المسفهل
03/12/2004, 10:18 AM
جَــبَــلــة
كانت زيارتي لجبلة يوم الأحد 20 – 7 – 1425 هـ
لطول خبر يوم جبلة جعلته باللون الأزرق لمن لا يرغب قراءته ...
قال ابن خميس :
جبلة قصيدة عامرة ، وخاطرة متكاملة الصور، متساوقة الرؤى ، متلاحمة الأخيلة ..
منظرها وانفساح الأجواء حولها ، وتاريخها الحافل بأيام الأجيال وملاحم الأبطال
وتحمل الاظعان وانثيال قطعان الماشية وخوانس الظباء .
إلهام شاعري يروض الشوارد ويقيّد الأوابد وتتنزل له نغمات الوتر ونفحات السَّحر ..
ما أجملك ( جبلة ) تتربعين على شاطيء ( التسرير ) وتصافحين صبا نجد تَحْمل
عَرْف الشيح والقيصوم ، وتتخلل الرمث والعرار ، وتداعب الأُقحوان والخزامى00
لو نطقت معتدلات المناكب منك لما أعوزها الحديث عن والهٍ يبثك وجدَه وشاعرٍ
يروض فوقك قوافيه ، وإلفين يتساقطان حلو الحديث ويشكوان حرارة الشوق ..
لأنتِ قصيدة مملوءة بالعبر ناطقة عمن غبر لئن عزّك الرَّوي والقافية ففيك الفكرة
المتالقة والنفحة الفاغية ..
وتتمتع الهضبة بجمال أخاذ وشموخ مشرف واشتهرت برؤوسها الشاهقة
ومراعيها الخصبة.
تضم جبلة في ناحيتها الجنوبية بئراً يطلق عليها بئر (ليلي سنجر) وهي جيولوجية
المانية قدمت إلى هناك قبل 37 عاماً وحفرت البئر بمساعدة فتيان من الدوادمي،
كما تضم المنطقة كهفا عظيما يسمى غار الشيوخ حيث كان يمكث
الأمراء خلال رحلات الصيد .
يلغ محيط هذا الجبل حوالي 50 كيلا ويمتد من شماله إلى جنوبه 5 كم ،
ومن شرقه إلى غربه حوالي 12 كم .
وقال العبودي : جبلة جبل مشهور في القديم والحديث ، لم يتغير من اسمه شيء
قال البكري : جبلة مفتوح الثلاث : جبل ضخم على مقربة من أضاخ بين الشَّرَيف ،
ماء لبني نمير ، وبين الشُّرف ماء لبني كلاب .
وقال ياقوت : جبلة بالتحريك ‘ مرتجل ، اسم لعدة مواضع منها جبلة ، ويقال شعب
جبلة الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عمر وتميم وعبس وذبيان وفَزارة .
إلى أن قال : وجبلة : جبل طويل له شعب عظيم واسع ، لا يرقى الجبل إلا من
قبل الشعب ، والشعب متقارب ، وداخله متسع ، وبه عرينة بطن من بجيلة .
وقال أبو زياد : جبلة هضبة طولها مسيرة يوم ، وعرضها ميرة نصف يوم ،
وليس فيها طريق إلا طريقان ، فطريق من قبل مطلع الشمس ، وهو أسفل
الوادي الذي يجيء من جبلة ، وبه ماءة لعرينة يقال لها سلعة ، وعرينة :
حي من بجيلة حلفاء في بني كلاب ، وطريق آخر من قبل مغرب الشمس
يسمى الخليف ، وليس إلى جبلة طريق غير هذين .
وبلغت شهرة ( جبلة ) حدا جعلها تضبط بها الأماكن من ناحية القرب
أو البعد كما قال الهجري : وبين نفء وبين أضاخ نحو من خمسة
عشر ميلا وابتنى عماله ( يعني عثمان رضي الله عنه ) عند العين
قصرا يسكنونه ، وهو بين أضاخ و ( جبلة ) قريبا من واردات .
