرياح بينما في حالة الطيران باتجاه الريح يمكن أن يزيد الطير من ارتفاعه للوصول إلى أفضل وضع للطيران، وتشكل الطيور أشكالاً بديعة في طيرانها منها الطيران على شكل الرقم (7) وقد تطير مستقيمة أو بشكل منفرد كما تفعل الصقور، وتشير نتائج الدراسات لبيئات الهجرة إلى أن معظم الصقور يطير إلى الارتفاع الذي تتوفر فيه درجة الحرارة المناسبة.
وتمثل الهجرة بالنسبة للصقور وغيرها من الطيور الأخرى ولجميع الكائات ضرورة حياتية لازمة تتم ممارستها بطريقة فطرية ووفق نظام دقيق لا يختل إلا بعوامل الأسر والموت أو الضعف الناتج عن المرض وغير ذلك من العوامل الأخرى، وفيما نجد أن بعض أسابب الهجرات تعود إلى طلب الرزق أو الأمن أو المناخ أو التزاوج فإن كثيراً من الهجرات تظل لغزاً مجهولاً لم يكشف العلم عن كنهه حتى الآن.
وتتفاوت أنماط ومسارات الهجرة بدرجات كبيرة وفقاً للتفاوت في الأنواع والأبعاد السلبية بين مناطق الاشتاء والتصييف، وتحدث معظم الهجرات في نصف الكرة الشمالي وهناك 20 نوعاً فقط من جنوب أفريقيا تقضي الشتاء شمالاً عندما لا يتجاوز أفريقيا الاستوائية بالمقارنة مع 183 نوعاً من ذوات الأصول القطبية تنتقل إلى شبه الصحراء الأفريقية لقضاء الشتاء.
وتهاجر الطيور من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، وقد تهاجر بين الشرق والغرب أو بين الوديان والجبال، وقد تتبع مساراً واحداً في الهجرة والعودة، أو مسارين مختلفين حيث تتمثل أهم العوامل التي تؤثر على أنماط الهجرة على المدى الطويل في التغير في الطقس والتبدل في مواقع الجزر واليابسة نتيجة الجرف القاري ومن المخاطر التي تؤثر على هجرات الطيور بشكل عام ارتفاع حرارة الكرة الأرضية الذي يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات الساحلية والربيع المبكر، وفقدان الأراضي الرطبة التي توفر محطات الاستراحة والطعام أثناء رحلات الهجرة.
ويتحدد توقيت بداية الهجرة بمزيج من النشاط الهرموني والبواعث الخارجية مثل التغيرات المناخية، كما أن النشاط الهرموني يختلف بتغير طول الليل والنهار كعلامة مميزة للفصول الأربعة، وقد لاحظ العلماء أن بعض الطيور قد تصاب بالقلق والاضطراب قرب موعد الهجرة نتيجة للتغيرات الهرمونية، فطيور الأقفاص مثلاً تصبح في حركة دائبة لا تهدأ حينما يقترب موعد هجرتها والملاحظ أن الضجر الليلي ظاهرة معروفة عند الطيور قبيل هجرتها، ولكنه غير مشاهد عند الطيور المقيمة.
ويعتبر ازدياد طول النهار في الصيف واحداً من محفزات الهجرة التي تزيد الضجر الليلي، ويتبعها تناول كميات كبيرة من الطعام لتخزين الشحوم، وبذلك تستعد الطيور لبدء الهجرة بمضاعفة وزنها ولكن الطيور الكبيرة لا تستطيع مضاعفة وزنها لكي تكون قادرة على الطيران.
ويرجع بعض التفاوت في توقيت بدء الهجرات إلى العمر والجنس، فتهاجر الذكور شمالاً قبل الإناث للتنافس على أرض التزاوج، وتهاجر بعض الطيور أثناء النهار وبعضها يهاجر ليلاً والبعض الآخر مثل الطيور المائية والشاطئية في النهار والليل معاً.
