يوسف الخليفة1
18/12/2009, 02:15 PM
هذه قصة متواضعة تخيلتها من الواقع فعساها تعجبكم
وتركت العنوان للقراء يختارونه بأنفسهم فمن استنبط عنوانا مناسبا للقصة فليذكره لنا لنضعه لها وإليكم تفاصيلها
تفتق في الفؤاد برعم زهرة بيضاء تسر الحشى وتبعث في النفس شذا ربيعيا يستطيب له كل إحساس
وتذعن له كل سريرة فالنفس تميل أحيانا إلى هواها بتصرف أرعن
يزج بها إلى هوة سحيقة لا تستطيع الخلاص منها
فتظل تضمر حتى تنتهي
فهذا أبو محمد كانت له زوجتان وكانتا في بيت واحد
لا قلق ولا مكدر لمراسيم البيت السعيد
حل فصل الشتاء وكان البرد شديدا تلك السنة
فكان الليل أشد صقيعا من النهار حيث أشعة الشمس التي ترخي أكمامها على الكون الفسيح
فتعطيه زفرة خفيفة من دفئها فينعكس ذلك على أجسام البشر وأما دلجة الليل فحدث ولا حرج
برد شديد تتجمد بسببه السوائل الضحلة فترتعد منه الأعصاب وتتراقص الشفاه فرحماك ربي
كانت حياة قاسية في تلك الأوقات
ذهب أبو محمد إلى إحدى البلدان الغير بعيدة بنية الرجوع قبل صلاة العشاء برفقة صديقه سالم
حيث اتفقا على الذهاب بغية أمر من الأمور فودع أبو محمد أولاده وعزم على الذهاب فتوجه الاثنان إلى بغيتهما
حيث قابلا صديقا لهما في البلدة المجاورة
وقضيا معه بعضا من الوقت ثم أقفلا راجعين حسب التوقيت المسبق منهما
فكان يوما شديد البرودة فعرض لهما عارض في الطريق
حيث أنهما واجها رجلا كبيرا في السن قد أصابه الإعياء من التعب فقاما بتسليمه إلى جماعة له ليسوا ببعيدين عن المكان
وبالطبع احتاج الأمر إلى مدة من الوقت فأكملا المسير ولكن الوقت كان متأخرا حيث وصلا في منتصف الليل
فالناس في سبات عميق فما كان من صديقه سالم إلا أن أشار عليه مصاحبته إلى بيته بدلا من طرق الباب على الأهل ليلا
حيث كان سالم هذا يسكن لوحده بجانب مزرعته الصغيرة
لكن أبا محمد فضل الذهاب إلى أولاده فما كان منه إلا أن ودع صديقه وتوجه إلى بيته الواقع في أقصى القرية
فكان منهكا يتضور جوعا قد بردت أطرافه أشد برودة وكان البيت على قسمين مستقلين
كل زوجة في قسم خاص بها منعزلة تماما عن الأخرى
وكان بين القسمين حجرة للرجال يوقد بداخلها النار للتدفئة
حيث يوجد في أقصاها كانون مستطيل توقد النار في داخله ويتحلق حوله الأشخاص
وعندما مثل أمام بيته تذكر أن هذه ليلة أم محمد التي أقلقها كثيرا تأخره عن المجيء
ليس كل هذا الود وإنما خوفا من أنه ذهب إلى بيت زوجته الأخرى
حيث أنه جزم لهم بأن قدومه سيكون تماما قبيل صلاة العشاء
فبدأت الوساوس تلوح بها يمينا وشمالا ولم تذق طعم النوم
وفي نفس الوقت زوجته الأخرى ظنت أنه ذهب إلى أم محمد ولم يأتي ليسلم عليهم فتجاهلهم تماما
فتشاغلت في نفسها وسيطر عليها الحنق الشديد عليه ولم تغفو عيناها البتة
