مفتش الريضان
07/10/2004, 01:50 PM
بعد ان استقرينا في جعلة السوداء مدة ثلاثة أيام كان لزاما علينا شد الرحال باتجاه حزم الجلاميد ومن ثم مدينة طريف ..... كان الجو قارسا في تلك الليلة والذي صادف التاريخ فيه الوقوف بعرفة فقمنا بدراسة خط السير بتروٍ شديد وذلك لأن المسافة التي سنقطعها تقارب الثلاثمائة كيلو متر وسيتم قطعها عن طريق الصحراء كما أن المنطقة التي نمر بها هي منطقة قاحلة وخالية من السكان ولا توجد في طريقنا أية قرى أو تجمعات سكانية هذا بالإضافة إلى أننا كنا نجهل طبيعة المنطقة وتضاريسها حيث كنا سنعبر خباري المحاص المليئة بالأمطار وجبال وادي موت وسنمر كذلك بمحاذاة محمية حرة الحرة باتجاه الأرنبيات ثم حزوم عروس وحزوم الشعران وكلها مناطق تختلف تضاريسها عن بعضها البعض مما يشكل لنا تحديا كبيرا كما أن غياب الناس عن اقتحام الصحراء بسبب قدوم عيد الأضحى أضفى على الرحلة جوا من الوحشة والفراغ ولكنه شكل لنا مغامرة جريئة وتحديا كبيرا حيث سنكون وحدنا ملوك هذه الصحراء طبعا بجانب أسود الحرة وضباع جبال وادي موت.
استيقظنا عند الساعة السابعة صباحا واتخذنا القرار صبيحة ذلك اليوم......... وبعد المداولة والنقاش هبّ قائد الرحلة واقفا بعد أن احتسى كيسا من كباتشينو العلالي وقدحا من حليب بوني قليل الدسم وجحظ بعينية مرة أخرى إلى مفتش الريضان الصغير قائلا : الحمد لله إن ذيب جعلة السوداء ما أكلك ( رجعنا الـ ياطيري ياللي) بس ترى الرحلة الجاية فيها أسود ونمور! بس يالله لك الحمد إن مفتش الريضان الصغير ما جاب له خبر!
وبعد ان حزمنا أمتعتنا قررنا المرور على قرية ميقوع للتزود بمتطلبات الرحلة وأخذ الاحتياطات اللازمة من التموين.
وميقوع هي قرية هادئة ووادعة تتناثر بيوتها باستحياء على مسافة بسيطة من الصحراء ويشقها الاسفلت إلى نصفين كحال كثير من قرانا وكأن المدنيّة تأبى إلا وأن تفرض وجودها حتى على تلك القرى الخجولة التي توارت عن الحضارة بعيدا في الصحراء وقد لمسنا في أهل هذه القرية التكاتف ومعرفة بعضهم بعضا لدرجة أن من اشترينا منه هو أحد جيران صاحب المحل وهو غير سعودي ولكنه كان يشيد بكرم أهل هذه القرية وبساطتهم وقد تبرع مشكورا بالوقوف نيابة عن صاحب الحطب الذي لم يكن موجودا لحظة الشراء وترك عمله الأصلي الذي لا يمت بصلة للبيع والشراء خدمة له.
بالنسبة لي أنا ومفتش الريضان الصغير فقد ذهبنا إلى إحدى البقالات وقمنا بشراء تجهيزات العيد من حلوى وألعاب مسلية وأخفيناها عن قائد الرحلة لنحتفل به في يوم العيد لعل وعسى بفكنا من نظراته الجاحظة وتبتهج أساريره في يوم العيد:mad: :p .
غادرنا القرية في حوالي الساعة الرابعة عصرا بعد أن حصلنا على التموينات اللازمة وقمنا بضبط أجهزة القارمن وتحديد التضاريس على الخريطة ودعونا دعاء السفر وانطلقنا على بركة الله.
كان الطريق ممتعا في كثير من أجزائه وكنا نهبط أودية ونصعد أخرى لا ينقصنا إلا تصاحبنا موسيقى هايدي والتايتانك وانبرى قائد الرحلة يحدثنا عبر أجهزة الآيكوم عن ما يعرفه عن هذا الجبل أو تلك البقعة وعن صاحب ذلك القبر او من بنى ذلك الرجم أو الرسم وكأنه تحول إلى مرشد سياحي تاريخي جغرافي بري وكنا بالفعل مشدوهين بدقة بعض معلوماته وخصوصا حول ما سيأتي من معالم على الطريق إلى أن حل المساء فسكت القائد ولم ينبس ببنت شفه:D .
وين يابو الشباب ......... أسود ونمووووووووووووور الله يخلف بس.
على العموم استمرت رحلتنا طويلا وأكثر مما توقعنا وكنا نتشاور عند كل ساعتين من الوقت عما إذا كنا سنتوقف للنوم أو الاستمرار في الرحلة وكان القرار دائما يميل إلى الاستمرار فهي بالفعل منطقة موحشة وغير مأهولة وقد وجدنا اثنين من رجال البادية التائهين في الصحراء وكأننا هبطنا عليهم من الفضاء وكانوا يسألوننا عن إحدى السيارات الغارقة في خباري المحاص وعما حدث لصاحبها وقمنا بإرشادهم لموقع الخباري وسرنا معهم حيث كانت الخباري باتجاه طريقنا وبالفعل كان المنظر مهيبا حينما وصلنا إلى تلك الخباري فكانت عبارة عن بحر متلاطم من المياه يتمازج الماء فيه مع حلكة الليل وهدوئه ووجدنا السيارة غارقة فيه وهي عبارة عن جمس صالون لم نعرف مصير سائقها وكان لدى هؤلاء الأخوة من البادية شك في أنه غادر السيارة أو انه غارق معها وكان من الصعوبة بمكان العبور نحو السيارة للتأكد من وجوده فيها. الساعة في ذلك الوقت كانت تشير إلى حوالي العاشرة ليلا وقمنا بتسليط الكشاف على السيارة والمناداة ولكن لم نتلق إجابة وبعد ذلك غادرنا المكان ووجدنا صعوبة بالغة في عبور منطقة الخباري وكانت الخطورة تكمن في أن أجزاءاً من تلك الخباري مليئة بالمياه ويكون ظهورها فجأة في طريقنا فالماء لا يمكن رؤيته بسهولة في الظلام.
الحمد لله فقد اجتزنا الخباري ووصلنا إلى الأرنبيات ثم حزوم عروس وبعدها بدأت تتراءى لنا أضواء مدينة حزم الجلاميد حيث وصلناها في حوالي الساعة الواحدة صباحا وكان البرد شديدا للغاية لدرجة أننا وجدنا صعوبة في إنزال الأمتعة والتهيئة للنوم. وأترككم مع هذه الصور
مع اعتذاري الشديد لعدم تحميل الصور مع الموضوع الأصلي فقد واجهتني مشكلة في ذلك
استيقظنا عند الساعة السابعة صباحا واتخذنا القرار صبيحة ذلك اليوم......... وبعد المداولة والنقاش هبّ قائد الرحلة واقفا بعد أن احتسى كيسا من كباتشينو العلالي وقدحا من حليب بوني قليل الدسم وجحظ بعينية مرة أخرى إلى مفتش الريضان الصغير قائلا : الحمد لله إن ذيب جعلة السوداء ما أكلك ( رجعنا الـ ياطيري ياللي) بس ترى الرحلة الجاية فيها أسود ونمور! بس يالله لك الحمد إن مفتش الريضان الصغير ما جاب له خبر!
وبعد ان حزمنا أمتعتنا قررنا المرور على قرية ميقوع للتزود بمتطلبات الرحلة وأخذ الاحتياطات اللازمة من التموين.
وميقوع هي قرية هادئة ووادعة تتناثر بيوتها باستحياء على مسافة بسيطة من الصحراء ويشقها الاسفلت إلى نصفين كحال كثير من قرانا وكأن المدنيّة تأبى إلا وأن تفرض وجودها حتى على تلك القرى الخجولة التي توارت عن الحضارة بعيدا في الصحراء وقد لمسنا في أهل هذه القرية التكاتف ومعرفة بعضهم بعضا لدرجة أن من اشترينا منه هو أحد جيران صاحب المحل وهو غير سعودي ولكنه كان يشيد بكرم أهل هذه القرية وبساطتهم وقد تبرع مشكورا بالوقوف نيابة عن صاحب الحطب الذي لم يكن موجودا لحظة الشراء وترك عمله الأصلي الذي لا يمت بصلة للبيع والشراء خدمة له.
بالنسبة لي أنا ومفتش الريضان الصغير فقد ذهبنا إلى إحدى البقالات وقمنا بشراء تجهيزات العيد من حلوى وألعاب مسلية وأخفيناها عن قائد الرحلة لنحتفل به في يوم العيد لعل وعسى بفكنا من نظراته الجاحظة وتبتهج أساريره في يوم العيد:mad: :p .
غادرنا القرية في حوالي الساعة الرابعة عصرا بعد أن حصلنا على التموينات اللازمة وقمنا بضبط أجهزة القارمن وتحديد التضاريس على الخريطة ودعونا دعاء السفر وانطلقنا على بركة الله.
كان الطريق ممتعا في كثير من أجزائه وكنا نهبط أودية ونصعد أخرى لا ينقصنا إلا تصاحبنا موسيقى هايدي والتايتانك وانبرى قائد الرحلة يحدثنا عبر أجهزة الآيكوم عن ما يعرفه عن هذا الجبل أو تلك البقعة وعن صاحب ذلك القبر او من بنى ذلك الرجم أو الرسم وكأنه تحول إلى مرشد سياحي تاريخي جغرافي بري وكنا بالفعل مشدوهين بدقة بعض معلوماته وخصوصا حول ما سيأتي من معالم على الطريق إلى أن حل المساء فسكت القائد ولم ينبس ببنت شفه:D .
وين يابو الشباب ......... أسود ونمووووووووووووور الله يخلف بس.
على العموم استمرت رحلتنا طويلا وأكثر مما توقعنا وكنا نتشاور عند كل ساعتين من الوقت عما إذا كنا سنتوقف للنوم أو الاستمرار في الرحلة وكان القرار دائما يميل إلى الاستمرار فهي بالفعل منطقة موحشة وغير مأهولة وقد وجدنا اثنين من رجال البادية التائهين في الصحراء وكأننا هبطنا عليهم من الفضاء وكانوا يسألوننا عن إحدى السيارات الغارقة في خباري المحاص وعما حدث لصاحبها وقمنا بإرشادهم لموقع الخباري وسرنا معهم حيث كانت الخباري باتجاه طريقنا وبالفعل كان المنظر مهيبا حينما وصلنا إلى تلك الخباري فكانت عبارة عن بحر متلاطم من المياه يتمازج الماء فيه مع حلكة الليل وهدوئه ووجدنا السيارة غارقة فيه وهي عبارة عن جمس صالون لم نعرف مصير سائقها وكان لدى هؤلاء الأخوة من البادية شك في أنه غادر السيارة أو انه غارق معها وكان من الصعوبة بمكان العبور نحو السيارة للتأكد من وجوده فيها. الساعة في ذلك الوقت كانت تشير إلى حوالي العاشرة ليلا وقمنا بتسليط الكشاف على السيارة والمناداة ولكن لم نتلق إجابة وبعد ذلك غادرنا المكان ووجدنا صعوبة بالغة في عبور منطقة الخباري وكانت الخطورة تكمن في أن أجزاءاً من تلك الخباري مليئة بالمياه ويكون ظهورها فجأة في طريقنا فالماء لا يمكن رؤيته بسهولة في الظلام.
الحمد لله فقد اجتزنا الخباري ووصلنا إلى الأرنبيات ثم حزوم عروس وبعدها بدأت تتراءى لنا أضواء مدينة حزم الجلاميد حيث وصلناها في حوالي الساعة الواحدة صباحا وكان البرد شديدا للغاية لدرجة أننا وجدنا صعوبة في إنزال الأمتعة والتهيئة للنوم. وأترككم مع هذه الصور
مع اعتذاري الشديد لعدم تحميل الصور مع الموضوع الأصلي فقد واجهتني مشكلة في ذلك