وقال أيضا : واردات هضاب صغار قريب من جبلة .
وهذا القرب قرب نسبي وإلا فإن المسافة بينهما تقارب الأربعين كيلا
وإن كان المرء الذي يكون في سفح واردات يرى جبلة لكونها مرتفعة .
وهو مكون من هضاب عظيمة حمراء ، استطالته من الغرب إلى الشرق ،
ويقع في عالية نجد أقرب القرى إليه نفي المعروف في القديم بـ : ( نفء ) .
ذكر النابغة الجعدي لونها بأنها حمراء ، وذلك من قوله في يوم جبلة من قصيدة :
عطفنا لهم عطف الضروس فصادفوا=من الهَضْبة الحمراء عزا ومعقلا
وجلة جبل عظيم له شِعْب عظيم واسع ، لا يؤتى الجبل إلا من قبل الشعب ،
والشعب متقارب المدخل ، وداخله متسع .
وقال أبو الفرج الأصبهاني : دخلت بنو عامر شعبا منه – أي من جبلة –
يقال له : مُسلِّح ، فحصنوا النساء والذراري والأموال في رأس الجبل .
وصار الشعب بعد ذلك بدون إضافة علما بالغلبة على شعب جبلة ،
ومن ذلك قول لقيط بن زرارة :
أن تقتلوا بكري وصاحبه=فلقد شفيت بسيفه نفسي
فقتلت في ( الشعب ) أول فارس=في الشرق قبل ترجل الشمس
وقال جرير يذكر مقتل لقيط :
ويوم ( الشعب ) قد تركوا لقيطا=كأن عليه حُلّة أرجوان ِ
واشتهرت بيوم وقع فيها في الجاهلية كان من أعظم أيام العرب ،
كان هذا اليوم قبل الإسلام بتسع وخمسين سنة ، قبل مولد النبي
صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة .
إحداثي جبلة :
N 24 – 47 – 312
E 043 – 53 – 836
يوم شعب جبلة :
كان لقيط بن زرارة قد عزم على غزو بني عامر بن صعصعة للأخذ
بثأر أخيه معبد بن زرارة وقد ذكرنا موته عندهم أسيرًا.
فبينما هو يتجهز أتاه الخبر يحلف بني عبس وبني عامر فلم يطمع في القوم وأرسل
إلى كل من كان بيته وبين عبس ذحل يسأله الحلف والتظافر على غزو عبس وعامر.
فاجتمعت إليه أسد وغطفان وعمرو بن الجون ومعاوية بن الجون واستوثقوا
واستكثروا وساروا فعقد معاوية بن الجون الألوية فكان بنو أسد وبنو فزارة
بلواء مع معاوية بن الجون وعقد لعمرو بن تميم مع حاجب بن زرارة وعقد للرباب مع
حسان بن همام وعقد لجماعة من بطون تميم مع عمرو ابن عدس وعقد لحنظلة بأسر ها
مع لقيط بن زرارة وكان مع لقيط ابنته دخنتوس وكان يغزو بها معه ويرجع إلى رأيها.
وساروا في جمع عظيم لا يشكون في قتل عبس وعامر وإدراك ثأرهم فلقي لقيط في
طريقه كرب بن صفوان بن الحباب السعدي وكان شريفًا فقال: ما منعك أن تسير
معنا في غزاتنا قال: أنا مشغول في طلب إبل لي.
قال: لا بل تريد أن تنذر بنا القوم ولا أتركك حتى تحلف أنك لا تخبرهم فحلف له
ثم سار عنه وهو مغضب.
فلما دنا من عامر أخذ خرقة فصر فيها حنظلةً وشوكًا وترابًا وخرقتين يمانيتين
وخرقة حمراء وعشرة أحجار سود ثم رمى بها حيث يسقون ولم يتكلم.
فأخذها معاوية بن قشير فأتى بها الأحوص بن جعفر وأخبره أن رجلًا ألقاها وهم يسقون.
فقال الأحوص لقيس بن زهير العبسي: ما ترى في هذا الأمر قال: هذا من صنع
الله لنا هذا رجل قد أخذ عليه عهدٌ على أن لا يكلمكم فأخبركم أن أعداءكم قد
غزوكم عدد التراب وأن شوكتهم شديدة وأما الحنظلة فهي رؤساء القوم وأما الخرقتان
اليمانيتان فهما حيان من اليمن معهم وأما الخرقة الحمراء فهي حاجب بن زرارة وأما
الأحجار فهي عشر ليال يأتيكم القوم إليها قد أنذرتكم فكونوا أحرارًا فاصبروا كما يصبر الأحرار الكرام.
قال الأحوص: فإنا فاعلون وآخذون برأيك فإنه لم تنزل بك شدة إلا رأيت المخرج منها.
قال: فإذا قد رجعتم إلى رأيي فأدخلوا نعمكم شعب جبلة ثم اظمئوها هذه الأيام
ولا توردوها الماء فإذا جاء القوم أخرجوا عليهم الإبل وانخسوها بالسيوف
والرماح فتخرج مذاعير عطاشًا فتشغلهم وتفرق جمعهم واخرجوا أنتم في
آثارها واشفوا نفوسكم. ففعلوا ما أشار به.
وعاد كرب بن صفوان فلقي لقيطًا فقال له: أنذرت القوم فأعاد الحلف
له أنه لم يكلم أحدًا منهم فخلى عنه.
فقالت دخنتوس ابنة لقيط لأبيها: ردني إلى أهلي ولا تعرضني لعبس
وعامر فقد أنذرهم لا محالة. فاستحمقها وساءه كلامها وردها.
وسار حتى نزل على فم الشعب بعساكر جرارة كثيرة الصواهل
وليس لهم هم إلا الماء فقصدوه.
فقال لهم قيس: أخرجوا عليهم الآن الإبل ففعلوا ذلك فخرجت الإبل
مذاعير عطاشًا وهم في أعراضها وأدبارها فخبطت تميمًا ومن معها
وقطعتهم وكانوا في الشعب وأبرزتهم إلى الصحراء على غير تعبية.
وشغلوا عن الاجتماع إلى ألويتهم وحملت عيهم عبس وعامر فاقتتلوا
قتالًا شديدًا وكثرت القتلى في تميم وكان أول من قتل من رؤسائهم
عمرو بن الجون وأسر معاوية بن الجون وعمرو بن عمرو بن عدس
زوج دخنتوس بنت لقيط وأسر حاجب ابن زرارة وانحاز لقيط بن زرارة
فدعا قومه وقد تفرقوا عنه فاجتمع إليه نفر يسير فتحرز برايته فوق جرف
ثم حمل فقتل فيهم ورجع وصاح: أنا لقيط وحمل ثانيةً فقتل وجرح وعاد
فكثر جمعه فانحط الجرف بفرسه وحمل عليه عنترة فطعنه طعنة قصم
بها صلبه وضربه قيس بالسيف فألقاه متشحطًا في دمه فذكر ابنته دخنتوس فقال:
يا ليت شعري عنك دخنتوس
إذا أتاها الخبر المرموس
أتحلق القرون أم تميس
لا بل تميس إنّها عروس
ثم مات وتمت الهزيمة على تميم وغطفان ثم فدوا حاجبًا بخمسمائة م
ن الإبل وفدوا عمرو بن عمرو بمائتين من الإبل وعاد من سلم إلى أهله.