وتمارس الطيور المهاجرة الملاحة الجوية من منطلق طبيعة ارتباطها بالموطن الأمر الذي يمكنها من تحديد موقع أعشاشها وأرض طعامها ومساكنها بعد غياب يدوم لفترات طويلة أو قصيرة، وتستخدم الطيور حاسة الإبصار في الاهتداء إلى طريقها خاصة الصقور التي تعادل قوة إبصارها ثمانية أضعاف قوة إبصار الإنسان.
ويعتبر اختيار موقع الإطلاق من أهم عناصر أي برنامج لإطلاق الصقور وفي السنوات الماضية تم اختيار منطقة جلجيت شمال باكستان لعدة اعتبارات أولها أن هذه المنطقة تستخدم كمسار لهجرة الصقور والشواهين المتهجة نحو الشمال خلال فصل الربيع إلى مناطق التزواج في وسط آسيا، كما أن هذه المنطقة ذاتها تعتبر من مناطق التزاوج المحتملة، وتأكدت هذه المعلومات من إطلاق عام 1995 في بلوشستان، وفي منطقة جلجيت نفسها في حين أن الاعتبار الثاني هو توفر المياه وأنواع الفرائس التي تقتات عليها الصقور حيث تتوفر في المنطقة العديد من القوارض والطيور البرية التي تمثل فرائس للصقور. وأوضحت الدراسة للفريق الذي صمم برنامج الإطلاق أنه خلال شهر أبريل من كل عام يوجد في المنطقة عدد كبير من الطيور المقيمة والمهاجرة شمالاً، والتي تمثل فرائس نموذجية لصقور الشاهين التي تصطاد الطيور الصغيرة.
ومن ضمن المواقع التي تم اختيارها أيضاً لإطلاق الصقور محافظة جورجان الإيرانية حيث أشارت الدراسات أن الشواطئ الشرقية الإيرانية على بحر قزوين تمثل إحدى مسارات هجرة الصقور التي تتكاثر في سيبيريا حيث أن عدداً من طيور الخواض وبعض الطيور البحرية بالإضافة إلى أنواع أخرى من الطيور تستخدم هذه المنطقة كإحدى المحطات الرئيسية أثناء هجرتها.
ويعتبر هذا الموقع مناسباً لصقور الحر لتوفر السهول الزراعية المستوية، فضلاً عن توفر الفرائس التي تتغذى بها الصقور حيث يوجد عدد كبير من الطيور المقيمة والمهاجرة شمالاً على مقربة من السلاسل الجبلية التي توجد بها صقور الحر، ومن المفترض أن تتجه صقور الحر شمال منطقة الإطلاق في حين ستنتشر صقور الشاهينت نحو الشرق في المنطقة الشمالية الشرقية لموقع الإطلاق.
نقلا عن جريدة الرياض الالكترونية
أبوظبي - مكتب «الرياض»:
مع حلول فصل الخريف حيث تبدأ الحبارى بالهجرة إلى مواطن تكاثرها في أواخر سبتمبر وأوائل شهر اكتوبر، وينتهي في شهر مارس عندما تبدأ حرارة فصل الصيف، ويستطيع الصقارون التعرف على بدء موسم الصيد مع بدء طلوع نجم سهيل حيث تبدأ عملية التحول التدريجي في المناخ، وتأخذ درجة الحرارة في الانخفاض تدريجياً، ويصاحب ذلك تغييرات طبيعية حيث يلاحظ اخضرار النباتات الصحراوية وانخفاض درجة حرارة المياه الجوفية، وتبدأ طلائع الطيور المهاجرة البرية والبحرية في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة وتسمى عملية نزوح الطيور إلى هذه المنطقة اللفو كما تُعرف عملية هجرة الطيور في طريق مناطق الاشتاء وعودتها إلى موطن تكاثرها ب «العبور».