ومن خلال هذه الفترة أقبل أبو محمد على باب أم محمد طارقا إياه فما كان منها إلا أن أسرعت حتى انتهت إلى الباب
وتوقفت وقالت في نفسها أنا آخر من يعلم ذهب إلى زوجته الأخرى وتمتع عندها بالراحة
فلما أراد أن يخلد إلى النوم جعلني دمية تخدمه كلا وألف كلا
فحدثته من وراء الباب بصوت حاد صاخب من أنت أبا محمد قال نعم يا أم محمد بسرعة افتحي
فقد نال البرد مني وطواني الجوع هيا افتحي يا غاليتي فقالت في مضض خافت
هاه يريد أن يضحك علي بكلامه المعسول يظنني جاهلة لا أفهم
فصاحت به إذهب إلى التي كنت عندها قبل قليل دعها تنفعك
وهبتها الورد وأعطيتني الشوك كلا وألف كلا لن أفتح لك أبدا مهما كان
فما كان منه إلا أن سلم أمره لله وذهب إلى الأخرى لعلها أعقل من سابقتها فما كان منه إلا أن طرق عليها الباب
فكانت قاصمة الظهر بالنسبة له فنفس الحدث يتكرر مع الأخرى أيضا
وتقابله هي كذلك بالرفض الشديد فتنهد وسلم أمره إلى الله وأدار ناظريه إلى كل النواحي فضاقت عليه الأرض بما رحبت
فتواردت إلى ذهنه فكرة ألا وهي محاولة الوصول إلى حجرة موقد النار فهي السبيل الوحيد بعد الله
فحاول أن يقفز من فوق الجدار حتى تمكن من الوصول إليها فسحب بعض الحطب وأشعل النار
فأحس بالدفء وهدأت أعصابه ولانت مفاصله فوجد فوق الرف قليلا من دقيق البر
فعجنه وعمل لنفسه قرصا يأكله عن هذا الجوع الشديد
فلما أتى الصباح سارع إلى قاضي البلدة وطلق كلتا الزوجتين
النهـــــــــــــــــــــــــــــــــــاية
(( أبو عبد الله ))
وتركت العنوان للقراء يختارونه بأنفسهم فمن استنبط عنوانا مناسبا للقصة فليذكره لنا لنضعه لها وإليكم تفاصيلها
تفتق في الفؤاد برعم زهرة بيضاء تسر الحشى وتبعث في النفس شذا ربيعيا يستطيب له كل إحساس
وتذعن له كل سريرة فالنفس تميل أحيانا إلى هواها بتصرف أرعن
يزج بها إلى هوة سحيقة لا تستطيع الخلاص منها
فتظل تضمر حتى تنتهي
فهذا أبو محمد كانت له زوجتان وكانتا في بيت واحد
لا قلق ولا مكدر لمراسيم البيت السعيد
حل فصل الشتاء وكان البرد شديدا تلك السنة
فكان الليل أشد صقيعا من النهار حيث أشعة الشمس التي ترخي أكمامها على الكون الفسيح
فتعطيه زفرة خفيفة من دفئها فينعكس ذلك على أجسام البشر وأما دلجة الليل فحدث ولا حرج
برد شديد تتجمد بسببه السوائل الضحلة فترتعد منه الأعصاب وتتراقص الشفاه فرحماك ربي
كانت حياة قاسية في تلك الأوقات
ذهب أبو محمد إلى إحدى البلدان الغير بعيدة بنية الرجوع قبل صلاة العشاء برفقة صديقه سالم
حيث اتفقا على الذهاب بغية أمر من الأمور فودع أبو محمد أولاده وعزم على الذهاب فتوجه الاثنان إلى بغيتهما
حيث قابلا صديقا لهما في البلدة المجاورة
وقضيا معه بعضا من الوقت ثم أقفلا راجعين حسب التوقيت المسبق منهما
فكان يوما شديد البرودة فعرض لهما عارض في الطريق
حيث أنهما واجها رجلا كبيرا في السن قد أصابه الإعياء من التعب فقاما بتسليمه إلى جماعة له ليسوا ببعيدين عن المكان