وقالت دختنوس ترثي أباها قصائد منها:
عثر الأغرّ بخير خندف كهلها وشبابها
وأضرّها لعدوّها وأفكّها لرقابها
وقريعها ونجيبها في المطبقات ونابها
وأتّمها نسبًا إذا رجعت إلى أنسابها
فرعى عمودًا للعشيرة رافعًا لنصابها
ويعولها ويحوطها ويذبّ عن أحسابها
ويطا مواطن للعد وّ فكان لا يمشى بها
فعل المدلّ من الأسود لحينها وتبابها
كالكوكب الدّرّيّ في سماء لا يخفى بها
عبث الأغرّ به وكلّ منيّة لكتابها
فرّت بنو أسد فرا ر الطير عن أربابها
وهوازنٌ أصحابهم كالفأر في أذنابها
وجبلة هذه هي التي حدثت بها قصة المثل المعروف ( يا مقيط دوك إرشاك )
المراجع :
الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني
الكامل في التاريخ لابن الأثير
التعليقات والنوادر لأبي علي الهَجِري
معجم بلاد القصيم للعبودي
معجم عالية نجد لا بن جنيدل
صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار لا بليهد
معجم البلدان لياقوت الحموي
معجم ما استعجم للبكري
معجم جبال الجزيرة لابن خميس
تاريخ اليمامة لابن خميس
ما تقارب سماعه وتباينت أمكنته وبقاعه لبن بليهد
الثقافة التقليدية قسم المعارف الجغرافية
المجاز بين اليمامة والحجاز لا بن خميس
أبيات وأماكن للشاعر ناصر المسيميري
صفة جزيرة العرب للهمداني
ذاكرة المكان لأيمن إبراهيم فودة
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABALAH0.jpg
خريطة تبين موقع جبلة وما حولها من المعالم .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH1.jpg
جبلة من بعيد ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH2.jpg
من مكان أقرب ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH3.jpg
هضبة من هضاب جبلة الجميلة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH4.jpg
هذه الهضبة صخرة واحدة صماء .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH5.jpg
جانب من جبلة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH6.jpg
لا حظ جمالها وشدة حمرتها !
كانت زيارتي لجبلة يوم الأحد 20 – 7 – 1425 هـ
لطول خبر يوم جبلة جعلته باللون الأزرق لمن لا يرغب قراءته ...
قال ابن خميس :
جبلة قصيدة عامرة ، وخاطرة متكاملة الصور، متساوقة الرؤى ، متلاحمة الأخيلة ..
منظرها وانفساح الأجواء حولها ، وتاريخها الحافل بأيام الأجيال وملاحم الأبطال
وتحمل الاظعان وانثيال قطعان الماشية وخوانس الظباء .
إلهام شاعري يروض الشوارد ويقيّد الأوابد وتتنزل له نغمات الوتر ونفحات السَّحر ..
ما أجملك ( جبلة ) تتربعين على شاطيء ( التسرير ) وتصافحين صبا نجد تَحْمل
عَرْف الشيح والقيصوم ، وتتخلل الرمث والعرار ، وتداعب الأُقحوان والخزامى00
لو نطقت معتدلات المناكب منك لما أعوزها الحديث عن والهٍ يبثك وجدَه وشاعرٍ
يروض فوقك قوافيه ، وإلفين يتساقطان حلو الحديث ويشكوان حرارة الشوق ..
لأنتِ قصيدة مملوءة بالعبر ناطقة عمن غبر لئن عزّك الرَّوي والقافية ففيك الفكرة
المتالقة والنفحة الفاغية ..
وتتمتع الهضبة بجمال أخاذ وشموخ مشرف واشتهرت برؤوسها الشاهقة
ومراعيها الخصبة.
تضم جبلة في ناحيتها الجنوبية بئراً يطلق عليها بئر (ليلي سنجر) وهي جيولوجية
المانية قدمت إلى هناك قبل 37 عاماً وحفرت البئر بمساعدة فتيان من الدوادمي،
كما تضم المنطقة كهفا عظيما يسمى غار الشيوخ حيث كان يمكث
الأمراء خلال رحلات الصيد .
يلغ محيط هذا الجبل حوالي 50 كيلا ويمتد من شماله إلى جنوبه 5 كم ،
ومن شرقه إلى غربه حوالي 12 كم .
وقال العبودي : جبلة جبل مشهور في القديم والحديث ، لم يتغير من اسمه شيء
قال البكري : جبلة مفتوح الثلاث : جبل ضخم على مقربة من أضاخ بين الشَّرَيف ،
ماء لبني نمير ، وبين الشُّرف ماء لبني كلاب .
وقال ياقوت : جبلة بالتحريك ‘ مرتجل ، اسم لعدة مواضع منها جبلة ، ويقال شعب
جبلة الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عمر وتميم وعبس وذبيان وفَزارة .
إلى أن قال : وجبلة : جبل طويل له شعب عظيم واسع ، لا يرقى الجبل إلا من
قبل الشعب ، والشعب متقارب ، وداخله متسع ، وبه عرينة بطن من بجيلة .
وقال أبو زياد : جبلة هضبة طولها مسيرة يوم ، وعرضها ميرة نصف يوم ،
وليس فيها طريق إلا طريقان ، فطريق من قبل مطلع الشمس ، وهو أسفل
الوادي الذي يجيء من جبلة ، وبه ماءة لعرينة يقال لها سلعة ، وعرينة :
حي من بجيلة حلفاء في بني كلاب ، وطريق آخر من قبل مغرب الشمس
يسمى الخليف ، وليس إلى جبلة طريق غير هذين .
وبلغت شهرة ( جبلة ) حدا جعلها تضبط بها الأماكن من ناحية القرب
أو البعد كما قال الهجري : وبين نفء وبين أضاخ نحو من خمسة
عشر ميلا وابتنى عماله ( يعني عثمان رضي الله عنه ) عند العين
قصرا يسكنونه ، وهو بين أضاخ و ( جبلة ) قريبا من واردات .
وقال أيضا : واردات هضاب صغار قريب من جبلة .
وهذا القرب قرب نسبي وإلا فإن المسافة بينهما تقارب الأربعين كيلا
وإن كان المرء الذي يكون في سفح واردات يرى جبلة لكونها مرتفعة .
وهو مكون من هضاب عظيمة حمراء ، استطالته من الغرب إلى الشرق ،
ويقع في عالية نجد أقرب القرى إليه نفي المعروف في القديم بـ : ( نفء ) .
ذكر النابغة الجعدي لونها بأنها حمراء ، وذلك من قوله في يوم جبلة من قصيدة :
عطفنا لهم عطف الضروس فصادفوا=من الهَضْبة الحمراء عزا ومعقلا
وجلة جبل عظيم له شِعْب عظيم واسع ، لا يؤتى الجبل إلا من قبل الشعب ،
والشعب متقارب المدخل ، وداخله متسع .
وقال أبو الفرج الأصبهاني : دخلت بنو عامر شعبا منه – أي من جبلة –
يقال له : مُسلِّح ، فحصنوا النساء والذراري والأموال في رأس الجبل .
وصار الشعب بعد ذلك بدون إضافة علما بالغلبة على شعب جبلة ،
ومن ذلك قول لقيط بن زرارة :
أن تقتلوا بكري وصاحبه=فلقد شفيت بسيفه نفسي
فقتلت في ( الشعب ) أول فارس=في الشرق قبل ترجل الشمس
وقال جرير يذكر مقتل لقيط :
ويوم ( الشعب ) قد تركوا لقيطا=كأن عليه حُلّة أرجوان ِ
واشتهرت بيوم وقع فيها في الجاهلية كان من أعظم أيام العرب ،
كان هذا اليوم قبل الإسلام بتسع وخمسين سنة ، قبل مولد النبي
صلى الله عليه وسلم بتسع عشرة سنة .
