المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا عبدالله المسند مهلاً.. رب كلمة قالت لصاحبها دعني



أحيا بديني
13/01/2010, 03:19 PM
قال الشيخ / سعيد بن وهف القحطاني في كتاب صلاة الكسوف
السبب الشرعي لصلاة الكسوف: هو تخويف الله تعالى لعباده؛ لحديث أبي بكرة t عن النبي r قال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يخوِّف بهما عباده))([1] (http://www.mekshat.com/vb/newthread.php?f=100#_ftn1)).
وهذا السبب هو الذي يفيد؛ ليرجعوا إلى الله تعالى، أما السبب الحسي فليس ذا فائدة كبيرة؛ ولهذا لم يبينه النبي r([2] (http://www.mekshat.com/vb/newthread.php?f=100#_ftn2)).
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن الحديث السابق: ((فذكر أن حِكْمَةَ ذلك تخويف العباد كما يكون تخويفهم في سائر الآيات: كالرياح الشديدة، والزلازل، والجدب، والأمطار المتواترة، ونحو ذلك من الأسباب التي قد تكون عذابًا؛ كما عذب الله أُممًا بالريح، والصيحة، والطوفان، وقال تعالى: ] فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [([3] (http://www.mekshat.com/vb/newthread.php?f=100#_ftn3))، وقد قال: ] وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا [([4] (http://www.mekshat.com/vb/newthread.php?f=100#_ftn4))، وإخباره بأنه يخوف عباده بذلك يبين أنه قد يكون سببًا لعذاب ينـزل: كالريح العاصفة الشديدة، وإنما يكون ذلك إذا كان الله قد جعل ذلك سببًا لِمَا ينـزل في الأرض))([5] (http://www.mekshat.com/vb/newthread.php?f=100#_ftn5)).
ذكر شيخ الإسلام : أن النبي r بيّن أن كسوف الشمس والقمر سبب لنـزول عذاب بالناس([6] (http://www.mekshat.com/vb/newthread.php?f=100#_ftn6)).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: ((نعم لا ننكر أنه سبحانه يحدث عند الكسوفين من أقضيته وأقداره ما يكون بلاء لقوم ومصيبة لهم، ويجعل الكسوف سببًا لذلك؛ ولهذا أمر النبي r عند الكسوف بالفزع إلى ذكر الله، والصلاة، والعتاقة، والصدقة، والصيام؛ لأن هذه الأشياء تدفع موجب الكسف الذي جعله الله سببًا لِمَا جعله، فلولا انعقاد سبب التخويف لَمَا أمر بدفع موجبه بهذه العبادات، ولله تعالى في أيام دهره أوقات يحدث فيها ما يشاء من البلاء، والنعماء، ويقضي من الأسباب ما يدفع موجب تلك الأسباب لمن قام به، أو يقلله، أو يخففه، فمن فزع إلى تلك الأسباب أو بعضها اندفع عنه الشر الذي جعل الله الكسوف سببًا له أو بعضه؛ ولهذا قلّ ما تسلم أطراف الأرض حيث يخفى الإيمان وما جاءت به الرسل من شر عظيم يحصل بسبب الكسوف، وتسلم منه الأماكن التي يظهر فيها نور النبوة والقيام بما جاءت به الرسل، أو يقل فيها جدًا، ولمَّا كسفت الشمس على عهد النبي r قام فزعًا مسرعًا يجرُّ رداءه، ونادى في الناس: الصلاة جامعة، وخطبهم بتلك الخطبة البليغة، وأخبر أنه لم يرَ كيومه ذلك في الخير والشر، وأمرهم عند حصول مثل تلك الحالة: بالعتاقة، والصدقة، والصلاة، والتوبة، فصلوات الله وسلامه على أعلم الخلق بالله، وبأمره، وشأنه، وتعريفه أمور مخلوقاته، وتدبيره، وأنصحهم للأمة، ومن دعاهم إلى ما فيه سعادتهم: في معاشهم، ومعادهم، ونهاهم عما فيه: هلاكهم: في معاشهم ومعادهم))([7] (http://www.mekshat.com/vb/newthread.php?f=100#_ftn7)).

([1]) البخاري، برقم 1048، وتقدم تخريجه.

[2] (http://www.mekshat.com/vb/newthread.php?f=100#_ftnref2)) انظر: الشرح الممتع؛ لابن عثيمين، 5/233.

([3]) سورة العنكبوت، الآية: 40.

([4]) سورة الإسراء، الآية: 59.

([5]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام، 35/169.

([6]) مجموع فتاوى شيخ الاسلام، 24/258 – 259.

([7]) مفتاح دار السعادة، 3/220.

النجم السراي
13/01/2010, 11:24 PM
ماشاء الله
تقرير رائع
يعطيك الف عافيه