وترجع أسباب هجرة الطيور إلى الحاجة إلى الهروب من البرد والظلمة والحياة في مناطق مكشوفة للرياح القاسية والبرد القارص كما أنها تهاجر للبحث عن ظروف معيشية أفضل ومناخ للراحة والاستجمام، وأيضاً للتزواج والتكاثر، وأيضاً لتلاحق الفرائس التي تهاجر جنوباً في نفس الوقت، وعادة ما تهاجر الصقور إلى الشمال في فصل الصيف وذلك لتوفر الغذاء، وعلى سبيل المثال تزدهر أزهار برية بديعة وغنية في الدائرة القطبية التي يمتد نهارها إلى 24 ساعة ورغم بساطة هذا الغذاء إلا أن توفره بكميات كبيرة يجتذب العديد من الطيور إلى القطب الشمالي من أجل التزواج.
وتحلق الطيور في ارتفاعات عالية لتصل إلى أعلى كفاءة ممكنة للطيران، وقد أدرك العلماء بواسطة الدراسات التي تستخدم الرادار أن بعض الطيور تعدل ارتفاعتها لتكون في أفضل وضع للاستفادة من الرياح عند الطيران عكس اتجاه الرياح تبقى معظم الطيور على ارتفاع منخفض حيث تقلل سلاسل الجبال والأشجار والمباني من سرعة الرياح بينما في حالة الطيران باتجاه الريح يمكن أن يزيد الطير من ارتفاعه للوصول إلى أفضل وضع للطيران، وتشكل الطيور أشكالاً بديعة في طيرانها منها الطيران على شكل الرقم (7) وقد تطير مستقيمة أو بشكل منفرد كما تفعل الصقور، وتشير نتائج الدراسات لبيئات الهجرة إلى أن معظم الصقور يطير إلى الارتفاع الذي تتوفر فيه درجة الحرارة المناسبة.
وتمثل الهجرة بالنسبة للصقور وغيرها من الطيور الأخرى ولجميع الكائات ضرورة حياتية لازمة تتم ممارستها بطريقة فطرية ووفق نظام دقيق لا يختل إلا بعوامل الأسر والموت أو الضعف الناتج عن المرض وغير ذلك من العوامل الأخرى، وفيما نجد أن بعض أسابب الهجرات تعود إلى طلب الرزق أو الأمن أو المناخ أو التزاوج فإن كثيراً من الهجرات تظل لغزاً مجهولاً لم يكشف العلم عن كنهه حتى الآن.
وتتفاوت أنماط ومسارات الهجرة بدرجات كبيرة وفقاً للتفاوت في الأنواع والأبعاد السلبية بين مناطق الاشتاء والتصييف، وتحدث معظم الهجرات في نصف الكرة الشمالي وهناك 20 نوعاً فقط من جنوب أفريقيا تقضي الشتاء شمالاً عندما لا يتجاوز أفريقيا الاستوائية بالمقارنة مع 183 نوعاً من ذوات الأصول القطبية تنتقل إلى شبه الصحراء الأفريقية لقضاء الشتاء.
وتهاجر الطيور من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، وقد تهاجر بين الشرق والغرب أو بين الوديان والجبال، وقد تتبع مساراً واحداً في الهجرة والعودة، أو مسارين مختلفين حيث تتمثل أهم العوامل التي تؤثر على أنماط الهجرة على المدى الطويل في التغير في الطقس والتبدل في مواقع الجزر واليابسة نتيجة الجرف القاري ومن المخاطر التي تؤثر على هجرات الطيور بشكل عام ارتفاع حرارة الكرة الأرضية الذي يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات الساحلية والربيع المبكر، وفقدان الأراضي الرطبة التي توفر محطات الاستراحة والطعام أثناء رحلات الهجرة.
