المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العناية بالبيئة



ذيب الداهية
06/06/2010, 09:18 AM
الحمدُ للهِ الَّذِي خلقَ فسوَّى، والذِي قدَّرَ فهدَى،
والذِي سخَّرَ لنَا مَا فِي السمواتِ ومَا فِي الأرضِ نعمةً منهُ وفضلاً
، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ اصطفَاهُ واجتبَاهُ،
اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى سيدِنَا محمدٍ فِي الأولينَ والآخرينَ،
وفِي كُلِّ وقتٍ وحينٍ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وأَصْحابِهِ الغُرِّ المَيامِينِ،
والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أمَّا بعدُ: فأُوصيكُمْ عبادَ اللهِ بتقوَى اللهِ والعملِ بِمَا جاءَ فِي كتابِهِ وسنَّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم
قالَ تعالَى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)

أيهَا المسلمونَ: خلقَ اللهُ تعالَى الإنسانَ وجعلَهُ خليفةً فِي الأرضِ،
وسخَّرَ لهُ المخلوقاتِ،
فقالَ عزَّ مِنْ قائلٍ : (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي البَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)
وطلبَ اللهُ تعالَى مِنَ الإنسانِ أنْ يُعَمِّرَ ولاَ يُدَمِّرَ،
ويبنِيَ ولاَ يهدِمَ، ويزرعَ ولاَ يقطعَ كمَا قالَ سبحانَهُ علَى لسانِ نبيِّهِ صالِحٍ -عليهُ السلامُ- : (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)
أيْ طلبَ منكُمْ إعمارَهَا والمحافظةَ علَى مَا فيهَا مِنْ مُقدَّراتٍ وحُسْنَ استثمارِ مَا أودعَهُ اللهُ فيهَا مِنْ خيراتٍ.

عبادَ اللهِ: إنَّنا مأمورونَ بِحُسنِ التعاملِ معَ الكونِ والبيئةِ التِي نعيشُ فِي محيطِهَا بِمَا فيهَا مِنْ أرضٍ وفضاءٍ،
ونباتٍ وهواءٍ، وبحارٍ وأنْهارٍ،
وزُروعٍ وأشجارٍ،
وحيواناتٍ وطيورٍ، ومِنْ ذلكَ : المحافظةُ علَى الماءِ إذْ جعلَهُ اللهُ تعالَى سببًا للحياةِ
فقالَ سبحانَهُ : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) .
وكانَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم المثلَ الأعْلَى فِي المحافظةِ علَى الماءِ،
فعَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ والْمُدُّ مِلْءُ الكفَّيْنِ المتوسطتَيْنِ، والصاعُ أربعةُ أمدادٍ.
فلنحافظْ علَى الماءِ لأنَّهُ ثروةٌ لاَ تُقدَّرُ بثمنٍ،
وتبذلُ الدولةُ جهودًا عظيمةً لتوفيرِ المياهِ، فينبغِي علينَا تقديرُ هذهِ المجهوداتِ وشكرُ هذِهِ النعمةِ بعدمِ الإسرافِ فِي استخدامِهَا وتضييعِهَا هدَرًا
. ومِنْ حُسْنِ التعاملِ معَ الكونِ والبيئةِ المحافظةُ علَى النظافةِ ومكافحةُ التلوثِ،
وقدْ أُمِرْنَا بنظافةِ البيوتِ وساحاتِهَا ومرافِقِهَا،
يقولُ :« إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرْمَ، جَوَّادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ»
كمَا أنَّ نظافةَ الطرقاتِ مِنْ شُعبِ الإيمانِ، قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم :« الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» .

أيهَا المؤمنونَ: ومِنَ العنايةِ بالكونِ والبيئةِ الحثُّ علَى الزراعةِ،
وجعْلُهَا مِنْ أبوابِ الصدقاتِ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعاً، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ».
ومِنْ ذلكَ المحافظةُ علَى الثروةِ الزراعيةِ،
قالَ صلى الله عليه وآله وسلم :« مَنْ أَحْيَا أَرْضاً مَيْتَةً فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ مِنْهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ»
والْعَافِيَةُ : هِيَ كلُّ مَنْ يطلبُ الرزقَ مِنْ إنسانٍ أوْ بَهيمةٍ أوْ طائرٍ. وأُعْطِيَ لولِيِّ الأمْرِ الحقُّ فِي توزيعِ الأراضِي لِمَنْ يُحْيِيهَا ويزرعُهَا،
. ومِنَ العنايةِ بالكونِ والبيئةِ المحافظةُ علَى الثروةِ الحيوانيةِ،
فأُمِرْنَا بالرفْقِ بالحيواناتِ ونُهِينا عَنْ تعذِيبِهَا، قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم: « عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِى هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لاَ هِىَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلاَ هِىَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ».
فالرفقُ بالحيوانِ مطلَبٌ شرعِيٌّ ومظهَرٌ حضارِيٌّ. فعلينَا أيهَا المسلمونَ أنْ نُحسِنَ التعاملَ معَ الكونِ والبيئةِ، ونغرسَ فِي نفوسِ أبنائِنَا مراعاةَ السلوكياتِ العامةِ والمحافظةَ علَى نظافةِ الطرقاتِ والحدائقِ والشواطئِ والمرافقِ العامةِ.

اللهمَّ وفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بطاعتِهِ امتثالاً لقولِكَ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وأَستغفرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

ناصح
06/06/2010, 11:10 AM
موضوع بيئي يصلح خطبة صلاة الجمعة

وهذا مما لا شك فيه

إن الإسلام هو دين الحياة السعيدة

فلا إفساد ولا ضرر على الإنسان والنبات والكائنات الفطرية

شكر الله لك

shaheen70
06/06/2010, 11:18 AM
موضوع بيئي يصلح خطبة صلاة الجمعة


وهذا مما لا شك فيه

إن الإسلام هو دين الحياة السعيدة

فلا إفساد ولا ضرر على الإنسان والنبات والكائنات الفطرية


شكر الله لك


زي ماقال أخي الكريم ناصح
ومشكور على هذا التنبيه
بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك