الصلبوخي
24/05/2010, 01:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وسرور
ونسال الله ان يوفقنا واياكم لكل خير
فضيلة الشيخ : سليمان الماجد .
http://img263.imageshack.us/img263/3033/snapshot20100516204546.jpg (http://img263.imageshack.us/my.php?image=snapshot20100516204546.jpg)
السؤال
صاحب الفضيلة الشيخ سليمان في الأيام الماضية ساد الجو شئ من العكر , هناك أمطار في بعض الأماكن
وهناك موجات من الغبار والأتربة والحرارة الشديدة , جو متقلب , بعض الناس يرجع هذا إلى غضب الله
عز وجل وكثرة المعاصي والذنوب وبعضهم يرجعه إلى أمور كونية ,لا علاقة بهذه الأشياء , الموقف الشرعي الوسط
نريد أن نسمعه منك .
الشيخ :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملاً إلى يوم نلقاك , أما بعد :
كان من سنة الله عز وجل الكونية وسنته الشرعية أن جعل مثل هذه الظواهر الكونيه سواء كانت زلازل أو براكين أو رياح او كانت أو كانت أمراضاً أو كانت شيئاً من خوارق العادات الذي كان لقوم فرعون و قوم نوح وقوم عاد و قوم ثمود وغيرها من الأمم التي كذبت فأهلكها الله عز وجل بسبب عتوها و بسبب ذنوبها وتنكرها الصراط المستقيم .
وكتاب الله عز وجل قد فاض بذلك , والله عز وجل يقول في محكم التنزيل : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسب أيديكم ويعفوا عن كثير } فجعل الله عز وجل هذه المصائب هي بسبب الذنوب , كما ان الله عز وجل قد ذكر مصارع الأمم السابقة كما هو في سورة الأعراف ذكر مصارع قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود وقوم لوط ثم قال في خاتمتها تذكيراً وتنبيها : { أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون } كما قال الله عز وجل : { أولم يرو كم أهلكنا من قبلهم من قرنٍ مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدراراً وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرناً آخرين } فكان من سنة الله عز وجل الكونية والشرعية أيضاً أن الله عز وجل يعذب الأمم ويعذب الأفراد في مثل هذه الظواهر الكونية , كما أن الله عز وجل أصاب بعض عبادة المؤمنين وعلى رأسهم الأنبياء والرسل أصابهم بمصائب وكذلك الأولياء والصالحين أصابهم الله عز وجل بمصائب وكان ذلك رفعةً لدجاتهم وتكفيراً لسيئاتهم وهذه سنة الله عز وجل أيضا أن يجعل هذا رفعةً للمؤمنين وتكفيراً لسيئاتهم , ولهذا ثبت في الحديث الصحيح ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصبٍ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه .
فجعل الله عز وجل أيضا هذه المصائب كفارات سواء كانت للأمم أو كانت للشعوب , هذا هو الموقف الشرعي.
هناك موقف آخر موقف الطبائعيين كما سماهم العلماء السابقون قبل ذلك وموقف الذي لا يؤمن بالغيب وإن آمن به في الجملة الا أنه ضعيف الإيمان فتجد أن هذه الحقائق الشرعية أنها تغيب عن قلبه وعن لسانه , فتجد أنه يقول هذه دورات كونيه , و هذه نوع من ظاهرة الدفيئة مثل هذه الأعاصير , وظاهرة الإحتباس الحراري وظاهرة طبقة الأوزون وغيرها من الكلام الذي يقال أحياناً في مثل هذه المقامات , ويقولون بأن الله عز وجل لو سلط على فرعون لماذا لم يسلطه على أوربا مثلاً وهذا كله من الإعتراض على هذه النصوص العظيمة في الكتاب والسنة التي أثبت الله بها أنه يعذب الناس بذنوبهم بل أن الله عز وجل كان من عذابه لأصحابه رضوان الله عليهم حين وقع ما وقع في غزوة أحد فجعل ما أصابهم يوم التقى الجمعان كان بسبب ذنوبهم لكن هذان الموقفان موقف المؤمن في التسليم أن الله عز وجل جعل من سنته الكونية والشرعية والقدرية أنه جعل تلك عقوبات , الموقف الآخر موقف الزنادقة .
يبقى مواقف إشكال أحيانا تقع بين هذا وذاك وهي أن يحكم الإنسان على الظاهرة المعينة بأن يقول بأن هذه عذاب ,سواء على الأفراد أو على الأمة هذه بعينها عذاب لأجل ذنوبهم أو أن يقول أيضا عن الظاهرة المعينة بعينها عن الشخص المعين أن هذا بسبب ذنوبه , والذي أراه أن لم يكن عليه منهج الكتاب ومنهج السنة ولا طريقة سلف الأمة , الا أنه إذا وقعت المصيبة قالوا راجعوا أنفسكم دون أن يصدر على الحادثه المعينه أو الواقعه المحدده بأنها هي بحد ذاتها عذاب من الله عز وجل فإن هذا حقيقة هو نوع إفتيات على الله عز وجل , والله هو الذي يدبر كونه ويدير ملكة سبحانه وتعالى فلا نستطيع أن نقول بأن هذا قد فُعل لأجل كذا وخذ على هذا مثالاً , لو أن مديراً في المدرسة جاء وعاقب طالباً على شئ معين ثم جاء طالب آخر وقال هذا ما عاقبه الا لكذا وكذا , الا يرى الناس أن هذا أفتيات على المدرس او على المعلم أو على المدير , وربما غضب المدير ان أفعاله نزلت على غير ما يريد هو وهذا أيضا يؤثر على أرادة المدير هذا وتصريفه أمر هذه المدرسه ولله عز وجل المثل الأعلى .
وكذلك ما وقع من المصائب والعقوبات على الأمم والشعوب والأفراد نقول إذا وقعت نخشى من العقوبة ,ونقول أيضا لا نقول لرفعة لدرجاتنا وكفارة لسيئاتنا لأنه في الحقيقة هو نوع عجب أن يقول أصاب فلان رفعه لدرجاته أصاب البلد الفلاني رفعة لدرجاته وأصاب فلان عقوبةً له وأصاب الأمة الفلانيه عقوبة لها وهذا أيضاً خطأ .
فإذن المنهج الشرعي الصحيح لهذا أن نقول ان الله عز وجل يرسل هذه الآيات تخويفاً ويرسلها عذاباً لكن لا يجوز أن نتكلم في القضايا المعينة بأن هذه بعينها عذاب , لكن نقول : نخشى أن تكون عذاباً ,وعلينا أن نراجع أنفسنا وأن نتوب إلى الله عز وجل هذا هو الموقف الوسط والذي أضاع النظر فيه كثير من الناس و الشباب تضييع كثير من المفاهيم الشرعيه لهذا والله أعلم .
التسجيل الصوتي
http://www.aboshdg.net/up/uploads/files/aboshdg-0a2834bf80.ra
للحفظ (http://www.aboshdg.net/up/uploads/files/aboshdg-0a2834bf80.ra)
الفيديو
http://www.rofof.com/dw.png (http://sub3.rofof.com/05emdhs24/4434.html)
http://sub3.rofof.com/05emdhs24/4434.html
تسجيل من برنامج الجواب الكافي الاسبوع الماضي الاحد 2/6/1431 نسال الله ان يرحمنا برحمته الواسعة
دمتم في حفظ الله ورعايته
محبكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وسرور
ونسال الله ان يوفقنا واياكم لكل خير
فضيلة الشيخ : سليمان الماجد .
http://img263.imageshack.us/img263/3033/snapshot20100516204546.jpg (http://img263.imageshack.us/my.php?image=snapshot20100516204546.jpg)
السؤال
صاحب الفضيلة الشيخ سليمان في الأيام الماضية ساد الجو شئ من العكر , هناك أمطار في بعض الأماكن
وهناك موجات من الغبار والأتربة والحرارة الشديدة , جو متقلب , بعض الناس يرجع هذا إلى غضب الله
عز وجل وكثرة المعاصي والذنوب وبعضهم يرجعه إلى أمور كونية ,لا علاقة بهذه الأشياء , الموقف الشرعي الوسط
نريد أن نسمعه منك .
الشيخ :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملاً إلى يوم نلقاك , أما بعد :
كان من سنة الله عز وجل الكونية وسنته الشرعية أن جعل مثل هذه الظواهر الكونيه سواء كانت زلازل أو براكين أو رياح او كانت أو كانت أمراضاً أو كانت شيئاً من خوارق العادات الذي كان لقوم فرعون و قوم نوح وقوم عاد و قوم ثمود وغيرها من الأمم التي كذبت فأهلكها الله عز وجل بسبب عتوها و بسبب ذنوبها وتنكرها الصراط المستقيم .
وكتاب الله عز وجل قد فاض بذلك , والله عز وجل يقول في محكم التنزيل : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسب أيديكم ويعفوا عن كثير } فجعل الله عز وجل هذه المصائب هي بسبب الذنوب , كما ان الله عز وجل قد ذكر مصارع الأمم السابقة كما هو في سورة الأعراف ذكر مصارع قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود وقوم لوط ثم قال في خاتمتها تذكيراً وتنبيها : { أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون } كما قال الله عز وجل : { أولم يرو كم أهلكنا من قبلهم من قرنٍ مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدراراً وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرناً آخرين } فكان من سنة الله عز وجل الكونية والشرعية أيضاً أن الله عز وجل يعذب الأمم ويعذب الأفراد في مثل هذه الظواهر الكونية , كما أن الله عز وجل أصاب بعض عبادة المؤمنين وعلى رأسهم الأنبياء والرسل أصابهم بمصائب وكذلك الأولياء والصالحين أصابهم الله عز وجل بمصائب وكان ذلك رفعةً لدجاتهم وتكفيراً لسيئاتهم وهذه سنة الله عز وجل أيضا أن يجعل هذا رفعةً للمؤمنين وتكفيراً لسيئاتهم , ولهذا ثبت في الحديث الصحيح ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا نصبٍ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه .
فجعل الله عز وجل أيضا هذه المصائب كفارات سواء كانت للأمم أو كانت للشعوب , هذا هو الموقف الشرعي.
هناك موقف آخر موقف الطبائعيين كما سماهم العلماء السابقون قبل ذلك وموقف الذي لا يؤمن بالغيب وإن آمن به في الجملة الا أنه ضعيف الإيمان فتجد أن هذه الحقائق الشرعية أنها تغيب عن قلبه وعن لسانه , فتجد أنه يقول هذه دورات كونيه , و هذه نوع من ظاهرة الدفيئة مثل هذه الأعاصير , وظاهرة الإحتباس الحراري وظاهرة طبقة الأوزون وغيرها من الكلام الذي يقال أحياناً في مثل هذه المقامات , ويقولون بأن الله عز وجل لو سلط على فرعون لماذا لم يسلطه على أوربا مثلاً وهذا كله من الإعتراض على هذه النصوص العظيمة في الكتاب والسنة التي أثبت الله بها أنه يعذب الناس بذنوبهم بل أن الله عز وجل كان من عذابه لأصحابه رضوان الله عليهم حين وقع ما وقع في غزوة أحد فجعل ما أصابهم يوم التقى الجمعان كان بسبب ذنوبهم لكن هذان الموقفان موقف المؤمن في التسليم أن الله عز وجل جعل من سنته الكونية والشرعية والقدرية أنه جعل تلك عقوبات , الموقف الآخر موقف الزنادقة .
يبقى مواقف إشكال أحيانا تقع بين هذا وذاك وهي أن يحكم الإنسان على الظاهرة المعينة بأن يقول بأن هذه عذاب ,سواء على الأفراد أو على الأمة هذه بعينها عذاب لأجل ذنوبهم أو أن يقول أيضا عن الظاهرة المعينة بعينها عن الشخص المعين أن هذا بسبب ذنوبه , والذي أراه أن لم يكن عليه منهج الكتاب ومنهج السنة ولا طريقة سلف الأمة , الا أنه إذا وقعت المصيبة قالوا راجعوا أنفسكم دون أن يصدر على الحادثه المعينه أو الواقعه المحدده بأنها هي بحد ذاتها عذاب من الله عز وجل فإن هذا حقيقة هو نوع إفتيات على الله عز وجل , والله هو الذي يدبر كونه ويدير ملكة سبحانه وتعالى فلا نستطيع أن نقول بأن هذا قد فُعل لأجل كذا وخذ على هذا مثالاً , لو أن مديراً في المدرسة جاء وعاقب طالباً على شئ معين ثم جاء طالب آخر وقال هذا ما عاقبه الا لكذا وكذا , الا يرى الناس أن هذا أفتيات على المدرس او على المعلم أو على المدير , وربما غضب المدير ان أفعاله نزلت على غير ما يريد هو وهذا أيضا يؤثر على أرادة المدير هذا وتصريفه أمر هذه المدرسه ولله عز وجل المثل الأعلى .
وكذلك ما وقع من المصائب والعقوبات على الأمم والشعوب والأفراد نقول إذا وقعت نخشى من العقوبة ,ونقول أيضا لا نقول لرفعة لدرجاتنا وكفارة لسيئاتنا لأنه في الحقيقة هو نوع عجب أن يقول أصاب فلان رفعه لدرجاته أصاب البلد الفلاني رفعة لدرجاته وأصاب فلان عقوبةً له وأصاب الأمة الفلانيه عقوبة لها وهذا أيضاً خطأ .
فإذن المنهج الشرعي الصحيح لهذا أن نقول ان الله عز وجل يرسل هذه الآيات تخويفاً ويرسلها عذاباً لكن لا يجوز أن نتكلم في القضايا المعينة بأن هذه بعينها عذاب , لكن نقول : نخشى أن تكون عذاباً ,وعلينا أن نراجع أنفسنا وأن نتوب إلى الله عز وجل هذا هو الموقف الوسط والذي أضاع النظر فيه كثير من الناس و الشباب تضييع كثير من المفاهيم الشرعيه لهذا والله أعلم .
التسجيل الصوتي
http://www.aboshdg.net/up/uploads/files/aboshdg-0a2834bf80.ra
للحفظ (http://www.aboshdg.net/up/uploads/files/aboshdg-0a2834bf80.ra)
الفيديو
http://www.rofof.com/dw.png (http://sub3.rofof.com/05emdhs24/4434.html)
http://sub3.rofof.com/05emdhs24/4434.html
تسجيل من برنامج الجواب الكافي الاسبوع الماضي الاحد 2/6/1431 نسال الله ان يرحمنا برحمته الواسعة
دمتم في حفظ الله ورعايته
محبكم