ويتحدد توقيت بداية الهجرة بمزيج من النشاط الهرموني والبواعث الخارجية مثل التغيرات المناخية، كما أن النشاط الهرموني يختلف بتغير طول الليل والنهار كعلامة مميزة للفصول الأربعة، وقد لاحظ العلماء أن بعض الطيور قد تصاب بالقلق والاضطراب قرب موعد الهجرة نتيجة للتغيرات الهرمونية، فطيور الأقفاص مثلاً تصبح في حركة دائبة لا تهدأ حينما يقترب موعد هجرتها والملاحظ أن الضجر الليلي ظاهرة معروفة عند الطيور قبيل هجرتها، ولكنه غير مشاهد عند الطيور المقيمة.
ويعتبر ازدياد طول النهار في الصيف واحداً من محفزات الهجرة التي تزيد الضجر الليلي، ويتبعها تناول كميات كبيرة من الطعام لتخزين الشحوم، وبذلك تستعد الطيور لبدء الهجرة بمضاعفة وزنها ولكن الطيور الكبيرة لا تستطيع مضاعفة وزنها لكي تكون قادرة على الطيران.
ويرجع بعض التفاوت في توقيت بدء الهجرات إلى العمر والجنس، فتهاجر الذكور شمالاً قبل الإناث للتنافس على أرض التزاوج، وتهاجر بعض الطيور أثناء النهار وبعضها يهاجر ليلاً والبعض الآخر مثل الطيور المائية والشاطئية في النهار والليل معاً.
وتمارس الطيور المهاجرة الملاحة الجوية من منطلق طبيعة ارتباطها بالموطن الأمر الذي يمكنها من تحديد موقع أعشاشها وأرض طعامها ومساكنها بعد غياب يدوم لفترات طويلة أو قصيرة، وتستخدم الطيور حاسة الإبصار في الاهتداء إلى طريقها خاصة الصقور التي تعادل قوة إبصارها ثمانية أضعاف قوة إبصار الإنسان.
ويعتبر اختيار موقع الإطلاق من أهم عناصر أي برنامج لإطلاق الصقور وفي السنوات الماضية تم اختيار منطقة جلجيت شمال باكستان لعدة اعتبارات أولها أن هذه المنطقة تستخدم كمسار لهجرة الصقور والشواهين المتهجة نحو الشمال خلال فصل الربيع إلى مناطق التزواج في وسط آسيا، كما أن هذه المنطقة ذاتها تعتبر من مناطق التزاوج المحتملة، وتأكدت هذه المعلومات من إطلاق عام 1995 في بلوشستان، وفي منطقة جلجيت نفسها في حين أن الاعتبار الثاني هو توفر المياه وأنواع الفرائس التي تقتات عليها الصقور حيث تتوفر في المنطقة العديد من القوارض والطيور البرية التي تمثل فرائس للصقور. وأوضحت الدراسة للفريق الذي صمم برنامج الإطلاق أنه خلال شهر أبريل من كل عام يوجد في المنطقة عدد كبير من الطيور المقيمة والمهاجرة شمالاً، والتي تمثل فرائس نموذجية لصقور الشاهين التي تصطاد الطيور الصغيرة.
ومن ضمن المواقع التي تم اختيارها أيضاً لإطلاق الصقور محافظة جورجان الإيرانية حيث أشارت الدراسات أن الشواطئ الشرقية الإيرانية على بحر قزوين تمثل إحدى مسارات هجرة الصقور التي تتكاثر في سيبيريا حيث أن عدداً من طيور الخواض وبعض الطيور البحرية بالإضافة إلى أنواع أخرى من الطيور تستخدم هذه المنطقة كإحدى المحطات الرئيسية أثناء هجرتها.
ويعتبر هذا الموقع مناسباً لصقور الحر لتوفر السهول الزراعية المستوية، فضلاً عن توفر الفرائس التي تتغذى بها الصقور حيث يوجد عدد كبير من الطيور المقيمة والمهاجرة شمالاً على مقربة من السلاسل الجبلية التي توجد بها صقور الحر، ومن المفترض أن تتجه صقور الحر شمال منطقة الإطلاق في حين ستنتشر صقور الشاهينت نحو الشرق في المنطقة الشمالية الشرقية لموقع الإطلاق.
نقلا عن جريدة الرياض الالكترونية