يوسف الخليفة1
16/12/2009, 04:59 PM
خرج أحمد بن ياسر بن أحمد بن سليمان العبودي بصحبة صديقه محمد بن تركي بن محمد التركي
وكانا شابين في مقتبل العمر وفورة الشباب وكان الجو في ذلك اليوم ماطرا
والسماء ملبدة بالغيوم تبعث في النفس الحيوية والنشاط وحالة الطقس كفيلة أن تغري أحمد
ومحمد بأخذ جولة على المنطقة لرؤية الأودية والشعاب حالة جريانها ولعل الله أراد أن يسوق
الاثنين معا للوقوف على أطلال هذا المنتدى وما تبقى من أثاره فبينما كانا يسيران حذاء
الشعيب إذ لفت اتباه أحمد وكان متوقد الذكاء بقايا أجهزة قد أكلها الصدأ وعليها صاج توحي له
فراسته أن لونه كان بنيا فاتحا عندما هتف بصديقه محمد مناديا فأسرع محمد ليقف على ما عثر
عليه زميله أحمد ولكن هذا الأمر لا يعنيه فماذا سيرجو من هذا الحديد المتآكل فخاطبه أحمد قائلا
أتراه هو 00؟ فقال محمد ماذا تقصد فقال أحمد وقد غطت وجهه سحابة من الحزن أقصد ذلك
المنتدى الذي حدثتني جدتي عنه كثيرا محمد لا أفهم مما تقول شيئا إنه منتدى جدي أحمد نعم لكأني
أشم رائحته في هذا المكان وكأني أقرأ كتابات أصدقائه والأعضاء من حولهم وتعالي ضحكاتهم 00
ترى أين ذهبت تلك الكتابات وتلك المشاركات وأيامهم بما فيها من فرح وحزن ورضا وغضب
وسعادة قال محمد وهو يرفع بعض الأجهزة والصاج المتآكل أتعتقد أنه لم يبق منهم أحد على قيد
الحياة ؟ قال أحمد إن المدة ليست بالقصيرة وإن كان أحد منهم لا يزال حيا فعمره قرابة المائة
والثلاثون عاما وإن شخصا في هذا العمر لفي عداد الأموات وإن لم يمت قال محمد وهو يرفع
بعض قطع الحديد ويزيحها انظر انظر يا أحمد إنه كرسي ولوحة مفاتيح قديمة قال أحمد وهو يزيح
معه بقايا التراب والحديد كأنهم ما التفوا وتحلقوا يوما حول هذا الكرسي كأنهم ما تبادلوا
أطراف الحديث ولا تشاكوا همومهم ولا بثوا أحزانهم رحمة الله عليهم جميعا قال محمد محتدا
هيا لنبتعد عن هذا المكان فقد أفسد علينا بهجتنا وفرحتنا في هذه الرحلة السعيدة وهذا الجو
المنعش الجميل وما نكده عليك يا أحمد إلا ذكر أولئك القوم والوقوف على آثارهم قال أحمد وقد
اعترته الخشية وكأن نفسه بحاجة إلى البكاء لأني أعرف يا محمد أن مصيرنا مثل مصيرهم وما
أشغلني هذه الساعة إلا تساؤلي عن حالهم ومصيرهم في حياتهم البرزخية ترى من منهم سعيد
ومن منهم شقي ومعذب قال محمد لعلهم جميعا إن شاء الله في سعادة وحبور ونعيم دائم مقيم
قال أحمد هذا ما أتمناه وأرجوه وإن كنت لا أملك لهم ضرا ولا نفعا قال محمد بلى 00 قال أحمد
وماذا أملك لهم بعد أن أصبحوا تحت طيات الثرى قال محمد أما سمعت قول الرسول صلى الله
عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها ولد صالح يدعو له قال أحمد حقا
لقد غاب عن ذهني هذا الحديث وكأني أسمعه لأول مرة فبارك الله فيك يا محمد فيرفع أحمد يديه
بالدعاء وبجانبه صديقه محمد يؤمن على دعائه اللهم اغفر لجدي أحمد وتغمده برحمتك هو ومن
معه من مشرفين وأعضاء وأفض عليهم من بركاتك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين اللهم
اغفر زلتهم وتجاوز عن مذنبهم وارفع منزلتهم ودرجتهم واجعل قبورهم من رياض الجنة يا
أرحم الراحمين فيقول الاثنان جميعا آمين ثم يقفل الاثنان راجعين ومن ورائهما الشمس تؤذن
بالمغيب وهي تنزل شيئا فشيئا إلى أن تصل إلى حد هضبة كعادتها منذ ملايين السنين ما أخلفته
شبرا واحدا إلا بإذن ربها هنا قال أحمد هيا نسرع قبل مغيب الشمس فوالدتي بانتظاري على
مائدة الإفطار وقد وعدتها أن تقضي بقية هذا الشهر في رحاب بيت الله الحرام أما أنا فقد
اعتزمت هذه السنة أن أقضي بقية الشهر في بيت المقدس بجوار المسجد الأقصى 0
[ ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ]
( أبو عبد الله )
وكانا شابين في مقتبل العمر وفورة الشباب وكان الجو في ذلك اليوم ماطرا
والسماء ملبدة بالغيوم تبعث في النفس الحيوية والنشاط وحالة الطقس كفيلة أن تغري أحمد
ومحمد بأخذ جولة على المنطقة لرؤية الأودية والشعاب حالة جريانها ولعل الله أراد أن يسوق
الاثنين معا للوقوف على أطلال هذا المنتدى وما تبقى من أثاره فبينما كانا يسيران حذاء
الشعيب إذ لفت اتباه أحمد وكان متوقد الذكاء بقايا أجهزة قد أكلها الصدأ وعليها صاج توحي له
فراسته أن لونه كان بنيا فاتحا عندما هتف بصديقه محمد مناديا فأسرع محمد ليقف على ما عثر
عليه زميله أحمد ولكن هذا الأمر لا يعنيه فماذا سيرجو من هذا الحديد المتآكل فخاطبه أحمد قائلا
أتراه هو 00؟ فقال محمد ماذا تقصد فقال أحمد وقد غطت وجهه سحابة من الحزن أقصد ذلك
المنتدى الذي حدثتني جدتي عنه كثيرا محمد لا أفهم مما تقول شيئا إنه منتدى جدي أحمد نعم لكأني
أشم رائحته في هذا المكان وكأني أقرأ كتابات أصدقائه والأعضاء من حولهم وتعالي ضحكاتهم 00
ترى أين ذهبت تلك الكتابات وتلك المشاركات وأيامهم بما فيها من فرح وحزن ورضا وغضب
وسعادة قال محمد وهو يرفع بعض الأجهزة والصاج المتآكل أتعتقد أنه لم يبق منهم أحد على قيد
الحياة ؟ قال أحمد إن المدة ليست بالقصيرة وإن كان أحد منهم لا يزال حيا فعمره قرابة المائة
والثلاثون عاما وإن شخصا في هذا العمر لفي عداد الأموات وإن لم يمت قال محمد وهو يرفع
بعض قطع الحديد ويزيحها انظر انظر يا أحمد إنه كرسي ولوحة مفاتيح قديمة قال أحمد وهو يزيح
معه بقايا التراب والحديد كأنهم ما التفوا وتحلقوا يوما حول هذا الكرسي كأنهم ما تبادلوا
أطراف الحديث ولا تشاكوا همومهم ولا بثوا أحزانهم رحمة الله عليهم جميعا قال محمد محتدا
هيا لنبتعد عن هذا المكان فقد أفسد علينا بهجتنا وفرحتنا في هذه الرحلة السعيدة وهذا الجو
المنعش الجميل وما نكده عليك يا أحمد إلا ذكر أولئك القوم والوقوف على آثارهم قال أحمد وقد
اعترته الخشية وكأن نفسه بحاجة إلى البكاء لأني أعرف يا محمد أن مصيرنا مثل مصيرهم وما
أشغلني هذه الساعة إلا تساؤلي عن حالهم ومصيرهم في حياتهم البرزخية ترى من منهم سعيد
ومن منهم شقي ومعذب قال محمد لعلهم جميعا إن شاء الله في سعادة وحبور ونعيم دائم مقيم
قال أحمد هذا ما أتمناه وأرجوه وإن كنت لا أملك لهم ضرا ولا نفعا قال محمد بلى 00 قال أحمد
وماذا أملك لهم بعد أن أصبحوا تحت طيات الثرى قال محمد أما سمعت قول الرسول صلى الله
عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها ولد صالح يدعو له قال أحمد حقا
لقد غاب عن ذهني هذا الحديث وكأني أسمعه لأول مرة فبارك الله فيك يا محمد فيرفع أحمد يديه
بالدعاء وبجانبه صديقه محمد يؤمن على دعائه اللهم اغفر لجدي أحمد وتغمده برحمتك هو ومن
معه من مشرفين وأعضاء وأفض عليهم من بركاتك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين اللهم
اغفر زلتهم وتجاوز عن مذنبهم وارفع منزلتهم ودرجتهم واجعل قبورهم من رياض الجنة يا
أرحم الراحمين فيقول الاثنان جميعا آمين ثم يقفل الاثنان راجعين ومن ورائهما الشمس تؤذن
بالمغيب وهي تنزل شيئا فشيئا إلى أن تصل إلى حد هضبة كعادتها منذ ملايين السنين ما أخلفته
شبرا واحدا إلا بإذن ربها هنا قال أحمد هيا نسرع قبل مغيب الشمس فوالدتي بانتظاري على
مائدة الإفطار وقد وعدتها أن تقضي بقية هذا الشهر في رحاب بيت الله الحرام أما أنا فقد
اعتزمت هذه السنة أن أقضي بقية الشهر في بيت المقدس بجوار المسجد الأقصى 0
[ ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ]
( أبو عبد الله )