إحداثي جبلة :
N 24 – 47 – 312
E 043 – 53 – 836
يوم شعب جبلة :
كان لقيط بن زرارة قد عزم على غزو بني عامر بن صعصعة للأخذ
بثأر أخيه معبد بن زرارة وقد ذكرنا موته عندهم أسيرًا.
فبينما هو يتجهز أتاه الخبر يحلف بني عبس وبني عامر فلم يطمع في القوم وأرسل
إلى كل من كان بيته وبين عبس ذحل يسأله الحلف والتظافر على غزو عبس وعامر.
فاجتمعت إليه أسد وغطفان وعمرو بن الجون ومعاوية بن الجون واستوثقوا
واستكثروا وساروا فعقد معاوية بن الجون الألوية فكان بنو أسد وبنو فزارة
بلواء مع معاوية بن الجون وعقد لعمرو بن تميم مع حاجب بن زرارة وعقد للرباب مع
حسان بن همام وعقد لجماعة من بطون تميم مع عمرو ابن عدس وعقد لحنظلة بأسر ها
مع لقيط بن زرارة وكان مع لقيط ابنته دخنتوس وكان يغزو بها معه ويرجع إلى رأيها.
وساروا في جمع عظيم لا يشكون في قتل عبس وعامر وإدراك ثأرهم فلقي لقيط في
طريقه كرب بن صفوان بن الحباب السعدي وكان شريفًا فقال: ما منعك أن تسير
معنا في غزاتنا قال: أنا مشغول في طلب إبل لي.
قال: لا بل تريد أن تنذر بنا القوم ولا أتركك حتى تحلف أنك لا تخبرهم فحلف له
ثم سار عنه وهو مغضب.
فلما دنا من عامر أخذ خرقة فصر فيها حنظلةً وشوكًا وترابًا وخرقتين يمانيتين
وخرقة حمراء وعشرة أحجار سود ثم رمى بها حيث يسقون ولم يتكلم.
فأخذها معاوية بن قشير فأتى بها الأحوص بن جعفر وأخبره أن رجلًا ألقاها وهم يسقون.
فقال الأحوص لقيس بن زهير العبسي: ما ترى في هذا الأمر قال: هذا من صنع
الله لنا هذا رجل قد أخذ عليه عهدٌ على أن لا يكلمكم فأخبركم أن أعداءكم قد
غزوكم عدد التراب وأن شوكتهم شديدة وأما الحنظلة فهي رؤساء القوم وأما الخرقتان
اليمانيتان فهما حيان من اليمن معهم وأما الخرقة الحمراء فهي حاجب بن زرارة وأما
الأحجار فهي عشر ليال يأتيكم القوم إليها قد أنذرتكم فكونوا أحرارًا فاصبروا كما يصبر الأحرار الكرام.
قال الأحوص: فإنا فاعلون وآخذون برأيك فإنه لم تنزل بك شدة إلا رأيت المخرج منها.
قال: فإذا قد رجعتم إلى رأيي فأدخلوا نعمكم شعب جبلة ثم اظمئوها هذه الأيام
ولا توردوها الماء فإذا جاء القوم أخرجوا عليهم الإبل وانخسوها بالسيوف
والرماح فتخرج مذاعير عطاشًا فتشغلهم وتفرق جمعهم واخرجوا أنتم في
آثارها واشفوا نفوسكم. ففعلوا ما أشار به.
وعاد كرب بن صفوان فلقي لقيطًا فقال له: أنذرت القوم فأعاد الحلف
له أنه لم يكلم أحدًا منهم فخلى عنه.
فقالت دخنتوس ابنة لقيط لأبيها: ردني إلى أهلي ولا تعرضني لعبس
وعامر فقد أنذرهم لا محالة. فاستحمقها وساءه كلامها وردها.
وسار حتى نزل على فم الشعب بعساكر جرارة كثيرة الصواهل
وليس لهم هم إلا الماء فقصدوه.