وبالطبع احتاج الأمر إلى مدة من الوقت فأكملا المسير ولكن الوقت كان متأخرا حيث وصلا في منتصف الليل
فالناس في سبات عميق فما كان من صديقه سالم إلا أن أشار عليه مصاحبته إلى بيته بدلا من طرق الباب على الأهل ليلا
حيث كان سالم هذا يسكن لوحده بجانب مزرعته الصغيرة
لكن أبا محمد فضل الذهاب إلى أولاده فما كان منه إلا أن ودع صديقه وتوجه إلى بيته الواقع في أقصى القرية
فكان منهكا يتضور جوعا قد بردت أطرافه أشد برودة وكان البيت على قسمين مستقلين
كل زوجة في قسم خاص بها منعزلة تماما عن الأخرى
وكان بين القسمين حجرة للرجال يوقد بداخلها النار للتدفئة
حيث يوجد في أقصاها كانون مستطيل توقد النار في داخله ويتحلق حوله الأشخاص
وعندما مثل أمام بيته تذكر أن هذه ليلة أم محمد التي أقلقها كثيرا تأخره عن المجيء
ليس كل هذا الود وإنما خوفا من أنه ذهب إلى بيت زوجته الأخرى
حيث أنه جزم لهم بأن قدومه سيكون تماما قبيل صلاة العشاء
فبدأت الوساوس تلوح بها يمينا وشمالا ولم تذق طعم النوم
وفي نفس الوقت زوجته الأخرى ظنت أنه ذهب إلى أم محمد ولم يأتي ليسلم عليهم فتجاهلهم تماما
فتشاغلت في نفسها وسيطر عليها الحنق الشديد عليه ولم تغفو عيناها البتة
ومن خلال هذه الفترة أقبل أبو محمد على باب أم محمد طارقا إياه فما كان منها إلا أن أسرعت حتى انتهت إلى الباب
وتوقفت وقالت في نفسها أنا آخر من يعلم ذهب إلى زوجته الأخرى وتمتع عندها بالراحة
فلما أراد أن يخلد إلى النوم جعلني دمية تخدمه كلا وألف كلا
فحدثته من وراء الباب بصوت حاد صاخب من أنت أبا محمد قال نعم يا أم محمد بسرعة افتحي
فقد نال البرد مني وطواني الجوع هيا افتحي يا غاليتي فقالت في مضض خافت
هاه يريد أن يضحك علي بكلامه المعسول يظنني جاهلة لا أفهم
فصاحت به إذهب إلى التي كنت عندها قبل قليل دعها تنفعك
وهبتها الورد وأعطيتني الشوك كلا وألف كلا لن أفتح لك أبدا مهما كان
فما كان منه إلا أن سلم أمره لله وذهب إلى الأخرى لعلها أعقل من سابقتها فما كان منه إلا أن طرق عليها الباب
فكانت قاصمة الظهر بالنسبة له فنفس الحدث يتكرر مع الأخرى أيضا
وتقابله هي كذلك بالرفض الشديد فتنهد وسلم أمره إلى الله وأدار ناظريه إلى كل النواحي فضاقت عليه الأرض بما رحبت
فتواردت إلى ذهنه فكرة ألا وهي محاولة الوصول إلى حجرة موقد النار فهي السبيل الوحيد بعد الله
فحاول أن يقفز من فوق الجدار حتى تمكن من الوصول إليها فسحب بعض الحطب وأشعل النار
فأحس بالدفء وهدأت أعصابه ولانت مفاصله فوجد فوق الرف قليلا من دقيق البر
فعجنه وعمل لنفسه قرصا يأكله عن هذا الجوع الشديد
فلما أتى الصباح سارع إلى قاضي البلدة وطلق كلتا الزوجتين
النهـــــــــــــــــــــــــــــــــــاية
(( أبو عبد الله ))