فقال لهم قيس: أخرجوا عليهم الآن الإبل ففعلوا ذلك فخرجت الإبل
مذاعير عطاشًا وهم في أعراضها وأدبارها فخبطت تميمًا ومن معها
وقطعتهم وكانوا في الشعب وأبرزتهم إلى الصحراء على غير تعبية.
وشغلوا عن الاجتماع إلى ألويتهم وحملت عيهم عبس وعامر فاقتتلوا
قتالًا شديدًا وكثرت القتلى في تميم وكان أول من قتل من رؤسائهم
عمرو بن الجون وأسر معاوية بن الجون وعمرو بن عمرو بن عدس
زوج دخنتوس بنت لقيط وأسر حاجب ابن زرارة وانحاز لقيط بن زرارة
فدعا قومه وقد تفرقوا عنه فاجتمع إليه نفر يسير فتحرز برايته فوق جرف
ثم حمل فقتل فيهم ورجع وصاح: أنا لقيط وحمل ثانيةً فقتل وجرح وعاد
فكثر جمعه فانحط الجرف بفرسه وحمل عليه عنترة فطعنه طعنة قصم
بها صلبه وضربه قيس بالسيف فألقاه متشحطًا في دمه فذكر ابنته دخنتوس فقال:
يا ليت شعري عنك دخنتوس
إذا أتاها الخبر المرموس
أتحلق القرون أم تميس
لا بل تميس إنّها عروس
ثم مات وتمت الهزيمة على تميم وغطفان ثم فدوا حاجبًا بخمسمائة م
ن الإبل وفدوا عمرو بن عمرو بمائتين من الإبل وعاد من سلم إلى أهله.
وقالت دختنوس ترثي أباها قصائد منها:
عثر الأغرّ بخير خندف كهلها وشبابها
وأضرّها لعدوّها وأفكّها لرقابها
وقريعها ونجيبها في المطبقات ونابها
وأتّمها نسبًا إذا رجعت إلى أنسابها
فرعى عمودًا للعشيرة رافعًا لنصابها
ويعولها ويحوطها ويذبّ عن أحسابها
ويطا مواطن للعد وّ فكان لا يمشى بها
فعل المدلّ من الأسود لحينها وتبابها
كالكوكب الدّرّيّ في سماء لا يخفى بها
عبث الأغرّ به وكلّ منيّة لكتابها
فرّت بنو أسد فرا ر الطير عن أربابها
وهوازنٌ أصحابهم كالفأر في أذنابها
وجبلة هذه هي التي حدثت بها قصة المثل المعروف ( يا مقيط دوك إرشاك )
المراجع :
الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني
الكامل في التاريخ لابن الأثير
التعليقات والنوادر لأبي علي الهَجِري
معجم بلاد القصيم للعبودي
معجم عالية نجد لا بن جنيدل
صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار لا بليهد
معجم البلدان لياقوت الحموي
معجم ما استعجم للبكري
معجم جبال الجزيرة لابن خميس
تاريخ اليمامة لابن خميس
ما تقارب سماعه وتباينت أمكنته وبقاعه لبن بليهد
الثقافة التقليدية قسم المعارف الجغرافية
المجاز بين اليمامة والحجاز لا بن خميس
أبيات وأماكن للشاعر ناصر المسيميري
صفة جزيرة العرب للهمداني
ذاكرة المكان لأيمن إبراهيم فودة
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABALAH0.jpg
خريطة تبين موقع جبلة وما حولها من المعالم .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH1.jpg
جبلة من بعيد ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH2.jpg
من مكان أقرب ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH3.jpg
هضبة من هضاب جبلة الجميلة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH4.jpg
هذه الهضبة صخرة واحدة صماء .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH5.jpg
جانب من جبلة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images6/mk863_JABAGAH6.jpg
لا حظ جمالها وشدة حمرتها !